اذهبي الى المحتوى
المهاجرة بنت الإسلام

عقبات في طريق الدعاة ..

المشاركات التي تم ترشيحها

عقبات في طريق الدعاة..

وطرق معالجتها في ضوء الإسلام

 

1- الأمراض الباطنية

 

أ- الرياء

 

 

............................................

تساؤلات تريد الداعية الإجابة عليها:

 

ج- وتتسائل أخريات: هل تكون الداعية مرائية إذا تنشطت للعبادة -على خلاف عادتها- حين تكون مع أقوام صالحين يتهجدون ويصومون، ويذكرون الله ويستغفرون؟

 

نقول: إن تنشط الداعية للعبادة على خلاف عادتها مع قوم صالحين لا يعد رياءً على الإطلاق، ذلك لأن كل مؤمن يرغب في الإستزادة من النوافل، والإكثار من الطاعات، ولكنه قد تعوقه العوائق، وتشغله المشاغل في لحظات ضعفه وخلوه بنفسه، فحين يكون مع قوم مؤمنين ربانيين ينشطون للطاعة، ويقبلون بكليتهم على العبادة؛ فإنه يتأسى بهم، وينشط مثلهم، ويعمل كعملهم، ففي مثل هذه الأحوال قد يوسوس له الشيطان، ويزين له المراءاة، كأن ينفث في نفسه: "إذا عملت غير عملك المعتاد وأكثرت من النوافل والطاعات أمام الناس كنت مرائيًا.. "..

 

لذا فلا ينبغي بالداعية أن تلتفت إلى وساوس الشيطان، ومزالقه المغوية، وإنما ينبغي لها أن تنظر إلى نيتها الصالحة، وقصدها الطيب إذا أرادت من الإستكثار في العبادة والإقبال عليها النشاط والإستزادة تأسيًا بأولئك الصالحين الذين لا يشقى بهم جليسهم. ورحم الله من قال:

 

تشبهوا بالقومِ إن لم تكونوا مثلهم... إن التشبه بالكرام فلاح!

 

ومما يشهد لما ذكرناه حديث رواه الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- واللفظ لمسلم: "إن لله -تبارك وتعالى- ملائكة سيارة فُضْلَا يتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكر قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضًا بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء؛ قال: فيسألهم الله -عز وجل- وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادك في الأرض يسبحونك، ويكبرونك، ويهللونك، ويحمدونكـ، ويسألونك. قال: فما يسألوني؟ قالوا: يسألونك الجنة. قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا أىْ ربَّ. قال: فكيف لو رأوا جنتي! قالوا: ويستجيرونك. قال: ومم يستجيروني؟ قالوا: من نارك يا رب. قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا. قال: فكيف لو رأوا ناري! قالوا: ويستغفرونك. قال: فيقول: قد غفرتُ لهم وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا. قال: فيقولون: رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم! قال: فيقول: وله غفرتُ هم القوم لا يشقى بهم جليسهم".

 

فإذا كان الخطاء المذنب أخواتي الداعيات -كما يوجه الحديث- قد شملته مغفرة الله ورحمته بفضل صحبة الذاكراين والسائلين أصحاب القدوة.. فكيف بمن هو صالح في ذاته، مستقيم في سلوكه ويريد أن يستكثر من الخير والطاعة بفضل مجالستهم، والتأسي بهم؟؟؟ لا شك أن الأجر له أكبر، والرحمة الربانية الغامرة لشخصه أعظم..

 

إذن مما ذكرناه يتبين لنا أن النشاط في العبادة، والإستزادة منها بصحبة الصالحين؛ ليس من المراءاة في شئ، ومدار هذا كله يعود إلى النية الصالحة، والقصد الطيب.

 

 

وإلى هنا -أخواتي الداعيات- نكون قد انتهينا من الكلام في أول مرض من الأمراض الباطنية التي تعترض سبيل الدعاة، ألا وهو مرض الرياء، وقد تناولنا فيها النقاط التالية:

 

1- تعريف الرياء، والتحذير منه.

2- صور ونمازج حية من الرياء.

3- علاج الرياء.

4- تساؤلات تريد الداعية الإجابة عليها.

 

 

وأخيرًا.. أرحب باستفساراتكن حول ما ذكرنا، وإضافاتكن وخبراتكن في العمل الدعوى، وذلك قبل أن ننتقل إلى المرض التالي من الأمراض الباطنية التي تعترض سبيلنا في الدعوة، ألا وهو: مرض العجب.

 

سائلة المولى -عز وجل- أن يجنبني وإياكن وسائر العاملين في الحقل الإسلامي الرياء،ومزالقه الخطيرة، وخطراته الآثمة، لتكون أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، إنه بالإجابة جدير.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عقبات في طريق الدعاة..

وطرق معالجتها في ضوء الإسلام

 

1- الأمراض الباطنية

 

ب- العُجب

 

...........

ب- العُجب:

 

قيل في تعريف العجب: "العجب هو استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المُنْعِم".

 

وبناءً على هذا تعريف نقول: إن المعجب بنفسه هو من أعطاه الله علمًا، أو جاهًا، أو قوة، أو جمال هيئة، أو نسبًا، أو مالًا، أو كثرة أولاد، أو عقلًا وفطانة.. أعطاه هذا أو بعضًا من هذا ثم لا يخاف ما أعطاه الله من نعمة زوالها، ولا ينسب هذه النعمة إلى مُوهبها وهو الله -عز وجل-، بل ينظر إلى كونها كمالًا له يفرح به ويطمئن إليه، كأنه يرى أنه شئ يستحقه ولا فضل لله عليه، بل هو كمال لا يزول عنه، وهذا هو هو المُعْجَب.

 

وبالتأمل نجد ذم المُعْجب في القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وأقوال السلف:

 

* أما القرآن فيقول الله -تعالى- في أكثر من آية: "وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙإِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ "(1)، قال ذلك في معرض الإنكار على إعجابهم بالكثرة.

 

" ۖوَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖوَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚيُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ"(2)، فعاقب اليهود لإعجابهم بحصونهم وشوكتهم.

 

"قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا "(3)، وهذا أيضًا مرده إلى العجب بالعمل.

 

* وأما السنة النبوية فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ذم العجب في أكثر من حديث نذكر منها:

- ما رواه الشيخات عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "بينما رجل يتبختر في بُرْدَته -أي ثوبه الجميل- إذ أعجبته نفسه، فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها (4) إلى يوم القيامة"(5)، وهذا هو الإعجاب بالثوب والمال.

 

- وما ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام: " ثلاث مهلكات: هوى متبع، و شح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه"(6)، وهذا هو الإعجاب بالنفس.

 

*وأما ما ورد عن السلف (7) في ذم العجب:

- قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "الهلاك في شيئين: العجب، والقنوط".

-وقال مطرف -رحمه الله- لأن أبيت نائمًا وأصبح نادمًا، أحب إلي من أن أبيت قائمًا -مصليًا- وأصبح معجبًا".

-وقيل في الحكم: "لأن تضحك وأنت معترف بذنبك، خير من أن تبكي وأنت مدِلّ بعملك".

 

إذن أخواتي الداعيات قد تبين لنا أن العجب مذموم بصريح القرآن والسنة وأقوال الأئمة، والآن سنتعرف على أبواب دخول العجب علي الداعية حتى تكون على بصيرة من أمرها فتابعوا معنا..

 

كيف يدخل العجب على الداعية؟

...................................

 

_______________________________________

 

(1) سورة التوبة الآية: 25.

(2) سورة الحشر الآية: 2.

(3) سورة الكهف الآيات: 103-104.

(4) المراد يتحرك إلى أسفل في اضطراب شديد.

(5) انظري اللؤلؤ والمرجان 36/3 برقم 1351.

(6) حسن/ صحيح الجامع.

(7)ارجعي إلى كتاب "مختصر منهاج القاصدين" ص 243.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×