اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

 

ثقافة الداعية

 

أخواتى و أحبتى في الله

 

إذا كانت الأخلاق الفاضلة هى الصفات البارزة في الدعاة ، و من ملامح شخصيتهم الإجتماعية حين يندمجون في الناس .. فإن تزودهم بالعدة الفكرية و الثقافة الدعوية .. هى من أبرز خصائصهم ، و من أظهر ملامح نضجهم و قوة شخصيتهم ..

 

 

و من المسلم به لدى العقول و البصائر أن الذى لم يكن عنده علم و لا ثقافة ؛ كيف يعطى غيره ؟ و كيف ينفع أمته ؟ و كيف يقوم بدوره في الإصلاح و التغيير ؟ و كيف يستطيع أن يؤثر في الناس ؟ أو على الأقل كيف يكون محل ثقة و احترام إذا عرف في الأمة أنه جاهل لم يتثقف و لم يتعلم .!!

 

 

إن فاقد الشئ .. لا يعطيه أبداً ! و الحوض الفارغ .. لا يفيض على غيره ! و من لم يملك نصاب الزكاة .. كيف يعطى ؟! و كيف يزكى ؟!

 

 

إن " ثقافة الداعية " أحد فصول مدرسة الدعاة ؛ نتدارس فيه سوياً أنواع الثقافات التى يجب أن يتزود بها الداعية إن أراد أن يكون داعية موفقاً ، له في المجتمع احترام ، و في الأمة ... أثر !

 

 

و لقد فصل هذا الفصل القول في مسألة أنواع الثقافات التى يجب أن يتزود بها الداعية على ستة أقسام مرتبة كما يلى :

 

1- الثقافة الإسلامية .

 

2 - الثقافة التاريخية .

 

3- الثقافة الأدبية و اللغوية .

 

4 - الثقافة الإنسانية .

 

5- الثقافة العلمية .

 

6 - الثقافة الواقعية .

 

 

فهلا ... نتعلم ؟! ؟! ؟!

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رائع مشرفتنا الحبيبة المهاجرة

 

لا بد للداعية أن يكون لها العلم و الثقافة لتبدأ بالتغير والأصلاح

 

بانتظار عطائك ؛)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله شيء طيب بارك الله فيكِ وونتظر بإذن الله

والله ولي التوفيق

 

اللهم اهدنا اجمعين

 

ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أولاً : الثقافة الإسلامية

 

إن أول ما يلزم الداعية المسلم من عدة فكرية أن يتسلح بثقافة إسلامية ثابتة الأصول باسقة الفروع ، تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها .

 

و نعنى هنا بالثقافة الإسلامية : الثقافة التى محورها الإسلام ، و التى هى على نحو الترتيب التالى :

 

أ - القرآن الكريم و تفسيره :

 

فنظراً لأن القرآن الكريم هو المصدر الأول للنظم الإسلامية ، فهو الركن الأساسي للثقافة الإسلامية ، و عليه ينبغى للداعية أن يحفظ من القرآن الكريم قدر ما يستطيع ، بل يحسن بالداعية أن يحفظ القرآن كله ، و يستظهره متى تيسرت له أسباب ذلك ، ليكون أقدر على استحضاره و الإستشهاد به في كل مناسبة ممكنة ، فالقرآن بحر لا ينفد ، و معين لا ينضب لإعداد الدعاة ..

 

بل إن مما يلزم الداعية الموفق أن يحسن تلاوة القرآن بإتقان و ترتيل كما أمر الله ، و أن يدرس من أحكام التجويد ما يصحح به قراءته ، حتى يتلوه بخشوع و تأثر و حزن ، فإن وجد بكاءً بكى ، و إلا تباكى ...

 

و على الداعية أن يحذر : من الإنحراف و التحريف ، و سوء التأويل لآيات الكتاب ، و حملها على معانٍ تخرجها عما أراد الله بها ، و من أمثلة هذا الإنحراف و التحريف :

 

1 - إخضاع النصوص للواقع الزمنى : و إن كان مخالفاً لأحكام الإسلام ، كما رأينا ذلك في محاولات تسويغ نظام الفائدة في البنوك عند سطوة النظام الرأسمالى في البلاد الإسلامية ، و مثلها محاولات تبرير التأميم للشركات الخاصة ، و المصادرة للملكيات المشروعة بعد ذلك أيام سطوة الإشتراكية !! ..

 

2 - تجزئة النصوص و تفكيكها ، و عدم معرفة واقعها و سب نزولها : مثل من يفسر قوله تعالى :

 

" يَأَيٌّهَا الَّذينَ ءَامَنٌوا لَا تَأْكٌلٌوا الرِّبَا أَضْعَافاً مٌّضَاعَفَة "

 

دون أن يضم إليه قوله تعالى :

 

" يَأَيٌّهَا الَّذِينَ ءَامَنٌوا اتَّقٌوا اللهَ وَ ذَرٌوا مَا بَقِىَ مِنَ الرِّبَا إِن كٌنتٌم مٌّؤْمِنِين * فَإن لَّم تَفْعَلٌوا فَأْذَنٌوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَ رَسٌولِهِ وَ إِن تٌبْتٌم فَلَكٌم رٌءٌوسٌ أَمْوََالِكٌم لَا تَظْلِمٌونَ وَ لَا تٌظْلَمٌون "

 

فدلت الأية الثانية على أن ما زاد على رأس المال فهو ربا ، قليلاً كان أو كثيراً ، أما عبارة " أَضْعَافَاً مٌّضَاعَفَة " في الآية الأولى فهى وصف لبيان الواقع الذى كان عليه الجاهليون قبل الإسلام في تعاملهم بالربا ، و ليس قيداً لإباحة الربا القليل ...

