اذهبي الى المحتوى
نداءالإسلام

ولا تمنن تستكثر

المشاركات التي تم ترشيحها

يروى أن هارون الرشيد قدم الرقة فانشغل الناس خلف عبد الله بن المبارك وتقطعت النعال وارتفعت الغبرة وأشرفت أم ولد أمير المؤمنين من برج من قصر الخشب فلما رأت الناس قالت : ما هذا ؟ قالوا : عالم من أهل خرا سان قدم الرقة يقال له عبد الله بن المبارك . فقالت : هذا والله المُلك لا مُلك هارون الذي لا يجمع الناش إلا بشرط وأعوان .

فماذا كان شأن ابن المبارك حتى نال هذه المنزلة ؟

يقول أحد مرافقيه : كنت مع ابن المبارك يوماً فأتينا على سقاية والناس يشربون منها فدنا منها يشرب ولم يعرفه الناس فزحموه ودفعوه ، فلما خرج قال لي : ما العيش إلا هكذا حيث لم نعرف ولم نوقر ، قال : وبينما هو بالكوفة يُقرأ عليه كتاب المناسك وانتهى إلى حديث وفيه قال عبد الله بن المبارك وبه نأخذ ، قال : من كتب هذا من قولي ؟ قلت : الكاتب الذي كتب فلم يزل يحكه بيده حتى درس – أي محي الكلام – ثم قال : ومن أنا حتى يُكتب قولي)

 

* * * * *

 

إن عطاء العالم للدعوة ، تضحيته وجهاده ، بذله وكفاحه وإنفاقه للأوقات والأموال .. ينبغي أن ينظر إليه المؤمن نظرة استصغار بالتقصير ، لأن الشعور بالتقصير هو طريق المؤمن نحو الأفضلية دائماً ولأن الله تبارك وتعالى أمر المؤمنين بعدم استكثار عمل الخير ، لأن في ذلك مدعاة للفخر والاعتزاز

و التراخي والراحة وترك العمل .. وليعلم الداعية أن لا راحة له إلا عند أول قدم يضعها في الجنة .

وقال تعالى مخاطباً رسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم – بأن لا يستكثر بذله في سبيل الله تعالى قائلاً ( ولا تمنن تستكثر ) المدثر: 6

أي لا تمنن يا محمد بعملك وعطائك وبذلك وجهادك في سبيل الله وتستكثر العمل لله تعالى ، لأن العمل لله تعالى وسام شرف ورفعه لك ..

وفيه اختبار من المولى جل جلاله لك ولغيرك من الناس .

وقوله تعالى ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) المؤمنون : 60

والمعنى : يعطون العطاء وهو خائفون وجلون ألا يتقبل منهم لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط العطاء .

 

وعن عائشة رضى الله عنها أنها قالت : يا رسول الله (يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل ؟ قال : لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم الذي يصلون ويصومون ويتصدقون وهو يخافون أن لا يتقبل منهم .

فالمؤمن لا يستكثر عمله لله تعالى بل يتذلل إلى الخالق بأن يتقبل تلك الأعمال ..

 

فالواجب على الداعية المسلم والمربي الفاضل أن يحرصوا على العمل والعطاء والبذل لهذا الدين . وكما قيل ( من كانت همته ناهضة وعزيمته صادقة لا يستكثر شيئاً لله تعالى )

 

وليعلم الداعية أنه ما دام إنساناً فهو معرض للعجب بأي عمل يقوم به ، أو نعمة يغدقها الله عليه ، لذلك علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم قوله " ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين "

والقرآن الكريم يعلمنا هذا الخلق من خلال أنبيائه ورسله ، فهذا – سليمان – عليه السلام – يرى ذلك الملك الذي لم يعطه الله أحداً من خلقه ، فلا يتعالى ولا يعجب ويطغى ولا يكل هذه النعم إلى نفسه طرفة عين بل يتذكر المنعم وينكسر بين يديه حين يقول ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى ولدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) النمل : 19

post-38759-1199880512_thumb.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ؛؛

 

ما أجمل ما استشهدت به في المقام أختنا - نداء الإسلام - بحكاية هذه الواقعة من وقائع سلفنا الصالح - عبد الله بن المبارك - !

