اذهبي الى المحتوى
بسمَة

|| .. سيُمحَى أثرُكَ :""

المشاركات التي تم ترشيحها

 

|| .. سيُمحَى أثرُكَ :"""

 

 

 

ماتوا وبقِيَت آثارُهم . رَحَلُوا وما زالَ النَّاسُ يذكرونهم .

أعمالُهم تشهَدُ على جَمالِ عَطائِهم .

كثيرٌ مِن النَّاسِ يَقفونَ آثارَهم ، ويبحثونَ عن عِلمِهم ،

ويَسعَوْنَ للتَّعرُّفِ على سِيَرِهم وإنجازاتِهم .

هُم بَشَرٌ مِثلَنا ، عاشُوا بيننا وتكلَّموا بألسِنتِنا ، لكنَّهم تفوَّقُوا علينا ،

وتميَّزوا بما قدَّمُوا لأنفُسِهم مِن أعمالٍ طيِّبةٍ بَقِيَت بعد رحيلِهم ،

وانتفَعَ بها غيرُهم .

 

أتعرِفُ ابنَ تيمية ، ابنَ القيِّم ، ابنَ قُدامة ، ابنَ كثير ، البُخاريَّ ،

مُسلِمًا ، ابنَ رجب ، ابنَ عُثيمين ، ابنَ باز ، الألبانيَّ ؟ نعم .

هل عاصَرتَهم ؟ هل حَضَرتَ مَجالِسَهم ؟ هل صافحتَهم ؟

هل كلَّمتَهم ؟ هل تواصلتَ معهم عن قُربٍ ؟ لا .

 

إذًا كيف عَرفتَهم ؟ مِن خِلال آثارِهم ، كُتُبِهم ، أشرطةِ بَعضِهم ،

ثناءِ النَّاسِ عليهم ، وذِكرِهم الحَسَنِ الذي انتشَرَ بعد مَوتِهم .

 

هل فكَّرتَ أن تكونَ مِثلَهم ؟ أن تنحُوَ نَحْوَهم ؟ أن تقفُوا آثارَهم ؟

أن تترُكَ لَكَ أثرًا طيِّبًا وذِكرًا حَسَنًا يَذكُرُكَ بِهِ النَّاسُ بعد مَوتِكَ ؟

 

ليس شرطًا أن تكونَ عالِمًا مُتبحِّرًا في العِلم ،

فقد تمُوتُ ويَمُوتُ معكَ عِلْمُكَ .

وليس شرطًا أن تكونَ ذا وَجاهةٍ ومَنصبٍ ليَبقَى ذِكرُكَ .

وليس شرطًا أن تملِكَ أموالًا وكُنُوزًا ليَعرِفَكَ النَّاسُ .

ليس شرطًا أن تكونَ ذا فَصاحةٍ وبيانٍ ،

أو أن يُشارَ إليكَ بالبَنانِ ،

أو أن تكونَ مِشهورًا ومعروفًا في كُلِّ مكانٍ .

 

قد تقولُ : إمكانيَّاتي ضَعيفةٌ جِدًّا ، بل قد تكونُ مُنعَدِمَةً .

 

فأقولُ لَكَ : ليس شرطًا أن تملكَ إمكانيَّاتٍ كبيرةً .

تستطيعُ أن تصنعَ لنفسِكَ مكانًا بين النُّجومِ بأعمالٍ يسيرةٍ ،

وحَسبَ طاقتِكَ وقُدراتِكَ .

إن كُنتَ تستطيعُ الكِتابةَ فَحَسَنٌ ، اصْدَح بالحَقِّ وانشُره في كُلِّ مكانٍ .

وإن كُنتَ تستطيعُ الخَطابةَ ، فلا تتأخَّر عن صُعُودِ المنابِر بعِلمٍ يُؤهِّلُكَ لذلك .

