اذهبي الى المحتوى
المهاجرة بنت الإسلام

عقبات في طريق الدعاة ..

المشاركات التي تم ترشيحها

عقبات في طريق الدعاة ..

و طرق معالجتها في ضوء الإسلام

 

 

أخواتى و أحبتى في الله ..

 

إن من الأمور اللازمة و الضرورية كذلك في مجال الدعوة الإسلامية ؛ أن يتعرف الداعية على العقبات التى تعترض طريق الدعاة حتى يتجنب مزالقها و مخاطرها ، و ينجو من غوائلها و مهالكها ..

 

ذلك لأن أى عقبة تعترض طريق الداعية ، قد تعوقه عن مسيرته ، و تثبط من همته ، و تصده عن غايته ، و توهن من عزيمته ، و تبدد من جهده ، و تقلل من إنتاجه ..

 

بل و ربما أقعدته عن السير في طريق الدعوة و الجهاد .. فيقعد مع القاعدين ، و يصبح في المجتمع من اليائسين المعوقين !!

 

 

و لو استعرضنا هنا أخواتى العقبات التى تعترض طريق الدعاة لوجدناها كثيرة و متنوعة :

 

فمنها : ما هى أمراض باطنية .

 

و منها : ما هى مؤثرات نفسية .

 

و منها : ما هى عوامل اجتماعية .

 

و منها : ما هى معوقات سياسية .

 

و منها : ما هى ظروف اقتصادية .

 

و منها : ما هى أسباب تربوية .

 

و منها : ما هى أخطاء تنظيمية .

 

 

فهلموا بنا سوياً في هذا الفصل نستعرض معاً هذه العقبات واحدة بعد واحدة ، واضعين للحلول العملية لتسويتها و تذليلها ... مسترشدين بتعاليم الإسلام السمحة ، و واقع الحركات الإسلامية المعاصرة ، و آراء الدعاة الناضجين المجربين .. عسى أن تكون لكِ - أختى الداعية - هدى و نبراساً في طريق الدعوة الشاااق الطويل ..

 

 

و ما أراكِ - أختى الداعية - بعد معرفتها ، و العمل على مقتضاها ، و السير على هديها .. إلا تجنبت في طريقك المزالق ، و أمنت العوائل .. و تابعت مسيرة الدعوة إلى أن تصلى إلى غايتكِ دون تعثر ، أو انزلاق ، أو فتور .. بإذن الله ..

 

 

فهلموا بنا سوياً نستعرض تلك العقبات مفصلة .. مع الحلول مبينة ، و على الله قصد السبيل و منه وحده نستمد العون و التوفيق ...

 

 

فهلا ؟!

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيكِ أخيتى الكريمة

المهاجرة بنت الإسلام

موضوع قيم ومفيد

جعله الله فى موازين حسناتك

 

متابعة معكِ ان شاء الله :wub:

منتظرينك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

*** عقبات في طريق الدعاة ***

 

1 - الأمراض الباطنية

 

 

 

أخواتى و أحبتى في الله ..

 

من المعلوم أن الداعية قد يصاب - و هو على طريق البناء و الإصلاح - بشئ من الضعف البشرى ، فيتعرض لمرض من أمراض القلب ، أو آفة من آفات النفس ، أو نزعة من نزعات الشيطان .. فيزل بعد نهوض ، أو يضل بعد هدى ، أو يرائي بعد إخلاص ، أو يغضب بعد حلم ، أو يفتر بعد عزيمة ، أو يبخل بعد كرم ، أو يتشاءم بعد تفاؤل ، أو يسكت بعد جرأة ، أو يجبن بعد شجاعة ، أو يعجز بعد صبر ، أو يتعاظم بعد تواضع ...

 

 

 

فإذا أصيب الداعية - عافانا الله و إياكن - بهذه الآفات أو ببعضها ، و لم يسارع إلى التخلص منها و معالجتها .. فإنه أشد ما يخشى عليه أن تزلّ قدمه بعد ثبوتها ، أو أن يتساقط على طريق الدعوة ، أو أن ينحرف عن جادة الإسلام .. هذا و هو يحسب أنه يحن صنعا !!

 

 

 

لذا رأيتُ أن نتعرض هنا في هذا الفصل لأهم هذه الأمراض و الآفات .. و التى قد يتعرض لمخاطرها و غوائلها الدعاة ، و ينزلق في مزالقها و أخطارها المصلحون .. عسى أن تكون لهم تبصرة و ذكرى ، و عسى أن يتابعوا مسيرة الدعوة لبناء عزة الإسلام بإيمان و عزم و استقامة و مضاء .. دون أن يصيبهم وهن ، أو يعتريهم بأس ، أو ينتابهم في العمل الإسلامى تكاسل أو فتور ..

 

و إن من أهم أمراض الدعاة ما يلى :

 

أ - الرياء .

 

ب - النفاق .

 

ج - العجب .

 

د - الغرور .

 

هـ - الكبر .

 

و - الحقد و الحسد .

 

ز - البذخ و البخل .

 

ح - حب المال و الجاه .

 

 

و سوف نتكلم هنا أخواتى - بعون الله تعالى - عن كل مرض من هذه الأمراض القلبية و النفسية بشئ من التفصيل ، و على الله قصد السبيل ، و منه وحده نستلهم التوفيق ..

 

***

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عقبات في طريق الدعاة ..

وطرق معالجتها في ضوء الإسلام

 

1 - الأمراض الباطنية

 

أ - الرياء :

 

 

الرياء هو طلب المنزلة و التعظيم عند الناس بعمل الآخرة ، كالذى يصلى ، و يصوم ، و يتصدق ، و يحج ، و يجاهد ، و يقرأ القرآن ، و يعلم .. ليعظمه الناس لذلك ، و يُثنوا عليه ، و يعتقدوا به ، و يقوموا على إكرامه و الإغداق عليه .. فذلك هو المرائي !

 

 

و قد سمى الرسول - صلى الله عليه و سلم - الرياء بالشرك الأصغر ، أو بالشرك الخفىّ ، و اعتبره من المهلكات التى تحبط العمل .

 

 

 

و الداعية الذى اعتنق التوحيد ، و آمن بالربوبية يربأ بنفسه أن يصيبه مرض الرياء ؛ ذلك لأن المرائي حين يفعل الطاعات و يتعبد كأنه يتعبد للناس .. لا لله ! و كأنه يريد بطاعته العباد .. لا رب العباد !!

 

 

 

من أجل هذا جاءت النصوص الشرعية تحذر من الرياء ، و تبين مآل المرائين الذين لا يقصدون بأعمالهم وجه الله - تعالى - ..

 

 

 

و إليكن أخواتى طاقة من هذه النصوص :

 

 

- قال - تعالى - في سورة الكهف : "فَمَن كَانَ يَرجُوا لِقَآء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلَ عَمَلاً صَالِحاً وَ لَا يُشْرِك بِعِبَادةِ رَبِّهِ أَحَدا 110 .

 

- و قال - جل جلاله - في سورة الماعون : فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِين هُم عَن صَلَاتِهِم سَاهُونَ * الَّذِينَ هُم يُرَآءُونَ * وَ يَمنَعُونَ المَاعُون .

 

 

 

- و روى مسلم في صحيحه عن أبى هريرة - رضى الله عنه - قال : " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت ، قال : كذبت ، و لكنك قاتلت لأن يقال : جرئ ! فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى في النار . و رجل تعلم العلم و علمه ، و قرأ القرآن .. فأتى به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم و علمته ، و قرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ، و لكنك تعلمت ليقال : عالم ، و قرأت القرآن ليقال : هو قارئ ! فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى في النار . و رجل وسع الله عليه ، و أعطاه من أصناف المال كله ، فأتى به ، فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما علمت فيها ؟ قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت لك فيها ، قال : كذبت ، و لكنك فعلت ليقال : هو جواد ! فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه فألقى في النار " -- صحيح مسلم -- .

