اذهبي الى المحتوى
روح القلب

***أصوات قلوب صادقة***(روايتي الأولى)

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد

:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أحبابي في الله

أولا أشكر كل من شجعني لأقدم لكم و لأول مرة في المنتدى هذه الرواية المتواضعة...

و على حسب تشجيعكم لي و قبولي بينكم ان شاء الله ستزيد همتي و عزمي على اتمامها معكم...

أسأل الله سبحانه و تعالى رب العرش العظيم ان يرزقنا الفردوس الأعلى و أن يبارك لنا في جميع اعمالنا اللهم آمين آمين آمين...

بعض الناس يعتقد أن المراة العربية المسلمة الملتزمة إنما هي امراة غريبة عن المجتمع بعيدة...منعزلة عنه إذا لم يصل الأمر إلى انفصالها التام عنه...

كثير منهم يروها امرأة منعكفة في بيتها، في غرفتها إما تقرأ القرآن أو تصلي أو...أو...

و يروها امراة صلبة حديدية، لا تخرج من انعكافها إلا نادرا...

لكن...

أردت في هذه الرواية أن ازيح و لو القليل ن هذه الاعتقادات الظالمة المنصبة على المرأة المسلمة الملتزمة لكن...

لن أطيل الحديث حتى لا احرق أحداث الرواية و حتى نكتشف جوانب كثيرة قد تكون منعدمة في أفكار الكثيرين.

أصوات قلوب صادقة

الجزء الأول

الجزء الثاني

تم تعديل بواسطة روح القلب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء الأول

في أعمق صفحة في قلبي...

أخذت أفجر بحر الحزن و الألم الذي يعصفه...

و أحرق مذكراتي بكلمات أشعلتها فراق أغلى شخص...

الشوق يهزني و يملأ فؤادي...

كلمات ورق تهتف باسم الصمت و تنشد...

صمت الخطايا يعبر ...

نظرت إليه و سكن لساني و صمتت...

بعينين تدمعان كتبت على الورق...و قلت باسم الصمت أتكلم...

رسمت دموعي خطووط الورق...

حطت يديا تلتمسانه و ترتعشان...و قلت باسم الصمت أتكلم...

عاودت النظر إليه و عينيا تقول....باسم الحب أصرخ....

لكن الصمت سيد المكان و تاج الوقار يلمع على رأسه....

باسم الصمت أتكلم و ياليت الكلمات سكتت لأنه لم يفهمها...

مددت يدي لعله يراها...لااااااااااااااا...لم يراها....

جثة أمامي لا تتحرك و لا تسري كعباد الخالق حولي...

نظرت حولي و صرخة مكتومة تقتل قلبي و تحرقه في صدري...

لكن ....

باسم الصمت أتكلم...هززته لعله يحس بوجودي...

هاجت دموعي و أيقن قلبي أنه لا مفر...

كتب وفاته على الصخر و صرخت باسم الصمت اتكلم...

سواد حولي...اصوات تبتعد عن مسمعي...

لقد كتب الصمت النهاية...

سندي في هذه الدنيا، معه أحس بالأمان..الراحة...

الآن أحس بالضياع..بحرقة في صدري لا تطفأ أبدا..

إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إن لفراقك يا أبي يا والدي لمحزنون و لا نقول إلا ما يرضي الله:إنا لله و إنا إليه راجعون...

شهر مضى و البيت مظلم و الحياة أصبحت سوداء في عيني..

آه!لم اعرف قيمتك يا والدي إلا بعد رحيلك...

أين سأجد روحي بعد ان نزعت و هم يحملونها على أكتافهم، حتى الدموع صارت آثار حزن لا تصف الالام التي في صدري..الحمد لله..الحمد لله..

إن قلبي يتألم على أخي كثيرا..

إن كنت أنا بهذا القدر من الالم فكيف هو و الآن أصبح يحمل على عاتقه مسؤولية عائلة بأكملها..الله المستعان...

أغلقت كراس مذكراتي و مسحت دموعي بقوة و رسمت ابتسامة عريضة و قلت:

-يجب أن يوضع حدا للحزن المخيم في البيت...

رفعت يدي أدعو ربي بحرقة:"يارب لك الحمد على نعمة الإسلام و ارزقنا الصبر و السلوان و ادخل الفرحة على أفراد أسرتي يا ارحم الراحمين...

 

(هذه أنا؛مريم أنا فناة عادية مسلمة أعيش مع والدتي الفاضلة بعد وفاة والدي منذ شهر و أختين:الكبرى متزوجة اسمها نرمين و لديها ابنة اسمها منى و أخرى اصغر مني بثلاث سنوات اسمها منال و أخ اسمه مراد الذي أصبح والدنا)

 

خرجت من غرفتي و كلي اصرار على تغيير جو البيت، وجدت والدتي و أختايا و الحزن مسيطر عليهن و ابنة اختي تلعب بملل واضح، قبلت والدتي و جلست بجانبها ثم نظرت إلى نرمين و قلت لها:

* متى تعودين إلى بيتك؟؟إلى متى سيصبر زوجك على هذا الوضع؟؟المفروض ثلاثة ايام فقط و ليس شهرا كاملا،إلى متى سنبقى في هذا الحزن؟؟الحياة تستمر و يجب أن نعود إلى نشاطنا و إلى حياتنا،إن ماحصل صعب علينا جميعا لكن يجب أن تعودي إلى بيتك و تهتمي بزوجك فهذا ما كان أبي سيقوله لك ان كان معنا.

امتلأت الاعين بالدموع لكلماتي فقالت الوالدة بصوت حازم:

* هذا هو الكلام الصائب، اليوم تعودي إلى بيتك و زوجك و احمدي الله ان زوجك كان متفهما و صبورا عليك كل هذه الفترة.

فقالت منال ضاحكة محاولة تغيير الجو الكئيب:

* بالعكس أكيد ارتاح من ثرثرتك و من صراخ ابنتك.

فقالت منى بسرعة:

* انا لا اصلخ

فقالت نرمين مدافعة عن ابنتها:

* لا تسمعيها حبيبتي لازالت صغيرة!

ففرحت منى و أشارت بإصبعها الصغير إلى منال و قالت:

*انت صغيلة!!هاهاها.

ردت منال متظاهرة بالغضب و هي تقلدها:

*هاها! لا يضحك!!

في هذه اللحظة دخل مراد الغرفة و عندما رأى البسمة تملأ وجوهنا ابتسم و أشرق وجهه و قال:

* ماذا تقولون؟؟!أضحكوني معكم..

ركضت منى إليه و حضنها بقوة و قالت و هي تضحك:

*ماما تكول أن منال صغيلة..

صرخت منال معترضة:

*يا ويلكما مني أنت و أمك..أنا لست صغيرة!

أسعدني رؤية الجميع مبتسم و لو للحظات قليلة، عادت أختي إلى بيتها في تلك الليلة و عاد كل واحد منا إلى نشاطه السابق لكن الحزن مسييطر على قلوبنا جميعا..

استيقظت في الصباح بكسل، نحن في العطلة ففكرت للذهاب إلى مكاني المفضل إلى حيث أحس بالراحة إلى المكتبة؛أحب كثيرا المطالعة و أرتاح كثيرا و حولي الكتب و الحروف ترقص بنغمة الثقافة أمامي و أنا التهمها بعيني.

مسحت وجهي و تمتمت أذكار الصباح و دخلت للحمام ثم ارتديت ملابسي و وضعت حجابي بعناية و ابتسمت برضا و أخذت طبعا كراس مذكراتي ووضعته بعناية بالغة في حقيبتي و خرجت من الغرفة.

 

*** في مكان آخر ليس بعيد عن مكان مريم ***

 

رن الجوال بجانبها فمدت يدها بكسل إليه و ردت بصوت كله نعاس:

* السلام عليكم

جاء صوت فتاة من الطرف الآخر:

* و عليكم السلام و رحمة الله، استيقظي أيتها الكسولة ألم نتفق على الذهاب إلى المكتبة؟؟

*ها!نعم نعم آسفة جدا ستجدينني أمامك في أقل من نصف ساعة ان شاء الله.

*حسنا في انتظارك أختي بسرعة،السلام عليكم

* و عليكم السلام و رحمة الله.

أبعدت رحمة الغطاء عنها بسرعة و دخلت الحمام لتستعد لمقابلة أختها في الله فردوس.

و انتهى بحمد الله الجزء الأول..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عودًا حميدًا يا حبيبة :)

سنتابع معكِ بإذن الله ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا على مرورك و منتظرة تعليقاتك...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عودًا حميدًا يا حبيبة :)

سنتابع معكِ بإذن الله ...

بارك الله فيك على استقبالك لي من جديد...

و أتمنى رؤيتك معي دائما و يارب تعجبك الرواية...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء الثاني

وصلت رحمة أخيرا إلى المكتبة، دخلت مسرعة و أخذت تبحث عن فردوس، ما إن رأتها ذهبت إليها مسرعة، قبلتها و ألقت عليها السلام و جلست بجوارها و هي تهمس قائلة:

_ أعتذر عن تأخري، كيف حالك؟

ردت فردوس:

_لا بأس، لا تكرريها فقط، أنا بخير و نعمة ان اتقيت ربي.

فتحت رحمة فمها لتتكلم إلا أنها تراجعت، استغربت فردوس و نظرت إلى وجه رحمة الذي اختفى لونه و كأنها رأت ملك الموت سألتها بقلق:

_ماذا هناك؟؟ هل أنت بخير؟؟ما بك؟؟تكلمي؟

لم تنظر إليها رحمة و اكتفت بإشارة إصبعها إلى مكان معين، تبعت فردوس ما تشير إليه صديقة طفولتها و إذ تجهم وجهها هي الأخرى و معه اختفت ألوان الحياة و همهمت:

_ غير معقول!سبحان الله و كأنها هي.

وقفت رحمة و هي تقول:

_ لا بد أن نتعرف عليها، سبحان من خلق، كأني أرى ملاك أمامي، تعالي.

ماتزال فردوس تحدق بالفتاة فسحبتها رحمة من يدها و هي تقول:

_ تعالي، لاتضيع الوقت.

توجهتا إلى الفتاة التي لم تكن سوى مريم...

 

***في الجهة المقابلة***

 

أحسست بنظرات ثاقبة تحدق بي، لم أرفع رأسي لكني أحس بها، استغربت و سارعت دقات قلبي جين رأيتهن يتقدمن إلي رفعت رأسي و رسمت بسمة حذرة على شفتي، جلستا أمامي ثم قالت إحداهن:

_ السلام عليكم

جاوبتها:

_و عليك السلام و رحمة الله

سألتني الفتاة نفسها:

_كيف حالك؟

قلت:

_ الحمد لله

كانت الفتاة الاخرى مكتفية بالنظر إلي بطريقة غريبة فنظرت إلى من تكلمني و علامات الإسستفهام تحيط بي من كل جانب، ابتسمت الفتاة و قالت:

_ أعرف أنك مستغربة لكن أردنا التعرف إليك، أرجو أننا لا نضايقك.

اتسعت ابتسامتي و قلت لها براحة و طمئنينة:

_لا لا على العكس، هذا يسعدني كثيرا فأنا أراكما دائما هنا لكنكما كنتما تجلسان في تلك الطاولة المنزوية بحيث لا ترياني و لم تكن لدي الشجاعة لأبادركما و أتكلم معكما.

ابتسمت لي بلطف و قالت:

_لا يهم الآن، المهم أننا عرفنا بعضنا، أنا اسمي رحمة و هذه فردوس أختي في الله و صديقة طفولتي و تسكن بجوارنا و أنت؟

_أنا اسمي مريم.

قالت:

_تشرفنا كثيرا بك، حتى لا ننسى هذا رقمي سجليه عندك.

أخذت رقمهما و إذ بفردوس و أخيرا تكلمت و عيناها مليئتان بالدموع:

_إنك تشبهين ملاك كثيرا!!

نظرت إليها رحمة بنظرات حادة و قالت لتوضح لي:

_ملاك توفيت منذ سنتين تقريبا،إذن نتقابل في بيتك بعد صلاة الظهر و هكذا نتعرف إلى والدتك و حتى نتكلم بحرية فليس من الادب الثرثرة هنا.و ضحكت ضحكة خفيفة.

ابتسمت لها و قد أثارا فيا الفضولو أنا أتسائل في نفسي من هي ملاك و كيف ماتت و لهذه الدرجة أشبهها؟؟

غادرتا بعد لحظات المكتبة و بقيت قليلا أطالع الكتب.

 

**في الجهة المقابلة**

 

لم تتفوه كل منهما بكلمة منذ مغادرتهما للمكتبة و كأن كل الألام هاجمتهما بشدة و لا ترى إلا دموعا وليدة تصارع النزول لتعلن انهيارا كبيرا.دخلت فردوس مع رحمة المنزل و توجهتا إلى غرفة رحمة، و قاطعت فردوس الصمت القاتل بنوبة بكاء مريرة جعلت رحمة تنهار هي الأخرى، حضنتا بعضهما و ظلتا تبكيان فترة ثم قالتا معا:

_الحمد لله، الحمد لله.

قالت رحمة:

_ مازلت لا أستطيع أن أصدق..

قالت فردوس:

_و لا أنا، إنها تشبهها كثيرا سبحان الله و تسكن قريبة جدا منا و لم نراها إلا اليوم.

صمتت رحمة قليلا ثم قالت:

_تعالي لنصلي ركعتين ندعو الله فيهما لها و لنا و ننام قليلا قبل الذهاب إلى بيت مريم.

وافقتها فردوس و ذهبتا للوضوء و الصلاة حتى تهدئا قليلا.

 

*** في هذه الأثناء***

 

وصلت إلى البيت، ذهبت إلى أمي و أخبرتها أنّ أختيا في الله ستأتيان لزيارتي بعد صلاة الظهر و فرحت والدتي بذلك فمنذ وفاة أبي انعزلنا عن العالم.

صعدت إلى غرفتي و أخذت كراسي المفضل و جلست أكتب:

نثرت حبات اللؤلؤ عن طريقي و تقدمت...

تقدمت إلى قصر المياه العذبة أنشد أنشودة الإسلام...

رحلت وسط مياهه و سبحت فيها....

وجدت جوهرتان رحمة من الله و فردوس أريح جسدي المتعب فيها....

غموض أحاط بهما و لكن...

لم ابالي فقلبي محتاج لهما...

آثار صدمة حطت عليهما منذ رأينني و لكن...

فرحتي هزت كياني عند رؤية لوجوه نيرة...

لما الإستعجال؟؟!

و من ملاك؟؟!

سيحل الغموض و سأعرف سر الدموع المتحجرة في أعينهما...

انفتح الباب بقوة أفزعني و إذ بها منال تضحك و تقول:

_ لو ترين وجهك!! على العموم من سيأتي إلينا اليوم؟؟!

ققلت لها:

_قولي من سيأتي لي و ليس لنا!

ردت:

_ صديقاتك إذن حسنا،أمي تقول صلي الظهر و انزلي.

_حسنا.

أغلقت كراسي و ذهبت لأصلي و أستعد لاستقبالهما.

 

**في الجهة المقابلة**

 

_ فردوس بسرعة، لا يجب أن نتأخر هذا أول موعد معها.

_حسنا، قادمة.

خرجتا من البيت و ذهبتا على القدمين لقرب البيت في الشارع الذي يليهما...

وصلتا أمامه ومازالت ستضع رحمة إصبعها على الجرس و إذ بالباب ينفتح، تراجعت خطوات و رأت أمامها رجل واضح أنه أخو مريم أنزلت عينيها....

انتهى الجزء الثاني

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رواية جميــــــــلة

 

تحمل معـــاني رائعـــــــة

 

بــــــــــــارك الله فيـك اختــــي

 

تابعـــيـــ ,,, ونحــن بانتظـــــــــاركــ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مشكوررة ع القصة عجبتنى كثيير

 

بس لو سمحتى نزلى الجزاء انا انتظرها بفاااااااارغ الصبر ارجوكى لا تتأخري...

 

اللهم صبرنى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء الثالث

بقي مراد ينظر إلى رحمة التي تنظر إلى قدميها من شدة الإحراج و عندما أحس أنه أطال النظر أنزل عينيه بسرعة و هو يقول:

_ السلام عليكن، هل تبحثان عن أحد؟؟!

ردت فردوس بسرعة و بصوت منخفض جدا بالكاد سمعه مراد:

_ و عليكم السلام و رحمة الله، نعم نبحث عن مريم.

ابتعد عن الباب ليترك لهما المجال للدخول و قال:

_ تفضلا إنها في الداخل.

و سارع في المغادرة و هو يحمد الله على وجود أخوات مسلمات مثلهن،مازال الخير الحمد لله.

*** في الجهة المقابلة***

سمعت أصوات آتية من المدخل فذهبت لأرى من هناك فإذا بالرحمة و الفردوس أمامي،فرحت كثيرا و حضنتهما و أدخلتهما إلى غرفة الجلوس حيث تجلس والدتي و بدأت بالتعريف:

_ماما هذه رحمة و هذه فردوس،قلت ذلك و أنا أشير إليهما ثم نظرت إليهما و أشرت إلى والدتي و وواصلت:هذه الوالدة الفاضلة.

ابتسمتا بخجل و تقدمتا إلى أمي و قبلتا رأسها مما أثارني كثيرا و أعجباني أكثر.

سمعت رحمة تقول:

_ سعيدة بالتعرف إليك أمي أرجو ان تقبليني ابنة لك أنا و فردوس.

انشرح صدر والدتي و أحسست بالفرحة تبرق من عينيها كيف لا و سيماهم في وجوههن و قالت أمي:

_ أكيد، أنتما ابنتاي مثل مريم بالضبط، كيف حال والدتكما؟؟أود التعرف عليهما!قالت لي مريم أنكما تسكنان قريبان منا!

رأيت أثر الحزن على وجه رحمة و احمرار عينيها و صمتها فسمعت فردوس تبتسم و تقول بسرعة:

_ والدتي بخير و الحمد لله،اسمها نجاة الكبيري لعلك تعرفينها خاصة أننا نسكن قريبين في الشارع الذي يليكما هل تعرفينها؟!

وضعت أمي يدها على رأسها و هي تفكر ثم برقت عينيها بقوة و سألت فردوس بفرحة:

_أنت ابنتها؟؟!

_ نعم

قالت والدتي:

_ نعم أعرفها، و هل يخفى القمر؟والدتك امرأة فاضلة متدينة ،كيف لا أعرفها، كيف حالها؟!

قالت فردوس:

_بخير الحمد لله.

نظرت إلي والدتي و قالت:

_ نعم الصحبة يا ابنتي الآن اطمأننت، نعم الصحبة. و رفعت يديها و دعت:يارب لك الحمد يا الله لك الحمد.

ثم نظرت لرحمة و سألتها مجددا عن والدتها فردت رحمة بابتسامة خفيفة جديدة:

_ والدتي متوفية و كذلك أبي، أعيش مع عمي و زوجته و ابنتهما بجانب بيت فردوس.

تأثرت كثيرا و كذلك أمي و أحسست بألمها في تلك اللحظة كيف لا؟ و قد فقدت والدي أيضا و أعرف صعوبة هذا الإحساس لكن صراحة أهنئها على صمودها و صبرها ما شاء الله أية صبر تحمل داخلها؟أية قوة تجعلها تبتسم و تقولها و قلبها أكيد يتقطع ألف مرة من الداخل، حمدت ربي في سري لهذه الصحبة الصالحة التي أرسلها ربي لي.

سمعت أمي تقول:

_ رحمهم الله جميعا،إنا لله و إنا إليه راجعون، ليس لنا سوى الدعاء لهم بالرحمة و المغفرة، وفقكم الله و ثبتكم الله.

استأذنت من والدتي و صعدنا إلى غرفتي، جلسنا على السرير و نظرنا إلى بعضنا و انفجرنا ضاحكين و قلت:

_ سبحان الله كأني أعرفكما من سنين، سعيدة للتعرف عليكما، إنه الله ربي من أرسلكما إلي.

قالت رحمة:

_ و نحن كذلك، سعيدتان بك كثيرا و نسأل الله أن يجمعنا في الفردوس الأعلى اللهم آمين.

سألتهما بلهفة:

_تدرسان؟!

قالت رحمة:

_ أنا أتممت دراستي و الحمد لله و مهتمة بشركة والدي رحمه الله المساهم فيها مع عمي.

أكملت فردوس:

_أما أنا فمازلت صغيرة هذه آخر سنة ان شاء الله اقتصاد حتى أضمن عملي مع رحمة،هاهاها.

ضحكت رحمة عليها و قالت:

_ هذا أكيد و أنت؟

قلت و أنا أضحك:

_ أظن أني سأفكر مثل فردوس، اتركي لي مكتبا شاغر من الآن.

حضنتني فردوس بقوة و بفرحة كبيرة:

_إذن نحن معا إن شاء الله، لن نفترق أبدا.

سكتنا قليلا فقطعت الصمت و قلت:

_ هل استطيع أن أسألكما سؤالا و أعذراني على تطفلي.

فوجدت وسادة على رأسي ضربتني بها رحمة و هي تقول:

_ اسألي و لا تقولي الحماقات!

ابتسمت و تشجعت لأن أسأل:

_ من هي ملاك؟؟!

إستقامت رحمة في جلستها و الدموع متحجرة في عينيها مما أكد لي علاقتهما القوية بملاك:

_ ملاك رحمها الله صديقة و أخت في الله بالنسبة لي، هي حقيقة ابنة خالة فردوس تعيش معهم في البيت منذ صغرها، كانت إنسانة مؤمنة و مسلمة و ناشطة في دينها و تدعو الناس لله و كانت رمز نشاطنا، كنا يدا واحدة، تريد رفع المرأة المسلمة و إخراجها من قوقعتها دون أن تتجاوز حدود الله، بنينا أحلامنا و طموحنا لنكون شعلة في ديننا، أرادت أن نتميز بإسلامنا و لو في أبسط الأشياء، لا تتصوري كم نفتقدها..

سكتت رحمة و قد أخنقتها الدموع و أحسست بحبهما الكبير لملاك و شوق كبير في قلبي في أن أتعرف عليها لكن…أسأل الله ان أقابلها في الفردوس الأعلى،واصلت رحمة بينما كانت دموع فردوس لا تكف عن النزول في صمت شديد:

_ ماتت بعد أن عقد عليها أخو فردوس بثلاثة أشهر أي قبل ثلاث سنوات تقريبا، كانت دائما تقول اشتقت إلى ربي و الرسول صلى الله عليه و سلم فذهبت إليه فهنيئا لها رحمها الله تعالى.

سألتها مرة أخرى:

_كيف ماتت؟

ردت علي و قد تلون وجهها:

_ ماتت في ظروف غامضة جدا،كنا في مزرعة أبو فردوس عندماوجدناها ميتة تحت الجبل و عندما فحصها الطبيب ليحدد سبب الوفاة قال إنها سكتة قلبية، لكنني إلى اليوم لست مقتنعة بما قاله.

غيرت رحمة الموضوع و جلسنا نتحدث و أحسسنا بقرب كبير و كأننا نعرف بعضنا من سنوات عديدة.

و بعد أن غادرتا، زارني أخي في غرفتي و كنت متأكدة أنه من فتح لهما الباب و جاء ليسألني عنهما و تأكدت عندما سألني:

_ من أين تعرفي الفتاتين اللاتي قدمن لزيارتك اليوم؟؟!

فنظرت إليه بنصف عيني و سألت:

_ أية واحدة تقصد؟؟!

 

انتهى الجزء الثالث بحمد الله تعالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء الرابع

رد علي بانفعال و ارتباك واضح مما كدت أن أنفجر ضحكا لكني مسكتها:

_ لا أقصد شيء! ما بك؟؟!

قلت له و أنا أبتسم ابتسامة ذو معنى:

_ تعرفت عليهن في المكتبة، كنت دائما أراهما و كم تمنيت أن أكلمهما كما أني اكتشفت أن أمنا الحبيبة تعرف أم إحداهن لأنهن يسكن ليس ببعيدات عنا، ها؟ارتحت الآن؟؟!

سألني مرة أخرة:

_ و أم من تعرف أمي؟!

هذه المرة ضحكت ضحكة خفيفة و جاوبته:

_ و هل إذا قلت لك اسم إحداهن ستعرف أنت؟!!

ارتبك و قال:

_ لا لن أعرف، حسنا على العموم أحسب أنهن على خير و الله حسيبهم، ما شاء الله، نظر إلي و عندما رآني أنظر إليه بطريقة أني عرفت ما تبحث عنه قال بسرعة:سأتركك الآن، تريدين شيئا؟؟!

قبلت رأسه بحركة عفوية و قلت له:

_ أريد سلامتك أخي الحبيب أين ستذهب؟؟!

رد علي بعد أن قبلني على جبهتي:

_ لدينا درس اليوم.

_وفقك الله أخي لا تنساني من دعائك.

_ إن شاء الله، السلام عليك.

_ و عليك السلام و رحمة الله و بركاته.

أخي شاب يحب دينه كثيرا و له طموح كبير في هذا المجال، إنه هو من زرع في قلبي الدين، كان والدي وهو صغير يذهب به إلى المسجد و يبقيه ليستمع للدروس و قام بتحفيظه القرآن بمساعدة والدتي حتى انغرست فيه المبادئ الإسلامية فلم تأثر فيه المرحلة المسماة سن المراهقة بل على العكس تعرف على صحبة صالحة مما زاد تأثره بالدين و الشيء الذي يعجبني أنه يعتقد بنشاط المرأة في دينها و يحثني عليه و يقول لي أنت المجتمع كله فاجعلي حياتك كلها لدينك، ادرسي انجحي تفوقي و اجعلي دعوتك لله سلاحك في كل مكان تذهبين إليه.

أيقظني صوت رسالة في جوالي فتحتها، كانت من رحمة:

"السلام عليك، كفاك تفكيرا بي و لا تنسي أذكار المساء أعرف أن جمالي أخاذ لكن لا بأس آذن لك أن تقرئي أذكارك"

ضحكت من قلبي على رسالتها، إن لديها طريقة في الكلام و الدعوة لاحظتها من أول يوم تكلمت فيه رغم أني لم أسمعها كثيرا لكنه واضح جدا.

قرأت أذكاري و أخذت كراس مذكراتي و خرجت من الدنيا كلها و انغمست في بحر الكلمات أسبح:

جلست على القمر، ابتسمت للنجوم من حولي

أجلت نظري حولي إذ بنور ساطع يقترب مني

اختفت ابتسامتي و حل الخوف ضيفا على قلبي...

رأيت فردوس بجانب ذلك النور تبتسم وهي تتقدم...

اقتربت فإذا بفتاة تشبهني كثيرا بجانبها...

إنها ملاك!!

لا أدري لما أحس بأني قريبة منها كثيرا و أحببتها في الله، يا ترى ماذا أصابها؟؟!

هل حقا ماتت بسكتة قلبية؟؟!أين هي الآن؟؟!

يا رب اغفر لها و ارحمها و اعف عنها...

المرأة العربية المسلمة القائمة على دينها، سبحان الله! هذا الشيء المشترك بيننا نحن الثلاثة جعلنا قربين لبعضنا كثيرا...

كم كنت أدعو الله ليعرفني على أخوات تكون هذه الفكرة منهجا لحياتهن حتى نشد على أزرنا و نتقدم إلى الله بخطوات كبيرة و قوية، فالجماعة تثبت أزرك و تزيد من همتك و نشاطك، حاولت لسنوات أن أقدم شيئا لكن سرعان ما أركد...

علينا أن نجدد العهد سويا و أن نوضح كل النقاط أمامنا و أن نبدأ بالمسيرة معا و نضع أهدافنا نصب أعيننا إن شاء الله...

على موجة الإسلام نخطو و على ضوئها نسير...

نسقط تارة و نرتفع أخرى...

و يد الجماعة لحمة واحدة نجتمع في ميدان الحب...

نسير على مياه المشاريع الإسلامية بأقدام حافية...

في أيدينا مصابيح النور نضيء طريقنا...

بالحكمة نعالج أمورنا و التهور دسنا عليه....

بالدعاء نهلل وجوهنا و أكفنا مرفوعة لا يخيبها خالقنا...

سلاح لا يهزم أبدا و لا يقدر عليه إنسي...

لنستغله و لما لا؟!و الإجابة مؤكدة من خالقنا...

دخلت علي منال في هذه اللحظة و قالت:

_ماذا تفعلين؟

أجبتها بابتسامة:

_ أكتب خواطري

ردت بامتعاض:

_ بل تتفلسفين! لا تقولي لي أن أصدقائك مثلك! أمي لم تكف عن الحديث عنهن.

جاوبتها محاولة كتم غيضي:

_ أنا لا أتفلسف بل أن أحاول قدر استطاعتي ان أرضي ربي و مولاي، بالنسبة لأصدقائي فطبيعي أن تكون غايتنا واحدة و طبيعي أن نختلف أحيانا لكن لن يأثر ذلك في شيء إن شاء الله.

ردت علي باستهزاء:

_ سريعا عرفت غايتهن و لم تقابليهن إلا اليوم؟!!

جاوبتها بابتسامة تخفي غضبي تجاه استهزائها:

_ لتعرفي غاية أخوات أحببتهن في الله دون معرفة معمقة سابقا لا تستدعي جلسات تحليل نفس كثيرة و خاصة أني رأيتهن سابقا و واضح أنهن يحملن نفس غايتي، صدقيني عندما تتحدثين معهن سيعجبنك.

ردت بسرعة:

_ لا أريد التعرف على أحد، سأذهب لأنام، تصبحين على خير.

تنهدت و أنا ارد عليها فقد تعودت على مثل هذه المعاملة منها:

_ و أنت من أهل الخير، و عندما خرجت قلت: سلام الله عليك أختي الحبيبة.

رفعت يدي و قلت:

يا رب اهدي أختي و وفقها لما تحبه و ترضاه يا رب.

أغلقت كراس مذكراتي فلم يعد لدي رغبة لأكتب و ذهبت للنوم بعد أن قرأت أذكار النوم.

مرت يومين على آخر مقابلة مع البنات و كنا على اتصال بالجوال إلى أن جاء يوم عطلة رحمة الأسبوعي فأرسلت لها رسالة لنحدد موعد جديد لنتقابل ثانية:

" السلام عليك أيتها الأميرة أريد أن أراكما غدا إن شاء الله لنجدد العهد معا و نضع خطوط واضحة لنشاطاتنا القادمة، لا يجب أن نضيع هذه العطلة"

***في الجهة المقابلة ***

رن جوالها على رسالة ذهبت إليه فتحتها كانت من مريم قرأتها و ردت عليها:

" تتحدثين عن نفسك أنت و فردوس، أنا لست في عطلة أذكرك فقط هاهاها، إن شاء الله نتقابل غدا عندك بعد صلاة الظهر كالعادة، مبادرتك أيقظت في نفسي الكثير أرسلي لفردوس رسالة أخبريها بذلك"

جلست على السرير و نظرت إلى السقف بنظرات حالمة و هي تقول في نفسها:

"هل سأراه ثانية؟؟!آه! لم أستطع حتى أن أراه المرة الفائتة فقد أفزعني! حتى أني حفظت ما كان يلبس في رجليه!هاهاها!

و لماذا أفكر فيه؟؟!ماذا دهاني؟؟أراه لا أراه لا يهم...

وقفت بقوة و هي منزعجة مما تفكر و خرجت من غرفتها.

انتهى الجزء الرابع بحمد الله تعالى...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء الخامس

_ ماما، يا أمي، أين حجابي الأزرق؟هل رأيته؟!صديقاتي ستأتين قريبا و لم أجهز بعد!

نزلت الدرج و أنا أجري و دخلت غرفة الجلوس، سألتني أمي:

_ هل صليت الظهر؟!

أجبتها بسرعة:

_ نعم، هل رأيت حجابي الأزرق؟

ردت علي:

_ إنه في غرفتي على ما أذكر.

قالت أختي باستنكار و استهزاء:

_ لماذا تلبسين الحجاب، أنتغطى أمام النساء أيضا؟؟!

_ منال لا تستهزئي، إنما أجهز نفسي لأنه ليس من اللائق استقبال الضيوف بملابس النوم و أرجوك عندما تأتين أحضريهن إلى غرفتي و لا تنسي رسم ابتسامة رقيقة على وجهك.

و ذهبت أكمل تجهيز نفسي قبل سماع ردها.

بعد دقائق دخلت فردوس و رحمة غرفتي، ابتسمت لهما و قبلتهما و سمعت منال تقول:

_أية خدمات أخرى شيخه مريم؟

ابتسمت لها و قلت:

_ لا سلامتك شكرا لكي.

و بعد أن خرجت و أغلقت الباب جلسنا كالعادة على السرير و بعد أن عرفنا أحوال بعضنا بدأت أنا الحديث:

_ ستكون هذه الجلسة فريدة من نوعها، صحيح أننا تعارفنا منذ أيام قليلة لكن هذا كله حكمة من الله سبحانه لنجدد اليوم عهدنا و نشد على أيدينا و نضيف إلى بلادنا و إسلامنا خاصة و لو القليل مما نقدر عليه و موت والدي و ملاك رحمهما الله ليسا إلا ابتلاء من الله و دفعة لنرتفع و نصعد بإيماننا إلى الله و نقترب منه بصبرنا و مواصلتنا المسير، المفروض أن الإبتلائات تزيدنا من العزم و تقربنا من الله و ليس العكس.نظرت إليهما و أحسست بشغفهما ليسمعا بقية الحديث فقلت بصوت مرتفع أفزعهما:_ رفعت الجلسة. و انفجرت ضاحكة على وجههما قالت رحمة:

_ أهذا وقت مزاحك الثقيل! كنت متشوقة لما ستقولين.

ضربتني فردوس على يدي بخفة و قالت:

_ أنا أيضا كنت متشوقة.

قلت لهما و أنا مازلت أضحك:

_ لقد لاحظت ذلك، لا بأس، المهم هل متفقين على الغاية و على ما قلت؟!

قالتا بصوت واحد:

_ أكيد

ضحكنا ثم قلت:

_ إذن الآن لا بد أن نفكر في خطواتنا القادمة و نستغل كل دقيقة لصالحنا.

قالت رحمة:

_نعم فعلا! أنا انهي عملي الساعة الثانية بعد الزوال هذا شيء لصالحنا، فطبعا لن تفعلا شيء من ورائي و إلا قتلتكما.

قالت فردوس:

_ لا نستطيع ذلك، لا تخافي نحن يدا واحدة و اتفقنا على ذلك و انتهينا.

سألت رحمة:

_ إذن كيف نبدأ؟!

قالت فردوس:

_ غدا إن شاء الله يوم جمعة، نبدأ من هناك.

قلت لرحمة:

_ هل شركتكم إجازتها الأسبوعية الخميس و الجمعة؟1

ابتسمت و قالت:

_ قولي إجازتي أنا فقط، أنا لدي نصيب كما سبق و قلت إذن أعطي نفسي إجازة متى أردت خاصة أن عملي متقن و في وقته فعمي لا يستطيع المعارضة.

قلت:

_ نعم، فهمت و نظرت إلى فردوس و واصلت:_ فكرة جيدة أن نبدأ غدا في صلاة الجمعة.

قالت رحمة بصوت فيه ألم خفيف:

_ هناك فتاة في المسجد تأتي كل جمعة للخطبة ليست محجبة، كم تمنت ملاك أن تدعوها للحجاب لكن توفاها الله قبل تحقيق حلمها و لن يهدأ لي بال حتى أدعوها لذلك.

قلت لها:

_ و لم لا؟ و من هي؟ تعرفكن؟

قالت:

_ ليس كثيرا، إنما نراها و كنا نحن و ملاك نبتسم لها في أول الأمر أحسسنا بخوفها فلا تبادلنا الابتسامة و بعد فترة اعتادت علينا، أصبحنا نسلم عليها من بعيد و هي كذلك و لكن بعدها انشغلنا مع ملاك في عقد قرانها و ذهابنا إلى المزرعة و موتها، لم تتسنى لنا الوقت و لا الفرصة لأن نكلمها لكن هذه فرصتنا إن وجدناها و أسأل الله أن نراها نكلمها غدا إن شاء الله.

قلت بفرحة كبيرة:

_ جيد جدا، و لدينا الوقت لنفكر في بعض المشاريع الصغيرة و فيما نقدر على فعله و لو أشياء تظهر لنا صغيرة و حقيرة اتفقنا؟؟

قالتا معا:

_ اتفقنا.

غيرت الموضوع بسؤالي:

_ كيف كانت علاقتكما بملاك رحمها الله؟حدثاني عنها؟أو لا لا، هل رأيتما أمي أولا؟

ردت فردوس:

_ لا فأختك أوصلتنا لغرفتك مباشرة..كنت أريد أن أكلمها فقد حدثت أمي عنها و عرفتها و قالت فرصة لتتقربا من بعض أكثر.

قلت بسرعة:

_ نعم فرصة أنا أيضا فكرت في ذلك، تعاليا معي سلما عليها و أذهب لإحضار شيء نشربه لتحدثاني فيما بعد عن ملاك.

ردت رحمة هذه المرة:

_ حسنا إذن.

خرجنا من الغرفة و نزلنا إلى غرفة الجلوس حيث وجدنا أمي و أخي جالس بجانبها هذه فرصتي لأعرف من التي أراد السؤال عنها بالتحديد قبل أيام، فكنت منتبهة للكل سمعت أمي ترحب بهما:

_ أهلا و سهلا بابنتينا، كيف حالكن؟؟

و رأيت واحدة منهن لون الأحمر القاتم حل مكان لونها الطبيعي فنظرت إلى أخي فرأيت عينيه تلمعان و الارتباك واضح عليه و وهو ينظر إلى....

انتهى الجزء الخامس بحمد الله تعالى...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء السادس

نظرت إلى أخي فرأيت عينيه تلمعان و الارتباك واضح عليه و هو ينظر إلى رحمة، أخيرا كشفتك سلما على والدتي و جلسا بجانبها و أخي أعجبته الجلسة في غير عادته مما أكد لي استنتاجي، سمعت فردوس تقول:

_ كيف حالك، خالتي؟؟

ردت أمي:

_ بخير الحمد لله، كيف حال والدتك؟؟

همت فردوس لترد و لكني قلت:

_ آسفة فردوس قطعت كلامكما لكن أردت أن أستأذن لأجلب المشروبات من المطبخ، عن أذنكم.

وقف أخي و قال:

_ سأذهب أنا أيضا، تأخرت عن العمل، تردين شيئا أمي؟

قالت أمي:

_ سلامتك يا بني، رعاك الله و حفظك

قبلها ثم خرج و ذهبت إلى المطبخ، سمعت فردوس تخبر والدتي عن رغبة والدتها للقائها و استبشرت خيرا لذلك فهذه اللقاءات ستقوي العلاقة بين العائلات، الحمد لله...

حملت العصير و صعدنا إلى غرفتي مرة أخرى و عندما جلسنا قلت لرحمة:

_ هل بلعت لسانك فجأة؟؟و لما وجهك أحمر هكذا لقد فقد لونه الطبيعي منذ دخولنا لغرفة الجلوس؟!!

بلعت ريقها و هي تقول:

_ لا، إنما الجو حار فلعل السبب لاحمرار وجهي.

قلت و أنا أشاكسها:

_ الحر في غرفة الجلوس فقط؟!

وضحكت عليها فرمتني بالوسادة و قالت:

_ إلى ماذا تلمحين؟؟!

نظرت إليها ببراءة و قلت:

_ لا شيء، لا شيء، و الآن حدثان عن ملاك كيف كانت علاقتكن ؟؟كيف أصبحتن ملتزمات؟؟أخبراني كل شيء، كل شيء!!

ابتسمت فردوس و قالت:

_ أظن أنه سيلزمنا أياما كثيرة لنقول لكي كل شيء كل شيء، قالتها و هي تقلد صوتي.

قلت لها:

_ لا تقلديني، لن تبلغي جمال صوتي.

ضحكت رحمة بقوة و ضحكنا معها و قلت:

_ أخيراني بأهم الأشياء أولا.

قالت فردوس:

_ كما تعلمين ملاك رحمها الله ابنة خالتي عاشت معنا منذ صغرها، كبرنا معا، و عندما وصلنا إلى سن المراهقة كان أخي قد سافر لإنهاء دراسته و عندها كنت أنا أسير برفق على طريق الهداية على عكس ملاك و رحمة اللاتان كانتا صديقتان أكثر مني خاصة أن تفكيري كان مختلفا عنهما.

سألتها بلهفة:

_ ماهو سبب التزام ملاك؟؟!

قالت فردوس:

_ أذكر يوما عادت فيه ملاك من الخارج و هي تبكي دخلت عليها غرفتها سألتها:_ ملاك حبيبتي ما بك؟؟! لما كل هذه الدموع؟؟ألم تنسي بعد؟؟

نظرت إلي و الدموع لا تتوقف عن النزول:_ فردوس، لا أصدق ما سمعت إن قلبي ينزف، إنني أحس بألم قاتل في صدري.

أسرعت لها و حضنتها و أنا أقول: سلامتك من كل سوء، سلامة قلبك فأنت الأخت التي لم أحصل عليها..حضنتني بقوة و قالت:_ لم يكفيه أنه تركني و أنا بأمس الحاجة إليه إنما عاد إلى خطيبته القديمة و الزواج بعد أسبوعين فقط أتفهمي معنى ذلك!!

نظرت إليها عندها و أنا مستغربة، فقد خطبها منذ ثلاث شهور و قد فسخ الخطوبة من أسبوع فقط و في أقل من أسبوع يتفق من أهل خطيبته السابقة الذين كانوا رافضيه ليتزوج بعد أسبوعين، كل شيء قد وضح الآن قلت لها_ احتسبي الأجر عند الله، اصبري فالله لن يتركك أبدا.

قالت بقهر واضح: _ حسبي الله و نعم الوكيل و انهارت باكية إلى أن نامت على صدري وضعتها في سريرها و خرجت من الغرفة، كنا طوال تلك الفترة نسمعها تتكلم في الليل أذكر هذه الكلمات:

قلبي سلمته لكي، جرح و قتل

و لكني أسلمه لكي، أهبه لك

دموع تغسل وجهي و جرحي مكتوم

راية مكتوب عليها الندم بدم قلبي أكتبها لك

تقبلها فليس لي سواك، محتاجة إليك...

يا حبيبي أحبك، أحبك و يا ليتني أحببتك منذ ولادتي...

في أول الأمر اندهشت لما اسمع، كيف؟ملاك؟لا مستحيل لن أترك الشيطان يشككني في أعز أخت لي إلى أن اكتشفت إنها كانت تناجي الله سبحانه و تعالى، كانت صفعة قوية لفتاة رقيقة مثلها أيقظتها و جعلت كل حياتها تتغير.

سكتت فردوس و الدموع تنزل بغزارة، أنا نفسي أحسست بدموعي تنزل و أنا أسمع كيف لا؟! و قد عانت و تعذبت و وجهت كل هذا لله في آخر الليل و قاومت، هنيئا لها فعلا هنيئا لها.

قالت رحمة و هي تغالب دموعها:

_ أحضرتي المشروبات لننظر إليها؟؟

ضحكت و خجلت من نفسي لقد نسيت أن أقدمها لهن قلت لها:

_ لا تحسي بحلاوة إلا لما تحرجيني.

ضحكنا و قدمت لهما المشروبات و قلت:

_ اشربي حتى لا تقولي أننا بخلاء

ضحكنا جميعا و جلسنا قليلا ثم استأذنتا لأن الوقت تأخر و اتفقنا إلى أن نتقابل غدا قبل صلاة الجمعة لنذهب سويا إلى المسجد.

نمت قليلا قبل صلاة المغرب ثم صليت و إذ أسمع صراخ قوي:

_ هل جننت؟؟! عودي من حيث أتيت قبل أن أدفنك هنا اليوم.

انفزعت فهذا صوت مراد/ مابه؟؟ هذا أكيد يصرخ على منال فأمي خرجت إلى بيت أختها لزيارتها فهي مريضة، سارعت بالنزول حتى أرى ماذا يحدث و قلبي يدق بشدة فقلما يغضب مراد إلا لأمر يستحق ذلك فعلا...

نزلت و وجددت ....انتهى الجزء السادس بحمد الله تعالى...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء السابع

 

نزلت مسرعة من الدرج لأرى ما يحصل فوجدتهما أمام الباب؛ كان الباب مفتوح قليلا و منال خلفه مما أخفاها عن نظري تقدمت نحوهما كان مراد وجهه أحمر و عينيه تلمعان غضبا صراحة خفت منه لم أره هكذا أبدا سابقا تقدمت نحوه بحذر و أعطيت منال ظهري لم أراها للآن و قلت لمراد:

_ مراد ما بك؟؟!هل أنت بخير؟؟!لما تصرخ؟!

نظر إلي بغضب شديد، صراحة مت من الخوف لكنه عندما رآني مريم لانت نظراته، يا إلهي وصل به الغضب إلى أنه لم يعد يميز من أمامه سترك يا رب، قال و هو يصر على أسنانه

_ أنظري أختك العاقلة و ستعرفين لما أصرخ؟!

استدرت لأرى أختي العاقلة على قوله و عندما وقعت عليني عليها لم أصدق ما أرى، أكيد هذه ليست منال فتحت عيني بدهشة كبيرة و أحسست بما أحسه مراد، كانت تلبس سروالا ضيقا جدا يفصل ساقيها بشكل كبير واضح لا أدري من أين أتت به و واضعة حجابا بعيد جدا عن اسمه شفاف جدا و شعرها من الأمام ظاهر بشكل كبير، سترك يا رب لا أصدق ما أرى و طبعا لم تغفل على وضع بعض المساحيق على وجهها، لم أرها هكذا في حياتي، مستحيل تفعلها في حياة والدي فنحن كلنا نحترمه احتراما كبيرا، لماذا الآن؟؟!!ماذا حصل لها؟؟!

توقف عقلي لكثرة الأسئلة و الخوف و الرعب يبرق من عيني و مازاد اندهاشي أنها كانت تقف بكل ثقة و لا يهمها شيء، سمعت نفسي أتمتم:

_ منال ماذا دهاك؟؟!

ردت بثقة:

_ ماذا دهاني؟؟! لا شيء طبعا، لما تنظرين إلي و كأنك أول مرة ترينني فيها، أول لعلك تريدين أن أعود إلى لبس خياما على جسدي..

سمعت مراد يصرخ بقوة هزت البيت:

_ ادخلي قبل أن أدفنك في مكانك، ادخلي قبل أن أفقد أعصابي و أقتلك بيدي.

نظرت إليها لأرى وقع كلامه عليها لكني وجدت صخرا لم يتحرك لها ساكنا، نظرت إليه بوقاحة و قالت:

_ لا تحسب أنك بصوتك القوي هذا ستخيفني، سأخرج شئت أم أبيت، لا أحد يتدخل في شؤوني.

تقدم مراد إليها و كنت متأكدة أنه سيصفعها فإن لم يفعل سأفعلها أنا لوقاحتها إنها تجاوزت كافة الحدود رأيته صفعها الأولى و مد يده للثانية لكن أوقفها في منتصف الطريق ماذا حدث معه يا ترى؟؟حقيقة مراد لم يمد يوما يده على أحد و لكن صراحة الأمر يستدعي على اعتقادي على الأقل..

كان يتمتم يحاول أن يملك أعصابه ثم قال بصوت هادئ مما أثار دهشتي:

_ أريد أن أسألك سؤالا واحدا؟!

لم تتأثر منال بالصفعة و لم تسقط من عينيها و لا دمعة إنها تصدمني فعلا ردت عليه و هي تتحسس مكان الصفعة:

_ ماذا؟؟!

قال:

_ أكنت ستخرجين بهذا الشكل و والدنا حي؟؟!

تغيرت نبرة صوتها للحزن و الهدوء و الدموع بدأت تظهر و قالت:

_ لا طبعا.

قال:

_ ألهذه الدرجة تحترمينه و تحبينه؟!

قالت بسرعة:

_ نعم لكنه ذهب، رحل!!

قال مراد:

_ و ترضين له العذاب؟!

قالت و الدموع تنزل:

_ لا طبعا

قال:

_ إذا خرجت هكذا ستحملين له دعوات الناس عليه و بذلك يعذب أيرضيك ذلك؟؟

قالت و قد بدأت نوبة البكاء تعلن قدومها:

_ لا، لا يرضيني.

سألها مرة أخرى:

_ إذا هل ستخرجين هكذا؟؟إن كنت تستطيعين الخروج بعد كل هذا الكلام لن أمنعك، و فتح أمامها الباب، تفضلي..

فتحت عيني و أنا أنظر إليه، هل يتكلم بجدية؟ ما به ؟؟هل فعلا سيتركها؟!كنت سأفتح فمي لأتكلم لكنه أوقفني بنظرة منه.

منال كانت تبكي بقوة تنظر إلى الباب و تنظر إلينا تقدمت قليلا إلى الخارج لكن سرعان ما قالت:

_ لا لا أستطيع الخروج، فقط كنت مشتاقة إليه، إلى حنانه، أردت جلب انتباهكما!!

و أجهشت بالبكاء مما جعلني أبكي معها، حضنها مراد بقوة إليه و هو يقبل خدها الذي صفعه منذ لحظات و سمعتها تقول:

_ إني أحبكم، و أحب والدي و لكنكم تبتعدون عني الواحد تلو الآخر أنت و عملك و المسؤولية التي تحملتها على عاتقك..قاطعتها شهقة بكاء أخرى و واصلت:

_ و مريم أختي الوحيدة أصح لديها أصدقاء جدد فكانوا المخرج لها لتودع حزنها و ألمها و شوقها لوالدي و أمي ما تحمله في صدرها لا يتسع لتحمل غيره.

ذهبت إليها و حضنتها مع مراد بقوة، لم أتصور أن حزنها قويا هكذا، نعم لقد كنت مقصرة جدا معها فعلا أحسست بتأنيب الضمير، كانت على هاوية الانحراف و لكن الله ستر الحمد لله ثم مراد كيف استطاع قلب كل الموازين لصالحه، سمعته يقول:

_ إننا نحس بك و نحبك، كما أن الله أحق بحبك هذا، إنه هو يرعاك و يحبك إذا تقربت منه سترين كيف ينزع عنك كل ألم و حزن.

واصل مراد بصوت حنون بعد أن أبعدنا عنه قليلا:

_ أنتما أختاي اللاتان أحب و لا تتصوران كم أخاف عليكما، منال وجهي شوقك و حبك لله و سترين كيف تنقلب حياتك، قولي إذا كانت لديك جوهرة ماذا تفعلين بها؟؟! أين تضعينها؟!

قالت و هي مطئطئة رأسها:

_ أخبها جيدا و أحفظها حتى لا تفقد بريقها.!

قال مبتسما:

_ أنت جوهرة حساسة و خلقك الله بأبهى صورة، تريد أن تفقدي بريقك؟؟

قالت بخجل واضح و الدموع مازالت تنزل:

_ لا طبعا.

مسح دموعها بيديه و قبل جبينها بحنان كبير، سبحان مغيرالأحوال أخي منذ لحظات ثائر كالبركان أي شاب غيور على أهله و دينه كان سيضربها منال و يقتلها إن لزم الأمر و لكنه قلب الأمر لصالحه، كم زدت هبة و وقارا في عيني يا أخي، عرف يربيك والدي الحمد لله! الحمد لله..أدمعت عيني لهذا الموقف فيدمع لأجله الصخر، أحسست بحنان كنت أظن أني فقدته للأبد ، آه!

سمعت مراد يقول لي:

_ أأمسح دموع واحدة أجد دموع الأخرى تنتظرني؟!!أم أنك تغارين؟!؟

ضجكت معه و قلت:

_ كيف لا أغار و الله وهب لي اخا حنونا مثلك، منال تعالي لنغسل وجهينا و بعدها تنامين أكيد أنك مرهقة!

مسكت يدها بحب كبير و هي ضغطت عليها و صعدنا لغرفتها، اتصلنا بوالدتي و اطمئننا عليها و على خالتي و قالت لنا أنها ستبقى معها هذه الليلة.

بقيت مع منال إلى أن نامت في حضني ثم ألحفتها جيدا بالغطاء و قبلتها و خرجت متجهة طبعا لمراد أريد أن أعرف ماذا حصل معه!!كيف انقلب من غضب شديد إلى هدوء كبير.!!

وجدته في غرفة الجلوس، جلست بجانبه و سألته:

_ كيف انقلب حالك من غضب إلى هدوء و استطعت التحكم بالموقف؟؟!

ابتسم لي و قال:

_ عرفت أنك ستسألنني!!

قلت:

_ أكيد أريد أن أتعلم منك كيف أستطيع كبح غضبي و التحكم بالموقف و قلبه أيضا لصالحي؟

أمال رأسه على الحائط و كأن يتذكر في شيء و قال:

_ حصل موقفا مشتبها أمامي و تعلمت منه سبحان الله و كأن الله أراد أن يعلمني لأنه سيحصل معي!!

قلت له بعد أن زاد الفضول في نفسي:

_ قل لي، أخبرني؟!!

ابتسم لي و قال:

_ كان ذلك في إحدى.....

انتهى الجزء السابع بحمد الله تعالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء الثامن

قلت له بعد أن زاد الفضول في نفسي:

_ قل لي، أخبرني؟!!

ابتسم لي و قال:

_ كان ذلك في إحدى المرات التي كنت فيها مع صديقي إسلام...

و ما إن نطق بهذا الاسم أحسست بدقات قلبي تتزايد بسرعة جنونية و أحسست بحر شديد في وجهي، حاولت تمالك نفسي قدر المستطاع و التركيز في ما يقوله مراد حتى لا يشعر بارتباك و الحمد لله انه لم يلحظه فقد كان يسبح في خياله الآن و يتذكر سمعته يقول:

_ كان يومها مهموما جالس ينظر إلى البحر و أحسست أنه يحمل في قلبه حزنا شديدا فدار الحوار التالي بيننا:

قلت له: _ ما بالك يا إسلام؟؟!! أرى الحزن العميق في عينيك!!؟؟

فرد علي قائلا:_ أخي يا مراد، أخي!

قلت له: ما به أخوك؟

قال لي:_ إن حاله لا يسر أبدا ، تصور أنه أصبح يشرب الخمر إنه في طريق الانحراف و أنا أحس بالعجز!

صدمت عندها، فلم اتوقع أنه سيصل به الأمر إلى الشرب فمهما كان ألم فراق والدهم لا يصل إلى هذه الدرجة فقلت له بانفعال:

_ و هل ستبقى صامتا؟ افعل شيء يا أخي؟

ضحك ضحكة خفيفة مليئة بالمرارة و قال:

_ أتظنني سكتت، كل يوم عندما يعود متأخرا أصرخ و أعاتب و أكلمه حتى إني البارحة ضربته لم أتمالك نفسي عندما سمعت أنه يشرب و لكن لا أظن أنه سيأتي بفائدة...

و لم يكمل حتى رن هاتفه فسمعته يقول:

_ و عليكم السلام و رحمة الله...نعم نعم عرفتك...كيف حالك...أنا الحمد لله...جزاك الله خيرا...لا بالعكس أنا سعيد لذلك أخبرني و لا تخف...ماذاا؟؟؟؟؟؟!....مستحيل....أين بالضبط؟؟...بل سأقتله بيدي...و عليك السلام و رحمة الله...

أغلق الهاتف و الغضب في قمته حتى أني خفت عليه فقلت له:

_ مهما كان الذي سمعت لا بد أن تهدأ! لا شيء يأتي بالغضب بل بالحكمة و الهدوء و أنت قلت بنفسك في شأن أخيك أنه لم يجدي نفعا الغضب اذن اهدأ و اذكر الله و تنفس بعمق.

فأحسست أنه هدأ قليلا و أخذ يستغفر الله و يتنفس ثم التفت إلي و الدموع ساكنة في عينيه و التأثر و الحزن الشديد يغطي ملامحه و قال:

_ لقد أخبروني الآن أن أخي ...و أخذ يتنفس بعمق و خلاصة القول يا أختي الحبيبة أن أخاه سيرتكب معصية كبيرة، المهم ذهبنا إلى المكان الذي دلنا عليه المتصل و فعلا رأينا سيارة أخيه نور هناك أمام البيت المشبوه، ركض إلى الباب و أنا معه طبعا خفت عليه كثيرا، المهم دخلنا بعد جهد جهيد و جاء إلينا نور و صدقيني لم أرى مشهدا مأثرا كالذي رأت عندها...

قاطعته قائلة:

_ أخبرني أولا من اتصل به؟؟

نظر إلي و قال:_ إنه صديق لنا، يعرف نور و إسلام جيدا و قد رآه يدخل ذلك البيت المشبوه...

قلت له: _ حسنا، أكمل إذن ماذا حصل؟هل ضربه؟؟ماذا فعل؟

أجال بصره إلى السقف و كأنه يرى المشهد أمامه الآن من جديد و قال:

_ أنا لو كنت مكانه لضربته، في أول الأمر كانا يصرخان و كان نور وقحا جدا مع إسلام إلى أن صفعه إسلام و قال له:

_ أتتجرأ على شتم أخوك الذي يكبرك و الذي يحاول إنقاذك من نفسك!!

فقال له نور:_ نعم، اتجرأ و لا تحسب أني سأتركك تضربني مرة أخرى لأني سأرد عليك بالضرب عندها..

صرخ إسلام عندها:_ أتهددني أخرج الآن من هنا قبل أن أقتلك و ليس أضربك!! أتدري ما تنوي فعله؟!!إنك في أكبر معصية لماذا كل هذا؟؟!!

قال له: _ لا احد يهمه امري اذهب لقرآنك و صلاتك و اتركني و شأني.

رد عليه إسلام بغضب شديد:_ احترم نفسك و لا تستهزأ على الأقل..

ثم سكت إسلام و أخذ نفسا عميقا و نظر إلى نور و الدموع بدأت تنزل، رأيت عندها نور قد لانت نظراته و بدأ يتأثر فقال إسلام:_ ألا تفهم أنك أخي؟! ألا تفهم أني لا أستطيع أن أراك تغرق و أتفرج عليك إنك أخي ألا تفهم أخي!!

رأيت أثر الكلام على نور فقد كان جليا و لكنه قال معاندا:_ لا أريد حب أحد منكم !

قال له إسلام:_ أنهون عليك؟!

و عندها بدأت دموع إسلام تجري بغزارة و قال:_ أتحب أن يراك والدنا هكذا!؟أخبرني بالله عليك أكنت ستفعلها لو كان حيا؟!!

طأطأ نور رأسه خجلا و همس:_ طبعا لا.

قال إسلام:_ إذن لماذا تفعله و هو قد مات! اتريد أن يتعذب ؟أترضى له ذلك؟!

قال نور: لا لا أرضى و انفجر باكيا و حضن أخوه و كأنه طفل صغير يبحث عن الأمان و هو يعتذر له و يبكي بحرارة..

لم أستطع تمالك نفسي و بدأت أبكي نظر إلي مراد و قال:

_ منه تعلمت ذلك الدرس، الغضب لن يجدي نفعا صدق رسول الله عليه الصلاة و السلام : لا تغضب لا تغضب و كررها مرارا، الإنسان محتاج إلى الحنان و حسب إلى موعظة تملأها الحنان و الحب و ليس الصراخ و الموعظة الكثيرة، فالحنان يحوله من صخر إلى ماء يتدفق سبحان الله...

و مسح دموعي و أضاف :_ كفاك بكاءا اليوم سيألمك رأسك غدا، و اعلمي أني لم اكن لأخبرك بكل هذه الأشياء لو لم أستشر إسلام و أذن لي بذلك لكل من سيفيده هذا الموقف و يتعلم منه.

قلت له: _ أنا أيضا استغربت أنك أفصحت عن كل هذا أتريك أستأذنت من صاحب الشأن.

قبل رأسي و بقينا نتحدث في أمور أخرى..

**في هذه الأثناء**

_ يا فتاة أنت يا صماء!!تعالي هنا بسرعة، ألا تسمعي؟؟أم تتجاهلنني؟؟ادخلي المطبخ و اغسلي صحون العشاء أم تنظرينني أن اغسلهم أيتها الكسولة ألا يكفي أنك تضيقينا علينا في البيت....

و انتهى الجزء الثامن بحمد الله تعالى....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء التاسع

 

 

_ نعم، نعم يا خالة قادمة.

 

 

ردت رحمة و الدموع تتصارع للنزول، دخلت غرفة الجلوس و هي تقول:

 

 

_ سأذهب فورا يا خالة، المهم أن تكون راضية.

 

 

قالت زوجة عمها و قد لانت قليلا فدائما تهزمها رحمة بلطفها و كلامها الجميل:

 

 

_ حسنا اذهبي إذن!

 

 

ذهبت رحمة تجر قدميها و هي تحس بألم شديد و حزن يفطر قلبها و شوق كبير لوالدتها الله يرحمها فهذه المعاملة من زوجة عمها تعودت عليها منذ قدومها للعيش هنا..كم تمنت أن تجد حضنا حنونا يعوضها حنان والدتها التي أفقدتها و لكن...

 

 

ليس كل ما يتمناه المرء يلقاه! الله المستعان! أخذت جوالها و اتصلت بفردوس لكنه كان مقفل مما ضاق صدرها أكثر، فخطرت مريم على بالها:"_ لكن الوقت متأخر و أنا محتاجة لسماع صوت حنون يا رب ماذا أفعل؟!! سأرن لها رنتين إن لم أتحصل عليها فأكيد نائمة فلا أزعجها!!"

 

 

رنت الأولى و إذ بصوت مريم من الطرف الآخر يقول:

 

 

_ السلام عليك

 

 

فردت بفرحة و الدموع تنزل بغزارة و كأنها وجدت حبل النجاة:

 

 

_ و عليك السلام و رحمة الله..

 

 

*** في الجهة المقابلة ***

 

 

سمعت صوت رحمة المتغير و أحسست و كأنها تبكي، فخفت عليها فسألتها بقلق:

 

 

_ رحمة! ما بك؟! هل أنت بخير؟!!

 

 

جاءني صوت رحمة الباكي:

 

 

_ نعم، نعم، لا تقلقي، إنما أحببت سماع صوتك أحسست بحاجة لشخص ما، أحس بشوق كبير لوالدتي! هذا كل شيء!...

 

 

أحسست مدى ألمها و كنت متأكدة أنه حدث شيئا ما جعلها تشتاق بهذا الشكل لوالدتها لم أرد أن أضغط عليها لتخبرني و لكني قلت لها:

 

 

_ رحمة! احتسبي الأجر! اصبري يا حبيبتي فالله لن يضيعك أبدا و لتتصوري كم سعدت بمكالمتك هذه، لقد اخترت الشخص المناسب إن شاء الله، لما تريدين أن تتكلمي و تفصحي كل ما في داخلك تأكدي أني سأكون أسعد إنسانة لسماعك! و اعتبري والدتي هي والدتك، أعرف أنه لن يكون كحنان الأم و لكن كله بأجره يا أختي، تذكري أن الله معك و يرعاك لن يتركك يا رحمة مطلقا لن يتركك و ستفرج قريبا إن شاء الله، يا رب يزيح عنك كل ضيق و كل هم و كل حزن و يرزقك الصبر و الهدوء.

 

 

ردت علي:

 

 

_ جزاك الله خيرا، أحبك في الله كثيرا يا مريم لا تتصوري كم أحس بالراحة الآن الحمد لله سأتركك الآن لتنامي، السلام عليك و رحمة الله.

 

 

قلت لها:

 

 

_ و إياك، تذكري دائما أن لكي أختا اسمها مريم مستعدة لكل شيء من أجلك، و عليك السلام و رحمة الله و بركاته.

 

 

سرحت قليلا مع رحمة و بكائها و قلبي يتألم لأجلها كما أن شوق والدي هاج في قلبي، نعم، إني أحسه يتعبني أيضا، آه! حبيبتي يا رحمة أكيد عذابك أضعاف أضعاف ما أحس به...

 

 

قطع حبل أفكاري سؤال أخي فقد نسيت وجوده من أصله:

 

 

_ مريم، مريم، ما بك؟؟هل صديقتك بخير؟؟!

 

 

ابتسمت له و قلت:

 

 

_ الحمد لله بخير، أرادت فقط سماع صوتي الجميل.

 

 

ردّ علي بضحكة خفيفة:

 

 

_ صوتك الجميل، ها؟!! لا تغتري كثيرا، أخبريني هل هذه هي الفتاة التي فقدت والديها؟!

 

 

فتحت عيني بدهشة كبيرة، كيف عرف أن صديقة من صديقاتي فقدت والديها!!؟ لم أتصور أن الأمر كان مهما إلى هذه الدرجة فسألته بتعجب:

 

 

_ من أين عرفت ذلك؟؟ها؟؟تكلم؟؟

 

 

ابستم لي و قال:

 

 

_ أمي قالت لي ذلك، لم تكف عن الحديث عن الفتاة التي فقدت والديها! و أنت لما تنظريني إلي هكذا؟؟! سأذهب لأنام فهذا أفضل!

 

 

و خرج مسرعا من غرفة الجلوس و عندها انفجرت ضاحكة فهروبه لن يجدي نفعا...

 

 

ذهبت أنا أيضا للنوم بعد أن تمتمت أذكار النوم...

 

 

جاءت أمي في الصباح باكرا و اجتمعنا لفطور الصباح معا و طمئنتن على خالتي و تحدثنا ثم ذهبت إلى غرفتي و أخذت كراس مذكراتي و انغمست مع الكلمات و الحروف ناسية كل من حولي:

 

 

اليوم أكتب في تاريخ ديني و عهدي انطلاقة جديدة...

 

 

لصناعة مجد إسلامي و لأذوق طعم النشاط الديني...

 

 

أيا قلب ها قد وجدت أنيس للصعود بحب الله على سلم العمل...

 

 

وقفنا ننتظر البداية سنينا و ها هي اليوم تنشد بصرخة الأعالي عاليا...

 

 

فليسمع كل صغير و كبير أن اليوم انطلاقة جديدة...

 

 

لن نعود و لن نركد ما دامت يد الجماعة قائمة...

 

 

مادام حب الله شعلة الهدف و رضاه سيد المشاريع لن يخذلنا إذن...

 

 

في ظلال دامس سينوره لنا ربنا لنواصل المسير...

 

 

كلنا نستطيع أن نعمل! كلنا نستطيع القيام بشيء...

 

 

فمن قال بالعجز و وضعه تاجا على رأسه فاعلم أن الكذب يحيطه...

 

 

و التشاؤم ملأ فؤاده فانزع عنك كل هذا و اعلم تيقن أن كلنا نستطيع فعل شيء...

 

 

إذن حان الوقت للبدأ و العمل...

 

 

حان الوقت لمجد الأمة أن يظهر...

 

 

حان الوقت لنسمع صرخة الفتى المقتول ظلما...

 

 

لا يجب أن يكون الحماس هو مصدر طاقتك فسرعان ما يتبخر هذا الاحساس...

 

 

إنما النازع الديني هو الذي يحركنا هو الذي يعطينا الطاقة لنتحرك و بذلك تضمن النشاط الدائم...

 

 

الحمد لله الذي وفقنا لكل هذا، الحمد لله و الله المستعان...

 

 

يا إلهي زدنا نورا وارزقنا الصبر و القوة لمواجهة الصعاب...

 

 

أنر فكرنا بالمشاريع التي ترضيك...أعنا يا رب...

 

 

باسمك بدأنا و عليك توكلنا و إليك أنبنا...

 

 

أغلقت كراسي و أنا أحس بنشوة و فرحة في قلبي الحمد لله، كم انتظرت هذه اللحظة، نقطة الانطلاق، يا رب نسألك الثبات، هذا دعائي لله في هذه اللحظات...مر الوقت سريعا و لم أحس به...ذهبت لأتجهز فالوقت اقترب كثيرا..تجهزت و نزلت إلى والدتي تحدثت معها قليلا ثم توكلت على الله و خرجت، مررت ببيت فردوس فوجدت رحمة هناك جاهزة فانطلقنا سوية إلى المسجد يدا واحدة خطوة واحدة و هدفا واحد! هبت النسائم تستقبل وجوهنا مما زادت قلوبنا اشتعالا، قطعت رحمة الصمت:

 

 

_ أخبراني ما هو شعوركما؟!

 

 

قلت لها:

 

 

_ أنا أحس و كأني أطير، سبحان الله! تجديد العهد أشعرني و كأني ولدت من جديد..

 

 

قالت فردوس:

 

 

_ ستكمل فرحتي عندما نجد جميلة في المسجد..

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ يا رب نجدها هناك..

 

 

قلت:

 

 

_ اسمها جميلة إذن!!

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ نعم!

 

 

وصلنا المسجد و دخلنا بصوت واحد:

 

 

_" أعوذ بالله العظيم، و بوجهه الكريم و سلطانه القديم، من الشيطان الرجيم اللهم افتح لنا أبواب رحمتك"

 

 

دخلنا و كانت هناك نساء كثيرات الحمد لله و نظرت إلى رحمة التي كانت تبحث عن الفتاة بعينيها و كان قلبي يرتجف و أنا كلي أمل أن نجدها فدارت رحمة و قالت....

 

 

انتهى الجزء التاسع بحمد الله تعالى...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء العاشر

 

 

....كان قلبي يرتجف و أنا كلي أمل و رجاء أن نجدها فدارت رحمة و قالت و البسمة على شفتيها:

 

 

_ إنها هنا، الحمد لله!

 

 

فرحت كثيرا و انشرح صدري لذلك و جلسنا نسبح و نذكر الله في سرنا حتى تبدأ الخطبة....

 

 

بعد لحظات جاءنا صوت الإمام و هو يقول الحديث المشهور: عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة و الإمام يخطب فقد لغوت )...

 

 

كان موضوع الخطبة عن التوبة و الرجوع إلى الله و أن الله سبحانه غفور رحيم بعباده يغفر الذنوب جميعا و لو بلغت عنان السماء و أنه سبحانه سهل على هذه الأمة المحمدية شروط التوبة التي تتمثل في ثلاثة أشياء إن كانت في حق الله: أولا الإقلاع فورا عن الذنب و ثانيا الندم و ثالثا عدم العودة و إن كان في حق العبد يضاف شرطا واحدا للثلاثة إعادة الحق لصاحبه....

 

 

و ذكر لنا أمثلة عن تائبين...

 

 

صراحة كان الموضوع يخدم كثيرا ما نحن قادمات على فعله، سبحان الله! فهذا الدرس سيساعدنا كثيرا للدخول و الحديث مع الفتاة...

 

 

غصت في نفسي جددت توبتي لله و دعوت الله أن ينورنا لما سنقوله و نفعله و يثبتنا على الإسلام و على العمل في سبيل الله و أن يرزقنا الصبر و السعادة و يلهمنا الرشاد و الحكمة...

 

 

صلينا الصلاة مع الإمام و بعد انتهائنا جلسنا نذكر أذكار الصلاة، ثم قلت لرحمة:

 

 

_ رحمة ماذا لو هداها الله للحجاب و تحجبت؟!

 

 

ردت رحمة:

 

 

_ إذن نهنئها بذلك و نبارك لها!..هيا لنذهب إليها قبل أن تخرج، إنها هناك قادمة إلينا! و أشارت إليها...

 

 

فرأيتها تبتسم لنا من بعيد و تتقدم نحونا و عندما وصلت إلينا بادرت بالسلام و هي تضحك:

 

 

_ السلام عليكن،كيف حالكن؟؟

 

 

ردت رحمة و فردوس:

 

 

_ و عليك السلام و رحمة الله، الحمد لله بخير و أنت كيف الحال؟!

 

 

قالت:

 

 

_ الحمد لله، أين أنتن كل هذه المدة؟؟! لقد فقدتكن صراحة فأنا تعودت أن أراكن!نظرت إلي و قالت:

 

 

_ كنت أظنها ملاك! هل هي أختها؟!

 

 

ردت رحمة:

 

 

_ لا ليست أختها، هذه أختنا في الله، صديقتنا مريم و دارت إلي و قالت:هذه أيضا صديقتنا جميلة!

 

 

قلت لها:

 

 

_ تشرفت بمعرفتك أختي جميلة! صدقا أنت جميلة: اسم على مسمى ما شاء الله!

 

 

ردت علي بابتسامة عريضة:

 

 

_ شكرا لك شكرا!! أنا ايضا تشرفت كثيرا لمعرفتك و سعيدة لذلك!

 

 

و نظرت إلى رحمة و فردوس و سألت بتعجب:

 

 

_ إذن أين ملاك؟؟!لما لا أراها معكن؟؟! اشتقت إليها كثيرا!!سنوات و أنتن غائبات عن الأنظار!

 

 

ردت فردوس هذه المرة:

 

 

_ ملاك ماتت رحمها الله.

 

 

اختفت الابتسامة من وجه جميلة و حل الخوف و الحزن و عدم التصديق على محياها و امتلأت عينيها بالدموع ، لقد صدمتها فردوس، نظرت إلي ثم رحمة، أحسست كأنها تحاول استعاب ما قيل لها للتو ثم قالت و هي تمتم و كانها تحاول إقناع نفسها و التصديق:

 

 

_ ماتت؟؟؟!!، ماتت؟؟!!، هل أنت متأكدة ؟!

 

 

أجبتها رحمة و فردوس :

 

 

_ نعم، رحمها الله.

 

 

قالت و هي مازالت تحت تأثير الصدمة:

 

 

_ كنت منتظرة رؤيتها بعد كل هذه المدة فأجدها ماتت؟!!ما زالت صغيرة؟!!

 

 

ردت فردوس و هي تصارع دموعها:

 

 

_ الموت ليس للكبير فقط، أرأيت! هذا أكبر دليل أن الموت لا يعرف صغيرا و لا كبيرا، عندما تحين الساعة لا شيء يقدمها و لا يؤخرها للحظة...

 

 

ربتت رحمة على كتفها ثم حضنتها، فالفتاة صدمت صراحة، و قالت لها:

 

 

_ هذه هي الحياة! "كل نفس ذائقة الموت " لا تبكي بل على العكس أنا سعيدة، أتدرين لما؟!

 

 

نظرت إليها و الدموع في عينيها كالشلال القوي سألتها: _ لما؟!

 

 

واصلت رحمة:

 

 

_ لأن ملاك اشتاقت إلى ربها و كان الشوق و الحنين بلغ مبلغه في قلبها فكانت دائما تدعو الله بما أمرنا الرسول عليه الصلاة و السلام أن ندعو به :" اللهم أمتني إن كان الموت خيرا لي و أحييني إن كانت الحياة خيرا لي" و بما أن الله رفعها إليه فهو أكيد أحب لقاءها فكما قال النبي عليه الصلاة و السلام:" من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه" فتخيلي رب السموات و الأرض عندما يحب لقاءك فأي هناء و سعادة ستكون فيه ملاك و الحمد لله أنها ماتت على التوحيد و كانت طائعة تائبة قائمة لله سبحانه و تعالى، فبعد هذا كله نحزن لها أم نهنئها فعلا؟!!

