اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

فوائد من كتب ابن الجوزى....(متجددة)

المشاركات التي تم ترشيحها

عن الأوزاعي قال سمعت بلال بن سعيد قال

لا تنظر في صغر الخطيئة ولكن انظر من عصيت

 

عن المعتمر بن سليمان عن ابيه قال

إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته

 

قال الفضل

بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عنده

 

قال بشر

إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل

 

سمعت أبا الحسن المزين يقول

الذنب بعد الذنب عقوبة الذنب والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة

 

اعلم وفقك الله أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى

وهي وإن سر عاجلها ضر آجلها

ولربما تعجل ضرها

أراد طيب عيشه فليلزم التقوى

 

حدثنا الأصمعي عن أبيه قال

كان شيخ يدور على المجالس ويقول

من سره أن تدوم له العافية فليتق الله عز و جل

 

فمتى رأيت وفقك الله تكديرا في حال فتذكر ذنبا قد وقع فقد قال الفضيل بن عياض إني لأعصى الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي وقال أبو سليمان الداراني من صفى صفي له ومن كدر كدر عليه ومن أحسن في ليله كوفىء في نهاره ومن أحسن في نهاره كوفيء في ليله

 

كان سفيان الثوري كثيرا ما يتمثل تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار تبقى عواقب سوء في مغبتها ... لا خير في لذة من بعدها النار

 

تفكر وفقك الله فيما أكسبك الذنب من الخجل فقد قيل للأسود ابن يزيد عند موته

أبشر بالمغفرة فقال وأين الخجل مما المغفرة منه

 

كان بعض الحكماء يقول

إن استطعت أن لا تسيء إلى من تحب فافعل قيل له كيف يسيء الإنسان إلى من يحب

فقال إذا عصيت الله أسأت إلى نفسك وهي أكبر محبوباتك

 

قيل لبعض الحكماء

من أشد الناس اغترارا

فقال أشدهم تهاونا بالذنب

فقيل له علام تبكي

فقال على ساعات الذنوب

قيل علام تأسف

قال على ساعات الغفلة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال أبو علي الروذباري

من الاغترار أن تسيء فيحسن إليك فتترك التوبة توهما أنك تسامح في الهفوات

 

عن عطاء الخراساني قال

إذا ظهر الزنا كثر الموت وإذا أكل الربا كان الخسف والزلزلة

وإذا جار الحكام قحط المطر وإذا منعت الزكاة هلكت الماشية

 

اعلم أن العقوبة تختلف فتارة تتعجل وتارة تتأخر وتارة يظهر أثرها وتارة يخفى وأطرف العقوبات مالا يحس بها المعاقب وأشدها العقوبة بسلب الايمان والمعرفة ودون ذلك موت القلوب ومحو لذة المناجاة منه وقوة الحرص على الذنب ونسيان القرآن وإهمال الإستغفار ونحو ذلك مما ضرره في الدين وربما دبت العقوبة في الباطن دبيب الظلمة إلى أن يمتلىء أفق القلب فتعمى البصيرة

 

 

أهون العقوبة ماكان واقعا بالبدن في الدنيا وربما كانت عقوبة النظر في البصر فمن عرف لنفسه من الذنوب ما يوجب العقاب فليبادر نزول العقوبة بالتوبة الصادقة عساه يرد ما يرد

 

 

عن ابن مسعود أنه قال إني لأعلم آيتين لا يقرأهما عبد عند ذنب يصيبه ويستغفر الله إلا غفر له قوله ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه الآية وقوله والذين إذا فعلوا فاحشة الاية

 

سمعت يحيى بن معاذ يقول

الذي حجب الناس عن التوبة طول الأمل وعلامة التائب إسبال الدمعة

وحب الخلوة والمحاسبة للنفس عند كل همة

 

عن مجاهد في قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان قال

هو الذي إذا هم بمعصية ذكر مقام الله عليه فيها فانتهى

 

 

 

عن ميمون قال

الذكر ذكران فذكر الله عز و جل باللسان حسن

وأفضل منه أن يذكر الله عندما يشرف عليه من معاصيه

 

 

عن ابن مسعود أنه كان يقول

إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شرا فيوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع ما زرع

 

 

قال محمد بن علي الترمذي

اجعل مراقبتك لمن لا يغيب عن نظره إليك

واجعل شكرك لمن لا تنقطع عنك نعمه

واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه

 

كان بشرالحافي يقول

ما ظنكم بأقوام وقفوا بين يدي الله تعالى مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا ولم يشربوا حتى تقطعت أكبادهم من العطش وأجوافهم من الجوع وأعناقهم من التطاول ورجوا الفرج فأمر بهم إلى النار

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فوائد من كتاب رسالة الى ولدى

 

قال ابن الجوزى :اعلم يا بني وفَّقك الله أنه لم يميَّزِ الآدميُ بالعقلِ إلا ليعمل بمقتضاه، فاستحضر عقلك وأعمِلْ فِكرَك، واخلُ بنفسك، تعلمْ بالدليل أنك مخلوق مكلف وأن عليك فرائض أنت مطالب بها، وأن الملكين عليهما السلام يحصيان ألفاظك ونظراتك، وأن أنفاسَ الحي خطوات إلى أجله، ومقدارَ اللُّبث في الدنيا قليل، والحبسَ في القبور طويل، والعذابَ على موافقة الهوى وبيل، فأين لذة أمس؟ قد رحلَتْ وأبقَت ندمًا، وأين شهوة النفس؟ نكّسَت رأسًا وأزلّت قدمًا.

 

 

قال ابن الجوزى :وما سعِد مَن سعِد إلا بمخالفة هواه، ولا شقِي مَن شقي إلا بإيثار دنياه، فاعتبر بمن مضى من الملوك والزهاد، أين لذةُ هؤلاء وأين تعبُ أولئك ؟ بقي الثواب الجزيل والذكرُ الجميلُ للصالحين، والمقالةُ القبيحة والعقاب الوبيل للعاصين، وكأنه ما شبع مَن شبِع، ولا جاع مَن جاع. والكسلُ عن الفضائل بئس الرفيق، وحبُ الراحة يورث مِن الندم ما يربو على كل لذة، فانتبه وأتعِبْ نفسَك، واعلم أن أداء الفرائض واجتنابَ المحارم لازم، فمتى تعدّى الإنسانُ فالنار النار.

 

 

قال ابن الجوزى: اعلم أن طلبَ الفضائل نهايةُ مرادِ المجتهدين، ثم الفضائلُ تتفاوت، فمن الناس مَن يرى الفضائلَ الزهدَ في الدنيا، ومنهم مَن يراها التشاغلَ بالتعبد، وعلى الحقيقة فليست الفضائلُ الكاملةُ إلا الجمعُ بين العلم والعمل، فإذا حُصِّلا رفعا صاحبهما إلى تحقيق معرفة الخالق سبحانه وتعالى، وحرّكاه إلى محبته وخشيته والشوق إليه، فتلك الغاية القصوى، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وليس كلُ مريدٍ مرادًا، ولا كلُ طالبٍ واجدًا، ولكن على العبد الاجتهاد، وكلٌ ميسَّرٌ لما خُلق له، والله المستعان.

 

 

قال ابن الجوزى :أول ما ينبغي النظر فيه معرفة الله تعالى بالدليل، ومعلومٌ أن من رأى السماء مرفوعة والأرضَ موضوعةًٌ، وشاهدَ الأبنية المحكمة، خصوصًا جسدَ نفسِه، علِمَ أن لا بد حينئذ للصَنعة مِن صانعٍ، وللمبني من بانٍ. ثم يتأمل دليل صدق الرسول صلى الله عليه وسلم إليه، وأكبرَ الدلائل القرءانَ الذي أعجز الخلق أن يأتوا بسورة من مثله. فإذا ثبت عنده وجودُ الخالق وصدقُ الرسول صلى الله عليه وسلم، وجب تسليمُ عِنانِه إلى الشرع، فمتى لم يفعل دل على خللٍ في اعتقاده.

