اذهبي الى المحتوى
*محبة الرحمن*

Oo|| حــمــلة الاســتعداد لِـرمــضان ||oO

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

محبة الحبيبة أنتِ الأحلى غاليتي :)

سُعدت بمروركِ وبطلتك علينا ..

 

أم رقيّة الحبيبة ، حُييتِ بيننا ونتمنى لكِ ولكافة الأخوات المتعة والفائدة والإفادة :)

 

وأحببتُ أن أذكّركن ونفسي بالدعاء لكلّ من ساهمت بهذه الحملة أن يجزيها الله كل الخير ويجعل ما تقدّمه صدقة جارية لها ..

سواء أم عمر78 أو مرام راجح أو نبض الأقصى الحبيبات والغاليات وغيرهنّ من أخواتنا الفاضلات :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

تمّ بحمد الله إدراج دروس اليوم الثاني عشر لحملتنا ..

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس الثاني عشر التابع لموضوع ( وقفات وعِبر + فلاشات + ورد يومي للقرآن )

 

12-96.gif

الـدرس الثاني عشر مـن حـملـة الاســـتعــداد لِـرمضــان

12-96.gif

 

 

1_105.gifمن قصص العائدون إلى الله !! 1_105.gif

 

توبة امرأة مغربية بعد إصابتها بالسرطان وشفائها منه في بيت الله

 

(ليلى الحلوة) امرأة مغربية، أصيبت بالمرض بالسرطان، فعجز الأطباء عن علاجها، ففقدت الأمل إلا بالله الذي لم تكن تعرفه من قبل، فتوجهت إليه في بيته الحرام، وهناك كان الشفاء، والآن -عزيزي القارئ- أتركك مع الأخت ليلى لتروي تفاصيل قصتها بنفسها، فتقول:

منذ تسع سنوات أصبتُ بمرض خطير جداً، وهو مرض السرطان، والجميع يعرف أن هذا الاسم مخيف جداً وهناك في المغرب لا نسميه السرطان، وإنما نسميه (الغول) أو (المرض الخبيث).

أصبتُ بالتاج الأيسر، وكان إيماني بالله ضعيفاً جداً، كنتُ غافلة عن الله تعالى، وكنت أظن أن جمال الإنسان يدوم طوال حياته، وأن شبابه وصحته كذلك، وما كنت أظن أبداً أني سأصاب بمرض خطير كالسرطان، فلما أصبتُ بهذا المرض زلزلني زلزالاً شديداً، وفكرت في الهروب، ولكن إلى أين؟! ومرضي معي أينما كنت، فكرت في الانتحار، ولكني كنتُ أحب زوجي وأولادي، وما فكرت أن الله سيعاقبني إذا انتحرت، لأني كنت غافلة عن الله كما أسلفت.

وأراد الله سبحانه وتعالى أن يهديني بهذا المرض، وأن يهديني بي كثيراً من الناس فبدأت الأمور تتطور.

لما أصبتُ بهذا المرض رحلت إلى بلجيكا، وزرت عدداً من الأطباء هناك، فقالوا لزوجي لابدّ من إزالة الثدي.. وبعد ذلك استعمال أدوية حادّة تُسقط الشعر وتزيل الرموش والحاجبين، وتعطي لحية على الوجه، كما تسقط الأظافر والأسنان، فرفضتُ رفضاً كلياً، وقلت: إني أفضل أن أموت بثديي وشعري وكل ما خلق الله بي ولا أشوّه، وطلبتُ من الأطباء أن يكتبوا لي علاجاً خفيفاً ففعلوا. فرجعتُ إلى المغرب، واستعملتُ الدواء فلم يؤثر علىّ ففرحتُ بذلك، وقلت في نفسي: لعل الأطباء قد أخطئوا، وأني لم أصب بمرض السرطان.

ولكن بعد ستة أشهر تقريباً، بدأت أشعر بنقص في الوزن، لوني تغير كثيراً وكنت أحس بالآلام، كانت معي دائماً، فنصحني طبيبي في المغرب أن أتوجه إلى بلجيكا، فتوجهت إلى هناك.

وهناك، كانت المصيبة، فقد قال الأطباء لزوجي: إن المرض قد عمّ، وأصيبت الرئتان، وأنهم الآن ليس لديهم دواء لهذه الحالة.. ثم قالوا لزوجي من الأحسن أن تأخذ زوجتك إلى بلدها حتى تموت هناك.

فُجِعَ زوجي بما سمع، وبدلاً من الذهاب إلى المغرب ذهبنا إلى فرنسا حيث ظننا أننا سنجد العلاج هناك، ولكنا ولم نجد شيئاً، وأخيراً حرصنا على أن نستعين بأحد هناك لأدخل المستشفى وأقطع ثديي وأستعمل العلاج الحاد.

لكن زوجي يذكر شيئاً كنا قد نسيناه، وغفلنا عنه طوال حياتنا، لقد ألهم الله زوجي أن نقوم بزيارة إلى بيت الله الحرام، لنقف بين يديه سبحانه ونسأله أن يكشف ما بنا من ضرّ، وذلك ما فعلنا.

خرجنا من باريس ونحن نهلل ونكبر، وفرحتُ كثيراً لأنني لأول مرة سأدخل بيت الله الحرام، وأرى الكعبة المشرفة، واشتريتُ مصحفاً من مدينة باريس، وتوجهنا إلى مكة المكرمة.

وصلنا إلى بيت الله الحرام، فلما دخلنا ورأيتُ الكعبة بكيتُ كثيراً لأنني ندمت على ما فاتني من فرائض وصلاة وخشوع وتضرع إلى الله، وقلت: يا رب.. لقد استعصى علاجي على الأطباء، وأنت منك الداء ومنك الدواء، وقد أغلقتْ في وجهي جميع الأبواب، وليس لي إلا بابك فلا تغلقه في وجهي وطفتُ حول بيت الله، وكنت أسأل الله كثيراً بأن لا يخيبني، وأن يخذلني، وإن يحيّر الأطباء في أمري.

وكما ذكرت آنفاً، فقد كنت غافلة عن الله، جاهلة بدين الله، فكنت أطوف على العلماء والمشايخ الذين كانوا هناك، وأسألهم أن يدلوني على كتب وأدعية سهلة وبسيطة حتى أستفيد منها، فنصحوني كثيراً بتلاوة كتاب الله والتضلع من ماء زمزم -والتضلع هو أن يشرب الإنسان حتى يشعر أن الماء قد وصلى أضلاعه- كما نصحوني بالإكثار من ذكر الله، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم.

شعرت براحة نفسية واطمئنان في حرم الله، فطلبتُ من زوجي أن يسمح لي بالبقاء في الحرم، وعدم الرجوع إلى الفندق، فأذن لي.

وفي الحرم كان بحواري بعض الأخوات المصريات والتركيات كنَّ يرينني أبكي كثيراً، فسألنني عن سبب بكائي فقلت: لأنني وصلتُ إلى بيت الله، وما كنت أظن أني سأحبه هذا الحب، وثانياً لأنني مصابة بالسرطان.

فلازمنني ولم يكن يفارقنني، فأخبرتهن أنني معتكفة في بيت الله، فأخبرن أزواجهن ومكثن معي، فكنا لا ننام أبداً، ولا نأكل من الطعام إلا القليل، لكنا كنا نشرب كثيراً من ماء زمزم، والنبي صلى الله عليه وسلم، يقول: (ماء زمزم لما شرب له)، إن شربتَه لتشفى شفاك الله، وإن شربته لظمأك قطعه الله، وإن شربته مستعيذاً أعاذك الله، فقطع الله جوعنا، وكنا نطوف دون انقطاع، حيث نصلي ركعتين ثم نعاود الطواف، ونشرب من ماء زمزم ونكثر من تلاوة القرآن، وهكذا كنا في الليل والنهار لا ننام إلا قليلاً، عندما وصلتُ إلى بيت الله كنت هزيلة جداً، وكان في نصفي الأعلى كثير من الكويرات والأورام، التي تؤكد أن السرطان قد عمّ جسمي الأعلى، فكنّ ينصحنني أغسل نصفي الأعلى بماء زمزم، ولكني كنت أخاف أن ألمس تلك الأورام والكويرات، فأتذكر ذلك المرض فيشغلني ذلك عن ذكر الله وعبادته، فغسلته دون أن ألمس جسدي.

وفي اليوم الخامس ألحّ عليّ رفيقاتي أن أمسح جسدي بشيء من ماء زمزم فرفضتُ في بداية الأمر، لكني أحسستُ بقوة تدفعني إلى أن آخذ شيئاً من ماء زمزم وأمسح بيدي على جسدي، فخفت في المرة الأولى، ثم أحسست بهذه القوة مرة ثانية، فترددت ولكن في المرة الثالثة ودون أن أشعر أخذت يدي ومسحت بها على جسدي وثديي الذي كان مملوءاً كله دماً وصديداً وكويرات، وحدث ما لم يكن في الحسبان، كل الكويرات ذهبت ولم أجد شيئاً في جسدي، لا ألماً ولا دماً ولا صديداً.

فاندهشتُ في أول الأمر، فأدخلت يدي في قميصي لأبحث عما في جسدي فلم أجد شيئاً من تلك الأورام، فارتعشتُ، ولكن تذكرتُ أن الله على كل شيء قدير، فطلبت من إحدى رفيقاتي أن تلمس جسدي، وأن تبحث عن هذه الكويرات، فصحن كلهن دون شعور: الله أكبر الله أكبر.

فانطلقتُ لأخبر زوجي، ودخلتُ الفندق، فلما وقفتُ أمامه مزقتُ قميصي وأنا أقول، انظر رحمة الله، وأخبرته بما حدث فلم يصدق ذلك، وأخذ يبكي ويصيح بصوت عالٍ ويقول: هل علمتِ أن الأطباء أقسموا على موتك بعد ثلاثة أسابيع فقط؟ فقلت له: إن الآجال بيد الله سبحانه وتعالى ولا يعلم الغيب إلا الله.

مكثنا في بيت الله أسبوعاً كاملاً، فكنت أحمد الله وأشكره على نعمه التي لا تُحصى، ثم زرنا المسجد النبوي بالمدينة المنورة ورجعنا إلى فرنسا.

وهناك حار الأطباء في أمري واندهشوا وكادوا يُجنّون، وصاروا يسألونني هل أنت فلانة؟! فأقول لهم: نعم –بافتخار- وزوجي فلان، وقد رجعت إلى ربي، وما عدت أخاف من شيء إلا من الله سبحانه، فالقضاء قضاء الله، والأمر أمره.

فقالوا لي: إن حالتك غريبة جداً وإن الأورام قد زالت، فلابد من إعادة الفحص.

أعادوا فحصي مرة ثانية فلم يجدوا شيئاً وكنت من قبل لا أستطيع التنفس من تلك الأورام، ولكن عندما وصلت إلى بيت الحرام وطلبت الشفاء من الله ذهب ذلك عني.

بعد ذلك كنتُ أبحث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وعن سيرة أصحابه رضي الله عنهم وأبكي كثيراً، كنت أبكي ندماً على ما فاتني من حُب الله ورسوله، وعلى تلك الأيام التي قضيتها بعيدة عن الله عز وجل، وأسأل الله أن يقبلني وأن يتوب عليّ وعلى زوجي وعلى جميع المسلمين.

من كتيبات : العائدون إلى الله ..

 

1_105.gifأطيب الكلام مع علمائنا الكِرام !! 1_105.gif

"الغناء هو جاسوس القلوب، وسارق المروءة، وسُوسُ العقل، يتغلغل في مكامن القلوب، ويدب إلى محل التخييل، فيثير ما فيه من الهوى والشهوة والسخافة والرقاعة والرعونة والحماقة، فبينما ترى الرجل وعليه سمة الوقار، وبهاء العقل، وبهجة الإيمان، ووقار الإسلام، وحلاوة القرآن، فإذا سمع الغناء ومال إليه نقص عقله، وبهجة الإيمان، ووقار الإسلام، وحلاوة القرآن، فإذا سمع الغناء ومال إليه نقص عقله، وقل حياؤه، وذهبت مروءته، وفارقه بهاؤه، وتخلى عنه وقاره، وفرح به شيطانه، وشكا إلى الله إيمانه، وثقل عليه قرآنه... ".

لِابن القيم رحمه الله

1_105.gifفلاشك لليوم ، شيّق . ممتع . هادف !! 1_105.gif

 

وخشعت الأصوات للرحمن ..

لمطالعة الفلاش .. اضغطي هنا بارك الله فيكِ ..

 

1_105.gifلا تنسي اليوم حظّكِ من القرآن !! 1_105.gif

 

أخيتي الحبيبة اليوم هو الحادي والعشرون من شهر شعبان ، ولم يتبقّى على رمضان سوى تسعة أيّام أو أقلّ !!

وحرصاً منّا على تحصيل ختمة للقرآن قبل حلول رمضان ندعوكِ أخيتي الحبيبة أن تتابعينا في جدول هذه الختمة ..

 

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من من بداية سورة النور >> إلى آخر سورة الشعراء ..

 

ولكل أخت لم تتابعنا من البداية ، نقول لها لا تيأسي بإمكانكِ تحصيلنا ..

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من سورة الفاتحة إلى آخر سورة الشعراء ..

وبإمكانكِ تجزيئ هذا المقدار تبعاً للأوقات التي تناسبكِ

 

ومن تصدق نيّتها مع الله سبحانه وتعالى ييسّر أمرها ويثيبها خيراً عظيماً على هذه المُبادرة .

 

12-96.gif

 

ونذكّركِ أخيتي الحبيبة ببعض هذه الأعمال المستحبّة ، ولا تتردّدي بأدائها فهي بسيطة الأداء وعظيمة الجزاء ..

 

. أداء رواتب(سنن) الصلاة وهن اثنتي عشرة ركعة ، وكذلك أذكار ما بعد الصلاة ..

. الالتزام بأذكار الصباح والمســاء ..

. أداء صلاة الضحى ..

. الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ..

. الإكثار من استغفار الله سبحانه وتعالى ..

. قيــام الليل ..

. الدعاء إلى الله لكِ ولكافة الأمّة الإسلامية ..

. الإحسان إلى الآخرين بالقول والعمل ..

. مسامحة الآخرين وتجاهل عثراتهم ..

. الإحسان في أداء مهمّاتنا بكافة تشعباتها ..

 

وتذكري أن اليوم الجمعة فلا تنسِ قراءة سورة الكهف، والإكثار من الدعاء وتحري ساعة الإجابة، واكثري من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

والأهمّ : الإخلاص في النوايا والأقوال والأعمال لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له .

 

12-96.gif

 

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس الثاني عشر التابع لموضوع ( مُدارسة كِتاب القواعد الحِسان+ محاضرات)

 

 

12-32.gif

الـدرس الثااني عشر من حمـلة الاستعداد لِرمـضــان

 

10-14.gifالجزء الرابع من القــــاعدة التــاسعة10-14.gif

من كِتاب القواعد الحِسان في أسرار الطاعة والاستعداد لِرمضان

 

10-14.gif10-14.gif10-14.gif

 

وسائل تحصيل لذة الصلاة

 

(اعلم أن هذه المعاني تكثر العبارات عنها ولكن يجمعها ست جمل وهي:

 

(1) حضور القلب (2) التفهُّم (3) التعظيم

(4) الهيبة (5) الرجاء (6) الحياء

 

فلتذكر تفاصيلها ثم أسبابها ثم العلاج في اكتسابها، أما التفصيل:

 

فالأول:حضور القلب، ونعني به أن يفرَّغ القلب عن غير ما هو ملابس له ومتكلمٌ به،

فيكون العلم بالفعل والقول مقرونًا بهما، ولا يكون الفكر جائلاً في غيرهما، ومهما انصرف

القلب في الفكر عن غير ما هو فيه- وكان في قلبه ذكر لما هو فيه- ولم يكن فيه غفلة عن

كل شيء فقد حصل حضور القلب.

 

والثاني: هو التفهم لمعنى الكلام، وهو أمر وراء حضور القلب، فربما يكون القلب حاضرًا مع اللفظ

ولا يكون مع معنى اللفظ، فاشتمال القلب حاضرًا على العلم بمعنى اللفظ هو الذي أردناه بالتفهم،

وهذا مقام يتفاوت الناس فيه إذ ليس يشترك الناس في تفهم المعاني للقرآن والتسبيحات..وكم من

معان لطيفة يفهمها المصلي في أثناء الصلاة ولم يكن قد خطر بقلبه ذلك قبله؟ ومن هذا الوجه

كانت الصلاة ناهية عن الفحشاء والمنكر، فإنها تُفَهم أمورًا، تلك الأمور تمنع عن الفحشاء لا محالة.

 

والثالث: التعظيم وهو أمر وراء حضور القلب والفهم، إذ الرجل يخاطب عبده بكلام هو

حاضر القلب فيه ومتفهم لمعناه ولا يكون معظمًا له فالتعظيم زائد عليهما.

 

والرابع: وهو الهيبةُ فزائدة على التعظيم بل هي عبارة عن خوف منشؤة التعظيم لأن من لا يخاف

لا يسمى هائبًا، والمخافة من العقرب وسوء خلق العبد وما يجري مجراه من الأسباب الخسيسة

لا تسمى مهابة، بل الخوف من السلطان المعظم يسمى مهابة، والهيبة خوف مصدرها الإجلال.

 

والخامس: وهو الرجاء فلا شك أنه زائد فكم من معظم ملكًا من الملوك يهابه أو يخاف سطوته

ولكن لا يرجو مثوبته، والعبد ينبغي أن يكون راجيًا بصلاته ثواب الله عز وجل كما أنه خائف بتقصيره

عقاب الله عز وجل.

 

السادس: وهو الحياء فهو زائد على الجملة لأن مستنده استشعار تقصير وتوهم ذنب، ويتصور التعظيم

والخوف والرجاء من غير حياء حيث لا يكون توهم تقصير وارتكاب ذنب.

 

وأما أسباب هذه المعاني الستة: فاعلم أن حضور القلب سببه الهمة فإن قلبك تابع لهمتك

فلا يحضر إلا فيما يهمك. ومهما أهمك أمر حضر القلب فيه شاء أم أبى فهو مجبول على ذلك ومسخر فيه

والقلب إذا لم يحضر في الصلاة لم يكن متعطلاً بل جائلاً فيما الهمة مصروفة إليه من أمور الدنيا، فلا حيلة

ولا علاج لإحضار القلب إلا بصرف الهمة إلى الصلاة، والهمة لا تنصرف إليها ما لم يتبين أن الغرض المطلوب

منوط بها وذلك هو الإيمان والتصديق بأن الآخرة خير وأبقى وأن الصلاة وسيلة إليها، فإذا أضيف هذا إلى حقيقة

العلم بحقارة الدنيا ومهماتها حصل من مجموعها حضور القلب في الصلاة، وبمثل هذه العلة يحضر قلبك إذا حضرت

بين يدي بعض الأكابر ممن لا يقدر على مضرتك ومنفعتك، فإذا كان لا يحضر عند المناجاة مع ملك الملوك الذي بيده

الملك والملكوت والنفع والضر فلا تظنَّن أن له سببًا سوى ضعف الإيمان فاجتهد الآن في تقويته.

 

وأما التفهم فسببه بعد حضور القلب إدمان الفكر وصرف الذهن إلى إدراك المعنى وعلاجه

الذي هو علاج إحضار القلب مع الإقبال على الفكر والتشمر لدفع الخواطر، وعلاج دفع الخواطر الشاغلة قطع

موادها، أعني النزوع عن تلك الأسباب التي تنجذب الخواطر إليها، وما لم تنقطع تلك المواد لا تنصرف عنها

الخواطر، فمن أحب شيئًا أكثر ذكره، فذكر المحبوب يهجِم على القلب بالضرورة، ولذلك ترى أن من أحب غير

الله لا تصفو له صلاة عن الخواطر.

وأما التعظيم فهي حالة للقلب تتولد من معرفتين: إحداهما: معرفة جلال الله عز وجل وعظمته وهو من أصول الإيمان،

فإن من لا يعتقد عظمته لا تذعن النفس لتعظيمه. والثانية: حقارة النفس وخستها وكونها عبدًا مسخرًا

مربوبًا، حتى يتولد من المعرفتين الاستكانة والانكسار والخشوع لله سبحانه فيعبر عنه بالتعظيم،

وما لم تمتزج معرفة حقارة النفس بمعرفة جلال الله لا تنتظم حالة التعظيم والخشوع فإن المستغني

عن غيره الآمن على نفسه يجوز أن يعرف من غيره صفات العظمة ولا يكون الخشوع والتعظيم حاله،

لأن القرينة الأخرى وهي معرفة حقارة النفس وحاجتها لم تقترن إليه.

وأما الهيبة والخوف فحالة للنفس تتولد من المعرفة بقدرة الله وسطوته ونفوذ مشيئته

فيه مع قلة المبالاة به، وأنه لو أهلك الأولين والآخرين لم ينقص ذلك من ملكه ذرة، هذا مع مطالعة

ما يجري على الأنبياء والأولياء من المصائب وأنواع البلاء مع القدرة على الدفع على خلاف ما يشاهد

من ملوك الأرض، وبالجملة كلما زاد العلم بالله زادت الخشية والهيبة.

وأما الرجاء فسببه معرفة لطف الله عز وجل وكرمه وعميم إنعامه ولطائف صنعه ومعرفة صدقه في وعده

الجنة بالصلاة، فإذا حصل اليقينُ بوعده والمعرفةُ بلطفه انبعث من مجموعها الرجاء لا محالة.

وأما الحياء فباستشعاره التقصير في العبادة، وعلمه بالعجز عن القيام

بعظيم حق الله عز وجل، ويقوىَ ذلك بالمعرفة بعيوب النفس وآفاتها وقلة إخلاصها وخبث دخيلتها وميلها

إلى الحظ العاجل في جميع أفعالها، مع العلم بعظيم ما يقتضيه جلال الله عز وجل، والعلم بأنه مطلع على

السر وخطرات القلب وإن دقت وخفيت، وهذه المعارف إذا حصلت يقينًا انبعث منها بالضرورة حالة تسمى

الحياء، فهذه أسباب هذه الصفات وكل ما طُلب تحصيله فعلاجه إحضار سببه، ففي معرفة السبب معرفة العلاج،

ورابطة جميع هذا الأسباب الإيمان واليقين، أعني به هذه المعارف التي ذكرناها، ومعنى كونها يقينًا انتفاءُ

الشك واستيلاؤها على القلب، وبقدر اليقين يخشع القلب، وباختلاف المعاني التي ذكرناها في القلوب انقسم

الناس إلى غافل يتمم صلاته ولم يحضر قلبه في لحظة منها، وإلى من يتمم ولم يغب قلبه في لحظة بل ربما

كان مستوعب الهم بها بحيث لا يحس بما يجري بين يديه، ولذلك لم يحس مسلم بن يسار بسقوط الاسطوانة

في المسجد وقد اجتمع الناس عليها، وبعضهم كان يحضر الجماعة مدة ولم يعرف قط من على يمينه ويساره،

وجماعة كانت تصفر وجوههم وترتعد فرائصُهم.

وكل ذلك غير مستبعد فإن أضعافه مشاهد في همم أهل الدنيا وخوف ملوك الدنيا مع عجزهم

وضعفهم وخساسة الحظوظ الحاصلة منهم حتى يدخل الواحد على ملك أو وزير ويحدثه بمهمته ثم يخرج،

ولو سئل عمن حواليه أو ثوب الملك لكان لا يقدر على الإخبار عنه لاشتغال همه عن ثوبه وعن الحاضرين

حواليه {ولكل درجات مما عملوا}، فحظ كل واحد من صلاته بقدر خوفه وخشوعه وتعظيمه فإن

موقع نظر الله سبحانه القلوبُ دون ظاهر الحركات، ولذلك قال بعض الصحابة رضي الله عنه:يحشر الناس يوم القيامة على

مثل هيئتهم في الصلاة من الطمأنينة والهدوءومن وجود النعيم بها واللذة،ولقد صدق، فإنه يحشر

كلٌ على ما مات عليه، ويموت على ما عاش عليه،ويراعى في ذلك حال قلبه لا حال شخصه، فمن

صفات القلوب تصاغ الصور في الدار الآخرة ولا ينجوإلا من أتى الله بقلب سليم، نسأل الله حسن

التوفيق بلطفه وكرمه

 

 

12-32.gif

 

مُحاضرتنا القيّمة والشيّقة لهذا اليوم :

 

الخشوع في الصلاة للشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله..

[real]https://download.media.islamway.net/lessons/yaqoob/ALkhoSHo3.rm[/real]

للوصول إلى صفحة المُحاضرة، اضغطي بارك الله فيكِ هنا..

 

لا تتردّدن بالاستماع إليها فكنوزها كثيرة وثمينة :)

 

12-32.gif

 

نتمنّى منكنّ أخواتي الحبيبة الجديّة في مُتابعة حملتنا وحُسن التفاعل مع دروسها ،

فالمُبتغى أن نُتقن الاستعداد لاستقبال رمضان بالهمّة العالية على الطاعة والعبادة ..

 

ولنجعل هدفنا الأكــبر ..

تميّزنا وجديتنا في اغتنام رمضاننا هذا ، لعلّه يكون نقطة انطلاق لانتعاش حياتنا واستقرارها على طاعة اللــه ..

 

والله الموفق والهادي والمعين :)

 

12-32.gif

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزيتم خيرا

 

معكم باذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

تمّ بحمد الله إدراج دروس اليوم الثالث عشر لحملتنا ..

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس الثالث عشر التابع لموضوع ( وقفات وعِبر + فلاشات + ورد يومي للقرآن )

12-96.gif

الـدرس الثالث عشر مـن حـملـة الاســـتعــداد لِـرمضــان

12-96.gif

 

 

1_105.gifمن قصص العائدون إلى الله !! 1_105.gif

 

توبة في مرقص

 

قصة غربية… غريبة جداً… ذكرها الشيخ علي الطنطاوي في بعض كتبه قال:

دخلت أحد مساجد مدينة (حلب) فوجدت شاباً يصلي فقلت -سبحان الله- إن هذا الشاب من أكثر الناس فساداً يشرب الخمر ويفعل الزنا ويأكل الربا وهو عاقّ لوالديه وقد طرداه من البيت فما الذي جاء به إلى المسجد… فاقتربتُ منه وسألته: أنت فلان؟!! قال: نعم… قلت: الحمد لله على هدايتك… أخبرني كيف هداك الله؟؟ قال: هدايتي كانت على يد شيخ وعظنا في مرقص… قلت مستغرباً… في مرقص؟!! قال: نعم… في مَرقص!! قلت: كيف ذلك؟!! قال: هذه هي القصة… فأخذ يرويها فقال:

كان في حارتنا مسجد صغير… يؤم الناس في شيخ كبير السن… وذات يوم التَفَتَ الشيخ إلى المصلين وقال لهم: أين الناس؟!… ما بال أكثر الناس وخاصة الشباب لا يقربون المسجد ولا يعرفونه؟!!… فأجابه المصلون: إنهم في المراقص والملاهي… قال الشيخ: وما هي المراقص والملاهي؟!!… ردّ عليه أحد المصلين: المرقص صالة كبيرة فيها خشبة مرتفعة تصعد عليها الفتيات عاريات أو شبه عاريات يرقصنَ والناس حولهنَ ينظرون إليهن… فقال الشيخ: والذين ينظرون إليهن من المسلمين؟ قالوا: نعم… قال: لا حول وقوة إلا بالله… هيا بنا إلى تلك المراقص ننصح الناس… قالوا له: يا شيخ… أين أنت… تعظ الناس وتنصحهم في المرقص؟! قال: نعم… حاولوا أن يثنوه عن عزمه وأخبروه أنهم سَيُواجَهون بالسخرية والاستهزاء وسينالهم الأذى فقال: وهل نحن خير محمد صلى الله عليه وسلم؟! وأمسك الشيخ بيد أحد المصلين ليدله على المرقص… وعندما وصلوا إليه سألهم صاحب المرقص: ماذا تريدون؟!! قال الشيخ: نريد أن ننصح من في المرقص… تعجب صاحب المرقص… وأخذ يمعن النظر فيهم ورفض السماح لهم… فأخذوا يساومونه ليأذن لهم حتى دفعوا له مبلغاً من المال يعادل دخله اليومي.

وافق صاحب المرقص… وطلب منهم أن يحضروا في الغد عند بدء العرض اليومي..

قال الشاب: فلما كان الغد كنت موجوداً المرقص… بدأ الرقص من إحدى الفتيات… ولما انتهت أسدل الستار ثم فتح… فإذا بشيخ وقور يجلس على كرسي فبدأ بالبسملة وحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بدأ في وعظ الناس الذين أخذتهم الدهشة وتملكهم العجب وظنوا أن ما يرونه هو فقرة فكاهية… فلما عرفوا أنهم أمام شيخ يعظهم أخذوا يسخرون منه ويرفعون أصواتهم بالضحك والاستهزاء وهو لا يبالي بهم… واستمر في نصحه ووعظه حتى قام أحد الحضور وأمرهم بالسكوت والإنصات حتى يسمعوا ما يقوله الشيخ.

