المهاجرة بنت الإسلام 12 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 11 يوليو, 2008 الإستشارة (21) ماذا أفعل مع الستهزئين؟ السؤال: كيف يمكنني في دعوتي التعامل مع المستهزئين والمنكرين للحقائق الدينية؟ الجواب: قد أنبأنا الله -تعالى- في كتابه الكريم عن طريقة التعامل مع المستهزئين والمنكرين: 1) المجادلة بالتي هي أحسن ودعوتهم برفق ولين ولياقة "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". 2) إذا كان هناك إصرار على الاستهزاء بعد استنفاذ كل محاولات استقطاب القلوب فلا مفر من مغادرة المكان كما أمرنا الله -عز وجل- استنكارًا لهذا المنكر العظيم والله -تعالى- يقول: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين"، والله أسأل لك التوفيق والسداد. انتهت إجابة فضيلة الشيخ عبد الحميد البلالي، لنعيد التأكيد ثانية وثالثة على ضرورة القدوة وأهميتها، وأنها "علم الحياة" كما سماها الأستاذ الرافعي. نقطة أخرى ذكرها فضيلة الشيخ البلالي وأؤكد عليها لأهميتها وخطورتها، وهي "فلا تقعد بعد الذكرى" فإنكِ يا أختي حين تستنفذين كل الوسائل لدعوتهم، ولم تكن هناك نتيجة ترجى، عليكِ أن تتركي مجالستهم إذا تحدثوا في هذه الأمور، وإذا تحدثوا في غيرها فلا بأس من مجالستهم حينئذٍ دعوة لهم علهم يهتدون بفعلكِ لا قولكِ.. أما خطورة مجالستهم وهم يستهزءون ويشككون في الدين فتكمن في أمرين: الأول: أنكِ بمجالستك لهم قد تخدع من يثقون فيكِ ولا يعرفونهم، فيظنوا فيهم خيرا فيجالسوهم، فيثير هؤلاء فيهم الشك في الدين، وبذلك بدلاً من أن تكوني أنتِ بابًا للهداية صرت طريقًا للضلال. الأمر الآخر: إن هذا الأمر مع كثرة مجالستهم وتشكيكهم، ومع تزيين الشيطان لذلك، قد يصل بكِ إلى الاضطراب وعدم الفهم لبعض الأمور العقائدية مما يؤثر عليكِ بالسلب، وهذا أمر جدُّ خطير وحساس، فانتبهي لذلك يرحمكِ الله، والله معك. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
دُرر 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 18 يوليو, 2008 الله يعطيك العافيه يارب شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
راماس 860 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 14 ديسمبر, 2008 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، بوركتِ مشرفتنا الحبيبة على الاستاشارات الراقية والمهمة وكم نحن بحاجة لها شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
سناء انما الدنيا فناء 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 15 ديسمبر, 2008 صراحه جهد متعوب عليه جزيتي خيرا وجعله في ميزان حسناتك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
المهاجرة بنت الإسلام 12 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 4 مارس, 2009 الإستشارة (22) كيف نجذب النساء لدروس العلم؟ السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، قال الله تعالى: (ومَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إلَى اللَّهِ وعَمِلَ صَالِحًا وقَالَ إنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ) أتمنى أن تفيدوني بأفكار وأساليب ووسائل جديدة للدعوة إلى الله تعالى، أعرف مركزًا إسلاميًّا يقدم دروسًا في تفسير القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، أتمنى لو جميع الناس يحضرون مجالس العلم هذه، خصوصًا وأن أسلوب الداعية التي تعطينا الدروس رائع وميسر وقريب ومحبب إلى القلوب، وهي -ما شاء الله- لها 20 سنة بالدعوة إلى الله تعالى، جزاها الله خيرًا. لا أدري كيف هي الأساليب المقنعة لجذب الأخوات إلى دروس الدين، علمًا أن الناس عندما يسمعون عن وجود درس دين يجدون مليون عذر حتى لا يحضروا دروس الدين، أما إذا تم دعوتهم إلى افتتاح معرض أو سينما أو غيرها تجدونهم يسارعون بدون أي تردد. نأسف لأن قاعات مجالس العلم فيها القليل من الناس، بينما قاعات السينما والحفلات وغيرها مليئة. أرجو مساعدتي.. ما الطريقة المثلى لجذب الناس، وخصوصًا البنات اللواتي لا يضعن الحجاب لحضور مجالس العلم؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: أختي الحبيبة: أشكركِ على ثقتكِ بنا، وأسأل الله أن يبارك لكِ في نيتك الصالحة، وصدق رسولنا -صلى الله عليه وسلم- إذ يقول: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.." [متفق عليه]. كما أسأله سبحانه أن يجزيك خير الجزاء، وأن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال، وبعد.. فبخصوص سؤالكِ عن الأفكار والوسائل والطرق التي تساعد في جذب المدعوين إلى حضور دروس العلم، فاعلمي -بداية- أن الدعوة إلى الله علم وفن، وأن الداعية إلى الله فنان حكيم، يسعى لجذب جمهور المدعوين بأفضل السبل، وأحسن الطرق. وحرصًا منا على وقتكِ، فإنني أدخل في الموضوع مباشرة، فأوصيكِ -ونفسي- ببعض الأمور التي يمكن أن تعينكِ وتجذب إليكِ قلوب البنات والنساء، وتجعلهن أكثر إقبالاً ومحافظة على حضور دروس العلم، ويمكنكِ أيضًا أن تنقلي هذه النصائح إلى أخواتكِ الداعيات في المساجد والمراكز وتنصحيهن بها: أولاً : أخلصي العمل يكفِك منه القليل: فالنية مؤشر على قبول الأعمال، فصححي نيتكِ، ووجهي قصدكِ من الدعوة إلى الله، وأخلصي النية يكفكِ من العمل القليل، واعلمي أن العمل الصالح خلفه نيتان، إحداهما صالحة والأخرى فاسدة، أما العمل الفاسد فليس خلفه إلا نية واحدة. والدعوة إلى الله وتعريف الناس بخالقهم، من أجلِّ وأفضل الأعمال والأقوال، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت: 33]. ثانيًا: استعيني بالله يزرع محبتكِ في قلوبهن: يجب على الداعية أن يستعين بالله، وأن يتوجه إليه بالدعاء، فإن هذا مما يجعله موصولاً بخالقه، واعلمي أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وهو سبحانه الذي يزرع المحبة في قلوب العباد، فقومي من الليل، توضئي وصلي ركعتين، وارفعي أكف الضراعة إلى الله، توسلي إليه بإيمانكِ به، وحبكِ لرسوله، واسأليه أن يضع لكِ المحبة في قلوب من تدعينهم، قال تعالي: (حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال: 62، 63]. ثالثاً: كوني لهن قدوة يكنَّ لك أتباعًا: فالقدوة أفضل السبل وأحسن الوسائل للدعوة، وكما قالوا، فإن "عمل رجل واحد في ألف رجل، أبلغ من قول ألف رجل لرجل"، فكوني قدوة لهنَّ، يكنَّ لك أتباعًا، واحرصي على ألا يخالف قولكِ عملكِ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ) [الصف: 2، 3]. رابعًا: كوني داعية حكيمة: تعلمين أن الحكمة هي "وضع الشيء المناسب في المكان المناسب، في الوقت المناسب، بالقدر المناسب"؛ فكوني حكيمة، واعلمي أن الحكمة ضالة المؤمن، فمتى وجدها فهو أحق الناس بها، ومن الحكمة أن تعرفي الوقت المناسب لدعوة إحدى البنات، وكذا الطريقة التي توجهين بها الدعوة إليها، واعلمي ان التزام الداعية الحكمة في دعوته يتناسب طرديًّا مع إقبال الناس عليه واستماعهم له. خامسًا: كوني داعية عصرية مع بنات العصر: سخِّري التكنولوجيا لخدمة دينكِ، فلا مانع أن تستخدمي ما أفاء الله به علينا من أدوات العصر - كالإنترنت والهاتف الجوال - في إرسال رسائل دعوية ونصائح إيمانية لبعض البنات اللاتي تعرفينهن، ممن يستخدمن هذه الوسائل العصرية. ويمكن أن تحتفظي عندك بملف تدونين به أسماءهن وعناوين البريد الإلكتروني لهن، وقبل موعد الدرس أو المحاضرة بيوم أو يومين ترسلين إليهن رسالة تذكير بموعد ومكان الدرس. وحبذا لو قدَّمتِ للرسالة ببعض الأحاديث التي أوضحت فضل العلم ومكانة العلماء، والأجر العظيم الذي رصده الله ورسوله لطالب العلم، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "... ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة" و"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة، ونزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده..." [رواه ابن ماجة]. وقوله أيضا: "لَعالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد"، ...إلخ. كما يمكنك أن ترسلي لبعضهن رسائل عبر الهاتف المحمول، لتذكيرهن بموعد ومكان الدرس. سادسًا: من ذاق عرف ومن عرف غرف: ويمكنك أن تقومي بتسجيل بعض هذه الدروس، وتحمليها على جهاز الكمبيوتر - إن وجد - أو نسخها على أقراص (CD) ثم تقدمينها هدية للبنات اللاتي تريدين أن تجذبيهن لحضور الدرس، فإنهن إن استمعن إلى الدرس وأعجبن به، سيسألنك عن كيفية الحضور معك للدرس، وسيكنَّ أكثر حرصا عليه، فإن من ذاق عرف ومن عرف غرف. أختي الحبيبة: ما سبق كان نصائح عامة، لك ولكل داعية، أما إذا كنتِ أنتِ التي تلقين دروس العلم على النساء، وتريدين أن تستميلي قلوبهن إليك،فإنني أنصح نفسي وإياكِ بالآتي: 1- ابدئي الدرس بتلاوة بعض الآيات القرآنية، وحبذا لو انتقيت منهن فتاة حافظة جميلة الصوت. 2- خصصي 5 دقائق، قبل الدرس، للترحيب بهن، والسؤال عن أحوالهن. 3- خصصي فقرة في برنامجك بعنوان "أخبار خفيفة"، عرفيهنَّ فيها بأخبار الأخوات اللاتي يحضرن الدرس، مثل: نجاح فاطمة وتفوقها ...، وزواج زينب.....، وسفر آسية.....، الأخت آمنة رزقها الله بمولود وأسمته يحيى .... وهكذا. فإن هذه الفقرة سيكون لها أثر كبير في ربطهن بك وبالدرس وبالمسجد. 4- يجب أن يكون عندك ثقة بالله أولاً، ثم بنفسكِ ثانيًا، ويظهر ذلك فى أسلوبك في الكلام مع الفتيات. 5- احرصي على أن تكوني هاشة باشة في وجوههن. 6- اذكري عنوان الدرس الذي ستتحدثين عنه، وقسمي الدرس إلى عناصر محددة ليعلَق في أذهانهن. 7- احرصي على أن يحتوي الدرس - قدر المستطاع - على قصة قصيرة، سواء من الواقع، أو من حياة الصحابيات، على أن تكون وثيقة الصلة بالدرس نفسه. 8- قبل الحديث أخبريهن بنظام الدرس، وأن مَن لها سؤال تدخره لبعد الانتهاء من الدرس، فربما يجاب عنه أثناء الكلام. 9- توقفي عن الدرس دقائق بعد كل عنصر، ووجهي إليهن سؤالاً فيما تم شرحه، ويمكن أن تقدمي هدية بسيطة، (قلم، كتيب أذكار، وردة، ...) لمن تجيب عن سؤالك، فإن هذه الوسيلة تضمن لك انتباههن الدائم أثناء الدرس. 10- خلال الدرس احرصي على ترتيل آيات القرآن بصوت عذب، يدخل الخشوع في قلوبهن. 11- في نهاية الدرس قدمي لهن ملخصًا موجزًا له، بحيث يسهل عليهن تذكره. 12- لا تنسي أن تتيحي لهن فرصة بعد الدرس للسؤال، على أن يكون السؤال في موضوع الدرس. ومن لها سؤال خاص فيمكن أن تجلسي معها دقائق على انفراد بعد الانتهاء من الدرس، على أن يكون صدرك رحبًا لأسئلتهن، مهما كانت غريبة، ومهما كان موضوعها. 13- في نهاية الدرس احرصي على توديعهن بابتسامة رقيقة، وسلام حار، فإن هذا مما يربطهن بك. 14- إذا كانت إحداهن غير محجبة، فلا تنهريها، ولكن حدثيها عن الحجاب بذكاء، فلا تحدثيها عن الحجاب أولاً، وإنما تعرفي عليها، وتقربي منها، وعندما تستريح لك ستفتح لك صدرها، وتسمع منك بقلبها لا بأذنها. 15- يمكنك أن تقومي بزيارات لبعضهن في منازلهن، فإن الزيارة من الوسائل الدعوية التي تعود بالفائدة، وتربط القلوب. 16- أيضا هناك الهدية، فإنها وسيلة رائعة من وسائل التقريب، ولكن لا تبالغي فيها، واحرصي أن تكون رمزية: كتيب خفيف، شريط مسجل عليه آيات من القرآن أو درس علم، مسبحة، سواك ... إلخ. 17- كوني معهم في أفراحهم وأتراحهم، فخير الناس أنفعهم للناس. 18- حاولي - قدر المستطاع - أن تساهمي في حل مشكلاتهن المختلفة. 19- كوني على اتصال دائم بهن، وعوِّديهن على اختيار الصديقات الصالحات، واعملي جهدك لربطهن بالله عز وجل. وختاما، لعلي أختي الحبيبة بهذه الكلمات البسيطة أكون قد أجبت على سؤالك عن الوسائل والطرق التي تجذب قلوب النساء وخاصة البنات لسماع العلم، وتحببهن فيه، أسأل الله أن يتقبل مني ومنك صالح الأعمال، وأن يزرع محبتنا في قلوب عباده، آمين. وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. وتابعينا بأخبارك حبيبتي لنطمئن عليك. المستشار/ الأستاذة: صباح هاشم داعية مصرية شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
المهاجرة بنت الإسلام 12 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 22 مارس, 2009 الإستشارة (1) أرغب الدخول في مجال الدعوة.. كيف؟ الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. الدعوة إلى الله عز وجل هي طريق الرسل والمصلحين، وهي من أفضل الوسائل لجمع الأجور وتكفير السيئات، لا يصل إليها إلا من وفقه الله -عز وجل-، وليس كل من يدعو إلى الله مصيب في دعوته فمنهم من يدعو على جهل ومنهم من يدعو إلى عصبية ومنهم من يدعو رياء، والسعيد من وفقه الله لمراده ووفقه. نشكركِ أختي الفاضلة على مثل هذا السؤال الذي يدل على توفيق من الله لكِ واجتباء لطريقه، فأكملي المسار وابذلي الجهد في الوصول إلى رضا العزيز الغفار. ومن الأمور التي يجب أن ينتبه لها الداعية في دعوته: 1- الدعوة إلى الله على علم وبصيرة: قال تعالى "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي..."، فيجب على الداعية أن يدعو إلى الله بعد أن يعلم أن ما يدعو إليه مرضي عنده، فكم رأينا ممن يظن أنه يدعو إلى الله وقد حارب الحق وأبغض العاملين به وذلك بسبب ظنه أن ما يدعو إليه هو ما يرضي الله -عز وجل-، وقد قال تعالى "إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ "، وكلما تعلمتِ شيئا ولو قليلاً أمكنكِ الدعوة إلى الله فيه، وينبغي الاهتمام بصحة العلم الذي تأخذيه فعليكِ بأخذ الحديث الصحيح وترك الحديث الضعيف والبحث عن العقيدة الصحيحة وترك ما سواها وأخذ الوسائل الدعوية الصحيحة وهكذا. 2- احرصي على أن تكوني قدوة: فالدعاة العاملين بما يقولون هم أكثر الناس أتباعًا وأقربهم مصداقية عند الناس. قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ"، فينبغي أن يكون الداعية عالمًا عاملًا بما يدعو إليه. وهذا يعين الداعية على ألا يكون مثاليًا فلا يحمل الناس على ما لا يطيقون فضلاً عما لا طاقة له فيه. 3- البحث عن دعاة يتواصى المرء معهم: يتواصون على الصبر والمصابرة، يتواصون على التعلم فيتعلم معهم على يد العلماء وطلبة العلم إن وجدوا ويتعلم منهم ويعلمهم، يتواصون على تصحيح مسارهم والنصح لبعضهم وهكذا.. فيطبقون في هذا وما سبق قوله تعالى "وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ"، وعند البحث عن مثل هؤلاء يجب أن يضع المرء في ذهنه صلاحهم وجودة قدراتهم وحكمتهم حتى لا يكونوا سببًا عكسيًا في أذاه وأذى الدعوة وبيئتها. 4- احرصي على المتقبلين للدعوة: ويمكنكِ معرفتهم من خلال سرعة استجابتهم وتقبلهم لأمور الدعوة ومن تطبيقهم العملي لما يدور ومن استعدادهم للتعاون في هذا الخير. 5- ابذلي الجهد في التعرف على الوسائل الدعوية التي تناسب من حولك: فالابتسامة الصادقة والكلمة المؤثرة وصناعة العلاقات وحسن التوجيه وغيرها من الوسائل التي ينبغي على الداعية التعرف عليه والبحث فيها وتربية النفس عليها حتى يصل إلى مراده من إيصال الحق إلى الآخرين. 6- إيجاد المحضن المناسب: ففي بعض البلاد يستطيع المرء فتح مركز إسلامي أو حلقة تحفيظ أو جمعية فيدعو عدد من الناس إليها ويصنع فيها البرامج المناسبة التي تصنع دعاة المستقبل، وفي بعض البلاد الأخرى لا يمكن ذلك فيستطيع أن يجعل من منزله ومنزل أصحابه محضنًا تربويًا يتزاورون فيه ويتواصون على قراءة كتاب الله وتفسيره وقراءة شيء من السيرة أو الفقه أو العقيدة. 7- بذل الجهد في إصلاح القريبين قبل البعيدين: وإن كان الداعية مطالب بدعوة الجميع ولكن القريبين أسهل وصولاً والتأثير عليهم أقرب والاجتماع بهم أسهل ونشر الدين بينهم أولى، وهذا لا يمنع دعوة غيرهم والاتصال بهم ونشر الخير بينهم كما فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-. 8- الإخلاص لله -عز وجل- في الدعوة إليه: ليبقى لكِ الأجر ويطرح في عملكِ البركة قال تعالى "وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا"، فكم من عمل رأيناه ليس له تأثير في الواقع بسبب ضعف الصلة بالله -عز وجل- مع كثرة العمل والجهد المبذول والعكس صحيح. 9- البعد عن المصادمة: فالدعوة تحتاج إلى بيئة حب وأمان، أما المصادمة مع الخلق والتعجل في قطف الثمرة مؤدٍ إلى ضياع الطاقات وصنع الأعداء والخوف والحذر من الداعية، فعليكِ أختي الداعية أن تكوني حماية الدعوة نصب عينيكِ ولو تحملت في ذلك المشاق. 10- الإيجابية والتفاؤل: فإن المستقبل لهذا الدين كما وعدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فينبغي على الداعية التفاؤل والبذل الإيجابي الذي سيدعو الآخرين إلى أن يكونوا أيضًا متفائلين وإيجابيين معكِ وسعيدين بالنتائج ولو كانت قليلة، والعكس إنما يزرع الإحباط والتوقف. 11- عليكِ بالقراءة والتعلم: والاستفادة من كتب الدعوة ووسائلها ومحاضراتها ومن المواقع الدعوية بالإضافة إلى كتب العلم الشرعي الصحيحة والاستمرار على ذلك. 12- عليكِ بالأخلاق الحسنة: حتى مع من يسيء إليكِ، واظهري بالمظهر الحسن، وقدمي للناس الخير في القالب الذي يسعدهم، وكوني سباقة فيما ينفع المجتمع، وعليكِ بإنزال الناس منازلهم التي يقدرونكِ عليها، وابتعدي عن التكلف والتشدق وعليكِ باليسر والسهولة، وشاركي الآخرين في أفراحهم وأتراحهم، وتعرفي على أقربائهم تصلي إليهم من أقرب الطرق إن شاء الله تعالى. 13- عليك بالتميز في أمور حياتكِ كلها: فقد رأينا تأثرًا أكبر للمدعوين لمن كان لديهم تميزًا في أمور حياته الدنيوية والأسرية والوظيفية أكثر من الدعاة الذين لا يملكون ذلك التميز. 14- عليكِ أختي في الله تفعيل طاقات المدعوين: والاستفادة منها فهذا يحب القصيد وهذا يجيد الخطابة وغيرهم يحب أمرًا آخر فينبغي على الداعية تفعيل هذه الطاقات والاستفادة منها وإيجاد البيئة المناسبة لها. 15- تدارسي مع أخواتكِ بين الفينة والأخرى: عظم أجر الدعوة إلى الله وفضلها وسير الدعاة الأولين من الأنبياء والصحابة والمجددين لتزرعي في نفسكِ ونفس من حولكِ الرغبة والحرص على الدعوة.. نسأل الله أن يحشرنا معهم في عليين. 16- احذري من الدعوة لذات النفس: أو إلى عصبية وإنما ادعي إلى الله -عزوجل- وإلى مراد الله. 17- ادعي الله دائمًا وأبدًا أن يوفقكِ: ويوفق جميع الدعاة المسلمين لما فيه الخير والسعادة. وأخيرًا ننصحكِ أختي الكريمة بالقراءة وكثرة الإطلاع على مقالات وملفات الدعوة.. نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، تم رد من قبل: فريق المفكرة الدعوية شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
الاستشهادية 10 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 23 مارس, 2009 نتابع معكِ جزالك الله خيرا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
راجية هداية المنان 13 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 23 مارس, 2009 متابعين ثقل الله به موازين حسناتك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
