اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخشى علينا الغنى أم الفقر؟

المشاركات التي تم ترشيحها

وأنا أقرأ اليوم في كتاب الرقاق من صحيح الإمام البخاري رحمه الله وقفت عند حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " «وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا" يعني الدنيا» ([1]). وأخرج قبله حديث عمرو بن عوف، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " «وَاللَّهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ» " ([2]). ألهذا الحد يبلغ شر التنافس في الدنيا حتى يخشاه النبي صلى الله عليه وسلم علينا، ولا يخشى الشرك؟ إنه لا يخاف علينا إن أصابنا الفقر، إنه صلى الله عليه وسلم يخشى علينا الغنى والترف! إن التنافس في الدنيا نابع عن خلقين أحدهما شر من الآخر: الأول: حب الدنيا والحرص عليها، وهذا رأس كل بلية وفساد. وإن حب الدنيا هو الذي ضيع أمتنا في هذا الزمان حتى تجرأ علينا عدونا فاستباح أرضنا ودمائنا، وقد جاء في الخبر: عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا» ". «فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ". فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: "حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» " ([3]). فحل الدنيا جعل المسلمين يتنافسون فيما بينهم عليها، ويتباغضون، ويتحاسدون، بل والله يتقاتلون، وينصبون العداء بينهم وتشتعل الحرب بينهم سنين على متاع الدنيا وحطامها الفاني. والثاني: حب الانفراد بالشيء، وهذا سبب لهلاك الأمم وتفرقها وتشرذمها. فقل أن تجد في المسلمين هذه الأيام من يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه مع أنه صلى الله عليه وسلم قال: " «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» " ([4]). لقد قال الله تعالى في وصف المسلمين الأوائل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى? أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]، مع ما هم فيه من الفقر وقلة ذات اليد لكنهم لا يحبون الانفراد بشيء عن إخوانهم، بل يشاركونهم ويقدمونهم على أنفسهم؛ إنهم قوم أخرجوا الدنيا من قلوبهم، وعمروها بمحبة إخوانهم، يرجون بذلك ثواب ربهم، فلا تنافس ولا حقد حسد ولا بغضاء ولا شحناء بينهم، قد ألف ربهم بين قلوبهم، فهنيئا لهم، ولمن سار على دربهم. ([1]) البخاري (6426)، ؟؟. ([2]) البخاري (2425)، ؟؟. ([3]) صححه ([4]) أخرجه البخاري (13)، ومسلم (45).

رابط المادة: http://iswy.co/e25ebl

وأنا أقرأ اليوم في كتاب الرقاق من صحيح الإمام البخاري رحمه الله وقفت عند حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " «وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا" يعني الدنيا» ([1]).

وأخرج قبله حديث عمرو بن عوف، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " «وَاللَّهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ» " ([2]).

ألهذا الحد يبلغ شر التنافس في الدنيا حتى يخشاه النبي صلى الله عليه وسلم علينا، ولا يخشى الشرك؟ إنه لا يخاف علينا إن أصابنا الفقر، إنه صلى الله عليه وسلم يخشى علينا الغنى والترف!

إن التنافس في الدنيا نابع عن خلقين أحدهما شر من الآخر:

الأول: حب الدنيا والحرص عليها، وهذا رأس كل بلية وفساد. وإن حب الدنيا هو الذي ضيع أمتنا في هذا الزمان حتى تجرأ علينا عدونا فاستباح أرضنا ودمائنا، وقد جاء في الخبر: عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا» ". «فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ". فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: "حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» " ([3]).

فحل الدنيا جعل المسلمين يتنافسون فيما بينهم عليها، ويتباغضون، ويتحاسدون، بل والله يتقاتلون، وينصبون العداء بينهم وتشتعل الحرب بينهم سنين على متاع الدنيا وحطامها الفاني.

والثاني: حب الانفراد بالشيء، وهذا سبب لهلاك الأمم وتفرقها وتشرذمها. فقل أن تجد في المسلمين هذه الأيام من يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه مع أنه صلى الله عليه وسلم قال: " «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» " ([4]).

لقد قال الله تعالى في وصف المسلمين الأوائل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى? أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]، مع ما هم فيه من الفقر وقلة ذات اليد لكنهم لا يحبون الانفراد بشيء عن إخوانهم، بل يشاركونهم ويقدمونهم على أنفسهم؛ إنهم قوم أخرجوا الدنيا من قلوبهم، وعمروها بمحبة إخوانهم، يرجون بذلك ثواب ربهم، فلا تنافس ولا حقد حسد ولا بغضاء ولا شحناء بينهم، قد ألف ربهم بين قلوبهم، فهنيئا لهم، ولمن سار على دربهم.

 

ابو حاتم سعيد القاضي

 

([1]) البخاري (6426)، ؟؟.

([2]) البخاري (2425)، ؟؟.

([3]) صححه

([4]) أخرجه البخاري (13)، ومسلم (45).

 

طريق الاسلام

 

 

وأنا أقرأ اليوم في كتاب الرقاق من صحيح الإمام البخاري رحمه الله وقفت عند حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " «وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا" يعني الدنيا» ([1]). وأخرج قبله حديث عمرو بن عوف، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " «وَاللَّهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ» " ([2]). ألهذا الحد يبلغ شر التنافس في الدنيا حتى يخشاه النبي صلى الله عليه وسلم علينا، ولا يخشى الشرك؟ إنه لا يخاف علينا إن أصابنا الفقر، إنه صلى الله عليه وسلم يخشى علينا الغنى والترف! إن التنافس في الدنيا نابع عن خلقين أحدهما شر من الآخر: الأول: حب الدنيا والحرص عليها، وهذا رأس كل بلية وفساد. وإن حب الدنيا هو الذي ضيع أمتنا في هذا الزمان حتى تجرأ علينا عدونا فاستباح أرضنا ودمائنا، وقد جاء في الخبر: عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا» ". «فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ". فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: "حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» " ([3]). فحل الدنيا جعل المسلمين يتنافسون فيما بينهم عليها، ويتباغضون، ويتحاسدون، بل والله يتقاتلون، وينصبون العداء بينهم وتشتعل الحرب بينهم سنين على متاع الدنيا وحطامها الفاني. والثاني: حب الانفراد بالشيء، وهذا سبب لهلاك الأمم وتفرقها وتشرذمها. فقل أن تجد في المسلمين هذه الأيام من يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه مع أنه صلى الله عليه وسلم قال: " «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» " ([4]). لقد قال الله تعالى في وصف المسلمين الأوائل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى? أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]، مع ما هم فيه من الفقر وقلة ذات اليد لكنهم لا يحبون الانفراد بشيء عن إخوانهم، بل يشاركونهم ويقدمونهم على أنفسهم؛ إنهم قوم أخرجوا الدنيا من قلوبهم، وعمروها بمحبة إخوانهم، يرجون بذلك ثواب ربهم، فلا تنافس ولا حقد حسد ولا بغضاء ولا شحناء بينهم، قد ألف ربهم بين قلوبهم، فهنيئا لهم، ولمن سار على دربهم. ([1]) البخاري (6426)، ؟؟. ([2]) البخاري (2425)، ؟؟. ([3]) صححه ([4]) أخرجه البخاري (13)، ومسلم (45). أبو حاتم سعيد القاضي أبو حاتم سعيد القاضي

رابط المادة: http://iswy.co/e25ebl

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×