اذهبي الى المحتوى
سأكون بأمة

علو الهمة

المشاركات التي تم ترشيحها

علو الهمة

 

 

ما هي الهمة؟

 

الهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول..

 

قال أحد الصالحين: "همتك فاحفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها، صلح له ما وراء ذلك من الأعمال".

 

الهمة محلها القلب

الهمة عمل قلبي، والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه، وكما أن الطائر يطير بجناحيه، كذلك يطير المرء بهمته، فتحلق به إلى أعلى الآفاق، طليقةً من القيود التي تكبل الأجساد..

 

ونقل ابن قتيبة عن بعض كتب الحكمة:

"ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوّاً، كالشعلة ِ من النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعا"

 

همَّـة المؤمن أبلغ من عمله:

 

قال صلى الله عليه وسلم: «فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة» [رواه البخاري].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «من سأل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه» [رواه مسلم].

 

وقال صلى الله عليه وسلم فيمن تجهز للجهاد، ثم أدركه الموت: «إن الله تعالى قد أوقع أجره على قدر نيته» [صححه الألباني].

 

وقال صلى الله عليه وسلم : «ما من امرئ تكون له صلاة بليل، فغلبه عليها نوم، إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه» [صححه الألباني].

 

وقد يتفوق المؤمن بهمته العالية كما بيَّن ذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله: «سبق درهم مائة ألف. قالوا: يا رسول الله كيف يسبق درهم مائة ألف؟ قال: رجل كان له درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به، وآخر له مال كثير فأخذ من عرضها مائة ألف» [قال الألباني اسناده حسن].

 

خصائص كبير الهمـة:

 

يا عالي الهمَّــــة..

بقَدْر ما تَتَعنَّى، تنالُ ما تتمنَّى

 

إن عالي الهمة يجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايته، وتحقيق بغيته، لأنه يعلم أن المكارم منوطة بالمكاره، وأن المصالح والخيرات، و اللذات و الكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب:

 

عالي الهمة يُرى منطلقاً بثقة وقوة وإقدام نحو غايته التي حددها على بصيرة وعلم، فيقتحم الأهوال، ويستهين الصعاب..

من أراد الجنة سلعةَ الله الغالية لم يلتفت إلى لوم لائم، ولا عذل عاذل، ومضى يكدح في السعي لها، قال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِن فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} [الإسراء:19].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة» [صححه الألباني].

 

كبيــر الهمــة لا ينقُضُ عَزْمه

 

قال تعالى: {عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آل عمران:159].

 

قال جعفر الخلدي البغدادي: "ما عقدت لله على نفسي عقدا، فنكثته".

 

علام يندم كبير الهمة؟

 

يندم على ساعة مرت به في الدنيا لم يعمرها بذكر الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: «ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله فيها» [ضعفه الألباني].

 

يا كبير الهمة: لا يضرك التفرد، فإن طرق العلاء قليلة الإيناس.

 

فعالي الهمة ترقى في مدارج الكمال بحيث صار لا يأبه بقلة السالكين، ووحشة الطريق لأنه يحصل مع كل مرتبة يرتقي إليها من الأنس بالله ما يزيل هذه الوحشة، و إلا انقطع به السبيل..

 

عالي الهمة لا يرضى بالدون ولا يرضيه إلا معالي الأمور.

 

إن عالي الهمة يعلم أنه إذا لم يزد شيئا في الدنيا فسوف يكون زائدا عليها، ومن ثم فهو لا يرضى بأن يحتل هامش الحياة، بل لابد أن يكون في صلبها ومتنها عضوا مؤثرا.

 

 

إن كبير الهمة نوع من البشر تتحدى همته ما يراه مستحيلا، وينجز ما ينوء به العصبة أولو القوة،

ويقتحم الصعاب والأهوال لا يلوي على شيء.

 

ندرة كبيريّ الهمة في الناس:

 

يصدق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تجدون الناس كإبل مائة، لا يجد الرجل فيها راحلة» [رواه مسلم].

 

وهم في الناس ثلة من الأولين، وقليل من الآخرين...

 

 

عالي الهمة لا يرضى بما دون الجنة:

 

إن كبير الهمة لا يعتد بما له فناء، ولا يرضى بحياة مستعارة، ولا بقُنيةٍ مستردة، بل همه قنية مؤبدة، وحياة مخلدة، فهو لا يزال يحلق في سماء المعالي، و لا ينتهي تحليقه دون عليين، فهي غايته العظمى، وهمه الأسمى..

