اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

إخفاء العمل

المشاركات التي تم ترشيحها

إخفاء العمل دليل علي الإخلاص وسبيل للفوز بمحبة الله تعالى فقد أخرج الإمام مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله – عز وجل - يحب العبد التقي النقي الخفي". يقول الحسن - رحمه الله -: "إنْ كَانَ الرَّجُلَ لَقَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَمَا يَشْعُرُ بِهِ جَارُهُ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَقَدْ فَقِهَ الْفِقْهَ الْكَثِيرَ وَمَا يَشْعُرُ بِهِ النَّاسُ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُصَلِّي الصَّلاةَ الطَّوِيلَةَ فِي بَيْتِهِ وَعِنْدَهُ الزُّوَّارُ وَمَا يَشْعُرُونَ بِهِ، وَلَقَدْ أَدْرَكْنَا أَقْوَامًا مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْ عَمَلٍ يَقْدُرُونَ عَلَى أَنْ يَعْمَلُوهُ فِي سِرٍّ فَيَكُونَ عَلانِيَةً أَبَدًا، وَلَقَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَجْتَهِدُونَ فِي الدُّعَاءِ , وَمَا يُسْمَعُ لَهُمْ صَوْتٌ، إِنْ كَانَ إِلا هَمْسًا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ﴾ [الأعراف: 55]، وذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَكَرَ عَبْدًا صَالِحًا وَرَضِيَ قَوْلَهُ، فَقَالَ: ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴾ [مريم: 3]، (الزهد والرقائق لابن المبارك).

 

وقال عبدالله بن المبارك رحمه الله: "كن محبًّا للخمول كراهية الشهرة، ولا تظهر من نفسك أنك تحب الخمول، فترفع نفسك، فإن دعواك الزهد من نفسك هو خروجك من الزهد؛ لأنك تجر إلى نفسك الثناء والمدحة".

 

وقال سفيان بن عيينة - رحمه الله -: قال أبو حازم: "اكتم حسناتك، أشد مما تكتم سيئاتك"؛ (تهذيب الحلية: 1 /526).

 

وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: خير العلم والعمل ما خفي عن الناس؛ (تنبيه المغترين، صـ 30).

 

وقال الشافعي- رحمه الله -: ينبغي للعالم أن يكون له خبيئة من عمل صالح فيما بينه وبين الله تعالى، فإن كل ما ظهر للناس من علم أو عمل قليل النفع في الآخرة؛ (تنبيه المغترين: ص34).

 

وكتب وهب بن الورد إلي أخ له، فقال: "قد بلغت بظاهر علمك عند الناس منزلة وشرفًا، فاطلب بباطن عملك عند الله منزلة وزلفى، واعلم أن إحدى المنزلتين تمنع الأخرى"؛ (تهذيب الحلية: 3 /35).

 

فعلى الإنسان فينا أن يكن كالجذر من الشجرة التي به قوامها وحياتها، ولكنه مستور في باطن الأرض لا تراه العيون، أو كالأساس من البناء، لولاه ما ارتفع جدار ولا قام بيت، ومع هذا لا يراه أحدٌ.

 

وصدق القائل:

خفي الأساس عن العيون تواضعًا *** من بعد ما رُفع البناء مشيدَا

 

 

الشيخ ندا  أبو احمد
 
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
 

 

قد جاء في القرآن قوله تعالى في فضل إخفاء الصَّدَقة؛ وهي من الأعمال الجليلة المتعدي نفعُها للآخرين ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 271]؛ قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: جعل الله صَدَقَة السرِّ في التطوُّع تفضل علانيتها، يُقال: بسبعين ضعفًا، وفي السنة أيضًا أن صَدَقة السرِّ تطفئ غضب الربِّ، وفي حديث السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه أعمالُ خيرٍ خفيَّة عن أعين الناس؛ وهي رجل قلبه مُعلَّق بالمساجد؛ حيث لا يعلم تعلُّق قلبه بالمسجد إلا الله، كذلك الذي تصدَّقَ حتى لا تعلم شمالُه ما تنفق يمينُه، ولا يعلم بعمله هذا في توزيع الصَّدَقة على الناس إلا الله، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضَتْ عيناه، فهو لم يتصنَّع البكاء أمام أحد ولم يُر؛ بل في مكان خالٍ لا يراه إلا الله سبحانه وتعالى.

 

وفي فضل إخفاء الأعمال الصالحة أيضًا صلاة التطوُّع تكون في منزل الإنسان بحيث لا يعلم بتطوُّعه لتلك الصلاة إلا الله؛ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ((خير صلاة المرء في بيته، إلا المكتوبة)).

 

ولقد كان لسلفنا الصالح خيرُ مثالٍ لتطبيق تلك الفضائل، فقد جاء عن طلحة بن عبيدالله أنه قال خرج عمر مرة في سواد الليل، فدخل بيتًا، فلما أصبحت ذهبت إلى ذلك البيت، فإذا عجوزٌ عمياء مقعدة، فقلت لها: ما بال هذا الرجل يأتيك، فقالت: إنه يتعاهدني مدة كذا وكذا، يأتيني بما يُصلحني، ويخرج عني الأذى، فقلت لنفسي: ثكلتك أمُّكَ يا طلحة، أعثرات عُمَر تتبَع؟! فكان عمر يقوم بهذا العمل الفاضل بنفسه، لا يعلم به إلا الله تطبيقًا للفضل المترتِّب على ذلك.

 

وفي زين العابدين علي بن الحسين بن علي خيرُ مثالٍ في أعمال البرِّ الخفيَّة، فلقد ذكر عنه أنه كان يحمل الخبز بالليل على ظهره، يتبع به المساكين في الظُّلْمة، ويقول: إن الصَّدَقة في جوف الليل تطفئ غضب الرب، وكان ناس من أهل المدينة يعيشون، لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين، فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل، ولما مات علي بن الحسين وجدوا بظهره أثرًا ممَّا كان ينقل الجُرُبَ بالليل إلى منازل الأرامل.

 

هذه أمثلة عن فضل الأعمال الصالحة في الخفاء ومن قام بها، فلماذا لا يُبادر أحدُنا أن يقوم بعمل مناسب بعمل صالح، فالمجال واسعٌ في ذلك من الصَّدَقة الجارية والسعي على الأرامل وكفالة الأيتام، فلن يعلم بذلك أحد إلا الله سبحانه وتعالى، هذا من الخير الذي يُعتبَر من النفع المتعدي للآخرين.

 

أو أن يكون لأحدنا وِرْدٌ في قراءة القرآن عند النوم في المكان الذي لا يرانا أحدٌ فيه، وهذا من الخير المقتصر على النفس، وأن يتَّقي أحدُنا الله، ويخشاه في نفسه في كل الأوقات، وفي كل مكان أمام الناس، وفي الخلوات؛ ليحصل على المغفرة والأجر العظيم من الله.

 

وفَّقنا الله إلى ما يحبُّ ويرضى.


نايف ناصر المنصور

 

شبكة الالوكة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×