قال: فبدأ السكون والهدوء يخيم على أنحاء المرقص حتى أصبحنا لا نسمع إلا صوت الشيخ، فقال كلاماً ما سمعناه من قبل… تلا علينا آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية وقصصاً لتوبة بعض الصالحين وكان مما قاله: أيها الناس… إنكم عشتم طويلاً وعصيتم الله كثيراً… فأين ذهبت لذة المعصية. لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف سوداء ستسألون عنها يوم القيامة وسيأتي يوم يهلك فيه كل شيء إلا الله سبحانه وتعالى… أيها الناس… هل نظرتم إلى أعمالكم إلى أين ستؤدي بكم إنكم لا تتحملون نار الدنيا وهي جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم فكيف بنار جهنم… بادروا بالتوبة قبل فوات الأوان…

قال فبكى الناس جميعاً… وخرج الشيخ من المرقص وخرج الجميع وراءه وكانت توبتهم على يده حتى صاحب المرقص تاب وندم على ما كان منه.

من كتيبات : العائدون إلى الله ..

 

1_105.gifأطيب الكلام مع علمائنا الكِرام !! 1_105.gif

 

أحوال النساء في الجنّة

فهذه الجنة قد تزينت لكن معشر النساء كما تزينت للرجال في مقعد صدق عند مليك مقتدر فالله الله أن تضعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم، فليكن خلودكن في الجنة – إن شاء الله – واعلمن أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله صلى الله عليه وسلم : « إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت » .

الشيخ سليمان الخراشي

1_105.gifفلاشك لليوم ، شيّق . ممتع . هادف !! 1_105.gif

 

تلاوات مؤثّرة !! ..

لمطالعة الفلاش .. اضغطي هنا بارك الله فيكِ..

 

1_105.gifلا تنسي اليوم حظّكِ من القرآن !! 1_105.gif

 

أخيتي الحبيبة اليوم هو الثاني والعشرون من شهر شعبان ، ولم يتبقّى على رمضان سوى ثمانية أيّام أو أقلّ !!

وحرصاً منّا على تحصيل ختمة للقرآن قبل حلول رمضان ندعوكِ أخيتي الحبيبة أن تتابعينا في جدول هذه الختمة ..

 

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من من بداية سورة النمل >> إلى آخر سورة القصص ..

 

ولكل أخت لم تتابعنا من البداية ، نقول لها لا تيأسي بإمكانكِ تحصيلنا ..

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من سورة الفاتحة إلى آخر سورة القصص ..

وبإمكانكِ تجزيئ هذا المقدار تبعاً للأوقات التي تناسبكِ

 

ومن تصدق نيّتها مع الله سبحانه وتعالى ييسّر أمرها ويثيبها خيراً عظيماً على هذه المُبادرة .

 

12-96.gif

 

ونذكّركِ أخيتي الحبيبة ببعض هذه الأعمال المستحبّة ، ولا تتردّدي بأدائها فهي بسيطة الأداء وعظيمة الجزاء ..

 

. أداء رواتب(سنن) الصلاة وهن اثنتي عشرة ركعة ، وكذلك أذكار ما بعد الصلاة ..

. الالتزام بأذكار الصباح والمســاء ..

. أداء صلاة الضحى ..

. الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ..

. الإكثار من استغفار الله سبحانه وتعالى ..

. قيــام الليل ..

. الدعاء إلى الله لكِ ولكافة الأمّة الإسلامية ..

. الإحسان إلى الآخرين بالقول والعمل ..

. مسامحة الآخرين وتجاهل عثراتهم ..

. الإحسان في أداء مهمّاتنا بكافة تشعباتها ..

 

والأهمّ : الإخلاص في النوايا والأقوال والأعمال لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له .

 

12-96.gif

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس الثالث عشر التابع لموضوع ( مُدارسة كِتاب القواعد الحِسان+ محاضرات)

 

12-32.gif

الـدرس الثالث عشر من حمـلة الاستعداد لِرمـضــان

 

10-14.gifالجزء الخامس من القــــاعدة التــاسعة10-14.gif

من كِتاب القواعد الحِسان في أسرار الطاعة والاستعداد لِرمضان

 

10-14.gif10-14.gif10-14.gif

 

بيان الدواء النافع في حضور القلب

 

أعلم أن المؤمن لابد أن يكون معظمًا لله عز وجل وخائفًا منه وراجيًا له ومستحييًا من تقصيره،

فلا ينفك عن هذه الأحوال بعد إيمانه، وإن كانت قوتها بقدر قوة يقينه، فانفكاكه عنها في الصلاة

لا سبب له إلا تفرق الفكر وتقسيم الخاطر وغيبة القلب عن المناجاة والغفلة عن الصلاة.

ولا يلهي عن الصلاة إلا الخواطر الواردة الشاغلة، فالدواء في إحضار القلب هو دفع تلك الخواطر

ولا يدفع الشيء إلا بدفع سببه فلتعلم سببه.

وسبب موارد الخواطر إما أن يكون أمرًا خارجًا أو أمرًا في ذاته باطنًا،

أما الخارج فما يقرع السمع أو يظهر للبصر، فإن ذلك قد يختطف الهم حتى يتبعه

ويتصرف فيه ثم تنجر منه الفكرة إلى غيره ويتسلسل، ويكون الإبصار سببًا للافتكار، ثم تصير بعض

تلك الأفكار سببًا للبعض الآخر.

ومن قويت نيته وعلت همته لم يلهه ما جرى على حواسه ولكن الضعيف لابد وأن يتفرّق به فكره،

وعلاجه قطع هذه الأسباب بأن يغض بصره أو يصلي في بيت مظلم أو لا يترك بين يديه ما يشغل حسه

وبقرب من حائط عند صلاته حتى لا تتسع مسافة بصره، ويحترز من الصلاة على الشوارع وفي المواضع

المنقوشة المصنوعة وعلى الفرش المصبوغة، ولذلك كان المتعبدون يتعبدون في بيت صغير مظلم سعته

قدر السجود ليكون ذلك أجمع للهمم.

والأقوياء منهم كانوا يحضرون المساجد ويغضون البصر ولا يجاوزون به موضع السجود ويرون كمال

الصلاة في أن لا يعرفوا من على يمينهم وشمالهم، وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يدع في موضع

الصلاة مصحفًا ولا سيفًا إلا نزعه ولا كتابًا إلا محاه.

وأما الأسباب الباطنة فهي أشد فإن من تشعبت به الهموم في أودية الدنيا لا ينحصر فكره في فن واحد بل

لا يزال يطير من جانب إلى جانب، وغض البصر لا يغنيه، فإن ما وقع في القلب من قبلُ كافٍ للشغل، فهذا

طريقه أن يرد النفس قهرًا إلى فهم ما يقرؤه في الصلاة ويشغلها به عن غيره، ويعينه على ذلك أن يستعد له

قبل التحريم بأن يحدد على نفسه ذكر الآخرة وموقف المناجاة وخطر المقام بين يدي الله سبحانه وهو المطلع،

ويفرغ قلبه قبل التحريم بالصلاة عما يهمه فلا يترك لنفسه شغلاً يلتفت إليه خاطره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

لعثمان بن طلحة: "إني نسيت أن أقول لك أن تخمر القدْر الذي في البيت، فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء

يشغل الناس عن صلاتهم" رواه أبو داود، فهذا طريق تسكين الأفكار. فإن كان لا يسكن هوائج أفكاره بهذا الدواء

المسكن، فلا ينجيه إلا المسهل الذي يقمع مادة الداء من أعماق العروق، وهو أن ينظر في الأمور الصارفة الشاغلة

عن إحضار القلب، ولاشك أنها تعود إلى مهماته، وأنها إنما صارت مهمات لشهواته، فيعاقب بها نفسه بالنزوع عن

تلك الشهوات وقطع تلك العلائق، فلك ما يشغله عن صلاته فهو ضد دينه ومن جند إبليس عدوِّه، فإمساكه أضر عليه

من إخراجه فيتخلص منه بإخراجه، كما روي أنه صلى الله عليه وسلم لما لبس الخميصة التي أتاه بها أبو جهم

وعليها علَمٌ وصلى بها نزعها بعد صلاته، وقال صلى الله عليه وسلم : "اذهبوا بها إلى أبي جهم فإنها ألهتني عن

صلاتي وائتوني بأنْبَجَانية أبي جهم" متفق عليه، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجديد شراك نعله ثم نظر

إليه في صلاته إذ كان جديدًا فأمر أن ينزع منها ويردَّ الشراك الخلق، أخرجه ابن المبارك في الزهد مرسلاً بإسناد صحيح.

فأما ما ذكرناه من التلطف بالتسكين والرد إلى فهم الذكر فذلك ينفع الشهوات الضعيفة والهمم التي لا تشغل

إلا حواشي القلب.

فأما الشهوة القوية المرهقة فلا ينفع فيها التسكين بل لا تزال تجاذبها وتجاذبك ثم تغلبك وتنقضي صلاتك في

شغل المجاذبة، ومثاله: رجل تحت شجرة أراد أن يصفو له فكره وكانت أصوات العصافير تهوش عليه، فلم يزل

يطيرها بخشبة في يده ويعود إلى فكره فتعود العصافير فيعود إلى التنفير بالخشبة، فقيل له: إن أردت الخلاص

فاقطع الشجرة، فكذلك شجرة الشهوات إذا تشعبت وتفرعت أغصانها انجذبت إليها الأفكار انجذاب العصافير إلى

الأشجار وانجذاب الذباب إلى الأقذار، والشغل يطول في دفعها، فإن الذباب كلما ذُبّّ آب، ولأجله سمي ذبابًا، فكذلك

الخواطر، وهذه الشهوات كثيرة وقلما يخلو العبد عنها ويجمعها أصل واحد وهو حب الدنيا، وذلك رأس كل خطيئة

وأساس كل نقصان ومنبع كل فساد.

ومن انطوى باطنه على حب الدنيا حتى مال إلى شيء منها لا ليتزود ولا ليستعين بها على الآخرة فلا يطمعن في أن

تصفو له لذة المناجاة في الصلاة، فإن من فرح بالدنيا لا يفرح بالله سبحانه وبمناجاته.

 

وهمة الرجل مع قرة عينه، فإن كانت قرة عينه في الدنيا انصرف لا محالة إليها همه، ولكن مع هذا فلا ينبغي أن يترك

المجاهدة ورد القلب إلى الصلاة وتقليل الأسباب الشاغلة، فهذا هو الدواء ولمرارته استبشعته الطباع وبقيت العلة

مزمنة وصار الداء عُضالاً، حتى إن الأكابر اجتهدوا أن يصلوا ركعتين لا يحدّثون أنفسهم فيها بأمور الدنيا فعجزوا

عن ذلك، فإذن لا مطمع فيه لأمثالنا، وليته سلم لنا من الصلاة شطرها أو ثلثها من الوساوس لتكون ممن خلط عملاً

صالحًا وآخر سيئًا.

وعلى الجملة فهمة الدنيا وهمة ا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

[]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيكم اختانا فى الله محبة الرحمن ونبض الأقصى الكتاب رائع جزاكم الله عليه خيرا

ولى استفسار بسيط وقد سألته من قبل عن كيفية تحميل الفلاش لأنى اردت تحميل الوضوء والصلاه ولم يعمل عندى اما اليوم اردت فتح فلاش قصه من حادث العباره فلم تفتح الصفحه

بارك الله فيكم واعاننا واياكم وكل المسلمين علىذكر الله وشكره وحسن عبادته

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مجهودات رائعه يا غاليات

لا حرمكن ربي اجرها

بدات باول درس واريد اللحاق بكن باذن الله

بلغنا ربي الشهر وجعلنا من عتقائه هذا العام

اللهــــــــــــــــــــــم امين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله تبارك الرحمن ,, بارك الله تعالى في جهودكن اخواتي وتقبل منكن صالح الاعمال خالصة له آمين

 

اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

اللهم اغسل قلبي بالثلج والماء والبرد

 

 

والله ولي التوفيق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

ما شاء الله مجهود رائع وعطاء فائض اسال الله ان يجعله فى ميزان حسناتكن حبيباتى نبض الاقصى ومحبة الرحمن

 

كمان الفلاشات رائعه وموقع صيد الفوائد اصلا حافل بالكثير ولكنى حزينه جدا انى اليوم اصبحت حائضه ولن اتطهر قبل يوم اللاثنين وهو اول يوم فى رمضان

 

وكنت اريد ان اختم باقى القرأن لابدء واحدة ولكنى يبدوا انى ستاخر كثيرا

 

كما انى تعودت صلاة القيام بالمسجد ولا استطيع ان انتظر حتى تنتهى الرجال من الخروج لان القيام لدينا بالمسجد الوحيد الذى به مكان للنساء ينتهى متأخر واخاف الخروج

 

وهل ممكن ان اختم القرأن مرة لامى ام الافضل ان اكتفى بالدعوه لها جزاكم الله خيرا بانتظار المزيد من الفوائد والنصح والارشاد لعل الله يتقبلنا عنده ويكتبنا من الصائمين القائمين الركع السجود اللهم امييييييييييييييين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

[]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيكم اختانا فى الله محبة الرحمن ونبض الأقصى الكتاب رائع جزاكم الله عليه خيرا

ولى استفسار بسيط وقد سألته من قبل عن كيفية تحميل الفلاش لأنى اردت تحميل الوضوء والصلاه ولم يعمل عندى اما اليوم اردت فتح فلاش قصه من حادث العباره فلم تفتح الصفحه

بارك الله فيكم واعاننا واياكم وكل المسلمين علىذكر الله وشكره وحسن عبادته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

حياكِ الله هايدي الحبيبة، واستجاب لدعواتكِ الطيبة وبلغنا الله وإياكِ شهر رمضان..

 

بخصوص الفلاش فستجدين تحتهُ التالي

لتنزيل هذا الملف : اضغط هنا ( اضغط بالزر الأيمن واختر : save target as )

اضغطي بزر الماوس الأيمن على هذه الكلمة " اضغط هنا" ومن بعدها اختاري حفظ الهدف باسم، بعدها اختاري المكان الذي ستودين حفظه عليه.. لا أعرف إذا كنتِ قد اتبعتِ هذه الطريقة ولم تفلح معكِ أم لا؟

أما فلاش قصة حادث العبارة فتفضلي الرابط :

http://saaid.net/flash/1203630752.htm

 

وفقكِ الله،،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مجهودات رائعه يا غاليات

لا حرمكن ربي اجرها

بدات باول درس واريد اللحاق بكن باذن الله

بلغنا ربي الشهر وجعلنا من عتقائه هذا العام

اللهــــــــــــــــــــــم امين

 

حياكِ الله اخيتي الحبيبة مرتُجى، تشرفنا بانضمامكِ :)

ونسأل الله سبحانه أن يوفقكِ إلى مايحبه ويرضاه..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

تمّ بحمد الله إدراج دروس اليوم الرابع عشر لحملتنا ..

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس الرابع عشر التابع لموضوع ( وقفات وعِبر + فلاشات + ورد يومي للقرآن )

 

12-96.gif

الـدرس الرابع عشر مـن حـملـة الاســـتعــداد لِـرمضــان

12-96.gif

 

 

1_105.gifمن قصص العائدون إلى الله !! 1_105.gif

 

رحلتي إلى المتاب

 

لقد كنت أعد نفسي لكي أكون من "طليعة" الشيوعيين من خلال قراءات موسعة في مؤلفات لينين ودراسات كتاب علمانيين ويساريين عن الفكر الماركسي والتجربة السوفييتية. بل لقد ذهبت أبعد من ذلك فكنت أغرف من الأدب الشيوعي العربي والأجنبي شعرا ورواية ونقدا وتأريخا لكي أنتج أدبا شيوعيا يعبر عن هذاالتوجه العقدي والفكري.

 

وقبل ذلك تقلبت في في فلسفات شتى قرأت في الوجودية واقتنيت مسرحيات سارتر ورواياته العبثية التهويمية وحاولت أن أقرأ هيجل وإنجلز رفيق ماركس وتعرفت على شتى المذاهب الفنية والأدبية التي تمخضت عن الفكر الأوربي "التنويري " فيما يسمونه عصر النهضة . ومن كل عاصمة سافرت إليها كالقاهرة ودمشق جلبت تلك الكتب وأنفقت وقتي كله أقرأها وأبحث فيها عن معنى لحياتي وهدف أعيش من أجله. وبالطبع قرأت كتب نوال السعداوي وهضمت روايات غادة السمان ومقالات الكاتبات اليساريات وما كتبنه من مذكرات في معتقلات وما ألفنه من انتاج أدبي. كتب كثيرة مرت علي مئات المؤلفات ومئات الصحف والدوريات اليسارية في العالم العربي المبتلى " بنخبه المأزومة والمأجورة للغرب والشرق ".

 

ولطالما فكرت في الانتحار في تلك السنوات العجاف من سني حياتي وكنت أفكر في الموت على أنه الراحة الأبدية !! وأنه نهاية كل شيء ولم أحسب للقبر حسابا ولا للآخرة سؤالا وجوابا!!

 

نعم كنت (مسلمة ) من أسرة مسلمة وكنت أصلي أيضا ولكن أي صلاة ! إنه ركوع وتسليم فحسب لقلب خاو وفكر مكروب !

كنت في الأربعين من عمري أي بلغت أشدي وما صنعت لنفسي خيرا من عمل صالح أو إعتقاد سليم بل كنت قد أسرفت كثيرا كثيرا على نفسي وأتمنى لو أستطيع أن ألقي اللوم اليوم على أحد غير نفسي التي انقادت لشياطين الإنس والجن . لقد تهاونت بديني طوال هذه السنوات وهمت في كل واد ولكني لم أتدبر دستور أمتي الحقيقي القرآن العظيم وتفسيره في السنة النبوية المشرفة .

 

ألا إنني أشهدكم أنني ما وجدت في تلك الكتب- يمينها ويسارها- إلا الغث الباطل والسم الزعاف: لم أجد تفسيرا لمعنى ولا هدفا لوجود ولا نفعا لطالبه ولا سعادة لتعيس ولا طمأنينة لحيران .

 

ويشاء الله - سبحانه وتعالى- أن يستحكم طوق الكآبة والسآمة والقلق حول عنقي وأن تستضيق حلقة الحيرة والإحباط وتسيطر على أفكاري ومشاعري وتكتم أنفاسي فلا أجد للطعام مذاقا ولا للنوم راحة ولا للقاء الناس حاجة ولا للعيش معنى بل إنني لجأت للمنومات ألتهمها التهاما لأنام نهاري قبل ليلي لكيلا أفيق على حال الكآبة المرة التي كنت فيها .

 

ولم أعد أقرأ ولا أكتب شيئا ففي تلك المؤلفات التي فتشت فيها عن الإجابة الشافية لم أجد سوى أشد التناقضات وأسوأ الأخلاقيات وأفسد المقدمات وأقبح الحلول فاين أذهب ؟

 

لقد حماني الله من الإقدام فعلا على الإنتحار وبوصولي إلى أشد حالات الاكتئاب سوء اهتديت بفضل ربي إلى الحق . كانت رحلتي إلى المتاب عسيرة وبطيئة واكتنفتها أمور مختلفة ففي تلك السنوات المشحونات بالألم الممض وبينما كنت أسير على غير هدى تتقاذفني الأمواج والأهواء كيفما اتفق وانقاد بخفة ويسر لصويحبات السوء كان عالمي الداخلي يتهاوى وكان العالم الخارجي أيضا يخّر من عليائه المزيف .

 

نعم أحاطت بي زمرة من الأشقياء كالسوار في يد مشلولة ولم يكن لي عاصما من الوقوع في تلك الحبائل ما كان من قيم وتصورات وأوهام عن نفسي وعن الناس وعن العالم من حولي وكل تلك الترهات الفلسفية الفاسدة التي كنت أقرأها وألوكها بلساني لم تغن عني شيئا .

 

إن عملا أريد به غير وجه الله ليس ينتفع به المرء ولا يقر حقا في قرارة نفسه ولا تستكين به روحه: إن سارتر الملحد الوجودي عندما غرغرت روحه في النزع الأخير قال : أحضروا لي قسيسا ! وكذلك هشمت الجموع المستفيقة تمثال لينين الضخم في ساحة الكرملين بعيد انقلاب جورباتشوف الذي أشعل شرارة الإنهيار الكامل للكيان السوفييتي المحنط كجثة لينين المسجى في احدى المتاحف وقد شاء الله أن ينجو ببدنه آية للمتفرجين عليه ليل نهار في بطن صندوق زجاجي . لقد تقوض الاتحاد السوفييتي في سرعة وجلاء عندما أتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف وذلك مآل كل من أراد أن يتأله في الأرض من الطواغيت من الدول والعقائد والفلسفات والجبابرة .

 

وكان الغزو العراقي للكويت قد جلب القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها إلى منطقة الخليج ( ما أشبه اليوم بالبارحة ) وجلب معه الجدل والنقاشات الحادة بجميع أشكالها وكنت حينئذ بعيدة عن بلدي الخليجي في بلد عربي ممن سموا حينئذ بدول الضد وكنت أتعرض بسبب بلادي وسحنتي لحصار من الأسئلة والإستفهامات وفي أحيان كثيرة للغضب والنهر والمحاكمة .

 

أما السبب المباشر ونقطة الإرتكاز الفعلية لتحولي عن طريق الغواية إلى طريق الهداية..

فكان ببساطة أخوات خليجيات طائعات ملتزمات التقيت بهن في هذا البلد الثالث يصغرنني سنا ويكبرنني فهما ويفقنني نقاء وطهرا، يرفلن بحلة من طمأنينة ويقين ويتحلين بخلق قويم من حياء وصدق وتقى عجيب ، يملكن هدفا حقيقيا ساميا لحياتهن القصيرة في هذه الدار الفانية ، هو ارضاء وجه الله والفوز بالدار الآخرة المستمرة الخالدة ، يثّمن أوقاتهن ويغنينها بالذكر والصوم وقيام الليل تدمع أعينهن الحيية لخشية الله ولصغائر الذنوب ، لا لفراق حبيب ولا لغضبة صديق ولا لشهوة من الشهوات ووهم من الأوهام ، يشتغلن بقول الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، يعلمن ما يقيم دنياهن من الأدلة النقلية : من قرآن متلو عن رب العزة رب السموات والأرض خالق كل شيء وهو على شيء قدير .

 

وإنني اليوم - أحمد الله إليكم - في خير حال، أعيش عيشة هنية رضية، عيشة ليس تخلو من المنغصات والمتاعب والأمراض التي تعتري البشر في هذه الدنيا ولكنني أواجهها بطمأنينة وفهم واحتساب - إن شاء الله -وقد أراد الله بي تطهيرا من بعض ما اقترفت فأصبت بمرض التدرن الرئوي ثم منّ الله علي فشفاني وتفضل علي رب العزة فاستعملني في الدعوة إليه حينا من الزمن قبل انشغالي بحياتي الأسرية .

 

نعم كنت مسلمة ، مسلمة بالاسم فحسب ، وما أكثر الذين نصادفهم في الشوارع والمكاتب والأحياء ونستقبلهم في بيوتنا ممن لهم أسماء إسلامية وينطقون الشهادتين ويحلفون- لو استحلفوا- بأنهم مسلمون .

فهل هم كذلك ؟

 

إنني لم أكن أعرف معنى التوحيد حقا وكنت أصلي وليس لصلاتي أدنى تأثير على مجريات حياتي ولا على مظهري ولا مخبري وكنت أنطق بالشهادتين وحياتي مليئة بنواقض الشهادتين لذلك فإنني أجد نفسي مجبرة على الاعتراف بأنها لم تكن مني توبة إلى الله فحسب بل كانت دخولا إلى الاسلام لأول مرة .

من موقع طريق الإسلام

 

1_105.gifأطيب الكلام مع علمائنا الكِرام !! 1_105.gif

 

النعم ثلاثة

 

النّعم ثلاثة : نعمةٌ حاصلة يعلم بها العبد ، ونعمة كمنتظرة يرجوها ، ونعمة هو فيها لا يشعر بها .

 

فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده , عرّفه نعمته الحاضرة ، وأعطاه من شكره قيداً يقيدها به حتى لا تشرد ، فإنها تشرد بالمعصية وتقيّد بالشكر . ووفقه لعمل يستجلب به النعمة المنتظرة , وبصّره بالطرق التي تسدّها وتقطع طريقها ووفقه لاجتنابها .

وإذا بها قد وافت إليه على أتّم الوجوه ،وعرّفه النعم التي هو فيها ولا يشعر بها .

 

ويحُكي أن أعرابياً دخل على الرشيد ، فقال : أمير المؤمنين ،ثبت الله عليكم النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها، وحقّق لك النعم التي ترجوها بحسن الظنّ به وداوم طاعته ,وعَرّفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها .فأعجبه ذلك منه وقال : ما أحسن تقسيمه .

 

من كتاب (الفوائد للأمام شمس الدين ابن قيَّم الجوزيّة )

1_105.gifفلاشك لليوم ، شيّق . ممتع . هادف !! 1_105.gif

 

شتّان بين النور والظلماء !! ..

لمطالعة الفلاش... اضغطي هنا بارك الله فيكِ..

 

1_105.gifلا تنسي اليوم حظّكِ من القرآن !! 1_105.gif

 

أخيتي الحبيبة اليوم هو الرابع والعشرون من شهر شعبان ، ولم يتبقّى على رمضان سوى ستة أيّام أو أقلّ !!

وحرصاً منّا على تحصيل ختمة للقرآن قبل حلول رمضان ندعوكِ أخيتي الحبيبة أن تتابعينا في جدول هذه الختمة ..

 

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من من بداية سورة العنكبوت >> إلى آخر سورة الأحزاب ..

 

ولكل أخت لم تتابعنا من البداية ، نقول لها لا تيأسي بإمكانكِ تحصيلنا ..

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من سورة الفاتحة إلى آخر سورة الأحزاب ..

وبإمكانكِ تجزيئ هذا المقدار تبعاً للأوقات التي تناسبكِ

 

ومن تصدق نيّتها مع الله سبحانه وتعالى ييسّر أمرها ويثيبها خيراً عظيماً على هذه المُبادرة .

 

12-96.gif

 

ونذكّركِ أخيتي الحبيبة ببعض هذه الأعمال المستحبّة ، ولا تتردّدي بأدائها فهي بسيطة الأداء وعظيمة الجزاء ..

 

. أداء رواتب(سنن) الصلاة وهن اثنتي عشرة ركعة ، وكذلك أذكار ما بعد الصلاة ..

. الالتزام بأذكار الصباح والمســاء ..

. أداء صلاة الضحى ..

. الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ..

. الإكثار من استغفار الله سبحانه وتعالى ..

. قيــام الليل ..

. الدعاء إلى الله لكِ ولكافة الأمّة الإسلامية ..

. الإحسان إلى الآخرين بالقول والعمل ..

. مسامحة الآخرين وتجاهل عثراتهم ..

. الإحسان في أداء مهمّاتنا بكافة تشعباتها ..

 

والأهمّ : الإخلاص في النوايا والأقوال والأعمال لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له .

 

12-96.gif

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس الرابع عشر التابع لموضوع ( مُدارسة كِتاب القواعد الحِسان+ محاضرات)

 

12-32.gif

الـدرس الرابع عشر من حمـلة الاستعداد لِرمـضــان

 

10-14.gifالجزء السادس من القــــاعدة التــاسعة10-14.gif

من كِتاب القواعد الحِسان في أسرار الطاعة والاستعداد لِرمضان

 

10-14.gif10-14.gif10-14.gif

 

بيان تفصيل ما ينبغي أن يحضر في القلب عند كل ركن وشرط من أعمال الصلاة

 

 

فنقول: حقك إن كنت المريدين للآخرة أن لا تغفل أولاً عن التنبيهات التي في شروط الصلاة

وأركانها،أما الشروط السوابق فهي الآذان والطهارة وستر العورة واستقبال القبلة والانتصاب قائمًا والنية.

 

فإذا سمعت نداء المؤذن فاحضر في قلبك هول النداء يوم القيامة، وتشمّر بظاهرك وباطنك للإجابة و

المسارعة، فإن المسارعين إلى هذا النداء هم الذين يُنادون باللطف يوم العرض الأكبر، فاعرض قلبك

على هذا النداء فإن وجدته مملوءًا بالفرج والاستبشار مشحونًا بالرغبة إلى الابتدار فاعلم أنه يأتيك

النداء بالبُشرى والفوز يوم القضاء، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : "أرحنا بها يا بلال"أي أرحنا بها وبالنداء

إليها إذ كان قرة عينه فيها صلى الله عليه وسلم .

 

وأما الطهارة فإذا أتيت بها في مكانك وهو ظرفُك الأبعد ثم في ثيابك وهي غلافُك الأقرب، ثم في بشرتك

وهي قِشرُك الأدنى فلا تغفل عن لُبك الذي هو ذاتك وهو قلبك، فاجتهد له تطهيرًا بالتوبة والندم على

ما فرّطت، وتصميم العزم على الترك في المستقبل، فطهّر بها باطنك فإنه موضع نظر معبودك.

