(أم *سارة*) 990 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة منذ 13 ساعة (معدل) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كلنا يعلم قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته وما فعلوه معه فهل تساءلتم يومًا لماذا لزم نبيّ الله يعقوب عليه السلام الصمت حين عاد أبناؤه إليه بقميص يوسف عليه السلام ملوثًا (بدمٍ كذب)؟! ولماذا لم يصرخ ولم يذهب يبحث عن ابنه ولم يحقق في الأمر ويُجبر أبناءه على الاعتراف بالحقيقة؟! 🩵🩵🩵🩵🩵🩵🩵 يقول الدكتور زغلول النجار رحمه الله: (كنت أتساءل كثيرًا عن هذا الموقف حتى أدركت أن وراء هذا الصبر سرًّا من أسرار الإيمان! يعقوب عليه السلام رأى بعين قلبه ما لم يره الناس فعلم أن وراء المكيدة حكمة إلهية خفية قال بثقة المؤمن: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} سنوات طويلة مرّت ولم يتغيّر يقينه ولم يبدّل قوله وحين عاد أبناؤه مرةً أخرى وقد فُقِد أخوان كرّر نفس الكلمة بنفس الطمأنينة! {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} كتم حزنه في صدره وانزوى عنهم قائلاً: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} لكنه لم يشكو لأحد بل قالها بثقة ورضا: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}. لم يكن الصبر ضعفًا بل طاعةً لأمر ربّاني أُوحي إليه منذ البداية يعلم أن وراء الغيب وعدًا سيتحقق وأن لحظة الفرج ستأتي لا محالة {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا} وفي النهاية تحقق الوعد عاد البصر إلى يعقوب وعاد يوسف إلى أبيه وارتفعت الغمّة وسجد الإخوة بين يديه باكين نادمين. فلم ينتقم يوسف ولم يُعاتِب بل قال بتواضع العارفين: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي}. {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاء} وفي ختام الرحلة قال يوسف في خضوعٍ تامّ: {أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} أدركت بعدها أن الأنبياء هم أشدّ الناس بلاءًا وأن الله يبتلي أحبّ خلقه ليطهّر قلوبهم ويرفعهم درجات وأن الفرج لا يأتي إلا بعد أن يبلغ الصبر منتهاه: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} (انتهى كلام دكتور زغلول النجار رحمه الله رحمة واسعة). 🩵🩵🩵🩵🩵🩵 فلنصبر على الابتلاءات فلم يخلق الله الحياة الدنيا على وتيرة واحدة للخلق بل تتقلب بين الأمل والرجاء والسعادة والشقاء فطوبى لمن توكل على الله عز وجل وكان على يقين بأن الله له حكمة في كل ما يحدث لنا وليحسن الظن بالله مهما طال البلاء واشتدد الألم فسبحانه عند ظن عبده به {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} تم تعديل منذ 13 ساعة بواسطة (أم *سارة*) شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك