اذهبي الى المحتوى
روح القلب

***أصوات قلوب صادقة***(روايتي الأولى)

المشاركات التي تم ترشيحها

الجزء الثامن عشر و الأخير

 

دخلت فردوس البيت و سمعت أصوات آتية من غرفة الجلوس، ذهبت فرأت والدتها و أم مريم و عندما نقلت نظرها للمرأة الجالسة بجانب والدتها على الجهة الأخرى أحست بصدمة كبيرة ، إنها تشبه كثيرا ذلك الشاب الذي رأته و أعطته قائمة المنتوجات التي يجب مقاطعتها!! أبعدت هذه الفكرة من رأسها و ذهبت لتلقي التحية على الضيوف ثم قالت والدتها:

_ هذه هي ابنتي فردوس!

ابتسمت المرأة و قالت:

_ ما شاء الله، تعالي يا ابنتي بجانبي!

استغربت فردوس من المرأة كيف تنظر إليها و حاولت أن تخفي ريبتها...

و بعد أن غادرت المرأة قالت لها أمها أنها جاءت لخطبتها، نظرت فردوس لأمها باستغراب فقالت أم فردوس:

_ لا تنظري إلي هكذا، إن الابن هو الذي رآك و ارتاح لكي بعد أن سأل عنك و عنا فجاءت والدته اليوم و قال أنك أعطيته قائمة لا أدري عن ماذا نسيت!

فتحت فردوس عينيها بدهشة و خجل و ارتباك و قالت لوالدتها أنها ستستخير و ذهبت مسرعة و اتصلت برحمة و مريم و أخبرتهم ففرحوا لها و قالوا لها أن تستخير!

دخل سعد لغرفتها و هو يبتسم لأخته و قال لها:

_ أعلمت؟

قالت له :

_ نعم !

قال لها و هو يجلس بجانبها:

_ أعرف ذلك الشاب، إنهم أتوا منذ فترة للسكن في هذا الحي و قد رأيته في المسجد العديد من المرات و اليوم سألت عنه لأن أمه قد اتصلت منذ فترة و أخبرت والدتنا فأردت أن أسأل عنه قبل أن تأتي لتراك! و الحمد لله سمعت عنه كل الخير استخيري و إن ارتاح قلبك للأمر توكلنا على اللهّ!

ابتسمت فردوس و قد أحست بفرحة كبيرة تغمر قلبها بهذا الخبر الآن ارتاحت قليلا!

 

 

في جهة أخرى

 

 

منال التي كانت لا تسلم أبدا بتحية الجنة و كانت تسخر من مريم عندما تلقيها أصبحت لا تسلم إلا بهذه التحية..

رد سالم بابتسامة:

_ و عليك السلام و رحمة الله.

سألته منال:

_ هل أخبرك مراد عن الكتب؟!

رد سالم بفرحة:

_ نعم أخبرني و فرحت كثيرا، هذه هي الكتب.

و مد لها الكتب فابتسمت له و شكرته و ذهبت لمكتبة.

دخل سالم فوجد أم مراد جالسة فسلم عليها ثم قال:

_ لا تتصوري كم سعدت عندما سمعت أن منال تهتم لأمر الأجنبية التي تريد أن تعرف عن الإسلام.

قالت أم مراد:

_ نعم أنا أيضا، لقد عادت إلينا منال الحمد لله، إنها تشبهك الآن!

ابتسم سالم و قال لها:

_ إذا نسأل الله أن تكون من نصيبي!

ابتسمت أم مراد و قالت:

_ هذا سيكون أسعد يوم في حياتي!

قال:

_ عندما تكمل دراستها سأتقدم لها رسميا!

قالت:

_ أكيد، سنخبرها عندما يحين الوقت الملائم!

 

 

بعد عدة أيام

 

 

تواصلت الأفراح و أكملت رحمة و مراد تجهيز كل شيء أما بالنسبة لفردوس فقد تقدم لها وائل و خطبها رسميا و اتفقوا أن يكون الزواج في العام المقبل كما أنها علمت أن ذلك الشاب الذي رأته في السيارة لم يكن سوى أخو وائل !!

أنا مراد فقد كان سعيدا جدا هو و سالم الذي أصبح الآن ينتظر فقط الوقت المناسب و كتم حبه في قلبه حتى تكبر منال...

أما إسلام فلم يعد قادر على التكتم أكثر و لكن كان يحس بخوف شديد لا يدري ما هو مصدره فتشجع بزواج مراد و أخبر مراد أنه يريد مريم !

و فعلا تم ذلك و كتب كتابه عليها و اتفقوا أن يكون الزواج في العام المقبل مع فردوس!

و لكن,....

