اذهبي الى المحتوى
سُندس واستبرق

أدابْ طَالِب العِلمِ مَعَ دِراسَته ِ ..♥

المشاركات التي تم ترشيحها

post-25272-1290801712.gif

 

 

أولًا: الصبر على المشقة في طلب العلم:

 

طلب العلم وتحصيله لا يأتي بسهولةٍ وراحة، بل يحتاج لمشقةٍ وتعب، وإعمال الفكر والحفظ، والبحث والتنقيب عن المسائل للوصول للحق، وبذل الوقت والمال، وقد يحتاج للسفر والغربة عن الأهل والوطن، وقد أمر الله تعالى رسوله بالصبر فقال: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 35].

 

وقد تحمَّل السلف الصالح رحمهم الله وفي مقدمتهم صحابة رسول الله المشقة في سبيل تحصيل العلم:

 

فهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنهماـ قال: "إن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتى بابه، وهو قائل [أي نائم وقت القيلولة]، فأتوسد ردائي على بابه، تسفي الريح عليَّ من التراب، فيخرج فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك ؟!! ألا أرسلت إليَّ فآتيك ؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسأله عن الحديث " رواه الخطيب البغدادي.

 

وهذا جابرٌ رضي الله عنه يرحل مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس رضي الله عنه ليسمع منه حديثًا واحدًا لم يكن عنده.

 

وكانوا يستعينون على ذلك بالتقليل من متاع الدنيا ورفاهيتها ليصفو لهم الوقت لطلب العلم، فهل ستُشمِّر عزيزي الطالب عن ساعد الجد لتنال العُلا؟!

post-25272-1290804002.gif

 

 

ثانيًا: البدء بالأهم فالمهم:

 

مسائل العلم كلها مهمة، ولكن هناك ما هو واجب وما هو مندوب، وما هو مهم وما هو أهم، وما هو ضروري وما يمكن الاستغناء عنه، فلا يصح من طالب العلم أن ينشغل بالأقل أهمية عن الأكثر أهمية.

فلا يصح أن يشتغل بتعلم فروض الكفايات، وهو لم يُتقن فروض الأعيان، أو يتعلم المسائل التي لا تقع إلا نادرًا ويترك المسائل التي يكثر ويتكرر حدوثها.

كما لا يصح أن يبدأ بالفقه دون أن يبدأ بتعلُّم شيءٍ من القرآن والحديث النبوي.

 

ومثال ذلك:

 

ما يقع فيه بعض طلبة العلم من دراسة علوم فرعية أو تخصصية قبل تعلم العلوم الأساسية، فلا يحصل لهم إتقان العلوم الفرعية لعدم إتقانهم أسس هذه العلوم، ولا هم أجادوا العلوم الأساسية، وضيعوا الوقت والجهد.

 

ومن أمثلةِ ذلك: من يدرس الفرق المنحرفة والرد عليها، قبل أن يتعلم العقيدة الصحيحة.

 

أو من يقرأ ويبحث في علم الجرح والتعديل قبل أن يدرس علم المصطلح.

 

أو من يشتغل بتحقيق المخطوطات، وهو غيرُ مُلمٍ بمبادئ العلوم الشرعية من تفسيرٍ وحديثٍ وفقه.

 

post-25272-1290804002.gif

 

ثالثًا: التدرُّج في طلب العلم:

 

التَّدرُّج سُنَّةٌ عامةٌ في كل شيء، وهو في طلب العلم أهم وأولى؛ فإنَّما يُدرَكُ العلم شيئًا فشيئًا، فمن حاول طلب العلم وجمعه في وقتٍ واحدٍ لم يتحقق له مراده، وضاع عليه الوقت والعلم، لذا قيل: من طلب العلم جملة واحدة: فاته العلم جملة!

 

ولعلَّ هذا التدرُّج هو من بعض الحِكم التي من أجلها أنـزل الله تعالى القرآن الكريم على الرسول مُفرَّقًا على مدى ثلاثٍ وعشرين سنة، وأُمِرَ النبي أن يقرأه على الناس بتمهُّل؛ ليفهموه ويُطبقوا ما فيه، قال تعالى: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا ﴾ [الإسراء: 106].

 

والمقصود بالتدرج:

1. أن يبدأ طالب العلم بدراسة المسائل الأساسية قبل المسائل الفرعية، ففي الفقه مثلًا: يبدأ بأركان الإسلام وإتقانها، قبل أن يخوض في مسائل فرعية في أحكام الصلاة أو الزكاة.