 

 

- و روى أبو داود بإسناد صحيح عن أبى هريرة - رضى الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله ، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة " -- يعنى ريحها -- .

 

 

- و روى مسلم عن أبى هريرة - رضى الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقول : قال الله - تبارك و تعالى - : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معى غيرى تركته و شركه " .

 

 

 

إلى غير ذلك من هذه النصوص التى تحذر من الرياء ، و تبين مصير المرائين المشؤوم .

 

 

 

فالرياء إذن أخواتى - كما دلت عليه النصوص - هو من الشرك الأصغر ، أو الشرك الخفى ؛ بل هو من الأعمال القبيحة التى تحبط العمل ، و تخيب السعي ، و تُخرج المرائي من دائرة الإسلام ، و تطرده من رحمة الله ..

 

 

فقد قال رسول الله - صلوات الله و سلامه عليه - : " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء ، يقول الله - عز وجل - يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء ؟! " .

 

 

*****

 

 

 

نمازج و صور من الرياء :

............................

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عقبات في طريق الدعاة ..

و طرق معالجتها في ضوء الإسلام

 

 

1 - الأمراض الباطنية

 

-- الرياء --

 

 

 

..........................

* نمازج و صور من الرياء :

 

 

أختى و حبيبتى في الله .. إن للرياء أفعال يحسّ بها و يستشعرها من كان على مستوى رفيعٍ من الإيمان و الإخلاص ، و حساسية التقوى ..

 

 

و ها نحن أولاء نعرج على أهم أفعال المراءاة التى قد تتلبس ببعض الدعاة و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، لتكون لهم تبصرة و ذكرى ..

 

 

 

- فمن أفعال المراءاة : أن يصلى المسلم أمام الناس صلاة الخاشعين المُخْبِتين ، بل يتصنع في إتقانها ، و يتكلف باطمئنانها و حسن أدائها .. في حضرتهم ، فإذا ما خلا إلى نفسه ، و صلاها في بيته ، نقرها نقر الديك بلا خشوع و لا اطمئنان و لا إخبات لله رب العالمين .

 

 

 

 

- و من أفعال المراءاة : أن لا يقول المسلم كلمة الحق ، و لا يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر .. إلا حين يكون في محضر من الأصدقاء و المعارف ليروه ، و يُثنوا عليه ، و ينتظر تعظيمهم له ، و حديثهم عنه .. في غيبته و حضوره .. دون أن يقصد من عمله وجه الله ، و لا أمر الشرع .

 

 

 

 

- و من أفعال المراءاة : أن يظهر أمام أهل التقوى و الصلاح بمظهر التمسكن و التواضع ، و خفض الصوت ، و التحزن في الكلام ، و الزهد في الدنيا .. ليريهم بذلك شدة الورع و التقوى ، و الإجتهاد في العبادة ، و الإقبال على الآخرة .. دون أن يبتغى في عمله وجه الله الكريم ، و الدار الآخرة .

 

 

 

 

- و من أفعال المراءاة : أن يتكلف في استزارة كبار الشخصيات السياسية و العلمية و الدينية .. و يدعوهم إلى بيته و ضيافته .. ليقال عنه : زار فلاناً و استضافه ، و تعرف على علان و دعاه .. يبغى من وراء ذلك ثناء الناس عليه ، و احترامهم له ، و أنه أصبح اليوم ذا شخصية فذة ، و صاحب مقام معلوم .. دون أن يقصد مرضاة الله ، و مصلحة الدعوة ، و التعرف على الناس ، و التعاون معهم ، و إسداء النصح لهم ..

 

 

 

 

- و من أفعال المراءاة : أن يجعل من بيته قرة عين الزائرين ، و إثارة دهشة المستضافين .. و ذلك في زينة البيت و زخرفته ، و فرش الأثاث ، و تفنن الطعام و ألوانه .. ليقال : إن العالم الفلانى ، أو الداعية العلانى .. لا يضاهيه أحد في هندسة داره ، و تأثيث قصره ، و لذة طعامه .. دون أن يدور في خلده أن هذا مناف لزهد الدنبوة ، و عيشة السلف .. و دون أن يمر في خاطره أنه في عمله هذا يقصد اعتبار الناس ، لا رب الناس !!!