 

 

 

في يوم ماطر عادت مريم من الجامعة و هي تحس بالتعب الشديد دخلت لغرفتها و سمعت جوالها يرن ابتسمت عندما رأت زوجي يتصل بك!

ردت عليه:

_ السلام عليك

جاءها صوت إسلام:

_ و عليك السلام و رحمة الله، كيف حالك؟

قالت له:

_ الحمد لله بخير و أنت؟؟لماذا لم تعد لآن!!

رد عليها:

_ لا تقلقي أنا في الطريق الآن، سأكون هناك بعد نصف ساعة تقريبا، أردت أن أخبرك شيئا،

تنفس بعمق و قال:

_ لطالما يا مريم أردتك زوجة لي، كنت أحبك بصمت و لكني كنت مترددا كثيرا في أن أخطبك و لا أدري لماذا، أحس بخوف شديد عليك لا أريدك أن تحس بأي ألم لأجلي و كم تمنى أن تكوني زوجتي في الجنة إن شاء الله، أعلم انك مستغربة مني هذا الكلام لكني أحس انه يجب أن تعلميه، كنت أكتب كل شيء في مذكرة عن كل أحلامي الصغيرة و طموحي و أتخيل حياتي في الجنة كل ذلك في مذكرتي!!

من ثم أقفل الخط...

نظرت مريم للجوال باستغراب ...هذه أول مرة يخبرها بحبه لها و يتكلم معها هكذا أحست بدفء كبير في قلبها و بخجل و فرحة تغمرها !!

 

بعد ساعة تقريبا

 

سمعت صوت مراد يتكلم بقوة عن غير عادته أسرعت إليه فوجدته يكلم أمه و أخته منال و هو يبكي استغربت حالته و عندما نظر إليها أحست أنه لا يستطيع حتى أن ينظر إليها تقدم إليها و قبلها و دموعه تجري و قال لها:

_ أنت مؤمنة بالله تعالى و هذا ما يشجعني لأقول لك و بدون أن أعذبك إسلام انتقل إلى رحمة الله في حادث سيارة!

نظرت إليه و قد تجمعت الدموع في عينيها و أحست أن رأسها و عقلها لا يتحملان مثل هذه الصدمة، حاولت أن تقرأ و لو شيء بسيط في وجهه يدلها أنه يمزح معها لكنها لم تجد غير الصدمات التي تتلقاها أحست أن كلماته ترقص أمامها و تبتسم لها و كأنها أوتارا موسيقية غير مفهومة نظرت لأمها أو أختها و رحمة تحاول جاهدة أن تجد من ينكر هذه الكلمات و أن يوقفها عن الرقص لكنها لم تجد مرادها حجبت الدموع الرؤية أمامها توقف عقلها عن التفكير...

أحست أن غيمة سوداء تعبر قلبها فتقتلها بوحشية، تذكرت كلاماته الأخيرة أحلامه بلعت ريقها بصعوبة غرق قلبها في دمائه نظرت من حولها لكنها لم تعد ترى شيئا كل شيء اسود أمامها الآن...

و سقطت و قد تقطع قلبها ألف مرة لسماعها ذلك الخبر و ابتعدت عن العالم بأسره...

و حملوها للمستشفى و هم متأكدين أن مريم لن تكون بخير بعد ذلك اليوم!

استيقظت بعد فترة و هي تقول انتظرني لأنه سيتحقق حلمك و لن يدوم بعدنا طويلا الحمد لله...

عادت مريم إلى البيت و لم تنطق بكلمة واحدة فالكلام لا يكفي ليعبر عن أحاسيس الإنسان وحده الله يعلم مقدار ألمنا و حزننا

وحده الله يحس بمعاناتنا و آلامنا

مادامت ليست هناك حلول فلما نتعب قلوبنا و نتكلم عن آلامنا فلنتركها و نرضى بما كتبه الله لنا وحده يعلم ما يناسبنا..

وحده يحس بنا!!!

و هكذا أكملت مريم دربها في رحاب الله تدعو إلى الله و أخذت مذكرات إسلام و قرأتها و أكملت كتابة معاناتها و صبرها و أحلامها إلى أن تلقاه في جنة عرضها السموات و الأرض!!

 

انتهت بحمد الله تعالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سلمت يمناك اختي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أختِ الغالية بارك الله فيكِ رواية رائعة ومفيدة جدااا بالنسبة لي قرأتها كلها والحمد لله :)

 

يعجبني اصرارك على اكمال المشوار كما بدأتيه أتمني لكِ التوفيق دوما من قلبي الله يحفظك ويحميك من كل سوء :)

 

أحببتك في الله وربي يعلم :) تقبلي أخوتي ومرورى المتواضع ,,,,,, متابعة لكِ دائما

 

أختك :) همسة قلب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×