قال ابن الجوزى : ينبغي له أن يعرف ما يجب عليه من الوضوء والصلاة، والزكاةِ إن كان له مال، والحج، وغير ذلك من الواجبات، فإذا عرف قدرَ الواجب وقام به فينبغي لذي الهمة أن يترقى إلى الفضائل، فيتشاغلَ بحفظ القرءان وتفسيره، وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبمعرفة سِيَرِه وسِيَر أصحابه والعلماء بعدهم، ليتخيّر مرتبةَ الأعلى فالأعلى. ولا بد من معرفة ما يقيمُ به لسانَه من النحو ومعرفةِ طرفٍ من اللغة مستعمَلٍ. والفقهُ أمُ العلوم، والوعظُ حَلواؤها وأعمها نفعاً.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال ابن الجوزى :وما تقف همةٌ إلا لخساستِها، وإلا فمتى علتِ الهمةُ لم تقنع بدون. وقد عرفتُ بالدليل أن الهمةَ مولودةٌ معَ الآدمي، وإنما تقصُرُ بعضُ الهمم في بعض الأوقات، فإذا حُثَّتْ سارت. ومتى رأيتَ في نفسك عجزًا فسلِ المنعِمَ، أو كسلاً فالجأ إلى الموفق، فلن تنال خيرًا إلا بطاعته، ولا يفوتُك خيرٌ إلا بمعصيته، ومَنِ الذي أقبلَ عليه فلم يرَ كلَّ مرادٍ لديه ؟ ومَن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة ؟ أو حظي بغرضٍ من أغراضه؟

 

قال ابن الجوزي:وانظر يا بني إلى نفسك عند الحدود، فتلمَّح كيف حِفظُكَ لها ؟ فإنه من راعى رُوعي، ومن أهملَ تُرِك، وإني لأذكر لك بعضَ أحوالي لعلك تنظر إلى اجتهادي، وتسألَ الموفقَ لي.

 

 

قال ابن الجوزى: كنت إذا عرض لي أمران أقدّم في أغلب الأحوال حقَ الحق، فأحسن اللهُ تدبيري وأجراني على ما هو الأصلح لي، ودفع عني الأعداء والحساد ومن يكيدني، وهيأ لي أسباب العلم، وبعث إلي الكسب من حيث لا أحتسب، ورزقني الفهمَ وسرعة الحفظ وجودة التصنيف، ولم يُعْوِزني شيئًا من الدنيا، بل ساق إلي مقدارَ الكفاية وأزيَد، ووضع لي في قلوب الخلق من القبول فوق الحد، وأوقع كلامي في نفوسهم فلا يرتابون بصحته. وقد أسلم على يدي نحو من مائتين من أهل الذمة، ولقد تاب في مجالسي أكثر من مائة ألف، وقد قطعتُ أكثر من عشرين ألف جُمّةٍ مما يتعاناه الجهال.

 

قال ابن الجوزى:ولقد كنت أدور على المشايخ لسماع الحديث فينقطع نفَسي من العَدْوِ لئلا اُسبَق، وكنت أصبح وليس لي ما آكل، وأمسي وليس لي شيء، وما أذلني الله لمخلوق، ولكنه ساق رزقي لصيانة عِرضي، ولو شرحتُ أحوالي لطال الشرح، وها أنا، ترى ما قد آلت الحال إليه، وأنا أجمعه لك في كلمة واحدة وهي قوله تعالى:{وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [سورة البقرة/الآية 282].

 

قال ابن الجوزى:فانتبه يا بني لنفسك واندم على ما مضى من تفريطك، واجتهد في لحاق الكاملين، ما دام في الوقت سَعةٌ، واسقِ غصنك ما دامت فيه رطوبة، واذكر ساعاتك التي ضاعت، فكفى بها عظة، ذهبَتْ لذةُ الكسل فيها، وفاتت مراتبُ الفضائل، وقد كان السلف رحمهم الله يحبون جمعَ كل فضيلة، ويبكون على فوات واحدة منها.

 

قال ابن الجوزى:واعلم يا بني أن الأيام تبسُطُ ساعاتٍ، والساعاتُ تبسُط أنفاسًا، وكلُ نفَسٍ خزانة، فاحذر أن تُذهِبَ نفسًا في غير شيء، فترى يوم القيامة خزانةً فارغة فتندم.