 

 

 

تلكم أهم الصور و النمازج في أفعال المراءاة التى تتسلل إلى بعض العلماء و الدعاة من حيث يدرون أو لا يدرون .. فيقعون في حبائل الشرك الأصغر ، و يتخبطون في أوحال المصانعة و المراءاة ..

 

 

و لا شك - أخواتى الداعيات - أننا حين نخلوا بيننا و بين الله لنحاسب أنفسنا ، و ننظر إلى أعمالنا .. فإن وجدنا أننا قصدنا عند البدء بالعمل ، و في أثنائه .. غير الله ، و أردنا مرضاة العباد .. فلنتب إلى الله ، و لنقلع فوراً عن المراءاة ، و لنجتهد في أن نبعد عن أنفسنا دبيب الشرك الخفى ، و عن بيتنا مظاهر الحضارة الزائلة ، و نصحح قبل البدء بالعمل النية و القصد .. ذلك لنكون - بعون الله - من عباد الله المخلصين ، و أصفيائه المتقين ..

 

 

فاللهم آمين ..

 

 

*******

 

 

 

 

ما هو علاج الرياء ؟

.....................

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاك الله خيرا غاليتي

 

على توضيح هذه العقبات

 

في انتظارك ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انتظرونى ..

حتى الحق بركبكم.. فأنا فى اشد الحاجه لهذه الرقائق التى ترقق قلوبنا.. وترزقها الاخلاص والفهم..

بوركتِ اختنا المهاجره بدأتى بأولى الخطوات ....

كتبت ردى على عجاله وبأذن الرحمن لى عوده دعواتكنّ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بوركت حبيبتي المهاجرة نفع الله بك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عقبات في طريق الدعاة ..

و طرق معالجتها في ضوء الإسلام

 

1 - الأمراض الباطنية

 

أ- الرياء

 

 

........................

ما هو علاج الرياء ؟

 

 

أخواتي و أحبتي في الله .. إن علاج الرياء في نظر الإسلام يكون في وسيلتين هامتين أساسيتين :

 

الأولى : في اقتلاع جذوره من النفوس .

الثانية : في دفع ما يخطر له في الحال .

 

 

* أما في اقتلاع جذوره من النفوس :

 

فاعلمي - أختى الداعية - أن أصل الرياء هو حب لذة الحمد و الفرار من الذم ، و مرضاة الناس ، و يشهد لذلك ما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعرى أنه قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه و سلم - فقال : يا رسول الله ، أريت الرجل يقاتل شجاعة ، و يقاتل حمية ، و يقاتل رياءً ؛ فأى ذلك في سبيل الله ؟ فقال : " من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو في سبيل الله " - اللؤلؤ و المرجان (2/260) برقم (1243) - .

 

فمعنى قول الرجل " يقتل شجاعة " أى ليذكر و يحمد ؛ و معنى قوله " يقاتل حمية " أى يأنف أن يقهر و يذمّ ، و معنى قوله " يقاتل رياء " أي ليُرى مكانه ..

 

و هذا معناه حب الجاه و المنزلة ، و لذة الحمد ، و الفرار من الذم ، و مراضاة الناس ، و قد لا يشتهي الإنسان الحمد ، و لكنه يحذر من الذم ، كالجبان بين الشجعان فإنه يثبت و لا يفرّ لئلا يُذم ، أو المتعالم الذى يُفتي بغير علم خوفاً من الذمّ و الإتهام بالجهل .. فهذه الأمور هى التي تحرك إلى المراءاة ، و تدفع إلى المصانعة .