تراها تصور بعمق كيف يكون هوان الداعية على الأرض ، بحيث يخفض جناحه دائماً لمن يلقاه من البشر ، و بحيث يخالط العامة في مجتمعاتهم ، بل و كيف يكون تواضعه في علمه و زاده .

 

و قد أصبت - نداء - حين ذكرت أن هذا هو الطريق نحو الأفضلية دائما ..

فصحيح أن الداعية الناجح هو الذى لا تأخذه عزة من كبر ، أو تدخله بقية من عجب ، أو تساوره نظرة من استعلاء ، و إنما هو دائماً ينظر إلى نفسه نظرة المتعطش للماء ، و كلما كثر شربه كلما كثر ظمئه !

 

أختى نداء الإسلام : نطمع لو تحلقي بنا أعلى مع خلق التواضع .

كيف نعمقه في جذورنا بحيث يصبح فينا خلقاً مستقرا ؟

كيف نطبق حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم - :

" إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحد ، و لا يبغي أحدعلى أحد " ؟

 

بل و كيف نصل بأنفسنا إلى هذه الصورة الرائعة التى صورها الشاعر عن التواضع حين قال :

 

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر *** على صفحات الماء و هو رفيع

و لا تك كالدخان يعلو بنفسه *** إلى طبقات الجو و هو وضيع ؟!

 

كيف نداء الإسلام ؟

هلا نتعلم سويا ؟

 

و جزاكِ الله خيرا على الطرح الطيب .

سائلين المولى - عز وجل - أن يجعلنا و إياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا أختى المهاجرة على هذه الكلمات الرائعة

لكن هل تقصدين التواضع فى حياة الداعية بشمولية

ام التواضع ككل فى حياة الجميع

وجزاك الله خيرا

post-38759-1199926186_thumb.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كيف تفهم التواضع؟

 

هل هو ذلّ وهوان، أم عجز وضعف؟

 

هل في التواضع قوة؟

 

هل التواضع من ثمار الإيمان، وما هو أثره في صنع شخصية الإنسان؟

 

 

 

التواضع خلق الأنبياء ومفخرتهم، وأصل ترشحهم للنبوة وهداية البشر، وهو خُلُقٍ كريم وخلّة جذابة، تستهوي القلوب وتستثير الإعجاب والتقدير، ولهذا نرى أن الله تعالى أمر نبيه المختار (ص) بالتواضع فقال تعالى: "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين"(1).

 

وقد أشاد أهل البيت (ع) بشرف هذا الخُلُق وشوَّقوا إليه، واعتبروه من كمال المؤمن وزينة خصاله وسبب رفعة الإنسان كما جاء عن الإمام الصادق ?: "إن في السماء ملكين موكَّلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه، ومن تكبر وضعاه".

 

والمؤمن كما عبّر عنه أمير المؤمنين (ع): "نفسه أصلب من الصلد، وهو أذل من العبد".

 

 

 

أول معصية:

 

وكفى بهذه الفضيلة شرفاً أن أول معصية عصي بها المولى تعالى هي ما يقابلها من الرذيلة وهو "التكبر"، عندما أطل إبليس رافضاً السجود لادم تكبراً واستعلاءً فكانت النتيجة أن حل عليه الغضب الإلهي: "قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها"(2).

 

وجزاء التكبر عند الله هو عذاب النار، "أليس في جهنم مثوى للمتكبرين"(1).

 

وفي هذا رادعٌ للإنسان عن الافتخار والتكبر الذي يقود إلى الهلاك.

 

وفي خطبة لأمير المؤمنين ? يقول: "فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد، واستعيذوا الله من لواقح الكِبْر كما تستعيذون من طوارق الدهر، فلو رخَّص الله في الكِبْر لأحد من عباده لرخَّص فيه لخاصة أنبيائه ورسله، ولكنه سبحانه كرَّه إليهم التكابر ورضي لهم التواضع".