 

كما يقال للتجار الجشعين : لا تحتكروا الضروريات لتربحوا مائتين في المائة ، فهذا بيان لواقعهم ، و ليس معناه أنهم إذا احتكروا الطعام و نحوه ليربحوا مائة أو خمسين .. كان ذلك حلالاً ؛ لأن الإسلام حرم الإحتكار سواء كان الربح الذى يأتى عن طريقه قليلاً أو كثيراً ؟!! .

 

3 - اتباع المتشابهات و ترك المحكمات : و هذا أصل من أصول الزيغ و الضلال كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم :

 

" هٌوَ الَّذي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهٌ ءَايَاتٌ مٌّحْكَمَاتٌ هَنَّ أٌمٌّ الكِتَابِ وَ أٌخَرٌ مٌتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذينَ فِي قٌلٌوبِهِم زَيْغٌ فَيَتَّبِعٌونَ مَا تَشَابَه مِنْهٌ ابْتِغَآءَ الفِتْنَةِ وَ ابْتِغَآءَ تَأْوِيلِه ... " .

 

فالضالون الذين في قلوبهم زيغ و انحراف - كما بينت الآية - يجرون وراء المتشابهات ، متمسكين بما يظهر لهم منها موافقاً لأهوائهم ..

 

كالقائلين بوحدة الوجود مثلاً -- طائفة منحرفة عن الإسلام تدعى أن الخالق و المخلوق وحدة متكاملة و أصل واحد فلا انفصال و لا انفصام بينهما -- فإنهم يحتجون لبدعتهم و ضلالهم بمتشابهات القرآن و الحديث ، فيذكرون مثل قوله تعالى :

" إِنَّ الَّذينَ يٌبَايِعٌونَكَ إِنَّمَا يٌبَايِعٌونَ الله "

 

و قوله تعالى :

" وَمَا رَمَيْتَ إِذ رَمَيْتَ وَ لَكِنَّ اللهَ رَمَى "

 

و بالحديث الذى رواه الشيخان :

" أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد : ألا كل شئ ما خلا الله باطل " .

 

و أغفل هؤلاء أن الدين كله بقرآنه و سنته ينادى بأن في الوجود رباً و مربوباً ، و خالقاً و مخلوقاً ، و كوناً و مكوّنا ، فهو أمر من بدهيات الدين و ضرورياته التى لا تحتاج إلى استدلال و إقامة برهان ..

 

و لو أنهم أنصفوا فردوا المتشابهات إلى المحكمات ، و بعبارة أخرى : ردوا المحتملات إلى البينات الواضحات للاح لهم الحق واضحاً وضوح الصبح لذى عينين !

 

 

أما علم التفسير .....

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله شيء طيب بارك الله فيكِ وونتظر بإذن الله

والله ولي التوفيق

 

اللهم اهدنا اجمعين

 

ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيك أخيتي المهاجرة

 

وجزاك الله الفردوس الأعلى

 

عندما سجلت في هذا المنتدى وبحثت فيه عن المشرفات

 

اول شيء لفت انتباهي : مشرفة زاد الداعية

 

وذلك : لأني أريد ان اكون من قافلة الداعيات إلى الله

 

وانا في أمس الحاجة الى من يعينني على الركوب

 

والله ولي التوفيق

 

اللهم اهدنا اجمعين

 

 

 

ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
Guest الحوراء العفيفة

ما شاء الله شيء طيب بارك الله فيكِ وونتظر بإذن الله

والله ولي التوفيق

 

اللهم اهدنا اجمعين

 

ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

ما شاء الله شيء طيب بارك الله فيكِ وونتظر بإذن الله

والله ولي التوفيق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ثقافة الداعية

 

...............

 

أما علم التفسير : فهو من أهم العلوم على الإطلاق ؛ ذلك كونه يعين على فهم المراد من كلام الله - تعالى - بقدر الطاقة البشرية ..

 

و قد دون في هذا العلم مئات و مئات من الكتب و المجلدات .. و عليه فيحسن بالداعية أن لا يكتفى بكتابٍ واحد من كتب التفسير القديمة أو الحديثة ..

بل عليه أن يقتبس من كل كتاب خير ما فيه ، و لب ما يتميز به ، و يحترز مما فيه من آراء و مذاهب مخالفة لعقيدة السلف ، و مذهب أهل السنة و الجماعة ؛ بل ينبغي عليه أن يأخذ بالحكمة التى تقول : " كل بشر غير معصوم .. يؤخذ من كلامه و يترك ! " .

