اذهبي الى المحتوى
ميرفت ابو القاسم

الزكاة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

المشاركات التي تم ترشيحها

فمنهم من قال: يؤخذ نصف ماله مع أخذ الزكاة.

ومنهم من قال: يجعل ماله نصفين, ثم تؤخذ الزكاة من خير الشطرين.

ومنهم من قال: لا يعاقب بالمال, وإنما يعاقبه الإمام بما يراه, وهذا قول الجمهور (1)

 

.(1) انظر: جامع الأصول، لابن الأثير، 4/ 573 – 574، ونيل الأوطار، 3/ 16 – 18، وسبل السلام للصنعاني، ومال شيخنا ابن باز أثناء تقريره على الحديث رقم 626 من بلوغ المرام: إلى عدم أخذ نصف المال، وإنما يعاقبه الإمام بما يراه، للقواعد العظيمة في تحريم مال المسلم بغير حق، وإن كان مخالفاً لما رجحه ابن القيم رحمه الله، وذكر ابن باز: أن الحاكم صحح الحديث، ولكن لم يجزم الشيخ بتصحيحه ولا تضعيفه، وقد حسنه الألباني كما تقدم.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

المبحث الثالث: فوائد الزكاة وحِكَمها

للزكاة فوائد عظيمة، وحِكمٌ كثيرة، منها ما يأتي:

 

إتمام إسلام العبد؛ لأنها أحد أركان الإسلام، فإذا أدى العبد الزكاة المفروضة تم إسلامه وكمل، وهذا غاية عظيمة لكل مسلم, فكل مسلم مؤمن يسعى لإكمال دينه (1).

حصول طاعة الله بتنفيذ أمره: رجاء ثوابهوخشية عذابه، وابتغاء رضوانه.

تثبيت أواصر المحبة بين الغني والفقير؛ لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها.

تطهير النفس وتزكيتها، والبعد بها عن خُلُق الشح والبخل، كما أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قول الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (2).

تعويد المسلم على صفة الجود، والكرم،والعطف على ذوي الحاجات؛ والرحمة للفقراء.

حفظ النفس عن الشح، قال الله تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (3).

استجلاب البركة والزيادة والخلف من الله تعالى،كما قال - عز وجل -:

 

) الشرح الممتع، لابن عثيمين، 6/ 10.

(2) سورة التوبة, الآية: 103.

(3) سورة الحشر، الآية: 9.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (1)؛ ولقول الله تعالى في الحديث القدسي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((قال الله: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك)) (2).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله)) (3).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً)) (4) (5).

وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((انفحي أو انضحي، أو أنفقي (6) ولا تحصي فيحصي الله عليك (7)، ولا توعي فيوعي الله عليك)) (8)، وفي لفظ البخاري: ((لا توكي فيوكي الله

 

(1) سورة سبأ، الآية: 39.

(2) متفق عليه: البخاري، كتاب النفقات، باب فضل النفقة على الأهل، برقم 5352، ومسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف، برقم 993.

(3) مسلم، كتاب البر والصلة، باب العفو، برقم 2588.

(4) مسلم، كتاب الزكاة، باب في المنفق والممسك، برقم 1010.

(5) مجموع فتاوى ابن باز، 14/ 230.

(6) انفحي، أو انضحي، أي: أعطي، والنفح والنضح: العطاء، وفي رواية للبخاري برقم 1434 ((وارضخي ما استطعت)) والرضخ: العطاء أيضاً. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي ص 569.

(7) لا تحصي: أي لا تبخلي فتجازين على بخلك. انظر: المفهم للقرطبي، 3/ 74.

(8) لا توعي: أي لا تجمعي وتشحي بالنفقة فيشح عليك. النهاية، 5/ 208.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عليك)) (1).