 

 

ابتسمت جميلة و قالت:

 

 

_ بل نهنئها و نفرح لأجلها و نرجو الله أن يحب لقاءنا أيضا.

 

 

ردت لها رحمة الابتسامة و قالت:

 

 

_ بل نهنئها و نفرح لأجلها و نرجو الله أن يحب لقاءنا أيضا.

 

 

ردت لها رحمة الابتسامة و قالت:

 

 

_ يا رب، سيبقى فقط شوق فراقها هو الذي يحرك الدموع في أعيننا لكن عندما نتذكر أننا سنلقاها في الجنة إن شاء الله سيواسيننا هذا الإحساس.

 

 

قالت جميلة:

 

 

_ نعم فعلا! لكنني صراحة خفت كثيرا لسماع هذا الخبر!

 

 

و أخفضت رأسها و واصلت و هي تبكي :

 

 

_ أنا مازلت بعيدة جدا عن الله!

 

 

قالت فردوس:

 

 

_ لا تقولي ذلك جميلة، أنظري أين نحن في المسجد؟! فهذا إن دل على شيء دل على حبك للتقرب من الله إضافة أن الوقت لم يمر بعد، هذه فرصتك و فرصتنا لنتقرب من الله أكثر.

 

 

قالت جميلة:

 

 

_ أتعتقدين؟! أنا لم ألبس الحجاب بعد!

 

 

قلت لها:

 

 

_ أنظري إلى نفسك بالحجاب، ما شاء الله! صدقيني أنت جوهرة ثمينة و حجابك سيحافظ عليها، أم انك تخافين أن لا يخطبك أحد إذا ارتديت الحجاب.

 

 

ضحكت و قالت:

 

 

_ لا و الله، ليس هذا صراحة أنا خجلة من نفسي لن أستطيع تقديم أعذار لأنه حقيقة ليس هناك عذر يمنعني من لبس ما فرضه الله عليّ.

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ أتدرين كم تمنت ملاك أن تراك محجبة!

 

 

نظرت إليها جميلة و قالت:

 

 

_ فعلا؟؟حقا؟ و أدمعت عينيها و قالت:_ أعدكم إني سأقف مع نفسي وقفة حازمة و سترونني قريبا مرتدية الحجاب، ما حصل اليوم ليس صدفة و موت ملاك صفعني بقوة لن نخلد في هذه الدنيا، علي أن أسرع بالتوبة قبل فوات الآوان...

 

 

ابتسمت رحمة و قالت:

 

 

|_ نعم، فعلا هذه ليست صدفة إنه سبحانه مدبر كل شيء، يرسل إليك رسالات لتتقربي منه فلا تضيعي هذه الفرصة و أنا واثقة إن شاء الله سنراك الجمعة المقبلة و ستبشريننا بلبسك للحجاب.

 

 

قالت:

 

 

_ شكرا لكن كثيرا!! و حضنتنا و سلمت علينا و ذهبت...

 

 

غادرنا المسجد و نحن نتحدث فقالت فردوس:

 

 

_ الحمد لله، أشعر أننا سنراها قريبا بالحجاب، أحس براحة كبيرة، الحمد لله، يجب أن نثبت على هذا الطريق!

 

 

قلت لها:

 

 

_ إن شاء الله، أحمل في جعبتي حملة ستسعدكما كثيرا!

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ أشم رائحة حملة كبيرة و أظنها ستكون خطوتنا الثانية.

 

 

قلت لها:

 

 

_ نعم، إن شاء الله ستكون مثيرة و مشوقة و هناك من سينافسنا و هذا ما سيزيد عزائمنا، صراحة يلزمنها جلسة طويلة لذلك نتحدث عنها عندما نصل إلى بيت فردوس! أخيرا سأرى والدتك!

 

 

ابتسمت فردوس و قالت:

 

 

_ نعم، هي أيضا متلهفة لتراك، طلبت مني رقم والدتك لتتصل بها و يحددنا موعدا ليتقابلا.

 

 

قلت لها:

 

 

_ سأعطيها إياه عندما أراها!

 

 

بعد فترة صمت، صرخت رحمة فجأة:

 

 

_ بما أن والدتكما ستتعرفان، لما لا نجعل أخويكما أيضا يتعرفان؟!!

 

 

قلت لها مشاكسة:

 

 

_ قلبك على أخوينا الظاهر؟؟!!

 

 

....

 

 

انتهى الجزء العاشر بحمد الله تعالى...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء الحادي عشر

 

 

رمقتني بنظرة نارية و قالت:

 

 

_ لن أرد عليك...

 

 

ضحكت و قلت لها:

 

 

_ حسنا، حسنا لا تنظري إلي هكذا، فأنا أمزح معك!

 

 

التفت إلى فردوس و قلت لها:

 

 

_ إذن ما رأيك؟؟!

 

 

ردت فردوس بفرحة:

 

 

_ بالعكس، إنها أفضل فكرة قالتها لحد الآن!!

 

 

نظرت إليها رحمة و قالت و هي تقلدها:

 

 

_ أفضل فكرة قالتها لحد الآن! أنا دائما أفكاري جيدة، لا مثيل لها!..

 

 

قلت لها و أنا اضحك:

 

 

_ انزلي على الأرض قبل أن تصدمك طائرة! و قلت لفردوس:

 

 

_ إذن تحدثي إلى أخيك في هذا الأمر و أنا كذلك و نعطي كل منهما رقم الآخر و نتركهما يتصرفان.

 

 

قالت فردوس:

 

 

_ حسنا إذن، اتفقنا..

 

 

وصلنا إلى البيت و تعرفت على والدة فردوس، أحسست بالطيبة تبرق من عينيها، ما شاء الله أعطيتها رقم والدتي و بعدها صعدنا لغرفة فردوس، صراحة كانت غرفتها مشرقة، تحس و كأنك جالسة بين البحر و السماء على سحابة بيضاء فكان لونها أزرق فاتح كلون السماء و مموج كلون البحر و تجد السقف و الأرضية بيضاء و لون الغطاء الموضوع على السرير أبيض بياض السحاب و كانت واسعة جلسنا على السرير و سألتهما:

 

 

_ قبل أن أخبركما عن الحملة، هل أستطيع رؤية غرفة ملاك رحمها الله؟؟! هل نستطيع التحدث في غرفتها؟؟!!...

 

 

*** في هذه الأثناء***

 

 

كان مراد مع إسلام في غرفته يتحدثان فسأله مراد:

 

 

_ كيف حال نور؟؟!

 

 

رد إسلام:

 

 

_ لا! الحمد لله، الوضع تحسن كثيرا!...

 

 

قال مراد:

 

 

_ الحمد لله ! اسمع، أصبح لدينا منافس من العيار الثقيل في حملة المقاطعة!!

 

 

تعجب إسلام و رفع حاجبه و قال و هو يبتسم:

 

 

_ منافس؟؟! من سيكون هذا المنافس؟!، من يتجرأ على منافستنا!

 

 

ضحك مراد و قال:

 

 

_ لا! إنه منافس لا يستهان به مطلقا!يجب أن ننظم أمورنا و نضع برنامجا ليكون العمل أكثر تنظيما و وضوحا...

 

 

قطعه إسلام و هو يقول:

 

 

_ يا أخي أخبرني أولا من المنافس؟! أثرت فضولي!

 

 

رد مراد و هو يضحك:

 

 

_ حسنا، حسنا، المنافس هو أختي لقد قالت لي أنها ستهتم بالحملة بجدية وهي صديقاتها و ستقوم بوضع برنامج للعمل و أفكار ليطبقونها على أرض الواقع و قالت هذه فرصة لنكون فريقا واحدا و في نفس الوقت نتنافس على الخير و حتى يقوي عزائمنا و يقدمنا للأمام...

 

 

ردّد إسلام بإعجاب:

 

 

_ أختك!!ما شاء الله! هذا جيد جدا، إذن يجب أن نبدأ في وضع خطواتنا بجد!

 

 

ثم سرح إسلام...

 

 

هزه مراد و قال:

 

 

_ أين ذهبت؟!نحن هنا!

 

 

رد إسلام:

 

 

_ ها! نعم، نعم أعرف أنك هنا! إذن متى نبدأ؟!

 

 

قال مراد:

 

 

_ سأتصل بسالم فأنت تعرف أنه أكثر شخص مهتم بهذا الأمر و سيساعدنا كثيرا و نعقد اجتماعا لنبدأ العمل، سأحدّد معه موعدا و أخبرك أنا أعرف أوقات فراغك.

 

 

قال إسلام:

 

 

_ حسنا! إذن لا تتأخر..

 

 

ساد الصمت لفترة قصيرة فقطعه سؤال إسلام:

 

 

_ مراد، ألا تفكر في الزواج؟! و غمزه و هو يبتسم..

 

 

***في الجهة المقابلة***

 

 

مسكت فردوس يدي و قالت:

 

 

_ هذا أكيد! تعالي معي!..

 

 

خرجنا من غرفة فردوس و اتجهنا إلى باب في آخر الممر، وقفت فردوس و رحمة أمام الباب و الدموع متحجرة في أعينهما و قالت رحمة و هي تبتسم:

 

 

_ لم تدخل الغرفة منذ وفاتها، و تركنا كل شيء في مكانه و كانت الوحيدة التي تدخل لتنظف المكان والدة فردوس! لذلك الأمر ليس سهلا علينا، فملاك كانت أكثر من أخت بالنسبة لنا؛ضحكنا معا، لعبنا معا، بكينا معا، خرجنا معا، فعلنا كل شيء معا، لم نفترض يوما و لو للحظات...

 

 

تقدمت فردوس و فتحت الباب ببطء و بدأت أرى النور الخافت المنبعث من الغرفة همست فردوس:

 

 

_ لا أصدق أنها ليست موجودة!

 

 

ربتت رحمة على كتفها و قالت:

 

 

_ فردوس كوني قوية لقد حان الوقت! يجب أن نرض بما أراده الله...

 

 

قالت فردوس مؤيدة:

 

 

_ نعم، عندك حق، و فتحت الباب بقوة فهب نسيمه في وجهي و أشعل قلبي بألم فراق والدي...

 

 

نظرت إلى الغرفة من مكاني و هاج كل الألم و الحزن في داخلي، رأيت فردوس و رحمة دخلتا و هما تنظران للغرفة و كأنهما أول مرة تريانها و ساد صمت طويل قاتل يذبح قلبي؛ فكل منا غاص في أفكاره و ذكرياته و كل يسبح في عالمه في هذه اللحظات، لم أتصور أن طلبي سيؤثر في نفسي بهذه الطريقة لكن لا مفر الآن يجب أن أتقدم، الفضول نعم! هذا هو أكبر إحساس يتوج الآن في قلبي أنظر للغرفة و الفضول يحرقني و الألم يداوي جروحي كلما أرى صبر رحمة و هدوئها أرتاح و أحس أن ألامي تتداوى بألامها.

 

 

كانت الغرفة واسعة؛ و لون الجدران أخضر، كل شيء كان مائل إلى ذلك اللون صراحة بعث في قلبي الراحة ،ودخلت أخيرا و أنا أجر قدمي و عيني مفتوحتان على آخرهما و كأني خائفة أن يفوتني تفصيل صغير و كأني أريد أن تنطبع هذه الغرفة بتفاصيلها في ذاكرتي، نظرت فوق و دهشت عندما رأيت السقف؛ صورة أروع من الخيال، ما أجملها! الطبيعة الخلابة: أشجار و عشب و وسط كل هذا الاخضرار شلال يهوي بسرعة لينثر حبات اللؤلؤ الصافي:الماء الذي ينبثق في كل مكان، يا الله !ما أروع هذه الصورة، لا تحس أنك في غرفة إنما في طبيعة حقيقية كأنك على العشب تجلس في بحر الخيال تطير مع الطيور البيضاء الكبيرة ذات الأجنحة الضخمة التي تظلك من نور الشمس الساطع، صدقوني حتى الكلمات تعجز عن وصف جمال ما أرى و ما أشعر به الآن،غمرتني راحة لا مثيل لها، راحة اشتقت إليها منذ لحظات و أنا واقفة أمام الباب...

 

 

قلت لهما:

 

 

_ أخبراني أكانت تحب هذا اللون لهذه الدرجة؟!

 

 

قالت فردوس:

 

 

_ أكثر مما تتصوري، كانت تقول إنه اللون الذي يريح الأعصاب و يشعرك السعادة و هو اللون الذي يصف به الله سبحانه و تعالى الجنة في كتابه العزيز و حتى البحوث العلمية أثبتت أن هذا اللون فعلا يريح الإنسان و يشعره بالسعادة و لذلك ترين أغلب المستشفيات مدهونة بهذا اللون!

 

 

قلت لها بتعجب:

 

 

_ سبحان الله! فعلا أحسست بالراحة بعد أن دخلت..

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ اجلسا، و أنتِ أخبرينا الآن عن حكاية الحملة!

 

 

جلسنا و بدأت الحديث:

 

 

_ هذا أفضل مكان لما سأقوله الآن، حملة المقاطعة، تعرفان جيدا أنها سلاحنا الآن ضد مجرمي و قاتلي أخواتنا و إخواننا في الأراضي المحتلة كافة، إنه سلاح نستطيع العمل عليه فلم يعد لنا سوى الدعاء، لا إنما أنار الله لنا طريقا آخر لنحاربهم به من مكاننا وندخل في المعركة بطريقة غير مباشرة و ناجحة جدا فمن التناقض المطلق أن نتألم لموت الآلاف بل الملايين من إخوتنا و في نفس الوقت نقوم بدفع المال لقتلهم و ذلك بشراء المنتجات الصهيونية و الأمريكية و كل المنتجات التي تدعمهما، أليس هذا هو الظلم الحقيقي؟!!

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ نعم، فعلا! كفانا قولا لا نستطيع فعل شيء لأننا نستطيع فعل كل شيء إذا بحثنا لنعمل و عزمنا، نحن معك أكيد!

 

 

قالت فردوس:

 

 

_ نعم أكيد يدا واحدا، فنحن كنا نعمل في هذا الأمر لكن كان ينقصنا النظام و كانت عزائمنا تفتر في بعض الأوقات و هكذا..

 

 

قلت لهما:

 

 

_ لهذا السبب سنبدأ بوضع برنامجا كاملا ندرس فيه خطواتنا العملية إضافة إلى أن لدينا فريقا آخر و الذي سينافسنا لنثبت و نقوّي عزائمنا.

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ من هو الفريق الآخر؟!

 

 

قلت و أنا أبتسم:

 

 

_ أخي مراد و أصدقائه.

 

 

ردّدت رحمة و قد تلوّن وجهها:

 

 

_ أخوك مراد؟!

 

 

قلت لها :

 

 

_ ألا يعجبك أخي مراد آنسة رحمة؟!

 

 

قالت بامتعاض:

 

 

_ لم أقل ذلك، هذا جيدا جدا سيكون التنافس مشتعلا جدا و عملي أكثر.

 

 

قلت لها مازحة:

 

 

_ احذري أن تشتعل أنت فقط!

 

 

رمتني بالوسادة و قالت:

 

 

_ ألا تتوقفي عن مزاحك الثقيل هذا!

 

 

قالت فردوس:

 

 

_ كفاكما أنتما الاثنان! هذا جيدا متى نضع البرنامج؟

 

 

قلت لها:

 

 

_ طبعا ليس اليوم فيلزمنا وقت أطول و الوقت قد داهمنا، نلتقي إن أردتما غدا بعد صلاة العصر هنا؟! ما رأيكما؟!

 

 

قالت فردوس و رحمة:

 

 

_ حسنا!

 

 

قالت فردوس:

 

 

_ سأحضر لنا شيئا لنأكله، ما رأيك آنسة رحمة أن تأتي لمساعدتي؟!

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ حسنا.

 

 

قلت لهما:

 

 

_ و أنا؟!

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ ابقي عاقلة كالأميرة التي تنتظر أميرها!!

 

 

و ضحكت و خرجت... بقيت أنظر و أتأمل الغرفة، اقتربت من المكتب من الجهة الأخرى، فتحت الضوء الموجود على المكتب مع أن ضوء النافذة كان كافيا.

 

 

رأيت على المكتب مجموعة أوراق مرتبة، اقتربت منها بفضول كبير و عندها فتح الباب بقوة وأفزعني و رأيت رجلا ينظر إلي باستغراب و بحنان كبير ثم قال:

 

 

_ ملاك؟؟! هذه أنت؟!..

 

 

انتهى الجزء الحادي عشر بفضل الله تعالى...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء الثاني عشر

 

 

رأيت على المكتب مجموعة أوراق مرتبة، اقتربت منها بفضول كبير و عندها فتح الباب بقوة أفزعني، رأيت رجلا ينظر إلي باستغراب و بحنان كبير ثم قال:

 

 

_ ملاك؟! هذه أنت؟؟!

 

 

*** في هذه الأثناء***

 

 

 

 

_ مراد، ألا تفكر في الزواج؟! و غمزه و هو يبتسم

 

 

رد مراد بارتباك:

 

 

_ الزواج؟! لا أدري، أريد الاطمئنان على أختاي أولا، فأنا المسؤول عنهما بعد وفاة والدي رحمه الله.

 

 

قال إسلام:

 

 

_ بالعكس، إذا تزوجت ستساعدك زوجتك كثيرا و ستعينك و تحمل معك هذه المسؤولية خاصة إذا تصادقت معهما!

 

 

رد مراد:

 

 

_ كلامك صحيح، مريم لا تقلقني مطلقا إنما منال خائف عليها كثيرا...

 

 

قال إسلام و هو يربت على كتف صاحب طفولته:

 

 

_ لا تخاف يا أخي، فالله لن يتركك أبدا، ثق بالله ثقة عمياء و سترى بنفسك الخير كله، توكل على لله و تزوج بما أنك وجدت الفتاة التي دق قلبك لأجلها.

 

 

نظر إليه مراد و هو يفكر فيما قاله ثم رد عليه:

 

 

_ لا أريد أن أستعجل، سأستخير إن شاء الله و الله الموفق، و أنت أخبرني ألا تفكر في الزواج؟!

 

 

صمت إسلام و سرح بعيدا ثم قال بارتباك:

 

 

_ زواج؟؟ لا ، لا أفكر في ذلك الآن؟!

 

 

قال مراد و هو يتأمل صديق طفولته محاولا قراءة أفكاره:

 

 

_ لا أدري لما أحس أنك تخفي عني شيئا بخصوص هذا الأمر؟!!

 

 

رد إسلام:

 

 

_ يا رجل لا أخفي شيئا كما أن كل شيء في وقته جميل، لا تستعجل! أريد أن أثبت في عملي أولا و من ثم أفكر في الزواج!!

 

 

قال مراد باسما:

 

 

_ حتى الطبيب يجب أن يثبت في عمله!!

