اذهبي الى المحتوى
أم عبد المؤمن

[ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ]

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الحمد لله .. نحمده ونستعينه ونستهديه .. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .. من يهده الله فهو المهتد.. ومن يضلل فلا هادي له .. وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له ،

 

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..

وبعد..

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

تفسير قوله تعالى :

( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) [ الكهف :28 ]

 

 

قال العلامة السعدي –رحمه الله – في تفسيره النفيس :

يأمر تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم – وغيره أسوته – في الأوامر والنواهي أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين ( الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) أي : أول النهار وآخره يريدون بذلك وجهه الله . فوصفهم بالعبادة والاخلاص فيها ، ففيها الامر بصحبة الاخيار ، ومجاهدة النفس على صحبتهم ، ومخالطتهم وإن كانو فقراء ، فإن في صحبتهم من الفوائد مالا يحصى.

 

 

( وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) أي : لاتجاوزهم بصرك ، وترفع عنهم نظرك .

 

 

( عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) فإن هذا ضار غير نافع ، قاطع عن المصالح الدينية ، فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا ، فتصير الأفكار والهواجس فيها وتزول من القلب الرغبة في الآخرة ، فإن زينة الدنيا تروق للناظر ، وتسحر العقل ، فيغفل القلب عن ذكر الله ويقبل على اللذات والشهوات ،

فيضيع وقته وينفرط أمره ، فيخسر الخسارة الأبدية ، والندامة السرمدية..

ولهذا قال : ( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا) غفل عن الله ، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره .

 

 

( وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) أي: صار تبعاً لهواه ،حيث مااشتهت نفسه فعله ، وسعى في إدراكه ، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه ، فهو قد اتخذ إلاهه هواه ، كما قال تعالى : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ) الآيه.

 

 

( وَكَانَ أَمْرُهُ ) أي : مصالح دينه ودنياه ( فُرُطًا ) أي : ضائعه معطله . فهذا قد نهى الله عن طاعته ، لان طاعته تدعو إلى الاقتداء به ، ولأنه لايدعو إلا لما هو متصف به .

ودلت الآية على أن الذي ينبغي أن يطاع ، ويكون إماماً للناس ، من امتلأ قلبه بمحبة الله ، وفاض ذلك على لـــــسانه ، فلهج بــــــذكر الله ، واتبع مراضي ربه ، فقدمها على هواه ، فحفظ بذلك ماحفظ من وقته ، وصلحت أحواله ، واستقامت أفعاله ، ودعا الناس إلى مامنّ الله به عليه ،

فحقيق بذلك ، أن يتبع ويجعل إماماً ، والصبر المذكور في هذه الآية ، هو الصـــــبر على طــــاعة الله ، الذي هو أعلى أنـــواع الصبر ، وبتمامه تتم باقي الأقسام .

 

 

وفي الآية استحباب الذكــــر والدعـــــاء والعـــــبادة طرفي النهار ، لأن الله مدحهم بفعه ، وكل فعل مدح الله فاعله ، دل ذلك على أن الله يحبه ، وإذا كان يحبه فإنه يأمر بفعله ، ويرغب فيه .

 

 

وقال العلامة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في تفسيره.. في قوله تعالى :

( وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) : في هذه الآية إشارة إلى أهمية حضور القلب عند ذكـــر الله ،

وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تنــــزَع البركه من أعماله وأوقــاته حتى يكون أمره فرطا عليه .

تجده يبقى الساعات الطويلة ولم يحصل شيئاً، ولكن لو كان أمره مع الله لحصلت له البركة في جميع أعماله .

 

 

نسأل الله الكريم من فضله .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً على النقل الطيب

جعله الله في موازين حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا على النقل القيم

جعله الله في ميزان حسناتك

 

و بارك الله فيكِ إيمان الحبيبة على رفع الموضوع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
وقال العلامة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في تفسيره.. في قوله تعالى :

( وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) : في هذه الآية إشارة إلى أهمية حضور القلب عند ذكـــر الله ،

وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تنــــزَع البركه من أعماله وأوقــاته حتى يكون أمره فرطا عليه .

تجده يبقى الساعات الطويلة ولم يحصل شيئاً، ولكن لو كان أمره مع الله لحصلت له البركة في جميع أعماله .

 

ربِ اغفر وارحم وانت خير الراحمين ,, اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك آمين

جزاكِ الله خيرا اختي الكريمه ,,,,بارك الله فيكِ ولكِ وعليكِ آمين

 

والله الموفق للهدى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكِ أختى وجزاك الله خيرا

ربِ اغفر وارحم وانت خير الراحمين ,, اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك آمين

 

اللهم أمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم أرزقنا حضور القلب فى كل وقت وحين

 

بارك الله فيك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×