 

و معالجة الرياء تكون - بإذن الله - في اتباع الخطوات التالية :

 

1 - تعميق مراقبة الله - عز و جل - في نفسية الداعية : و ذلك أن يضع الداعية في تصوره قوله - تبارك و تعالى - : " الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُوم * وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِين " - الشعراء 219:218 - ، و قوله - عليه الصلاة و السلام - حين سُئل عن الإحسان : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " - جزء من حديث رواه مسلم (1)كتاب الإيمان - .

 

و كيفية المراقبة : أن يراقب الداعية نفسه قبل البدء بالعمل ، و في أثنائه .. هل كان تحركه لتبليغ دعوة الله من أجل حظوظ النفس ، و ابتغاء الثناء و الذكر ، أم كان المحرك هو مرضاة الله ، و ابتغاء ثوابه ؟

 

فإن كان لله - عز و جل - مشى في العمل و أمضاه ، و إن كان يقصد المراءاة ؛ أحجم عنه ، و حرر نيته ، و عقد العزم على أنه يستأنف عمله فيما بعد على أفضل ما يكون من التجرد و الإخلاص ، و ابتغاء رضوان الله ، و إسلام الوجه لرب العالمين .

 

2 - أن يتصور دائماً آمال المرائين و مصيرهم : حين يتصور الداعية أن الرياء مضرّ له في الحال ، و في المآل ، و أنه خطر عليه في دينه و دنياه ، و أنه محبط لعمله في كدّه و مسعاه ؛ سُهّل عليه اجتنابه و التحرر منه ، و قطع عنه الميل إليه و الرغبة فيه ، كمن يتصور أن العسل الذى وُضِعَ أمامه فيه سمّ زعاف ؛ كيف يفعل ؟ لا شك أنه يُعرض عنه ، و ينفر منه ؛ تحيباً من الخطر ، و توقياً من الهلاك .

 

و هل يغيب عن أهاننا - أخواتي الداعيات - ما يفعله الرياء ؟

و ما يتعرض له المرائي في الآخرة من العذاب و المقت و الخزى و الفضيحة ؟

و ما يفوته على نفسه من صلاح النفس ، و إرضاء الرب ، و إشراقة الروح ، و الفوز بالجنة ، و النجاة من النار ؟

 

هذا مع ما يتعرض له في الدنيا من زيادة في الهمّ ، و استشراف للنفس ، و نصَبٍ في المراءاة ، و حرص على الدنيا ، و تطلع إلى الذكر و الجاه ..

 

فإذا وقر في نفس الداعية كل هذا .. فترت رغبته عن الرياء ، و أقبل على الله بقلبه ، و حرر النية في كل أعماله ، و سعى جاهداً ليحظى برضوان الله - عز و جل - ، حتى إذا أتى ربه .. كان في مجمعٍ من النبيين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحيم و حسن أولئك رفيقا .

 

3 - أن يطبع نفسه على إخفاء الأعمال : و ذلك في الأعمال التى يمكن أن يسرّ بها ، و يفعلها بعيداً عن أعين الناس ؛ كصلاة النافلة ، و الصيام ، و التصدق ، و تلاوة القرآن ، و ذكر الله ، و غير ذلك ، فإخفاء هذه الأعمال و ما يشابهها أسلم لنفسه ، و أحوط لدينه ، و أبعد له عن المراءاة ..

 

اللهم إلا كان العمل ما لا يتمكن صاحبه أن يفعله إلا في ظاهراً ، و أمام أعين الناس ، كتعلم العلم و تعليمه ، و الصلاة مع الجماعة في المسجد ، و الخروج لأداء فريضة الحج ، أو للجهاد لإعلاء كلمة الله ، و نحو ذلك .. فمن خاف من الرياء في حال فعل شئ من هذا فلا يجوز له شرعاً أن يتركه بحجة المراءاة ، بل واجب عليه أن يفعله ، ثم يجتهد مخلصاً في دفع الرياء عن نفسه ، و ذلك بتحرير النية ، و التوجه إلى الله ، و الإستعانة به في أن يسير في طريق الإخلاص و الإستقامة ، و معاهدته على ذلك .. و الله - سبحانه - لا يخيب داعياً ، و لا يردّ سائلاً ، و لا يتخلى عن عبدٍ منيب مقبل إليه ، معتمد عليه .