وإن كُنتَ لا تملِكُ هذا ولا ذاك ، فبمُساعدةٍ تُقدِّمُها لِمَن يَحتاجُها ،

بكلمةٍ طيِّبةٍ تُسعِدُ بها قُلُوبَ مَن تُحدِّثُهم ، بنُصحٍ وتوجيهٍ ،

بابتسامةٍ ترتسِمُ على شَفَتَيْكَ في وجوه مَن تُقابِلُه مِن إخوانِكَ المُسلمين .

أيَصعُبُ عليكَ أن تفعلَ المَعروفَ ولو كان يسيرًا ، أو أن تَدُلَّ عليه ؟!

 

 

أمَا سَمِعتَ مِن النَّاسِ مَن يقولُ :

 

= فُلانٌ - رَحِمَه اللهُ - قَدَّمَ لي خِدمةً مُنذُ سنواتٍ ،

لن أنساها له طِيلةَ حياتي ؟

 

= ما رأيتُ فُلانًا في مكانٍ إلَّا والابتسامةُ تملأُ وَجهَهُ ؟

 

= ما طُلِبَ منه شيءٌ إلَّا وبادَرَ بتنفيذِهِ إن كان في مَقدورِهِ ؟

 

= لم أسمعه مرَّةً يقولُ شَرًّا ، فلِسانُه لا يَنطِقُ إلَّا بخَيْرٍ ؟

 

 

قد يَغيبونَ عَنَّا ، ويَرحلُونَ عن عالَمِنا ، تُبعِدُهم المَسافاتُ ،

أو الانشغالُ ، أو المَوتُ ، وتبقَى ذِكراهم بيننا ، وتبقَى آثارُهم

تُذكِّرُنا بِهم .

 

سيِّئُ ذاكَ الإنسانُ الذي إذا ذُكِرَ خافَه النَّاسُ .

يَخشَونَ الاقترابَ منه ، إمَّا لسُوءِ خُلُقِهِ ،

أو لبَذاءةِ كلماتِهِ ، أو لتَسلُّطِهِ وطُغيانِهِ .

 

سيِّئُ ذاكَ الإنسانُ الذي إن حَضَرَ استاءَ النَّاسُ وابتعَدُوا عنه ،

وإذا غابَ فَرِحُوا وسَعِدُوا .

توقَّف قليلًا ، وسَل نفسَكَ : هل ستُنسَينَ ويُمحَى أثرُكِ إن غِبتِ أو مُتِّ ،

أم سيبقَى ذِكرُكِ بين النَّاسِ شاهِدًا لَكِ على حُسنِ خُلُقِكِ ، وجَمالِ حُضُورِكِ ،

ورَوعةِ عَطائِكِ ؟

 

 

قد تقولُ : وما الفائِدةُ مِن ذلك ؟ وماذا سأجني مِن بقاءِ أثري بعد مَوتي ؟

 

سأُخبِرُكَ : ماذا لو عَرفتَ فُلانًا مِن النَّاسِ ، وكُلَّما رآكَ وَجَدَكَ مُبتسِمًا ،

ثُمَّ بدأ يُقلِّدُكَ ويبتسِمُ في وجوه مَن يَراهم ؟

 

ماذا لو كتبتَ كلمةً ونشرتَها بأحدِ المَواقِعِ أو المُنتدياتِ ،

أو حتَّى كتبتَها بدَفترِكَ ،

فاستفادَ مِنها كُلُّ مَن قرأها ، ورُبَّما طبَّقُوها وعَمِلُوا بها ؟

ماذا لو دَلَلتَ غيرَكَ على خَيرٍ فعَمِلَ بِهِ ، ودَلَّ غيرَه عليه ؟

ماذا لو أهدَيْتَ شخصًا كِتابًا ، فقرأه وانتفَعَ بِهِ ؟

ألَا يكونُ لَكَ أجرُ ذلك كُلِّهِ بإذن الله ؟

 

فهذا مُعلِّمٌ للغةِ الانجليزيَّةِ ، كان يَستهزِئُ بإحدى التَّلميذاتِ

كُلَّما سألها عن معنى كلمةٍ ، وبدأ يَضحكُ عليها ؛ لأنَّها لَثْغَاء

في حَرفِ السِّين . فكَرهت التلميذةُ هذه المادة ، وما زالت تذكُرُ

هذا المَوقِفَ لهذا المُعلِّم بعد مُرور أكثر من ثمانية عشر عامًا .