 

قعد قومٌ عند معروف [الكرخي] رحمه الله، فقال: أما تريدون أن تقوموا، فإن ملَكَ الشمس يجرُّها لا يفتُر. وفي الحديث: "من قَالَ سبحان الله وبحمده غُرسَت له نخلةٌ في الجنة"، فانظر إلى مضيِّعِ الساعات كم يفوته من النخل. وقد كان السلف يغتنمون اللحظات، فكان كَهْمَسُ [بن الحسن التميمي] يختم القرءان في كل يومٍ وليلةٍ ثلاث مرات، وكان أربعون رجلاً من السلف يصلون الفجر بوضوء العشاء، وكانت رابعةُ لا تنام الليل، فإذا طلع الفجر هجعَتْ هجعةً خفيفة وقامت فزِعَةً وقالت لنفسها: النوم في القبور طويل.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال ابن الجوزى :وما تقف همةٌ إلا لخساستِها، وإلا فمتى علتِ الهمةُ لم تقنع بدون. وقد عرفتُ بالدليل أن الهمةَ مولودةٌ معَ الآدمي، وإنما تقصُرُ بعضُ الهمم في بعض الأوقات، فإذا حُثَّتْ سارت. ومتى رأيتَ في نفسك عجزًا فسلِ المنعِمَ، أو كسلاً فالجأ إلى الموفق، فلن تنال خيرًا إلا بطاعته، ولا يفوتُك خيرٌ إلا بمعصيته، ومَنِ الذي أقبلَ عليه فلم يرَ كلَّ مرادٍ لديه ؟ ومَن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة ؟ أو حظي بغرضٍ من أغراضه؟

 

قال ابن الجوزي:وانظر يا بني إلى نفسك عند الحدود، فتلمَّح كيف حِفظُكَ لها ؟ فإنه من راعى رُوعي، ومن أهملَ تُرِك، وإني لأذكر لك بعضَ أحوالي لعلك تنظر إلى اجتهادي، وتسألَ الموفقَ لي.

 

 

قال ابن الجوزى: كنت إذا عرض لي أمران أقدّم في أغلب الأحوال حقَ الحق، فأحسن اللهُ تدبيري وأجراني على ما هو الأصلح لي، ودفع عني الأعداء والحساد ومن يكيدني، وهيأ لي أسباب العلم، وبعث إلي الكسب من حيث لا أحتسب، ورزقني الفهمَ وسرعة الحفظ وجودة التصنيف، ولم يُعْوِزني شيئًا من الدنيا، بل ساق إلي مقدارَ الكفاية وأزيَد، ووضع لي في قلوب الخلق من القبول فوق الحد، وأوقع كلامي في نفوسهم فلا يرتابون بصحته. وقد أسلم على يدي نحو من مائتين من أهل الذمة، ولقد تاب في مجالسي أكثر من مائة ألف، وقد قطعتُ أكثر من عشرين ألف جُمّةٍ مما يتعاناه الجهال.

 

قال ابن الجوزى:ولقد كنت أدور على المشايخ لسماع الحديث فينقطع نفَسي من العَدْوِ لئلا اُسبَق، وكنت أصبح وليس لي ما آكل، وأمسي وليس لي شيء، وما أذلني الله لمخلوق، ولكنه ساق رزقي لصيانة عِرضي، ولو شرحتُ أحوالي لطال الشرح، وها أنا، ترى ما قد آلت الحال إليه، وأنا أجمعه لك في كلمة واحدة وهي قوله تعالى:{وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [سورة البقرة/الآية 282].

 

قال ابن الجوزى:فانتبه يا بني لنفسك واندم على ما مضى من تفريطك، واجتهد في لحاق الكاملين، ما دام في الوقت سَعةٌ، واسقِ غصنك ما دامت فيه رطوبة، واذكر ساعاتك التي ضاعت، فكفى بها عظة، ذهبَتْ لذةُ الكسل فيها، وفاتت مراتبُ الفضائل، وقد كان السلف رحمهم الله يحبون جمعَ كل فضيلة، ويبكون على فوات واحدة منها.