 

 

 

تلكم - أخواتي الداعيات - أهم الخطوات في اقتلاع الرياء من القلوب ، و اجتثاثه من النفوس ، فاجتهدن على أن تأخذن بأحسنها ، لتكن - بتوفيق الله - من الذين إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون .

 

 

* أما دفع ما يخطر له في الحال :

.....................................

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك

 

اللهم نق قلوبنا من النفاق واعمالنا من الرياء والسنتنا من الكذب

 

اعجبني توقيعك

اللهم انصر الاسلام والمسلمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عقبات في طريق الدعاة ..

و طرق معالجتها في ضوء الإسلام

 

1- الأمراض الباطنية

 

أ - الرياء

 

 

......................

ما هو علاج الرياء :

 

* أما دفع ما يخطر له في الحال :

فاعلمي - أختي الداعية - أنكِ إذا جاهدتِ نفسكِ في اقتلاع مغارس الرياء من قلبك ، و وضعتِ مصير المرائين و مآلهم في تصورك ، و ظللتِ تراقبين الله - عز و جل - في جهركِ و سرك ، و عودتِ نفسكِ على إخفاء الطاعة فيما يمكن إخفاؤه من أعمالك ..

 

فلا شك أن الرياء - بإذن الله - ينفصم منك ، و تتقطع خواطره عنكِ ، و تصبحين عند الله - تعالى - من المتقين الأبرار ، و المخلصين الأخيار .

 

و لكن عليكِ - أختي الداعية - أن تعلمي أن الشيطان متربّص لكِ بالمرصاد ، و أن نزغات النفس الأمارة قد تعاودكِ فترة بعد فترة ، و أن شهوة حمد الناس ، و ثنائهم قد تعتريكِ حيناً بعد حين .. فما العمل إذا عُرض لكِ عارض الرياء و خطراته ؟

 

العمل أن تدفعي ما يخطر لكِ في الحال ، و ذلك بتساؤلكِ نفسكِ بهذا التساؤل : الله وحده عالم بحالي ، و مطلع على أعمالي ، مالي و للخلق علموا بعملي أن لم يعلموا ؟ مالي و للعباد اطلعوا على طاعاتي أم لم يطلعوا ؟ مادمت أعمل لله ، و أبتغي مرضاته ، و أطمع في جنته و ثوابه .

 

فإن هاجت الرغبة فيكِ إلى آفة الحمد ، و استشرفت في نفسكِ ثناء الناس .. فذكريها بآفات الرياء ، و مصير المرائين ، و أحوالهم في جهنم ، و انفضاحهم يوم العرض على الله .. فإن كنتِ متحسسة متيقظة .. فسرعان ما تنقلب الرغبة إلى كراهية ، و الإستشراف إلى نفور ، و سرعان ما تندفع عنكِ خطرات الرياء ، و نزغات النفس الأمارة .. و الله المستعان ، و هو الموفق للإخلاص ، و المثبت على الإيمان .

 

 

 

 

تساؤلات تريد الداعية الإجابة عليها :

...........................................

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ المهاجرة الحبيبة

وجزاكِ الجنة ،،

 

:

 

متابعة إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عقبات في طريق الدعاة ..

و طرق معالجتها في ضوء الإسلام

 

1- الأمراض الباطنية

 

أ - الرياء

 

 

...........................................