 

 

و هنا نوصى الدعاة ، و كل من يقرأ أى كتاب من كتب التفاسير ؛ بهذه الوصايا :

 

1 - الإهتمام بلباب التفسير :

 

فعلى الداعية أن يعرض عن الحشو و الفضول و الإستطراد ، و التطويل في المجادلات الكلامية ، و الخلافات الفقهية ، و المباحث النحوية ، و النكات البلاغية .. و غير ذلك من ألوان الثقافات التى شغلت حيزاً ضخماً من كتب التفسير ، حتى حجبت قارئها عن إدراك أسرار كلام الله - تعالى - ..

 

لذا يجب علي الداعية حين يقرأ التفسير ؛ أن يهتم ببيان المراد من كلام الله - تعالى - قبل الجرى وراء القيل و القال ، و إضاعة الجهد و الوقت فيما لا طائل من ورائه .. و إنما يلتفت إلى ما في التفسير من تعقيبات ذوى العقول الحية مما يعد من روح التفسير لا من مادته ..

 

مثال ذلك : قوله - تعالى - : " إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المٌؤْمِنِينَ أَنفٌسَهٌمْ وَ أَمْوَالَهٌم بِأَنَّ لَهٌمٌ الجَنَّة "

 

فلبعض المفسرين من أرباب البصائر و القلوب لفتات إشراقية في تفسير الآية ، هذه اللفتات تحرك القلوب إليها ، و تحيي العزائم الميتة ، بما فيها من حرارة الصدق ، و صفاء الإخلاص ..

 

و من ذلك قول الحسن البصرى و قتادة تعليقاً على الآية : " بايعهم الله فأغلى ثمنهم "

 

و قول شمر بن عطية : " ما من مسلم إلا و لله في عنقه بيعة و فّي بها أو مات عليها " ثم تلى الآية ..

 

فهذا ما ينبغى للداعية أن يحرص عليه ، و يستظهره ، و يستزيد منه ..

 

 

2- الإعراض عن الإسرائيليات :

 

و هنا يمكن أن نصنف الإسرائيليات إلى ثلاثة أقسام :

 

القسم الأول : ما جاء مؤكداً للقرآن الكريم .

القسم الثانى : ما جاء مخالفاً له .

القسم الثالث : ما جاء مسكوتاً عنه .

 

 

* فأما ما جاء مؤكداً للقرآن الكريم فيجوز للداعية نقله و روايته و الإستشهاد به ؛ لحديث البخارى عن بن عمر مرفوعاً : " بلغوا عنى و لو آية ، و حدثوا عن بنى إسرائيل و لا حرج ، و من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " ..

 

و ذلك كقصص الأنبياء مع أقوامهم ، و أحوال اليوم الآخر ، و غيرها ..

 

 

* أما ما جاء مخاالفاً للقرآن و للشريعة بشكل عام فلا يصح روايته و الإستشهاد به على أنه حق ثابت ، و وحى منزل ، كقولهم : عزير ابن الله ، و أنهم شعب الله المختار ، و لن تمسهم النار إلا أياماً معدودة ..

و كقولهم على الأنبياء بما لا يتفق مع عصمتهم و ما لا يليق بهم ..

 

علماً بأن القرآن الكريم سجل على أهل الكتاب عامة ، و اليهود خاصة تحريفهم لكتبهم ، و قولهم على الله بغير علم ، و أن منهم فريقاً " يَسْمَعٌونَ كَلَامَ اللهِ ثٌمَّ يٌحَرِّفٌونَهٌ مِن بَعْدِ مَا عَقَلٌوه وَ هٌم يَعْلَمٌون "

 

و أنهم " يٌحَرِّفٌونَ الكَلِمَ عِن مَّوَاضِعِه "

 

إلى آخر ما وصفهم الله - تعالى - به من صفات السوء .

 

 

* أما ما جاء مسكوتاً عنه ، و لم يعلم في الشرع صحته أو نفيه .. فلا نصدقه و لا نكذبه ، و إن كان يجوز لنا حكايته و التحدث عنه لا على سبيل الإستدلال ، و إنما على سبيل الحكاية و نقل الخبر .. لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم - : " حدثوا عن بنى إسرائيل و لا حرج ... " .

 

و من هذا القبيل : أسماء أصحاب الكهف ، و لون كلبهم ، و عدتهم ، و عصا موسى - عليه السلام - من أى شجر كانت ، و أسماء الطيور التى أحياها الله لإبراهيم - عليه السلام - ، و تعيين البعض الذى ضرب به القتيل من البقرة .. إلى غير ذلك مما أبهمه الله - تعالى - في القرآن مما لا فائدة في ذكره ، و لا مصلحة في التفصيل فيه .

 

 

 

و في تقدير الكاتب : أن إباحة التحدث عن بنى إسرائيل في الحديث محمولة على القضايا التى تتصل بإثبات الرسالة ، و التبشير بالنبوة ، و تأكيد معالم الإسلام .. أما أن يكون التحدث عن كل ما يتصل بشرعتهم ، و عن كل ما يتعلق بعقيدتهم و ديانتهم .. على سبيل الأفضلية و الإستحسان فلا يقول به أحد سلفاً و خلفاً ، بل جاء التحذير منه ، و النهى عنه في كثير من المواقف التى يقفها النبى - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه ، و من ذلك :

 

 

أ - روى الإمام أحمد عن جابر : أن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب ، فقرأه على النبى - صلى الله عليه وسلم - ، قال : فغضب و قال : " أتتهوكون -- تتشككون في ملتكم -- فيها يا ابن الخطاب ؟ و الذى نفسي بيده لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا اتباعى "

 

ب - و أخرج عبد الله في المصنف ، و البهقى في شعب الإيمان عن الزهرى أن حفصة جاءت إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - بكتاب من قصص يوسف - عليه السلام - في كتف ، فجعلت تقرؤه عليه ، و النبى - صلى الله عليه وسلم - يتلون وجهه ، فقال : " و الذى نفسي بيده ، لو أتاكم يوسف و أنا بينكم فاتبعتموه و تركتنمونى ضللتم ، أنا حظكم من النبيين ، و أنتم حظى من الأمم " ..