 

قال ابن الجوزى:واعلم يا بني أن الأيام تبسُطُ ساعاتٍ، والساعاتُ تبسُط أنفاسًا، وكلُ نفَسٍ خزانة، فاحذر أن تُذهِبَ نفسًا في غير شيء، فترى يوم القيامة خزانةً فارغة فتندم.

 

قعد قومٌ عند معروف [الكرخي] رحمه الله، فقال: أما تريدون أن تقوموا، فإن ملَكَ الشمس يجرُّها لا يفتُر. وفي الحديث: "من قَالَ سبحان الله وبحمده غُرسَت له نخلةٌ في الجنة"، فانظر إلى مضيِّعِ الساعات كم يفوته من النخل. وقد كان السلف يغتنمون اللحظات، فكان كَهْمَسُ [بن الحسن التميمي] يختم القرءان في كل يومٍ وليلةٍ ثلاث مرات، وكان أربعون رجلاً من السلف يصلون الفجر بوضوء العشاء، وكانت رابعةُ لا تنام الليل، فإذا طلع الفجر هجعَتْ هجعةً خفيفة وقامت فزِعَةً وقالت لنفسها: النوم في القبور طويل.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فوائد من بستان الواعظين

 

alkuytem-com-c8b5220538.gif

 

قال الله تبارك وتعالى

{ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم }

الأعراف 200 وقال تعالى

{ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله }النحل 98

المعنى فاستعذ بالله إذا أردت أن تقرأ القرآن أعوذ بالله ملاذا وعياذا ويقال هذا عوذ لي مما أخاف منه أي مجيري والدافع عني وتسمى المرأة عائذا لأنها تعوذ بولدها والتعوذ بالقرآن هو الشفاء من آفات الشيطان

 

 

 

 

عباد الله تفكروا في إخراج أبيكم آدم من الجنة دار الأمان وهبوطه إلى دار الذل والهوان وكان سبب ذلك الملعون الشيطان وقد نهاكم مولاكم عن طاعته وأمركم بمعصيته فإن في طاعته سخط الرحمن ومعصيته توجب سكنى الجنان ونزول محل الرضوان قال الله سبحانه وتعالى

{ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء }البقرة 268

فمن أطاعه خذله وصده عن الهدى وفتح في قلبه أبواب الضلالة والردى قال الله تبارك وتعالى { وكان الشيطان للإنسان خذولا "

 

 

 

 

واعلموا عباد الله أن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبده خيرا أبعد عنه شيطانه وأعانه عليه ونشطه للطاعة وأزال عن بدنه الكسل فأقبل العبد عند ذلك على مولاه وأعرض عمن سواه وآثر رضاء سيده على هواه فعند ذلك يجعل الله الجنة العالية مأواه وإذا أراد بعبده شرا مكن منه شيطانه وسلطه عليه فأبعده عن طاعة الجبار وكسله عن عمل الأبرار وحبب إليه أعمال أهل النار وبغض إليه أعمال أهل دار القرار

 

 

 

فالله الله عباد الله لا تقبلوا وسواس الشيطان المخدوع واستعملوا قلوبكم وصدوركم بالآيات والخشوع وأسيلوا على ما فرطتم غزير الدموع أعوذ بالله من عواقب الخلاف أعوذ بالله من الجرأة والاستخفاف أعوذ بالله من العصيان وقلة الاعتراف

 

 

 

في قول الله عز وجل

{ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا }البقرة 268 الآية أي يردك الشيطان إلى نفسك ولينسيك اشتغالك بربك وقيل يعدكم الفقر في طلب فوق الكفاف فيكون عندك ما يكفيك وأنت تحرص على جمع الزيادة وهو الفقر اللازم فيردك عن غني الكفاية إلى طلب المزيد وهو الفقر الحاضر الذي يؤدي صاحبه إلى العذاب الدائم الشديد وقيل يعدكم الفقر في البذل والعطاء في مرضاة الله عز وجل وهو الغني لأن الله تعالى يعدكم مغفرة وفضلا فينبغي للعبد أن يذكر منن الله تعالى عليه وإحسانه إليه وإفضاله لديه

