اذهبي الى المحتوى
(* أم لينة *)

سلسلة من الحياة 3

المشاركات التي تم ترشيحها

السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته

ازيكم أخواتى

 

هذه آخر حلقة فى الكتيب الأول (بقايا الماضى) والتى هى بعنوان

 

{ كن رجلاً رفيع الذوق }

 

ونبدأ بسؤال: ما حدود المعروف فى التعامل مع الزوجة؟ أو ما الحد الأدنى المطلوب منك فى تعاملك مع زوجتك؟

إن الله لخصها فى كلمة واحدة هى: الرحمة

وأقول لك ما يقوله أصحاب الخلق: (( كن رجلاً رفيع الذوق)).

وأصرخ فيك صرخة عُمَرية عندما أراد رجل أن يطلق زوجته لأنه لا يحبها، فقال الفاروق: (ويحك!! أولم تُبنَ البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية؟ وأين التذمم؟)

 

وتلمّس معى هذه الملامح:

 

أولاً متى تطلب؟

 

الزوج يقضى الكثير من الوقت خارج البيت وعندما يعود إلى بيته تكون له مجموعة من الطلبات التى تتدرج من المهم فالأهم فالأكثر أهمية..

والرجل يظن ان زوجته مسئولة عن قضاء طلباته، وأنها إن لم تقضِ هذه الطلبات فهى مقصرة فى حقه كزوج.

- قلت لصاحبى: ما أمثلة هذه الطلبات؟ أليس من باب أعطنى كوباً من الماء؟ أين ملابسى؟ اين اجد حزامى؟.. إلخ.

قال لى: وأكثر من ذلك، مثل: أريد صنفاً معيناً من الطعام، عليكِ أن ترسلى ملابسى للكواء، سنذهب اليوم لزيارة أهلى، أعدى عشاءً لأصدقائى، أعدى حقيبة سفرى..

قلت له: لقد وضع العلماء أمثال هذه الطلبات فى باب العشرة بالمعروف لا فى باب الواجب، ووجهوا نظر الزوجة أن قضاءها لمثل هذه الطلبات لزوجها هو ما يسمى بحسن تبعل المرأة لزوجها، والذى اعتبره النبى صلى الله عليه وسلم مساوياً لأجر الجهاد..

ولكن دورك أنت لتقوم زوجتك بمثل هذه الطلبات أن تكون رجلاً رفيع الذوق، وتتعلم متى تطلب.

 

والآن أقول لك: لا تطلب منها فى مثل هذه الأوقات:

1 أيام شدة ألم المحيض عليها

2 حين تكون صديقاتها او قريباتها عندها

3 بعد جرحها بكلمة قاسية

4 وهى مشغولة بعمل آخر

5 لا تطلب منها أكثر من حاجة فى وقت واحد

 

فالحد الأدنى فى الطلب ألا تطلب منها فى مثل هذه الأوقات، وهذه هى الرحمة.. والحد الأعلى ان تساعدها على أداء مهماتها الأساسية فى مثل هذه الأوقات، وهذه هى المودة.. وهذا هو الحب..

 

ثانياً: لم لا تقول( آسف)؟

 

عندما وجهت هذا السؤال لصاحبى وهو يحاورنى إذا به يضع لى قائمة طويلة من الأسباب التى تجعله لا يعتذر أبداً لزوجته.

- قال وقد ارتدى طاقية الحكمة:

أولاً: لابد من وضع النقط فوق الحروف، وأن تدرك أنها مخطئة.

ثانياً: الخطأ الصغير منها قد يؤدى إلى أكبر وأكبر فى سلسلة من الأخطاء.

ثالثاً: الرجال قوامون على النساء، والمفترض ان تعتذر هى لى.

رابعاً: ...

- قاطعته بسرعة قائلاً: أخى أنت تتحدث فى موضوع آخر، أنا لا أحدثك عنها عندما تخطئ هى، ولكن عندما تخطئ أنت، ويظهر خطؤك واضحاً.. أظنك لا تقول آسف؟

نظر لى صديقى برهة، ثم قال وهو يهز رأسه:

- لا، لا أقولها أبداً.

ثم اندفع يبرر ذلك قائلا:

- هل تريد ان أفقد هيبتى وأضيع مكانتى؟

ثم إن الأسف نوع من الإعتراف بالخطأ والإقرار بالعيب، وفى الغالب تكون هى سبب المشكلة، وبأسلوبها قادتنى للخطأ.

ثم اسمع يا أستاذ..(( الرجال لا يعتذرون )) !!

- قلت له مبتسماً:

من الألمعى الذى قال هذه العبارة؟ فها هو سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يسترضى زوجاته ويسارع بتبرير موقفه، بل ويقدم لهن الهدايا العينية والمعنوية فى سبيل أن ترضى على الرغم من أنه لم يكن يفعل حراما..

اسمع هذه القصة:

- لمّا كان يوم حفصة استأذنت النبى صلى الله عليه وسلم فى زيارة أبويها فأذن لها، فلما خرجت جاءته جاريته ( مارية القبطية )، وكانت ملك يمينه، يحل له معاشرتها، وأم ولده إبراهيم، فعاشرها فى بيت حفصة، فلما رجعت وجدتها فى البيت وعلمت بما جرى.. فغارت غيرة شديدة وقالت:

أدخلتها بيتى فى غيابى، وعاشرتها على فراشى؟ ما أراك تفعل هذا إلا لهوانى عليك!!

فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يسترضيها، حتى قال لها: (أيرضيك أنى حرّمتها علىّ فلن أعاشرها بعد اليوم؟!) فنزل قول الله تعالى: ( ياأيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضات ازواجك ) التحريم 1

انفجر صاحبى ضاحكاً وهو يقول:

- صلى الله عليه وسلم.. الحقيقة أننى أحياناً أعتذر، ولكن عندما أريد أن انهى الخلاف.

قلت له فى جدية:

- ولكنه بهذه الطريقة يكون الأسف نوع من الإستفزاز..

قال لى صاحبى وهو لا يزال مبتسماً:

- هناك نوع آخر من الإعتذار الذى يكون أسلوباً من أساليب الرفض، كأن أقول:

آسف، لن أقوم بهذا العمل..

آسف، مضطر للإنصراف..

آسف، لا أقبل هذا الراى..

قلت له وأنا أشاركه ابتسامة صريحة:

- ثم نشتكى زوجاتنا ونتهمهن بالعصبية؟!

لا يا أستاذ، تعلّم كيف تعتذر، فإن الإعتذار من شيمة الرجل الذوق، والحد الأدنى أن تعتذر بصدق عندما تكون مخطئاً، وأن يكون اعتذارك ليس مجرد كلمة، وإنما لمسة حانية، وقُبلة دافئة، وهدية رقيقة..

وهذه هى الرحمة

والحد الأعلى أن تعتذر عنها إذا أخطأت هى، وأن تلتمس لها عذراً وألف عذر، وألا تُلجِئَها إلى الإعتذار، وأن تذيب خجلها من خطئها فى جمال ابتسامتك، ودفء لمستك، وعبير لثمتك..

وهذه هى المودة.. وهذا هو الحب..............

 

انتهى الكتيب الأول بفضل الله، وإن شاء الله نبدأ غداً فى الكتيب الثانى.....

 

((وِرد البيت السعيد))

أستودعكم الله :oops:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×