تساؤلات تريد الداعية الإجابة عليها :

 

أ- تتساءل الداعية أحياناً أنها إذا عملت عملاً، وقصدت به وجه الله، و أصبح الناس يتحدثون به، و يثنون عليه، فوجدت في ذلك سروراً في نفسها : هل يعد هذا السرور الذي عرض لها من المراءاة ؟

 

نقول : لما كان قصدها في العمل - بادئ ذي بدء - الإخلاص لله، و ابتغاء مرضاته، ثم اطلع الناس على بعض أعمالها و طاعاتها، و ذهبوا يمتدحونها، ويثنون عليها، و ينقلون إلى الآخرين أخبارها الصالحة .. و حصل لها سرور من جراء ما أُخبرت وما سمعت .. فهذا الذي حصل ليس من الرياء في شئ، بل هو عاجل بشرى المؤمن في الدنيا كما ثبت في الحديث الصحيح .. فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر - رضى الله عنه - قال : قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، و يحمده الناس عليه؟ قال : " تلك عاجل بشرى المؤمن " -- صحيح مسلم كتاب البر (166) -- .

 

و هذا معنى قوله - تعالى - كما جاء في سورة يونس : " أَلَآ إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِم وَ لَا هُم يَحْزَنُون*62* الَّذينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُون*63* لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الآخِرَةِ لَا تَبْدِيل لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظيم " .

 

أما إذا استشرف هذا السرور، و هذه البشرى قبل العمل، و كان كل همها إطلاع الناس عليه حتى يمدحونها و يعظمونها و يقضون حوائجها.. فهذا - ولا شك - من الرياء - أعاذنا الله منه - .

 

 

ب - وتتساءل الداعية :

..........................

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
جزاكى الله خيراً أختى المهاجرة

وإياكِ يا سلوةَ الأيام :)

ولكننى كثيرا ما أعتقد أن العمل الذى يخالطه السرور فيه شيئا من الرياء

أعتقد الفرق قد اتضح إذن بعدما قرأتِ، وهو كله يكمن في كلمتين فقط:

 

قبل..

إذا استشرف هذا السرور، و هذه البشرى قبل العمل،... فهذا من الرياء

ويعني هنا باستشراف السرور قبل العمل؛ الإقدام عليه لتحقيق أي شكل من أشكال المصالح الشخصية للفرد - كمحبة ثناء الناس وتعظيمهم له ومدحهم -، لا السرور بالإقدام على فعل الخير نفسه.

 

وبعد..

إذا كان قصدها في العمل - بادئ ذي بدء - الإخلاص لله،.. ثم حصل لها سرور من جراء ما أُخبرت وما سمعت... فهذا ليس من الرياء في شئ.

 

ثم إن السرور الذي نتكلم عنه هنا يا عزيزتي ليس السرور الذي يعتريه عجب وتكبر؛ وإنما السرور الفطري البريئ المحفز للإستمرار في العمل.

 

أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عقبات في طريق الدعاة..

وطرق معالجتها في ضوء الإسلام

 

1- الأمراض الباطنية

 

أ- الرياء

 

 

.........................................

تساؤلات تريد الداعية الإجابة عليها:

 

ب- ويتسائل بعضهن: هل للداعية هل أن تترك تبليغ الدعوة، وتستنكف عن العمل الإسلامي إذا لم تأنس من نفسها الإخلاص؟

 

وهنا نقول: سبق أن ذكرنا قبل قليل أن هناك من الأعمال ما لا يمكن الإسرار بها: كتعلم العلم وتعليمه، وتبليغ الدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،... الخ، فهذه الأعمال ونحوها يؤديها المسلم -كما هو معلوم- جهرًا لا سرًا، ويمارسها علنًا لا خفية.

 

وأحيانًا يأتي الشيطان، ويتلبس الداعية، ليصرفه بوسوسته عن القيام بمسؤوليته في تبليغ الدعوة، وأداء رسالة الإسلام، بحجة أنه معرض فيما يدعو إلى خطرات الرياء، واستشراف شهوة الحمد والثناء، في جميع لقاءاته واجتمعاته ومحاضراته، وحله وترحاله..

 

فنقول: إذا قعد الدعاة عن مسؤولية الدعوة، وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفريضة العمل لعزّ الإسلام، بحجة أنهم معرضون لآفات الرياء، واستشراف الحمد والثناء.. من يبقى ليجمع الناس على الخير؟! ومن يتصدى لتحديات الأعداء؟! ومن يجاهد بلسانه ونفسه لإعزاز دين الله؟!