فترك له ذِكرى سيِّئةً عندها ، ورُبَّما عند غيرها .

 

وهذه مُعلِّمةٌ كانت تُدرِّسُ للأطفال في سِنّ ثلاث سنواتٍ ، فكانت تُعلِّمُهم

بعضَ الآدابِ والسُّلوكيَّاتِ الإسلاميَّةِ ، فأَحَبَّ الأطفالُ هذه المُعلِّمةَ .

وبعد فترةٍ مِن تركِها للعَمل ، قابَلَ بعضُ الأُمَّهاتِ هذه المُعلِّمةَ ،

فأخبرنها أنَّ الأطفال ما زالوا يذكرونَ ما تعلَّمُوه مِنها ،

ويُطبِّقونه في حياتِهم ، ويُعلِّمُونه لِمَن حولَهم .

 

وفي إحدى دَوراتِ تحفيظِ القُرآن الكريم ، تحدَّثَت إحدى المُحَفِّظاتِ

عن آدابِ المَسجِد ، وحَثَّت على الحِرص على صلاةِ رَكعتَيْ تحيَّةِ

المَسجِد ، وكان أكثرُ المَوجوداتِ لا َيلتزِمنَ بها ، فاستجاب كثيرٌ مِنهُنَّ

بعد هذه الكلمةِ ، وبدأن يُصلِّينَ تحيَّةَ المَسجِد مِن اليوم التالي .

 

وهذا رَجُلٌ كان يَخدمُ الجَميعَ ، ويُقدِّمُ المُساعدةَ لِمَن يطلُبُها منه ،

ولا يتأخَّرُ عمَّن يَقصِدُه في خيرٍ . وما زال النَّاسُ يذكرونه بخَيرٍ

ولا يَنسونَ له ما قَدَّمَ لهم مِن مَعروفٍ رغم تركه للعَمل مُنذُ أكثر

من سَبع سنواتٍ ، وما ذُكِرَ في مَجلسٍ إلَّا وأثْنَوْا عليه ، وما رأوا

أحدًا مِن أبنائِهِ إلَّا وذَكروا له مَوقفًا حَسَنًا حَدَثَ لهم معه .

 

 

فهل سيبقَى أثرُكَ بين النَّاسِ بعد رَحيلِكَ عنهم ،

وبعد مُغادرتِكَ لهذه الحياة ؟

أم سيُمحَى أثرُكَ بمُجرَّدِ غِيابِكَ عَمَّن حولَكَ ؟

 

وإن تركتَ أثرًا ، هل سيكونُ أثرًا حَسَنًا يَجعلُ النَّاسَ يُثنونَ عليكَ ؟

أم سيكونُ أثرًا سيِّئًا يَجعلُهم يَدعُونَ عليكَ ، أو لا يُحِبُّونَ ذِكرَ

اسمِكَ في مَجالِسِهم ؟

 

فاسعَ لأن يبقَى أثرُكَ لا أن يُمحَى ويندرِس بمُجرَّدِ مَوتِكَ .

ولا عليكَ مِن المُثبِّطينَ ، ولا تهتمّ بالمُحبِطينَ ، واستِعن

باللهِ سُبحانه في كُلِّ حِينٍ ، فمِنه سُبحانه العَونُ والتَّوفيقُ ،

واسأله الإخلاصَ والقبولَ .

 

 

أسألُ اللهَ لي ولَكَ حُسنَ الخاتِمةِ ، والفَوزَ برضاه سُبحانه وجنَّتِهِ .

 

والسَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .

 

 

 

eh_s%2817%29.gif

 

 

كَتَبَه : بسمَة

الأربعاء - 11 رمضان 1435 هـ

9 يولية 2014 م

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله كل خير

موضوع جميل جداا

استفدت منه وعليتِ همتي

بوركتِ :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا على الموضوع الجميل

وفعلا ما اجمل ان يترك الانسان خلفه اثرا طيبا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة بسمَة
      لقد فاتني خيرٌ كثيرٌ :""
       
       
       
      دَخَلت سلمى دارَ التَّحفيظِ ، فإذا بها ترى صديقتَها سارة التي لم تُقابِلها مُنذُ فترةٍ .
      سلَّمَت عليها ، وجلَسَت مُمسِكةً بمُصحفِها ، تُراجِعُ حِفظَها .
       