 

 

 

التواضع:

 

لو نظرنا إلى أبليس الذي سقط في الامتحان الإلهي وخرج من رحمة الله ليس لأنَّه رفض السجود لله بل لأنَّه استكبر ولم يقبل طاعة الله في ادم، يتضح أن باب الدخول إلى طاعة الله تعالى هو التواضع.

 

إن الإنسحاق الإنساني أمام عظمة الحق تعالى يجعل الإنسان في مورد الطاعة الدائمة كالملائكة: "ولا يعصون الله ما أمرهم وهم بأمره يعملون"(2).

 

وبذلك تتحقق العبادة التي هي غاية التذلل والخضوع، وإذا أغفل المؤمن عبادة ربه تلاشت في نفسه شِيَم الإيمان فينظر حينها إلى نفسه فيتكبر ويستعلي كما فعل فرعون الذي قال: "أنا ربكم الأعلى".

 

وكما فعل النمرود الذي تجبر وتمرد حين قال: "أنا أحي وأميت".

 

ومن هنا نفهم أن التواضع لله والإلتزام بعبادته تحفظ الإنسان ضمن هدف وجوده وتحدد له حجمه ودوره.

 

وقد جاء في نهج البلاغة على لسان الأمير (ع): "حرس الله عباده المؤمنين بالصلوات والزكوات ومجاهدة الصيام في الأيام المفروضات: تسكيناً لأطرافهم وتخشيعاً لأبصارهم، وتذليلاً لنفوسهم، وتخفيضاً لقلوبهم، وإذهاباً للخيلاء عنهم، ولما في ذلك من تعفير عتاق الوجوه بالتراب تواضعاً، والتصاق كرائم الجوارح بالأرض تصاغراً".

 

فالصلاة والعبادة لهما دور تربوي لتبقي الإنسان في مورد العبودية لله، وهذا الأمر إنَّما يخلق له عزاً بين الناس ويرفع من شأنه كما في الحديث: "من تواضع لله رفعه".

 

 

 

تواضع المؤمن مع نفسه:

 

إن التواضع خاصية راسخة في نفس الإنسان تصبغ حركة المؤمن وتسمها بسماتها، وهو يظهر في شمائل الرجل وإطراق رأسه، وجلوسه متربعاً أو متكئاً، وفي أقواله حتى في صوته، ويظهر في مشيه وقيامه وجلوسه، وحركاته وسكناته، وفي تعاطيه، وفي سائر تقلباته، ومجمل هذه الصفات جعلها أمير المؤمنين ? في كلمة موجزة فقال في صفات المؤمن: "أوسع شيء صدراً وأذلّ شيء نفساً... نفسه أصلب من الصلد وهو أذل من العبد".

 

فالمؤمن ذليل في نفسه متواضع مع ذاته لذلك نراه:

 

ميالاً الى الإرض يتخذها مجلساً وفراشاً.

 

يلبس ما حَسُنَ وتواضع من الثياب لأن المتقين. "ملبسهم الاقتصاد".

 

ذلك إن في ارتفاع قيمة الثياب وجودتها خيلاء القلب.

 

يُسَرُ بحمل متاع أهله وبيته لأنَّه "لا ينقص الرجل من كماله ما حمل من شيء إلى عياله" أمير المؤمنين?.

 

وبالجملة فإن تواضع الإنسان مع نفسه مقدمة لتواضعه مع غيره من أصناف الناس الذين يتعامل معهم في المجتمع.

 

 

 

التواضع للوالدين:

 

هذا التواضع يعتبر من حق الوالدين على الولد، ومن أشكال البر بهما حيث يقول تعالى: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا"(1).

 

ويفيد الإنسان أن يتذكر أنَّهما أصل وجوده وسبب بقائه بما تعاهداه من حمل أمه له وتربيتها، وتعب والده لحمايته وصونه، ونستدل على ذلك من خلال الاية المباركة: "كما ربياني صغيراً".