 

حتمًا لن يبقى أحد.. لأن كل داعية معرض -بحكم أنه بشر- لخطرات النفس الأمارة، ووساوس الشيطان الآثمة، وحتمًا.. أن كل من يتصدى للعمل الإسلامي قد يقوى أحيانًا، ويضعف أحيانًا، وهذه الظاهرة من الخطرات هي من طبيعة البشر، فما دام الداعية من البشر فهو ليس ملكًا مبرءًا، ولا نبيًا معصومًا، بل هو معرض للخطأ، ومحتمل منه الوقوع في المعصية، ولكن.. حين يقع في الخطأ، ويتعرض للمعصية؛ ينبغي عليه أن يبادر إلى التوبة الصادقة النصوح، ليخرج من ذنوبه كما ولدته أمه، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائل: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".

 

نعم نقول للداعية: امضي على بركة الله في تبليغ الدعوة، والعمل للإسلام، ولا يقعدنكِ عن أداء مسؤوليتكِ خطرات النفس، وشهوة الحمد، ووساوس الشيطان، ولكن عليكِ أن تحرري النية قبل البدء بالعمل، وتراقبي المولى -سبحانه- في أثنائه، ثم بعد أن تفرغي من عملكِ؛ تكون لكِ خلوات بينكِ وبين الله، ففي هذه الخلوات تتأملين في كل ما قمتِ به من عمل، وتسائلين نفسكِ: هل كان عملي لله؟ هل أسلمت وجهي لرب العالمين؟ هل كنت مخلصة فيما دعوت الناس إليه؟

 

فإن وجدتِ خيرًا فاحمدي الله، واطلبي منه المزيد، وإن رأيتِ خلاف ذلك؛ فتوبي إلى الله، وجاهدي نفسكِ -وأنتِ مستمرة في الدعوة-، حتي تصلي في نهاية المطاف إلى منازل الدعاة المخلصين، والعلماء العاملين المتقين -إن شاء الله-.

 

ثم إن المؤمن ينبغي أن يكون له وقت في أول النهار يشارط فيه نفسه، ويعاهدها على إصلاح النية، والإخلاص، وأداء الحقوق، وكذلك ينبغي أن يكون له ساعة يخلو فيها إلى نفسه في آخر النهار، يحاسبها على جميع ما كان منها، فإن رأى خيرًا فليحمد لله على ما سدد ووفق، ويسأله دائمًا التثبيت والمزيد، وإن رأى غير ذلك؛ فليبادر إلى التوبة الصادقة، والندم والإستغفار، ويعاهد الله على أن لا يعود، ويسأل مولاه الحفظ والرعاية والإستقامة وحسن الخاتمة..

 

وهذا ما توجه إليه الآية الكريمة: "يَآ أّيُّهَا الَّذِينَ ءّامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُر نَفْسٌ مَّا قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون" -الحشر:18-.

 

وهذا ما دعا إليه الخليفة الراشد عمر الفاروق -رضى الله عنه- حين قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتهيّؤوا للعرض الأكبر {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُم خَافِيةٌ} -الحاقة:18-".

 

فحذار -أختي الداعية- أن تقعدي عن أداء مسئوليتكِ في تبليغ الدعوة، والعمل لعز الإسلام، بحجة تزكية النفس، والتربية على التحرر من الرياء؛ لأن ذلك مزلق شيطاني يصدكِ عن الواجب الأكبر في إعزاز دين الله في عصر التحديات والتآمر على الإسلام.

 

فراقبي المولى -أختي الداعية-، وحاسبي دائمًا نفسكِ، وسيري بعزم ومضاء في تبليغ الدعوة، والجهاد الإسلامي- على بركة الله-، فالله وحده هو الذي يتولاكِ، ويسدد خطاكِ، ويثبتكِ في متقلبكِ ومثواكِ.

 

 

*****

 

 

 

ج- وتتسائل أخريات:

.......................

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×