      جاء دَوْرُ سارة لتقرأ على المُحَفِّظَة ، فتُراجِعُ حِفظَها ، وتُصَحِّحُ تِلاوتَها .
      وبدأت سارة في القِراءةِ ، والمُحَفِّظَة تُصَحِّحُ لها أخطاءَها برِفقٍ .
       
      المُحَفِّظَة : هذا الحَرفُ يُنطَقُ هكذا ...
       
      سارة : نعم ، أعرِفُ ذلك ، فوقَه فَتحة .
       
      المُحَفِّظَة : أقصِدُ أنَّه حَرفٌ مُفَخَّمٌ ، فلا تُرَقِّقيه .
       
      ثُمَّ تُكمِلُ قِراءِتها .
       
      المُحَفِّظَة : انتبِهي لهذا الخطأ .
       
      سارة : أنا مُعلِّمةُ لُغة عَربيَّة ، وأعرفُ ذلك .
       
      وهكذا المُحَفِّظَة تُصَحِّحُ لسارة أخطاءَها ، وسارة تُظهِرُ أنَّها مُتعلِّمةٌ
      وتعرفُ اللُّغةَ العَربيَّةَ والنَّحوَ جيِّدًا .
       
      وبعد أن تنتهِيَ سارة من قِراءَتها ، تجلسُ بجانِبِ سلمى .
       
      وبعد قليلٍ ، تنظرُ لها قائلةً : ما مُؤهِّلُ هذه المُحَفِّظَة ؟
       
      سلمى : لا أعرِف .
      وهِيَ تقولُ في نَفسِها : سُؤالٌ غَريبٌ !
      وهل تعلُّمُ القُرآنِ وتعليمُه يَحتاجُ لمُؤهِّلاتٍ عِلميَّةٍ وشهاداتٍ جامِعيَّةٍ ؟!
       
      أحسَّت المُحَفِّظَة بشيءٍ في نَفْسِ سارة تُريدُ أن تقولَه ، فسألتها :
      عن ماذا تسألين ؟
       
      سارة : أسألُ عن مُؤهِّلِكِ .
       
      المُحَفِّظَة : لماذا تسألينَ هذا السُّؤال ؟!
       
      سارة : أظُنُّ أَنِّي رأيتُكِ مِن قبل بأحدِ الأماكنِ ، وَجهُكِ ليس غريبًا عليَّ .
       
      المُحَفِّظَة : لعلَّها أختي .
       
      ومِن خلال الحِوار بينهما ، ومَعرفتِها بمُؤهِّل المُحَفِّظَة ، تبيَّنَ لها أنَّها لم تَرَها مِن قبل .
       
      تضايَقَت المُحَفِّظَة مِن أسلوبِ سارة ، وتعليقاتِها الكثيرة ، وإظهارِها لعِلمِها رغم جَهلِها ،
      وأخفَت ذلك في نَفْسِها .
       
      ومَوقِفُ سارة لم يُفارِق تفكيرَ سلمى .
       