 

وهذا يوجب لهما حق التواضع والخضوع، واستشعار الذل أمامهما.

 

ومن مظاهر الأدب والتواضع للوالدين:

 

أن يقف الإبن عند دخول الأب عليه.

 

ويسكت عند حديثه ولا يقاطعه.

 

ويخفض صوته في حضرته لأن رفع الصوت علامة التمرد والتهاون بمقام الوالد.

 

وفي رواية أن الإمام زين العابدين ? شاهد شخصاً يسير متكئاً على والده فلم يكلمه بقية حياته أبداً.

 

 

 

التواضع للناس:

 

إن القلوب لا تتخلق بالأخلاق المحمودة إلا بالعلم والعمل جميعاً، ولا يتم التواضع بعد المعرفة والعلم إلا بالعمل ومعاشرة الناس بالحسنى، بحيث يتواضع الإنسان في معاملاته لسائر الخلق الصغير منهم والكبير، ويبين القران لنا جوانب أساسية من التواضع في معاشرة الناس، فيأتي في سورة لقمان: "ولا تصعر خدك للناس"(1).

 

وعدم الميل بالوجه عنهم إهمالاً واستعلاءً، فمن التواضع الإقبال على الخلق، واستماع حديثهم والاهتمام بهم ولو صغر موقعهم في المجتمع، وقد كان رسول الله (ص) يقبل على من يحدثه ولا يرفع يده من يد صاحبه حتى يكون هو الذي يرفعها.

 

"ولا تمشي في الأرض مرحا"(2)، مِمَّا يدلّ على زهو وخيلاء في النفس.

 

"من تعظَّم في نفسه واختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان" رسول الله (ص).

 

والتصرف الصحيح هو ما جاء في سورة الفرقان: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً"، أي بهدوء واستكانة.

 

"واغضض من صوتك"(3).

 

إن رفع الصوت علامة التمرد، وعدم الإحترام لمن نخاطب.

 

 

 

التواضع المذموم:

 

رغم شدة اهتمام الإسلام بالتواضع، ونهي المؤمنين عن الترفع على غيرهم من الناس إلا أن الله تعالى قد وضع حداً للتواضع بشكلٍ لا يقود إلى الذلة والضعف المهين للإنسان والدين.

 

فعلى المؤمن أن يبقى عزيزاً في مواجهة الفاسقين والعصاة وأهل الكفر.

 

"أعزة على الكافرين"(4).

 

إن خفض الجناح أمام أهل العصيان يعتبر ذلاً ومهانةً لنفس الإنسان وتوهيناً للدين من ناحية أخرى.

 

وفي إطار وَصفِ أبي سعيد الخدري لرسول الله (ص) قول: "متواضعاً في غير مذلة".

 

والنبي نفسه (ص) يقول: "طوبى لمن تواضع في غير مسكنة".

 

إن الطريقة الإلهية تقضي بالاعتدال في الخصال والصفات والإفراط بالتواضع في غير محله عاقبته الذل والهوان، كما أن التفريط به يؤدي إلى التكبر.

 

 

 

للمطالعة

 

 

تواضع النبي (ص):

 

"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".

 

كان النبي (ص) أشد الناس تواضعاً:

 

كان إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس حين يدخل.

 

وكان في بيته في مهنة أهله، يحلب شاته، ويرقِّع ثوبه، ويخدم نفسه، ويحمل بضاعته من السوق.

 

وكان يجالس الفقراء، ويواكل المساكين.

 

وما أخذ أحدٌ بيده فيرسل يده حتى يرسلها الاخر.

 

وكان يبدأ من لقيه بالسلام، ويباديء أصحابه بالمصافحة.

 

ولم يُرَ، قط ماداً رجليه بين أصحابه.

 

يُكرم من يدخل عليه، وربما بسط له ثوبه ويؤثره بالوسادة التي تحته.