 

 

رد إسلام مغيرا الموضوع:

 

 

_ أريد أن أشرب، ألا تكرمون الضيوف في بيتكم؟!

 

 

ضربه مراد على كتفه بخفة ثم قال:

 

 

_ لقد قلتها نكرم الضيوف و أنت لست ضيفا! قم و اشرب، تعرف طريق المطبخ أكثر مني!

 

 

*** في الجهة المقابلة***

 

 

 

 

تجمدت في مكاني حتى أني لم أعد قادرة على التنفس و وهو يتقدم نحوي، واضح عليه أنه في عالم ثان و أنه مقتنع تماما أني ملاك فنظراته غير طبيعية مليئة بالكلام، بالأحاسيس القوية و هذا ما زاد خوفي و كبلني أكثر، سمعته يقول بهمس و حب و عتاب:

 

 

_ عرفت أنك لن تتركينني! لم ابتعدت عني كل هذه الفترة؟! أهنت عليك، تكلمي ملاك قولي أي شيء، أغمض عينيه و قال بصوت منخفض و حنون جدا: اشتقت إلى صوتك! نظر إلي و قال بإحساس أقوى:

 

 

_ استقت إليك!...

 

 

ارتعش قلبي و جسمي، و عرفت أنه أخ فردوس زوج ملاك، يجب أن أفعل شيء سمعت نفسي أقول:

 

 

_ أنااا لسسستت ممملاااكك!

 

 

نظرت إليه لأرى وقع كلامي عليه، هل صدق أخيرا أني لست ملاك، رأيته وقف أمام المكتب و أغمض عينيه و فتحهما و عندها رأيت دموعا!! نعم !! إنها دموع رجل! إني أراها جيدا محبوسة تريد السقوط!، أي ألم و حزن يحمل في صدره! أي حب كان يحمله في قلبه؟! رأيت دمعة خانته مسحها بسرعة و رمقني بنفس النظرات أو أكثر عمقا كأنه على يقين بأني ملاك، خرقت نظراته الحزينة صدري و أحسست بألمه و آهاته: صرخات مكتومة تريد الخروج، عندها ابتعدت عن المكتب و حاول التقدم لأخرج لكنه وقف أمامي مباشرة لا يفصل بيننا إلا مليمترات رفعت رأسي ببطئ و نظرت إليه، مازالت الدموع تتصارع لتنزل و قال:

 

 

_ لماذا تكذبين علي؟! أنت ملاك! لما تهربين مني؟! لم أقصد إخافتك حبيبتي؟!

 

 

يا إلاهي إنه ليس في وعيه و كأنه مخدر، نعم! أحس بألمك لقد استطعت نقل آلامك إلى قلبي لكني يجب أن أتصرف فلا أدري ما يمكنه فعله فحالته ليست طبيعية، تكلمت و قلبي سينفجر من سرعة دقاته و حلقي جف من الخوف و الارتباك:

 

 

_ صدقني لست ملاك!

 

 

رفعت رأسي إليه مرة أخرى لعله يتأكد مما أقول لكنه لم يكن يسمعني، اكتفى بسماع قلبه و فجأة رأيت يده ترتفع متجهة إلى وجهي، أريد أن أهرب لكن قدمي متجمدتان في الأرض، أحسست بدموعي تنزل بشدة و يدي ترتجفان و إذا بصرخة قوية :

 

 

_ سعد! لا!!! إنها ليست ملاك! صرخت فردوس و جاءت تجري إلينا و مسكت يده التي لا تبتعد عن وجهي إلا مليمترات قليلة، هزت فردوس كتفه و هي تقول:

 

 

_ إنها ليست ملاك! استيقظ يا سعد!لقد أخفت الفتاة، هذه صديقتي، انظر جيدا إنها تشبهها فقط! ملاك ماتت!

 

 

نظر إلي مرة أخرى يحاول التركيز و بدأت دموعه تتكاثف و تنزل و عرفت أنه يدرك أني لست ملاك، أعرض عني و همس:

 

 

_ أنا آسف!

 

 

قالت فردوس و هي تربت على كتفه:

 

 

_ لا بأس، لكن عليك أن تدرك أن ملاك ماتت و لن تعود، سعد أرجوك...نظر إليها نظرة أخرستها ثم التفت إلي و سأل:

 

 

_ لماذا؟!

 

 

لم أفهم حقيقة ما قصده بسؤاله، أ لماذا لست ملاك؟ أم لماذا لماذا أنا هنا في غرفة ملاك؟!...

 

 

ثم التفت إلى أخته مرة أخرى و صرخ:

 

 

_ أريد أن أبقى وحدي! و أسقط بثقل جسمه على الأريكة و هو يمسك رأسه بقوة ثم نظر إلى أخته و قال بهدوء:

 

 

_ أجوكم أتركوني وحدي!

 

 

نظرت إليه فردوس و الدموع في عينيها و قالت:

 

 

_ حسنا، تعالي مريم!,.,,

 

 

مسكت يدي و ساعدتني على الخروج، كانت رحمة أمام الباب تنظر لما يحدث بصمت شديد، أغلقنا الغرفة و توجهنا لغرفة فردوس جلسنا على السرير و حضنتني رحمة و تكلمت فردوس:

 

 

_ أنا آسفة جدا! و الله إني خجلة منك! لا تغضبي بالله عليك، لن يحدث ذلك ثانية إن شاء الله!

 

 

قلت لهما:

 

 

_ لقد أحسست بألمه!، شعرت بمدى حزنه، لقد خانته دموعه أمامي! إنه ليس بخير!

 

 

همست رحمة تهدئني:

 

 

_ اهدئي حبيبتي، اهدئي، توقفي عن البكاء مريم!

 

 

أحضرت فردوس كوب العصير و أشربتني و غسلت وجهي بالماء و عندها بدأت أشعر بتحسن و براحة، لقد تراكم في صدري أحاسيس كثيرة قوية جدا...

 

 

عندما هدأت استقمت في جلستي و قلت لهما و أنا أبتسم:

 

 

_ الحمد لله، أشعر بتحسن مع أن رأسي سينفجر!

 

 

قالت فردوس بخجل:

 

 

_ أنا آسفة!

 

 

قلت لها:

 

 

_ لا تتأسفي! فأنت لم تفعلي شيء و في الأخير لم يحصل شيء كبير، فلا تقلقي فلن يغير شيء هذا الأمر البسيط!

 

 

ابتسمت فردوس براحة و قالت:

 

 

_ بارك الله فيك وواصلت كلامها في حزن:_ أخي مازال متأثرا بموت ملاك، لا تتصوري في السنة الاولى كيف كانت حالته، الآن تحسن كثيرا، كما أنه تغير بعد موتها أصبح منعزل تماما، لا يتكلم كثيرا، حتى الابتسامة هاجرت محياه، لذلك سعدت جدا لاقتراح رحمة بمصادقة أخيك له، لعله يتقرب منه و يخبره ما يحبسه في صدره و يخفيه عن البشر كافة...

 

 

سألتها فجأة:

 

 

_ أيخفي شيء؟!

 

 

واصلت رحمة:

 

 

_ نعم! أنا متأكدة من ذلك و هذا الشيء يتعلق بملاك لكنه لم يفصح عنه لأحد فهو كان مع ملاك عندما ماتت.

 

 

أتت هذه المعلومة كالصدمة بالنسبة لي، لم أستغرب ذلك بل توقعت هذا، لقد أحسست بصرخة مكتومة في صدره، أحسست بشيء غير طبيعي، أكيد يخفي شيء.

 

 

أضافت رحمة:

 

 

_ فلنؤجل موعدنا غدا لعد غد حتى ترتاح مريم فوجهك متعب جدا!

 

 

ابتسمت لها بامتنان، فعلا أحس بتعب شديد و أحتاج للراحة لأرتب أفكاري و أنام قليلا...

 

 

أعطيت فردوس رقم أخي لتعطيه لأخيها و عدت أنا و رحمة إلى منازلنا.

 

 

فتحت الباب و أنا أحس بإرهاق شديد، توجهت مباشرة للدرج لأصعد لغرفتي و إذ سمعت أحدا يناديني:

 

 

_ مريم؟! هل أنت بخير؟! سألني إسلام بقلق.

 

 

التفت إليه و قلبي يرقص داخلي و ارتبكت كثيرا لأنه الشخص الوحيد الذي يكشفني إذا كذبت و قلت محاولة جعل صوتي واضح:

 

 

_ نعم، أنا بخير!

 

 

سألني مرة أخرى بعد أن صعد إلي:

 

 

_ هل أنت متأكدة ؟؟ أ كنت تبكين؟؟ و أضاف بإصرار: ماذا حصل لكي؟؟

 

 

نظرت إليه بخجل كيف لي أن أكذب على طبيب و ليس أي طبيب إنه ....

 

 

انتهى الجزء الثاني عشر بحمد الله تعالى............

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء الثالث عشر

 

 

نظرت إليه بخجل كيف لي أن أكذب على طبيب و ليس أي طبيب إنه إسلام الذي عاش كل طفولته معنا، خرج صوتي مرتجف:

 

 

_ لم يحصل شيء صدقني، إنما رأسي يألمني قليلا لا أكثر.

 

 

نظر إلي بشك ثم قال:

 

 

_ اشربي شيئا ساخنا و اقرئي صفحات من القرآن و حاولي النوم قليلا و إن شاء الله ستشعرين بتحسن.

 

 

ثم سكت قليلا ثم قال:

 

 

_ هل أنت متأكدة أنك لا تريدين إخباري شيء ما؟

 

 

قلت له :

 

 

_ نعم متأكدة، لا تقلق سأفعل ما قلت لي و سأكون بخير إن شاء الله.

 

 

ابتسم لي بارتباك و عندها جاء مراد من المطبخ:

 

 

_ أخيرا جاءت أختي الحبيبة التي تحبني كثيرا ..

 

 

قاطعته قائلة:

 

 

_ ماذا تريد يا مراد من الآخر ؟؟

 

 

ضحك مراد و هو يقول:

 

 

_ لا شيء إنما أرحب بك!!

 

 

ابتسمت له و قلت:

 

 

_ متأكد لا تريد شيء؟!

 

 

رد علي:

 

 

_ لا أريد شيء.

 

 

قلت لهما:

 

 

_ حسنا إذن سـأذهب لغرفتي الآن.

 

 

صعدت إلى غرفتي و فعلت ما قاله لي إسلام ثم ارتميت على سريري أبحث عن النوم ليأخذني و يريح تفكيري الذي لم يتوقف عن الدوران، فمنذ أن رأيت إسلام نسيت كل ما حصل لي، لا أستطيع أن أوقف قلبي من الارتعاش و الارتباك كلما رأيته أو كلمته، سحبت كراس مذكراتي و أعدلت جلستي و بدأت اكتب:

 

 

هل ما أحس من أحاسيس داخلي ناحية إسلام حرام لا يجب أن أشعر به و أنا أحاول الاستقامة؟؟!

 

 

أم أنها أحاسيس طاهرة و بريئة مادامت لم تتجاوز حدود الله؟؟!

 

 

لم يكن الحب محرما يوما و لكن تلوث الحب في عصرنا الحاضر بمعاصينا و تعريفنا الخاطئ له، لأنه إحساس لا يملكه إنسان و ليس بيد شخص إنما هو الله الذي يقذفه في قلوبنا التي يحركها كيف ما يشاء..

 

 

يا رب إنك أنت من أحب و من أفديه بنفسي...

 

 

حبك في قلبي يفوق أي حب آخر لأي بشر كان...

 

 

مادام قلبي ينبض فلن أسمح لأي حب أن يفوق حبك...

 

 

يا مولاي ليس لي سواك ليحبني و يحميني و يسترني و يحفظني...

 

 

أحب أن اخدم دينك و أن أفعل شيء بسيط لديني...

 

 

يا رب إن كان ما أحسه لإسلام خير لي و لديني فيسر لنا الحلال و إن كان شرا لي و لديني فاصرفه عني و اصرفني عنه و رضني بذلك...

 

 

............

 

 

على صحراء النار سار بقدمين حافيتين...

 

 

التهبت قدميه من حرارة الصحراء النارية...

 

 

لكنه لم يبالي...

 

 

الجرح الذي يحمل صدره أقوى و لهيبها أشد من لهيب الحرارة التي تلتمس قدميه...

 

 

نظرت إليه، وجدته على صخرة النار يتلوى يبكي بحرقة و بجانبه قلبه المغطى...

 

 

رأيت الدم يسيل من قلبه من مكان خبأه عن الكل...

 

 

نعم...نعم...ذلك المكان و ذلك الشيء الذي يخفيه عن الجميع و الذي يلهب جرحه و يقتله كل يوم...

 

 

لا أدري كيف أعبر عن ألمه لكنه أقوى من أن اعبر عنه...

 

 

إنه زوج الملاك الراحلة الذي أنقل جرحه إلي...

 

 

لكن ما بيدي حيلة...

 

 

أسأل الله تعالى له أن يخفف عنه و أن يقدر أخي على مساعدته....

 

 

أغلقت كراسي بعد أن أحسست براحة عندما أفرغت القليل مما أحس به و نمت...

 

 

 

 

***في الجهة المقابلة***

 

 

تمدد سعد على سرير ملاك رحمها الله و هو يحس بتعب شديد و بألم قوي في صدره، نظر من حوله و هو يشعر بالخجل من نفسه و بالتعب، ماذا ستقول عني الفتاة؟، نزلت دمعة من عينيه لم يعد يقدر التحكم في دموعه و لا في آلامه، أنا اعرف القضاء و القدر و تصرفي يدل على العكس لكن ما حدث قوي و جد قوي علي، ما رأيته و ما أحسست به يكاد يفطر قلبي و لا أستطيع إخبار أحد، ما كشفته لي ملاك في آخر أيامها كان أقوى من أن أتحمله،...

 

 

دخلت في تلك اللحظة فردوس و هي تقول بتردد:

 

 

_ سعد؟! هل أستطيع التحدث إليك قليلا؟!

 

 

ابتسم لها سعد و قال بحنان:

 

 

_ نعم، أكيد تفضلي، أعتذر لما حصل، لا تتصوري كم أحس بالخجل من نفسي، صدقيني لم أكن أرى شيء إلا ملاك صدقيني حتى وجهها لا أتذكره جيدا لم أشعر بنفسي!

 

 

اقتربت فردوس من أخيها و ربتت على كتفه و قالت محاولا تهدئته:

 

 

_ لا تقلق، مريم متفهمة جدا و لم تغضب بالعكس، أردت أن أخبرك بشيء أكيد سيفرحك، قررنا أن نتنافس جميعنا لفعل الخيرات و من ضمن هذه الأشياء سنبدأ بموضوع المقاطعة..

 

 

سألني بفضول:

 

 

_ من أنتم؟

 

 

قالت له فردوس بفرح:

 

 

_ سنكون فريقين: فريق البنات و فريق الشباب: أنا و رحمة و مريم و بعض أخواتنا الأخريات و بالنسبة للشباب فهم أخو مريم و بعض الأخوة من معارفهم، و لن نقتصر على المقاطعة فقط إنما سنتنافس في كل شيء من ضمنها حفظ القرآن و هكذا و أنا طبعا فكرت أنك إذا سمعت هذا الخبر لن تضيع الفرصة أبدا فأنت دائما مقدام للخير لذلك سأتركك تتصل بأخ مريم و تتعرفا و تكون معهم و طبعا لن ترفض..

 

 

و مدت له الرقم و أضافت من دون أن تترك له الفرصة ليتكلم:

 

 

_ هذا رقمه إنه ينتظر منك اتصالا لتتعرفا، و الآن سأذهب للنوم السلام عليك..

 

 

و خرجت مسرعة حتى لا تعطيه فرصة للكلام و الاعتراض، ابتسم سعد لأخته فعلا إنه محتاج لصحبة صالحة لعله يخرج و ينسى ما هو فيه نظر للرقم و قد قرر أن يتصل غدا بهذا الشاب و التعرف عليه...

 

 

 

 

***في هذه الأثناء***

 

 

 

 

عادت رحمة للبيت و هي تفكر في مريم و ما حصل معها و بعد أن نظفت المطبخ صعدت لغرفتها و اتصلت على مريم لتطمئن عليها فجاءها صوت مريم:

 

 

_ السلام عليك، أرى أنك اشتقت إلي سريعا!

 

 

ارتحت جدا عندما سمعت صوتها و كلامها و عرفت أنها تحسنت:

 

 

_ و عليك السلام و رحمة الله، نعم لم أستطع الانتظار لبعد غد فقلت أسمع صوتك على الأقل ليطفئ لهيب الشوق داخلي..

 

 

ضحكت مريم على صديقتها و طمأنتها عليها و تحدثا قليلا ثم أغلقت رحمة الهاتف و ذهبت لتنام.

 

 

 

 

***لدى مريم***

 

 

 

 

بعد اتصال رحمة ذهبت لأرى الوالدة و أطمئن على صحة خالتي و بقيت معها في غرفة الجلوس و كانت منال معنا و قد تحسنت نفسيتها كثيرا و كنت قد صممت أن أقترب منها أكثر و أصادقها، ذهبت لغرفة مراد بعد أن غادر إسلام و دخلت عليه و أخبرته بأخ فردوس الذي يود التعرف عليه و قد أحسست أنه فرح كثيرا لذلك و قال أنه سينتظر اتصاله غدا و إن لم يتصل به سيتصل هو به و بعدها ذهبت للنوم...

 

 

مر اليوم التالي بهدوء عندي على الأقل... لكن عند رحمة...

 

 

 

 

*** في الجهة المقابلة***

 

 

 

 

كان لدى رحمة عمل في المكتب صباح ذلك اليوم و عندما عادت للبيت و هي صاعدة لغرفتها استوقفها صوت صراخ فتاة مزعج من ورائها:

 

 

_ أنت انتظري إلى أين تذهبين قولي لي لما لم تنظفي غرفتي هذا الأسبوع؟؟!

 

 

تنهدت رحمة بألم و التفت لترد على ابنة عمها:

 

 

_ أنا لست خادمة لديك آنسة لميس.

 

 

ضحكت لميس بخفة و قالت باستهزاء:

 

 

_ حقا؟؟ّ! نعم، نسيت ذلك من كثرة رؤيتك في المطبخ !!

 

 

و ضحكت باستهزاء متجهة للباب فسألتها رحمة:

 

 

_ أين ذاهبة في هذا الحر؟!

 

 

التفت لها لميس و قالت بحدة:

 

 

_ من أنت لتسأليني؟ لا يهمك و لا تنسي نفسك كثيرا فأنت مجرد ضيفة تسكن في بيتناا

 

 

و شددت على كلمة بيتنا فهي تعرف نقطة ضعف رحمة، التهمت رحمة الألم و صعدت لغرفتها دون أن ترد عليها و هي تفكر في حال ابنة عمها التي تخرج كثيرا مع أصدقائها و لا أحد يسألها...