 

 

 

 

واعلموا عباد الله أن الله تبارك وتعالى قال في محكم التنزيل على لسان محمد رسوله عليه السلام

{ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون }الحشر 9

ومن هو بخيل شحيح فليس بواق ولا مفلح واعلم أن البخل شجرة في النار وأغصانها مدلاة على الدنيا وهي شجرة الشيطان فمن تعلق بغصن منها قادته إلى النار وكذلك الكرم شجرة في الجنة وأغصانها مدلاة على الدنيا فمن تعلق بغصن منها جذبه إلى النعيم والكرم من صفات الملك الكريم فمن تعلق به فقد أسخط الشيطان الرجيم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ذكر عن أبي سعيد أنه قال في قول الله عز وجل

{ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } الحجر 42

كأنه يقول إن كان لك عليهم أن تلقيهم في معصية الله فليس لك عليهم أن تمنعهم من مغفرة الله وقول آخر إن كان للشيطان سلطان في إلقاء العبد في المعصية فأولى أن يكون لمغفرة الله سلطان في تطهير العبد من الخطية وليست قوة الشيطان بأكثر قوة من مغفرة الرحمن في قلوب أهل الإيمان

 

 

واعلموا عباد الله أن الله تبارك وتعالى سمى الإنسان ضعيفا

وقال في آية أخرى

{ إن كيد الشيطان كان ضعيفا } النساء 76

والضعيفان إذا اقتتلا ولم يكن لواحد منهما معين لم يظفر بصاحبه فأمر الله الإنسان الضعيف أن يستعين بالرب اللطيف من كيد الشيطان الضعيف ليعصمه منه ويعينه عليه من كان في معونته الإله العظيم لم يضره كيد الشيطان الرجيم من كان في معونته الملك الوهاب لم يضره كيد الشيطان الكذاب من كان في معونته الملك القهار لم يضره كيد الشيطان الفرار من كان في معونته الملك الرحمن لم يضره كيد الشيطان

 

 

لطف الله بعباده فستر إبليس عنهم فقال

{ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } الأعراف 27

فكأنه سبحانه وتعالى قال لعبده المؤمن أنا حبيبك الأعظم وإن إبليس عدوك الأعظم فلو رأيته وهو أعظم أعدائك عليك لشق ذلك عليك فسترته عنك ليكون حزن الدنيا ونصبها وترادف همومها وغمومها أهون عليك

 

 

واعلم يا أخي أن العبد المؤمن وإن أطاع الشيطان بنفسه فهو غير راض بقلبه وإنما مثله كمثل الواقع في نجاسة وبين يديه غدير ماء طاهر فيكون قلبه مع الماء وإن كانت نفسه في النجاسة فيكون سببا لطهارته كذلك نفس المؤمن وإن كانت في نجاسة المعصية فإن قلبه مع الله ومع محبته فيكون ذلك سببا لطهارته من المعصية

 

 

سئل بعض الحكماء ما الحكمة في أن لم يعط إبليس اثنان من ابن آدم وأعطى أربعة أعطي من بين يديه ومن خلفه وعن يمنيه وعن شماله من الجهات الأربع لم يعط إبليس أن يأتيه من فوق ولا من تحت قال لأن الأربع جهات تدخلها المشاركة في الأعمال وفوق موضع نظر الرب جل جلاله إلى قلوب عباده المؤمنين وتحت موضع سجود الساجدين بين يدي رب العالمين عصمنا الله وإياكم من فتنته عصمة يدخلنا بها في رحمته وتاب علينا وعلى جميع المذنبين إنه تواب رحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

 

 

قال الله تعالى { وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } الأعراف 57 إلى قوله { كذلك نخرج الموتى } الأعراف 57 الآية كما أخرج النبات بالمطر كذلك يخرج الموتى بماء الحياة فتجتمع العظام والعروق واللحوم والأشعار فيرجع كل عضو إلى مكانه الذي كان فيه في دار الدنيا فتلتئم الأجساد بقدرة الجبار جل جلاله

 

 

{ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا} الأنبياء 47

عباد الله ما لقلوبكم لا تخشع وما لآذانكم لا تسمع وما لدعائكم لا يسمع وما لعيونكم لا تدمع وما لبطونكم من السحت والحرام لا تشبع وما لعملكم المحمود لا يرفع إخواني من شغل نفسه بخدمة المعبود المحمود من خاف من ورود الناس وبئس الورد والمورود

 

 

من لم يقدم في الدنيا عملا صالحا حجب عن النظر إلى وجه الجبار وهوى في دار الندامة والبوار في دار عذابها سموم وشرابها حميم وظلها لا بارد ولا كريم وطعامها الزقوم يتردى والله في دار عذابها أليم ومسكنها جحيم وساكنها أبدا في العذاب مقيم يتردى والله في نار قعرها بعيد وعذابها شديد وشرابها صديد ومقامعها حديد وما هي من الظالمين ببعيد

 

 

فمثل لنفسك يا مسكين وقد جئت إلى الصراط وقد رأيت العاملين وقد جازوا وأنوارهم تسعى بين أيديهم وبأيمانهم ورأيت الباطلين في ظلمات البطالات وغمرات الجهالات فالله الله يا جماعة الضعفاء يا من قطع عمره في الخلاف والجفاء خذوا لانفسكم بالاحتياط واحذروا الأهوال الصعبة عند جواز الصراط

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كان بعض الخائفين إذا أصبح أخذ لوحا ودواة وجعلهما بجواره فإذا تكلم كلمة كتبها في اللوح ويقول لنفسه هكذا أثبتها عليك الملك بأمر الملك فإذا غربت الشمس وصلى صلاة المغرب وضع اللوح بين يديه وجعل يقرأ ويبكي ويقول في بكائه ونحيبه وتقريره لنفسه يا نفس كأني بك وقد سئلت عن هذا عند جواز الصراط يا نفس تراك بأي كلمة من هذه تدخليني النار فلا يزال يبكي حتى لا يجد بكاء وتفرغ دموعه فيغشى عليه

 

 

وإطعام الطعام ينقسم على ثلاثة أوجه مخلوف ومسلوف ومتلوف فالمخلوف الذي يطعم لوجه الله لا يريد به غير الله تعالى ولا يطلب به جزاء من مخلوف والمسلوف الذي تضيفه مرة ويضيفك أخرى والمتلوف كل ما كان إطعامه على المعاصي

 

 

عباد الله اشتروا أنفسكم من مولالكم باليسير من الأعمال وبالقليل من الأفعال وبالطيب من الأقوال من قبل حبسكم على الصراط لشدة الأهوال يوم لا بيع فيه ولا خلال بين يدي الكبير المتعال

 

 

لو علم الخلق ما يراد بهم وأيما مورد غدا يردوا ما استعذبوا لذة الحياة ولا طاب لهم عيش إذا رقدوا خوفا من العرض والصراط على نار تلظى وحرها يقد والناس في هول موقف عسر قد عاينوا هوله الذي وعدوا يا لك من موقف يفوز به قوم هم للجنان قد وفدوا مع النبي قد اصطفاه خالقنا صلى عليه المهيمن الصمد

 

 

أتطمع بالنجاة وكيف تنجو ولست على نجاتك بالحريص ولو في نيلها أعملت حرصا لنلت الفوز بالثمن الرخيص ولكني أراك تريد عزا وحالك حال ممتهن نقيص

 

 

أحسن حال من ذكر الموت فعمل لخلاصه قبل الفوت وأشغل نفسه بخدمة مولاه وقدم من دنياه لأخراه ورغب في دار لا يزول نعيمها ولا يهان كريمها

 

 

