اذهبي الى المحتوى
ام محمود

صدق الأبناء يبدأ بصدق آبائهم

المشاركات التي تم ترشيحها

[كثيرا ماينزعج الوالدان حينما يروا طفلهما يكذب، والكذب عادة سيئة يتبعها كثير من الأطفال في الوقت الذي يحاول فيه أولياء أمورهم غرس صفة الصدق داخلهم باعتبارها أسمى قيمة يمكن ان يمتلكها إنسان في هذه الحياة، إلا أن الحقيقة الواضحة التي لا ينتبه إليها الكثيرون هي أن الأطفال يتعلمون الصدق إذا هم رأوا الكبار صادقين، وهذا الأمر لايمكن التغافل عنه فكل كذبة تقال من الأطفال يقف الآباء والأمهات عاجزين عن التصرف إزاءها وأحيانا قد تتخذ الأسر مسار العنف لمحاولة تجنيب الطفل الكذب ودفعه لقول الحقيقة إلا أن هذا لا ينفع في أغلب الأحيان، ويتخذ الطفل موقفاً صلباً في قول كذبته ليتبعها الكثير في المرات القادمة.

فكيف بإمكان الأسر التصرف إزاء مثل هذه المواقف ؟ وماذا يمكنها أن تفعل لطفلها الكاذب؟ وهل تكون الأسرة المحرك أو المحرض الأساسي لدفع ابنها لكي يكذب ؟ وكيف يمكن التصرف مع الطفل الكاب منذ سنوات طفولته وحتى سن المراهقة؟

 

.

 

قد يكذب الطفل الصغير على أمه أو أبيه لشيء قد حدث معه وقد يرد أحد والديه على كذبة طفلهما بقوله "هكذا إذن" ثم قد يأخذ طفله جانباً ليحاول معه أن يعترف بالقصة الحقيقية أو قد يرسله غاضباً الى غرفته ليأمل داخله أن يأتي الطفل بعد قليل ويعترف بكذبته إلا ان شيئا من هذا لن يحدث، فالثورة الغاضبة من قبل الأهل قد تزيد الأمر سوءا ويعطي الغضب للطفل دافعاً للكذب في المرات القادمة والحقيقة الساطعة انه لا يمكن لأي أب أو أم ان ينتزعا الحقيقة والصدق عنوة من فم الطفل فيشعر الطفل المتورط بالكذب بمزيد من القوة والصرامة والثقة بالنفس متى وجد أباه أو أمه غاضبين وانه نجح في إتمام خطته بسبب نسيان والديه كذبته وتركيزهما على الغضب والكلمات العنيفة، وهذا الأمر سيشجعه في أغلب الأحيان على تكرار كذبته متى ما أراد ذلك، فما الذي يمكن للوالدين من فعله لوقف أفعال الطفل الكاذب؟

سؤال تصعب إجابته في تصور العديد من الأسر، إلا ان الاجابة والتصرف في غاية البساطة فأفضل رد فعل يمكن ان تقوم به كل أسرة يتركز حسب التصرف الذي يلجأ إليه الطفل عند الكذب، فمثلا إذا ما كذب حول درجاته الضعيفة التي تحصل عليها من المدرسة فيقول بأن المدرسة لم تعطه الشهادة هو وكل زملائه، أو ربما يقول انه أضاعها ولا يعرف أين سيجدها هنا ليس على الأب أو الأم أن يصرخ أحدهما في وجه طفله وينعته بأنه كاذب، بل على العكس من ذلك تماما فبامكانهما أن يؤكدا له بأن ذلك لن يتكرر مرة أخرى لأنهما سيزوران المدرسة ليتحصلان على الشهادة ويعرفا أهم ما تحويه وهكذا بإمكاننا نحن إبلاغكم عما تحويه من درجات مادمت غير قادر على الحصول عليها، أو قدرتك غير كافية على الاحتفاظ بها، وهنا فإن الأبوين يكونا قد أحرزا نجاحا باهرا ويكون الطفل قد تعلم بأن كذبته لا يمكن لها أن تنطلي عليهما وهذا التصرف يمكن اتباعه حسب الموقف الكاذب الذي يتخذه الطفل.

مما لاشك فيه أن الأسرة تلعب دورا كبيرا وفعالاً في تعليم أطفالها الكذب بطريقة أو بأخرى، وهذا ما يجب أن تفكر فيه كل الأسر التي تدخل هذه الأساليب السلبية في عقول أطفالها منذ حداثتهم، فمثلا عندما يأتي أحد الأصدقاء غير المرغوبين الى والد الطفل فيخبر الطفل بأن يخرج الى صديقه ويخبره بأنه غير موجود داخل المنزل، هذه الكذبات البسيطة قد تعلق في ذاكرة الطفل بأنه بينما الأهل لا يعلقون أهمية كبرى على مثل هذه الأفعال ويظنون بأنه لا يمكن للطفل التقاط أشياء بسيطة وهينة كهذه، إلا أن ذلك غير صحيح على الإطلاق فذاكرة الطفل يمكنها أن تحمل أشياء كثيرة لا يمكن لنا تخيلها، فإذا كان الأبوان صادقين في أقوالهما وأفعالهما، وكانا يتجنبان الكذب.. مهما كانت النتائج فمن المستحيل أن يتعرف الطفل على عادة الكذب الذميمة أما إذا وجد أبويه أحدهما أو كلاهما يكذبان في كثير من الأحيان فليس من المستغرب أن يقتدي بهما بدوره فيغدو كذابا كبيرا لا على أبويه فحسب وإنما على أقربائه وأصدقائه وجيرانه وربما على نفسه أيضا.

=======================

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×