 

8 – برهان على صدق إسلام مخرجها؛ لحديث أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه -، وفيه: ((والصدقة برهان

– تشرح الصدر، فالمسلم إذا أحسن إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال، وأنواع الإحسان انشرح صدره؛ فالكريم المحسن أشرح الناس صدراً، وأطيبهم نفساً، وأنعمهم قلباً، والبخيل الذي لا يحسن أضيق الناس صدراً، وأنكدهم عيشاً، وأكثرهم همًّا وغمًّا، لكن لا بد من العطاء بطيب نفس، ويخرج المال من قلبه قبل أن يخرجه من يده (3).

– تُلحق المسلم بالمؤمن الكامل؛ لحديث أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه – أو قال – لجاره ما يحب لنفسه)) (4).

فكما أن المسلم يحب أن يبذل له المال الذي يسد به حاجته، فهو يحب أن يحصل لأخيه مثل ذلك، فيكون بذلك كامل الإيمان.

 

– من أسباب دخول الجنة؛لحديث أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن في الجنة غرفاً يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام،

 

) متفق عليه: البخاري، كتاب الزكاة، باب التحريض على الصدقة، برقم 1433، ومسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الإنفاق وكراهية الإحصاء، برقم 1029.

(2) مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، برقم 223.

(3) انظر: زاد المعاد، لابن القيم، 2/ 25، والشرح الممتع لابن عثيمين، 6/ 10.

(4) مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه، برقم 45.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام)) (1).

 

12 – تجعل المجتمع المسلم كالأسرة الواحدة، يرحم القوي القادر الضعيف العاجز، والغني يحسن إلى المعسر، فيشعر صاحب المال بوجوب الإحسان عليه كما أحسن الله إليه، قال الله تعالى: {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ} (2). فتصبح الأمة الإسلامية كأنها عائلة واحدة.

13 – تطفئ حرارة ثورة الفقراء؛ لأن الفقير قد يغضب، لما يرى من تنعم الأغنياء، فإذا جاد الأغنياء على الفقراء كسروا ثورتهم وهدؤوا غضبهم.

14 – تمنع الجرائم المالية مثل: السرقات، والنهب، وما أشبه ذلك؛ لاستغناء الفقراء عن هذه الجرائم بإعطائهم الزكاة، أو بالصدقة والإحسان إليهم.

15 – النجاة من حرِّ يوم القيامة؛ لحديث عقبة ابن عامر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كلُّ امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس)) أو قال: ((يحكم بين الناس)) (3). وفي لفظ: ((إن ظل المؤمن يوم القيامة صدقته)) (4). قال يزيد – أحد رواة الحديث: ((وكان أبو الخير – راوي الحديث عن عقبة – لا يخطئُه يومٌ إلا تصدق فيه بشيء، ولو كعكة، أو بصلة أو كذا)) (5).

 

(1) أحمد في المسند، 5/ 343، وابن حبان (موارد، برقم 641، والترمذي عن علي - رضي الله عنه - في كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة غرف الجنة، برقم 2527، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 3/ 7، وفي صحيح الجامع، 2/ 220، برقم 2119.

(2) سورة القصص، الآية: 77.

(3) أحمد في المسند، برقم 17333، وقال محققو المسند: إسناده صحيح، وأخرجه ابن حبان، برقم 3310.

(4) أحمد، برقم 18043، وقال محققو المسند: حديث صحيح.

(5) أحمد، برقم 17333، كما تقدم.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحد الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها, حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)) (1).

 

– تعين المسلم على معرفة حدود الله والفقه في دينه تعالى؛ لأن المسلم لا يؤدي زكاته إلا بعد أن يعرف أحكامها، وأموالها، وأنصابها، ومستحقها، وإثم من منعها، وفضل من أداها، وغير ذلك مما تدعو الحاجة إليه.

– سبب لنزول الخيرات ودفع العقوبات؛لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما, وفيه: (( ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء, ولولا البهائم لم يمطروا ).

– تطفئ الخطايا وتكفرها؛ لحديث معاذ - رضي الله عنه - , وفيه: (( والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)) (3) (4).

– أداء الزكاة من شكر النعم، وشكر النعم سبب لزيادتها؛ لقول الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (5).

– مضاعفة الأجر عند الله تعالى؛ لقول الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ

 

) متفق عليه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. البخاري كتاب الأذان، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، برقم 1423، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، برقم 1031.

(2) ابن ماجه، كتاب الفتن، باب العقوبات، برقم 4019، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 4/ 540، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 2/ 370.

(3) الترمذي، كتاب الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة، برقم 2616، وأحمد، 5/ 531، 236، 237، 245، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، 2/ 138.

(4) انظر: الشرح الممتع لابن عثيمين، 6/ 9 – 15.

(5) سورة إبراهيم، الآية: 7.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (1).

21 – وقاية صاحب المال من العذاب به؛ فإن الذي لا يؤدي زكاة ماله يعذب بماله في الآخرة، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ*يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} (2).
22 – الزكاة تُحصِّن المال, ويحفظه الله تعالى بها (3).
23 – ذهاب شر المال ووباله؛ لحديث جابر - رضي الله عنه - قال رجل من القوم: يا رسول الله! أرأيت لو أدَّى الرجل زكاة ماله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أدى زكاة ماله فقد ذهب عنه شره)) (4)، ولفظ الحاكم: ((إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره)) (5).


(1) سورة البقرة, الآية: 261.
(2) سورة التوبة, الآيتان: 34 - 35.
(3) جاء في الخبر: ((حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستعينوا على حمل البلاء بالدعاء والتضرع)). رواه أبو داود في مراسيله، والطبراني وغيرهما. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير، 3/ 99، برقم 2722، 2723، إلا أنه حسن ((داووا مرضاكم بالصدقة)) في صحيح الجامع، 3/ 140، وصحيح الترغيب والترهيب، 1/ 458، برقم 744.
(4) الطبراني في الأوسط [مجمع البحرين]، برقم 1345، قال الهيثمي في مجمع الزوائد، 3/ 63: ((وإسناده حسن وإن كان في بعض رجاله كلام))، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 458.
(5) الحاكم في المستدرك، 1/ 390، وقال: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم))، ووافقه الذهبي, وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 457.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

24 – تطهير المال؛ لأن الزكاة تطهيرٌ للمال؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( ... إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس ... )) (1) (2).
25 – وقاية المال من الفساد؛ لأن الزكاة ما خالطت مالاً إلا أفسدته (3). قيل في ذلك: لأن الحرام يهلك الحلال، وقيل: إذا أخذ الغني الزكاة أهلكت ماله؛ لأن الزكاة للفقراء (4).
26 – استعانة الفقير بما يأخذ من الزكاة على طاعة الله، ولولا ذلك لاشتغل قلبه بالهموم شغلاً يمنعه من العبادة، بل ربما يوقعه ذلك في شك من ضمان الله تعالى الرزق له ولكل مخلوق، والزكاة تزكي الفقراء والمساكين بسد حاجاتهم، وإغنائهم عن ذل السؤال، والتطلع إلى ما في أيدي الخلق.
27 – ترغيب الفقير في فعل الخيرات والإحسان إلى من دونه؛ لما يرى من إحسان الغني إليه.
28 – تحقيق أهم عناصر التمكين في الأرض والنصر على الأعداء، قال الله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ


(1) أوساخ الناس. قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم، 7/ 184: ((ومعنى أوساخ الناس أنها تطهير لأموالهم ونفوسهم، كما قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103] فهي كغسالة الأوساخ)).
(2) مسلم، كتاب الزكاة، باب ترك استعمال آل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصدقة، برقم 1072.
(3) جاء في حديث عن عائشة رضي الله عنها بلفظ: ((ما خالطت الزكاة مالاً قط إلا أفسدته)) رواه الشافعي والبخاري في تاريخه، والحميدي، والبزار، وضعفه الهيثمي في المجمع، 3/ 64، وضعفه الألباني في مشكاة المصابيح، برقم 1793، 1/ 562، [ولكن المعنى صحيح].
(4) انظر: مشكاة المصابيح، 1/ 562، برقم 1793.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِله عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (1).

