اذهبي الى المحتوى
عاشقة للجنة

ما هو الفسق؟ ومتي يكون المسلم فاسقاً ( للشيخ صالح الفوزان)

المشاركات التي تم ترشيحها

(‏ما هو الفسق‏؟‏ ومتي يكون المسلم فاسقًا‏)‏‏)‏

 

* الفسق هو الخروج عن طاعة الله، ففيه نوع خروج لكنه لا يخرج صاحبه من الإسلام، ولا يجعله فاجرًا، بل يكون فاسقًا، ويكون المسلم فاسقًا إذا ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، كالزنا، وشرب الخمر، والسرقة ،وأكل الربا، وما شابه ذلك من كبائر الذنوب إذا لم يستحلها، وإنما ارتكبها عن هوى وشهوة قادته إليها، فإنه يعد فاسقًا‏.‏

 

وحكمه عند أهل السنة والجماعة‏:‏ أنه مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، فهو من المؤمنين -ومن أهل التوحيد، وإذا لم تكن فيه خصلة من خصال الشرك المخرج من الملة فإنه يبقى له اسم الإيمان واسم الإسلام، ويكون مسلمًا ومؤمنًا إلا أنه ناقص الإيمان، وهذا يسمى بالفسق أو الفاسق، وإذا فعل كبيرة تستوجب الحد، أقيم عليه الحد، لكنه مع هذا يعد من المؤمنين، ويعامل معاملة المؤمنين لأنه لو لم يكن من المؤمنين لما كفى لإقامة الحد عليه، بل كان لابد من قتله، لأن المرتد لابد أن يقتل، لقوله صلى الله عليه وسلم ‏(‏من بدل دينه فاقتلوه‏)‏، فكون هذا العاصي يقام عليه الحد يدل على أنه من أهل الإيمان، ويعامل معاملة المؤمنين، ويوالى بقدر ما فيه من الإيمان، ويبغض بقدر ما فيه من المعصية، لأنه لم يخرج عن دائرة الإيمان وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة‏.‏

 

‏ (‏(مذهب الخوارج في مرتكب الكبيرة‏)‏‏)‏

 

* أما مذهب الخوارج والمعتزلة فهو على النقيض من مذهب أهل السنة والجماعة، فالخوارج يحكمون على مرتكب الكبيرة بأنه كافر خارج من الملة، وإذا مات ولم يتب فإنه يكن مخلدًا في النار على مذهبهم‏.‏

 

أما المعتزلة فإنهم يقولون‏:‏ إنه يخرج من الإسلام، لكنه لا يدخل في الكفر، فيكون عندهم في منزلة بين المنزلتين، فلا يقال‏:‏ هو كافر، ولا مؤمن، وإذا مات ولم يتب فإنه يكون مخلدًا في النار كما يقول الخوارج‏.‏

 

‏ (‏(حكم مرتكب الكبيرة عند أهل السنة والجماعة‏)‏‏)‏

 

* أما مذهب أهل السنة فيقولون‏:‏ المؤمن الذي ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب لا يقال عنه‏:‏ كامل الإيمان، بل ناقص الإيمان‏,‏ والذين يقولون إنه كامل الإيمان هم المرجئة الذين يقولون‏:‏ لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة‏,‏ وهم بذلك على النقيض من الخوارج الذين يقولون هو خارج من الإيمان‏,‏ فهم على طرفي نقيض‏.‏

 

ومذهب أهل السنة هو الوسط في هذا الباب‏,‏ فلا يقولون إنه كامل الإيمان كما تقول المرجئة‏,‏ ولا يقولون‏:‏ إنه كافر كما تقول الخوارج ولا في منزلة بين المنزلين كما تقول المعتزلة‏,‏ بل يقولون‏:‏ إنه مؤمن ناقص الإيمان‏,‏ مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته‏,‏ يحب من وجه ويبغض من وجه وإذا مات ولم يتب فأمره إلى الله - سبحانه وتعالى -‏,‏ فهو تحت المشيئة‏,‏ إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه‏,‏ ثم يخرج من النار بعد ذلك‏,‏ كما قال - سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء‏}‏ ‏[‏النساء/48‏]‏‏.‏

 

وكما في الحديث‏:‏ ‏(‏أنه يخرج من النار من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان‏)‏‏.‏

 

* فمذهب أهل السنة والجماعة مبني على الأدلة من الكتاب والسنة‏,‏ وهو مذهب الاعتدال والوسطية‏,‏ لأنه وسط بين الفرق الضالة‏,‏ كما أن الأمة الإسلامية وسط بين الأمم الكافرة‏,‏ قال - تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا‏}‏ ‏[‏البقرة/143‏]‏‏.‏

 

‏ "‏أدلة عدم خروج الفاسق من الإيمان‏"‏

 

مما يدل على أن الفاسق ليس خارجًا من الإيمان أن الله - سبحانه وتعالى - أمر بالإصلاح بين المقاتلين فقال تعالى‏:‏ ‏{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}‏ ‏[‏الحجرات/ 9‏]‏‏.‏

 

فالله سبحانه وتعالى جعل الطائفتين من المؤمنين مع أنهما يقتتلان ‏{فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}‏ ‏[‏الحجرات /9‏]‏ ثم قال تعالى -‏:‏ ‏{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}‏‏.‏‏[‏ الحجرات/ 10‏]‏‏.‏

 

فجعل الله المقتتلين أخوين للمؤمنين‏,‏ فدل ذلك على أن الكبيرة التي هي دون الشرك لا تخرج من دائرة الإيمان‏.‏

 

ومن ذلك‏:‏ قوله - سبحانه وتعالى - لما حكم بالقصاص لأولياء القتيل من القاتل‏:‏ ‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}‏ ‏[‏البقرة/ 178‏]‏‏.‏

 

فعفي له يعني‏:‏ القاتل، ومن أخيه يعني المقتول، فسمي القتيل أخًا للقاتل، مع أن القتل كبيرة من كبائر الذنوب، ومع هذا جعلهما أخوين، فدل ذلك على أن الكبائر التي هي دون الشرك لا تخرج من الملة‏.‏

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم

 

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة

 

و جعل ما تقدمين في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزانا واياكن ان شاء الله اختي ام سهيلة وجزاكي الهل خيرا علي مرورك ومبارك علينا حبيبتي في الله الساحة الجديدة الي الأمام والي الجنة وكل ما يقربنا اليها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×