 

 

صعدت لغرفتها و هي تجر قدميها لكم تتحسس من مسألة العيش مع عمها تحس بأنها عالة عليهم و كأنها خادمة لهم رفعت عينيها للسماء و قالت: "يا رب الصبر الصبر يا إلاهي"

 

 

*****

 

 

اتصل سعد بمراد و أخبره انه يريد رؤيته و التعرف عليه و استدعاه لبيته ذلك المساء ليتحدثا أكثر و فعلا ذهب مراد لسعد و بقي يتحدثان و يضحكان و كأنهما يعرفان بعضهما من سنين ارتاحا لبعضهما البعض و قال له أنه سيعرفه عن أخوة أفاضل ليبدءوا بالبحث عن المنتوجات البديلة التي سيستعملونها في موضوع المقاطعة و بدأ حفظ القرآن أو بالأحرى مراجعته..

 

 

******

 

 

***في اليوم التالي ***

 

 

ذهبت إلى بيت فردوس و وجدت رحمة هناك و بعد السلام و السؤال عن الأحوال قلت لهما:

 

 

_ إذن حان الوقت لنبدأ بالخطوات العملية فالفريق الآخر سيجتمعون اليوم أيضا، و بعد أن اتفقت أنا و أخي، و غمزت بعيني لرحمة التي ارتبكت و واصلت، سوف أخبركما هذه الخطوات و تعطوني رأيكما و بعدها نبدأ بالعمل...

 

 

أول شيء يجب أن نبحث عن المنتوجات التي سنقاطعها..

 

 

قاطعتني رحمة:

 

 

_ المنتوجات التي يجب مقاطعتها موجودة إنما التي يجب أن نبحث عن المنتوجات التي سنستعمله أي البديلة.

 

 

قلت لها:

 

 

_ نعم أعرف، كنت سأقول ذلك، إذن البحث سيكون عن لمنتوجات البديلة، يعني سنتفق لنذهب إلى المغازة و نباشر عملنا على الفور، ما رأيكما؟!

 

 

ردت فردوس:

 

 

_ نعم موافقات أكيد، فلا نستطيع فعل شيء دون تسجيل المنتوجات البديلة..

 

 

قلت:

 

 

_ نعم، و بعد أن ندون كل شيء سنقوم نحن الفتيات بكتابة هذه المنتوجات و تزيينها لنبدأ حملتنا و نوزعها!، هذا بالنسبة لموضوع المقاطعة، هل من رأي آخر؟

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ نعم، أعرف بعض الأخوات التي ستساعدنا إن شاء الله، سأتولى الاتصال بهن.

 

 

قلت لها:

 

 

_ جيد جدا!

 

 

قالت فردوس:

 

 

_ الآن بالنسبة لحفظ القرآن، من رأيي أن يكون مكثفا مادمنا في عطلة، أليس كذلك؟

 

 

قلت لها:

 

 

_ نعم فعلا، هذا رأيي أيضا، و لنتوافق مع رحمة سيكون في هذا الوقت إن شاء الله، و نحاول تحسين التجويد أكثر!

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ نعم هذا رائع، لا تتصوروا إحساسي الآن، تحسين بالراحة عندما تشغلين وقتك بما يرضي الله تعالى، و ما رأيكما أن نقول لجميلة لتنضم إلينا،أكيد حفظ القرآن سيساعدها لتلبس الحجاب و تثبت عليه على الأقل في الفترة الأولى و تسن لنا الفرصة لندعوها إليه أكثر؟؟

 

 

لمعت عينينا أنا و فردوس بفرحة لهذا الاقتراح و قلنا معا:

 

 

_ نعم هذا صحيح! أنت عبقرية!

 

 

ضحكت رحمة بخفة و قالت:

 

 

_ أعرف ذلك!

 

 

ضحكنا ثم التفتت لي فردوس و قالت:

 

 

_ لقد جاء أخوك البارحة ليقابل أخي

 

 

قلت لها بفرحة :

 

 

_ نعم، لقد اخبرني مراد إني سعيدة جدا لذلك و عندما عاد كان سعيدا جدا بتعرفه على أخيك، ارتاح له جدا.

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ ما رأيكما أن نبدأ مراجعة القرآن الآن لدينا الوقت الكافي، و خير البر عاجله.

 

 

و فعلا بدأنا نراجع معا ما نحفظه مع تحسين التجويد و أحسسنا بغمرة من الراحة و الطمأنينة تجتاح قلوبنا و البهجة تشع من أعيننا...

 

 

و قبل المغرب بقليل غادرنا أنا و رحمة و اتفقنا أن نتقابل غدا لنكمل المراجعة..

 

 

***في جهة أخرى من البيت***

 

 

كان سعد ينظر من شرفة غرفته و عقله بعيد جدا عن مكانه يسبح ماض أليم و إذ به يرى فتاتان تغادران البيت، رحمة و كانت معها فتاة أخرى خمن أنها مريم فقال في نفسه و هو ينظر إليها:

 

 

".......

 

 

انتهى الجزء الثالت عشر بحمد الله تعالى........

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء الرابع عشر

 

 

 

 

 

كان سعد ينظر من شرفة غرفته و عقله يسبح في ماض أليم و إذ به يرى فتاتان تغادران البيت، تعرف سريعا على رحمة و كانت معها فتاة أخرى خمن أنها مريم فقال في نفسه و هو ينظر إليها:"كنت أظن إني شفيت تماما لكن أتيت و أثبتِ عكس ما تصورت"، ثم نظر إليها بتمعن و أضاف:" صحيح هي تشبه ملاك رحمها الله كثيرا لكن هناك اختلاف بينهما لكن كيف لم ألاحظه يومها؟!!!، أرجو ألا تتخذ فكرة سيئة عني، و لكن ما الذي يهمني بما تفكر به، ما بالي منذ ذلك الحادث لا أفكر إلا بها" أغض بصره عنها بسرعة و هو يستغفر و يبعد هذه الأفكار من رأسه :" لا يحق لمريض مثلي التفكير بأي فتاة خاصة شبيهة ملاك لأني متأكد أني أفكر فيها على كونها ملاك رحمها الله فلن أعجب بها في لحظة كانت من لا وعي،ما بالي؟! أصبحت أقول كلاما غير معقول يجب أن أذهب لطبيبي و أروي له ما حدث"

 

 

و دخل في فراشه يبحث عن الراحة و لكنه تذكر أن صلاة المغرب بعد لحظات قليلة فقفز من الفراش و توضأ و اتجه للمسجد الذي سيقابل فيه مراد و أخوانه ليتباحثوا في موضوع المقاطعة.

 

 

بعد صلاة المغرب، تعرف سعد بإسلام و أحس سعد بقرب شديد من هذا الأخير لا يدري كيف يفسره، نظر إليه و رأى في عينيه لمعة لم يرها في أي شاب، زادته تلك اللمعة وقارا مع شعره الأسود الذي يصل إلى أذنيه، أحس بشوق ليكتشف صفحات قلب هذا الشاب، سمعه يقول:

 

 

_ اتصلت بسالم و قال أنه لديه قائمة كاملة للمنتوجات التي يجب مقاطعته سيحضرها عندما نراه ، بقي أن نبحث عن المنتوجات البديلة لكن ألم تقسم العمل بيننا و بين الأخوات يا مراد.

 

 

قال مراد:

 

 

_ بلى قسمت العمل، هن سيبحثن عن المأكولات بجميع أنواعها و الثياب و نحن سنبحث عن مواد التنظيف و كل ما يتعلق بالأدوات المدرسية، و هذا كبداية طبعا.

 

 

قال سعد:

 

 

_ إذا لا يبقى سوى تحديد موعد لنذهب لنباشر العمل إن شاء الله.

 

 

قال إسلام:

 

 

_ نعم، إن شاء الله.

 

 

نظر سعد إلى مراد و سأله بعد صمت قصير:

 

 

_ متى تنوي الزواج يا مراد؟

 

 

إسلام انفجر ضاحكا و مراد استغرب سؤال سعد المفاجأ:

 

 

_ لكن هل وجهي يشير أني أنوي الزواج، هل أمري مفضوح إلى هذه الدرجة؟!

 

 

ثم نظر إلى إسلام بتجهم و قال له:

 

 

_ كفاك ضحكا أنت!

 

 

ابتسم سعد و قال:

 

 

_ لا إنما كان مجرد سؤال بريء جدا!

 

 

قال إسلام:

 

 

_ ألا ترى يا سعد، يجب على صديقنا مراد أن يتزوج؟؟إنه سيصبح كهلا المسكين و لم يتزوج بعد؟؟

 

 

قال سعد مؤيدا:

 

 

_ نعم ، لذلك سألته هو بالذات...

 

 

نظر إليهما مراد و قال بامتعاض:

 

 

_ أظن أنا أول من تعرفت عليه سعد و الآن أصبحت ضدي مع إسلام!!و نظر إلى إسلام

 

 

و قال:

 

 

_ سترى يا صديق طفولتي!

 

 

ضحكا كل من سعد و إسلام و نظرا إلى بعضهما البعض و هما نفسهما مستغربان الحب المتبادل الذي يشعران به...

 

 

اتجه الشباب إلى بيت مراد و بعد أن استأذنوا لدخول غرفة الجلوس ليسلموا على والدة مراد التي كانت جالسة مع مريم...

 

 

***في هذه الأثناء***

 

 

 

 

سمعت صوت أخي يستأذن ليدخل أصدقائه فعدلت جلستي و ارتديت ما يسترني و جلست بجانب والدتي، و بعد لحظات دخل إسلام و سعد، كان قلبي يرقص بشدة و يدي ترتعشان و أنا أحاول أن أسيطر عليهما، كنت أختلس بعض النظرات إلى إسلام و عندما وقعت عيني عليه رأيته كشفني و عرفت أنه كان يختلس النظر أيضا أنزلت رأسي و أحس بحرارة وجهي، خفت أن يفضح أمري فنظرت إلى سعد كان ينظر إلي و رأيت نظرات أحن حتى من النظرات التي رمقني بها عندما حسب أني ملاك رحمها الله تعالى و لكن سرعان ما تحولت إلى نظرات لا أستطيع تفسيرها غامضة لا تفهم منها شيئا، سمعت إسلام يقول:

 

 

_ كيف حال أمنا الحبيبة؟!

 

 

ردت والدتي بابتسامة حنونة و هي تعاتبه:

 

 

_ بخير الحمد لله، لو كنت لا أسمع أخبارك من أمك لما علمت شيء عنك فأنت لا تسأل حتى عني.

 

 

قال سعد و هو يشد على يده:

 

 

_ لم لا تسأل عنها؟؟! أين مشغول؟؟في الأولاد أو في الزوجة؟؟ و نظر إلي و كأنه يرسل إلي و إلى إسلام الذي كان ينظر إليه رسالة.

 

 

يا إلاهي أتراه كشفني أم ماذا؟!!

 

 

ارتبك إسلام و لكنه لم يفهم معنى نظرات صديقه فقالت أمي:

 

 

_ لا عليك منه يا سعد، أظن أنك ستأخذ مكانه، على الأقل كلما تزورنا والدتك أو أزورها أراك و تسأل عني..

 

 

قال إسلام محتجا:

 

 

_ مستحيل، لن يأخذ مكاني أحد، آسف جدا لأني غبت عنك كل تلك الفترة لكن سترين في المستقبل.

 

 

قال أخي محتجا هو الآخر:

 

 

_ و أنا؟؟! أين أنا في هذا كله؟؟!!

 

 

قالت أمي:

 

 

_ أنت في عيني يا حبيبي لا تخف مكانك محفوظ مهما حصل..

 

 

زفر كل من إسلام و سعد بمعنى أنها ذهبت عليهم أمام مراد..أضحكوني صراحة..

 

 

سألني إسلام فجأة:

 

 

_ كيف حالك مريم؟

 

 

قلت له و أنا أبتسم:

 

 

_ بخير الحمد لله، ترددت قليلا ثم سألته:

 

 

_ و أنت كيف حالك؟!

 

 

رد علي:

 

 

_ الحمد لله.

 

 

سألني مجددا:

 

 

_ أين منال؟

 

 

قلت له:

 

 

_ ذهبت لتزور صديقتها، ستصل قريبا.

 

 

رن هاتف مراد فذهب ليرد عليه ثم عاد بعد قليل و قال لإسلام و سعد:

 

 

_ لم يستطع الانتظار للغد، إنه سالم قال أنه سيأتي لعله يلتحق على مكان في قلب الوالدة خاصة أن لديه فترة طويلة لم يراك و لم يسلم عليك بسبب سفره الدائم خارج البلد.

 

 

قالت والدتي:

 

 

_ أكيد له مكانه كلكم أولادي و الله يعلم بذلك.

 

 

قال مراد ضاحكا:

 

 

_ لا أنسى يوم كنا صغار كيف عاقبتني يا أمي لأني ضربته في المدرسة.

 

 

ضحكت على مراد لأني أتذكر ذلك اليوم، لم يخرج من غرفته يوم العطلة من أجل سالم رغم توسلاته لأمي..

 

 

 

 

*** في هذه الأثناء***

 

 

 

 

كانت تسرع في مشيتها و كأنها تسابق شخصا، تهرول و لا تنتبه إلى مكان قدميها المهم لديها الوصول للبيت، تأخرت كثيرا عند صديقتها، هزت رأسها لترى البيت لا يفصلها عنه إلا خطوات قليلة أنزلت رأسها تكمل مشيتها السريعة و كأنها ستتصارع مع أحدهم سمعت صوت سيارة تتوقف قريبا لكنها لم تلقي لها بالا و لم ترفع رأسها لترى من بداخلها حتى كان هدفها الآن الوصول بأسرع وقت ممكن مازلت تفصلها خطوات على البيت و أخيرا وصلت للباب، لم تأخذ عناء رفع رأسها دخلت بسرعة من باب الحديقة و هي ما تزال تهرول في مشيتها و فجأة صدم رأسها بشيء صلب جدا جعلها تقف و تعود للخلف بقوة كادت تسقطها أرضا لكنها وجدت قدميها مثبتين بشكل صحيح على الأرض، نظرت إذ بـ................

 

 

 

 

انتهى الجزء الرابع عشر بحمد الله تعالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء الخامس عشر

 

 

 

 

لم تأخذ عناء رفع رأسها دخلت بسرعة من باب الحديقة و هي ما تزال تهرول في مشيتها و فجأة صدم رأسها بشيء صلب جدا جعلها تقف و تعود للخلف بقوة كادت تسقطها أرضا لكنها وجدت قدميها مثبتين بشكل صحيح على الأرض، نظرت إذ بـيد ماسكة معصمي أنقذتني من وقعة قوية جذب الشخص يده فرفعت رأسها منال لتجد شخص مألوف لديها، قالت بارتباك:

 

 

_ شكرا!

 

 

ابتسم و قال:

 

 

_ كيف حالك منال؟!

 

 

ردت عليه:

 

 

_ الحمد لله بخير، و أنت؟؟لم نراك منذ مدة طويلة

 

 

قال:

 

 

_ الحمد لله بخير، كنت مسافرا.

 

 

قالت له:

 

 

_ أنت ستدخل البيت أ ليس كذلك؟

 

 

قال لها:

 

 

_ نعم.

 

 

قالت:

 

 

_ هيا إذن لندخل.

 

 

دخلا معا و وجد الجميع في غرفة الجلوس، بعد السلام و السؤال عن الأحوال سأل مراد:

 

 

_ أين التقيتما؟

 

 

رد سالم:

 

 

_ في مدخل الباب.

 

 

قالت الوالدة:

 

 

_ أخبرني يا بني كيف حالك مع الدعوة؟!

 

 

قال سالم:

 

 

_ الحمد لله، دعواتك لنا، سأروي لكم قصة إسلام شاب بقيت متأثرا بها جدا!

 

 

قال إسلام:

 

 

_ ماذا تنتظر إذن أخبرنا؟

 

 

بدأ سالم يروي:

 

 

_ يقول ذلك الشاب: كان هناك قريب من بيتهم رجل عربي لديه حانوت صغير كان دائما يذهب إليه ليشتري شيء و في يوم قال الشاب:

 

 

أحس ذلك الرجل أني مهموم و أن لدي مشكلة، فسأله و ألح عليه ليخبره لعله يجد لديه الحل، و أنا كنت مقتنعا أنا لا حل لمشكلتي تلك فأخبرته فابتسم لي و قال لي أنه لديه الحل، فأخذ كتاب لا أدري ما هو و لم أيفصح لي أيضا ما هو كل همي أن تحل مشكلتي، فتحه بعد أن تمتم شيء لم أفهمه و بدأ يعطيه الحل من ذلك الكتاب و فعلا حلت مشكلتي، و من يومها أصبح صديقي و دائما ألجأ إليه عندما تعرضني مشكلة و كان في كل مرة يفتح ذلك الكتاب و يعطيني الحل و طول سنوات عديدة و نحن على نفس الحال، حتى جاء يوم و قد سافرت بضعة أيام و عندما عدت إلى سكني وجدت الحانوت مغلق على غير العادة، فسألت فأخبروني أن الرجل قد مات و ترك لك هذا الكتاب، تأثرت كثيرا و أحسست بالوحدة و بكيت من أجل فقدان ذلك الصديق الحميم، مرت أيام و وقعت في مشكلة فحرت ما أفعل فتذكرت الكتاب الذي تركه فذهبت لأسأل عنه و عما يحتوي فوجدت أنه قرآن فاستغربت كثيرا و زاد الفضول في نفسي كيف لهذا الكتاب أن يحل جميع مشاكلي و بحثت عن معنى القرآن و ما هو الإسلام و الرجل العربي لم يذكر لي قط دينه و لم يقل كلمة عن هذا الموضوع، المهم في الأخير أسلمت و عرفت أن هذا الدين هو دين الحق و أن القرآن كتاب جامع.

 

 

و أضاف سالم:

 

 

_ هكذا أسلم ذلك الشاب، لقد ظل ذلك الرجل العربي يدعوه بصمت شديد إلى أن أسلم.

 

 

 

 

********

 

 

 

 

مرت الأيام و بدأت ألاحظ تغير منال و بقائها معنا في مراجعة القرآن و تقربها منا و أحسست بفرحة كبيرة و كانت تسألني أسئلة كثيرة عن الدين حتى أني أحس أنها تخفي شيء وراء أسئلتها..

 

 

جاء يوم الجمعة، حيث اتفقنا أن ندو جميلة إلى مراجعة القرآن معنا..

 

 

في الصباح، جاءت نرمين و ابنتها منى لتقضي معنا ذلك اليوم و حين ما كنت في غرفتي، دخل علي أخي مراد، ابتسم لي و جلس بجانبي و بدأ يتكلم و هو مرتبك:

 

 

_ مريم أريد أن أقول لك شيء؟!

 

 

قلت له بابتسامة أشجعه ليتكلم:

 

 

_ نعم تكلم أسمعك أخي.

 

 

قال:

 

 

_ أريدك أن تسألي صديقتك،,...