29 – يزيد الله تعالى من أدى الزكاة طيبة بها نفسه هُدىً وإيماناً، قال الله تعالى: {وَيَزِيدُ الله الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً} (2). وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} (3).
وقال - سبحانه وتعالى - في طاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأمر والابتعاد عن النهي، ومن ذلك طاعته - صلى الله عليه وسلم - في الزكاة: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} (4).

30 – شهد الله تعالى للمنفقين بالهدى والفلاح، قال الله - عز وجل -: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (5). فأداء الزكاة من أعظم صفات أهل التقوى الذين ينتفعون بالقرآن.
31 – أداء الزكاة والصدقة من أعظم قضاء الحوائج وتفريج الكربات والستر في الدنيا ويوم القيامة؛ لما فيها من قضاء حاجات المحتاجين، وتفريج كربات المكروبين، والستر على المعسرين؛ لأن الجزاء من جنس العمل؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من


(1) سورة الحج، الآية: 41.
(2) سورة مريم، الآية: 76.
(3) سورة محمد، الآية: 17.
(4) سورة النور، الآية: 54.
(5) سورة البقرة، الآيات: 2 – 5.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ... )) (1)؛ ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما, وفيه: ((ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة)) (2).

32 – أداء الزكاة أو الصدقة إلى الضعفاء الفقراء من أسباب النصر والرزق؛ لحديث سعد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟)) (3)؛ ولحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: كان أخوان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان أحدهما يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، والآخر يحترف, فشكى المحترف أخاه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - , فقال: ((لعلك تُرزق به)) (4).
33 – المتصدق ابتغاء مرضاة الله تعالى يفوز بثناء الله تعالى, وما وعد به المتصدقين من الأجر العظيم، وانتفاء الخوف والحزن، قال الله - عز وجل -:
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (5).


(1) مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، برقم 2699.
(2) متفق عليه: البخاري، كتاب المظالم، باب لا يظلم المسلم المسلم, ولا يسلمه, برقم 2442, ومسلم, كتاب البر والصلة, باب تحريم الظلم, برقم 2580.
(3) البخاري, كتاب الجهاد والسير، باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب، برقم 2896.
(4) الترمذي، كتاب الزهد، باب في التوكل، برقم 2345، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 274.
(5) سورة البقرة, الآية: 274.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 من أعظم أسباب رحمة الله تعالى للعبد في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (1).
وقال الله - عز وجل -: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} (2). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يرحم الله من لا يرحم الناس)) (3). وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) (4). وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تنزع الرحمة إلا من شقي)) (5). وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أبعد الناس من الله القلب القاسي)) (6).

 وعد الله تعالى المؤمنين المتصدقين بالجنة وما فيها من النعيم المقيم، والرضوان العظيم، قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ*وَعَدَ الله الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا


(1) سورة النور, الآية: 56.
(2) سورة الأعراف, الآية: 156.
(3) متفق عليه: البخاري، كتاب التوحيد, باب قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: 110]، برقم 7376, ومسلم, كتاب الفضائل, باب رحمة الصبيان والعيال, برقم 2319.
(4) أبو داود, كتاب الأدب, باب في الرحمة, برقم 4941, والترمذي, كتاب البر والصلة, باب ما جاء في رحمة المسلمين, برقم 1924, وصححه الألباني في صحيح الترمذي, 2/ 180.
(5) أبو داود, كتاب الأدب, باب في الرحمة, برقم 1942, والترمذي, كتاب البر والصلة, باب ما جاء في رحمة المسلمين, برقم 1923, وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 180.
(6) الترمذي, كتاب الزهد, باب 61, برقم 2411, وحسنه عبد القادر الأرناؤوط في تحقيقه للأذكار للنووي, ص 285.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×