 

ولا يقطع على أحد الحديث.

 

وكان أكثر الناس تبسُّماً، وأطيبهم نفساً.

 

يقول أمير المؤمنين ? حول تواضع النبي (ص): "ولقد كان يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد ويخصف بيده نعله، ويرقِّع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويُردف خلفه.

 

فتأسَّى بنبيِّك الأطيب الأطهر فإن فيه أسوةً لمن تأسَّى، وعزاء لمن تعزَّى، وأحب العباد إلى الله المتأسَّي بنبيّه والمقتصّ لأثره".

post-38759-1199926666_thumb.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خير ..عله الله ي ميزان حسناتك..

 

اللهم اجعلنا ممن تواضعوا لك..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم اجعلنا من المتواضعين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و إياكِ أختي نداء .

 

و لكن قصدت التواضع في حياة الداعية لخصوصية مقامنا هنا .

و لو تنسخي الموضوع الخاص بتواضع الأنبياء هنا و نضيف عليه يكن أفضل .

 

بارك الله فيكِ .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله يا نداء

استخدمكي الله واياي في الدعوة اليه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ومن أهم وأبرز الصفات التي تجعل الداعية محبوباً في قومه وبيئته ذا أثر فيهم وقوامه عليهم صفة التواضع وخفض الجناح ..

 

فالكبر يشكل جداراً وحاجزاً بين الداعية والناس .. بل ويجعل الداعية معزولاً عن مجتمعه غير مألوف ممن حوله وإلى هذا المعنى يشير الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ((إن أحبكم إلى أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون وإن أبغضكم إلى : المشاؤن بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبراء العيب )).

 

ومظاهر الكبر قد تبدو في صور مختلفة :

 

- فقد تبدو في عدم مخالطة الداعية للفقراء أو لعوام الناس وفي حرصه على مخالطة الأغنياء وأصحاب الجاه والسلطان ..

 

- وقد تبدو في زيادة اهتمامه بلباسه وتأنقه وفي إعابة التبذل فيمن حوله ..

 

- وقد تبدو في استنكافه عن القيام بواجب الدعوة (وعظاً وتوجيهاً وتدريساً ) في عوام من الناس أو قلة قليلة منهم فهو لا يتحدث إلا إذا كان الجمهور كبيراً ووسطه رفيعاً؟؟

 

- وقد تبدو من خلال تنميق الكلام وتزويق العبارة والمبالغة في ذلك إلى حد يضع المعاني ويبطل الأثر وهذا ما عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :(( إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة )) .

 

- وقد تبدو في الإعجاب بالعلم والزهو بالمعرفة والتحدث عن النفس بعجب وفي الحرص على منافسة العلماء ومماراة السفهاء وهي أخلاق مرذولة نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها وحذر منها فقال :((لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا تماروا به السفهاء ولا تحيروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار )).

 

وقال :(( إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً وإن أبغضكم إلى وأبعدكم منى يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون )) للترمذى .

 

إن الداعية المتواضع هو الذي يعيش مع كل الناس ويستقبل كل الناس ويكلم كل الناس ويزور كل الناس ويحب كل الناس ..

 

وهو الذي يخدم الناس ولا يستخدمهم .. ويتواصل مع الناس لا يقاطعهم أو يجافيهم ..

 

ألا فليسمع الدعاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وليقتدوا بتواضعه وهو سيد ولد آدم وأكرم إنسان .. فمن أقواله صلى الله عليه وسلم :

 

- (( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر )).

 

- (( إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد )).

 

- (( لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم )).

 

ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم :

 

- عن أنس رضى الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله .

 

- وعنه قال :((إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت )).

 

- وعن الأسود بن يزيد قال : سئلت عائشة رضى الله عنها : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله (يعنى في خدمتهم ) فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة )).

 

- وعن أبى رفاعة تميم بن أسد رضى الله عنه قال :انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت : يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدرى ما دينه فأقبل علىّ رسول الله وترك خطبته حتى انتهي إلى فأتى بكرسي فقعد عليه وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها)).