 

ج - .............

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

بارك الله فيك اختي الحبيبة

 

ننتظرك بإذن الله تعالى

 

جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ثقافة الداعية

 

......................

 

ج - و عن يحيى بن جعدة قال : جاء ناس من المسلمين بكتف قد كتبوا فيها ما سمعوه من اليهود ، فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " كفى بالمرء حمقاً أو ضلالة أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيرهم إلى غيرهم " ، فنزلت الآية :

 

" أَوَلَم يَكْفِهِم أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ يٌتْلَى عَلَيْهِم إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَ ذِكْرَى لِقَوْمٍ يٌؤْمِنٌون " - العنكبوت : 51 - .

 

و من الكلمات البليغة المعبرة عن الإنكار و السخط على الإستدلال بالإسرائيليات ، و وجوب تنزيه القرآن الكريم عنها .. كلمة لابن عباس رواها البخارى في صحيحه ..

 

فقال ابن عباس : " يا معشر المسلمين : كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ و كتابكم الذى أنزله الله على نبيه أحدث أخبار الله ، تقرؤونه محضاً لم يشب ! و قد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله و غيروه و كتبوا بأيديهم الكتاب ، و قالوا : هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً ، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم ؟ و لا و الله ما رأينا منهم أحداً قط سألكم عن الذى أنزل إليكم !! "

 

 

3 - الحذر من الروايات الموضوعة و الضعيفة :

 

و إذا كان على الداعية أن يحذر من الإسرائيليات التى تتنافى مع قدسية التشريع ، و عصمة الأنبياء .. فإن عليه كذلك أن يحذر من الروايات الموضوعة و الضعيفة التى تتنافى أيضاً مع حقائق التشريع ، و عصمة الأنبياء .

 

مثال ذلك : ما نقله كثير من المفسرين في قصة " زينب بنت جحش " و زوجها الأول " زيد بن حارثة " و ما جاء في شأنها في سورة الأحزاب ، و عتاب الله لرسوله في هذا الشأن ، و ذلك قوله تعالى :

 

" وَ إِذْ تَقٌولٌ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهٌ عَلَيْهِ وَ أَنعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِك عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللهَ وَ تٌخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهٌ مٌبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللهٌ أَحَقٌّ أَن تَخْشَاهٌ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَىْ لَا يَكٌونَ عَلَى المٌؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِم إِذَا قَضَوْا مِنْهٌنَّ وَطَراً وَ كَان أَمْرٌ اللهِ مَفْعٌولاً "

 

فقد جعلت الروايات من سبب نزول هذه الآية قصة حب عاطفى تخيله متخيل ، أو افتراه مفترٍ .. زعم أن زينب ظهرت للنبى - صلى الله عليه و سلم - يوماً بعد زواجها من زيد ، فرآها فتعلق قلبه بها ، و رجع و هو يردد : سبحان مقلب القلوب ،و لكنه كتم هذا الحب حتى نزلت الآية !! ..

 

و هذا الكذب المفترى لا دليل في الآية عليه ، و لم تصح به رواية ، كما لا تسنده دراية ..

و مع هذا تعلق به المستشرقون و المبشرون ، و جعلوا منه قصة عشق غرامية ، يتخذون منها وسيلة لطعن محمد - صلى الله عليه وسلم - ، و حجتهم في ذلك أن ذلك منقول في بعض كتب التفاسير .

 

و مثل ذلك : ما يذكره بعض المفسرين عن تفسير قوله تعالى :

 

" وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسٌولٍ وَ لَا نَبِىٍّ إِلَّآ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانٌ فِي أٌمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخٌ اللهٌ مَا يٌلْقِي الشَّيْطَانٌ ثٌمَّ يٌحْكِمٌ اللهٌ ءَايَاتِهِ وَ اللهٌ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .. "

 

فمما ذكروه : أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قرأ : " وَ النَّجْمِ إِذَا هَوَى .." بمحضر من المشركين و المسلمين ، فلما بلغ " أَرَءَيْتٌم الَّلاتَ وَ العٌزَّى * وَ مَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأٌخْرَى " ألقى الشيطان على لسانه : " تلك الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترتجى " ففرح بذلك المشركون ، و لما انتهى من السورة سجد و سجد معه المشركون .

 

قال ابن العربى : إن جميع ما ورد في القصة باطل لا أصل له !

 

و قال ابن إسحاق : هى من وضع الزنادقة !

 

و قال ابن كثير : ذكر كثير من المفسرين قصة الغرانيق و هى روايات مرسلات و منقطعات لا تصح !