يا ابن آدم ما أغفلك وعن الصواب ما أبعدك كأنك بالموت قد فاجأك وملك الموت قد وافاك فيئس منك الطبيب وفارقك الحبيب وتفجع لفقدك كل قريب فوقعت في الحسرة وجفتك العبرة وبطل منك اللسان بعد الفصاحة والبيان وأدرجت في الأكفان وأزعجت عن الأوطان وصار القبر مأواك وإلى يوم القيامة مثواك وفارقك الأهل والإخوان ووقع بهم عنك السلو والنسيان فإن كان لك منزل سكنوه أو كنت ذا مال اقتسموه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يا هذا اذكر ما وصفته واحفظ ما حكيته وعليك بالصوم والاجتهاد والطاعة لرب العباد ومراقبته في الليل والنهار والتضرع إليه في ظلمات الأسحار يا هذا عمرك أنفاس معدودة وعليك رقيب يحصيها لا تنس الموت فإنه لا ينساك المبادرة المبادرة إنما هي أنفاس لو حبست عنك لانقطع عنك عملك آخر الأبد وخروج نفسك آخر الأمد وفراق أهلك آخر العدد

 

 

 

فاذكر حالك أيها الغافل يوم تقلبك على المغتسل يد الغاسل قد زال عزك عنك وسلب مالك منك وأخرجت من بين أحبابك وجهزت لترابك وأسلمت إلى الدود وصرت رهنا بين اللحود وبكى عليك الباكون قليلا ثم نسوك دهرا طويلا فتغيرت منك المحاسن والمحلى وتحكم في أعضائك البلى وقطعت في الأكفان وسعى إليك الديدان فبلى منك اللسان وسالت الحدق كأنك لم تكن قط ممن رأى ولا نطق

 

 

 

 

ابن آدم كأنك بالموت قد حل بساحتك وحال بينك وبين ما تريد وأنت في النزع والكرب الشديد لا والد يدفع عنك ولا وليد ولا عدة تنجيك ولا عديد ولا عشيرة تحميك ولا قصر مشيد أليس ذلك نازل بك على كل حال أي وعزة الكبير المتعال فإنك الآن حين ينفعك البكاء والاستكانة قبل حلول الحسرة والندامة

 

 

 

فاستعذ من ذنوبك يا مسكين قبل عرق الجبين وانتشار العرقين وقبل مد الشمال وقبض اليمين وتضعيف قوتك بالأنين ويكثر حواليك البكا والحنين وجرت دموعك لمفارقة الأهل والبنين ولا ينفعك ما جمعت من الأموال في الشهور والسنين ثم أنت في قبرك لعملك رهين إلى يوم عرضك على أسرع الحاسبين قد تغير جسمك في الجنادل والتراب بعد تنعمك بدقائق الشباب

 

 

 

 

فما ظنك يا عاصي بصفحة ملك الموت إذا بدت وعاينتها عند كشف الغطاء فتنظر إليها بطرف كليل وقلب وجل ثم تسل الروح للخروج فلا تخرج حتى تسمع نغمة ملك الموت بإحدى البشارتين ابشر يا عدو الله بالنار أو ابشر يا ولي الله بالجنة

 

 

 

 

فالله الله معاشر المسرفين لا تغتروا بالعز والمال فإن الموت لا يهاب الكبير الجليل ولا يرحم الحقير الذليل فكونوا منه على حذر وأعدوا له صالح الأعمال من قبل أن يأتي يوم لا حيلة فيه لمحتال يا إخواني إلى كم هذه الغفلة إلى كم هذا التمادي في البطالة والاغترار بالمهلة

 

 

 

فالله الله معاشر المذنبين لا تشغلوا عمن يطلبكم ولا تنسوا من لا ينساكم وقد خلقكم الله تعالى وخلق آجالكم من قبل أن تأتي ساعة السكرات والندم على ما فات فهيهات هيهات ثم هيهات هيهات

 

 

 

 

فابكوا معاشر المذنبين على ساعة لا بد منها أما ترون الموت قد أفنى الأمم الماضية وقتل القرون الخالية وهدم القصور العالية عطل عشارهم وخرب ديارهم وهدم منازلهم وقطع آثارهم وقطف أعمارهم ولم ينفعهم ما جمعوا ولم يحصنهم ما بنوا وصنعوا قد صاروا في القبور رميما ولقوا من الموت والأهوال أمرا عظيما فهذا دليل على أن الموت لا يترك أحدا من المخلوقين حتى يتوفاهم وينقلهم إلى التراب أجمعين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×