2. ألا يشغل نفسه بالخلافات بين العلماء وببحث المسائل الخلافية في بداية طلبه للعلم، ويؤجل ذلك لمرحلة قادمة.

3. أن يختار كتابًا مختصرًا في المسألة التي يريد تعلمها، ويتقنه، ثم ينتقل لكتاب موسع في هذه المسألة.

4. ألا يتسرَّع في التصدي للتأليف أو الفتوى قبل أن يصبح مؤهلًا لذلك.

 

وبناءً على منطلق التَّدرُّج في طلب العلم جاءت الدراسة النظامية في الوقت الحالي مقسمةً إلى سنواتٍ دراسية، لا يمكن تخطيها إلا بالتدرج فيها.

 

وقد تعرف أن كثيرًا من مواد الدراسة في المرحلة الجامعية لا يمكن للطالب أن يدرسها إلا بعد أن يتم دراسة مقررات معينة قبلها.

 

post-25272-1290804002.gif

 

رابعًا: عدم الخلط في التعلُّم:

 

والمقصود به عدم ترك تعلُّم علم معين والانتقال منه إلى علم آخر قبل فهمه ومعرفته، ولو بشكلٍ يسيرٍ أو غير متعمق، وعدم ترك كتاب عند قراءته أو دراسته لكتابٍ آخر قبل الانتهاء منه، وعدم ترك التعلُّم عند شيخٍ للانتقال إلى شيخ آخر، إذا كان ذلك دون سبب يدعو لذلك.

فإنَّ التنقُّل بين العلوم والكتب دون إتمامها يؤدي للتشتت وعدم التحصيل، وضياع الوقت، وقد امتدح الله المؤمنين بإتقان أعمالهم فقال: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِه﴾ِ [البقرة: 121]، وعن عائشة رضي الله عنه أن النبي قال: (إنَّ الله يُحِبُّ إذا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ) رواه البيهقي.

وغالبًا ما يكون الدافع وراء ذلك هو الطموح لإتقان أكبر عدد من العلوم، أو الإعجاب بمسألة ما في علم آخر والرغبة في معرفتها، أو يكون علامة الضجر وعدم الصبر على التعلُّم!

أما الجمع بين دراسة علمين فأكثر فهذا لا بأس به، بل قد يكون مطلوبًا وبخاصةٍ مع كثرة العلوم وتعدُّدها، وهي الطريقة المتبعة الآن في دور التعليم عالميًا.

 

post-25272-1290804002.gif

 

خامسًا: التنوُّع في التعلُّم:

 

ويقصد به: أن يكون لدى طالب العلم إلمامٌ بجملةٍ من أنواع العلوم الشرعية، واطلاع على بعض العلوم الدنيوية.

فغالبًا ما يتخصَّصُ طالب العلم في مجالٍ مُعيَّنٍ من عقيدة أو فقه أو تفسير أو غير ذلك، وهذا أمرٌ مطلوب، لكن ينبغي له أن يكونَ مُلِمًّا ببقية العلوم، بحيث يستطيع الربط بينها في الفهم والبحوث والفتاوى، ولا يُشترط الإلمام بجميع تفاصيل تلك العلوم وجزئياتها.

كذلك ينبغي له أن يتعرف على معلوماتٍ متنوعةٍ من العلوم الدنيوية وبخاصةٍ تلك التي نتعايش معها يوميًا؛ ليكون فهمه لأمور الدين أفضل، وتكون كذلك فتاواه وبحوثه صحيحةً خاليةً من أي خطأ أو نقص.

 

وقد قيل: "المتعلم هو الذي يعلم شيئًا عن كل شيء"!.

 

post-25272-1290804002.gif

 

سادسًا: التفكُّر والتأمُّل فيما يتعلم:

 

حثت آيات القرآن الكريم على التفكُّر والتدبُّر في كثيرٍ من المواضع، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾[النحل: 44]، وقال: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [الحشر: 21].

فالتدبر طريق الفهم والاستيعاب، ومن خلاله يكتشف الطالب المسائل التي تحتاج للبحث، ومن خلاله يعرف طريقة استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة.