 

- واخرج الطبرانى عن أبى أمامة أنه قال : ((كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن .. يكثر الذكر .. ويكثر الخطبة .. ويطيل الصلاة .. ولا يأنف ولا يستكبر أن يذهب مع المسكين والضعيف حتى يفرغ من حاجته )).

 

- وأخرج البيهقى عن أبى موسى أنه قال : ((كان الرجل من العوالى ليدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف الليل على خبز الشعير فيجيب )).

 

- وأخرج الطبرانى عن أبى أمامة قال : ((كانت امرأة ترافث الرجال وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل ثريداً على طربال (البناء المرتفع) فقالت : انظروا إليه يجلس كما يجلس العبد ويأكل كما يأكل العبد .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وأي عبد أعبد منى ؟ قالت : يأكل ولا يطعمني . قال فكلى ؟ قالت : ناولني بيدك .. فناولها .. فقالت أطعمني مما في فيك .. فأعطاها فأكلت فغلبها الحياء فلم ترافث أحداً حتى ماتت)).

 

وفيما يلي طائفة مما روى عن تواضع الصحابة رضى الله عنهم :

 

- أخرج ابن عساكر عن أسلم قال : قدم عمر بن الخطاب رضى الله عنه الشام على بعير فجعلوا يحدثون بينهم . فقال عمر : تطمح أبصارهم إلى مراكب من لا خلاق لهم )).

 

- وأخرج الدينورى عن الحسن قال : خرج عمر بن الخطاب رضى الله عنه في يوم حار واضعاً رداء على رأسه فمر به غلام على حمار فقال : يا غلام احملني معك .. فوثب الغلام عن الحمار وقال : اركب يا أمير المؤمنين قال : لا اركب وأركب أنا خلفك تريد أن تحملني على المكان الوطىء وتركب أنت على الوضع الخشن فركب خلف الغلام فدخل المدينة وهو خلفه والناس ينظرون إليه ))

 

- وأخرج ابن سعد وأحمد وابن عساكر عن عبد الله الرومي قال : كان عثمان رضى الله عنه يلي وضوء الليل بنفسه فقيل : لو أمرت بعض الخدم فكفوك . فقال لا إن الليل لهم يستريحون فيه )) .

 

- وأخرج سعد عن ثابت قال :(( كان سلمان رضى الله عنه أميراً على المدائن فجاء رجل من أهل الشام من بنى (تيم الله ) معه حمل تين فقال لسلمان : تعال احمل (وهو لا يعرفه ) فحمل سلمان .. فرآه الناس فقالوا : هذا الأمير .. قال لم أعرفك ... فقال له سلمان : لا حتى أبلغ منزلك )).

 

- وأخرج العسكري عن على رضى الله عنه قال : ثلاث هن رأس التواضع : 1- أن يبدأ بالسلام من لقيه 2- ويرضى بالدون من شرف المجلس 3- ويكره الرياء والسمعة )).

post-38759-1200248703.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مش عارفة ارد عليكي واقول لك ايه والله مواضيع مميزة

كلامك عن التواضع كلام شيق

نفسنا نكون في تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة كما ذكرت من امثلة لتواضعهم

اللهم اجعلنا من المتواضعين غير المتكبرين الجبارين وارزقنا يا رب حسن الخلق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا حبيبتى عباد

وجعنا وإياكى من المتواضعبن

على فكرة عباد أتمنى ان نصبح صديقتين بحق

دا ايميلى ممكن تضفيه عندك بعدها ممكن أضيفك على الايميل الخاص

#########

يمنع إرفاق عناوين البريد الخاصة لعمومية الساحات !

 

اتمنى ان أراكى قريبا عليه

post-38759-1200303837.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ممنوع حبيبتي اضافة الايميلات على هذا المنتدى

اقري ردي عليكي في زهيرة عابدين وبسرعة ياللا كملي 100مشاركة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×