المهاجرة بنت الإسلام 12 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 23 مارس, 2009 الإستشارة (2) قواعد أساسية في الدعوة إلى الله السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد... فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛ أنا شابة في الحادية والعشرين من عمري، أهتم بدعوة الناس، وأنا أقوم الآن بمتابعة إحدى الفتيات -أي أني أقوم بدعوتها-، وهي الآن في الخامسة عشر من عمرها. ولكنني لم أستطع حتى الآن أن أباشر عملي الدعوي معها، مع العلم بأني أتابعها منذ ما يقرب من نصف سنة تقريباً، وحتى ما أقوم به من بعض المحاولات معها، لا أشعر بأنني أؤثر عليها فعليا. فما هو الحل في ظنكم؟ وما هي الطرق والأساليب التي يجب علي أن أتبعها لكي أؤثر فيها؟ علما بأنها فتاة فيها خير كثير وتصلي، ولكنني أريد أن أصل معها إلى مرحلة نضوج فكري وتربوي. أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيرا، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجواب: مشكلتكِ أختي الكريمة مشكلة شائعة عامة، يعاني منها الدعاة في كل مكان، ومن هنا تكتسب أهميتها وخطورتها، فالفشل فيها يعني فشل جيل وأمة، وبالتالي فالنجاح يعني بناء أمة. ولذلك فستكون إجابتي عامة لا خاصة، وستكون أقرب إلى وضع الأسس، وتأسيس القواعد التي قد تنير الطريق، وتفتح مجالات النجاح، نقتبس فيها بصيرة سلفنا، وخبرات أساتذتنا ومن سبقونا في مجال الدعوة، وهي إحدى عشرة قاعدة؛ ثلاث في المدعو، أربع في الداعي، وأربع في الوسيلة، ونسأل الله العون والمدد: - في المدعو: القاعدة الأولى: ضرورة مراعاة المرحلة العمرية للمدعو: وهذه نقطة هامة نغفل عنها كثيرًا، فتجد طريقتنا في الدعوة متشابهةً، لا تراعي من المتحدث إليه، وأخطر هذه المراحل العمرية مرحلة المراهقة -وهي مرحلة الفتاة التي ذكرتيها يا أختي في استشارتكِ- وهذه المرحلة بالذات تحتاج لمن يتعامل معها إلى دقةٍ وحرصٍ شديدين، لأن من أبرز سماتها التقلب وعدم الثبات، والإحساس بالذات، ومن يغفل ذلك ممن يتعامل مع المراهقين فلن يصل إلى شيء، فإذا كنتِ أختي الداعية ممن يتعامل مع هذه المرحلة، فعليكِ أن تراعي ذلك بشدة، فتتركي للفتاة فرصة التعبير عن الذات، وتفتحي لها مجال الإدلاء برأيها، وإياكِ ثم إياكِ أن تستخفي بهذا الرأي مهما كان سخيفًا وساذجًا، فإنكِ إن فعلتِ ذلك أغلقتِ باب قلبها نحوكِ، وأضعتِ المفاتيح، ولن ينفعكِ شيء بعد ذلك. وليكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قدوتنا في ذلك في الحديث الشهير اللطيف ففيما روى مسلم وأبو داود والترمذي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس خلقاً وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال أحسبه قال كان فطيما قال فكان إذا جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه قال: "أبا عمير ما فعل النغير؟" قال فكان يلعب به".. فانظري كيف تعامل -صلى الله عليه وسلم- مع أبي عمير هذا الشاب اليافع الصغير، كان دائماً يتودد إليه بسؤاله هذا -والنغير تصغير لنغر وهو طائر-، ولعلنا نلمح من صيغة السؤال كيف ترك -صلى الله عليه وسلم- باباً لأبي عمير كي يقول رأيه، وفي هذا مجالٌ لأبي عمير ليعبر عن نفسه ويحقق كيانه. فعلينا نحن الدعاة مراعاة هذه المرحلة العمرية بدقة، ويجب أن نترك أسلوب الإلقاء والإملاء، ونتعامل بطريقة الحوار والمناقشة، أن نستمع إلى رأيهم، أن نفتح لهم باب التعبير عن الرأي وعن الذات، أن نحقق لهم كيانهم الذي بدءوا يحسون بها، وعندها سيسلموننا مفاتيح قلوبهم التي لن تضيع هذه المرة أبداً. القاعدة الثانية: ضرورة مراعاة المستوى التعليمي والثقافي للمدعو: ولنا في حديث "أبي عمير والنغير" دليل آخر، فلم يحدثه النبي -صلى الله عليه- وسل في أول حديثه إليه بقواعد الدين، ومقاصده ومستلزماته، بل بدأ معه بالخطاب الذي يناسب مستواه، ليتقرب منه وليوجد وسائل التواصل والاتصال بينه وبينه، ولذلك فالدعاة مطلوب منهم مراعاة ذلك حتى يصل خطابهم إلى المكان الصحيح والمؤثر والمفيد. ولعل من الطرف التي تروى في ذلك ما حدث مع أحد الدعاة في مصر، حين أراد دعوة مجموعة من الرجال المعروفين بالشدة والقوة، فلم يحدثهم عن ضرورة العمل للإسلام، وعن المجتمع المسلم والخلافة الإسلامية وما إلى ذلك، وإنما حدثهم عن قوة النبي -صلى الله عليه وسلم- وشجاعته، وأخذ يسرد لهم القصص في ذلك، فما كان من أحد المدعوين إلا أن قال بعفوية شديدة: "اللهم صل على أجدع نبي" -أي على أشجع وأقوى نبي- بهذه الطريقة وصلت إليهم الرسالة واضحة جلية، ثم يبدأ الداعي بعد ذلك في البناء عليها. القاعدة الثالثة: ضرورة البحث عن العوائق: فلكل الناس ما يشغلهم ويهمهم، وإن لم يراع الدعاة ذلك فلن يصلوا لشيء، وينبغي أن يجعل الدعاة ذلك من أساسيات واجبهم، أن يتحسسوا أحوال المدعوين، أن يحاولوا معرفة مشاكلهم ومشاغلهم، أن يكونوا صورة واضحة عن ظروفهم وأحوالهم، وإن تسنى لهم مساعدتهم في أمرٍ من ذلك فليقدموا، فإن ذلك أحرى بأن يصلوا إلى قلوب المدعوين، وبالتالي التأثير فيها. - في الداعي: القاعدة الأولى: ضرورة البدء بالنفس: يقول الشيخ عبد القادر الكيلاني -رحمه الله-: "إذا صلح قلب العبد للحق -عز وجل- وتمكن من قربه، أُعْطِي المملكة والسلطنة في أقطار الأرض، وسُلِّم إليه نشر الدعوة في الخلق، والصبر على أذاهم، يسلَّم إليه تغيير الباطل وإظهار الحق". كما يقول الأستاذ مصطفى صادق الرافعي -رحمه الله-: "إن الموعظة إن لم تتأد في أسلوبها الحي كانت بالباطل أشبه، وإنه لا يغير النفس إلا النفس التي فيها قوة التحويل والتغيير، كنفوس الأنبياء ومن كان في طريقة روحهم، وإن هذه الصناعة إنما هي وضع البصيرة في الكلام، لا وضع القياس والحجة". ويؤكد ذلك الأستاذ عبد الوهاب عزام -رحمه الله تعالى- فيقول: "ولا ينطق بكلمة الحق الخالدة إلا عقل مدرك، وقلب سليم.. إلا قائل يعتد بنفسه ويثق برأيه، فيرسل الكلام أمثالاً سائرة، وبيناتٍ في الحياة باقية، لا يصف وقتاً محدوداً، ولا إنساناً فرداً، ولا حدثاً واحداً، ولكنه يعمّ الأجيال والأعصار، والبلدان والأقطار"، ولن يصل حديثك في قلوب المدعوين إلا بدرجة وصوله إلا قلبك، كما يقول التابعي شهر بن حوشب: "إذا حدَّث الرجلُ القومَ، فإن حديثه يقع من قلوبهم موقعه من قلبه". هذه هي القضية باختصار، أن تحسن صلتك بربك، أن تقتنع أنت بفكرتك أولاً، أن تكون في نفسك قوة التحويل والتغيير، أن تثق بها لدرجة أن تعتد بنفسك