 

فالواجب على طالب العلم أن يكون إيجابيًا منفتح العقل، يُفَكِّر ويُعمِل عقله في كل ما يُلقى إليه وما يتعلَّمه، ولا يكتفي بالحفظ والتَّلقي فقط، وأن يضع في ذهنه أنَّ عليه مسؤوليةً كبيرةً تتمثَّل في حاجة الأمة والمجتمع للدعوة والإرشاد لما فيه خير الدنيا والآخرة، فلا يُعقل بمثل هذا أن يكون ضعيف التفكير، أو بليد الذهن، يقتصر على حفظ وترداد ما يتعلمه دون أن يكون له تفكيرٌ أو فهم لما يتعلمه.

 

وسبيلُ ذلك يكون بالسؤال عما لا يعلمه بعد أن يُعمِلَ عقلهُ فيه.

 

قيل لعبد الله بن عباسٍ رضي الله عنه: بِمَ نِلْتَ العلم؟ قال : بلسان سَؤولٍ وقلبٍ عَقول.

 

post-25272-1290804002.gif

 

سابعًا: العمل بما يتعلم:

 

فاقرأ الفقرة التالية مع التَّنبُّه لمعاني هذه الكلمات:

م الكلمة معناها

1 مَقْتًا بُغضًا وكُرهًا.

2 أَقْتَابُ بَطْنِهِ أمعاؤه وأحشاؤه.

3 الرَّحَى الرحى: آلةٌ لطحن الحبوب تعمل بدوران الحيوان حولها.

فالعمل هو الغايةُ من العلم، ودون عملٍ يبقى العلم دون فائدة، قال الفضل بن عياض رحمه الله: "لا يزال العالم جاهلًا بما علم حتى يعمل به، فإذا عمل به كان عالمًا".

وبالعمل يترسَّخ العلم، وينفي الشخص عن نفسه صفة النفاق، قال تعالى مخاطبًا من علم ولم يعمل: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُون ﴾َ [البقرة: 44]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿2﴾ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 23].

وقد هدَّد النبي من خالف عمله قوله، فعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: (يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِالرَّحَى، فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ: يَا فُلَانُ، مَا لَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، قَدْ كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ) متفق عليه.

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالًا تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ) رواه أحمد.

فالعلم بلا عملٍ جنون، والعمل بغيرِ علمٍ لا يكون!

 

وقد كان رسول الله يقول في دعائه: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ) رواه مسلم.

 

وكان يأمر أصحابه بذلك، فعن جابر ين عبد الله رضي الله عنهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ) رواه ابن ماجه.

 

وقد فَقِهَ السَّلف هذا الأمرَ وَقَدَّروهُ غايَة التقدير؛ فلم يكن هَمُّهم من العلم مجرَّد التعلُّم النظري، بل التطبيق العملي، فبارك الله لهم في علمهم، قال الشَّعبي رحمه الله: "كُنَّا نستعينُ على حفظِ الحديثِ بالعمل به".

 

وكانوا يرون بَرَكة العلم في ظهورِ أثرها على طالب العلم، وفي صلاح مظهره ومخبَرِه، قال الحسن البصري رحمه الله: "كان الرجل يطلبُ العلم فلا يلبثُ أن يُرى أثر ذلك في في تَخَشُّعِهِ وهَديهِ ولِسانِهِ ويده".

 

وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يغرركم من قرأ القرآن، ولكن انظروا من يعمل به".

 

وما أجمل قول الشاعر:

 

يـا أيها الرجل المُعَلِّمُ غَيْـرَه هلاَّ لنفسك كان ذا التعليمُ

 

ابدأ بنفسك فانهها عن غيِّها فإن فعلتَ فأنت حكيـمُ

 

لا تَنهَ عن خُلُقٍ وتَأتِيَ مثـله عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ

 

post-25272-1290804002.gif

 

ثامنًا: اتباع المنهج السليم في التعلُّم:

 

وهو الأخذ بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح رحمهم الله، والابتعاد عما سواه من المناهج الأخرى المُبتدعة في الدين.

وينبغي ألا يشتغل طالب العلم في بداية طلبه بالاطلاع على المناهج المخالفة الأخرى؛ حتى لا تختلط عليه الأمور، ولا يشوش ذهنه، فإذا رسخت قدمه في العلم فيطلع على ما يحتاج إليه منها، مع معرفة كيفية نقدها وبيان خطئها.

وقد كان السلف رحمهم الله يُشدِّدون في البُعد عن المُبتدع وترك مجالسته ومُحادثته، ويأمرون بإخراجهم من مجالسهم وحلقاتهم حتى لا يشوشوا على بقية الناس.