 

وأما ستر العورة فاعلم أن معناه تغطية مقابح بدنك عن أبصار الخلق، فإن ظاهر بدنك موقع لنظر الخلق،

فما بالك في عورات باطنك وفضائح سرائرك التي لا يطّلع عليها إلا ربك عز وجل! فأحضر تلك الفضائح

ببالك وطالب نفسك بسترها، وتحقق أنه لا يستر عن عين الله سبحانه ساتر، وإنما يغفرها الندم والحياء

والخوف، فتستفيد بإحضارها في قلبك انبعاث جنود الخوف والحياء من مكامنهما ويستكين تحت الخَجْلة

قلبُك، وتقوم بين يدي الله عز وجل قيام العبد المجرم المسيء الآبق الذي ندم فرجع إلى مولاه ناكسًا رأسه

من الحياء والخوف.

 

وأما استقبال القبلة فهو صرفُ ظاهر وجهك عن سائر الجهات إلى جهة بيت الله تعالى، افترى أن صرف

القلب عن سائر الأمور إلى الله عز وجل ليس مطلوبًا منك؟ هيهات، فلا مطلوب سواه، وإنما هذه الظواهر

تحريكات البواطن وضبط للجوارح وتسكين لها بالإثبات في جهة واحدة حتى لا تبغي على القلب، فإنها إذا

بغت وظلمت في حركاتها والتفاتها إلى جهاتها استتبعت القلب وانقلبت به عن وجه الله عز وجل فليكن وجه

قلبك مع وجه بدنك.

 

وأما الاعتدال قائمًا فإنما هو مثول بالشخص والقلب بين يدي الله عز وجل، فليكن رأسك الذي هو أرفع

أعضائك مُطرقًا مُطأطِئًا مُنكسًا، وليكن وضع الرأس عن ارتفاعه تنبيهًا على إلزام القلب التواضع والتذلل

والتبري عن الترؤّس والتكبر، وليكن على ذكرنا ههنا خطرُ القيام بين يدين الله عز وجل في هول المطلع عند

العرض للسؤال واعلم في الحال أنك قائم بين يدي الله عز وجل وهو مطَّلعٌ عليك فقم بين يديه قيامك بين يدي

بعض ملوك الزمان إن كنت تعجز عن معرفة قدره جل جلاله، قبل قدّر في دوام قيامك في صلاتك أنك ملحوظ

ومرقوب بعين كالِئَة من رجل صالح من أهلك أو ممن ترغب في أن يعرفك بالصلاح، فإنه تهدأ عند ذلك أطرافك

وتخشع جوارحك وتسكن جميع أجزائك خيفة أن ينسيك ذلك العاجز المسكين إلى قلة الخشوع، وإذا أحسست من

نفسك خشوعًا عند ملاحظة عبد مسكين فعاتب نفسك وقل لها: إنك تدّعين معرفة الله وحبه أفلا تستحين من

استجرائك عليه مع توقيرك عبدًا من عباده؟ أو تخشين الناس ولا تخشينه وهو أحق أن يُخشى؟ ولذلك لما قال

أبو هريرة: كيف الحياء من الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "تستحي منه كما تستحي من الرجل الصالح من قومك"، وروي: "من أهلك".

 

 

وأما النية فاعزم على إجابة الله عز وجل في امتثال أمره بالصلاة وإتمامها والكف عن نواقضها ومفسداتها

وإخلاص جميع ذلك لوجه الله سبحانه رجاء لثوابه وخوفًا من عقابه وطلبًا للقربة منه، متقلدًا للمنة منه بإذنه

إياك في المناجاة مع سوء أدبك وكثرة عصيانك، وعظم في نفسك قدر مناجاته وانظر من تناجي وكيف تناجي

وبماذا تناجي؟ وعند هذا ينبغي أن يعرق جبينك من الخجل وترتعد فرائصك من الهيبة ويصفرّ وجهك من الخوف.

 

وأما التكبير فإذا نطق به لسانك فينبغي أن لا يكذبه قلبُك فإن كان في قلبك شيء هو

أكبر من الله يشهد إنك لكاذب، وإن كان الكلام صدقًا كما شهد على المنافقين في قولهم: إنه صلى الله عليه وسلم رسول الله،

فإن كان هواك أغلب عليك من أمر الله عز وجل فأنت أطوع له منك لله تعالى فقد اتخذته إلهك وكبرته فيوشك أن يكون قولك

"الله أكبر" كلامًا باللسان المجرد، وقد تخلف القلب عن مساعدته، وما أعظم الخطر في ذلك لولا التوبة والاستغفار

وحسن الظن بكرم الله تعالى وعفوه.

 

وأما دعاء الاستفتاح فأول كلماته قولك: "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض" وليس المراد بالوجه الوجه الظاهر

فإنك إنما وجهته إلى جهة القبلة والله سبحانه ليس هنالك، وإنما وجهُ القلب هو الذي تتوجه به إلى فاطر السموات

والأرض، فانظر إليه أمتوجه هو إلى أمانيه وهمه في البيت والسوق، متبعٌ للشهوات، أو مقبلٌ على فاطر

السموات؟ وإياك أن تكون أول مفاتحتك للمناجاة بالكذب والاختلاق.

 

ولن ينصرف الوجه إلى الله تعالى إلا بانصرافه عما سواه فاجتهد في الحال في صرفه إليه

وإن عجزت عنه على الدوام فليكن قولك في الحال صادقًا، وإذا قلت: "حنيفًا مسلمًا" فينبغي أن يخطر ببالك أن المسلم

هو الذي سلم المسلمون من لسانه ويده، فإن لم تكن كذلك كنت كاذبًا، فاجتهد في أن تعزم عليه في الاستقبال

وتندم على ما سبق من الأحوال، وإذا قلت: "وما أنا من المشركين" فاخطر ببالك الشرك الخفي

فإن قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا}

نزل فيمن يقصد بعبادته وجه الله وحمد الناس، وكن حذرًا مشفقًا من هذا الشرك، واستشعر الخجلة في قلبك

إن وصفت نفسك بأنك لست من المشركين من غير باءة عن هذا الشرك، فإن اسم الشرك يقع على القليل والكثير منه.

وإذا قلت: "محياي ومماتي لله" فاعلم أن هذا حال عبدٍ مفقودٍ لنفسه موجودٍ لسيده،

وأنه إن صدر ممن رغبتُهُ في الحياة ورهبته من الموت لأمور الدنيا لم يكن ملائمًا للحال..

وإذا قلت: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" فاعلم أنه عدوك ومترصد لصرف قلبك عن الله عز وجل

حسدًا لك على مناجاتك مع الله عز وجل وسجودك له، مع أنه لُعن بسبب سجدة واحدة تركها ولم يوفق لها،

وإن استعاذتك بالله سبحانه منه بترك ما يحبه وتبديله بما يحبه الله عز وجل ولا بمجرد قولك، فإن من قصد سبعُ

أو عدو ليفترسه أو يقتله فقال: أعوذ منك بذلك الحصن الحصين وهو ثابت على مكانه،

فإن ذلك لا ينفعه، بل لا يعيذه إلا تبديل المكان، فكذلك من يتبع الشهوات التي هي محاب الشيطان ومكاره

الرحمن فلا يغنيه مجرد القول، فليقترن قوله بالعزم على التعوذ بحصن الله عز وجل عن شر الشيطان.

واعلم أن من مكايده أن يشغلك في صلاتك بذكر الآخرة وتدبير فعل الخيرات ليمنعك

عن فهم ما تقرأ.فاعلم أن لك ما يشغلك عن فهم معاني قراءتك فهو وسواس،

فإن حركة اللسان غير مقصودة بل المقصود معانيها،

 

فأما القراءة فالناس فيها ثلاثة: رجل يتحرك لسانه وقلبه غافل، ورجل يتحرك لسانه وقلبه يتبع اللسان فيفهم ويسمع

منه كأنه يسمعه من غيره وهي درجات أصحاب اليمين، ، ورجل سبق قلبه إلى المعاني

أولاً ثم يخدم اللسان القلب فيترجمه.

 

ففرق بين أن يكون اللسان ترجمان القلب أو يكون معلم القلب، والمقربون لسانهم

ترجمانٌ يتبع القلب ولا يتبعه القلب، وتفصيل ترجمة المعاني أنك إذا قلت: {بسم الله الرحمن الرحيم}

فَانْوِ به التبرك لابتداء القراءة لكلام الله سبحانه، وافهم أن الأمور كلها بالله سبحانه، وأن المراد بالاسم ههنا

هو المسمى، وإذا كانت الأمور بالله سبحانه فلا جرم كان {الحمد لله} ومعناه أن الشكر لله إذ النعم من الله،

ومن يرى من غير الله نعمة أو يقصد غير الله سبحانه بشكر لا من حيث إنه مسخَّر من الله عز وجل ففي تسميته

وتحميده نقصانٌ بقدر التفاته إلى غير الله تعالى، فإذا قلت: {الرحمن الرحيم} فأحضر في قلبك جميع أنواع لطفه

لتتضح لك رحمته فينبعث بها رجاؤك، ثم استثرْ من قلبك التعظيم والخوف بقولك: {مالك يوم الدين} أما العظمة

فلأنه لا ملك إلا له، وأما الخوف فلهول يوم الجزاء والحساب الذي هو مالكه ثم جدد الإخلاص بقولك: {إياك نعبد}

وجدد العجز والاحتياج والتبري من الحول والقوة بقولك: {وإياك نستعين} وتحقق أنه ما تيسرت طاعتك إلا بإعانته

وأن له المنة إذ وفقك لطاعته واستخدمك لعبادته وجعلك أهلاً لمناجاته، ولو حرمك التوفيق لكنت من المطرودين مع

الشيطان اللعين، ثم إذا فرغت من التعوذ ومن قولك: {بسم الله الرحمن الرحيم} ومن التحميد ومن إظهار الحاجة إلى

الإعانة مطلقًا فعين سؤالك ولا تطلب إلا أهم حاجاتك وقل: {اهدنا الصراط المستقيم} الذي يسوقنا إلى جوارك ويفضي

بنا إلى مرضاتك وزده شرحًا وتفصيلاً وتأكيدًا واستشهادًا بالذين أفاض عليهم نعمة الهداية من النبيين والصديقين

والشهداء والصالحين دون الذين غضب عليهم من الكفار والزائغين من اليهود والنصارى والصابئين ثم التمس

الإجابة وقل: {آمين} فإذا تلوت الفاتحة كذلك فيشبه أن تكون من الذين قال الله تعالى فيهم فيما أخبر عنه النبي

صلى الله عليه وسلم: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين،

قال الله تعالى: حمدي عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين،

قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي

ما سأل، فإذا قال أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال هذا لعبدي

ولعبدي ما سأل" رواه مسلم، فلو لم يكن لك من صلاتك حظ سوى ذكر الله لك في جلاله وعظمته فناهيك بذلك غنيمة،

فكيف بما ترجوه من ثوابه وفضله؟ وكذلك ينبغي أن تفهم ما تقرؤه من السور- كما سيأتي الكلام على تلاوة القرآن-

فلا تغفل عن أمره ونهيه ووعده ووعيده ومواعظه وأخبار أنبيائه وذكر مننه وإحسانه، ولكل واحد حق فالرجاء حق

الوعد، والخوف حق الوعيد، والعزم حق الأمر والنهي، والاتعاظ حق الموعظة، والشكر حق ذكر المنة، والاعتبار

حق إخبار الأنبياء.

ورُوي أن زُرارة بن أوفى لما انتهى إلى قوله تعالى: {فإذا نقر في الناقور} خر ميتًا، وكان إبراهيم النخعي إذا سمع

قوله تعالى: {إذا السماء انشقت} اضطرب حتى تضطرب أوصاله، وتكون هذه المعاني بحسب درجات الفهم ويكون

الفهم بحسب وفور العلم وصفاء القلب، ودرجات ذلك لا تنحصر، والصلاة مفتاح القلوب فيها تنكشف أسرار الكلمات،

فهذا حق القراءة وهو حق الأذكار والتسبيحات أيضًا، ثم يراعي الهيبة في القراءة، فيرتل ولا يسرد فإن ذلك أيسر

للتأمل، ويفرق بين نغماته في آية الرحمة والعذاب والوعد والوعيد والتحميد والتعظيم والتمجيد.

 

كان النخعي إذا مر بمثل قوله عز وجل: {ما انخذ الله من ولد وما كان معه من إله} يخفض صوته كالمستحي

عن أن يذكره بكل شيء لا يليق به وروي أنه يقال لقارئ القرآن: "إقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا"

،

وأما دوام القيام فإنه تنبيه على إقامة القلب مع الله عز وجل على نعت واحد من الحضور قال صلى الله عليه وسلم:

"إن الله عز وجل مقبل على المصلي ما لم يلتفت"، وكما تجب حراسة الرأس والعين عن الالتفات إلى الجهات

فكذلك تجب حراسة السر عن الالتفات إلى غير الصلاة، فإذا التفت إلى غيره فذكّره باطلاع الله عليه وبقبح التهاون

بالمناجي عند غفلة المناجي ليعود إليه، وألزِم لخشوع القلب، فإن الخلاص عن الالتفات باطنًا وظاهرًا ثمرة الخشوع.

وكان الصدِّيق رضي الله عنه في صلاته كأن وتدٌ، وابن الزبير رضي الله عنه كأنه عُودٌ، وبعضهم كان يسكن في

ركوعه بحيث تقع العصافير عليه كأنه جماد، وكل ذلك يتقضيه الطبع بين يدي من يعظم من أبناء الدنيا فكيف لا

يتقاضاه بين يدي ملك الملوك عند من يعرف ملك الملوك؟ وكل من يطمئن بين يدي غير الله عز وجل خاشعًا وتضطرب

أطرافه بين يدي الله عابثًا فذلك لقصور معرفته عن جلال الله وعن اطلاعه على سره وضميره، وقال عكرمة في

قوله عز وجل: {الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} قال: قيامه وركوعه وسجوده وجلوسه.

 

وأما الركوع والسجود فينبغي أن تجد عندهما ذكر كبرياء الله سبحانه وترفق يديك مستجيرًا بعفو الله عز وجل

من عقابه بتجديد النية ومتبعًا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم تستأنف له ذلاً وتواضعًا بركوعك، وتجتهد

في ترقيق قلبك وتجديدخشوعك وتستشعر ذلك وعزَّ مولاك واتضاعك وعُلُو ربك.

وتستعين على تقرير ذلك من قلبك بلسانك فتسبح ربك وتشهد له بالعظمة وأنه أعظم من كل عظيم وتكرر ذلك

على قلبك لتؤكده بالتكرار، ثم ترتفع من ركوعك راجيًا أنه راحم لك ومؤكدًا للرجاء في نفسك بقولك: {سمع الله لمن حمده"

أي أجاب لمن شكره، ثم تردف ذلك الشكر المتقاضي للمزيد فتقول: "ربنا لك الحمد" وتكثر الحمد بقولك:

"ملء السموات وملء الأرض" ثم تهوي إلى السجود وهو أعلى درجات الاستكانة فتمكّن أعز أعضائك

وهو الوجه من أذل الأشياء وهو التراب، وإن أمكنك أن لا تجعل بينهما حائلاً فتسجد على الأرض فافعل

فإنه أجلب للخشوع وأدلُّ على الذل.

وإذا وضعت نفسك موضع الذل فاعلم أنك وضعتها ورددت الفرع إلى أصله فإنك من التراب خلقت، وغليه

تعود، فعند هذا جدّد على قلبك عظمة الله وقل: "سبحان ربي الأعلى" وأكده بالتكرار فإن الكرّة الواحدة ضعيفة

الأثر فإذا رق قلبك وظهر ذلك فلتصدّق رجاءك في رحمة الله فإن رحمته تتسارع إلى الضعف والذل لا إلى التكبر

والبطر فارفع رأسك مكبرًا وسائلاً حاجتك وقائلاً: "رب اغفر لي اغفر لي" ثم أكد التواضع بالتكرار فعُد إلى السجود ثانيًا كذلك.

وأما التشهد فإذا جلست له فاجلس متأدبًا وصرح بأن جميع ما تدلي من الصلوات والطيبات أي من الأخلاق

الطاهرة لله، وكذلك الملك لله وهو معنى "التحيات"، واحضر في قلبك النبي صلى الله عليه وسلم وشخصه الكريم وقل:

"السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" وليصدق أمَلُك في أنه يبلُغُه ويردُّ عليك ما هو أوفى منه،

ثم تسلم على نفسك وعلى جميع عباد الله الصالحين، ثم تأملُ أن يرد الله سبحانه عليك سلامًا وافيًا بعدد عباده

الصالحين، ثم تشهد له تعالى بالوحدانية ولمحمد نبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة مجددًا عهد الله سبحانه بإعادة كلمتي

الشهادة ومستأنفًا للتحصن بها.

 

ثم ادعُ في آخر صلاتك بالدعاء المأثور مع التواضح والخشوع والضراعة والابتهال وصدق الرجاء بالإجابة

وأشرك في دعائك أبويك وسائر المؤمنين.

 

واقصد عند التسليم السلامَ على الملائكة والحاضرين وانوِ ختم الصلاة به. واستشعر شكر الله سبحانه على

توفيقه لإتمام هذه الطاعة، وتوهم أنك مودع لصلاتك هذه وأنك ربما لا تعيش لمثلها، ثم أشعر قلبك الوجل

والحياء من التقصير في الصلاة، وخفْ أن لا تقبل صلاتك وأن تكون ممقوتًا بذنب ظاهر أو باطن فتردَّ صلاتك

في وجهك، وترجو مع ذلك أن يقبلها بكرمه وفضله.

 

كان يحيى بن وثاب إذا صلى مكث ما شاء الله تُعرف عليه كآبة الصلاة، وكان إبراهيم يمكث بعد الصلاة

ساعة كأنه مريض،

فهذا تفصيل صلاة الخاشعين {الذين هم في صلاتهم خاشعون}… {والذين هم على صلواتهم يحافظون}

{والذين هم على صلاتهم دائمون} والذين يناجون الله على قدر استطاعتهم في العبودية فليعرض

الإنسان نفسه على هذه الصلاة، فبالقدر الذي يُسِّر له منه ينبغي أن يفرح وعلى ما يفوته ينبغي أن يتحسر.

وأما صلاة الغافلين فهي مَخْطرة إلا أن يتغمده الله برحمته، والرحمة واسعة والكرم فائض فنسأل الله أن يتغمدنا

برحمته ويغمرنا بمغفرته إذ لا وسيلة لنا إلا الاعتراف بالعجز عن القيام بطاعته.

 

واعلم أن تخليص الصلاة عن الآفات وإخلاصها لوجه الله عز وجل وأداؤها بالشروط الباطنة التي ذكرناها من

الخشوع والتعظيم والحياء سببٌ لحصول أنوارٍ في القلب تكون تلك الأنواع مفاتيح علوم المكاشفة،ف أولياء الله

المكاشفون بملكوت السموات والأرض وأسرار الربوبية إنما يكاشفون في الصلاة لا سيما في السجود إذ يتقرب

العبد من ربه عز وجل بالسجود، ولذلك قال تعالى: {واسجد واقترب} وإنما تكون مكاشفة كل مصل على قدر صفائه

عن كدورات الدنيا، ويختلف ذلك بالقوة والضعف والقلة والكثرة والجلاء والخفاء حتى ينكشف لبعضهم الشيء بعينه

وينكشف لبعضهم الشيء بمثاله، كما كشف لبعضهم الدنيا في صورة جيفة والشيطان في صورة كلب جاثم عليها

يدعو إليها.

ويختلف أيضًا بما في المكاشفة فبعضهم ينكشف له من صفات الله تعالى وجلاله ولبعضهم من أفعاله ولبعضهم

من دقائق علوم المعاملة.

ويكون لتعيين تلك المعاني في كل وقت أسباب خفية لا تحصى، وأشدّها مناسبة الهمة، فإذا كانت مصروفة إلى

شيء معين كان ذلك أولى بالانكشاف، ولما كانت هذه الأمور لا تتراءى إلا في المرائي الصقيلة وكانت المرأة كلها

صدئة فاحتجت عنها الهداية لا ليخل من جهة المنعم بالهداية بل لِخَبَث متراكم الصدأ على مصبَ الهداية، تسارعت

الألسنة إلى إنكار مثل ذلك، غذ الطبع محبول على إنكار غير الحاضر، ولو كان لجنين عقل لأنكر إمكان وجود الإنسان

في متسع الهواء، ولو كان للطفل تمييزٌ ما ربما أنكر ما يزعم العقلاء إدراكه من ملكوت السموات والأرض، وهكذا الإنسان

في كل طور يكاد ينكر ما بعده، والمقصود أن كل ذلك لا يحصل إلا بالخشوع في الصلاة ولذلك قال الله عز وجل:

{قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} فمدحهم بعد الإيمان بصلاة مخصوصة هي المقرونة بالخشوع،

ثم ختم أوصاف المفلحين بالصلاة أيضًا فقال تعالى: {والذين هم على صلواتهم يحافظون} ثم قال تعالى في ثمرة تلك

الصفات: {أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} فوصفهم بالفلاح أولاً وبوراثة الفردوس آخرًا،

وأما هذرمة اللسان مع غفلة القلب فلا تنتهي إلى هذا الجزاء، ولذلك قال الله عز وجل في أضدادهم:

{ما سلككم في صقر قالوا لم نك من المصلين} فالمصلون هم ورثة الفردوس وهم المشاهدون لنور الله تعالى

والمتمتعون بقربه ودنوه.

نسأل الله أن يجعلنا منهم وأن يعيذنا من عقوبة من تزينت أقواله وقبحت أفعاله إنه الكريم المنان القديم الإحسان

وصلى الله على كل عبد مصطفى .

 

 

12-32.gif

 

مُحاضرتنا القيّمة والشيّقة لهذا اليوم :

 

أهلا رمضان .. للشيخ محمد المنجد حفظه الله

[real]http://live.islamweb.net/lecturs/malmonajed/273/273.rm[/real]

للوصول إلى المحاضرة،، بالضغط هنا بارك الله فيكِ..

 

لا تتردّدن بالاستماع إليها فكنوزها كثيرة وثمينة :)

 

12-32.gif

 

نتمنّى منكنّ أخواتي الحبيبة الجديّة في مُتابعة حملتنا وحُسن التفاعل مع دروسها ،

فالمُبتغى أن نُتقن الاستعداد لاستقبال رمضان بالهمّة العالية على الطاعة والعبادة ..

 

ولنجعل هدفنا الأكــبر ..

تميّزنا وجديتنا في اغتنام رمضاننا هذا ، لعلّه يكون نقطة انطلاق لانتعاش حياتنا واستقرارها على طاعة اللــه ..

 

والله الموفق والهادي والمعين :)

 

12-32.gif

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

ما شاء الله مجهود رائع وعطاء فائض اسال الله ان يجعله فى ميزان حسناتكن حبيباتى نبض الاقصى ومحبة الرحمن

 

كمان الفلاشات رائعه وموقع صيد الفوائد اصلا حافل بالكثير ولكنى حزينه جدا انى اليوم اصبحت حائضه ولن اتطهر قبل يوم اللاثنين وهو اول يوم فى رمضان

 

وكنت اريد ان اختم باقى القرأن لابدء واحدة ولكنى يبدوا انى ستاخر كثيرا

 

كما انى تعودت صلاة القيام بالمسجد ولا استطيع ان انتظر حتى تنتهى الرجال من الخروج لان القيام لدينا بالمسجد الوحيد الذى به مكان للنساء ينتهى متأخر واخاف الخروج

 

وهل ممكن ان اختم القرأن مرة لامى ام الافضل ان اكتفى بالدعوه لها جزاكم الله خيرا بانتظار المزيد من الفوائد والنصح والارشاد لعل الله يتقبلنا عنده ويكتبنا من الصائمين القائمين الركع السجود اللهم امييييييييييييييين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

حياكِ الله أخيتي الحبيبة، تسعدنا متابعتكِ :)

ونسأل الله العلي العظيم أن يعينكِ على ذكره وشكره وحسن عبادته..

 

بخصوص قراءة القرآن للحائض، فأرجو الاطلاع على هذا الرابط:

https://akhawat.islamway.net/forum/index.php?showtopic=12678

https://akhawat.islamway.net/forum/index.php?showtopic=6821

 

فلا تحزني باحبيبة، بإذن الله تستطعين ختمه بهذه الأيام القلائل والله المعين، جعلكِ الله من أهله وخاصته إنه ولي ذلك والقادر عليه..

 

وبخصوص والدتكِ لم توضحي ياحبيبة هل هي طيبة أطال الله عمرها أم لا؟؟

 

وفقكِ الله وبارك فيكِ.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

تمّ بحمد الله إدراج دروس اليوم الخامس عشر لحملتنا ..

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس الخامس عشر التابع لموضوع ( وقفات وعِبر + فلاشات + ورد يومي للقرآن )

12-96.gif

الـدرس الخامس عشر مـن حـملـة الاســـتعــداد لِـرمضــان

12-96.gif

 

 

1_105.gifأثمن النصائح لأختي المسلمة في رمضان !! 1_105.gif

 

وقفات مع الصائمات

 

يقبل علينا شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، شهر الصيام والقيام والقرآن , شهر مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات ،

يقبل ومعه نفحات الأجر والمثوبة ، وفرص الخير المتنوعة ، يقبل ليروض النفوس ، ويحررها من رق الشهوات ، وأسر العادات ،

فتفتح أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النار ، وتصفد الشياطين ، وينادى المنادي : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر .

 

أختي الصائمة :

اقدري نعمة الله وعظيم فضله عليك ، حيث مد في عمرك وبلغك هذا الشهر لتتزودي فيه من العمل قبل حلول الأجل ،

وأنت تعرفين من أخواتك اللاتي سبقوك إلى الدار الآخرة وحال الموت بينهن وبين بلوغ هذا الشهر ؟! ،

فليكن في ذلك أعظم واعظ لك للتزود من الطاعات والقربات ، وتجديد العزم وإخلاص القصد ، قبل أن يحال بينك وبينه .

 

أختي الصائمة :

تذكري أن الغاية الكبرى من الصوم تحقيق تقوى الله عز وجل ، التقوى التي توقظ القلوب وتحيي الضمائر ،

وتصون النفوس من دنس الآثام ، وما لم يكن الصوم طريقاً لتحصيل هذه التقوى فقد فَقَد ثمرته وغايته ،

فالصائم حقيقة هو من صامت جوارحه عن الآثام ، ولسانه عن الكذب والفحش والغيبة وقول الزور ،

وقد قال - صلى الله عليه وسلم- : ( إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ) متفق عليه ،

وقال : ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) رواه البخاري ،

فاجعلي من صيامك وسيلة لتحقيق هذه التقوى ، وتجنبي مجالس الفارغات ،

وتخلقي بأخلاق الصائمات الحافظات لألسنتهن وأبصارهن وجوارحهن عن كل مخالفة تخدش الصوم ،

وألزمي نفسك الكلام الطيب الجميل وليكن لسانك رطباً بذكر الله ، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء .

 

أختي الصائمة :

احذري لصوصَ رمضان ، الذين ينتظرون هذا الشهر بفارغ الصبر لكي يسطوا على أخلاق الناس ، ويسلبوا عقولهم واهتماماتهم ،

ويفسدوا عليهم روحانيته وعبق أيامه ولياليه ، ويحيلوا حياتهم إلى اللهو والهزل ، وهدر الوقت والعمر ، في أرجى مواسم التوبة ، والسمو بالروح والنفس ، ففي الوقت الذي صفدت فيه شياطين الجن ومردتها ، يأبى هؤلاء إلا أن يقوموا بنفس الدور ،

وينوبوا عنهم في أداء هذه المهمة ، وما أن يقترب شهر الصيام حتى يحتدم التنافس الفضائي ،

والعروض الرمضانية التي لا علاقة لها إطلاقاً بالعبادة والطاعة ، بل هي على النقيض من ذلك تماماً ،

حتى تحول شهر الصبر والمصابرة والجهد والمثابرة ، والتنافس في الخيرات ، والمسارعة إلى الصالحات عند بعض

من لا خلاق لهم إلى شهر اللهو والعبث ومعاقرة الشهوات والإسراف فيما أحل الله وحرم إلا من رحم ربي .

 

فهل ستحفظين شهرك ، وتصونين عمرك ، من عدوان المعتدين ، وإفك الظالمين ، واللصوص المحترفين ،

أم ستمنحيهم الفرصة وتخلين بينهم وبين وقتك وعبادتك وأخلاقك ؟!.

 

أختي الصائمة :

تجنبي ارتياد الأسواق في هذا الشهر الكريم وبخاصة في العشر الأواخر ، واحرصي على عدم الخروج من البيت إلا لضرورة ،

أو طاعة ، أو حاجة لابد منها ، وإياك والإسراف والتبذير في المآكل والمشارب ، ولا تجعلي من هذا الشهر موسماً للكسل والخمول ، وقضاء النهار في النوم ، والليل في السهر ، وليكن همك الأكبر هو مضاعفة الجهد والاستكثار من الطاعات المتنوعة من بر وإحسان وقراءة للقرآن ، وصلاة وذكر واستغفار .

 

أختي الصائمة :

اجعلي دائماً نصب عينيك الجائزة الكبرى التي وضعت لمن يفوز في هذا السباق ، جائزة تتقاصر دونها كل الجوائز ،

وتتضائل أمامها كل الحوافز ، من حرمها فهو المحروم ، ومن ضيعها أو فرط فيها فهو الملوم ، كيف والثمن الجنة ،

والجزاء مغفرة تجعل المرء في حل فيما سبق في حياته ؟! (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ،

ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له تقدم من ذنبه ) .

 

فهل ستقبلين المنافسة والتحدي ما دام السوق قائماً ، والسباق جارياً ، وتكونين ممن يفوز بهذه الجائزة الربانية ،

والمنحة الإلهية ؟ اعقدي العزم ، واصدقي النية ، وتوجهي إلى الله بالدعاء فمن صدق الله صدقه .

منقول من واحة رمضان التابعة للشبكة الإسلاميّة ..

 

1_105.gifأطيب الكلام مع علمائنا الكِرام !! 1_105.gif

 

من الوسائل المفيدة للحياة السعيدة :

من أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات: الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة. فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه. وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم،

ففرحت نفسه، وازداد نشاطه، وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره. ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه

واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه، وبعمل الخير الذي يعمله، إن كان عبادة فهو عبادة،

وإن كان شغلاً دنيوياً أو عادةً أصحبها النية الصالحة. وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله،

فلذلك أثره الفعال في دفع الهم والغموم والأحزان، فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار،

فحلت به الأمراض المتنوعة، فصار دواؤه الناجع ( نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه، واشتغاله بعمل من مهماته ).

وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه، فإن هذا أدعى لحصول هذا المقصود النافع، والله أعلم.

 

عبد الرحمن بن ناصر السعدي

 

1_105.gifفلاشك لليوم ، شيّق . ممتع . هادف !! 1_105.gif

 

كم ينبض قلبكِ بالسنّة !! ..

لمطالعة الفلاش .. اضغطي هنا بارك الله فيكِ..

 

1_105.gifلا تنسي اليوم حظّكِ من القرآن !! 1_105.gif

 

أخيتي الحبيبة اليوم هو الخامس والعشرون من شهر شعبان ، ولم يتبقّى على رمضان سوى خمسة أيّام أو أقلّ !!

وحرصاً منّا على تحصيل ختمة للقرآن قبل حلول رمضان ندعوكِ أخيتي الحبيبة أن تتابعينا في جدول هذه الختمة ..

 

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من من بداية سورة سبأ >> إلى آخر سورة الصافات ..

 

ولكل أخت لم تتابعنا من البداية ، نقول لها لا تيأسي بإمكانكِ تحصيلنا ..

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من سورة الفاتحة إلى آخر سورة الصافات..

وبإمكانكِ تجزيئ هذا المقدار تبعاً للأوقات التي تناسبكِ

 

ومن تصدق نيّتها مع الله سبحانه وتعالى ييسّر أمرها ويثيبها خيراً عظيماً على هذه المُبادرة .

 

12-96.gif

 

ونذكّركِ أخيتي الحبيبة ببعض هذه الأعمال المستحبّة ، ولا تتردّدي بأدائها فهي بسيطة الأداء وعظيمة الجزاء ..

 

. أداء رواتب(سنن) الصلاة وهن اثنتي عشرة ركعة ، وكذلك أذكار ما بعد الصلاة ..

. الالتزام بأذكار الصباح والمســاء ..

. أداء صلاة الضحى ..

. الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ..

. الإكثار من استغفار الله سبحانه وتعالى ..

. قيــام الليل ..

. الدعاء إلى الله لكِ ولكافة الأمّة الإسلامية ..

. الإحسان إلى الآخرين بالقول والعمل ..

. مسامحة الآخرين وتجاهل عثراتهم ..

. الإحسان في أداء مهمّاتنا بكافة تشعباتها ..

 

والأهمّ : الإخلاص في النوايا والأقوال والأعمال لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له .

 

12-96.gif

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس الخامس عشر التابع لموضوع ( مُدارسة كِتاب القواعد الحِسان+ محاضرات)

12-32.gif

الـدرس الرابع عشر من حمـلة الاستعداد لِرمـضــان

 

10-14.gifالجزء السادس من القــــاعدة التــاسعة10-14.gif

من كِتاب القواعد الحِسان في أسرار الطاعة والاستعداد لِرمضان

 

10-14.gif10-14.gif10-14.gif

 

تحصيل لذة التلاوة وقراءة القرآن

 

اعلم أن هذه اللذة لن تحصل إلا بتوافر عشرة آداب عند تلاوة القرآن الكريم هي:

 

( فهم أصل الكلام. ثم التعظيم، ثم حضور القلب. ثم التدبر. ثم التفهم، ثم التخلي عن

موانع الفهم، ثم التخصيص، ثم التأثر، ثم الترقي، ثم التبري).

 

فالأول: فهم عظمة الكلام وعلوه وفضل الله سبحانه وتعالى ولطفه بخلقه في نزوله عن عرش جلاله

إلى درجة إفهام خلقه. فلينظر كيف لطف بخلقه في إيصال معاني كلامه إلى أفهام خلقه؟ وكيف تجلت

لهم تلك الصفة في طي حروف وأصوات هي صفات البشر إذ يعجز البشر عن الوصول إلى فهم صفات

الله عز وجل إلا بوسيلة صفات نفسه، ولولا استتار كنه جلالة كلامه بكسوة الحروف لما ثبت لسماع الكلام

عرض ولا ثري ولتلاشى ما بينهما من عظمة سلطانه وسبُحُات نوره، ولولا تبييت الله عز وجل لموسى عليه السلام

لما أطاق لسماع كلامه كما لم يطق الجبل مبادئ تجليه حيث صار دكًا.

 

الثاني: التعظيم للمتكلم: فالقارئ عند البداية بتلاوة القرآن ينبغي أن يحضر في قلبه عظمة المتكلم

 

ويعلم أن ما يقرؤه ليس من كلام البشر وأن في تلاوة كلام الله عز وجل غاية الخطر فإنه تعالى قال:

{لا يمسه إلا المطهرون} وكما أن ظاهر جلد المصحف وورقة محروس عن ظاهر بشرة اللامس إلا

إذا كان متطهرًا، فباطن معناه أيضًا بحكم عزه وجلاله محجوب عن باطن القلب إلا إذا كان متطهرًا

عن كل رجس ومستنيرًا بنور التعظيم والتوقير، وكما لا يصح لمس جلد المصحف كل يد فلا يصلح

لتلاوة حروفه كل لسان ولا لنيل معانيه كل قلب، فتعظيم الكلام تعظيم المتكلم، ولن تحضره عظمة المتكلم

ما لم يتفكر في صفاته وجلاله وأفعاله، فإذا حضر بباله العرش واستواء ربه عليه، والكرسي الذي وسع

السموات والأرض، واستحضر مشهد السموات والأرض وما بينهما من الجن والإنس والدواب والأشجار،

وعَلِمَ أن الخالق لجميعها والقادر عليها والرازق لها واحد، وأن الكل في قبضة قدرته مترددون بين فضله

ورحمته وبين نِقمته وسَطوته، إن أنعم فبفضله وإن عاقب فبعدله، وأنه الذي يقول هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي،

وهؤلاء إلى النار ولا أبالي وهذا غاية العظمة والتعالي، فبالتفكر في أمثال هذا يحضر تعظيم المتكلم ثم تعظيم الكلام.

 

الثالث: حضور القلب وترك حديث النفس: قيل في تفسير: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} أي بجد واجتهاد،

وأخذه بالجد أن يكون متجردًا له عند قراءته منصرف الهمة إليه عن غيره، وقيل لبعضهم: إذا قرأت

القرآن تحدّثُ نفسك بشيء؟ فقال: أو شيء أحبُّ غلي من القرآن حتى أحدث به نفسي! وكان بعض السلف

إذا قرأ آية لم يكن قلبه فيها أعادها ثانية. وهذه الصفة تتولد عما قبلها من التعظيم، فإن المعظم للكلام الذي

يتلوه يستبشر به ويستأنس ولا يغفل عنه، ففي القرآن ما يستأنس به القلب إن كان التالي أهلاً له فكيف

يطلب الأنس بالفكر في غيره وهو متنزه ومتفرج، والذي يتفرج في المتنزهات لا يتفكر في غيرها، فقد قيل

إن القرآن ميادين وبساتين ومقاصير وعرائس وديابيج ورياض.

فإذا دخل القارئ الميادين وقطف من البساتين ودخل المقاصير وشهد العرائس ولبس الديابيج وتنزه في

الرياض استغرقه ذلك وشغله عما سواه فلم يعزب قلبه ولم يتفرق فكره.

 

الرابع: التدبر: وهو وراء حضور القلب فإنه قد لا يتفكر في غير القرآن ولكنه يقتصر على سماع القرآن

من نفسه وهو لا يتدبره والمقصود من القراءة التدبر، ولذلك سُنَّ الترتيل في الظاهر ليتمكن من التدبر

بالباطن، قال علي رضي الله عنه : لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها.

وإذا لم يتمكن من التدبر إلا بترديد فليردد إلا أن يكون خلف إمام، فإنه لو بقي في تدبر آية وقد اشتغل الإمام

بآية أخرى كان مسيئًا مثل من يشتغل بالتعجب من كلمة واحدة ممن يناجيه عن فهم بقية كلامه، وكذلك إن كان

في تسبيح الركوع وهو متفكر في آية قراها أمامُه فهذا وسواس. فقد روي عن عامر بن عبد قيس أنه قال:

الوساس يعتريني في الصلاة، فقيل: في أمر الدنيا؟ فقال: لأن تختلف في الأسِنَّة أحب غليّ من ذلك، ولكن

يشتغل قلبي بموقفي بين يدي ربي عز وجل، وإني كيف أنصرف، فعدّ ذلك وسواسًا وهو كذلك، فإنه يشغله

عن فهم ما هو فيه، والشيطان لا يقدر على مثله إلا بأن يشغله بمهمِّ ديني، ولكن يمنعه به عن الأفضل.

 

وعن أبي ذر قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا ليلة فقام بآية يرددها وهي: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم..}الآية

وقام تميم الداري ليلة بهذه الآية: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات} الآية،

وقام سعيد بن جبير ليلةيردد هذه الآية: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} وقال بعضهم:

إني لأفتح السورة فيوقفني بعضُ ما أشهد فيها عن الفراغ منها حتى يطلع الفجر،

وكان بعضهم يقول: آية لا أتفهمها ولا يكون قلبي فيها لا أعدّ لها ثوابًا،

وحُكي عن أبي سليمان الداراني أنه قال: إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال أو خمس ليال ولولا أني أقطع الفكر فيها

ما جوزتها إلى غيرها، وعن بعض السلف أنه بقي في سورة هود ستة أشهر يكررها،

ولا يفرغ من التدبر فيها، وقال بعضهم: لي في كل جمعة ختمة وفي كل شهر ختمة وفي كل سنة ختمة ولي ختمة منذ ثلاثين سنة ما فرغت

منها بعد، وذلك بحسب درجات تدبره وتفتيشه، وكان هذا أيضًا يقول: أقمت نفسي مقام الأجراء فأنا أعمل مياومةً

ومجامعةً ومشاهرةً ومسانهةً.

 

الخامس: التفهم: وهو أن يستوضح من كل آية ما يليق بها إذ القرآن يشتمل على ذكر صفات الله عز وجل، وذكر أفعاله، وذكر أحوال الأنبياء

عليهم السلام، وذكر أحوال المكذبين لهم وأنهم كيف أهلكوا، وذكر أوامره وزواجره، وذكر الجنة والنار.

أما صفات الله عز وجل فكقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وكقوله تعالى: {الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر}

فليتأمل معاني هذه الأسماء والصفات لينكشف له أسرارها، فتحتها معان مدفونة لا

تنكشف إلا للمُوفَّقين: وإليه أشار علي رضي الله عنه بقوله لما سئل: هل عندكم من رسول الله

صلى الله عليه وسلم شيء سوى القرآن؟ فقال: لا والذي خلق الحبة وبرأ النسمة إلا أن يعطي الله عبدًا

فهمًا في كتابه،

وأما أفعاله تعالى فكذكره خلق السموات والأرض وغيرها، فليفهم التالي منها صفات الله

عز وجل وجلاله إذ الفعل يدل على الفاعل فتدل على عظمته، وأما أحوال الأنبياء عليهم السلام، فإذا سمع

منها كيف كُذّبوا وضُربوا وقُتل بعضهم. فليفهم منه صفة الاستغناء لله عز وجل عن الرسل والمرسل إليهم

وأنه لو أهلك جميعهم لم يؤثر في ملكه شيء، وإذا سمع نصرتهم في آخر الأمر فليفهم قدرة الله عز وجل

وإرادته لنصرة الحق، وأما أحوال المكذبين، كعاد وثمود وما جرى عليهم فليكن فهمه منه استشعار الخوف

من سطوته ونقمته وليكن حظه منه الاعتبار في نفسه وأنه إن غفل وأساء الأدب واغتر بما أُمهل فربما تدركُه

النقمة وتنفُذ فيه القضية، وكذلك إذا سمع وصف الجنة والنار وسائر ما في القرآن، فلا يمكن استقصاء ما يفهم

منه لأن ذلك لا نهاية له وإنما لكل عبد بقدر رزقه، {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد

كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددًا}.

فالغرض مما ذكرناه التنبيه على طريق التفهيم لينفتح بابه فأما الاستقصاء فلا مطمع فيه، ومن لم يكن له فهم

ما في القرآن ولو في أدنى الدرجات دخل في قوله تعالى: {ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم

ماذا قال آنفًا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم} والطابع هي الموانع التي سنذكرها في موانع الفهم.

 

السادس: التخلي عن موانع الفهم، فإن أكثر الناس منعوا عن فهم معاني القرآن لأسباب وحُجُب أسدله

ا الشيطان على قلوبهم فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن، وحُجُب الفهم ثلاثة:

 

أولها: أن يكون الهم منصرفًا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى حفظه شيطان

وكل بالقراء ليصرفهم عن فهم معاني كلام الله عز وجل فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف يخيل إليهم

أنه لم يخرج من مخرجه، فهذا يكون تأمله مقصورًا على مخارج الحروف فأنى تنكشف له المعاني؟

وأعظم ضحكة للشيطان ممن كان مطيعًا لمثل هذا التلبيس.

ثانيها: أن يكون مقلدًا لمذهب سمعه بالتقليد وجمد عليه وثبت في نفسه التعصب له بمجرد الاتباع للمسموع

من غير وصول إليه ببصيرة ومشاهدة، فهذا شخص قيَّده معتقدُه عن أن يتجاوزه فلا يمكنه أن يخطر بباله

غير معتقده فصار نظره موقوفًا على مسموعه، فإن لمع برق على بُعد وبدا له معنى من المعاني التي تباين

مسموعه حمل عليه شيطان التقليد حملة وقال كيف يخطر هذا ببالك وهو خلاف معتقد آبائك، فيرى أن ذلك

غرور من الشيطان فيتباعد منه ويتحرز عن مثله، ومثله من يقرأ قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}

وما يحتويه معنى الآية من علو الله عز وجل على كل مخلوقاته وهيمنته وتصرفه في كل الموجودات فيجيئه

تقليد المعتقدات الموروثة في وجوب تنزيه الله عن الجهة فيُحرم من تجليات تأمل صفة العلو والاستواء وهي

من الصفات التي تكررت في القرآن بغرض التنبيه على جلال الله وعظمته وحقيقة علوه على خلقه.

ثالثها: أن يكون مصرًا على ذنب أو متصفًا بكبر أو مبتلى في الجملة بهوى في الدنيا مطاع فإن ذلك سبب

ظلمة القلب وصدئه، وهو كالخبث على المرأة وهو أعظم حجابٍ للقلب وبه حُجب الأكثرون.

وكلما كانت الشهوات أشد تراكمًا كانت معاني الكلام أشد احتجابًا وكلما خف عن القلب أثقال الدنيا قرُبَ

تجلي المعنى فيه. فالقلب مثل المرأة والشهوات مثل الصدأ ومعاني القرآن مثل الصور التي تتراءى في المرآة.

والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل تصقيل الجلاء للمرأة، وقد شرط الله عز وجل الإنابة في الفهم والتذكير

فقال تعالى: {تبصرة وذكرى لكل عبد منيب} وقال عز وجل: {وما يتذكر إلا من ينيب} وقال تعالى:

{إنما يتذكر أولوا الألباب} فالذي آثر غرور الدنيا على نعيم الآخرة فليس من ذوي الألباب ولذلك لا تنكشف له أسرار الكتاب.

السابع: التخصيص وهو أن يقدّر أنه المقصود بكل خطاب في القرآن، فإن سمع أمرًا أو نهيًا قدّر أنه

المنهي والمأمور، وإن سمع وعدًا أو وعيدًا فكمثل ذلك، وإن سمع قصص الأولين والأنبياء علم أن

السَّمَرَ غير مقصود، وإنما المقصود ليعتبر به وليأخذ من تضاعيفه ما يحتاج إليه، فما من قصة في

القرآن إلا وسياقها لفائدة في حق النبي صلى الله عليه وسلم وأمته. ولذلك قال تعالى: {ما نثبت به فؤادك}

فليقدر العبد أن الله ثبت فؤاده بما صه عليه من أحوال الأنبياء وصبرهم على الإيذاء وثباتهم في الدين

لانتظار نصر الله تعالى.

وكيف لا يقدر هذا والقرآن ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لرسول الله خاصة بل هو شفاء وهدى

ورحمة ونور للعالمين؟ ولذلك أمر الله تعالى الكافة بشكر نعمة الكتاب فقال تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم وما

أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به} وقال عز وجل: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم أفلا تعقلون}،

{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزلنا إليهم}، {كذلك يضرب الله للناس أمثالهم}، {واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم}،

{هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون}، {هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين}،

وإذا قُصد بالخطاب جميعُ الناس فقد قصد الآحاد، فهذا القارئ الواحد مقصود، فماله ولسائر الناس،

فليقدر أنه المقصود، قال الله تعالى: {وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} قال محمد بن كعب القُرظي:

من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله، وإذا قدر ذلك لم يتخذ دراسة القرآن عمله بل يقرؤه كما يقرأ العبد كتاب مولاه

الذي كتبه إليه ليتأمله ويعمل بمقتضاه، ولذلك قال بعض العلماء: هذا القرآن رسائل أتتنا من قبل ربنا عز وجل

بعهود نتدبرها في الصلوات ونقف عليها في الخلوات وننفذها في الطاعات والسنن المتبعات، وكان مالك ابن دينار

يقول: ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض، وقال قتادة:

لم يجالس أحد القرآن إلا قام بزيادة أو نقصان، قال تعالى: {هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.

 

 

الثامن: التأثر: وهو أن يتأثر قلبه بآثار مختلفة بحسب اختلاف الآيات فيكون له بحسب كل فهم حالٌ

ووجدٌ يتصف به قلبه من الحزن والخوف والرجاء وغيره، ومهما تمت معرفته كانت الخشية أغلب

الأحوال على قلبه، فإن التضييق غالب على آيات القرآن، فلا يُرى ذكر المغفرة والرحمة إلا مقرونًا

بشروط يقصُرُ العارف عن نيلها كقوله عز وجل: {وإني لغفار} ثم أتبع ذلك بأربعة شروط:

{لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى} وقوله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا

وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} ذكر أربعة شروط، وحيث اقتصر ذكر شرطًا جامعًا، فقال تعالى:

{إن رحمة الله قريب من المحسنين} فالإحسان يجمع الكل، وهكذا من يتصفح القرآن من أوله إلى آخره ومن فهم ذلك فجدير بأن يكون حاله الخشية والحزن.

ولذلك قال الحسن، والله ما أصبح اليوم عبد يتلو القرآن يؤمن به إلا كثر حزنه وقل فرحه وكثر بكاؤه وقل

ضحكه وكثر نصبه وشغلُه وقلت راحته وبطالته، وقال وهيب بن الورد: نظرنا في هذه الأحاديث والمواعظ

فلم نجد شيئًا أرق للقلوب ولا أشد استجلابًا للحزن من قراءة القرآن وتفهمه وتدبره، فتأثر العبد بالتلاوة

أن يصبر بصفة الآية المتلوة.

فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط يتضاءل من خيفته كأنه يكاد يموت، وعند التوسع ووعد المغفرة يستبشر

كأنه يطير من الفرح.

وعند ذكر الله صفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعًا لجلاله واستشعارًا لعظمته.

وعند ذكر الكفار ما يستحيل على الله عز وجل كذكرهم لله عز وجل ولدًا وصاحبة يغّضُّ الصوت وينكسر في باطنه

حياء من قبح مقالتهم. وعند وصف الجنة ينبعث بباطنه شوقًا إليها.

وعند وصف النار ترتعد فرائصه خوفًا منها، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن مسعود:

"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا" رأيت عينيه تذرفان بالدمع فقال لي:

"حسبك الآن" رواه البخاري، وهذا لأن مشاهدة تلك الحالة استغرقت قلبه بالكلية، ولقد كان من الخائفين

من خرّ مغشيًا عليه عند آيات الوعيد، ومنهم من مات في سماع الآيات، فمثل هذه الأحوال يخرجه عن

أن يكون حاكيًا في كلامه. فإذا قال: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} ولم يكن خائفًا كان حاكيًا،

وإذا قال: {عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير} ولم يكن حاله التوكل والإنابة كان حاكيًا، وإذا قال:

{ولنصبرن على ما آذيتمونا} فليكن حاله الصبر أو العزيمة عليه حتى يجد حلاوة التلاوة. فإن لم يكن بهذه

الصفات ولم يتردد قلبه بين هذه الحالات كان حظه من التلاوة حركة اللسان مع صريح اللعن على نفسه في

قوله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} وفي قوله تعالى: {كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} وفي

قوله عز وجل: {وهم في غفلة معرضون} وفي قوله: {فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا}

وفي قوله تعالى: {ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} إلى غير ذلك من الآيات، وكان داخلاً في معنى قوله عز وجل:

{ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} يعني التلاوة المجردة، وقوله عز وجل: {وكأين من آية في

السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون} لأن القرآن هو المبين لتلك الآيات في السموات

والأرض، ومهما تجاوزها ولم يتأثر بها كان معرضًا عنها، ولذلك قيل: إن من لم يكن متصفًا بأخلاق القرآن

فإذا قرأ القرآن ناداه الله تعالى: مالك وكلامي وأنت معرض عني، دع كلامي إن لم تتب إلي. ومثال العاصي

إذا قرأ القرآن وكرره مثلا من يكرر كتاب الملك كل يوم مرات وقد كتب إليه في عمارة مملكته وهو مشغول

بتخريبها ومقتصر على دراسة كتابه، فلعله لو ترك الدراسة عند المخالفة لكان أبعد عن الاستهزاء واستحقاق

المقت، ولذلك قال يوسف ابن أسباط: إني لأهمُّ بقراءة القرآن فإذا ذكرت ما فيه خشيت المقت فاعدل إلى التسبيح والاستغفار.

والمعرض عن العمل به أريد بقوله عز وجل: {فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا قليلاً فبئس ما يشترون}

ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فلستم تقرءونه

- وفي بعض الروايات- فإذا اختلفتم فقوموا عنه" متفق عليه، قال تعالى: {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا

تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون}، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن أحسن الناس صوتًا

بالقرآن إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله تعالى" وقال بعض القراء: قرأت القرآن على شيخ لي ثم رجعت

لأقرأ ثانيًا فانتهرني وقال: جعلت القرآن عليّ عملاً اذهب فاقرأ على الله عز وجل، فانظر بماذا يأمرك وبماذا ينهاك.

وبهذا كان شغل الصحابة رضي الله عنهم في الأحوال والأعمال، فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرين ألفًا

من الصحابة لم يحفظ منهم القرآن إلا ستة اختلف في اثنين منهم، وكان أكثرهم يحفظ السورة والسورتين،

وكان الذي يحفظ البقرة والأنعام من علمائهم ولما جاء واحد ليتعلم القرآن فانتهى إلى قوله عز وجل:

{فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} قال: يكفي هذا وانصرف، فقال صلى الله عليه وسلم :

"انصرف الرجل وهو فقيه" رواه أبو داود والحاكم وصححه، وإنما لعزيز مثل تلك الحالة التي منَّ الله عز وجل بها

على قلب المؤمن عقيب فهم الآية.

فأما مجرد حركة اللسان فقليل الجدوى، بل التالي باللسان المعرض عن العمل جدير بأن يكون هو المراد بقوله تعالى:

{ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى} وبقوله عز وجل:

{كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} أي تركتها ولم تنظر إليها ولم تعبأ بها فإن المقصر في الأمر

يقال إنه نسي الأمر، وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح

الحروف بالترتيل وحظ العقل تفسير المعاني وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار، فاللسان يرتل والعقل

يترجم والقلب يتعظ.

 

التاسع: الترقي: وأعني به أن يترقى إلى أن يسمع الكلام من الله عز وجل لا من نفسه، فدرجات القرآن ثلاث،

أدناها: أن يقدر العبد كأنه يقرؤه على الله عز وجل واقفًا بين يديه وهو ناظر إليه ومستمع منه، فيكون حاله

عند هذا التقدير: السؤال والتملق والتضرع والابتهال، الثانية: أن يشهد بقلبه كأن الله عز وجل يراه ويخاطبه

بألطافه ويناجيه بإنعامه وإحسانه فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم، الثالثة: أن يرى في الكلام المتكلم

وفي الكلمات الصفات فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته ولا إلى تعلق الإنعام به من حيث إنه منعم عليه بل يكون

مقصور الهم على المتكلم موقوف الفكر عليه كأنه مستغرق بمشاهدة المتكلم عن غيره. وهذه درجة المقربين

وما قبله درجة أصحاب اليمين وما خرج عن هذا فهو درجات الغافلين.

 

العاشر: التبري: وأعني به أن يتبرأ من حوله وقوته والالتفات إلى نفسه بعين الرضا والتزكية،

فإذا تلا بآيات الوعيد والمدح للصالحين فلا يشهد نفسه عند ذلك، بل يشهد الموقنين والصديقين فيها،

ويتشوق إلى أن يلحقه الله عز وجل بهم، وإذا تلا آيات المقت وذم العصاة والمقصّرين شهد على نفسه

هناك، وقدّر أنه المخاطب خوفًا وإشفاقًا.

ولذلك كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: اللهم إني استغفرك لظلمي وكفري، فقيل له: هذا الظلم فما

بال الكفر، فتلا قوله عز وجل: {إن الإنسان لظلوم كفار}

وقيل ليوسف ابن أسباط: إذا قرأت القرآن بماذا تدعو؟

فقال: استغفر الله عز وجل من تقصيري سبعين مرة، فإذا رأى نفسه بصورة التقصير في القراءة كان رؤيته

سبب قربه، فإن من شهد العبد في القرب لُطف به في الخوف حتى يسوقه الخوف إلى درجة أخرى في القرب

وراءها، ومن شهد القرب في البعد مُكِر به في الأمن الذي يفضه إلى درجة أخرى في البعد أسفل مما هو فيه.

ومهما كان مشاهدًا نفسه يعين الرضا صار محجوبًا بنفسه عن الله وكان الشافعي يقول:

 

أحب الصالحين ولست منهم

لعلي أن أنال بهم شفاعة

وأكره من تجارته المعاصي

وإن كنا سواء في البضاعة

 

وكان يقول أيضًا رحمه الله:

 

فعين الرضا عن كل عيب كليلةٌ

كما أن عين السخط تبدي المساويا

 

 

12-32.gif

 

مُحاضرتنا القيّمة والشيّقة لهذا اليوم :

 

مخالفات نسائية في رمضان للشيخ نبيل العوضي حفظه الله ..

[real]http://live.islamweb.net/Lecturs/nalawade/27/27.rm[/real]

للوصول إلى المحاضرة،، بالضغط هنا بارك الله فيكِ..

 

لا تتردّدن بالاستماع إليها فكنوزها كثيرة وثمينة :)

 

12-32.gif

 

نتمنّى منكنّ أخواتي الحبيبة الجديّة في مُتابعة حملتنا وحُسن التفاعل مع دروسها ،

فالمُبتغى أن نُتقن الاستعداد لاستقبال رمضان بالهمّة العالية على الطاعة والعبادة ..

 

ولنجعل هدفنا الأكــبر ..

تميّزنا وجديتنا في اغتنام رمضاننا هذا ، لعلّه يكون نقطة انطلاق لانتعاش حياتنا واستقرارها على طاعة اللــه ..

 

والله الموفق والهادي والمعين :)

 

12-32.gif

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سوف أشترك معكم بإذن الله

وسوف أنشره فى منتدى مشتركه فيه

وفى منتدايا الخاص

والله الموفق

 

حياكِ الله مها الحبيبة

تسعدنا متابعتكِ، وجزاكِ الله على كل خير وجعلكِ هادية مهدية..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

حبيبتى نبض الاقصى جزاكى الله خيرا الدرس اليوم اكثر من رائع وساحمل الفلاش جعله الله فى ميزان حسناتك

 

اما بخصوص والدتى اسال الله ان يرحمها الان لانها توفيت منذ 46 يوم اسال الله ان يرزقها الفردوس الاعلى وسؤالى هل ممكن ان اقرء لها القرأن بنيه احتساب الاجر لها فى رمضان بارك الله فيكى حبيبتى على الاهتمام ومشكورة على سؤالك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

تمّ بحمد الله إدراج دروس اليوم السادس عشر لحملتنا ..

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس السادس عشر التابع لموضوع (وقفات وعِبر+ فلاشات+ورد يومي للقرآن)

 

12-96.gif

الـدرس السادس عشر مـن حـملـة الاســـتعــداد لِـرمضــان

12-96.gif

 

 

1_105.gifانتبهي للأخطاء الشائعة في رمضان !! 1_105.gif

 

أخطاء في السحور

1.من الأخطاء : ترك بعض الناس السحور ، وهذا خلاف السنة ؛

فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه السحور ، ثم إنه قد حث عليه وجعله فارقا بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ،

، يقول عليه الصلاة والسلام : ( تسحروا ؛ فإن في السحور بركة ) متفق عليه ، ويقول عليه الصلاة والسلام :

( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ، أكلة السحر ) رواه مسلم ، وعلاوة على ما تقدم ،

فإن في السحور تقوية على الصيام ، فلا ينبغي تركه.

 

2. ومن الأخطاء : تعجيل السحور وتقديمه في منتصف الليل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين ، وهو خلاف السنة ؛

فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( عَجِّلوا الإفطار ، وأخِّروا السحور ) رواه الطبراني وصححه الألباني ،

والسنة أن يكون السحور في وقت السحر قبيل طلوع الفجر بشيء يسير ؛ ومنه سمي السحور سحوراً ،

فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و زيد بن ثابت تسحَّرَا ،

فلما فرغا من سُحُورهما قام النبي - صلى الله عليه وسلّم - إلى الصلاةِ فصلَّى ،

فسُئِل أنس : كم كان بين فراغِهما من سُحُورهما ودخولهما في الصلاةِ ؟ قال :

" قدْرَ ما يقرأ الرجل خمسين آية " رواه البخاري .

 

3. ومن الأخطاء : الاستمرار في الأكل والشرب مع أذان الصبح وهو يسمع النداء ،

والواجب أن يحتاط العبد لصومه ، فيمسك بمجرد أن يسمع أذان المؤذن.

منقول من واحة رمضان التابعة للشبكة الإسلاميّة ..

 

أخطاء في الإفطــار

من أخطاء الصائمين عند الإفطار تأخيره بعد أن يدخل وقته ، وهو خلاف السنَّة التي جاءت بتعجيل الفطر إذا دخل الوقت ،

كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) متفق عليه .

 

2. ومن ذلك أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد أن ينتهي المؤذن من أذانه احتياطاً ، وهو من التنطع والتكلف الذي لم يطالب به العبد .

 

3. ومن الأخطاء انشغال بعض الصائمين بالإفطار عن الترديد مع المؤذن ، والسنة للصائم وغيره أن يتابع المؤذن عند

سماعه ويقول مثل قوله ، لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :

( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن ) متفق عليه ، ولا يلزم الصائم أن يقطع أكله أو شربه من أجل المتابعة ،

بل يتابعه مع مواصلة الإفطار ، حيث لم يرد نهي عن الأكل حال متابعة المؤذن وترديد الأذان .

 

4. ومن الأخطاء غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار ، مع أن هذا الموطن من مواطن إجابة الدعاء ،

ومن الغبن والحرمان أن يضيع العبد على نفسه هذه الفرصة العظيمة يقول - صلى الله عليه وسلم - :

( ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد ، ودعوة الصائم ، ودعوة المسافر ) رواه أحمد وصححه الألباني ،

وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر قال : - ( ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله ) رواه أبو داود .

 

5. ومن الأخطاء الإكثار والتوسع في تنويع الطعام والشراب حال الإفطار بدون حاجة ،

مما قد يجر إلى الإسراف الذي نهى الله عنه ، كما أن الإكثار من الأكل والشرب يثقل الإنسان عن العبادة وأداء الصلاة

بخشوع وحضور قلب ، وهو خلاف ما شرع له الصوم .

 

6. ومن الأخطاء التي تقع عند الإفطار أيضاً ما يفعله بعض الصائمين من الفطر على ما حرم الله كالسجائر وغيرها من الخبائث ،

ولا شك أن الصوم فرصة عظيمة للتخلص من هذه الأمور ، تدريب للإنسان على ترك المألوفات التي تعودها ،

فمن استطاع أن يتركها نهاراً كاملا ، لا يعجزه - بالصبر والعزيمة - الإقلاع عن هذه الخبائث في ليله أيضاً ،

حتى إذا انتهى رمضان كان قد تعود على تركها ، فيسهل عليه المداومة والاستمرار على ذلك ..

منقول من واحة رمضان التابعة للشبكة الإسلاميّة ..

 

1_105.gifأطيب الكلام مع علمائنا الكِرام !! 1_105.gif

 

نزع الحياء بنزع الإيمان

قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إنَّ مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت » [رواه البخاري].

 

ومعناه إن لم يستح صنع ما شاء من القبائح والنقائص، فإن المانع له من ذلك هو الحياء وهو غير موجود،

ومن لم يكن له حياء انهمك في كل فحشاء ومنكر. عن سلمان الفارسي- رضي الله عنه- قال:

"إن الله إن أراد بعبده هلاكاً نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً. فإذا كان مقيتاً ممقتاً نزع منه الأمانة،

فلم تلقه إلا خائناً مخوناً. فإذا كان خائناً مخوناً نزع منه الرحمة، فلم تلقه إلا فظاً غليظاً.

فإذا كان فظاً غليظاً نزع ربقة الإيمان من عنقه، فإذا نزع ربقة الإيمان من عنقه، لم تلقه إلا شيطاناً لعيناً ملعناًَ".

 

وعن ابن عباس قال: "الحياء والإيمان في قرن، فإذا نزع الحياء تبعه الآخر". وقد دل الحديث وهذان الأثران على أن من

فقد الحياء لم يبق ما يمنعه من فعل القبائح، فلا يتورع عن الحرام. ولا يخاف من الآثام، ولا يكف لسانه عن قبيح الكلام.

ولهذا لما قل الحياء في هذا الزمان أو انعدم عند بعض الناس كثرت المنكرات، وظهرت العورات، وجاهروا بالفضائح،

واستحسنوا القبائح. وقلت الغيرة على المحارم أو انعدمت عند كثير من الناس، بل صارت القبائح والرذائل عند بعض الناس فضائل، وافتخروا بها، فمنهم: المطرب، والملحن والمغني الماجن، ومنهم اللاعب التاعب الذي أنهك جسمه وضيَّع وقته في أنواع اللعب،

وأقل حياء وأشد تفاهة من هؤلاء المغنين واللاعبين من يستمع لغوهم، أو ينظر ألعابهم، ويضيع كثيراً من أوقاته في ذلك.

صالح بن فوزان الفوزان

 

1_105.gifفلاشك لليوم ، شيّق . ممتع . هادف !! 1_105.gif

 

سبحان الله !! ما أجمل كلام ربّي !! ادخلي واستمعي ، سورة الغاشيــة ..

لمطالعة الفلاش .. اضغطي هنا بارك الله فيكِ..

 

1_105.gifلا تنسي اليوم حظّكِ من القرآن !! 1_105.gif

 

أخيتي الحبيبة اليوم هو السادس والعشرون من شهر شعبان ، ولم يتبقّى على رمضان سوى أربعة أيّام أو أقلّ !!

وحرصاً منّا على تحصيل ختمة للقرآن قبل حلول رمضان ندعوكِ أخيتي الحبيبة أن تتابعينا في جدول هذه الختمة ..

 

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من من بداية سورة ص >> إلى آخر سورة غافر ..

 

ولكل أخت لم تتابعنا من البداية ، نقول لها لا تيأسي بإمكانكِ تحصيلنا ..

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من سورة الفاتحة إلى آخر سورة غافر ..

وبإمكانكِ تجزيئ هذا المقدار تبعاً للأوقات التي تناسبكِ

 

ومن تصدق نيّتها مع الله سبحانه وتعالى ييسّر أمرها ويثيبها خيراً عظيماً على هذه المُبادرة .

 

12-96.gif

 

ونذكّركِ أخيتي الحبيبة ببعض هذه الأعمال المستحبّة ، ولا تتردّدي بأدائها فهي بسيطة الأداء وعظيمة الجزاء ..

 

. أداء رواتب(سنن) الصلاة وهن اثنتي عشرة ركعة ، وكذلك أذكار ما بعد الصلاة ..

. الالتزام بأذكار الصباح والمســاء ..

. أداء صلاة الضحى ..

. الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ..

. الإكثار من استغفار الله سبحانه وتعالى ..

. قيــام الليل ..

. الدعاء إلى الله لكِ ولكافة الأمّة الإسلامية ..

. الإحسان إلى الآخرين بالقول والعمل ..

. مسامحة الآخرين وتجاهل عثراتهم ..

. الإحسان في أداء مهمّاتنا بكافة تشعباتها ..

 

والأهمّ : الإخلاص في النوايا والأقوال والأعمال لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له .

 

12-96.gif

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس السادس عشر التابع لموضوع ( مُدارسة كِتاب القواعد الحِسان+ محاضرات)

 

12-32.gif

الـدرس السادس عشر من حمـلة الاستعداد لِرمـضــان

 

10-14.gifالجزء السابع من القــــاعدة التــاسعة10-14.gif

من كِتاب القواعد الحِسان في أسرار الطاعة والاستعداد لِرمضان

 

10-14.gif10-14.gif10-14.gif

 

وسائل تحصيل ثمرة الدعاء

 

الأول: أن يترصّد لدعائه الأوقات الشريفة، كيوم عرفة من السنة ورمضان من الأشهر والجمعة

من أيام الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل.قال تعالى: {وبالأسحار هم يستغفرون}، وقال صلى الله عليه وسلم:

"ينزل الله تعالى كل ليلة إلى

سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول عز وجل: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه

من يستغفرني فأغفر له" متفق عليه، وقيل إن يعقوب عليه السلام إنما قال: "سوف أستغفر لكم ربي" ليدعو في وقت السحر.

فقيل إنه قام في وقت السحر يدعو وأولاده يؤَمّنون خلفه فأوحى الله عز وجل إني قد غفرت لهم وجعلتهم أنبياء.

 

الثاني: أن يغتنم الأحوال الشريفة. قال أبو هريرة رضي الله عنه : إن أبواب السماء تفتح عند زحف الصفوف

في سبيل الله تعالى وعند نزول الغيث وعند إقامة الصلوات المكتوبة فاغتنموا الدعاء فيها وقال مجاهد: إن

الصلاة جعلت في خير الساعات فعليكم بالدعاء خلف الصفوف، وقال صلى الله عليه وسلم: "الدعاء بين الآذان والإقامة لا يرد"

رواه أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: "الصائم لا ترد دعوته" رواه الترمذي وحسنه،

 

وبالحقيقة يرجع شرف الأوقات إلى شرف الحالات أيضًا إذ وقت السحر وقت صفاء القلب وإخلاصه

وفراغه من المهوشات.ويوم عرفة ويوم الجمعة وقت اجتماع الهمم وتعاون القلوب على استدرار

رحمة الله عز وجل فهذا أحد أسباب شرف الأوقات سوى ما فيها من أسرار لا يُطَّلعُ عليها، وحالة

السجود أيضًا أجدر بالإجابة قال أبو هريرة رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم :

"أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء" رواه مسلم،

وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إني نُهِيت أن أقرأ القرآن

راكعًا أو ساجدًا فأما الركوع فعظموا فيه الرب تعالى وأما السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء فإنه قّمِنٌ أن يستجاب لكم" رواه مسلم.

 

الثالث: أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه بحيث يُرى بياضُ إبطيه أو يرفع يديه قبالة وجهه أو نحو ذلك

أو يرفع إصبعه السبّابة، وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتى الموقف بعرفة

واستقبل القبلة ولم يزل يدعو حتى غربت الشمس" رواه مسلم، وقال سلمان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن ربكم حييٌ كريم يستحي من عبيده إذا رفعوا أيديهم إليه أن يردها صفرًا" رواه أبو داود والترمذي وحسنه،

وعن أنس أنه صلى الله عليه وسلم: "كان يرفع يديه حتى بياض إبطيه في الدعاء" رواه مسلم،

وعن أبو هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم مر على إنسان يدعو ويشير بإصبعيه السبابتين فقال

صلى الله عليه وسلم: "أحدْ أحِّدْ" رواه النسائي وابن ماجة، أي اقتصر على الواحدة، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه:

عنه: ارفعوا هذه الأيدي قبل أن تُغلَّ بالأغلال وقال ابن عباس كان صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا ضم وجعل بطونهما

مما يلي وجهه" أخرجه الطبراني بإسناد فيه ضعف، فهذه هيئات اليد، ولا يرفع بصره إلى السماء، قال صلى الله عليه

وسلم: "لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء عند الدعاء أو لتخطفن أبصارهم" رواه مسلم.

 

الرابع: خفض الصوت بين المخافتة والجهر لما ورد أن أبا موسى الأشعري قال: قدمنا مع رسول الله

صلى الله عليه وسلم فلما دنونا من المدينة كبّر وكبَّر الناس ورفعوا أصواتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"يا أيها الناس إن الذي تدعون ليس بأصَمَّ ولا غائب" متفق عليه، وقالت عائشة رضي الله عنها في قوله عز وجل:

{ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} أي: بدعائك: وقد أثنى الله عز وجل على نبيه زكريا عليه السلام حيث قال:

{إذ نادى ربه نداء خفيا}، وقال عز وجل: {ادعو ربكم تضرعًا وخفية}.

 

الخامس: أن لا يتكلف السّجع في الدعاء، فإن حال الداعي ينبغي أن يكون حال متضرع، والتكلف لا يناسبه، قال صلى الله عليه وسلم:

"سيكون قوم يعتدون في الدعاء" رواه أبو داود وابن ماجة، وقد قال عز وجل:

{ادعو ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين} قبل معناه التكلف للأسجاع، والأولى أن لا يجاوز الدعوات

المأثورة، فإنه قد يتعدى في دعائه فيسأل ما لا تقتضيه مصلحته، فما كلُّ أحد يحسن الدعاء، ولذلك روي عن

معاذ رضي الله عنه: إن العلماء يُحتاج إليهم في الجنة إذ يقال لأهل الجنة تمنوا فلا يدرون كيف يتمنَّون حتى

يتعلموا من العلماء، وفي الخبر: سيأتي قوم يعتدون في الدعاء والطهور، ومر بعض السلف بقاص يدعو بسجع

فقال له: أعلى الله تبالغ؟ أشهد لقد رأيت حبيبًا العجمي يدعو وما يزيد على قوله: اللهم اجعلنا جيّدين، اللهم لا تفضحنا

يوم القيامة، اللهم وفقنا للخير، والناس يدعون من كل ناحية وراءه وكلٌ يعرف بركة دعائه.

وقال بعضهم: ادع بلسان الذّلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق.ويقال إن العلماء لا يزيدون في الدعاء على سبع كلمات

فما دونها، ويشهد له آخر سورة البقرة، فإن الله تعالى لم يخبر في موضع من أدعية عباده أكثر من ذلك.

 

واعلم أن المراد بالسجع هو المتكلف من الكلام، فإن ذلك لا يلائم الضراعة والذلة وإلا ففي الأدعية المأثورة

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات متوازنة لكنها غير متكلفة كقوله صلى الله عليه وسلم:

"أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود والركع السجود الموفين بالعهود إنك رحيم

ودود وإنك تفعل ما تريد" رواه الترمذي وقال: غريب، وأمثال ذلك، فليقتصر على المأثور من الدعوات أو

ليلتمس بلسان التضرع والخشوع من غير سجع وتكلف فالتضرع هو المحبوب عند الله عز وجل.

 

السادس: التضرع والخشوع والرغبة والرهبة قال الله تعالى: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا}

وقال عز وجل: {ادعوا ربكم تضرعًا وخفية}.

 

السابع: أن يجزم الدعاء ويوقن بالإجابة ويصدق رجاؤه فيه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يقل أحدكم إذا دعا اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مُكرِه له" متفق عليه،

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا أحدكم فليُعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمُه شيء" رواه ابن حبان،

وقال صلى الله عليه وسلم: "ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله عز وجل لا يستجيب دعاءً

من قلب غافلٍ" رواه الترمذي وقال: غريب، وقال سفيان ابن عيينةً: لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلمُ من

نفسه فإن الله عز وجل أجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله إذ قال: {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ، قال فإنك من المنظرين }.

 

 

الثامن: أن يُلحَّ في الدعاء ويكرره ثلاثًا قال ابن مسعود: "كان صلى الله عليه وسلم إذا دعا ثلاثاً وإذا

سأل سأل ثلاثًا"رواه مسلم، وينبغي أن لا يستبطئ الإجابة لقوله صلى الله عليه وسلم:

"يستجاب لأحدكم ما لم يعجّل فيقول قد دعوتُ فلم يُستجب لي، فإذا دعوت فاسأل الله كثيرًا فإنك تدعوا كريمًا"

متفق عليه،وقال بعضهم: إني سألت الله عز وجل منذ عشرين سنة حاجة وما أجابني وأنا أرجو الإجابة، سألت الله أن

يوفقني لترك ما لا يعنيني.

 

التاسع: أن يفتتح الدعاء بذكر الله عز وجل فلا يبدأ بالسؤال. قال سلمة بن الأكوع: "ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستفتح الدعاء إلا استفتحه بقول "سبحان ربى العلى الأعلى الوهاب" رواه أحمد والحاكم وفيه ضعف،

قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

ثم يسأله حاجته ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله عز وجل يقبل الصلاتين وهو أكرم أن يدع ما بينهما.

العاشر: وهو الأدب الباطن وهو الأصل في الإجابة: التوبة ورد المظالم والإقبال على الله عز وجل بكُنه

الهمة فذلك هو السبب القريب في الإجابة، فيروي عن كعب الأحبار أنه قال: أصاب الناس قحط شديد على

عهد موسى رسول الله عليه السلام فخرج موسى ببني إسرائيل يستقي بهم فلم يسقوا حتى خرج ثلاث مرات

ولم يُسقَوا، فأوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام: إني لا أستجيب لك ولمن معك وفيكم نمام، فقال موسى:

يا رب ومن هو حتى نخرجه من بيننا فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نمامًا!

فقال موسى لبني إسرائيل: توبوا إلى ربكم بأجمعكم عن النميمة فتابوا فأرسل الله تعالى عليهم الغيث،

وقال سفيان الثوري: بلغني أن بني إسرائيل قُحِطوا سبع سنين حتى أكلوا الميتة من المزابل وكانوا كذلك يخرجون

إلى الجبال يبكون ويتضرعون، فأوحى الله عز وجل إلى أنبيائهم عليهم السلام لو مشيتم بأقدامكم حتى تحفى رُكبكُم

وتبلغ أيديكم عنان السماء وتكِلَّ ألسنتكم عن الدعاء فإني لا أجيب لكم داعيًا ولا أرحم لكم باكيًا حتى تردوا المظالم إلى أهلها ففعلوا فمُطروا من يومهم.

وقال مالك بن دينار: أصاب الناس في بني إسرائيل قحطٌ فخرجوا مرارًا فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم أن أخبرهم

أنكم تخرجون إليّ بأبدان نجسة وترفعون إلي أكُفًا قد سفكتم بها الدماء وملأتم بطونكم من الحرام، الآن قد اشتد

غضبي عليكم ولن تزدادوا مني إلا بعدًا.

وقال أبو الصديق الناجي: خرج سليمان عليه السلام يستقي فمرّ بنملة ملقاة على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء

وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك ولا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب غيرنا، فقال سليمان عليه السلام: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.

 

وقال الأوزاعي: خرج الناس يتستقون فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر من حضر

ألستم مقرّين بالإساءة؟ فقالوا: اللهم نعم، فقال" اللهم إنا قد سمعناك تقول: {ماعلى المحسنين من سبيل} وقد أقررنا

بالإساءة فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا، اللهم فاغفر لنا وارحمنا واسقنا، فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا.

وقيل لمالك بن دينار: ادع لنا فقال: إنكم تستبطئون المطر وأنا استبطئ الحجارة.

ورُوي أن عيسى صلوات الله عليه وسلامه خرج يستسقي فلما ضجروا قال لهم عيسى عليه السلام: من أصاب منكم

ذنبًا فليرجع فرجعوا كلهم ولم يبق معه في المفازة إلا واحد، فقال له عيسى عليه السلام: أما لك من ذنب؟ فقال:

والله ما عملت من شيء غير أني كنت ذات يوم أصلي فمرت بي امرأة فنظرت إليها بعيني هذه فلما جاوزتني أدخلت

إصبعي في عيني فانتزعتها وتبعت المرأة بها، فقال له عيسى عليه السلام فادع الله حتى أؤمن على دعائك،

قال: فدعا فتجللت السماء سحابًا ثم صبَّت فسُقوا.

وقال يحيى الغساني: أصاب الناس قحط على عهد داود عليه السلام فاختاروا ثلاثة من علمائهم فخرجوا

حتى يستسقوا بهم فقال أحدهم: اللهم إنك أنزلت في توراتك أن نعفو عمن ظلمنا اللهم إنا قد ظلمنا أنفسنا

فاعف عنا، وقال الثاني: اللهم إنك أنزلت في توراتك أن نعتق أرقَّاءَك اللهم إنا أرقاؤك فاعقتنا، وقال الثالث:

اللهم إنك أنزلت في توراتك أن لا نرد المساكين إذا وقفوا بأبوابنا اللهم إنا مساكينك وقفنا ببابك فلا ترد دعاءنا فسقوا.

 

وقال عطاء السلمي: منعنا الغيث فخرجنا نستسقي فإذا نحن برجل بين المقابر فنظر إليّ فقال: يا عطاء أهذا

يوم النشور أو بُعثِر ما في القبور؟ فقلت: لا ولكنا منعنا الغيث فخرجنا نستسقي، فقال: يا عطاء بقلوب أرضِيَّة

أم بقلوب سماوية؟ فقلت: بل بقلوب سماوية فقال: هيهات يا عطاء، قل للمُتبهرجين لا تتبهرجوا فإن الناقد بصير،

ثم رمق السماء بطرفٍ وقال: إلهي وسيدي ومولاي لا تهلك بلادك بذنوب عبادك ولك بالسر المكنون من أسمائك

إلا ما سقيتنا ماء غدقًا فُراتًا تحيي العباد وتروي به البلاد، يا من هو على كل شيء قدير. قال عطاء: فما استتم

الكلام حتى أرعدت السماء وأبرقت وجادت بمطر كأفواه القِرب.

وقال ابن المبارك: قدمت المدينة في عام شديد القحط فخرج الناس يستسقون فخرجت معهم إذ أقبل

غلام أسود عليه قطعتا خيش قد اتزر بإحداهما وألقى الأخرى على عاتقه فجلس إلى جنبي فسمعته يقول:

إلهي أخلقت الوجوه عندك كثرةُ الذنوب ومساوي الأعمال وقد حبست عنا غيث السماء لتؤدب عبادك بذلك،

فأسألك يا حليمًا ذا أناة يا من لا يعرف عباده منه إلا الجميل أن تسقيهم الساعة الساعة، فلم يزل يقول الساعة

الساعة حتى اكتست السماء بالغمام وأقبل المطر من كل جانب، قال ابن المبارك: فجئت إلى الفضيل فقال: ما لي أراك كئيبًا؟

قلت أمر سبقنا إليه غيرُنا فتواله دوننا، وقصصت عليه القصة فصاح الفضيل وخرّ مغشيًا عليه.

ويُروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى بالعباس رضي الله عنه فلما فرغ عمر من دعائه قال العباس:

اللهم إنه لم ينزل بلاء من السماء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة وقد توجه بي القوم إليك لمكاني من نبيك صلى الله عليه وسلم

وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا بالتوبة وأنت الراعي لا تمهل الضالة ولا تدع الكبير بدار مضيعةٍ فقد ضرعَ

الصغير ورقَّ الكبير وارتفعت الأصوات بالشكوى وأنت تعلم السر وأخفى اللهم فأغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلِكوا

فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، قال فما تم كلامه حتى ارتفعت السماء مثل الجبال.

 

12-32.gif

 

مُحاضرتنا القيّمة والشيّقة لهذا اليوم :

 

ربانيون لا رمضانيون للشيخ محمد بن عبدالرحمن العريفي حفظه الله ..

[real]http://live.islamweb.net/Lecturs/Mh-al3reafi/24911.rm[/real]

للوصول إلى المحاضرة،، بالضغط هنا بارك الله فيكِ..

 

لا تتردّدن بالاستماع إليها فكنوزها كثيرة وثمينة :)

 

12-32.gif

 

نتمنّى منكنّ أخواتي الحبيبة الجديّة في مُتابعة حملتنا وحُسن التفاعل مع دروسها ،

فالمُبتغى أن نُتقن الاستعداد لاستقبال رمضان بالهمّة العالية على الطاعة والعبادة ..

 

ولنجعل هدفنا الأكــبر ..

تميّزنا وجديتنا في اغتنام رمضاننا هذا ، لعلّه يكون نقطة انطلاق لانتعاش حياتنا واستقرارها على طاعة اللــه ..

 

والله الموفق والهادي والمعين :)

 

12-32.gif

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

حبيبتى نبض الاقصى جزاكى الله خيرا الدرس اليوم اكثر من رائع وساحمل الفلاش جعله الله فى ميزان حسناتك

 

اما بخصوص والدتى اسال الله ان يرحمها الان لانها توفيت منذ 46 يوم اسال الله ان يرزقها الفردوس الاعلى وسؤالى هل ممكن ان اقرء لها القرأن بنيه احتساب الاجر لها فى رمضان بارك الله فيكى حبيبتى على الاهتمام ومشكورة على سؤالك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

إنا لله وإنا إليه راجعون

الله يرحمها ويغفر لها ويجمعكم معها في الفردوس الأعلى من الجنة..آمين يارب..

بخصوص سؤالك أختي الحبيبة تفضلي هذا الرابط ستجدين فتاوى أهل العلم بخصوص إهداء ثواب تلاوة القرآن الكريم للميت..

https://akhawat.islamway.net/forum/index.ph...p;#entry1969401

 

رحم الله أمواتنا وجميع أموات المسلمين، كما أنصحكِ بالاكثار من الصدقة والدعاء لها.. الله يربط على قلوبكم يارب.

ولا تترددي باي استفسار آخر.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

تمّ بحمد الله إدراج دروس اليوم السابع عشر لحملتنا ..

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس السابع عشر التابع لموضوع (وقفات وعِبر+ فلاشات+ورد يومي للقرآن)

 

12-96.gif

الـدرس السابع عشر مـن حـملـة الاســـتعــداد لِـرمضــان

12-96.gif

 

 

1_105.gifقطوف رمضانية.. 1_105.gif

 

رمضان شهر الدعاء

 

في سياق آيات الصيام جاءت لفتة عجيبة تخاطب أعماق النفس ، وتلامس شغاف القلب ، وتسرِّي عن الصائم ما يجده من مشقة ، وتجعله يتطلع إلى العوض الكامل والجزاء المعجل ، هذا العوض وذلك الجزاء الذي يجده في القرب من المولى جل وعلا ، والتلذذ بمناجاته ، والوعد بإجابة دعائه وتضرعه ، حين ختم الله آيات فرضية الصيام بقوله سبحانه : {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }( البقرة 186) فهذه الآية تسكب في نفس الصائم أعظم معاني الرضا والقرب ، والثقة واليقين ، ليعيش معها في جنبات هذا الملاذ الأمين والركن الركين .

 

كما أنها تدل دلالة واضحة على ارتباط عبادة الصوم بعبادة الدعاء ، وتبين أن من أعظم الأوقات التي يُرجى فيها الإجابة والقبول شهر رمضان المبارك الذي هو شهر الدعاء .

 

وقد جاءت النصوص الشرعية مبينة عظم شأن الدعاء وفضله ، فالدعاء هو العبادة ، وهو أكرم شيء على الله ، ومن أعظم أسباب دفع البلاء قبل نزوله ، ورفعه بعد نزوله ، كما أنه سبب لانشراح الصدر وتفريج الهم وزوال الغم ، وهو مفزع المظلومين وملجأ المستضعفين ، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء .

 

وإني لأدعو اللهَ والأمرُ ضيقٌ *** عليَّ فما ينفك أن يتفرّجا

 

وربَّ فتىً ضاقتْ عليه وجوهُهُ *** أصاب له في دعوة الله مَخْرَجا

 

وللدعاء شروط وآداب ينبغي مراعاتها والأخذ بها حتى يكون الدعاء مقبولاً مستجاباً :

 

يأتي في مقدمتها إخلاص الدعاء لله ، وإفراده سبحانه بالقصد والتوجه ، فلا يدعو إلا الله ولا يسأل أحداً سواه .

 

ولا بد من قوة الرجاء وحضور القلب وعدم الغفلة عند الدعاء لقوله - صلى الله عليه وسلم- : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه ) رواه الترمذي .

 

وعلى الداعي أن يجزم في المسألة ولا يتردد ، ولا يستعجل الإجابة لقوله - صلى الله عليه وسلم- : (لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ، ارحمني إن شئت ، ارزقني إن شئت ، وليعزم مسألته ، إنه يفعل ما يشاء لا مكره له ) ، وقوله : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي ) رواه البخاري .

 

وليتحر الأوقات والأحوال التي تكون الإجابة فيها أرجى كليلة القدر ، وجوف الليل الآخر ، ، ودبر الصلوات المكتوبات ، وبين الأذان والإقامة ، وآخر ساعة من يوم الجمعة ، وحال السجود ، والصيام والسفر وغير ها من أوقات الإجابة .

 

وليقدم بين يدي دعائه الثناء على الله جل وعلا ، والصلاة على - النبي صلى الله عليه وسلم – والإقرار والاعتراف بالذنب والخطيئة ، فعن فضالة بن عبيد قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاعداً إذ دخل رجل فصلى فقال : " اللهم اغفر لي وارحمني " ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( عجلت أيها المصلي ، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصل علي ، ثم ادعه ) رواه الترمذي .

 

وعليه أن يلح في دعائه وتضرعه ، ويعظم المسألة ، ويظهر الفاقة والمسكنة ، ويدعو في جميع الأحوال من شدة ورخاء ومنشط ومكره ، ويكرر دعاءه ثلاثاً ، قال - صلى الله عليه وسلم- : ( إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأله ربه ) رواه الطبراني ، وقال : ( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرَب فليكثر الدعاء في الرخاء ) رواه الترمذي .

 

ويستحب أن يتطهر ويستقبل القبلة ، ويرفع يديه حال الدعاء ، يقول - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله حي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين ) رواه الترمذي .

 

وعلى الداعي أن يخفض صوته بين المخافتة والجهر لقوله جل وعلا : (ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين ) (الأعراف55) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم- : ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم ) رواه البخاري .

 

وليتخير جوامع الدعاء ، والأدعية المأثورة التي جاءت النصوص بأنها أرجى للقبول والإجابة كقوله - صلى الله عليه وسلم- : ( دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله) رواه الترمذي .

 

وليبتعد عن السجع المتكلف ، ومراعاة تنميق العبارات ، وتزويق الألفاظ ، فإن العبرة بما في القلب من صدق التوجه والإقبال على الله ، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك .

 

وعلى الداعي أن يطيب مطعمه ومشربه حتى يكون مجاب الدعوة ، وألا يدعو إلا بخير ، وأن يتجنب الاعتداء في دعائه ، ولا يدعو على نفسه وماله وأهله لقوله - صلى الله عليه وسلم- : ( لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم ) ، وقوله : ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ) رواه مسلم .

 

هذه بعض آداب الدعاء وشروطه على سبيل الإجمال ، فاحرص أخي الصائم على استغلال الأوقات والأحوال الشريفة في هذا الشهر المبارك ، وأكثر من الدعاء لنفسك ووالديك وأولادك ، وإخوانك من المؤمنين والمؤمنات ، وتعرض لنفحات الله ، لعله أن تصيبك نفحة لا تشقى بعدها أبداً ...

منقول من واحة رمضان التابعة للشبكة الإسلاميّة ..

 

1_105.gifأطيب الكلام مع علمائنا الكِرام !! 1_105.gif

 

أيها الداعي : أحسن الظن بالله تعالى

 

والله تعالى يعطي عبده على قدر ظنه به ؛ فإن ظن أن ربه غني كريم جواد ، وأيقن بأنه تعالى لا يخيب من دعاه ورجاه ، مع التزامه بآداب الدعاء أعطاه الله تعالى كل ما سأل وزيادة ، ومن ظن بالله غير ذلك فبئس ما ظن ، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: « أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني » رواه البخاري 7505 ومسلم 2675.

 

إبراهيم بن محمد الحقيل

 

1_105.gifفلاشك لليوم ، شيّق . ممتع . هادف !! 1_105.gif

 

قصة داعية ..

لمطالعة الفلاش اضغطي هنا بارك الله فيكِ..

1_105.gifلا تنسي اليوم حظّكِ من القرآن !! 1_105.gif

 

أخيتي الحبيبة اليوم هو السابع والعشرون من شهر شعبان ، ولم يتبقّى على رمضان سوى ثلاثة أيّام أو أقلّ !!

وحرصاً منّا على تحصيل ختمة للقرآن قبل حلول رمضان ندعوكِ أخيتي الحبيبة أن تتابعينا في جدول هذه الختمة ..

 

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من من بداية سورة فصلت >> إلى آخر سورة الجاثية ..

 

ولكل أخت لم تتابعنا من البداية ، نقول لها لا تيأسي بإمكانكِ تحصيلنا ..

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من سورة الفاتحة إلى آخر سورة الجاثية ..

وبإمكانكِ تجزيئ هذا المقدار تبعاً للأوقات التي تناسبكِ

 

ومن تصدق نيّتها مع الله سبحانه وتعالى ييسّر أمرها ويثيبها خيراً عظيماً على هذه المُبادرة .

 

12-96.gif

 

ونذكّركِ أخيتي الحبيبة ببعض هذه الأعمال المستحبّة ، ولا تتردّدي بأدائها فهي بسيطة الأداء وعظيمة الجزاء ..

 

. أداء رواتب(سنن) الصلاة وهن اثنتي عشرة ركعة ، وكذلك أذكار ما بعد الصلاة ..

. الالتزام بأذكار الصباح والمســاء ..

. أداء صلاة الضحى ..

. الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ..

. الإكثار من استغفار الله سبحانه وتعالى ..

. قيــام الليل ..

. الدعاء إلى الله لكِ ولكافة الأمّة الإسلامية ..

. الإحسان إلى الآخرين بالقول والعمل ..

. مسامحة الآخرين وتجاهل عثراتهم ..

. الإحسان في أداء مهمّاتنا بكافة تشعباتها ..

 

والأهمّ : الإخلاص في النوايا والأقوال والأعمال لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له .

 

12-96.gif

 

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس السابع عشر التابع لموضوع ( مُدارسة كِتاب القواعد الحِسان+ محاضرات)

 

12-32.gif

الـدرس الساابع عشر من حمـلة الاستعداد لِرمـضــان

 

10-14.gif القــــاعدة العاشرة10-14.gif

من كِتاب القواعد الحِسان في أسرار الطاعة والاستعداد لِرمضان

 

10-14.gif10-14.gif10-14.gif

 

إحياء الطاعات المهجورة والعبادات الغائبة

 

شأن التجارة الرابحة مع الله أن تتناول كل مراضيه، والذي يفتش عن مردات إلهه ومحابه فيأتيها هو

الحاذق في تجارته مع ربه عز وجل.

وقد اعتاد الناس عباداتٍ معينة ظنوها هي وحدها الأبواب المفتوحة إلى الله، لكن بنبغي أن يكون

الساعي في مرضات ربه بحّاثًا عن المسالك المهجورة والأبواب البعيدة ذات الطرق الوعْرة التي

تنكبت عنها إرادات الناس كسلاً أو عجزًا.

فمن تلك الطاعات التي غفل عنها الناس وأهملوها ولم نجد من يحافظ عليها إلا القليل، الاستغفار

بالأسحار، وهي عبادة الصادقين قال تعالى: {والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا

ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار}.

والسحر هو آخر الليل، وهو وقت السحُّور، لذا استُحب أن يطعم مريد الصوم في هذا الوقت، ثم يستحب له

أن يُبقى وقتًا يسيرًا قبل الفجر للاستغفار وطلب العفو والصفح والعتق من النار، وهذا الوقت زبدة الأوقات

العامرة وخلاصة الأزمنة السائرة، تتصل الأرض بالسماء، ويعبق ليل المتهجدين بأنفاس الملائكة المُنزلة

والألطاف الهاطلة، ويكون النزول الإلهي المهيب في الثلث الأخير من الليل حيث الأقدام مصفوفة في

محاريب التبجيل، والمآقِي مُغرورِقة فرحًا بقرب الكبير الجليل، والأيادي مرفوعة بالأدعية والتراتيل، والألسنة

لهجة بالذكر وتلاوة التنزيل.

ومن تلك العبادات المهجورة: عبادة التفكر والتأمل في مخلوقات الله وعجائب قدره، والتدبر في أسمائه

وصفاته وآلائه ونعمته قال تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي

الألباب الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت

هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}، وقال تعالى: {إن في خلق السموات والأرض والفلك التي تجري في

البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة

وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون}، وقال تعالى: {وهو الذي جعل

لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمت البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون. وهو الذي أنزل من

السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرًا نخرج منه حبًا متراكبًا ومن النخل من

طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهًا وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا

أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون}، وقال تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال

بيوتًا ومن الشجر ومما يعرشون، ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب

مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون}.

وغير ذلك من الآيات الدالة على قدرة الله الداعية إلى التفكر والتدبر والتأمل فيها.

 

واعلم أن هذه العبادة هي أصل طريق اليقين في الله عز وجل، وبهذا التدبر يثبت بالضرورة في الذهن

وجود الرب الخالق المدبر ومن ثمَّ إلهية هذا الرب المدبر واستحقاقه للعبادة دون غيره، وبهذا التقرير

خاطب الله عز وجل المشركين مطالبًا إياهم بأن يتفكروا في هذه الحقائق، قال تعالى: {قل إنما أعظكم بواحدة

أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد}.

وقال تعالى: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت

ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون. فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق

إلا الضلال فأنى تصرفون}.

 

واعلم أيضًا أن هذه العبادة من أعظم ما يقرب الإنسان من ربه ويوقفه على جلاله وعظمته بل هي العلم

الذي أشار الله عز وجل إليه باعتباره موصّلاً لخشية الله، قال تعالى: {ألم تر أن الله أ نزل من السماء ماء

فأخرجنا به ثمرات مختلفًا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود. ومن الناس

والدواب والأنعم مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور}.

 

ومن تلك العبادات الغائبة بين الناس عبادة التبتل، أي الانقطاع إلى الله.

(قال تعالى: {واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً} والتبتل: الانقطاع وهو تفعل من البتل وهو القطع،

وسميت مريم البتول لانقطاعها عن الأزواج، وعن أن يكون لها نظراء من نساء زمانها ففاقت نساء ا

لزمان شرفًا وفضلاً، وقُطعت منهن، ومصدر بتل: تبتلاً كالتعلّم والتفهّم ولكن جاء على التفعيل مصدر- تفعّل-

سر لطيف، فإن في هذا الفعل إيذانًا بالتدريج والتكلّف والتعمّل والتكثّر والمبالغة، فأتى بالفعل الدال على أحدهما

وبالمصدر الدال على الآخر، فكأنه قيل: بَتِّل نفسك إليه تبتيلاً، وتبتّل إليه تبتُّلاً، ففُهم المعنيان من الفعل ومصدره،

فالتبتل الانقطاع إلى الله بالكلية).

 

ومثل هذه العبادة تلازم الإنسان في كل زمان ومكان لا تنفك عنه، فهو بين الناس بجسمه ولكن روحه تطوف

حول العرش، يكلمهم بمحياه ولسانه، لكن مشاهدة عظمة الله وجلاله في سويداء جنانه. يفرح مع الناس لفرحهم،

لكن قلبه قد مُلئ وجلاً وخوفًا وخشية من ربه، يحزن مع الناس لحزنهم ولكن فؤاده قد ملئ أنسًا ورضًا وحبورًا

بما قضى الله وقدر، إنه ذلك الحاضر الغائب الموجود المفقود بين الهياكل والصور والأجسام والغِيَر.

 

ومن العبادات المهجورة في هذا الشهر عبادة الصدقة والإنفاق، وهي من أرجى الطاعات عند السالكين،

والفقه فيها عظيم أثرهُ في النفس. في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى

الله عليه وسلم أجودَ الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله

صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجودُ بالخير من الريح المرسلة".

 

قال الشافعي رحمه الله: أُحبُّ للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم

ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم وتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم.

وليس المقصود كثرة المُنفق، بل كثرة الإنفاق أي فعله وإن قل المال، ورب درهم ينفقه امرؤٌ من درهمين يملكهما

أحب إلى الله من مائة ينفقها مّنْ يملك الآلاف، قال صلى الله عليه وسلم: "سبق درهم مائة ألف درهم: رجل له درهمان أخذ أحدهما

فتصدق به، ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف فتصدق بها" رواه النسائي عن غيره وهو حديث حسن.

وقد خرج أبو بكر من ماله كله وترك لأهله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وخرج عمر من نصف ماله،

وتصدق عبد الرحمن بن عوف بقافلة قدمت المدينة بأحلاسها وأقتابها.

 

وأدبُ المتصدق أن يعلم منةَ الله عليه إذ رزقه المال ثم وفقه للصدقة ويسر له من يقبل منه صدقته ثم تلقاها

منه ربه وقبل منه ما رزقه.

وأن يتصدق بأفضل ما عنده {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وأن يتلطف في إعطائها للفقير أو المحتاج

حتى لا يشعر بمنة العبد فيها، فيعمل على إخفائها أو إرسالها مع قريب له أو نحو ذلك.

وكان بعض السلف إذا أعطى الصدقة وضعها على كفه وناولها للفقير على يده مبوسطة حتى يتناولها الفقير بنفسه،

فقيل له في ذلك! فقال حتى تكون يده هي اليد العليا، يشير إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "واليد العليا خير من اليد السفلى"

وهذا من لطيف ما يقوم به أولئك الأكابر. والله الموفق.

 

ومن الطاعات المهجورة بل من أعظمها تحديث النفس بالغزو والجهاد، وخاصة في شهر رمضان شهر

المعارك الكبرى كبدر وفتح مكة وغيرهما، بل إن المتبادر من الحديث أن هذه الطاعة واجبة لا يجوز الانفكاك

عنها، فقال صلى الله عليه وسلم: "من مات ولم يغزُ ولم يُحدِّث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق". رواه أحمد ومسلم،

فالظاهر وجوب أحد الأمرين حتى يبرأ من هذا النفاق.

 

وفائدة تحديث النفس بالغزو: إحياء معاني الجهاد والعزة والولاء والنصرة للدين والبراءة من الكفر والشرك

ومعاداة أهله، والوصول بالنفس إلى أعلى مراتب البذل وهو بذل الأرواح والمُهَج في سبيل الله.

ولقد هجرت هذه المعاني حتى صارت بين الملتزمين فضلاً عن المسلمين نسيًا منسيًا، وما أجدرنا أن نعاود إحياء

هذه المعاني في هذا الشهر المبارك شهر الصبر والبذل وجهاد النفس.

 

فهذه بعض نماذج من العبادات المهجورة الغائبة، ولو تأملت قوله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وستون شعبة

أو بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"

لعرفت كم ضيع الناس من شعب الإيمان العملية وطرق الخير الموصلة لرضا الرب تبارك وتعالى، والله المستعان.

12-32.gif

 

مُحاضرتنا القيّمة والشيّقة لهذا اليوم :

 

أنوار الاستغفار للشيخ محمد المنجد حفظه الله ..

[real]https://download.media.islamway.net/lessons/munajjed/anwaristighfar.rm[/real]

 

للوصول إلى المحاضرة،، بالضغط هنا بارك الله فيكِ..

لا تتردّدن بالاستماع إليها فكنوزها كثيرة وثمينة :)

 

12-32.gif

 

نتمنّى منكنّ أخواتي الحبيبة الجديّة في مُتابعة حملتنا وحُسن التفاعل مع دروسها ،

فالمُبتغى أن نُتقن الاستعداد لاستقبال رمضان بالهمّة العالية على الطاعة والعبادة ..

 

ولنجعل هدفنا الأكــبر ..

تميّزنا وجديتنا في اغتنام رمضاننا هذا ، لعلّه يكون نقطة انطلاق لانتعاش حياتنا واستقرارها على طاعة اللــه ..

 

والله الموفق والهادي والمعين :)

 

12-32.gif

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

تمّ بحمد الله إدراج دروس اليوم الثامن عشر لحملتنا ..

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس الثامن التابع لموضوع (وقفات وعِبر+ فلاشات+ورد يومي للقرآن)

 

12-96.gif

الـدرس الثامن عشر مـن حـملـة الاســـتعــداد لِـرمضــان

12-96.gif

 

 

1_105.gifقطوف رمضانية.. 1_105.gif

 

مفسدات الصوم

 

من رحمة الله تعالى بعباده أن شرع لهم دينًا قِيَمًا؛ يضبط سلوكهم ويزكي نفوسهم، فأنزل لهم كتابًا مبينًا، وأرسل رسولاً أمينًا ،

فبشَّر وأنذر، ووعد وحذر. وجاء بشريعة تضمنت الحلال والحرام، والواجبات والمحظورات، كل ذلك تحقيقًا لخير الفرد والمجتمع،

في الآجل والعاجل: {أَلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}(الملك 14) .

 

وكما أن للعبادات الشرعية شروطًا وأركانًا ، لا تصح ولا تسقط عن المكلف إلا بها ، فإنها لها كذلك مفسدات ومبطلات إذا طرأت عليها أفسدتها ،

وأبطلت أجرها وثوابها .

 

والصيام ما يتعلق بمفسداته ومبطلاته التي ينبغي أن يتجنبها الصائم ليكون صومه صحيحاً مقبولاً إن شاء الله ،

هي سبعة أنواع :

 

أولاً: الجماع

والجماع في نهار رمضان أعظم مفسد للصوم، ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

( جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: هلكت ، قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان ...)

فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالكفارة ، مما يدل على أن الجماع مفسد للصوم ، وهو محل إجماع بين العلماء .

 

والجماع المفسد للصوم هو إيلاج الذكر في الفرج ، وأما مقدماته من القبلة ونحوها مع عدم الإنزال فإنها لا تفسده ،

فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلني وهو صائم ،

وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يملك إربه ) رواه مسلم ،

وعليه فلو علم الصائم من نفسه أن فعله سيؤدي به إلى الجماع أو الإنزال لعدم قوته على كبح شهوته ،

فإنه يحرم عليه حينئذٍ سداً للذَّريعةِ ، وصوناً لصيامه عن الفسادِ ،

ولهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلّم – المتوضئ بالمبالغة في الاستنشاق إلا أن يكون صائماً خوفاً من تسرب الماء إلى جوفه .

 

ثانيًا: الأكل والشرب

وهو إيصال الطعام والشراب إلى الجوف من طريق الفم أو الأنف أياً كان نوع المأكول أو المشروب ،

فمن فعل شيئًا من ذلك متعمدًا فقد فسد صومه لقوله تعالى:

{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ } ( البقرة 187) .

 

أما من أكل أو شرب ناسيا ، فلا يؤثر ذلك على صيامه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه ) .

 

ثالثًا: ما كان في معنى الأكل والشرب

كالإبر المغذية ونحوها مما يكتفى به عن الأكل والشرب ، فإذا تناول الصائم مثل هذه الإبر فإنه يفطر ، لأنها وإن لم تكن أكلاً وشرباً حقيقة إلا أنها بمعناهما ،

فيثبت لها حكم الأكل والشرب ، وإما الإبر غير المغذية فإنها لا تفطر سواء تناولها عن طريق العضلات ، أو عن طريق الوريد ،

لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا بمعناهما ، فلا يثبت لها حكمهما .

 

رابعًا: التقيء عمدًا

وهو إخراج ما في المعدة من طعام أو شراب عن طريق الفم ، إذا تعمد الصائم فعل ذلك ، وأما إن غلبه القيء وخرج من غير إرادته فلا قضاء عليه ؛

لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ، ومن استقاء فليقض ) رواه أحمد و أبو داود ، ومعنى ذرعه : سبقه وغلبه في الخروج .

وسواء كان التعمد بالفعل كعصر بطنه وإدخال أصبعه في حلقه ، أو بالشم كأن يشم شيئاً ليقيء به ،

أو بالنظر كأن يتعمد النظر إلى شيء ليقيء فإنه يفطر بذلك كله .

 

 

 

خامسًا: خروج دم الحيض والنفاس

لقوله صلى الله عليه وسلم في المرأة : ( أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ) رواه البخاري

وقد أجمع أهل العلم على أن خروج دم الحيض أو النفاس مفسد للصوم .

 

فمتى رأت المرأة دم الحيض أو النفاس فسد صومها سواء كان ذلك في أول النهار أم في آخره ، ولو قبل الغروب بلحظة ،

وإما إن أحست بانتقال الدم ، ولم يبرز إلا بعد الغروب ، فصيامها صحيح ، لأن مدار الأمر على خروج الدم .

 

سادسًا: إنزال المني باختياره

فمن قبَّل أو لمس ، أو استمنى حتى أنزل فإن صومه يفسد ، لقوله - صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه:

( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ) رواه أحمد ، وخروج المني من الشهوة التي لا يتحقق الصوم إلا باجتنابها ،

فإن قصد إليها بفعل ما ، لم يكن تاركًا لشهوته ، وبالتالي لم يحقق وصف الصائم الذي جاء في الحديث .

أما إن كان إنزال المني عن غير قصد ، ولا استدعاء ، كاحتلام ، أو تفكير ، أو نتيجة تعب وإرهاق ، فلا يؤثر ذلك على الصوم .

 

سابعًا : الحجامة

وهي شق أو جرح عضو من الجسد كالرأس أو الظهر لمص الدم منه ، وقد اختلف أهل العلم في عدِّ الحجامة من مفسدات الصوم ،

على قولين ، أصحهما أنها مفسدة للصوم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : ( أفطر الحاجم والمحجوم ) رواه أبو داود و ابن ماجه .

 

وكذلك ما كان في معنى الحجامة كسحب الدم الكثير للتبرع وما أشبه ذلك؛ لأنه يؤثر في البدن كتأثير الحجامة .

 

وأما خروج الدم بالرعاف أو الجرح أو قلع السن أو شق الجرح ، أو أخذ دم قليل للتحليل ، فلا يفطر به الصائم ،

لأنه ليس بحجامة ولا بمعناها ، فلا يؤثر في البدن كتأثيرها .

 

ومما ينبغي أن يعلم في هذا الباب أن هذه المفسدات - غير الحيض والنفاس - لا يفطر الصائم بشيء منها إلا إذا كان عالماً ذاكراً مختاراً ،

فإن كان جاهلا بالحكم فلا يفطر ، ولا يفطر كذلك إذا كان جاهلا بالحال ، كأن يظن أن الفجر لم يطلع فيأكل أو يشرب مع أنه قد طلع ،

أو يغلب على ظنه أن الشمس قد غربت ، فيأكل وهي لم تغرب بعد .

 

وكذلك لا يفطر إن نسي أنه صائم لقوله عليـه الصـلاة والسلام :

( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه ) متفق عليه .

 

لكن عليه أن يمسك حال التذكر ، ويخرج ما في فمه من الطعام والشراب ، وعلى من رآه يأكل أو يشرب أن يذكره وينبهه .

 

وكذلك لا يفطر إذا كان مكرهاً على ارتكاب شيء من هذه المفطرات ، ولا قضاء عليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم:

( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) رواه ابن ماجه .

والله أعلم ...

منقول من واحة رمضان التابعة للشبكة الإسلاميّة ..

 

1_105.gifأطيب الكلام مع علمائنا الكِرام !! 1_105.gif

 

مــن آداب المـجـلــس

 

تعميرها بذكر الله :

فعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ما من قوم جلسوا مجلسا لم يذكروا الله فيه إلا رأوه حسرة يوم القيامة .) رواه أحمد.

ومن الذكر الوارد :

 

-تلاوة كتاب الله : فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله

ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه .) رواه مسلم.

 

-الاستغفار : فعن ابن عمر قال : كان يعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة

من قبل أن يقوم رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب [ الرحيم ] الغفور . رواه الترمذي وابن ماجه.

 

-التسبيح والتحميد والتمجيد وسؤال الله الجنة والاستعاذة من النار : فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم

بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي قالوا يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك

ويمجدونك قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول وكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة

وأشد لك تمجيدا وتحميدا وأكثر لك تسبيحا قال يقول فما يسألوني قال يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا

والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو أنهم رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا

وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها

قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم

قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ) رواه البخاري ومسلم.

 

إحسان بن محمد العتيبي

 

1_105.gifفلاشك لليوم ، شيّق . ممتع . هادف !! 1_105.gif

 

عـذراً رمضان !! اللهم لا تجعلنا من الذي يُؤسف عليهم ويُبكى على حالهم لعدم اغتنامهم رمضان .. اللهم آمين ..

لمطالعة الفلاش اضغطي هنا بارك الله فيكِ..

 

عزيزتي حتّى وإن بلغت ذنوبك عنان السماء .. لا تيأسي من الإنابة والتوبة لخالقك وبارئكِ وما أجمل أن تُصادف توبتكِ هذه الأيّام !!

 

.. توبة صائم ..

لمطالعة الفلاش اضغطي هنا بارك الله بكِ فيكِ ..

 

1_105.gifلا تنسي اليوم حظّكِ من القرآن !! 1_105.gif

 

أخيتي الحبيبة اليوم هو الثامن والعشرون من شهر شعبان ، ولم يتبقّى على رمضان سوى يومين أيّام أو أقلّ !!

وحرصاً منّا على تحصيل ختمة للقرآن قبل حلول رمضان ندعوكِ أخيتي الحبيبة أن تتابعينا في جدول هذه الختمة ..

 

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من من بداية سورة الأحقاف >> إلى آخر سورة الصـف ..

 

ولكل أخت لم تتابعنا من البداية ، نقول لها لا تيأسي بإمكانكِ تحصيلنا ..

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من سورة الفاتحة إلى آخر سورة الصف..

وبإمكانكِ تجزيئ هذا المقدار تبعاً للأوقات التي تناسبكِ

 

ومن تصدق نيّتها مع الله سبحانه وتعالى ييسّر أمرها ويثيبها خيراً عظيماً على هذه المُبادرة .

 

12-96.gif

 

ونذكّركِ أخيتي الحبيبة ببعض هذه الأعمال المستحبّة ، ولا تتردّدي بأدائها فهي بسيطة الأداء وعظيمة الجزاء ..

 

. أداء رواتب(سنن) الصلاة وهن اثنتي عشرة ركعة ، وكذلك أذكار ما بعد الصلاة ..

. الالتزام بأذكار الصباح والمســاء ..

. أداء صلاة الضحى ..

. الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ..

. الإكثار من استغفار الله سبحانه وتعالى ..

. قيــام الليل ..

. الدعاء إلى الله لكِ ولكافة الأمّة الإسلامية ..

. الإحسان إلى الآخرين بالقول والعمل ..

. مسامحة الآخرين وتجاهل عثراتهم ..

. الإحسان في أداء مهمّاتنا بكافة تشعباتها ..

 

والأهمّ : الإخلاص في النوايا والأقوال والأعمال لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له .

 

12-96.gif

 

 

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس الثامن عشر التابع لموضوع ( مُدارسة كِتاب القواعد الحِسان+ محاضرات)

 

12-32.gif

الـدرس الثامن عشر من حمـلة الاستعداد لِرمـضــان

 

10-14.gif القــــاعدة الحادية عشر10-14.gif

من كِتاب القواعد الحِسان في أسرار الطاعة والاستعداد لِرمضان

 

10-14.gif10-14.gif10-14.gif

 

معرفة قطاع الطريق إلى الله

 

ها أنت قد شمرت عن ساعد الجد، وحثثت الهمة الخاملة، وأوقدت نار العزيمة الخامدة، وألجمت هواك

بلجام الإرادة وجمعت رقاب الأماني بزمام التوكل على الله في الفعل، وبدأت السير إلى الله عز وجل لتصل

إلى شهر رمضان وقد توقَّدت عزيمتك وانقادت لك إرادتُك وأذعنت لك همتُك.

 

لقد بدأت المعركة الحقيقية مُذ تمحّض اختيارك لله وجدَّ سيرك إليه ويممت القلب والقالب في الإقبال عليه،

فاحذر حينئذ قطّاع هذا الطريق الوعر، فإنه طريق الجنة، وهو محفوف بالشهوات والهوى والشياطين والنزغ

والشبهات، وكلها أنواع لجنس واحد، وهو العائق عن الوصول لدرب القبول المؤِذن لشمس عزمك بالأُفول.

 

فتعال معًا نتذاكر صفات بعض هؤلاء القطاع ومكامنهم، وخدعهم، فبذلك تتعلم صفة الشر لتتجنبه.

 

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقّيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه

 

والمقصود بيان نماذج من هؤلاء القطّاع ليستدل بهم على غيرهم فمن هؤلاء القطاع: الفتور والسآمة والملل،

وهو من أعظم ما يعتري السالكين، وقد يتعاظم أمره ويستفحل حتى يكون سببًا للردة والنكوص والعياذ بالله.

 

وغالب شأن هذا الفتور من كثرة الفرح بالطاعة وعدم الشكر عليها ورؤية منة الله فيها ومشاهدة النفس في

أدائها، قال ابن القيم رحمه الله واصفًا ومحللاً ومعالجًا لهذا الداء: (فإذا نسي السالك نفسه وفرح فرحًا لا يقارنه

خوف فليرجع إلى السير إلى بدايات سلوكه وحدة طلبه، عسى أن يعود إلى سابق ما كان منه من السير الحثيث الذي

كانت تسوقه الخشية، فيترك الفتور الذي لابد أن ينتج عن السرور.

 

فتخلل الفترات للسالكين أمر لازم لابد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد ولم يخرجه من فرض ولم

تدخله في محرّم: رجي له أن يعود خيرًا مما كان.

قال عمر بن الخطاب: إن لهذه القلوب إقبالاً وإدبارًا فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل وإن أدبرت فألزموها الفرائض.

 

وفي هذه الفترات والغيوم والحجب التي تعرض للسالكين من الحِكَم ما لا يعلم تفصيله إلا الله، وبهذا يتبين

الصادق من الكاذب، فالكاذب ينقلب على عقبيه ويعود إلى رسوم طبيعته وهواه، والصادق ينتظر الفرج ولا ييأس

من روح الله ويُلقي نفسه بالباب طريحًا ذليلاً مسكينًا مستكينًا، كالإناء الفارغ الذي لا شيء فيه ألبتة ينتظر أن

يضع فيه مالك الإناء وصانعه ما يصلح له، لا بسبب من العبد- وإن كان هذا الافتقار من أعظم الأسباب- لكن ليس

هو منك، بل هو الذي منّ عليك به، وجرّدك منك وأخلاك عنك وهو الذي: {يحول بين المرء وقلبه}.

فإذا رأيته قد أقامك في هذا المقام فأعلم أنه يريد أن يرحمك ويملأ إناءك، فإن وضعت القلب في غير هذا الموضع

فاعلم أنه قلب مُضيَّع فسل ربه ومن هو بين أصابعه أن يردّه عليك ويجمع شملك به.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لكل عامل شِرَّة ولكل شرة فَترة" فالطالب الجاد لابد من أن

تعرض له فترة فيشتاق في تلك الفترة إلى حالة وقت الطلب والاجتهاد.

وربما كانت للسالك بداية ذات نشاط، كان فيها عالي الهمة، فيفيده عند فتوره أن يرجع إلى ذكريات تلك

البداية فتتجدَّد له العزيمة، ويعود إلى دأبه في الشكر.

وكان الجنيد رحمه الله كثير الذكر لبداية سيره، وكان إذا ذكرها يقول: واشوقاه إلى أوقات البداية: يعني لذة

أوقات البداية وجمع الهمة على الطلب والسير إلى الله والإعراض عن الخلق. أهـ من تهذيب مدارج السالكين.

 

أما إذا راودتك السامةُ في عبادتك، كصلاة أو ذكر أو تلاوة قرآن فلا تُرسل زمام هواك للشيطان محتجًا

بقوله صلى الله عليه وسلم: "فوالله إن الله لا يملّ حتى تملوا"، وقد ذكرنا لك في تمارين العزيمة فقه هذا

الحديث ونحوه عن الأئمة الأعلام، فحريٌ بمن ملّ العبادة أن يعود إلى نفسه هلعًا وخوفًا من أن يكون ذلك

من إعراض الله عنه.

وليستحضر في قلبه سوء أدبه مع الله وعدم تعظيمه وقدره حق قدره إذ تطيب نفسه مع شهوات الدنيا ومعافسة

الأولاد والزوجات للساعات الطوال ثم هو يُبتلى في عبادته بالملل بعد لويحظات معدودات.

وما روي عن بعض السلف من أنهم كانوا يتكدرون لطلوع الفجر لأنه يحول بينهم وبين لذيذ المناجاة فيُحمل

على أنهم يحزنون لعدم تواصل لذة المناجاة لا أنهم كانوا يكرهون طلوع الفجر ويقدّمون قيام الليل على الفريضة،

فهذا أبعد ما يكون عن هديهم ومتواتر سيرتهم، كيف وهم يعلمون أن قرآن الفجر مشهود تحضره الملائكة

وترفع أمره إلى الله.

 

ومن قطاع الطريق إلى الله: الوساوس والخواطر الرديئة التي ترد على السالك طريق الآخرة، وتشمل هذه

الخواطر الرديئة ما يرد على المبتلين بالشهوات من التفكير في الصور وفيما يعشقون ومن يهوون وكذا

أصحاب الحقد والحسد والأمراض والآفات النفسية، وكلها انحرافات سلوكية، أي في السالك طريق الآخرة،

ومن أعظمها خطرًا وسواس الشبهات في وجود الله وذاته وصفاته، وهذا مما ابتلى به كثير من شباب هذه

العصور لغلبة الأفكار الإلحادية والعلمانية المبنية على المادة والتفسير العلمي لكل الظواهر الكونية وشيوع

الفحشاء والشهوات الصارفة للقلوب عن ممارسة عبوديتها في التسليم والإذعان، وتحليلاً للخواطر

 

يمكننا تقسيمها إلى ثلاثة أنواع:

 

النوع الأول: خواطر الشبهات وهي العارضة في شأن وجود الله وذاته وصفاته وفي قرآنه وأنبيائه ورسله وقضائه وقدره.

 

النوع الثاني: خواطر الشهوات وهي واردات الذهن من الصور ونماذج المعشوقات.

 

النوع الثالث: خواطر القلب من آفات وأمراض نفسية كالكبرياء والعجب والحقد والحسد.

 

وعلاج النوع الأول باستحضار اليقين، وكلامنا مع من اعتقد وجود الله، أما الملحد فلا خطاب معه،

وعندي أن الإلحاد هو النوع الوحيد من الجنون الذي يؤاخذ الإنسان به، فمن أيقن وجود الله وربوبيته

وهيمنته وتصرفه وعدله وحكمته مثَّل هذا اليقين بالشمس يراها ثم يستعرض الشبهات ويمثلها بمن يماريه

في رؤيته للشمس، ويجادله في الدليل المفيد لطلوعها، حينئذ يردد قوله عز وجل: {أفي الله شك فاطر السموات والأرض}،

ويردد قوله: آمنت بالله، ويستعيذ بالله من نزغ الشيطان معتصمًا بالله لائذًا بحفظه وكلاءته، متعجبًا من تفاهة شبهته:

وليس يصح في الأذهان شيء

إذا احتاج النهار إلى دليل

 

أما النوع الثاني وهو الأعم الأفشى بين الناس، وعلاجه من أصعب العلاجات لكننا نأتي على ذِكر جملةٍ

من الفوائد المهمة المُجتثة لهذا المرض من جذوره.

فاعلم أيها الأريب أن الشهوات في أصلها فطرية قدرية لا فكاك للعبد منها، فهو مفطور على الغضب واللذة

وحب الطعام والشراب، غير أن هذه الشهوات رُكزت في الجبلة لغايات هي حفظ النفس بالطعام ورد الاعتداء

وصيانة الذات بالغضب وحفظ النسل باللذة(أعني شهوة الفرج) فإذا تعدّت هذه الشهوات غاياتها كانت وبالاً

على أصحابها، ولذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم التنبيه على حفظ الفرج والبطن واللسان وأنه من

أعظم أسباب النجاة والفوز.

 

فإذا علمت ذلك تبين سلطانك على هذه الشهوات، وأن الله عز وجل قد أمرك في الحقيقة عليها، وأعطاك

زمام قيادتها فما عليك إلا ممارسة هذه الإمارة دون خوف أو تباطؤ.

وحسم مادة الشهوات يكون بحسم موارد حياتها، وأهم تلك الموارد حب الدنيا والرغبة في نوال كل ما يراه من

جميل فيها، فقطع شجرة الدنيا من القلب كفيل بصرف الهمة مطلقًا عن الدنيا والاهتمام بما تحصل به النجاة.

وهاك بعض الفوائد المعينة على حسم مادة الشهوة وصرف واردات الخواطر الشهوانية:

 

أولاً: التبرؤ من حول النفس وقوتها والالتجاء والاعتصام والاستعاذة بالله، ومن جليل ما ينبغي ترداده

في حق المبتلى بالشهوة "لا حول ولا قوة إلا بالله" ومعناها: لا تحوّل عن معصيةٍ إلا بمعونة من الله ولا قوة

على طاعة إلا بتوفيق من الله.

 

ثانيًا: تذكر المنغّصات: سكرات الموت، نزع الروح، القبر وأهواله، سؤال الملكين، البعث والنشور وأهوال

يوم القيامة، والمثول بين يدي الله عاصيًا مذنبًا والنار وأهوالها.

 

ثالثاً: تذّكر المشوقات: كلذة المناجاة وتوفيق الله للطاعة وشرف الولاية والانتساب إلى حزب الله والكرامات

اللائقة لأوليائه عند موتهم ودخولهم الجنة وما فيها من الحور العين اللائي لا تقارن الدنيا كلها بأنملة من

أنامل الواحدة منهن، ورؤية الله عز وجل يوم القيامة ورضوانه على أهل الجنة.

 

رابعًا: تذكر جمال خالق الجمال البشري، الذي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم جميلاً، فكل جمالٍ فُتن به

المرء لو قُرن بجمال الله عز وجل لتلاشت كل خواطره الرديئة.

 

خامسًا: تذكّر مثالب الصور المعشوقة وآفاتها وأمراضها وفساد بواطنها وظواهرها.

 

سادسًا: البعد عن المثيرات كالسير في الطرقات العامة (وخاصة في هذه الأزمنة وفي أماكن الفجور والفسوق)

أو مشاهدة التلفاز والفيديو والمجلات والجرائد الساقطة التي تهدف غواية النفوس المطمئنة وتحت أن تشيع

الفاحشة في الذين آمنوا.

 

ومن هذا القبيل عدم المكوث في خلوة إذا طرأ عارض الشهوة، بل يشتغل بالصوارف التي تلهيه عن تلك

الخواطر كذكر الله وزيارة الصالحين وحضور مجالس العلم أو خدمة الأهل والمسلمين.

 

وينصح ابن القيم بما يلي:

 

(1) العلم الجازم بإطلاع الرب سبحانه ونظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل خواطرك.

(2) حياؤك منه.

(3) إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في البيت الذي خلقه لتُسكِنَه معرفته ومحبته.

(4) خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر.

(5) إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته.

(6) خشيتك أن تتولد تلك الخواطر ويتسرع شررها فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله فتذهب به جملة وأنت لا تشعر.

(7) أن تعلم أن هذه الخواطر بمنزلة الحبِّ الذي يُلقى للطائر ليصاد به، فاعلم أن كل خاطر منها فهو حبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر.

(8) أن تعلم أن الخواطر الرديئة لا تجتمع مع خواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلاً بل هي ضدها من كل وجه.

(9) أن تعلم أن الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له فإذا دخل القلب في غمراته غرق فيه وتاه في

ظلماته فيطلب الخلاص فلا يجد إليه سبيلاً فيكون بعيدًا عن الفلاح.

(10) أن تعلم أن الخواطر وادي المحقى وأماني الجاهلين فلا تثمر إلا الندامة والخزي وإذا غلبت على ا

لقلب أورثته الوساوس وعزلته عن سلطانها انسدت عليه عينه وألقته في الأسر الطويل أهـ.

 

أما النوع الثالث وهو آفات القلب كالحقد والحسد والكبرياء والعُجب، فهو باطن الإثم، قال تعالى:

{وذروا ظاهر الإثم وباطنه} وجماع دواء هذه الآفات رؤية عجز النفس وقيامها بالله، ومشاهدة حكمة

الله عز وجل وتصرفه في الخلق، فمثل هذا الاستحضار يحول بينه وبين الاعتراض على تقسيم الرزق والنعم،

ويحول بينه وبين رؤية النفس وقدرتها، ويئول به الحال إلى التسليم بمنة الله وعدله وحكمته.

 

وقد تكلم الإمام ابن الجوزي كلامًا نفيسًا عن هذه الآفات في كتابه "الطب الروحاني" فراجعه هناك نجد

علاجات تفصيلية لكل آفة ومرض وحسبنا من الألف شاهد مثال واحد.

 

لكن ابن القيم رحمه الله يلمس مكمن الداء ويصفه وصفًا دقيقًا ثم يقترح العلاج المناسب فيقول:

(واعلم أن الخطرات والوساوس تؤدي متعلقاتها إلى الفكر فيأخذ الفكر فيؤديها إلى التذكر فيؤديها إلى

الإرادة فتأخذها الإرادة إلى الجوارح والعمل فتستحكم فتصير عادة، فردُّها من مبادئها أسهل من قطعها بعد

قوتها وتمامها، ومعلوم أنه لم يُعط الإنسان إماتة الخواطر ولا القوة على قطعها وهي تهجم عليه هجوم

النفس، إلا أن قوة الإيمان والعقل تعينه على قبول أحسنها ورضاه به ومساكنته له، على رفع أقبحها وكراهته

له ونفرته منه كما قال الصحابة يا رسول الله: إن أحدنا يجد في نفسه ما لأن يحترق حتى يصير حممة أحب إليه

من أن يتكلم به، فقال: "أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان" وفي لفظ "الحمد لله الذي رد كيده

إلى الوسوسة" وفيه قولان: أحدهما: أن رده وكراهته صريحُ الإيمان، والثاني: أن وجوده وإلقاء الشيطان له

في نفسه صريح الإيمان، فإنه إنما ألقاه في النفس طلبًا لمعارضة الإيمان وإزالته به. وقد خلق الله سبحانه

النفس شبيهة بالرَّحا الدائرة التي لا تسكن ولابد لها من شيء تطحنه، فإن وُضع فيها حيُّ طحنته وإن وضع

فيها تراب أو حصى طحنته، فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحا

ولا تبقى تلك الرحا معطلة قط بل لابد لها من شيء يوضع فيها، فمن الناس من يطحن رحاه حبًا يخرج دقيقًا

ينفع به نفسه وغيره، وأكثرهم يطحن رملاً وحصًا وتبنًا ونحو ذلك، فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له

حقيقة طحنه، أهـ كلامه رحمه الله (الفوائد 161).

 

فهؤلاء نماذج من قطاع طريقك إلى الله وسفرك في درب الآخرة وسعيك في عتق رقبتك من النار وبذل ثمن الجنة،

فاحذر مثل تلك الصوارف وأعد لها عدتها والله الموفق.

 

 

12-32.gif

 

مُحاضرتنا القيّمة والشيّقة لهذا اليوم :

 

وداعًا للقلق والإكتئاب للشيخ محمود المصري حفظه الله ..

[real]https://download.media.islamway.net/lessons/masry/003-Wada3anLelQalaq.rm[/real]

 

للوصول إلى المحاضرة،، بالضغط هنا بارك الله فيكِ..

لا تتردّدن بالاستماع إليها فكنوزها كثيرة وثمينة :)

 

12-32.gif

 

نتمنّى منكنّ أخواتي الحبيبة الجديّة في مُتابعة حملتنا وحُسن التفاعل مع دروسها ،

فالمُبتغى أن نُتقن الاستعداد لاستقبال رمضان بالهمّة العالية على الطاعة والعبادة ..

 

ولنجعل هدفنا الأكــبر ..

تميّزنا وجديتنا في اغتنام رمضاننا هذا ، لعلّه يكون نقطة انطلاق لانتعاش حياتنا واستقرارها على طاعة اللــه ..

 

والله الموفق والهادي والمعين :)

 

12-32.gif

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

تمّ بحمد الله إدراج دروس اليوم التاسع عشر لحملتنا ..

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس التاسع عشر التابع لموضوع (وقفات وعِبر+ فلاشات+ورد يومي للقرآن)

 

12-96.gif

الـدرس التاسع عشر مـن حـملـة الاســـتعــداد لِـرمضــان

12-96.gif

 

 

1_105.gifقطوف رمضانية.. 1_105.gif

 

10 وقفات للنساء في رمضان

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:

 

* فهذه كلمات وجيزة , ونداءات غالية , نهديها إلى المرأة المسلمة والفتاة المؤمنة , بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك ,

نسأل الله أن ينفع بها كل من قرأتها من أخواتنا المؤمنات ,وأن تكون عونا لهن على طاعة الله تعالى والفوز برضوانه

ومغفرته في هذا الشهر العظيم .

 

الوقفة الأولى: رمضان نعمةٌ يجب أن تشكر :

 

* أختاه ! إن شهر رمضان من أعظم نعم الله تعالى على عباده المؤمنين , فهو شهر تتنزل فيه الرحمات,

وتغفر فيه الذنوب والسيئات , وتضاعف فيه الأجور والدرجات, ويعتق الله فيه عباده من النيران ,

قال النبي صلى الله عليه وسلم :( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة , وغلقت أبواب جهنم , وسُلْسِلت الشياطين ) [متفق علبه] .

* وقال صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه ,

ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"[متفق عليه]

* وقال تعالى في الحديث القدسي: " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" [ متفق عليه]

* وقال صلى الله عليه وسلم : " إن لله في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان ,

وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها , فيستجاب له"[ رواه أحمد بسند صحيح]. وفيه ليلة القدر,

قال تعالى:( ليلة القدر خير من ألف شهر )[ القدر:3]

* فيا أختي المسلمة , هذه بعض فضائل هذا الشهر الكريم, وهي تبين عظم نعمة الله تعالى عليك بأن آثرك على غيرك وهيأك لصيامه وقيامه , فكم من الناس صاموا معنا رمضان الغابر , وهم الآن بين أطباق الثرى مجندلين في قبورهم

فاشكري الله – أختي المسلمة – على هذه النعمة , ولا تقابليها بالمعاصي والسيئات فتزول وتمنحي ولقد أحسن القائل :

 

إذا كنت في نعمة فارعها *** فإن المعاصي تزيل النعــم

وحُطْها بطاعة رب العبــاد *** فربُّ العباد ســـريع النِّقم

 

الوقفة الثانية : كيف تستقبلين رمضان ؟ !

 

1- بالمبادرة إلى التوبة الصادقة كما قال سبحانه : (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) [ النور :31 ]

2 – بالتخلص من جميع المنكرات من كذب وغيبة ونميمة وفحش وغناء وتبرح واختلاط وغير ذلك.

3 – بعقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة , وعدم تضييع أوقاته الشريفة فيما لا يفيد .

4 – بكثرة الذكر والدعاء والاستغفار و تلاوة القرآن .

5 – بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها , وتأديتها بتؤدة وطمأنينة وخشوع .

6 – بالمحافظة على النوافل يعد إتيان الفرائض .

 

الوقفة الثالثة : تعلمي أحكام الصيام

 

* يجب على المسلمة أن تتعلم أحكام الصيام , فرائضه وسننه وآدابه , حتى يصح صومها ويكون مقبولا عند الله تعالى :

وهذه نبذة يسيرة في أحكام صيام المرأة :

1- يجب الصيام على كل مسلمة بالغة عاقلة مقيمة ( غير مسافرة ) قادرة ( غير مريضة) سالمة من الموانع كالحيض والنفاس .

2- إذا بلغت الفتاة أثناء النهار لزمها الإمساك بقية اليوم , لأنها صارت من أهل الوجوب , ولا يلزمها قضاء ما فات من الشهر ,

لأنها لم تكن من أهل الوجوب .

3- تشترط النية في صوم الفرض , وكذا كل صوم واجب , كالقضاء والكفارة لحديث :

" لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل " [ رواه أبو داود ] فإذا نويت الصيام في أي جزء من أجزاء الليل

ولو قبل الفجر بلحظة صح الصيام .

4- مفسدات الصوم سبعة :

أ- الجماع

ب- إنزال المني بمباشرة أو ضم أو تقبيل

ج- الأكل والشـــرب

د- ما كان بمعنى الأكل والشرب كالإبرة المغذية .

هـ - إخراج الدم بالحجامة و الفصد .

و- التقيؤ عمدا

ز- خروج دم الحيض أو النفاس .

5- الحائض إذا رأت القصة البيضاء – وهو سائل أبيض يدفعه الرحم بعد انتهاء الحيض- التي تعرف بها المرأة

أنها قد طهرت ,تنوي الصيام الليل وتصوم , وإن لم يكن لها طهر تعرفه احتشت بقطن ونحوه ,

فإذا خرج نظيفا صامت وإن رجع دم الحيض أفطرت .

6- الأفضل للحائض أن تبقى على طبيعتها , وترضى بما كتبه الله عليها , ولا تتعاطى ما تمنع به الحيض ,

فإنه شيء كتبه الله على بنات آدم .

7-إذا طهرت النفـساء قبل الأربعين , صامت واغتسلت للصلاة , وإذا تجاوزت الأربعين نوت الصيام واغتسلت ,

وتعتبر ما استمر استحاضة , إلا إذا وافق وقت حيضها المعتاد فهو حينئذٍ حيض .

8- دم الاستحاضة لا يؤثر في صحة الصيام .

9- الراجح قياس الحامل والمرضع على المريض , فيجوز لهما الإفطار , وليس عليهما إلا القضاء ,

لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"إن لله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة , وعن الحامل والمرضع الصوم "

[ رواه الترمذي وقال: حسن ]

10- لا بأس للصائمة بتذوق الطعام للحاجة , ولكن لا تبتلع شيئا منه , بل تمجُّه وتخرجه من فيها , ولا يفسد بذلك صومها .

11- يستحب تعجيل الفطر قبل صلاة المغرب , وتأخير السحور , قال صلى الله عليه وسلم : "لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر " [ متفق عليه ].

 

الوقفة الرابعة : رمضان شهر الصيام لا شهر الطعام :

 

* أختي المسلمة : فرض الله صيام رمضان ليتعود المسلم على الصبر وقوة التحمل , حتى يكون ضابطا لنفسه,

قامعا لشهوته , متقيا لربه , قال تعالى:

( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) [ البقرة 183 ]

* وقد سئل بعض السلف : لمَ شُرع الصيام ؟ فقال : ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الفقير !!

* وإن مما يبعث على الأسف ما نراه من إسراف كثير من الناس في الطعام والشراب في هذا الشهر ,

حيث إن كميات الأطعمة التي تستخدمها كل أسرة في رمضان أكثر منها في أي شهر من شهور السنة !!

إلا من رحم الله . وكذلك فإن المرأة تقضي معظم ساعات النهار داخل المطبخ لإعداد ألوان الأطعمة وأصناف المشروبات !!

فمتى تقرأ هذه القرآن ؟

ومتى تذكر الله وتتوجه إليه بالدعاء والاستغفار؟

ومتى تتعلم أحكام الصيام وآداب القيام ؟

ومتى تتفرغ لطاعة الله عز وجل ؟

* فاحذري – أختاه – من تضيع أوقات هذا الشهر في غير طاعة الله وعبادته , فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له ,

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه , بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ,

فإن كان لا محالة فثلث لطعامه , وثلث لشرابه , وثلث لنفسه " [ رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني ]

 

الوقفة الخامسة : رمضان شهر القرآن :

 

* لشهر رمضان خصوصية بالقرآن ليست لباقي الشهور , قال الله تعالى :

( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) [ البقرة 185] .

فرمضان والقرآن متلازمان , إذا ذكر رمضان ذكر القرآن , وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

" كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس , وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ,

وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن , فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة "

في هذا الحديث دليل على استحباب تلاوة القرآن ودراسته في رمضان , واستحباب ذلك ليلا , فإن الليل تنقطع فيه الشواغل ,

وتجتمع فيه الهمم , ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى :

( إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ) [ المزمل : 6 ] وكان السلف يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان ,

وكان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال , وبعضهم في سبع , ويعضهم في كل عشر ,

وكان قتادة يختم في كل سبع دائما , وفي رمضان في كل ثلاث , وفي العشر الأواخر كل ليلة .

* وكان الزهري إذا دخل رمضان قال : فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام .

* وقال ابن عبد الحكم : كان مالك إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ،

وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف .

* وقال عبد الرزاق : كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن .

* وأنت – أختي المسلمة – ينبغي أن يكون لك وِرْد من تلاوة القرآن , يحيا به قلبك ، وتزكو به نفسك ,

وتخشع له جوارحك , وبذلك تستحقين شفاعة القرآن يوم القيامة . قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام : أي ربّ منعته الطعام والشهوة ,

فشفعني فيه , ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه . قال : فيُشفَّعان " [ رواه أحمد والحاكم بسند صحيح ].

 

الوقفة الســادسة : رمضان شهر الجود والإحسان :

 

* أختي المسامة : حث النبي صلى الله عليه وسلم النساء على الصدقة فقال عليه الصلاة والسلام :

يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار , فإني رأيتكن أكثر أهل النار " [ رواه مسلم ] ,

وقال صلى الله عليه : " تصدقن يا معشر النساء ولو من حُليِّكُن ..." [ رواه البخاري ]

* ويروى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها تصدقت في يوم واحد بمائة ألف ,

وكانت صائمة في ذلك اليوم , فقالت لها خادمتها : أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحماً تفطرين عليه ؟ لو ذكرتني لفعلت !!

* أما الجود في رمضان فإنه أفضل من الجود في غيره ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان أجود من الريح المرسلة ,

وكان جوده صلى الله عليه وسلم شاملا جميع أنواع الجود , من بذل العلم والمال ،

وبذل النفس لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده , وإيصال النفع إليهم بكل الطرق ,

من إطعام جائعهم , ووعظ جاهلهم , وقضاء حوائجهم , وتحمُّل أثقالهم .

* ومن الجود في رمضان : إطعام الصائمين :

فاحرصي _ أختي المسلمة – على أن تفطري صائما ، فإن في ذلك الأجر العظيم , والخير العميم ,

قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا "

[ رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح ]

* واحرصي كذلك على الصدقة الجارية , فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم :

" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعوا له " [ رواه مسلم ]

 

الوقفة السابعة : رمضان شهر القيام :

 

* أختي المسلمة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه , فقالوا له: يا رسول الله !

تفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : " أفلا أكون عبدا شكورا "! [ متفق عليه ]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " [ متفق عليه ]

* وللمرأة أن تذهب إلى المسجد لتؤدي الصلوات ومنها صلاة التراويح و غير أن صلاتها في بيتها أفضل ,

لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تمنعوا نساءكم المساجد , وبيوتهن خير لهن "[ رواه أحمد وأبو داودوصححه الألباني ]

* وقال الحافظ الدمياطي : " كان النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرجن من بيوتهن إلى الصلاة

يخرجن متبذلات متلفعات بالأكسية , لا يعرفن من الغَلَس - أي الظلمة – وكان إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم

يقال للرجال : مكانكم حتى ينصرفن النساء , ومع هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صلاتهن في بيوتهن أفضل لهن ...

فما ظنك فيمن تخرج متزينة , متبخرة , متبهرجة , لابسة أحسن ثيابها , وقد قالت عائشة رضي الله عنها :

لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن الخروج إلى المسجد, هذا قولها في حق

الصحابيات ونساء الصدر الأول , فما ظنك لو رأت نسـاء زماننا هـذا؟!" ا.هـ

* فعلى المرأة الرشيدة إذا أرادت الخروج إلى المسجد تخرج على الهيئة التي كانت عليها نساء السلف إذا خرجن إلى المساجد .

* وعليها كذلك استحضار النية الصالحة في ذلك ، وأنها ذاهبة لأداء الصلاة ، وسماع آيات الله عز وجل ،

وهذا يدعوها إلى السكينة والوقار وعدم لفت الأنظار إليها .

* بعض النساء يذهبن إلى المسجد مع السائق بمفردهن فيكن بذلك مرتكبات لمحرمٍ سعياً في طلب نافلة ،

وهذا من أعظم الجهل وأشد الحمق .

* ولا يجوز للمرأة أن تتعطر أو تتطيب وهيَ خارجة من منزلها ، كما أنه لا يجوز لها أن تتبخر بالمجامر

لقوله صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء " [ رواه مسلم ] .

* وعلى المرأة ألا تصطحب معها الأطفال الذين لا يصبرون على انشغالها عنهم بالصلاة ،

فيؤذون بقية المصلين بالبكاء والصراخ ، أو بالعبث في المصاحف وأمتعة المسجد وغيرها .

 

الوقفة الثامنة : صيام الجوارح :

 

* أختي المسلمة : اعلمي أن الصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام ، فصامت عيناه عن النظر إلى المحرمات ،

وصامت أذناه عن سماع المحرمات من كذب وغيبة ونميمة وغناء وكل أنواع الباطل ، وصامت يداه عن البطش المحرم ،

وصامت رجلاه عن المشي إلى الحرام ، وصام لسانه عن الكذب والفُحش وقول الزور ، وبطنه عن الطعام والشراب ،

وفرجه عن الرفث ، فإن تكلم فبالكلام الطيب الذي لاحت فائدته وبانت ثمرته ، فلا يتكلم بالكلام الفاحش البذيء الذي

يجرح صيامه أو يفسده . . ولا يفري كذلك في أعراض المسلمين كذباً وغيبة ونميمة وحقداً وحسداً ؛

لأنه يعلم أن ذلك من أكبر الكبائر وأعظم المنكرات ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به

والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ؟ " رواه البخاري .

* وقال صلى الله عليه وسلم " وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل :

إني امرؤٌ صائم " متفق عليه

* وأما من يصوم عن الطعام والشراب فقط ، ويفطر على لحوم إخوانه المسلمين وأعراضهم ،

فإنه المعنىُّ بقوله صلى الله عليه وسلم " رُب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش " رواه أحمد وابن ماجة بسند صحيح .

 

الوقفة التاسعة : خطوات عملية للمحافظة على الأوقات في رمضان :

 

* ينبغي على المرأة أن تستثمر أوقات هذه الشهر العظيم فيما يجلب لها الفوز والسعادة يوم القيامة ،

وأن تغتنم أيامه ولياليه فيما يقربها من الجنة ويُباعدها عن النار ، وذلك بطاعة الله تعالى والبعد عن معاصيه ،

وحتى تكون المرأة صائنة لأوقاتها في هذا الشهر الكريم فإن عليها ما يلي :

1 – عدم الخروج من البيت إلا لضرورة ، أو لطاعة لله مُحققة ، أو لحاجة لابد منها .

2 – تجنب ارتياد الأسواق وبخاصة في العشر الأواخر من رمضان ، ويمكن شراء ملابس العيد قبل العشر الأواخر أو قبل رمضان .

3 – تجنب الزيارات التي ليس لها سبب ، وإن كان لها سبب كزيارة مريض فينبغي عدم الإطالة في الجلوس .

4 – تجنب مجالس السوء ، وهيَ مجالس الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء والطعن في الآخرين .

5 – تجنب تضييع الأوقات في المسابقات وحل الفوازير ومشاهدة الأفلام والمسلسلات وتتبع القنوات الفضائية .

فإذا انشغلت المسلمة بذلك فعلى رمضان السلام !

6 – تجنب السهر إلى الفجر ؛ لأنه يؤدي إلى تضييع الصلوات والنوم أغلب النهار .

7 – تجنب صحبة الأشرار وبطانة السوء .

8 – الحذر من تضييع أغلب ساعات النهار في النوم ، فإن بعض الناس ينامون بعد الفجر ،

ولا يستيقظون إلا قُرب المغرب ، فأي صيام هذا ؟!

9 – الحذر من تضييع الأوقات في إعداد الطعام وتجهيزه ، وقد سبق التنبيه على ذلك .

10- الحذر من تضييع الأوقات في الزينة والانشغال بالملابس وكثرة الجلوس أمام المرآة .

11- الحذر من تضييع الأوقات في المكالمات الهاتفية ، فإنها وسيلة ضعفاء الإيمان في كسر حدة الجوع والعطش ،

ولو أقبل هؤلاء على كتاب الله تلاوة ومدارسة لكان خيراً لهم .

12- الحذر من المشاحنات والخلافات التي لا طائل من ورائها إلا إهدار الأوقات والوقوع في المحرمات ،

وإذا دعيت – أختي المسلمة – إلى شيء من ذلك فقولي : إني امرأة صائمة .

 

الوقفة العاشرة : العشر الأواخر :

 

* أيتها الأخت في الله ، مضى من الشهر عشرون يوماً ولم يبقى إلا هؤلاء العشر ، فالفرصة مازالت أمامك قائمة ،

والأجور مازالت مُعدة ، فإذا كنت قد فرطت فيما مضى من الأيام ، فاحرصي على اغتنام هذه الليالي والأيام ، فإنما الأعمال بخواتيمها .

* وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله ، وأيقظ أهله . ( متفق عليه ) .

فهيَ والله أيام يسيرة ، وليالٍ معدودة ، يفوز فيها الفائزون ، ويخسر فيها الخاسرون .

* كانت امرأة حبيب أبي محمد تقول له بالليل : قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد ، وزادنا قليل ،

وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا ، ونحن قد بقينا !!

* ومن فضل الله تعالى أن جعل ليلة القدر إحدى ليالي العشر الأواخر ، وهيَ في أوتار العشر الأواخر من رمضان ،

فقد قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تحروا ليلة القدر في الوتر من

العشر الأواخر من رمضان " ( متفق عليه ) . وليلة القدر ليلة عظيمة ، وفرصة جليلة ، العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر ،

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد حرم الخير كله ،

ولا يُحرم خيرها إلا محروم " ( رواه ابن ماجة وصححه الألباني ).

* فاجتهدي – أختي المسلمة – في تحري هذه الليلة العظيمة ، ولا تحرمي نفسكِ من هذا الأجر الكبير ، واعلمي أنك إذا قمت ليالي العشر كلها ، وعمّرتيها بالعبادة والطاعة ،

فقد أدركت ليلة القدر لا محالة ، وفزتِ – إن شاء الله – بعظيم الأجر وجزيل المثوبة .

دعاء ليلة القدر :

* قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال :

" قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا " ( رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح ) .

 

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .

إعداد دار الوطن

 

1_105.gifأطيب الكلام مع علمائنا الكِرام !! 1_105.gif

 

أكبر مسابقة يشهدها العالم الإسلامي في رمضان

 

أيها المسلم العزيز ! ... يا أخي عبدالله ووليه !

هل أتشرف بإبلاغك ؟!

هل أسعد بإعلامك ؟!

هل تعلم يا ساكن طيبة الطيبة ؟!

هل تدري يا جار رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!

يا حامي حمى الرسول صلى الله عليه وسلم !.. ماذا أبلغك ؟! وبم أعلمك ؟!

إنها للبشرى السارة العظيمة ! ...

إنها للفرحة الكبرى العميمة !..

 

هي تلك المسابقة العالمية التي تبتدىء بأول ليلة من شهر رمضان ولا تنتهي إلا بآخر ليلة منه !...

فاستعد يا ابن المهاجرين ... وتهيأ يا حفيد الأنصار ...

استعد لأكبر فرصة في عامك ... وأبرك موسم في سنتك ...

إنها المسابقة العظمى التي أعلن عنها الملك العظيم في كتابه الكريم بقوله تعالى:

{ سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض }

إن جائزة هذه المسابقة لأكبر جائزة والله .. (إنها الجنة ) . الجنة التي عرضها السموات والأرض والتي فيها من النعيم ما تشتهيه الأنفس ,وتلذ الأعين .. وفيها من المتع الروحية والجسدية ما لم تره عين , ولم تسمعه أذن , ولم يخطر على قلب بشر أبداً.

 

وهل بعد الجنة أيها العاقل اللبيب من مطلب لأصحاب السمو الروحي والكمال النفسي – مثلك – من مطلب سوى رضوان

الحبيب والنظر إلى وجهه الكريم ؟

 

 

وصف المسابقة :

واسمح لي الآن أن أصف لك ميدان المسابقة , وأفصل لك شروط السباق حتى يمكنك اللحاق بحلبتها ,

والمشاركة عن بصيرة فيها .

إن ميدان هذه المسابقة الإسلامية هو شهر رمضان المبارك الذي تفتح فيه أبواب الجنان فلم يغلق منها باب .

 

شروط المسابقة : وأما شروطها فهي : -

 

أولاً: أن يتخلى المسابق عن كل محرم أو مكروه كان يأتيه في حياته قبل هذه المسابقة , وذلك كأن يرد الحقوق إلى أصحابها ,

وأن يتجنب الباطل والشر في كل شكل أو صورة ,وأن يترك سماع الأغاني والزمر والتطبيل وأن لا يسمح به في بيته,

ولا في دكانه أو محل عمله .

 

وأن يترك لعب الورق ، ويبتعد عن مجالسه ، كما يبتعد عن سماع الغيبة والنميمة والكذب والزور وقول ذلك كله ،

وأن يطهر لسانه من قول الفحش والبذاء وسماعه مطلقاً ، وأن يطيب فمه ومجلسه بترك المكيفات ، من تبغ وشيشة ونحوهما .

 

ثانياً : أن يقبل بعزم وتصميم على ما يلي :

 

أ – أن يعلن توبته لله تعالى قائلاً ( اللهم إني أستغفرك من كل ذنوبي وأتوب إليك من كل معتقد وقول وعمل تكرهه ولا يرضيك ،

فاغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور )

 

ب- أن يعمل الصالحات التالية :

1- أداء الصلوات الخمس في جماعة لا يفوت ركعة منها .

2- قراءة القرآن آنا الليل وأطراف النهار طوال شهر رمضان .

3- الإكثار من نوافل الصلاة في الليل والنهار طوال شهر رمضان .

4- الصدقات بالمال أو الطعام والشراب واللباس بحسب يساره وسعته .

5- الإكثار من الدعاء والإستغفار وقت السحر من كل ليلة .

 

هذه هي المسابقة وتلك شروطها .. فهل لك يا ابن الأبطال في السبق ؟ هل لك في الفوز بالحور العين ؟

هل لك في أن تضيف إلى عمرك عمراً جديداً ؟ وإلى رأس مالك نصيباً موفوراً : ربح ومدة ألف شهر أي 83 عاماً و 4 أشهر ..

هل لك في تكفير كل سيئاتك ومحو كل ذنوبك ؟ كل ذك يحصل بدخولك بجد وإخلاص في هذه المسابقة .

 

أبو بكر بن جابر الجزائري

 

1_105.gifفلاشك لليوم ، شيّق . ممتع . هادف !! 1_105.gif

 

سحور وفطور .. فلاش يُحاكي أدابهما

لمطالعة الفلاش اضغطي هنا بارك الله فيكِ..

 

وافرحتاه .. جاء رمضان :)

لمطالعة الفلاش اضغطي هنا بارك الله فيكِ..

 

 

 

1_105.gifلا تنسي اليوم حظّكِ من القرآن !! 1_105.gif

 

أخيتي الحبيبة اليوم هو التاسع والعشرون من شهر شعبان ، ولم يتبقّى على رمضان سوى يوم !!

وحرصاً منّا على تحصيل ختمة للقرآن قبل حلول رمضان ندعوكِ أخيتي الحبيبة أن تتابعينا في جدول هذه الختمة ..

 

مقداركِ لليوم : أن تقرئي من من بداية سورة الجمعة >> إلى آخر سورة الناس ..

 

ولكل أخت لم تتابعنا من البداية ، نقول لها لا تيأسي !!

فهاهو كِتاب ربّكِ بين يديكِ افتحيه ومتعّي سمعكِ وناظريكِ به واتلي منه بقلب خاشع ما يتيسّر لكِ .

 

ومن تصدق نيّتها مع الله سبحانه وتعالى ييسّر أمرها ويثيبها خيراً عظيماً على هذه المُبادرة .

 

12-96.gif

 

ونذكّركِ أخيتي الحبيبة ببعض هذه الأعمال المستحبّة ، ولا تتردّدي بأدائها فهي بسيطة الأداء وعظيمة الجزاء ..

 

. أداء رواتب(سنن) الصلاة وهن اثنتي عشرة ركعة ، وكذلك أذكار ما بعد الصلاة ..

. الالتزام بأذكار الصباح والمســاء ..

. أداء صلاة الضحى ..

. الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ..

. الإكثار من استغفار الله سبحانه وتعالى ..

. قيــام الليل ..

. الدعاء إلى الله لكِ ولكافة الأمّة الإسلامية ..

. الإحسان إلى الآخرين بالقول والعمل ..

. مسامحة الآخرين وتجاهل عثراتهم ..

. الإحسان في أداء مهمّاتنا بكافة تشعباتها ..

 

والأهمّ : الإخلاص في النوايا والأقوال والأعمال لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له .

 

12-96.gif

 

 

 

اضغطي هُنا للوصول إلى الدرس التاسع عشر التابع لموضوع ( مُدارسة كِتاب القواعد الحِسان+ محاضرات)

 

12-32.gif

الـدرس التاسع عشر من حمـلة الاستعداد لِرمـضــان

 

10-14.gif تتمّة في فهم بعض الوصايا10-14.gif

من كِتاب القواعد الحِسان في أسرار الطاعة والاستعداد لِرمضان

 

10-14.gif10-14.gif10-14.gif

 

الأولى: الاجتهاد في العشر الأواخر وأواخر العشر .

 

في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل

العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: "أحيا الليل وأيقظ أهله وجدّ وشد المئزر".

وفي رواية لمسلم عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره".

 

وروى أبو نعيم بسند فيه ضعف عن أنس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شهد رمضان قام

ونام، فإذا كان أربعًا وعشرين لم يدق غُمضًا".

وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تواصلوا، فأيكم أراد

أن يوصل فليواصل إلى السحر" قالوا فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: "إني لست كهيئتكم إني أبيت لي مُطعمٌ

يطعمني وساق يسقيني".

وأخرج ابن أبي عاصم بإسنادٍ قال عنه ابن رجب إنه مقارب عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه والسلام

إذا كان رمضان قام ونام فإذا دخل العشر شد المئزر واجتنب النساء واغتسل بين الأذانين وجعل العشاء سحورًا".

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى".

تحصّل من هذه الأحاديث بعض السنن المؤكدة التي ينبغي الاعتناء بها في العشر الأواخر وهي من أهم

وظائف هذاالشهر الكريم لأنها فورة الوداع ومسك الختام.

 

وسنلخص لك هذه السنن مع الكلام في فقهها وأسرارها.

 

أولاً: إحياء الليل كله. ويدل عليه ظاهر قول عائشة: أحيا الليل، وفي رواية مضعّفة: "أحيا الليل كله" ويشهد

لهذا الأمر أيضًا قولها: "جد" أي اجتهد وبالغ في الطاعة العمل.

وهذه هي العزيمة اللازمة في أخريات رمضان. فيجب تقليل النوم قدر الإمكان وجعله في النهار، وشغل الليل

بالصلاة والذكر .

وقد وردت عن بعض السلف آثار في بيان المراد بإحياء الليل، وأنه يحصل بقيام غالبه (وهو قريب من الأول)

أو إحياء نصفه، وقيل تحصيل فضيلة الإحياء بساعة، ونُقل عن الشافعي وغيره أن فضيلة الإحياء تحصل بأن

يصلي العشاء في جماعة ويعزم على أن يصلي الصبح في جماعةوهذا الإحياء المذكور يشمل كل ليالي رمضان

بوجه عام، والعشر الأواخر بوجه خاص، وليلة القدر بأخص.

ومثل هذا الاجتهاد يحتاج إلى الإعداد الذي تكلمنا عنه فيما مضى من الأبواب، وإلى العزيمة والمجاهدة والمكابدة

للنوم والتعب من جَهد العبادة.

ويساعد على ذلك قلة الطعام، وتنويع العبادات بين قيام وركوع وسجود وذكر وتلاوة لقرآن، وصحبة العابدين لشحذ الهمم.

وجماع ذلك كله أن يستمطر العون والمدد والألطاف من الله عز وجل، فهو القادر على أن يقيمك بين يديه الدهر

كله دون نصب أو رهق أو سآمة.

ثانيًا: إشاعة الأجواء الإيمانية في البيوت بِحثَ الأهل على الاجتهاد في الطاعة والعمل وإيقاظهم في الليل لصلاة

التهجد، ويدل ذلك قول عائشة: "وأيقظ أهله".

ثالثًا: شد المئزر والمراد به على الراجح: اعتزال النساء وعدم الجماع والمباشرة والاستمتاع، ووجهه: كون النبي

صلى الله عليه وسلم معتكفًا في المسجد لطلب ليلة القدر، ويؤخذ من ههنا أنه كان يصيب صلى الله عليه وسلم من

أهله في العشرين من رمضان ثم يعتزل نساء ويتفرغ لطلب ليلة القدر في العشر الأواخر.

رابعًا: الاعتكاف. قال ابن رجب: وإنما كان يعتكف النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر التي يُطلب فيها ليلة

القدر، قطعًا لأشغاله وتفريغًا لباله، وتحليًا لمناجاة ربه وذكره ودعائه، وكان يحتجر حصيرًا يتخلى فيها عن الناس

فلا يخالطهم ولا يشغل بهم. وذهب الإمام أحمد إلى أن المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس حتى ولا لتعليم علم

وإقراء قرآن، بل الأفضل له الانفراد بنفسه والتخلي بمناجاة ربه وذكره ودعائه، وهذا الاعتكاف هو الخلوة الشرعية،

وإنما يكون في المساجد لئلا يترك به الجمع والجماعات، فإن الخلوة القاطعة عن الجمع والجماعات منهيٌّ عنها.

سئل ابن عباس عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد الجمعة والجماعة؟قال: هو في النار. فالخلوة المشروعة

لهذه الأمة هي الاعتكاف في المساجد خصوصًا في شهر رمضان وخصوصًا في العشر الأواخر منه كما كان النبي صلى

الله عليه وسلم يفعله، فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه وعكف

بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقي له همٌّ سوى الله وما يرضيه عنه.

فمعنى الاعتكاف وحقيقته: قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق، وكلما قويت المعرفة بالله والمحبة له

والأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله بالكلية على كل حال. كان بعضهم لا يزال منفردًا في بيته خاليًا بربه،

فقيل له: أما تستوحش؟ قال: كيف استوحش وهو يقول: "أنا جليس من ذكرني" أهـ .

خامسًا: إقلال الطعام للغاية، أو الوصال للسحر، وقد اختلف العلماء في هذا الوصال، وقد أجازه الإمام أحمد وإسحق،

والصحيح أن الوصال إلى السحر فقط جائز لقوله صلى الله عليه وسلم: "فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر" رواه البخاري.

والغاية منه كما قال العلماء خواء البطن وشرايين الشهوات من مادة الثوران، وخواء البطن مجلبة لامتلاء القلب

بصنوف المعارف، وكلما ازداد الجوعُ وألَمُه رقَّ الفؤاد ولان وخشع.

قال ابن رجب: ويتأكد تأخير الفطر في الليالي التي تُرجى فيها ليلة القدر، قال زِرٌّ بن حبيش في ليلة سبع وعشرين:

من استطاع منكم أن يؤخر فطره فليفعل وليفطر على ضياح اللبن. وضياح اللبن وروي ضيح هو اللبن الخائر الممزوج بالماء .

سادسًا: الاغتسال بين المغرب والعشاء كل ليلة من العشر الأواخر وقد وردت فيه بعض الأحاديث الضعيفة والآثار

المستفيضة عن سلف هذه الأمة في التنظيف والتزين والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن، وهي مشمولة

بالنصوص العامة الآمرة بالتنظف والتزين والتطيب، والمستقرئ لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة

والسلف يجزم بحرصهم على الاغتسال في أزمنة العبادة ومواسم الطاعة.

واعلم أيها النابه أن كل هذه الوظائف تحوم حول تحصيل وموافقة ليلة القدر التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم:

"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري، وهي ليلة حريٌّ بالمسلم أن يستميت في

تحصيل فضلها وثوابها، قال عنها الله عز وجل، {ليلة القدر خير من ألف شهر} أي العمل فيها أفضل من العمل في

ألف شهر وهو ما يقارب ثمانين سنة أو أكثر.

ولا تنفع الأماني والأحلام في إثبات تحريك لها، بل لابد من التشمير، وأن تُري الله من نفسك خيرًا، حتى يرى إقبالك

فيقبلكَ واجتهادك فيلطُف بمقامك ويهبك منشور الولاية ويضع اسمك في ديوان العتقاء من النار.

أما تعيين ليلة القدر فهي ممكنة على الراجح كما قال النووي ووافقه ابن حجر رحمهما الله، وهذا لمن كشفها الله له،

بل ثوابها لا يحصل إلى لمن كُشفت له كما رجح الأكثر، وذهب الطبري وابن العربي وجماعة إلى أن ثوابها يحصل لمن

اتفق له قيامها وإن لم يظهر له شيء، وهذا مفرّع على أن ليلة القدر لها علامة أم لا؟ فذهب البعض إلى وجود تلك

العلامات ومنها أن يرى كل شيء ساجدًا، وقيل الأنوار في كل مكان ساطعة حتى في المواضع المظلمة، وقيل يسمع

سلامًا أو خطابًا من الملائكة، وقيل علامتها استجابة دعاء من وفقت له، واختار الطبري أن جميع ذلك غير لازم وأنه

لا يشترط لحصولها رؤية شيء ولا سماعه.

واختار ابن حجر رحمه الله أن لها علامة وأن شرط حصول ثوابها الكامل الموعود به يكون لمن علمها فقط لا لمن

اتفق قيامه فيها وإن حصل ثوابًا جزيلاً بقيامه ابتغاءها، ولو علم بها أحد هل يذكرها لغيره؟ استنبط تقي الدين السبكي

من قوله صلى الله عليه وسلم: "خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرُفِعت وعسى أن يكون خيرًا

فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" رواه البخاري، استنبط منه استحباب كتمان ليلة القدر لمن رآها قال:

ووجهُ الدلالة أن الله قدر لنبيه أنه لم يُخبر بها، والخير كله فيما قَدَّر له، فيستحب اتباعه في ذلك. وفيما قاله بحث

ونظر، وذكر في شرح المنهاج ذلك عن الحاوي قال: والحكمة فيها أنها كرامة، والكرامة ينبغي كتمانها بلا خلاف بين

أهل الطريق من جهة رؤية النفس فلا يأمن السّلب ومن جهة ألا يأمن الرياء، ومن جهة الأدب فلا يتشاغل عن الشكر

لله بالنظر إليها وذكرها للناس، ومن جهة أنه لا يأمن الحسد فيوقع غيره في المحذور، ويُستأنسُ له بقول يعقوب عليه السلام:

{قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك} الآية. وهذا هو الأولى في التوجيه. وبالله التوفيق.

 

الثانية: لا تهمل الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما استطعت إلى ذلك سبيلاً،

فإنها من صميم رسالتك في هذا الوجود، فوق كون هذا الأمر ثمرة النُّسك وتعظيم الأمر والنهي، وتركه مُؤذِنٌ

بجعل الطاعات والعبادات بلا طعم أو ثمرة، قال صلى الله عليه: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون

عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه فتدعونه فلا يستجاب لكم". رواه الترمذي بإسناد صحيح.

وما ثمرة صف الأقدام أمام رب يتجاوز الناس حرماته ويجاهرونه ويبارزونه بالمعصية وأنت لا تغضب له.

فإذا عجزت عن الدعوة إليه ودلالة الناس عليه وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر فاعتذر إلى الله عز وجل

بإلقاء النصيحة ولا عليك أن يتركها الناس {وإذا قالت أمة منهم لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا

قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون}.

 

الثالثة: لو كنت إمامًا أو خطيبًا أو داعيًا

فاجهد أن يكون لك دورٌ مع الناس في وصولهم إلى خالقهم ومليكهم، فالدلالة على الله مهنة الأنبياء والرسل،

وما إدخال الدال على الله محجوبًا عن الدخول مع الداخلين.

ثم لا تنس تشديد الحساب على نفسك في طاعاتها، حتى تنقّي بواطنك من والجات الهوى.

 

الرابعة: لو ضاع منك معظم الشهر

فلا تحرم نفسك الاجتهاد في باقيه، ولا يلقينّ الشيطان في قلبك اليأس

فتقعد عن الاجتهاد، فلا يبعد أن تُرى مع المشمّرين فيهبك الله لهم، فتسعد:

من لي بمثل سيرك المدلّلِ

تمشي الهُوينى وتجِي في الأوَّل

 

الخامسة: إذا لم يقع عليك الهمُّ من خوف الرد وعدم القبول،

فهو أمارة سوء. فمن صفات المتقين أنهم {يؤتون ما ءاتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} قال مالك بن دينار:

الخوف على العمل ألا يُتقبل أشد من العمل، وقال عطاء السليمي: الحذر: الاتقاء على العمل ألا يكون لله، وقال

عبد العزيز بن أبي روّاد:أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهمّ أُيقبل منهم أم لا؟ وقال

ابن رجب: كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر، فيقال له: إنه يوم فرح وسرور، فيقول: صدقتم،

ولكني عبد أمرني مولاي أن أعلم له عملاً فلا أدري أيقبله مني أم لا؟

روي عن علي رضي الله عنه أن كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنه؟

ومن هذا المحروم فنعزيه:

 

رحل الشـهرُ الهـَفاهُ وانصرمـا واختص بالفوز في الجنات من خدما

وأصبح الغافل المسكين منـكسرًا مثلي فيا ويحه يا عُظـم ما حُرمـا

من فاته الزرع في وقت البذار فما تراه يحصُـد إلا الهـم والندمـا

 

السادسة: لا تجزع من هول التبعات وضيق الأوقات بالعمل والدراسة ورعاية الأهل..

إلى آخر هذه المنظومة، وكذلك المرأة يَهُولنَّها ضخامة ما تقوم به من تربية الأولاد ورعاية البيت، فكل هذا

و إن تفاقم لا يمنع من القيام بواجب الخدمة للمعبود والبذل في هذا الشهر.

وسبب تحاشي أولئك أنهم متّكلون على قوتهم معتمدون على مهارتهم، هنا يُوكلون إلى ضعفهم وعورتهم.

أما صدق اللجأ إلى الله فهو كفيل يقبل قوانين الزمان والجهد والقوة، فيضحي اليوم مديدًا دون أن تشعر، وقوتك

التي كانت تخور أما الأحمال الثقال تراها عند الطاعات وثابة.

أما تعجب من الصحابة كيف يغزون وزادهم تمرات يمصونها فيُقِمن أصلابهم أمام أعدائهم.

بالله ثق وله أنب وبه استعن فإذا فعلت فأنت خيرُ معانٍ

 

السابعة: لا تُخلِ الأوقات من عمل نافع،

وقيدّ عندك البدائل حتى إذا ما داخلت نفسك السآمة من عمل كان عندك غيره ليشغلك.

ونقترح عليك هذا الجدول في رمضان:

1- تلاوة خمسة أجزاء على الأقل يوميًا.

2- التواجد في المسجد قبل الأذان لكل صلاة

استيفاء كل السنن الراتبة وغير الراتبة.

4- ا ستيفاء الخشوع في الفرائض والنوافل ومحاسبة النفس قبل الصلاة، وبعدها.

5- التراويح والتهجد ثلاث ساعات على الأقل كل ليلة، وإذا كنت تؤدي التراويح جماعة فاجعل لبيتك قسطًا من صلاة الليل.

6- دوام الذكر باللسان والقلب وخاصة أذكار الصباح والمساء.

7- دوام الدعاء والتضرع.

8- عدم إخلاء ساعة في يوم أو ليل في رمضان من نافلة خلا أوقات الكراهة.

9- الضحى في المسجد بعد الفجر.

10- الصدقة بمبلغ كل يوم.

 

فهذا المقترح- يا باغي الخير- أقل ما يمكن تصوره لمجتهدٍ في رمضان، وهو معدود على مذهب السلف (من المقصرين أو المفرطين)،

فاعلُ بهمتك وتزود من الطعات ما به تنال صك العتق من النار، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

 

الثامنة: الاستعداد لشهر رمضان والشوق له وبلوغ زمانه

ينبغي أن يسبق رمضان بأشهر عديدة، فيوطن نفسه على المعاني التي ذكرناها في الرسالة ويدرب جسده على

تمارين العزيمة التي تحدثنا عنها ويؤمل المغفرة والعتق فيه فيكون ممن أعد للشهر عدته.

قال ابن رجب: قال بعض السلف كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أخرى

أن يُتقَبَُل منهم.

ويقتضي هذا النقل عن السلف أنهم كانوا يدعون في رمضان أن يتقبل الله منهم أو يدعون بأن يبلغهم رمضان اللاحق،

وهذا من أجدر ما يأمله الإنسان من ربه أن يتقبل منه الطاعة وأن يوفقه إلى غيرها.

أيها السالك طريق الآخرة: ها نحن قد رددنا العجز إلى الصدر، وأكدنا لك المعنى بأسهل عبارة، فإن آنست مما ذكرناه

حافزًا لهمتك فدونك الميدان أثر نقعه وتوسّط جمعه. وإلا فتدبر قول الله عز وجل: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها

وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً. كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا. انظر كيف

فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً}.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

12-32.gif

 

مُحاضرتنا القيّمة والشيّقة لهذا اليوم :

 

بقي على رمضان ساعات .. فهل من توبة؟ للشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله ..

[real]https://download.media.islamway.net/lessons/yaqoob/Ramadan-Taoba.rm[/real]

 

للوصول إلى المحاضرة،، بالضغط هنا بارك الله فيكِ..

لا تتردّدن بالاستماع إليها فكنوزها كثيرة وثمينة :)

 

12-32.gif

 

نتمنّى منكنّ أخواتي الحبيبة الجديّة في مُتابعة حملتنا وحُسن التفاعل مع دروسها ،

فالمُبتغى أن نُتقن الاستعداد لاستقبال رمضان بالهمّة العالية على الطاعة والعبادة ..

 

ولنجعل هدفنا الأكــبر ..

تميّزنا وجديتنا في اغتنام رمضاننا هذا ، لعلّه يكون نقطة انطلاق لانتعاش حياتنا واستقرارها على طاعة اللــه ..

 

والله الموفق والهادي والمعين :)

 

12-32.gif

 

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

كم أشتااق لهذا الساحة

اللهم بلغنا رمضان

يا رب واللي بالي يكون متحقق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×