      استغرَبَت مِن فِعل صَديقتِها في دار التَّحفيظِ ، ولم تَستغرِب أُسلوبَها وطريقتِها .
      وأخَذَت تُحَدِّثُ نَفْسَها قائلةً : ليس معنى كَونِكِ مُعلِّمةً أنَّكِ تُجيدينَ مادَّتَكِ وتُتقنينها .
      وليس معنى حُصولِكِ على مُؤهِّلٍ عالٍ وشهادةٍ جامِعيَّةٍ أنَّكِ تُحسنينَ قِراءةَ القُرآن .
      إذا نَظرتِ لنَفسِكِ نظرةَ المُتعلِّمةِ الفاهِمةِ ، ولم تقبلي أن يُصَحِّحَ أحدٌ لَكِ أخطاءَكِ ،
      فلن تتعلَّمي أبدًا .
      العِلمُ يَحتاجُ لتواضُعٍ . وتَعلُّمُ القُرآن خاصَّةً يَحتاجُ لِمَن يُقبِلُ عليه بصِدقٍ وإخلاص ،
      يُعطيه قلبَه ورُوحَه ووَقتَه .
      لو استشعَر المُتعلِّمُ أنَّه مِن خير النَّاسِ حين يتعلَّمُ القُرآنَ ، لأقبَلَ عليه بحُبٍّ .
      هلًّا تأمَّلتِ قليلًا قولَ نبيِّكِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
      ( خَيرُكم مَن تعلَّمَ القُرآنَ وعلَّمَه ) رواه البُخاريُّ ؟!
      إذا رَفعتِ نَفْسَكِ عاليًا ، ونَظرتِ لمُعلِّمتِكِ نظرةَ احتقارٍ واستصغار ،
      فلن تتعلَّمي منها ولا مِن غيرها .
       
      مَرَّت الأيَّام وسارة لا تذهَبُ لدار التَّحفيظِ .
      كانت المَرَّة الأولى والأخيرة التي ذَهَبَت فيها هِيَ التي التقَت فيها بصَديقتِها سلمى .
       
      وبعد فترةٍ التقَت سارة بسلمى في إحدى المُناسباتِ .
       
      سألتها سلمى عن سَبَبِ غِيابِها ، وعَدم مَجيئِها لدَار التَّحفيظِ .
       
      فأخبرتها بانشغالِها ببعض الأمور ، وأنَّها لا تَجِدُ وقتًا لحِفظِ القُرآن ،
      أو للذهاب لدار التَّحفيظِ .
       
      سلمى : تعرفين يا سارة ؟ لقد تعلَّمتُ أشياء كثيرة مُنذُ التحاقي بدَار التَّحفيظِ
      تعلَّمتُ كيف أقرأ القُرآنَ بشكلٍ صحيحٍ .
      ضَبطتُ كثيرًا مِن مَخارج الحُرُوفِ التي لم أكن أضبِطها .
      تعلَّمتُ كيف أتَهَجَّى أيَّ كلمةٍ تَمُرُّ بي في القُرآنِ ولا أستطيعُ قِراءَتها ،
      فأقرؤها بفضل اللهِ بسُهولةٍ .
      اكتسبتُ صداقاتٍ جديدةً ، وتعرَّفتُ على أخواتٍ أحببتُهُنَّ في اللهِ
      تعلَّمتُ مِنهُنَّ كثيرًا مِن أُمور دِيني ودُنيايَ .
      وجودي بينهُنَّ في مَجلِس ذِكرٍ تَحُفُّه الملائكةُ ، وتغشاه الرَّحمةُ ،
      وتنزلُ عليه السَّكينةُ ، يُنسيني الدُّنيا بما فيها .
      وأرجو مِن كُلِّ ذلك رِضا اللهِ سُبحانه ، وجَمْعَ الجِنان ()"
      يا سارة، لقد فاتَكِ خَيرٌ كثيرٌ حِين غِبتِ عن دار التَّحفيظِ ،
      حين انشغلتِ عن القُرآنِ بأمور دُنياكِ ، حِين لم تتعبَّدي للهِ
      تعالى بحِفظِكِ لكتابِهِ وتصحيحكِ لتِلاوتِهِ .
      لقد فاتَكِ خَيرٌ كثيرٌ حِين فرَّطتِ في صُحبةٍ ما ابتغَت مِن وراءِ صُحبتِها
      إلَّا وَجهَ اللهِ ، وما اجتمَعَت في ذاك المكانِ إلَّا لأجلِ اللهِ .
      لقد فاتَكِ خَيرٌ كثيرٌ .
       