 

و قال القاضي عياض : هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة و لا رواه أحد بسند متصل سليم ... و ما يدل على بطلان القصة قوله تعالى في نفس السورة :

 

" وَ مَا يَنطِقٌ عَنِ الهَوَى * إِن هٌوَ إِلَّا وَحْىٌ يٌوحَى "

 

فكيف نطق المعصوم بمثل هذا الذى يزعمونه ؟!!

 

و مثل هذه الروايات الموضوعة ، أو الضعيفة المتهافتة .. يفتح لها المستشرقون صدورهم ، و يأخذونها مسلمين ، لأنها توافق هواهم ، و تخدم فكرتهم التبشيرية ، في حين يردون - كثيراً - الروايات الصحيحة إذا عارضت اتجاههم .

 

 

4 - الحذر من الأقوال الضعيفة و الآراء الفاسدة :

 

و مما ينبغي أن يحذر منه الداعية : الأقوال الضعيفة بل الفاسدة في بعض الأحيان ، و قد تكون هذه الأقوال صحيحة النسبة إلى قائليها من جهة الرواية ، و لكنها ضعيفة أو مردودة من جهة الدراية و مقاصد التشريع ، و ليس هذا بمستغرب ما دامت صادرة من غير معصوم ، فكل بشر يصيب و يخطئ ، و هو معذور في خطئه إذا كان بعد تحر و اجتهاد ، و استفراغ للوسع في طلب الحق .

 

و ها نحن قد رأينا شيخ المفسرين الإمام أبا جعفر الطبرى - على جلالة قدره ، و منزلة كتابه في التفسير - يختار أحياناً تأويلات في التفسير ضعيفة ، بل هى غاية في الضعف كتفسيره لقوله تعالى :

 

" وَ اهْجٌرٌوهٌنَّ فِي المَضَاجِعِ "

 

بأن معناها : " قيدوهن " من هجر البعير إذا شده بالهجار ، و هو القيد الذى يقيد به ..

و المراد : تقييد النساء لإكراههن على ما تمنعن عنه !

 

بينما المعنى المتبادر للذهن و الذى يدل عليه ظاهر اللفظ : " الهجر : أن لا يجامعها و يضاجعها على فراشها ، و يوليها ظهره " كما نقل ابن كثير عن ابن عباس - رضى الله عنهما - .

 

و كتفسيره أيضاً - أى الطبرى - لآيات المائدة :

 

" وَ مَن لَّم يَحْكٌم بِمَآ أَنزَلَ اللهٌ فَأٌوْلَآئِكَ هٌمٌ الكَافِرٌون "

 

" وَ مَن لَّم يَحْكٌم بِمَآ أَنزَلَ اللهٌ فَأٌوْلَآئِكَ هٌمٌ الظَّالِمٌون "

 

" وَمَن لَّم يَحْكٌم بِمَآ أَنزَلَ اللهٌ فَأٌوْلَآئِكَ هٌمٌ الفَاسِقٌون "

 

يقول الإمام الطبرى : إنها نزلت في أهل الكتاب .

 

صحيح أنها نزلت فى أهل الكتاب مما يدل عليه السياق ، و لكن - كما يقول علماء الأصول - العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب !

 

و قد ذكرت آيات المائدة هذه مرة عند " حذيفة بن اليمان " فقال رجل : إن هذا في بنى إسرائيل ن فقال حذيفة : نعم الإخوة لكم بنى إسرائيل ، إن كان لكم كل حلوة ، و لهم كل مرة !!

 

و يقصد : كيف يوصف بنو إسرائيل بالكفر أو الظلم أو الفسق إذ لم يحكموا بما أنزل الله عليهم ، و لا توصفون أنتم بذلك إذا لم تحكموا بما أنزل الله عليكم ؟!! .

 

فما على الداعية أو المفسر إلا أن يتجنب في تفسيره هذه الأقوال و الآراء مهما تكن مكانة قائلها .. و حتى لا يعطى لأعداء الإسلام الفرصة في الطعن في مبادئ الإسلام الخالدة .. لأن الحق دائماً - كما يقول الإمام على - رضى الله عنه - لا يقاس بالرجال ، و إنما يقاس الرجال بالحق !

 

 

***

 

ب - السنة النبوية و كتبها :

 

.............................

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله كل خير اختي المهاجرة بنت الإسلام و نفعنا الله بما خطت يداك و جعله الله في ميزان حسناتك

ولي رجاء بسيط لو تكرمت هلا دللت في نهاية كل فصل من الفصول الستة كما صنفتها على بعض الكتب المعينة على حصول الفائدة الثقافية المرجوة :wacko:

تم تعديل بواسطة المسلمة الموحدة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حياكِ الله عزيزتى - مسلمة موحدة - : )

و هلا و مرحباً بكِ بيننا أختاً و داعية بإذن الله ..

 

بالتأكيد عزيزتى سنطرح بعض الكتب التى ينصح بها علماؤنا الثقات ..

و قد كنت بالفعل سأضيف في المشاركة السابقة ، لكن حبذت لو تكن كما ذكرتِ في نهاية القسم ، و في ردٍ مستقل بحيث يسهل على الأخت مراجعتها وقتما شاءت !