 

وهنا قد يُطرح تساؤل:

 

لو اضطر شخص للدراسة أو الاستماع لشخصٍ عنده خللٌ أو خطأٌ في المنهج كما في الدراسة النظامية، أو عند الاستماع لبرنامج معين، أو الاطلاع على مطبوعات معينة، فما حكم هذا الأمر؟ وكيف يتعامل المسلم معه وبخاصةٍ في الوقت الحالي؟

 

وإليك الإجابة:

 

1. في حال السعة والقدرة على الاختيار: فينبغي الابتعاد عن أصحاب البدع والمناهج الباطلة؛ لأنَّهم يُلقون الشُّبه التي تتعلق بالقلوب، وقد لا تخرج منها، وقد حصل ذلك للعديد ممن استهان بهذا الأمر.

 

2. أما إذا كان مُضطرًا للأخذ عمَّن هذه حاله: فينبغي الحذر من قبول كل شيء منه، بل يأخذ بالمفيد من كلامه ويدع ما سواه، ويحاول أن يرجع إلى أصحاب المناهج السليمة إن وجدهم ويناقش معهم ما سمعه من هذا المعلِّم.

 

أما طالب العلم القوي المُتبحِّر في العلم فيجوز له قراءة كتبهم، والأخذ عنهم؛ لمعرفته بمناهجهم وقدرته على الرَّد على شُبههم.

 

ثم إنَّ هناك فرقًا بين صاحب البدعة الكبيرة العظيمة، ومن هو أقل منه في بدعته، فالبِدع تختلف في خطورتها وكبرها، فيختلف الحكم كذلك في الأخذ عنه.

 

كما أنَّ هناك فرقًا بين من يعتقد ببدعةٍ ويحرص على نشرها بين الناس، ومن يعتقد ببدعة ولكن لا يدعو إليها.

 

تنبيه:

 

ومع ذلك، فقراءة كتب المبتدعة وأصحاب المناهج الضالة دون داعٍ لذلك مما ينبغي لطالب العلم الابتعاد عنه، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو الصحابي المؤمن المشهود له بالجنة يأتي للنبي ببعض النصوص مما عند اليهود من التوراة فيغضب ويقول: (أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ [أي: مُتحيِّرون فيما جئتكم به] وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً ... وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي) رواه أحمد.

 

post-25272-1290804002.gif

 

تاسعًا: اتخاذ كراسة لتدوين الفوائد:

 

وذلك أنَّ طالب العلم قد يعرض له العديد من الفوائد والأحكام المتفرقة التي يجدها متفرقة في بطون الكتب أو يسمعها من مدرسه وشيخه بحيث يصعب عليه البحث عنها واستخراجها من الكتب، إذ غالبًا أنها تكون غير مفهرسة أو مرتبة، فيصعب عليه البحث عنها، أو الرجوع إليها بعد فترة.

فلو عمل بذلك لاستفاد من ذلك عدة أشياء:

1. يجتمع لديه عدد كبير من الفوائد النافعة الهامة، والتي يستطيع الرجوع إليها بعد ذلك بيسرٍ وسهولة.

وهذه الطريقة كانت مُتبعةً من العلماء قديمًا وحديثًا، وقد أخرج عدد منهم هذه الفوائد المجتمعة بعد مدة من الزمن في كتابٍ ما زال الناس يتداولونه.

2. حفظ هذه المعلومات من الضياع، إذ لا يستطيع الإنسان الاحتفاظ في ذاكرته بكل ما تعلَّمه ومرَّ به.

وقد شبَّه الشاعر هذا العلم بالصيد الذي يحتاج لتقييد كي لا يضيع بقوله:

العلم صيدٌ والكتابةُ قَيْدُهُ قَيِّد صُيُودَكَ بِالحِبَالِ الوَاثِقَة

فَمِنَ الحماقَةِ أَنْ تَصِيدَ غزالةً وَتُعِيدَها بين الخلائِق طَالِقَة

3. التأكد والتَّثبُّت قبل نشر العلم، فقد ترجع إلى هذه الفوائد بعد مدة وتُغيِّر فيها رأيك، أو تزيد أو تنقص.

 

post-25272-1290804002.gif

 

post-25272-1290853885.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

فوائد وآداب جميلة جدًا

بارك الله فيكِ أختي الكريمة على هذا الموضوع الطيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×