      لم تتمالَك سارة نفسَها وهِيَ تسمعُ كلماتِ صَديقتِها سلمى ،
      فأخَذَت تبكي وتقولُ : لقد فاتني خَيرٌ كثيرٌ ، لقد فاتني خَيرٌ كثيرٌ :"""
       
      سلمى : لكنَّ الفُرصةَ ما زالَت أمامَكِ .
      جَدِّدي نِيَّتَكِ ، وأقبِلي بعَزمٍ وصِدقٍ .
      تواضَعي للعِلم تكسبيه .
      ضَعِي مُؤهِّلاتِكِ وشهاداتِكِ في كِفَّةٍ والقُرآنَ في كِفَّةٍ أُخرى ،
      وسترجَحُ كِفَّةُ القُرآنِ ، وستكونينَ بإذن اللهِ مِن أهلِهِ .
      أقبِلي لنتعلَّمَ القُرآنَ سَويًّا ، ونعيشَ بين آياتِهِ مُتأمِّلينَ ، ونمضِيَ بِهِ عامِلينَ ؛
      لنلقاه لنا في الآخِرةِ شفيعًا ، ولنرتقِيَ بِهِ في الجِنان .
      وَدِّعي الكَسْلَ ، ولا تَدَّعِي الانشغالَ ، فانشغالُكِ بالقُرآنِ هو الفَلاحُ والنَّجاحُ .
       
      سارة : كَفَى يا سلمى ، لقد تَعِبَ قلبي :"/
      كلماتُكِ آلَمتني ، وأدمَعَت عيني :"""
      سأُقبِلُ على القُرآنِ مُستعينةً باللهِ
      وسأتشبَّثُ بصُحبةِ الخَير التي رَزَقني اللهُ بها ولم أُعِرها اهتمامًا
      فانتظريني في دار التَّحفيظِ .
       
       

       
       
      كَتَبَهُ : بسمَة
      السَّاعة الثَّانية والرُّبع صباح الثلاثاء .
      10 صفر 1436 هـ / 2 ديسمبر 2014 م


    • بواسطة بسمَة
      بَـوْحُ الكاميـرا ()
       
       
       
      بِسْمِ اللهِ ، والحَمْدُ للهِ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسول اللهِ . وبعد ،،
       
      أهلًا بمُحِبَّاتِ الصُّور ، ومُتذوِّقاتِ الحَرف ، ورَبيباتِ القلم ()
      أهلًا بالعابِراتِ ؛ مِن قارئاتٍ ، ومُشاهِداتٍ ، ومُتابِعاتٍ (":
       
      حَيَّاكُنَّ اللهُ هُنا ، حيثُ لقطاتُ عَدسةِ جَوَّالي ، و بَوْحُ قلمي .
       
      ولستُ مِن أهل البَوح ، ولا مِن صاحباتِ العَدسةِ الاحترافيَّة ،
      ولكنْ لعلَّه يبقى أثرًا ينتفِعُ به العابِرون ، أو يستمتِعُ به المَارُّونَ .
       
      وأسألُ اللهَ تعالي لي ولَكُنَّ التَّوفيقَ والسَّدادَ ()






    • بواسطة بسمَة
      السَّلامُ عليكُنَّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ..
       
      هل تُحِبِّينَ الحِكاياتِ ؟
       
      وأيَّ نوعٍ مِن الحِكاياتِ تُفضِّلين ؟
       
      وما رأيُكِ لو اصطحبناكِ معنا في رِحلةٍ رائعةٍ ، نُسمِعُكِ فيها حِكاياتٍ ماتِعةً ،
      تتدفَّقُ منها عليكِ الفائِدةُ والخَيرُ ، وبتطبيقِها تنالينَ الثَّوابَ والأجرَ ؟
       
      هل ستلتحقينَ برَكبِنا ؟
       
      نثِقُ برَغبتِكِ في الفَهمِ ، وإقبالِكِ على العِلم ؛ مُحتسِبةً الأجرَ ،
      طالبةً القُربَ مِن اللهِ سُبحانه والفَوزَ برِضاه (":
       
      فاستعِدِّي للإقلاع أُختاه ؛ لنبدأ رِحلتَنا سَوِيًّا مع الحُرُوفِ ،
      فنتعرَّف على حُرُوفِ الهِجاءِ ، حُرُوفِ القُرآن .
       