 

بارك الله فيكِ وفي أمثالكِ

و جعلنا و إياكِ من الدعاة الهداة بإذن الله .. فاللهم آمين .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عزيزتي المهاجرة بنت الإسلام اين انت؟ طال غيابك حبيبتي

 

لعل المانع خير

تم تعديل بواسطة المسلمة الموحدة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

عزيزتي المسلمة الموحدة

 

ارجو ان تكون العزيزة المهاجرة بخير

 

دخلت المنتدى امس عند الساعة 5 و 35 د

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حبيباتى أنا هنا ..

 

كنت فقط قد تأخرت في إعداد المادة .. فلنلتمس من طيبكن !

 

بارك الله فيكن ؛ و زادكن حرصا ..

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ثقافة الداعية

 

.....................

 

ب - السنة النبوية :

 

السنة النبوية هى المصدر الثانى للنظم الإسلامية ، فهى الشارحة للقرآن ، المبينة له ، المفصلة لما أجمله ...

يعنى تمثل التفسير النظرى ، والتطبيق العملى لكتاب الله - جل و علا - ..

 

قال - تعالى - : " وَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتٌبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نٌزِّلَ إِلَيْهِم " -- النحل : 44 -- .

 

و عليه فالسنة النبوية هى ركن أساسي في ثقافة الداعية ...

 

و كيف لا ؛ و هى ... صوت من جوامع الكلم ، و جواهر الحكم ، و كنوز المعرفة ، و أسرار الدين ، و حقائق الوجود ، و مكارم الأخلاق ، و روائع التشريع ، و خوالد التوجيه ، و دقائق التربية ، و شوامخ المواقف ، ، و آيات البلاغة ..

 

ثروة طائلة هائلة ، لا تنفذ على كثرة الإنفاق ، و لا تبلى جدتها على طول الزمن و الأيام ..

 

خلاصة القول .. هى سجل حافل لحياته و جهاده - صلى الله عليه و سلم - في سبيل دعوته !

 

 

و من ثم فلا يستغنى داعية يريد أن يحدث ، أو يدرس ، أو يحاضر أو يخطب أو يكتب .. عن الرجوع إلى هذا المعين الفياض ، و المنهل العذب ؛ ليستقى منه - بقدر ما يتسع واديه - فيرتوى و يروى ، و يأخذ و يعطى ، و يمتلئ و يفيض !

 

 

هذا ..

و هناك بعض التنبيهات التى يجب على الداعية أن يأخذها بعين الإعتبار في هذا المجال ؛ و التى منها :

 

 

1 - الحذر من وضع الأحاديث في غير موضعها :

فعلى الداعية أن يحذر من سوء الفهم للأحاديث الصحاح و الحسان التى وردت في كتب السنة .. فحرفها بعض الناس عن مواضعها ، و تأولوها على غير تأويلها ، و بعدوا بها عما أراد الله و رسوله ..

 

من ذلك : رأينا بعض الناس في العصر الحديث يتخذ من الحديث الصحيح الذى رواه مسلم في قصة تأبير النخل - و هو قوله - صلى الله عليه وسلم - : " أنتم أعلم بأمور دنياكم " ، مستنداً لعزل التشريع الإسلامى في المجالات الإقتصادية و السياسية و نحوها ، بزعم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فوض لنا تنظيم أمر دنيانا ، و شؤون حياتنا بهذا الحديث !

 

و الحديث إنما يقصد بأمر دنيانا : الشؤون الفنية المتعلقة بالوسائل و الكيفيات ، مثل شؤون الزراعة و الصناعة و نحوها ، مما ترك لعقول الناس و اجتهادهم ..

 

و لو كان الأمر كذلك كما يتقولون - لما أنزل الله - تعالى - أطول آية في كتابه لتنظيم شأن دنيوى اقتصادى و هو كتابة الدين ، و لما جائت مئات النصوص من الآيات و الأحاديث تنظم علاقات الناس في حياتهم الدنيوية و الإقتصادية ..

 

 

 

و من ذلك أيضاً : استشهاد بعض الناس " بأحاديث الفتن و فساد آخر الزمان " و قولهم : إن الشر قد عم ، و أن سبيل الفساد قد طم ، و أن لا سبيل إلى الخلاص ، و أن لا أمل في الإصلاح ، و أن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ إلى الأسوأ .. إلى أن تقوم الساعة ..

 

و لعل أقرب مثل يذكر هنا حديث " بدأ الإسلام غريباً ، و سيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء "

 

و هو حديث صحيح رواه مسلم و غيره ، فمن الناس من يتخذ من هذا الحديث سنداً و حجة له في القعود عن واجب الدعوة إلى الإسلام ، و ترك فريضة الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ..

 

 

فهل يتصور أن الرسول - صلوت الله و سلامه عليه - قال هذا الحديث ، ليثبط عزائم أمته عن الدعوة و الجهاد و العمل لدينهم ، و ليطفئ جمرة الأمل في قلوبهم ؟!

 

 

لا ؛ و ألف لا .. إنما أراد أن يحذرهم ؛ لينتبهوا ، أو ينبههم ؛ ليحذروا .. حتى يتفادى السائرون السقوط و الإصطدام بالغير !!

 

 

و في بعض الروايات من غير مسلم : قيل : و من الغرباء يا رسول الله ؟ قال : " الذين يصلحون ما أفسد الناس بعدى من سنتى " .