 

 

و سكت، ضحكت بخفة و قلت له:

 

 

_ من تقصد بالضبط؟

 

 

رد علي:

 

 

_ صديقتك التي فقدت والديها، أريدك أن تسأليها إن كانت تقبل بي إذا تقدت لخطبتها!

 

 

قلت له بفرحة:

 

 

_ و أخيرا نطقت، كنت أنتظر هذا الخبر منذ فترة طويلة!

 

 

ضحك بارتباك و قال:

 

 

_ كل شيء في وقته جميل، قولي لها أن تستخير ثلاثة أيام و تفكر جيدا و تعطيك جوابها و إذا كانت موافقة سأتقدم لها رسميا و أذهب لعمها و أخبريها أيضا إنه إذا تم كل شيء سنعيش هنا فأنا لا أستطيع ترك والدتي و ترككم حتى تكون على بينة و تفكر جيدا.

 

 

قلت له و أنا أضمه:

 

 

_ حسنا و إن شاء الله خير، أنا سعيدة لذلك و إن شاء الله تكمل سعادتنا بموافقتها.

 

 

***

 

 

جلست مع والدتي و نرمين قليلا ثم توجهت لأستحم و بعد انتهائي من التجهيز مررت على منال لأستعجلها لأنها ستذهب معنا، خرجنا من البيت متجهين إلى بيت فردوس و أنا ممسكة يدها و سعيدة، وصلنا لبيت فردوس التي كانت برفقة رحمة، لمحت سعد و أحسست بإحساس غريب يغمرني لا أفهمه أبدا، لم يدم تفكيري بضع لحظات و سمعت رحمة تقول:

 

 

_ بنات، سنذهب بعد الجمعة إلى المغازة لنكتب المنتوجات البديلة، لقد سبقنا الشباب.

 

 

قالت فردوس:

 

 

_ نعم، إن شاء الله.

 

 

دخلنا المسجد بعد ما ذكرنا أذكار الدخول و من ثم جلسنا لنستمع للجمعة و بعد انتهائها توجهنا إلى جميلة التي أشرق وجهها فرحا عند رؤيتنا فقالت:

 

 

_ سعيدة أنكن هنا، السلام عليكن

 

 

رددنا عليها السلام و عرفناها بأختي منال و بعدها قالت جميلة:

 

 

_ هذه صديقتي سامية، لقد ارتدت الحجاب بعدي بيوم، إنها من أعز صديقاتي.

 

 

فرحنا كثيرا عندما سمعنا هذا الخبر و حضناها و باركنا لها و الدموع تنزل و بعدها قالت و الدموع تنزل:

 

 

_ لقد حدثتها عنكن و لم تتردد في وضعه، إن شاء الله لكن الثواب.

 

 

قلت لها:

 

 

_ لدينا خبر إن شاء اله يسعدك يا جميلة.

 

 

قالت بلهفة:

 

 

_ ما هو؟!

 

 

قالت رحمة:

 

 

_ أن نعلمك التجويد و نحفظ معا القرآن، ما رأيك؟؟!

 

 

حضنتها جميلة على طول و قالت:

 

 

_ هذا يكفي لتعلمي رأيي، طبعا صديقتي سامية معي؟!

 

 

قلت لها:

 

 

_ أكيد

 

 

قالت:

 

 

_ أعرف صديقات أخريات منهن من لا تصلي أصلا و منهن من لا ترتدي الحجاب سأحاول أن أحضر واحدة تلو الأخرى لتتعرفن عليهن و تدعوهن ما رأيكن؟!

 

 

قالت فردوس:

 

 

_ هذا شيء رائع، أكيد موافقات.

 

 

و بعدها اتفقنا على اليوم و الوقت لتبدأ الدروس معنا و توجهنا إلى المغازة و انتشرنا لنبدأ العمل.

 

 

رافقت رحمة طبعا لأخبرها بما أراد أخي اقتربت و منها و قلت:

 

 

_ رحمة لدي رسالة لك!

 

 

قالت بفضول:

 

 

_ ممن؟

 

 

قلت لها مشاكسة:

 

 

_ من حبيب قلبك!

 

 

نظرت إلي بملل و قالت:

 

 

_ ليس لدي حبيب قلب

 

 

قلت لها:

 

 

_ لن تستطيعي أن تخفي علي الأمر، أمرك مفضوح، المهم أخي يريد التقدم لك و أراد أن يعرف رأيك قبل أن تصبح الأمور رسمية و قال لكي استخيري و فكري و أضاف أيضا أنه حتى لو أصبحت الأمور جدية إنه سيسكن في بيتنا لأنه لا يستطيع ترك والدتي و لا تركنا..

 

 

كنت كلما أقول كلمة يحمر وجهها أكثر كدت انفجر ضحكا عليها و سمعتها تقول بارتباك:

 

 

_ لو قال أنه سيترككم و يعيش بمفرده لرفضته، سأستخير و أخبرك بالرد.

 

 

قلت لها:

 

 

_ لديك ثلاثة أيام فقط و حتى لو كان ردك سلبا لن يغير شيئا بيننا هذا يجب أن تحطيه حلقة في أذنك.

 

 

قالت:

 

 

_ أكيد.

 

 

تركتها مع أفكارها أكيد تريد أن تنفرد بنفسها في هذه اللحظة، وجدت منال فسألتها:

 

 

_ منال أخبريني أختي ما الذي يحيرك!

 

 

قالت:

 

 

_ كيف اعرف أن هذه المنتوجات ليست محلية، و مدت لي شيئا لم أميزه حتى ما هو أبعدت يدها و قلت لها:

 

 

_ لا أقصد هذا، أقصد ما الذي يحيرك منذ أيام طويلة

 

 

نظرت إلي و قالت:

 

 

_ لن أسرد عليك مقدمة طويلة، كل ما في الأمر هناك فتاة أجنبية تريد أن تعرف كل شيء عن ديننا، كانت تسألني أسئلة كثيرة لم أجد إجابتها، في أول الأمر لم أهتم لها مطلقا و لكن إصرارها و قولها أنها لا تدري لما ترتاح إلي و تريد أن تجد أجوبة لبعض أسئلتها مني جعلت أحاسب نفسي من جديد و أراجع حساباتي، فهي لا تفصلها إلا القليل لتسلم و أنا أحسست أني لست أهلا لهذه النعمة الكبيرة و الجزاء الذي وراء هذا الأمر لكن إصرارها جعلني أدرك أن الله يريد مني أن أوجهها.

 

 

 

نظرت إلى منال و الدموع تنزل بغزارة على وجهي و قلبي يدق بقوة شديدة فحضنتها و أحسست فعلا أن منال ستعود إلينا من جديد و لها مكانة كبيرة في الدين و لعلها أكبر حتى مني.

 

 

 

قلت لها بعد أن مسحت دموعي:

 

 

 

_ سنساعدك كلنا لا تقلقي و لا تهربي من ربك الكريم إنه يريدها أن تسلم على يديك.

 

 

 

ابتسمت لي و قالت:

 

 

 

_ نعم، تعرفين كنت سأسأل سالم عن بعض الكتب بلغتها لأرسلها لها لكني خجلت منه.

 

 

قلت لها:

 

 

 

_ فكرة سديدة، سأجعل مراد يسأله إن شاء الله.

 

 

 

حضنتني و قالت:

 

 

_ شكرا.

 

 

 

 

*** في هذه الأثناء***

 

 

 

 

كانت فردوس تنظر إلى أصناف المأكولات على الرفوف بتركيز شديد، لا تحس بمن حولها، فكانت تكتب و تسير دون أن تنظر لأحد فاصطدمت بظهر أحدهم فرفعت رأسها فوجدت أمامها رجل طويل ملتحي بشكل كبير يبتسم فسارعت لتقول:

 

 

_ آسفة لم أكن منتبهة!

 

 

فـــــــ........

 

 

 

انتهى الجزء الخامس عشر بحمد الله تعالى...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء السادس عشر

 

 

 

 

_ آسفة لم أكن منتبهة!

 

 

فـــقال لها:

 

 

_ لا بأس أختي، هل أنت مراقبة هنا؟! و نظر إلى ما تكتبه فردوس..

 

 

فقالت له و هي تبتسم ابتسامة خفيفة:

 

 

_ لا لست مراقبة، إنما أكتب قائمة للمنتوجات البديلة.

 

 

لمعت عينيه و قال:

 

 

_ المقاطعة؟

 

 

أجابته:

 

 

_ نعم بالضبط!

 

 

و مدت له قائمة المنتوجات التي يجب مقاطعتها فقال لها:

 

 

_ جيد، جزاك الله خيرا، و إذا أنهيتم القائمة البديلة فأرجو أن تترك لي واحدة!

 

 

قالت له:

 

 

_ حسنا.

 

 

و ابتعد عنها فأكملت فردوس عملها و عقلها بعيد جدا و بعدها اتجهت للبنات فكانت لا تسمع شيئا مما يقولون...

 

 

 

 

***في الجهة المقابلة***

 

 

 

 

كانت فردوس في عالم ثاني فقال رحمة و هي تضربها بخفة على رأسها:

 

 

_ استيقظي أيتها الأميرة و أخبرينا فورا ماذا حصل؟؟

 

 

نظرت إليها فردوس و قالت بصدمة:

 

 

_ ماذا؟؟لا لا لم يحصل شيء

 

 

نظرت لها رحمة بنصف عينيها و قالت بإصرار:

 

 

_ و لم هذا الارتباك؟؟هيا أخبرينا ماذا حصل لك؟!

 

 

استسلمت فردوس لإصرار رحمة و أخبرتنا بما حصل لها فقفزت إليها منال و قالت:

 

 

_ أين هو؟؟ أين؟؟لا أرى شيئا!

 

 

ضربتها فردوس بخفة و قالت:

 

 

_ لا أدري أين هو الآن.

 

 

 

 

كل عاد للبيت و اتفقنا أن نتقابل غدا أنا و رحمة و فردوس..

 

 

في اليوم التالي**

 

 

ذهبنا هذه المرة لبيت رحمة و بعد لحظات سألتهما:

 

 

_ هل مرضت ملاك بمرض معين قبل موتها؟؟

 

 

نظرتا إلي باهتمام و قالت فردوس:

 

 

_ اسمعيني جيدا سأروي لك ما حصل في الفترة الأخيرة من حياتها، أذكر يوما خرجت فيه ملاك في الظهيرة و تأخرت إلى بعد صلاة العشاء على غير عادتها و بينما نحن نجلس في غرفة الجلوس إذا جاء سعد يجري من غرفته و يأخذ والدي و يخرجان من البيت دون أن نفهم منهم ما حصل، بقيت أنا و أمي قلقتان و لم يعودا إلا الفجر و قالا لنا أن ملاك تعرضت لنزيف و هي في المستشفى ذهبنا على الفور إليها و قال أن نفسيتها ليست بخير و أنها تحتاج للراحة لأنها كادت أن تموت يومها و هذا حصل قبل أسبوعين من موتها و بقيت أربعة أيام في المستشفى و عندما صحت لم تتكلم مع أحد و حتى بعد عودتها للبيت كانت دائما في غرفتها، كنا أنا و رحمة نفضل بالساعات معها لكنها لا تجيبنا أبدا و كأنها مخدرة في عالم ثان و تنظر إلى الفراغ، خفنا عليها كثيرا لكن والدي و سعد كانا يطمئناننا في كل مرة و كانا الوحيدين الذان تتحدث إليهما ملاك رحمها الله، و بعدها مرور ثلاث أيام قرر والدي أن نذهب للمزرعة حتى تغير الجو قليلا و نرتاح، انتظري نسيت شيء، كانت تأتيها تشنجات كثيرة طوال تلك الفترة، و في المزرعة أحسسنا أنها تحسنت قليلا لكن لم يكن كافيا ليعيد إلينا ملاك التي نعرفها و في يوم سمعنا صراخ سعد فاتجهنا إليه فوجدناه قرب ملاك التي ماتت و عندما فحصها الطبيب قال أنها ذبحة صدرية!

 

 

قلت لها:

 

 

_ ألم تقولي أنك غير مقتنعة بما قاله الطبيب؟!

 

 

قالت رحمة هذه المرة:

 

 

_ لا ليس يعني أننا نكذبه ما مصلحته في هذا؟، إنما نشك أن هناك شيء آخر، لأنه من غير المعقول أن تتدهور صحتها فجأة هكذا!

 

 

و أضافت فردوس:

 

 

_ و الشخصان اللذان يعرفان هما والدي و سعد..

 

 

نعم صحيح كلامها و هذا نفس الشيء الذي زاد ثقلا على سعد و متعبه جدا لكن ماذا يمكن أن يكون؟!ماذا حصل لملاك يا ترى؟!

 

 

عدت للبيت و أنا أفكر في ملاك و دخلت غرفتي و أنا لا أنفك من التفكير، و بعدها تذكرت أن جميلة ستأتي اليوم لأبدأ معها و مع صديقاتها دروس التجويد، و فعلا أتت هي و سامية و أصديقتان أخريات كانتا لم ترتديا الحجاب بعد فكانت مهمتي أن أبدأ بدعوتهما...

 

 

مرت ثلاث أيام و الوضع كما هو و أنا أحاول أن أدعو كل فتاة أراها حتى لو كان في الشارع و هذا كان اتفاقي مع رحمة و فردوس فلم نكن نضيع فرصة واحدة للدعوة إلا و نغتنمها..

 

 

اتصلت برحمة في ذلك اليوم لأعرف رأيها بموضوع أخي،

 

 

_ رحمة هل فكرت في موضوع أخي؟

 

 

سمعتها تقول:

 

 

_ نعم فكرت و اتخذت قراري.

 

 

سمعت صوتها بارد خفت من هذه النبرة فقلت لها بسرعة:

 

 

_ أخبريني إذا بسرعة؟!

 

 

قالت:

 

 

_...............

 

انتهى الجزء السادس عشر بحمد الله تعالى..........

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجزء السابع عشر

 

اتصلت برحمة في ذلك اليوم لأعرف رأيها بموضوع أخي،

_ رحمة هل فكرت في موضوع أخي؟

سمعتها تقول:

_ نعم فكرت و اتخذت قراري.

سمعت صوتها بارد خفت من هذه النبرة فقلت لها بسرعة:

_ أخبريني إذا بسرعة؟!

قالت:

_ يستطيع المجيء لعمي.

صرخت من الفرحة و قلت لها:

_ لقد أخفتني، سأذهب إلى مراد و أبشره.

كنت أسمع ضحكتها، أغلقت الهاتف و ذهبت إلى مراد مسرعة، وقفت أمام غرفته و هدأت من نفسي و دخلت بهدوء و قلت له:

_ هل أستطيع التحدث إليك؟!

ابتسم و قال:

_ أكيد

قلت له:

_ لقد اتصلت برحمة، لكن قبل ذلك هناك موضوع بخصوص منال أريدك أن تساعدها فيه.

كنت أعرف أنه سيذبحني لكني رأيته يتنهد محاولا تصبير نفسه و قال:

_ ما هو؟!

قلت له بعد أن جلست بجانبه:

_ هناك فتاة أجنبية تريد التعرف على ديننا و قد ارتاحت لمنال كثيرا و الظاهر أن ربك يريد أن يكرمها بأن تسلم هذه الفتاة على يديها، أ لم تلاحظ تغير منال؟!

قال لها و الفرحة تبرق من عينيه:

_ حقا؟! إنه أسعد خبر أسمعه، لاحظت تغيرها!

قلت له:

_ هي تريد منك أن تسأل سالم بعض الكتب التي سترسلها لتلك الفتاة لتقرئها، أكيد سالم لديه الكثير!

أجابني مراد:

_ أكيد إن شاء الله سأتحدث إليه!

قلت له:

_حسنا إذا، لن ألعب بأعصابك أكثر، مبروك أخي رحمة وافقت!

سألني:

_ حقا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قلت له:

_ نعم.

حضنني و قبل جبهتي و قال:

_ سأذهب لأمي حتى أخبرها.

و سارع للنزول إلى والدتي و فرحت كثيرا بهذا الخبر حتى أن عينيها أدمعت من فرحتها.

مرت يومين و ذهب أخي مع والدتي لعم رحمة و طلبها منه و قال له أنه سيسأل عنه و سيسأل رحمة و يرد عليه، و بعد يومين اتصل به و بشره بموافقته فذهبنا جميعا لتتم الخطبة رسميا و يحددوا موعد الزفاف و المهر و كل لوازم الزواج، مراد مصر على أن يتم الزواج قبل العودة للجامعات و الدراسة و استطاع إقناع العم و قرر موعد الزواج بعد ثلاثة أسابيع و بدأ عندها التحضيرات و انشغلنا في مساعدة رحمة في شراء لوازمها...

في يوم بعد أن أوصلنا رحمة لبيتها و كنت برفقة فردوس، مرت سيارة مسرعة و صوت المسجل مرتفع جدا فقالت فردوس:

_ إنه هو!

سألتها بدهشة:

_ من تقصدين؟!

قالت فردوس:

_ إنه نفس الشخص الذي رأيته في المغازة أتذكرين؟الذي حدثتك عنه؟

قلت لها:

_ نعم أذكر.

قالت بخيبة أمل:

_ لم لحيته قصيرة هكذا و ليس مثل ذلك اليوم، و اسمعي صوت الغناء المائع، الظاهر أني خدعت فيه.

قلت لها:

_ لعله شخص يشبهه فقط، ما أدراك أنت؟!

سكتت و هي غير مقتنعة تماما مما أقول فقلت لها مشاكسة:

_ ماذا؟ معجبة جديدة في الميدان؟

ضربتني بخفة و قالت:

_ رحمة و ستتزوج فمن سيبقى لتشاكسيه غيري!

ضحكت على كلامها وواصلنا الطريق.

دخلت فردوس بيتها و اتجهت نحو منزلي..

 

*** في هذه الأثناء***

 

كانت منال تنزل الدرج و تنوي الخروج للمكتبة لتأخذ بعض الكتب فعلاقتها بالفتاة الأجنبية أصبحت كبيرة و بدأت تقرأ العديد الأشياء في دينها التي كانت تجهله تماما و كانت تنتظر الكتب التي سترسلها لها، فتحت الباب فرأت سالم ينزل من سيارته و في يده أشياء لم تميزها فاقتربت منه و ألقت السلام عليه:

_ السلام عليكم

منال التي كانت لا تسلم أبدا بتحية الجنة و كانت تسخر من مريم عندما تلقيها أصبحت لا تسلم إلا بهذه التحية..

رد سالم بابتسامة:

_ و عليك السلام و رحمة الله.

 

*** في هذه الأثناء***

 

دخلت فردوس البيت و سمعت أصوات آتية من غرفة الجلوس، ذهبت فرأت والدتها و أم مريم و عندما نقلت نظرها للمرأة الجالسة بجانب والدتها على الجهة الأخرى أحست بصدمة كبيرة..........

 

انتهى الجزء السابع عشر بحمد الله تعالى........

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×