      ولِكُلٍّ حَرفٍ معنا حِكايةٌ ، نعيشُ فيها مع :
      مَخْرَجِهِ + صِفاتِهِ + حالاتِهِ + الأخطاءِ الشَّائِعةِ عند النُّطقِ بِهِ .
       
       
      فاقتربي ولا تُغادِري المَكانَ ()
       
       
      المَادَّة هُنا من تفريغ أُختِكِ / بسمَة (":
       



    • بواسطة بسمَة
      بِسْمِ اللهِ ، والحَمْدُ للهِ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ اللهِ .. وبعد ،
       
       
      السَّلامُ عليكُنَّ ورَحمةُ اللهِ وبركاتُه ..
       
       
      لِكُلِّ مَن يَبحثُ عن مُسابقاتٍ دِينيَّةٍ لطَرحِها في المَدرسةِ ، أو الجامعةِ ،
      أو المَسجِد ، أو دار التَّحفيظِ ، أو المُصلَّى ، أو بين أُسرتِهِ ،
      أو بأيِّ مكانٍ يُحِبُّه ، هذه مجموعة مُسابقاتٍ مِن إعدادي ،
      تشتمِلُ على 32 مُسابقة مُنوَّعة ؛ تحوي أسئلةً مِن القُرآنِ الكَريم
      والسُّنَّةِ النَّبويَّةِ الصَّحيحةِ ، تُشجِّعُ على قِراءةِ القُرآن ، والبَحثِ في السِّيرةِ النَّبويَّةِ ،
      وتُعرِّفُ بكثيرٍ مِن صحابةِ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، وأقوالِهم ،
      وغير ذلك من فوائِد ومعلوماتٍ في دِيننا .
       
       

       
       
      المُسابقات جاهِزة للطِّباعةِ ، كما تحتوي على نماذج للإجابةِ .
       
      فأسألُ اللهَ - جلَّ وعلا - أن ينفعني وإيَّاكُنَّ بها ()
       
       

       
       
      بالإمكان تحميلُ المُسابقات مِن [ هُنا ] أو [ هُنا ] .
       
       

       
       
       
       
      أُختُكُنَّ : بسمَة
       
       



    • بواسطة بسمَة
      [ كُفتة الدجاج ] .. من مطبخي ~
       
       
      السَّلامُ عليكُنَّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ..
       
       
      حيَّا اللهُ جميلات طريق الإسلام (":
      وخاصَّةً مُحِبَّاتِ الطبخ والمطبخ ^_*
       
      اليوم موعِدُنا مع طريقةٍ سهلةٍ لعَمل كُفتة الدجاج .
       
      وهاكُن الطريقة :
       
       
      :: المُكوِّنات ::
       
      دجاج
      بصل
      فلفل أخضر
      خُبز محمَّص ومبلول ( ويُستخدَم بعد عَصره من الماء )
      ملح + كمُّون + كُزبرة
      خُبز محمّص ومطحون ، أو بُقسُماط مطحون
      زيت للقلي
       
       
      :: الطريقة ::
       
      - يتم تقطيع الدجاج بعد إزالة العظام والدهون منه .
       
      - يُضاف إليه البصل المُقطَّع ، والفلفل الأخضر ، والخُبز المبلول ،
      والملح ، والكمُّون ، والكُزبرة ، وتُقلَّب المُكوِّنات معًا .
       

       
      - ثُمَّ تُوضَع في الكَبَّة بالتدريج ، ويتم فَرمُها على أجزاء ،
      حتى الانتهاء من الكميَّة .
       

       

       
      - بعد ذلك يتم تشكيلها ، وتمريرها على الخُبز المطحون أو البُقسُماط .
      ويُمكنُ الاحتفاظُ بها في الثلاجة ، وإخراجُها وقتَ الحاجةِ ، وقليها مُباشرةً .
       

       

       
      - تُقلَى في الزيت الساخن .
       

       
       
       
       
       
      أُختُكُنَّ : بسمَة



منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×