 

 

ففى هذه دعوة صريحة إلى إصلاح ما أفسد الناس من منهج النبوة ، و العمل الجاد لرد الشاردين إلى الطريق المستقيم .

 

 

هؤلاء الغرباء الذين عناهم عليه الصلاة و السلام بالحديث ، ليسوا طائفة مترهبة منعزلة ، بل هم طائفة قائمون على الحق يؤدون دور الصحابة في بدء نشأة الإسلام ، فقد كانوا غرباء و لم تثنهم غربتهم عن الدعوة و العمل و الجهاد .. و إن كان من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم !! .

 

 

فالحديث دعوة إلى البناء و الإيجابية ، وليس إلى اليأس أو الفرار من الميدان بدعوى فساد الزمان .

 

 

نعيب زماننا و العيب فينا *** و ما لزماننا عيب سوانا !

 

 

 

2- الحذر من دعاة التشكيك في الأحاديث الصحيحة :

...............................................................

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاك الله خيرا أختي الحبيبة

 

نتابع معك ..

 

أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا اخيتي

 

وجعله الله في ميزان حسناتك

 

يأسفني انني سأتأخر عن المدرسة

 

الى اللقاء ان شااااااااااااااء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خير أختي الحبيبه

نفع الله بكِ وبما تقدمين

تابعي معك ان شاءالله

لكِ تحيااتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ثقافة الداعية

 

-- السنة النبوية و تنبيهات لا بد منها --

 

 

............................................................

2 - الحذر من دعاة التشكيك في الأحاديث الصحيحة :

 

 

أختى الحبيبة .. إن على الداعية أن يكون واعياً لحملات التشكيك التى شنها خصوم الإسلام من مبشرين و مستشرقين ، و عملاء و ملاحدة .. على الحديث و السنة ؛ و التى أثرت - و يا للأسف - في بعض من ينتمون إلى الإسلام بأسمائهن و أنسابهن و مَن عمل الغزو الفكرى عمله في رؤوسهم ، حتى رأينا منهم من ينكر السنة أصلاً ، و منهم من يطعن في كرام الصحابة ، و منهم من يشكك في دواوين السنة الأصلية حتى صحيح البخارى ، و منهم من يرد الأحاديث الصحاح المشهورة اتباعاً للهوى ، و منهم من يفسر الأحاديث على مزاجه هو ؛ ليتخذ من ذلك وسيلة للطعن عليها ، و التشهير بها ، و منهم من يردد شبهات المستشرقين و المبشرين ترديد الببغاوات و هو لا يدرى أو يدرى ..

 

 

و لقد صادف هذا الغزو التبشيرى الإستشراقي فراغاً ثقافياً ، و تخلفاً فكرياً بالنسبة لمصادر الإسلام و ثقافته ، فتمكن و عشعش و فرخ .. بل و تطاول الجهل بعنقه و رأسه ليفرض نفسه على الأحاديث المتفق عليها ، المتلقاة بالقبول من الأمة ، ليردها بجرأة وقحة ..

 

 

حتى زعم بعضهم أن حديث :

" بنى الإسلام على خمس " -- حديث صحيح رواه البخارى و متفق على صحته --

 

فهو من المعلوم من السنة بالضرورة ، فيحفظه العامة و الخاصة ، و الصغير و الكبير ، و الرجل و المرأة ..

 

زعم هؤلاء أنه من وضع المستعمرين ! لماذا ؟! ..... لأنه لم يذكر الجهاد !!!!!!!

 

 

 

هذا و رد آخرون حديث :

" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيختبئ اليهودى وراء الحجر .. فيقول الحجر : يا عبد الله أو يا مسلم ، هذا يهودى ورائي ، فتعال فاقتله " -- صحيح رواه البخارى و مسلم -- ..

 

زعم هؤلاء أن هذا الحديث يثبط المسلمين عن الجهاد لأنه يدفعهم إلى الإنتظار حتى يتكلم الحجر أو الشجر ليدل على اليهود !

 

و نسوا أن هذا الحديث من المبشرات في استئصال اليهود حتى يدخل المسلمون المعركة باسم الإسلام و العبودية .

 

 

 

و رد ثالث حديث :

" بئس أخو العشيرة ... " -- صحيح رواه البخارى و مسلم -- ..

 

لظنه أن هذا من المداهنة أو النفاق !

 

ناسياً أن هناك فرقاً بعيد المدى بين المداراة التى لا يستغنى عنها حكيم ، و بين المداهنة التى لا يلجأ إليها إلا منافق أو ضعيف ..

 

 

هذا و الكثير ؛ أرى أنه ليس في المقام متسع له ..

لذا سنعرض هنا - بإذن الله - بعض الكتب التى يستفاد منها في الرد على الحملات التبشيرية على السنة و كشف عوارها ..

 

سائلين المولى - عز وجل - أن يعيذنا و إياكن من مضلات الفتن ..

 

 

********

 

 

3 - الحذر من الأحاديث الموضوعة و الواهية :

....................................................

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ثقافة الداعية

 

-- السنة النبوية و تنبيهات لا بد منها --

 

 

 

................................................

3 - الحذر من الأحاديث الموضوعة و الواهية :

 

أخواتى و أحبتى في الله .. إن على الداعية كذلك أن يحذر من الأحاديث الواهية و المنكرة و الموضوعة ..