 

عالي الهمة شريف النفس يعرف قدر نفسه:

 

وعالي الهمة يعرف قدر نفسه، في غير كبر، و لا عجب، ولا غرور، وإذا عرف المرء قدر نفسه، صانها عن الرذائل، وحفظها من أن تهان، ونزهها عن دنايا الأمور، وسفاسفها في السر والعلن، وجنبها مواطن الذل بأن يحملها ما لا تطيق أو يضعها فيما لا يليق بقدرها، فتبقى نفسه في حصن حصين، وعز منيع لا تعطى الدنية، و لا ترضى بالنقص، ولا تقنع بالدون..

 

كبير الهمة عصامي لا عظامي:

 

فكبير الهمة عصامي يبني مجده بشرف نفسه، لا اتكالا على حسبه ونسبه، و لا يضيره ألا يكون ذا نسب، فحسبه همته شرفا ونسبا، فإن ضم كبر الهمة إلى نسب كان كعقد علق على جيد حسناء..

 

الحث على علو الهمة في القرآن والسنة:

 

تواردت نصوص القرآن والسنة على حث المؤمنين على ارتياد معالي الأمور، والتسابق في الخيرات، وتحذيرهم من سقوط الهمة، وتنوعت أساليب القرآن في ذلك..

 

فمنها: ذم ساقطي الهمة وتصويرهم في أبشع صورة:

 

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 175-176].

 

ومنها: ثناؤه سبحانه على أصحاب الهمم العالية وفي طليعتهم الأنبياء والمرسلون. وفي مقدمتهم أولو العزم من الرسل وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم..

{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35].

 

ومنها: أنه عبر سبحانه عن أوليائه الذين كبرت همتهم بوصف الرجال في مواطن البأس والجلد والعزيمة والثبات على الطاعة، والقوة في دين الله...

 

{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108].

{يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴿٣٦﴾ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} [النور: 36،37].

 

{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [ألأحزاب: 23].

 

ومنها: أنه سبحانه أمر المؤمنين بالهمة العالية، والتنافس في الخيرات..

 

{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة:148].

 

أما السنة الشريفة فمليئة بالكثير من الصور..

 

قال صلى الله عليه وسلم: «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها» [صححه الألباني].

 

وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها» [صححه الألباني].

 

وقال صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه: «إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه» [صححه الألباني].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنها وسط الجنة وأعلاها وفوقها عرش الرحمن ومنها تفجير أنهار الجنة» [صححه الألباني].

 

كبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيرا غير مجذوذ، ويجري في عروقك دم الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل، فلا ترى واقفا إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطا يديك إلا لمهمات الأمور..

 

إن التحلي بكبر الهمة يسلب منك سفاسف الآمال والأعمال، ويجتث منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة..

 

مجالات علو الهمة:

 

أ- علو الهمة في طلب العلم:

 

قال يحيى بن أبي كثير: "لا ينال العلم براحة الجسد".

 

ب- علو الهمة في العبادة والاستقامة:

 

قال الحسن: "من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره".

 

قال وهيب بن الورد: "إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل"..

 

ج- علو الهمة في البحث عن الحق:

 

لقد حفل التاريخ الإسلامي قديمه وحديثه بنماذج رائعة من المهتدين الذين ارتفعت همتهم في البحث عن الدين الحق، وبذلوا في سبيل ذلك النفس والنفيس، فصاروا مضرب الأمثال، وحجة لله على خلقه أن من انطلق باحثا عن الحق مخلصا لله تعالى، فإن الله عز وجل يهديه إليه، ويمن عليه بأعظم نعمة في الوجود؛ نعمة الإسلام.

 

ومن النماذج المشرقة في البحث عن الحق:

سلمان الفارسي رضي الله عنه..

أبو ذر رضي الله عنه..

 

د- علو الهمة في الدعوة إلى الله تعالى:

 

كبير الهمة يحمل هم الدعوة..

 

من أعظم ما يهتم به الداعية هداية قومه، وبلوغ الجهد في النصح لهم، كما يتضح ذلك جليا لمن تدبر سير المرسلين، خاصة خاتمهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم..