وبرأيك، فتخرج كلماتك من قلبٍ متصلٍ بخالقه، ونفسٍ فيها قوة التحويل والتغيير، وفكرٍ كله اقتناعٌ وثقةٌ، فتُسَلَّم المملكة والسلطنة، ويعمّ خطابك البلدان والأقطار. القاعدة الثانية: القدوة: وقد تحدثنا عنها غير مرة، ونعيد الحديث فيها لأهميتها وعِظم دورها، فهي حقاً كما يقول الرافعي -رحمه الله-: "الأسوة وحدها هي علم الحياة" والدعوة هي الحياة، فالأسوة وحدها هي علم الدعوة، وعلم الدعوة كله هو الأسوة الحسنة، وهذا ما فهمه أسلافنا، فقال الإمام الشافعي -رحمه الله-: "من وعظ أخاه بفعله كان هاديا"، وكان عبد الواحد بن زياد يقول: "ما بلغ الحسن البصري إلى ما بلغ إلا لكونه إذا أمر الناس بشيء يكون أسبقهم إليه، وإذا نهاهم عن شيء يكون أبعدهم منه"، و"إن العالِم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا" أي قطرة الندى عن الصخرة الملساء، كما يقول مالك بن دينار -رحمه الله تعالى-. فانتبهي أختي الداعية، فالقدوة مركز حساس خطير، و"إنكِ إمامٌ منظورٌ إليك" كما قال إمام المدينة يحيى بن سعيد الأنصاري من قبل، ونقول لك اليوم: " إنك داعيةٌ منظورٌ إليك". القاعدة الثالثة: العلاقة الشخصية: كثيراً ما نغفل أثناء ممارستنا للدعوة عن تكوين علاقةٍ شخصيةٍ حقيقيةٍ مع المدعو، ولست أعني هنا مجرد وجود العلاقة، وإنما أعني العلاقة الشخصية الحقيقية، التي تنبني أول ما تنبني على المعنى الإنساني الخالص، أن أوجد بيني وبين من أدعوه جسراً من المودة والحب، خيطاً من الاتصال ليس من ورائه غرض، حتى ولو كان هذا الغرض هو الدعوة. وحتى لا يساء فهم كلامي، فلست أعني هنا أن تكوين علاقةٍ مع المدعو بغرض الدعوة أمر سيئ، لا أبداً، إنما ما أقصده تحديداً هو استغراقنا أحياناً كثيرةً في التفكير في تكوين علاقةٍ مع المدعو بهدف الدعوة، فننسى العلاقة الطبيعية، فتجدنا نتصرف دون أن نشعر بطريقةٍ غير مناسبة أو لائقة، فمثلاً لو استجاب المدعو إلينا، وتقدم معنا في البرنامج الدعوي، فإننا نقلل دون أن نشعر من اهتمامنا به، ونوجه هذا الاهتمام إلى مدعو جديد، بحجة أنه أصبح على الدرب، وكذلك لو وجدنا تقدماً بطيئاً من مدعو آخر، فإننا نقلل من اهتمامنا به لنوجه الاهتمام إلى غيره، وهذا الأمر في الحالتين يؤثر في نفس الشخص المدعو، فلنتذكر دائماً أن العلاقة الشخصية الإنسانية هي الأساس. القاعدة الرابعة: التجدد: من أكثر ما يعيق المرء في عمله الدعوي التقليدية والنمطية، فيفقد هو المتعة، ولا يجد المدعو نحوه بريقاً أو جاذبية، فلينتبه الدعاة لذلك، وليبحثوا دائماً عن الجديد، في الثقافة والمعلومة، في الوسيلة والطريقة، في المكان والتوقيت، المهم أن يجد المدعو شيئاً يجذبه إليه، ويشوقه للقائه، ولو تخيلنا أننا أمام جهاز تلفازٍ يعرض أموراً جديدة باستمرار، للقينا أنفسنا تنساق إليه دونما وعي بل برغبةٍ وحبٍ، فليكن الداعية جهاز عرض الخير، ومعرض الإفادة والمتعة والتشويق. - في الوسيلة: القاعدة الأولى: استخدم لغة القلوب: يقول الشيخ الكيلاني واصفاً الدعاة: "هم قيام في مقام الدعوة، يدعون الخلق إلى معرفة الحق عز وجل، لا يزالون يدعون القلوب"، نعم هم يدعون القلوب والأرواح لا الأجساد والأبدان، احرص أخي الداعية على ذلك، آمن أنت بفكرتك أولاً، ورسخها في قلبك، ثم اجعل قلبك يخاطب قلوب الخلق، وبهذا تفتح باباً للخير واسعاً. القاعدة الثانية: تلَطَّف: وهي قاعدة ذهبية في جذب الناس والتأثير فيهم، "فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر"، وهذا ما تعلمه -صلى الله عليه وسلم- من ربه -جل وعلا-، فتراه هيناً ليناً رحيماً -صلى الله عليه وسلم-، والأحاديث في هذا كثيرة، كحديث الأعرابي الذي بال في المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزرموه ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه" رواه البخاري ومسلم، وكحديث "أبي عمير والنغير" والذي نستشف منه كيف كان صلى الله عليه وسلم يتلطف مع أصحابه. فتلطفي أختي الداعية -يرحمكِ الله- حتى لا ينفض الناس من حولكِ، وإياكِ ثم إياكِ أن تشعري المدعو أنكِ عبءٌ عليه، أو ضيفٌ ثقيل الظل، أو تحمليه مشقة التعامل معكِ، فلا تطرحي نفسكِ أمامه بسببٍ وبدون سبب، ولا تتدخلي في علاقته بأصدقائه ما دام هو لم يستشركِ فيها، كوني داعية رقيقة لطيفة، تستخرجي كلاماً من بحرٍ عميقٍ بالإيمان والحب والعلم، وتنطقيه بلسانٍ رفيق هين، كما وصف يحيى بن معاذ -رحمه الله- أساليب الدعوة فقال: "أحسن شيء-أي في الدعوة- كلام رقيق، يُستخرَج من بحرٍ عميق، على لسان رجلٍ رفيق". القاعدة الثالثة: حدِّث الناس بما يريدون: دعيني هنا أضرب لكِ مثلاً لأوضح ما أقصد: أنا أحب أكل الأرز ولا أحب أكل الديدان،وأريد اصطياد السمك، فهل أضع للسمك الأرز أم الديدان؟ هل وضحت الفكرة ؟ تريدين اصطياد السمك ضعي له ما يحبه هو لا ما تحبيه أنتِ، فإنني إن وضعتُ للسمك الأرز الذي أُحبُّه فلن أصطاد سمكة واحدة، ولكن إن وضعتُ لهم الديدان التي لا آكلها، فسيأتيني السمك من كل حدب وصوب. فخاطبي الناس أختي الداعية بما يحبون لا بما تحبي أنتِ، بما في عقولهم لا بما في رأسكِ، وليس معنى هذا أن تتركي مهمتك العليا أو أن تتنازلي عنها، ولكن كوني حصيفة لبيبة، تصلي إلى ما تريدين من خلال ما يحبون ويرغبون، كما فعل نبيك -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المعاد ذكره هنا؛ حديث "أبي عمير والنغير" حين خاطب أبا عمير فيما يحب ويرغب، تأليفاً لقلبه وإشعاراً له بأنه -صلى الله عليه وسلم- مهتمٌ بما يهتم به هذا الفتى الصغير مهما بدت اهتماماته صغيرةً أو تافهةً، فافعلي ذلك أختي الداعية تختصري الطريق وتنالي المراد. القاعدة الرابعة: راعِ الأولويات: على الداعية أن يراعي الأولويات في دعوته، فليس من الطبيعي أن أبدأ في بناء الدور الخامس مثلاً دون أن أبني أساس البناية، كما أنه ليس من المعقول أو المقبول أن أحدث غير المسلم في وجوب الصلاة والصيام عليه! إننا -في ظل انشغالنا بالدعوة- كثيراً ما ننسى هذه الأمور رغم بساطتها وبداهيتها. فعلى الداعية أن يحدد أولوياته في دعوة كل إنسانٍ على حدة، ما هي الأمور الأساسية التي لا بد منها، ولا يمكن التنازل عنها، ثم يبدأ في التدرج معه خطوةً خطوة، فغير المسلم أبدأ معه بالإيمان بالله، والمسلم العاصي أبدأ معه بالطاعات المفروضة، والمسلم الملتزم بالفرائض أبدأ معه في النوافل والفضائل، وهكذا كلٌ حسب مستواه من الالتزام والإيمان. وأخيراً... أعلمي أنه مازال هناك الكثير من القواعد المتعلقة بالدعوة، ولكنني أظن أنها تدخل في إحدى القواعد التي ذكرت، وإن لم تكن فيمكن إضافتها، فالأمر هنا لم يعدُ كونه اجتهاداً تأصيلياًّ مني، كما لا أنسى أن أُذَكِّر الدعاة بالسلاح السريّ الذي طالما أذكره، ألا وهو الدعاء، أن تسألي الله العون والتيسير، وأن يفتح لكِ مغاليق القلوب بفضله وقدرته.. اللهم آمين. المستشار: د. كمال المصري شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