 

 

فقد حذر علماء السنة من رواية الحديث الموضوع إلا مع التنبيه عليه ، و بيان أنه موضوع ليحذر منه قارئه أو سامعه ..

 

 

قال الإمام النووى : ( تحرم رواية الحديث الموضوع مع العلم به في أى معنى كان ، سواء الأحكام و القصص و الترغيب و الترهيب و غيرها - إلا مبيناً ، أى مقروناً ببيان وضعه ؛ و ذلك لما جاء في الحديث الصحيح الذى رواه مسلم عن سمرة بن جندب مرفوعاً : " من حدث عنى بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " ) .

 

 

و كما هو معلوم فقد تخصص لهذه الأحاديث من علماء الأمة من كشف عوارها ، و وضح باطلها ، و فضح عورات الوضاع المزيفين ، فقد قيل للإمام عبد الله بن المبارك : هذه الأحاديث الموضوعة ! .. فقال : " تعيش لها الجهابذة -- أى يكشف عوارها العلماء الأفذاذ -- .

 

 

 

و قال الإمام أبو الفرج بن الجوزى : " لما لم يُمكن أحد أن يدخل في القرآن ما ليس منه ، أخذ أقوام يزيدون في حديث رسول الله ، و يضعون عليه ما لم يقل ، فكان هناك علماء يذبون عن النقل ، و يوضحون الصحيح ، و يفضحون القبيح ، و ما يُخلى الله منهم عصراً من الأعصار .. " .

 

 

 

و إذا كان الله - سبحانه - قد تكفل بحفظ القرآن الكريم من التحريف و التبديل إلى يوم البعث و الدين .. فتكفله - جل جلاله - لحفظ السنة من الدسّ و الوضع تبع لذلك .. ذلك لأن السنة النبوية مؤكدة للقرآن الكريم ، و مكملة له ، و مفصلة لما أجمل فيه ..

 

 

 

و باستطاعة كل مسلم أن يرجع إلى أى مصدر من مصادر السنة ، ليعرف بيقين درجة الحديث من حيث الصحة أو الضعف أو الوضع .. بما لا يقبل الإلتباس أو الشك ..

 

 

 

و من فضل الله على هذه الأمة أن حفظ لها مصادرها التشريعية من حين أن بزغ فجر الإسلام إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، حفظ لها هذه المصادر لأنه - سبحانه - تفضل بحفظها بوعده القاطع في قرآنه المنزل على قلب رسوله المرسل : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُون " -- الحجر : 9 --

 

 

 

هذا و نحن لا ننكر أن كثيراً من الأحاديث الواهية و الموضوعة قد تسللت إلى كثير من الكتب في مختلف العلوم من التفسير و الرقائق ، حتى في بعض كتب الفقه و الأحكام .. و من ثم دخلت على كثير من الدعاة آفة الإستشهاد بهذا النوع من الأحاديث لما فيها من الغرائب و المبالغات التى ترضى أذواق العوام ، و تثير إعجابهم ..

 

 

 

و كثيراً ما يستند هؤلاء إلى ما اشتهر من أن الأحاديث الضعيفة تجوز روايتها في فضائل الأعمال ، و مجال الترغيب و الترهيب .. و نحو ذلك .

 

 

 

علماً أن العلماء الذين أجازوا الإستشهاد بالضعيف في فضائل الأعمال لم يفتحوا الباب على مصراعيه ، و إنما وضعوا شروطاً ثلاثة :

 

1 - ألا يكون الحديث شديد الضعف بحيث يكون واهياً قريباً من الموضوع .

 

2 - أن يندرج تحت أصل شرعى معمول به ، ثابت بالقرآن الكريم أو السنة الصحيحة .

 

3 - ألا يعتقد عند الإستشهاد به ثبوته عن النبى - صلى الله عليه و سلم - ، بل يعتقد الإحتياط ..

 

 

 

و بناءً على الشرط الثالث فإنه لا يجوز للمستشهد أن يضيف الحديث الذى استشهد به إلى النبى - صلى الله عليه و سلم - بصيغة الجزم و القطع ، بل عليه أن يقول : " رُوى عن كذا ، أو نُقل عن كذا ، أو ورد عن كذا .. " و ما أشبه من صيغ التضعيف و التمريض ، و أما قوله : قال رسول الله كذا .. فمردود و غير جائز و غير لائق ..

 

 

و من هذا يتبين أن أحداً من علماء الأمة لم يفتح الباب على مصراعيه لرواية الحديث الضعيف ..

 

 

و بناءً على ما سبق نقول .. قال الله - تعالى :

" اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُم دِينَكُم وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُم نِعْمَتِى "

 

يعنى الأمر بعيد كل البعد -- و لله المنة -- عن أن نعبث في المتشابهات ، فما جاء الجزم و القطع بصحته كثير لم نحصيه بعد ..

 

فما الداعى إذن لأن نعبث فيما اشتُبِه علينا من أمور ديننا ؟!

 

أليس الأحوط و الأسلم أن نبرأ منها ؟!

 

 

 

 

تساؤل .. ؟! ؟! ؟!

 

 

 

 

************

 

 

ج - السيرة النبوية و أهميتها :

..................................

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×