اذهبي الى المحتوى
أم ريان المغربية 1985

روتين أم مؤمنة في رمضان

المشاركات التي تم ترشيحها

قبل أسابيع قليلة كنت أهتم لأجواء رمضان إن بقي الحال على الحجر الصحي، كنت متخوفة أن نفتقد تلك النفحات الجميلة التي اعتدناها ..

كنت أقول رمضان هذه السنة -إن استمر الحجر الصحي- بلا موائد رمضانية تجمعنا بالأهل والأقارب، ولا صلاة التراويح في المسجد ولا أجواء المشائين من النساء والرجال والأطفال بقرب بيتنا -على غير العادة- إلى مسجد حينا، ولا قيام الليل في المسجد ..وهذا يحزن كلّ مؤمن ..

لكن ماذا لو أخبرتكم أنني وجدت في رمضان هذه السنة من الجمال واللمسات الروحية الإيمانية مالم أجده في السنوات السالفة ..

قبل أسابيع كنت أثبت بناتي وأصبرهن وأبشرهن أن ما نعيشه من وباء وبلاء سيرفع وتنفرج بإذن الله، وكانت هذه الأوضاع الإستثنائية التي نعيشها مع بعضنا -وما زلنا- تزيد من متانة علاقتنا وحبّنا لبعض، وكنت أرى ذلك في عيونهم وهي تقول : أنتِ يا أمي هي السند بعد الله في ما نمر به ..ولما اقترب رمضان عزمت أن أجعلها فترة مدهشة خصوصا والبنات كبرن وبدأن يعين ويستوعبن المعاني والأفكار ..

قبل ظهور هلال رمضان بأيام، قرأنا مجموعة من كتب الأطفال تشرح أحكام هذا الركن من دين الإسلام الذي ندين الله به ..وبدأت الأسئلة تتقاطر وتتناسل ، لماذا علينا أن نصوم، وما معنى ذلك، وكيف نمتنع كل هذه الساعات على اتيان شيء أحله الله لنا..وهل هذه العبادة توجد عند الأمم الأخرى؟ وغيرها كثير من الأسئلة التي فتحت لنا النقاش والشرح الجميل النافع المثمر ..كانت والله من أجمل لحظاتي معهم ..وأنا أرى قيَم الإسلام تغرس في نفوسهم غرسا ..

تعاونت مع أهلي وبناتي على تزيين البيت بلوحات خط مغربي مبسوط فيه تبريكات وأدعية ونقوش زخرفية .. شاركنا فيها جميعا ولوناها ثم وضعناها في زوايا البيت ...

هيّأنا مكانا للصلاة وجعلنا من صالة الضيوف مسجدنا ومُصلانا ..أصبحنا نصلي الصلوات الخمس جماعة ونجلس بعدها نذكر الله ما تيسر لنا ..ثم ننطلق إلى برنامجنا اليومي ..

في كل يوم بعد صلاة العشاء والتراويح أسرد عليهم صفحات من سيرة حبيبنا صلى الله عليه وسلّم لا تتجاوز الحصة عشر دقائق ثم نتبعها بالنقاش الطويل والأسئلة (العجيبة كالعادة 😃) والأخذ والرد لساعة أو أكثر حتى يأخذهم النوم ..تحدثنا عن أحوال العرب وجزيرتهم ومكة قبل مولده صلى الله عليه وسلم وعن مولده وعن موت أمّه وزيارته لأخواله بيثرب (المدينة) ثم بعثته ومساندة أمنا خديجة رضي الله عنها له وموقف ابن عمّها ورقة بن نوفل ثم مرحلة الدعوة السرية ثم اسلام عمر وحمزة رضي الله عنهما ثم مرحلة الدعوة الجهرية وغزوة بدر الكبرى وأحد وهكذا ..وفي كل مرحلة نتوقف كثيرا ونستشف المعاني الجميلة لفهم الدين والحياة ... وكنت أستغل المراحل الغصيبة التي مر بها المسلمون لأربطها بالصيام والصبر على المكاره ..وأن من مقاصد الصيام التربية على ضبط النفس والالتزام والصدق والأمانة ..وأن نتعلم كيف نكون أقوياء لمواجهة أعباء الحياة ومنها ما نعيش الآن من وباء وبلاء ..

اتفقنا أن نجعل من فطورنا وجبة بسيطة وطعام قليل لا يأخذ من وقتنا لإعداده أكثر من ساعة على الأكثر،حتى يبقى لنا جل اليوم لأنشطة أخرى أنفع، وحتى تكون فرصة لتدريب أنفسنا على التقشّف والتقلّل .. نعد الفطور نحن جميعا بكل حبّ وتكون فرصة لأعلم بناتي بعض قواعد الطبخ.. 

اتفقنا أن نجعل من رمضان فرصة لتحقيق انجازات كثيرة منها صلة الرحم يوميا عبر مكالمة هاتفية مرئية ..
وانجاز الأعمال الندرسية مبكرا كأيام المدرسة ..والالتزام ببرنامج لحفظ القرآن والقراءة المتنوعة ..
الالتزام بالرياضة يوميا بعد العصر بشكل منتظم عبر اتباع برنامج على اليوتوب للأطفال ..
المحافظة على الصلاة مباشرة بعد الأذان ..
مشاهدة فيلم أو مسلسل وثائقي أسبوعيا ..
مشاركة الكل في أعمال البيت وتقاسم الأدوار خصوصا بعد الإفطار..
النوم مبكرا للبنات حتى يتبقى لي بضع ساعات أنفرد بها مع نفسي أقرأ وأطالع،لأني بعد هذا الجهد أحتاج أن أصفو وأختلي لنفسي.. ثم الاستيقاظ يكون مبكرا للجميع ..

لم أكن أتوقع أن يكون رمضان هذا العام بهذا الطعم الفريد الجميل، وهذه الأجواء الممتعة حقا ..وحجم الفرحة التي أراها في أعين بناتي رغم ظروف الحجر الشديدة ..

والحمد لله على نعمائه وفضله ..

منقول

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×