المهاجرة بنت الإسلام 12 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 27 مارس, 2009 الإستشارة (3) يا فاقدة الثقة المتميِّزة: خوضي البحر ولا تبالي.. ! السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، لمعرفة ظروفي، فأنا طالبة مصريٌّة، أنهيت الدراسة الثانويَّة في المملكة العربية السعوديَّة هذا العام، ومقبلة -بإذن الله- على الجامعات في مصر. نشأت في بيئةٍ محافظة، وتربَّيت على التديُّن والمراقبة وحبِّ الله ورسوله، وواجب المسلم نحو نفسه وأهله وأمَّته ودينه، ومطَّلعة في تاريخ الدعوة في مصر وظروفها وأبطالها، والمشكلة.. أنَّني طوال الفترة السابقة من حياتي؛ كنت أتلقَّى فقط من والديَّ ومن المربِّين الأفاضل في هذه الدعوة، والآن شعرت بواجب الدعوة والنفير مع ركب المجاهدين والدعاة الحاملين لنور الهداية لكلِّ البشر. ويزداد هذا الشعور عندما يقول لي أحد: "إن الإسلام ينتظر منكِ الكثير.. إلخ"، والمشكلة، أنَّني شخصٌية انطوائيٌّة لا أحسن مخالطة الناس ولا الحديث معهم، إلا من تعوَّدتُّ عليه، ومنهم أخواتي رفقاء الدعوة ولله الحمد. ولي أخٌ يكبرني بعام، سبقني إلى مصر، وسمعت أنَّه انخرط في سبيل الدعوة والجهاد ولله الحمد، ولكنِّي أشعر بضعفي عن القيام بأعباء الدعوة، بسبب شخصيَّتي المنطوية، فالدعوة -حسب ما درسته في المحاضن التربويَّة- هي حبُّك للناس وحبُّ الناس لك، والشعور بالاحترام والتعاون المتبادل، قبل إلقاء المواعظ والإرشادات، وهذا ما ينقصني. الحمد لله، فأنا كنت محبوبة في بيئة المدرسة على الدوام، فقد كنت متفوِّقة، وكنت ذا خلقٍ طيِّبٍ بفضل الله، وإذا دُعِيتُ إلى مساعدةٍ في الدراسة أو غير ذلك استجبتُ بحبٍّ وودّ، ولكن تراني دائماً قد اتَّخذتُ منهم مكاناً قصيًّا عند لقاءاتهم وحديثهم وتجمعاتهم، وأعاني من الوحدة الشديدة أثناء الفسحة في المدرسة...إلخ، لذلك لم يكن دوري في الدعوة سوى القدوة الحسنة -ولا أنكر أهمِّيَّتها-، وكذلك الإلقاء الرنَّان في إذاعة المدرسة، فقد آتاني الله قدرةً على الكتابة بأسلوبٍ جميلٍ وشيِّق، إضافةً إلى أسلوب الرسائل الذي برعت فيه، واستخدمته كثيراً مع زميلاتي -وأخواتي في الدعوة- للتودُّد والتنبيه على بعض الملاحظات والإرشادات، بل ومع أساتذتي المربِّين للمشاركة برأيي في العمل الدعويِّ في قسم طلبة المرحلة الثانويَّة، فأنا أحبُّ أمور التربية، وقرأت كثيراً في كتب تربية الأولاد في الإسلام، -لاحظ أنَّي أستخدم الرسائل، مع أنَّه في استطاعتي المشافهة في هذه الأمور، ولكن عدم قدرتي على مواجهة الناس بشكلٍ جيِّدٍ هو السبب-.. تسألني أستاذتي المربِّية كثيراً عن الدور الذي أقوم به في المدرسة ومع الجيران، فلا تجد مع الأسف سوى هذه الأساليب العجيبة، خاصَّةً بعد أن درسنا أساليب الدعوة الفرديَّة، فتوجِّهني إلى ضرورة تغيير موقفي، فأشعر بتأنيب الضمير، وتقصيري في جنب الله، وأنَّني طاقةٌ كبيرةٌ لم تستغلَّ في سبيل الله، وأدعو ربِّي كثيراً أن يغفر ذنبي، ويعينني على نفسي، ولكنِّي لا أستطيع التقدُّم أبداً في هذا المجال. أشعر بالأسف الشديد عندما أرى زميلاتي وجيراني الطيِّبين ينحدرون في الانحراف والرذائل رويداً رويدا، دون أن أقدِّم لهم يد المساعدة والرحمة، رغم أنَّهم يقدِّرونني ويحبُّونني، ولكنَّهم يعتبرونني في مستوى أعلى منهم، يعتبرونني -شيخة- وفتاة دينٍ فقط، لأنِّي لا أشاركهم أيَّ شيءٍ من اهتماماتهم أبدا، فلست أعرف شيئاً أبداً عن هموم الناس واهتماماتهم، فأنا قابعة في بيتي لا همَّ لي إلا القراءة والتحصيل لنفسي فقط، حتى صرت أجهل أسماء الشوارع ولا أعرف الأماكن في مدينتنا، رغم أنِّي قضيت فيها اثني عشر عاما، وهذا الجهل الفظيع يسبِّب لي حرجاً بالغاً حتى في غير أمور الدعوة، ويُشعِر الناس أنِّي قادمة من كوكبٍ آخر، ولكن يبدو أنَّ سكان هذا الكوكب متديِّنون وذوو خلق حسن!! وقد سمعت هذا الوصف بنفسي أكثر من مرَّة. عرضتُّ مشكلتي على طبيبٍ نفسيّ، فطمأنني وأخبرني أنِّي لست مريضة، ولكنَّه من قبيل التنوُّع في الشخصيَّات، لأنَّني لم أبلغ حدَّ الشخصيَّة المنطوية شديدة الانطواء، ولكنَّني أحسست أنَّ هذا النوع من الشخصيَّات غير مناسبٍ في الدعوة، فأرهقت نفسي في محاولة تغييرها. والجديد أنِّي مقبلة على الحياة في مصر، والتي سمعت عنها كثيراً من أنَّها حياةٌ مختلفة، لا مكان فيها لغافلٍ ولا طيِّب القلب الذي ينتظر حقَّه أن يأتيه الناس به، فلا يتعب نفسه في تحصيله -وهذه هي المشكلة النفسيَّة الثالثة التي ابتليت بها-، وهذا في غير مجال الدعوة، أمَّا في الدعوة، فإنَّه لا مكان فيها لمن ينتظر أن يحمله الناس وتحمله الدعوة، والواجب على أبنائها المخلصين أن يحملوها لا أن تحملهم. لا أدري ماذا أفعل.. أشعر برهبةٍ شديدةٍ ممَّا أنا مقبلة عليه، وأخشى أن أكون ممَّن تخاطبهم سورة التوبة وتفضحهم، وترميهم بالتخاذل والقعود، والسؤال: س(1) هل تنطبق عليَّ صفات القاعدين المخلَّفين؟ س(2) هل أجد مكاناً لي في دعوة الله وأنا بهذه الصفات، باستخدام ما وهبني الله من ذكاءٍ ومواهب ذُكِرَت في ثنايا الكلام؟ س(3) أم أنَّه يجب عليَّ تغيير نفسي للَّحاق بركب المجاهدين؟ س(4) وكيف يكون هذا التغيير؟ س(5) وما الحلُّ لمشكلاتي النفسيَّة الثلاث: الأولى: الانطواء وعدم الرغبة في مخالطة الناس. الثانية: الجهل الشديد بحياة الناس واهتماماتهم، حتى وصل إلى عدم الاعتماد على نفسي في كثيرٍ من حاجاتي لأنِّي لا أفهم شيئا. الثالثة: طيب القلب الزائد عن الحدّ، والمؤدِّي إلى وقوعي فريسةً للمحتالين والمعتدين. الجواب: الأخت الكريم المجاهدة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحباً بكِ ضيفة عزيزة على صفحاتنا. دعيني أبدأ بما أنهيتِ أنتِ به كلماتكِ، فقد قلتِ: "أخشى أن أكون ممَّن تخاطبهم سورة التوبة وتفضحهم، وترميهم بالتخاذل والقعود"، فقولكِ هذا بعدما ذكرتِ من نشأتكِ وعملكِ ذكرني -والله حسيبكِ ولا نزكِّيكِ على الله- بقوله سبحانه وتعالى: "والذين يُؤتُون ما آتَوا وقلوبهم وجِلَةٌ أنَّهم إلى ربِّهم راجعون، أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون"، فنسأل الله -عز وجل- أن تكوني من هؤلاء، وبعد.. فقد فهمت من رسالتكِ أنَّكِ قضيتِ طفولتكِ وصباكِ في المملكة السعوديَّة، وها أنتِ تتهيَّئين لاستكمال دراستكِ في مصر والاستقرار فيها، وأظنُّكِ لا تحتاجي أن نذكِّركِ باختلاف طبيعة المجتمعين المصريِّ والسعوديّ، ولا نعني باختلاف طبيعة المجتمعين تفضيل أحدهما على الآخر، أو إلباس أحدهما ثوب الفضيلة، ونزعه عن الآخر، فكلُّ مجتمعٍ فيه الصالح والطالح، والطيِّب والخبيث، وما يظهر على السطح ليس بالضرورة أن ينمَّ عن القاع، والمظهر ليس دائماً دالاًّ على المَخبَر. فعندما تدخلين أيَّ مجتمعٍ جديد، أنصحكِ ألا تتَّخذي أحكاماً ومواقف مسبقةً وتعمِّميها قبل أن تجرِّبي بنفسك، وتري بعينيكِ، وتلمسي بيديكِ، وهذا لا يعني نفي خبرات الآخرين، ولكنَّها تقدَّر بقدْرها، ويستفاد منها كعلاماتٍ وإشاراتٍ على الطريق. وكما أنَّ المجتمع المصريَّ مجتمعٌ جديدٌ عليكِ، فكذلك مجتمع الجامعة، مجتمعٌ جديدٌ أيضا، له تقاليده وعاداته وممارساته وضوابطه، الصحيحة منها والخاطئة. وبصفةٍ عامَّة: ليكن شعاركِ عند الدخول في أيِّ مجتمعٍ تتوجَّسين منه الخطر على دينكِ ومبادئكِ: "أؤثِّر ولا أتأثَّر" تؤثِّرين بالخير وتتأثَّرين به، وحذار أن تتأثَّري بالشرّ. ابحثي عن العناصر الصالحة في هذين المجتمعين الجديدين، وستجديها حتما، فهم لا يخلو منهم زمانٌ ولا مكان، كما أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفةٌ من أمَّتي ظاهرين على الحقّ، لا يضرُّهم من خذلهم حتَّى يأتي أمر الله وهم كذلك"رواه مسلم. لن أحدِّثكِ عن فوائد الخلطة والمعاشرة، وأهمِّيَّتهما بالنسبة للداعية، فأظنُّ أنَّ أستاذتكِ التي حدَّثتينا عنها قد استفاضت معكِ في هذه النقاط، ولكن ما أودُّ أن أقوله لكِ: إنَّ المخالطة وسيلةٌ مهمَّةٌ وضروريَّةٌ في الدعوة إلى الله -عزِّ وجلّ-، ولكن ليس بالضرورة أن يحسن كلُّ الدعاة استخدامها، ويبرعوا فيها، وينتجوا من خلالها. فوسائل الدعوة تتعدَّد بتعدُّد أنماط الدعاة، وكلُّ داعيةٍ له مجاله الذي يبرع فيه وينتج، ووسائله التي يحسن استخدامها، وربَّما لو استخدم غيرها -وهو لا يجيدها- أفسد أكثر ممَّا يصلح، ولا يجني أيَّ نتاجٍ منها، وربَّما عاد بالضرر على نفسه ودعوته. أنتِ أختي الكريمة قد ذكرتِ أشياء كثيرة، وطرق عديدة، ووسائل ثريَّة، تحسنيها وتجيديها، وتنتجي من خلالها، وما تمتلكينه أنتِ من قدراتٍ لا يمتلكه كثيرون غيركِ: "القدوة الحسنة- الإلقاء الرنَّان- القدرة على الكتابة بأسلوبٍ جميلٍ وشيِّقٍ" وهذه مواهب رائعةٌ يجب أن تستغلَّيها وتنمِّيها، وليس شرطاً أن تجيدي كلَّ فنون ومهارات الدعوة، فاستخدمي المتاح لكِ، وطوِّري نفسكِ فيه وأنتجي، وفي الوقت نفسه حاولي أن تتعلَّمي أساليب جديدةً وتتغلَّبي على مشكلة الانطوائيَّة، وعدم القدرة على مخالطة الناس والاندماج معهم. ولكن أختي؛ هناك حدٌّ أدنى للخلطة يجب ألا يتجاوزه المرء -داعيةً أو غيره- هذا الحدُّ هو: "لست بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يخدعني"، أي لست بالماكر الخدَّاع، ولا أترك الماكر الخدَّاع يمكر بي ويخدعني، فلا ينبغي للمسلم -أيِّ مسلم- فضلاً عن الداعية أن يكون ساذجاً إلى حدٍّ يوقعه فريسةً للمحتالين والمعتدين، أو أن يكون مادَّةً للتندُّر والسخرية من الآخرين بسبب -طيبة قلبه- الزائدة. راجعي طريقة تعاملكِ مع الناس من حولكِ، لماذا يعتبرونك شيخة وفتاة دينٍ فقط؟ أتعرفي لماذا؟ لأنَّكِ دائما -كما قلتِ أنتِ- تتَّخذي منهم مكاناً قصيّا عندما يجتمعون ويتحدَّثون، وتجدي نفسك دونهم وحيدة فريدة. إنَّ قراءة الكتب وحدها -أختي الكريمة- لا تكفي الداعية، حيث يظنُّ البعض من الدعاة أنَّه يكفيه تحصيل العلوم الإسلاميَّة، والخوض في مراجع الأدب واللُّغة والتاريخ، والأخذ بحظٍّ وافرٍ من العلوم الإنسانيَّة، وهو مع ذلك كلِّه لا يعرف شيئاً عن عالمه الذي يعيش فيه ويتوجَّه إليه بالدعوة، لا يعرف ما يقوم عليه هذا العالم من نُظُم، وما يسوده من مذاهب، وما يحرِّكه من عوامل، وما يصطرع فيه من قُوَى، وما يجري فيه من تيَّارات، وما يعاني أهله من متاعب ومشكلات، لا يشعر بآلام وآمال بيئته، ولا يعيش أفراحها ومآسيها، ولا يدرك مصادر القوَّة وعوامل الضعف فيها. واسمعي معي قول القائل يخاطب هذا الصنف من الدعاة: يا حبيساً بالدُّور خِدْنَ كتاب....... قارئاً من مقال كلِّ عليم ابرزَنْ للحياة واقرأ سطورا....... ماثلاتٍ لعَيْنِ كُلِّ حكيم إنَّ السطور التي يعنيها الشاعر هي عناصر المجتمع الذي يعيش فيه الداعية، وهي سطورٌ ليست بالثابتة القابعة بين دفَّات الكتب، وإنَّما هي متحرِّكةٌ ناطقة، تشي بأحوال هذا المجتمع وطبائع ناسه، وما يسوده من أوضاع وتقاليد، وما يقاسيه من صراعاتٍ ومشكلات، وما يشغله من قضايا وأفكار. الزمي دائماً صحبة الخير، واستعيني بعد الله بهم، واستفيدي من خبراتهم، واحرصي على مشورتهم، كما يمكنكِ الاستعانة بشقيقكِ الذي سبقكِ إلى مصر والتحق بسبيل الدعوة هناك، فهو بالتأكيد قد اكتسب خبرات خلال هذه الفترة، اجعليه ينقلها إليكِ واستفيدي منها بجانب جهدكِ وسعيكِ الخاص. لا تجعلي الإحساس بالذنب والتقصير يعوقكِ ويعطِّلكِ، وسبحان الله، إذا نظرتِ بعد الآيتين اللتين ذكرتهما لكِ في بداية كلامي، ستجدي أنَّ الآية التالية لهما مباشرةً هي قول الحقِّ -سبحانه وتعالى-: "ولا نُكلِّف نفساً إلا وسعها ولدينا كتابٌ ينطق بالحقِّ وهم لا يُظلمون"، فهو سبحانه وتعالى يعلم أنَّ أصحاب هذا الشعور الذي بيَّنه في الآيتين الأوليَّين ينتابهم الإحساس بالتقصير الدائم، ولذا طمأنهم سبحانه وتعالى بهذه الآية، فاطمئنّي، واعملي، واجتهدي، بارك الله فيكِ، وتقبَّلي منكِ سعيكِ وجهدكِ، ونحن في انتظار رسائلكِ دائما. أ.