 

إن المتأمل لقوائم عظماء رجالات الإسلام من الرعيل الأول فمن بعدهم ليرى أن علو الهمة هو القاسم المشترك بين كل هؤلاء الذين اعتزوا بالإسلام، واعتز بهم الإسلام، ووقفوا حياتهم لحراسة الملة وخدمة الأمة سواء كانوا علماء أو دعاة أو مجددين أو مجاهدين أو مربين أو عباد صالحين. ولو لم يتحلوا بعلو الهمة لما كان لهم موضع في قوائم العظماء ولما تربعوا في قلوب أبناء ملتهم، ولما تزينت بذكرهم صحائف التاريخ، ولا جعل الله لهم لسان صدق في الآخرين..

 

هـ- علو الهمة في الجهاد في سبيل الله:

 

قال عمران بن حصين: "ما لقي صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب".

 

وكذلك الشجعان في أمته والأبطال لا يحصون عدة، ولا يحاط بهم كثرة، سيما أصحابه المؤيدين الممدوحين في التنزيل بقوله تعالى:

{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29].

 

قال صلى الله عليه وسلم: «إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف» [صححه الألباني].

 

حال الأمة عند سقوط الهمة:

 

إن سقوط الهمم وخساستها حليف الهوان، وقرين الذل والصغار، وهو أصل الأمراض التي تفشت في أمتنا، فأورثتها قحطا في الرجال، وجفافا في القرائح، وتقليدا أعمى، وتواكلا وكسلا، واستسلاما لما يسمى الأمر الواقع..

 

كل ذل يصيب الإنسان من غيره، ويناله من ظاهره: قريب شفاؤه، ويسير إزالته،

فإذا نبع الذل من النفس، وانبثق من القلب، فهو الداء الدوي، والموت الخفي..

 

أسباب انحطاط الهمم:

 

حتى نكون أبعد عن انحطاط الهمم لابد أن نتعرف على أسباب ذلك..

 

1- الوهن.. كما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم: «حب الدنيا، وكراهية الموت» [صححه الألباني].

 

2- الفتور .. قال صلى الله عليه وسلم: «لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك» [صححه الألباني].

 

3- اهدار الوقت الثمين في فضول المباحات.. قال صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» [رواه البخاري].

 

4- العجز والكسل.. قال تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} [التوبة: 46].

 

5- الغفلة.. وشجرة الغفلة تُسقى بماء الجهل الذي هو عدو الفضائل كلها.

 

قال ابن القيم رحمه الله: "لابد من سِنة الغفلة، ورقاد الغفلة، ولكن كن خفيف النوم".

 

6- التسويف والتمني.. وهما صفة بليد الحس، عديم المبالاة، الذي كلَّما همَّت نفسه بخير، إما يعيقها بسوف حتى يفجأه الموت، وإما يركب بها بحر التمني، وهو بحر لا ساحل له، يدمن ركوبه مفاليس العالم.

 

7- ملاحظة سافل الهمة من طلاب الدنيا.. قال صلى الله عليه وسلم: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة» [رواه مسلم].

 

8- العشق.. لأن صاحبه يحسر همته في حصول معشوقه فيلهيه عن حب الله ورسوله.

 

9- الانحراف في فهم العقيدة.. لا سيما مسألة القضاء والقدر، عدم تحقيق التوكل على الله تعالى، بدعة الإرجاء.

 

10- الفناء في ملاحظة حقوق الأهل والأولاد واستغراق الجهد في التوسع في تحقيق مطالبهم..

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن:14].

 

11- المناهج التربوية والتعليمية الهدامة.. التي تثبط الهمم، وتخنق المواهب، وتكبت الطاقات، وتخرب العقول، وتنشىء الخنوع، وتزرع في الأجيال ازدراء النفس، وتعمق فيها احتقار الذات، والشعور بالدونية.

 

12- توالي الضربات، وازدياد اضطهاد العاملين للإسلام، مما ينتج الشعور بالإحباط في نفوس الذين لا يفقهون حقيقة البلاء، وسنن الله عز وجل في خلقه.

 

أسبــاب الارتقـــاء بالهمــــــة:

 

1- العلم والبصيرة.. العلم يصعد بالهمة، ويرفع طالبه عن حضيض التقليد، ويُصفِّي النية.

 

2- إرادة الآخرة، وجعل الهموم همَّا واحداً.. قال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} [الإسراء: 19].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «من كانت همه الآخرة، جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كانت همه الدنيا، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له» [صححه الألباني].

 

3- كثرة ذكر الموت.. عن عطاء قال: "كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء، فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة ويبكون".

 

4- الدعاء.. لأنه سنة الأنبياء، وجالب كل خير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «أعجز الناس من عجز عن الدعاء» [صححه الألباني].

 

5- الاجتهاد في حصر الذهن، وتركيز الفكر في معالي الأمور.. قال الحسن: "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل".

 

6- التحول عن البيئة المثبطة.. إذا سقطت الجوهرة في مكان نجس فيحتاج ذلك إلى كثير من الماء حتى تُنَظَّف إذا صببناه عليها وهي في مكانها، ولكن إذا أخرجناها من مكانها سهل تنظيفها بالقليل من الماء.

 

7- صحبة أولي الهمم العالية، ومطالعة أخبارهم..قال صلى الله عليه وسلم: «إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر» [حسنه الألباني].

 

8- نصيحة المخلصين.. قال صلى الله عليه وسلم: «إن الدين النصيحة لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم» [صححه الألباني].

 

9- المبادرة والمداومة والمثابرة في كل الظروف..قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].

 

أطفالنــــــا وعــــلو الهمـــــة:

 

قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: "والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه، وسَعِدَ في الدنيا والآخرة، وإن عُوِّد الشر، وأُهْمِل إهمالَ البهائم شقي وهلك.. وصيانته بأن يؤدِّبَه، ويهذبه، ويعلمه محاسن الأخلاق".

 

وقال ابن خلدون: "التعليم في الصغر أشد رسوخاً، وهو أصل لما بعده".

 

كِبَارُ الهمَّةِ النَّابغُون .. مُخْتَصَرُ الطريق إلى المَجْد..

 

إن المرء لا يولد عالماً، وإنما تربيه جماعة، وتصنعه بيئة، و تتعهده بالرعاية والتعليم، حتى يمتلك ناصية العلم الذي يطلبه.

 

إن الأمة التي تهتم بالنابغين، تصنع بهم مستقبلها المشرق، لأنهم يُصْلِحون أمرها، ويسهمون في ازدهارها، والأمة التي تهمل رعاية نابغيها سوف تشقى حين يتولى أمورها جهلة قاصرون يوردونها المهالك، أو مرضى نفسيون معقدون يسومونها سوء العذاب، أو سفلة أصحاب نفوس دنيئة وهِممٍ خسيسة يبيعونها لأعدائها بثمن بخس.

 

أثر عُلُـــــــــوّ الهمَّة في إصلاح الفــرد والأمَّـــــة:

 

أصحاب الهمة العالية هم الذين يقوون على البذل في سبيل المقصد الأعلى، و يبدلون أفكار العالم، ويغيرون مجرى الحياة بجهادهم وتضحياتهم، ومن ثَمَّ فهم القلة التي تنقذ الموقف، وهم الصفوة التي تباشر مهمة "الانتشال السريع" من وحل الوهن، ووهدة الإحباط.

 

زاحم بكتفيك وساعديك قوافل العظماء المجددين من السلف والخلف، ولا تؤجل فإن مرور الزمن ليس من صالحك، وإن الطغيان كلما طال أمده، كلما تأصَّلت في نفوس المتميعين معاني الاستخذاء، ولابد من مبادرة تنتشل، ما دام في الذين جرفهم التيار بقية عرق ينبض، وبذرة فطرة كامنة.

 

إن أمتك المسلمة تترقب منك جذبة "عُمَرِيَّة" توقد في قلبها مصباح الهمة في ديجور هذه الغفلة المدلهمة، وتنتظر منك صيحة "أيوبية" تغرس بذرة الأمل، في بيداء اليأس، وعلى قدر المئونة؛ تأتي من الله المعونة، فاستعن بالله ولا تعجز.

 

المصدر: المفكرة الدعوية

 

من: موقع " وذكر " الإسلامي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،

 

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة سأكون بأمة

موضوع رائع ومفيد جعله الله في موازين حسناتكِ

بارك الله فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم روحمة الله وبركاته ..

 

جزاكِ ربي أعالي الجنان ..

و أسعد قلبك أينما كنتِ ..

 

في حفظ البارئ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أختى الحبيب سأكون بأمة هذا الموضوع أكثر من رائع

وكل عنصر فيه يحتاج لموضوع قائم بذاته فكل كلمة به

تساوى معانى قيم ...جزاك الله خيراً.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×