د: فتحي عبد الستار ---------------------------------------------------------- وبانتهاء حديث أخي الكريم الأستاذ فتحي الطيِّب، والذي وصَّف وضعكِ أحسن توصيف، ونصحكِ ببعض النصائح العمليَّة، دعيني أهمس في أذنكِ بهذا الحديث الأخويِّ الودود: أختي الكريمة: العديد منَّا قد عانى من مسألة الانطوائيَّة في حياته بشكلٍ أو بآخر، فبعضنا عندما كان صغيراً عانى من إهمال أهله له مثلاً لوجود أخٍ له أكبر اعتُمِد عليه، أو أخٍ أصغر استحوذ على الاهتمام، فانغلق على نفسه، وآخرون في سنِّ المراهقة عانوا من إهمال الجنس الآخر لهم، أو ابتعاد من هم في عمُرهم، فانطووا وابتعدوا، وغيرنا عانوا من ممارساتٍ متحيِّزةٍ في المدرسة أو في الجامعة أو في العمل، فتراجعوا وانفصلوا عن الناس، وهكذا. فالانطوائيَّة لا يكاد يفلت منها أحد، ولو لم يسعَ الجميع لكسر حاجزها لما أصبح هناك مجتمعٌ ولا حياة، فلا تقلقي، فما تعاني منه قد عانى منه الكثير، قد يكون هو زائدٌ عندكِ بعض الشيء، وهذا يستدعي أن تزيد جرعة العلاج قليلاً عن جرعة من عانى مثلكِ. أختي الكريمة: أقدِّر فيكِ كلَّ مواهبكِ، وأشكر لكِ أمرين: علمكِ الشديد بنفسكِ وصراحتكِ معها، ومساعدتكِ للناس حين يطلبون منكِ المساعدة، وهذان أمران رائعان أتمنَّى لو حزتهما شخصيّا. ما بقي عليكِ أختي هو أن تجاهدي هذه النفس، قد عرفنا المرض، فلنبحث عن العلاج: أوَّل خطوات العلاج في رأيي هو اقتناعكِ بنفسكِ، أن تقتنعي حين ترى نفسكِ في المرآة بما تراه حقيقةً لا بما تتخيَّله، أنتِ أسدٌ، فإذا نظرتِ في المرآة فشاهدي الأسد لا الهرّ. هذا الاقتناع بالنفس خطوةٌ ضروريَّةٌ في العلاج، لأنَّ الانطوائيَّة غالباً ما تتولَّد في النفس نتيجة الخوف من التعامل مع الناس لضعف الثقة بالنفس، فاقتنعي أوَّلاً بنفسكِ القويَّة المبدعة المتمكِّنة المميَّزة كما وصفتِها لنا، تستطيعي بعدها أن تخوضي غمار الدنيا دون خوف. أتعرفي الصحابيَّ الجليل سعد بن معاذ -رضي الله عنه-؟ أتعرفي ماذا فعل هذا الصحابيُّ حين عرف نفسه وقدراتها تماماً وعرف إمكانات قومه؟ أجاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين استشارهم في الخروج لقتال المشركين في بدرٍ قائلا: "قد آمنَّا بك وصدَّقناك، وشهدنا أنَّ ما جئت به هو الحقّ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامضِ يا رسول الله لما أردتَّ فوالذي بعثك بالحقِّ لو استعرضتَّ بنا هذا البحر فخضتَّه لخضناه معك ما تخلَّف منَّا رجلٌ واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوَّنا غدا، إنَّا لصُبُرٌ عند الحرب، صُدُق اللقاء، ولعلَّ الله يريك منَّا ما تقرُّ به عينك، فسر بنا على بركة الله". هكذا آمن هذا الصحابيُّ بنفسه، فآمني بنفسكِ أوَّلاً أيُّها الأسد. ثاني خطوات العلاج هو الوصول إلى شخصٍ أكبر منكِ تحبَّينه وتثقي به وبرأيه، واجعليه يساعدكِ على الخروج من عزلتكِ، واستشيريه في كلِّ شيء حتى لا تدعي الفرصة لأحدٍ أن يستغلَّكِ أو "يضحك" عليكِ، وأبقِ على استشارته حتى تتعلَّمي منها كيف يكون الحكم على الأحداث والدنيا فتبدأي أنتِ بعد ذلك التعامل وحدكِ وأنتِ معتمدة على أرضيَّةٍ صلبة، ليس هناك -أختي- في الاستشارة أيَّ عيب، بل العيب أن يكون فيكِ نقصٌ ما وتستمرَّي على هذا النقص دون السعي إلى إصلاحه. ثالث الخطوات يقول لكِ: عليك أن تخرجي وتتعرَّفي، وتتحرَّكي وتشاهدي، فأنتِ يمكنكِ اكتساب العديد من الخبرات دون أن تحدِّثي أحداً من البشر، فقط اخرجي وتنقَّلي، وراقبي البشر واستكشفي نفوسهم وتصرُّفاتهم، كلُّ ذلك سيزيد من معرفتكِ بواقعكِ، وسيألِّفكِ معه ومع ساكنيه، وهذا كلُّه يقودكِ إلى حسن الاتِّصال بهم وفهمهم. أختي الكريم: إجابتي على أسئلتكِ الخمس التالي: اطمئنّي، فلستِ من القاعدين المخلَّفين في شيء، فلم تتخلَّفي عن معركة، ولم تهربي من جهاد، وإنَّما أنتِ تُعتبري متحرِّفة لدعوةٍ كي تجمِّعي قواكِ وتستجمعي نفسكِ. سؤالكِ هل تجدي لكِ مكاناً في دعوة الله، سؤالٌ خاطئ، إذ دعوة الله تعالى ليست مقصورةً على أحد، بل على الجميع أن يكونوا فيها كلٌّ حسب قدراته وطاقاته، السؤال الصحيح هو: أين أنا في دعوة الله -عزَّ وجلّ-؟ يجب على جميع المسلمين تغيير أنفسهم لا أنتِ فقط، فاللَّحاق بركب المجاهدين هو غرض المسلمين جميعا، ومن كان لم يتأهَّل بعد، فليؤهِّل نفسه لذلك، فكتائب الدعوة مستعدَّةٌ بعتادها، وتنتظر جنودها، وأنتِ أحد هؤلاء الجنود. خطوات التغيير قد ذكرناها لكِ من خلال ردِّ الأستاذ فتحي وتعقيبي على الردّ. حلول مشكلاتك النفسيَّة الثلاث هي: الأولى: الانطواء وعدم الرغبة في مخالطة الناس: العلاج هو: الثقة بالنفس والاقتناع بها -الاستعانة بمستشارٍ أمين- الالتزام بالصحبة الصالحة. الثانية: الجهل الشديد بحياة الناس واهتماماتهم: العلاج هو: معرفة المكان الذي تعيشين فيه، ومتابعة الناس واستكشاف حياتهم كيف تسير، وسؤال من لديهم الخبرة، وفي هذا السياق عليكِ بالمستشار الأمين. الثالثة: طيب القلب الزائد عن الحدّ: العلاج هو: البقاء على طيبة القلب، ولكنَّ طيبة القلب لا تعني الغفلة، وما دام الفرق بينهما لم يتَّضح عندكِ بعد، فالمستشار الأمين هو الحلُّ كما ذكرت آنفا. أختي الكريمة يا صاحبة المواهب: ثقي أنَّ الله تعالى سيصلح شأنكِ متى صدقت رغبتكِ وسعيكِ للتصحيح. وثقي أيضاً أنَّنا سنبقى إخواناً لكِ مستعدِّين أن نعينكِ بكلِّ طاقتنا وفي أيِّ وقت، فلا تتردَّدي في الحديث إلينا، وسأنتظر منكِ رسالتكِ وتعليقك.. وتطبيقكِ، ودمتِ سالمة يا أختي الكريمة. بتصرف يسير: أ.د: كمال المصري شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
امة الله ش 9 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 16 يونيو, 2009 السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،، جزاك الله خيرا مشرفتنا الغالية استشارات رائعة ومفيدة جدا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
جمانة راجح 1481 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 3 ديسمبر, 2009 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله في جهودكِ مشرفتي المهاجرة بنت الإسلام وجعلها في موازين حسناتكِ سأتابع البقية بإذن الله شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
مسلمه و افتخر 2 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 3 مايو, 2010 كم افادني هذا الموضوع جزاكي الله كل الخير اختي الكريمه شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك