اذهبي الى المحتوى
أمي قرة عيني

~ أطفـال الشوارع إلى أين ؟! ~

المشاركات التي تم ترشيحها

post-4-1143804249.jpg

 

25861157635748.gif

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين,

 

نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

لقد سمعنا كثيرا عن ضياع الأبناء من شباب وفتيات, وسمعنا عن

 

قصصهم المحزنة, والحقيقة أنها مبكية وتتقطع نياط القلوب عند سماعها,

 

والأشدُّ من ذلك عندما تشاهدهم في الشوارع بلا مأوى, يتخبطون أمام

 

السيارات.

 

منهم من يمد يده طالباً المساعدة, ومنهم من يمسح السيارات من أجل أن

 

يأخذ المال القليل ليسد به جوعه, ومنهم من يسرق, ومنهم ....

 

فئات متعددة يستغلها ضعاف النفوس (من لا دين لهم) في تنفيذ خططهم,

 

فيعلمونهم السرقة, والتدخين, والقتل, والمخدرات, والدعارة, حتى

 

يصبحون من أفراد العصابة ومن ثم زعماء العصابة....

 

والله يعلم بمصيرهم ربما إلى القتل أو السجون والإصلاحيات

 

ولكن من المسئول عن تشردهم و ضياعهم ؟؟!

 

من المسئول عن انحرافهم؟!

 

من الذي وضعهم على هذا الطريق ليصلوا لتلك النهاية؟!

 

146591eacoje4lbe.gif

 

أرى أنّ المسئول الأول عن ذلك:

 

هي الأسرة لأنها البيئة التي ينشأ فيها الأبناء, والإسلام ركز عليها

 

وجعلها هي اللبنة الأولى في تربية الأبناء وتزويدهم بالحب والحنان

 

وتعويدهم على التعاون والتكافل, وتعليمهم الآداب الإسلامية وتعاليم

 

الدين.

 

والذي يُحْرَم من أسرته ينشأ غير طبيعي في كثير من جوانب حياته,

 

ولِمَ لا وقد فقد الحضن الدافئ ( الأم) و المعلم و القدوة الحسنة (الأب).

 

فإذا غاب الوالدان أو أحدهما عن حياة الأبناء لسبب أو لآخر فكيف

 

سيكون حالهم.

 

وفي أثر البيئة يقول الله تعالى: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ

 

وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآياتِ لِقَوْمٍ

 

يَشْكُرُونَ) [الأعراف:58].

 

ولهذا فإن وُضع الابن في بيئة صالحة يتطبع بالصلاح بسرعة، وإذا

 

وُضع في بيئة فاسدة يتطبع بالفساد – أيضًا – بسرعة فائقة.

 

146591eacoje4lbe.gif

 

وهناك أسباب متعددة لغياب الوالدان عن التربية وابتعادهم عن أبنائهم

 

منها:

 

1.انشغال الأم بالعمل خارج المنزل وإهمالها لدورها كأم داخله.

 

2.كثرة سفر الأب لحاجة أو لغير حاجة.

 

 

3.وجود الأم في المنزل ولكنها تعتمد على الخادمة في التربية, الخادمة التي

 

قد تكون من غير ملة ولا منهج ولا عقيدة ،بل تزرع في عقلهم عقيدتها الملحدة,

 

وتَفَرُغ الأم للخروج مع الصديقات, والسهرات, والنزهات.

 

ومثلها الأب قد ينشغل بأصدقائه وسهراته خارج المنزل أكثر من أبنائه.

 

وفي الحالات الثلاث الأولى ينعدم اهتمام الأم أو الأب بأبنائهم, وتنعدم

 

المراقبة, وتبدأ الفوضى والإهمال والعصيان, والتمرد.

 

فكيف سيهتمان (الأب والأم) وهما مشغولان بأنفسهم وبغيرهم؟!

 

بل كيف سيزرعان الأخلاق والقيم إذا عُدمت عندهم؟!

 

146591eacoje4lbe.gif

 

4 .المشاكل الأسرية التي تؤدي إلى الانفصال واستقلال كل واحد من

 

الأبوين بحياته الخاصة.

 

5.موت أحد الوالدين.

 

في الحالتين السابقتين سينتقل الأبناء للعيش مع الطرف الآخر( مع زوج الأم _ أو زوجة الأب)

 

أو الانتقال للجد الكبير المتعب أو الجدة.

 

فهل سيقومان ( الأم أو الأب ) بدورهما كما يجب مع وجود زوج أم يكره أبناءها أو زوجة أب تكره أبناءه؟؟!

 

وماذا سيفعل الجد والجدة الذين وصلا لمرحلة من العمر يحتاجان فيها إلى الراحة والهدوء ؟؟

 

هل سيكونان بمثابة الأم والأب في التربية والاهتمام أم فقط في مكانتهما؟؟

 

 

الحقيقة أن وجود الأبناء في أسرة مفككة أو جودهم مع الجد والجدة

 

يعطي نفس النتيجة ضياع وتشرد ؟

 

ولاسيما إذا اختلطت التربية بين الشدة واللين, وبين القسوة والدلال,

 

لأن الجد أو الجدة سيتصرفان بدافع الحب والعطف و الشفقة على الابن المحروم

 

فلا يقولان له (لا) في أي شيء, فينشأ الابن بلا شخصية, معتمدا على

 

غيره.

 

أو يشد أحدهما ويقسو عليه فيصبح منطوياً منعزلا,أو منحرفا شاذا.

 

 

146591eacoje4lbe.gif

 

ولا يعني أن الأسرة هي المسئول الأول أنه ليس هناك من هو مسئول

 

غيرها؛ بل على العكس هناك الكثير من الذين ساهموا في ضياع الأبناء

 

بشكل أو بآخر منهم:

 

المدرسة ( بيت الطفل الثاني )،وما فيها من بعض المعلمين الذين اتخذوا من مهنة التعليم كسبا للرزق فقط

 

وأصبحوا من أخطر الشخصيات تأثيرا على الأبناء بأفكارهم وأخلاقهم الغير سوية

 

 

الصحبة الفاسدة التي تصدَّه عن ذكر الله وتبعده عن الطريق القويم ، وتجعله في متاهات الضياع والأخلاق الفاسدة الهابطة.

 

يقول أبو حامد الغزالي: "وأصل تأديب الصبيان الحفظ من قرناء السوء",

 

فالقرين كثير التأثير على سلوك قرينه

 

فإذا قيِّض له قرين سوء أثر فيه سلبا لا محالة, وإن كان لا يريد انحرافاً,وعلى العكس من ذلك قرين الخير فإنه يؤثر بالخير.

 

وقال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً

 

خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولاً) [الفرقان:27-29].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"

 

.[رواه أبو داود].

 

الإعلام الفاسد وما يبثه من سوء ورذيلة.

 

المجتمع الذي يشاهد هذا الضياع ويسكت عنه فلا يأمر بالمعروف, ولا ينهى عن المنكر.

 

وبعد أن ألقينا الضوء على الأسباب, سنتعرض على مظاهر هذا الضياع:

 

خروج هؤلاء الأطفال إلى الشوارع لقضاء معظم الأوقات.

 

ضياع الأبناء وتعلّمهم العادات السيئة, والسلوك الخاطئ من التدخين, والمخدرات, والسرقة.

 

تعرضهم للمذلة, والهَوَان, وسؤال الناس,والاغتصاب,والقتل,والضرب, وغير ذلك.

 

عزوفهم عن الدراسة, ولا يجدون مجالاً للعمل الرسمي فيبيعون بطريقة غير رسمية عند الإشارات في الشوارع لحساب آخرين.

 

ربما ينضم بعضهم إلى عصابات الشوارع التي تعتمد على نشاطات إجرامية.

 

مجازاتهم لأهلهم بالعقوق وعدم البر, وما ذلك إلاّ لسوء التربية والإهمال.

 

 

مع ما يصاحب ذلك من الأمراض النفسية, والجسدية, والعاهات.

 

146591eacoje4lbe.gif

 

نُشر في صحيفة مصرية 12/9/2007

 

سألتُ عبد الحميد وليد حسن عن حياته في قرية الأمل، قال:

 

- بقالي 6 شهور في القرية وفي الشارع 5 سنين؟

 

لقد خرج عبد الحميد من البيت لأن الطلاق تمّ بين أبيه وأمه، يذهب للأم فيطرده زوجها يذهب للأب فيطرده شخصياً

 

ومات الأب فاستقر في الشارع.

 

ونُشر أيضاً:

خَرَجَتْ إلى الشارع واتخذته مأوى هربًا من زوج والدتها القاسي، و"أسفل أحد الكباري" اتخذت مسكنًا لها..

 

لم تكن تعلم أو حتى تتخيل أنه سيتم الاعتداء عليها في تلك الليلة وبهذا الشكل القاسي..

 

انهارت نفسيًّا ومرضت جسديًّا، بالإضافة إلى طفل أصبح يتحرك بين أحشائها،

 

صبرت على همها الثقيل لتضع طفلها الصغير وتربيه على أرصفة الطرقات.

 

 

كبر الابن وفي الثانية عشرة من عمره كانت الطامة الكبرى، اعتدوا عليه كما اعتدوا على والدته من قبل.

 

146591eacoje4lbe.gif

 

 

إلى متى هذه المآسي؟! وما الحلّ؟!

 

الحلّ يكمن في نقاط كالآتي:

 

أولا : في حالة وجود الوالدان :

 

• حُسْن اختيار الزوجة الصالحة والبحث عن ذات الدين لقوله صلى الله عليه وسلم:" اظفر بذات الدين تربت يداك".

 

 

* حُسن اختيار الزوج الصالح التقي لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه ،

 

فزوجوه ,إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"

 

• اهتمام الوالدين في غرس الأخلاق الإسلامية وتنمية الوازع الديني والحث على أداء الصلاة وتحفيظ القرآن.

 

• متابعة الوالدين لأبنائهم، والجلوس معهم ، ومصادقتهم، ويكون موقفهم وسط بين الشدة واللين،

 

ومحاسبتهم على أخطائهم ويقوِّمُهم، ويثني ويشكر أفعالهم الطيبة والصالحة .

 

 

• يسأل الوالدان عن أصحاب أبنائهم ويرونهم بأنفسهم, ويجلسون معهم ويتأكدون من صلاحهم وعدم فسادهم،

 

ويدخلون إلى غرفهم ويجالسونهم ويصارحونهم في كل مشكلاتهم ويفتحون صدورهم لهم ويعودهم الصدق

 

والصراحة, وخصوصا في حالة وجود مشكلة يمر بها الأبناء.

 

• ينبهونهم من المخاطر الموجودة في الشوارع, ومن أصحاب السوء, ويبينون خطرهم على الأخلاق, ويقصُّون لهم القصص على ذلك.

 

•الدعاء لهم بالصلاح و الهداية و الثبات على الدين والإسلام فدعاء الوالدين مستجاب. وأن يكونا لهم قدوة حسنة .

 

146591eacoje4lbe.gif

 

ثانياً: في حالة وجود أحد الوالدين .

 

يجب على الأم أو الأب إذا انفصلا أن يبحثا عن شريك الحياة الصالح الذي يعين الآخر على تربية أبناءه ,

 

وإلا فلا أفضل من أن تقضي الأم عمرها في تربية أبنائها التربية الصالحة دون زوج الأم.

 

أما إذا توفيت الأم فعلى الأب أيضاً أن يبحث عن الزوجة الصالحة التي تحب أولاده وتحسن إليهم, وإلا يبقى هو في تربيتهم.

 

146591eacoje4lbe.gif

 

ثالثاً: في حالة انتقال الأبناء للجد والجدة.

 

فلا أرى أفضل من الدعاء لهم بالصلاح والاستعانة بأهل الدين من أئمة المساجد والدعاة والمصلحون في نصح الأبناء

 

وتوفير النشاطات الدينية والأعمال الخيرية التي يشارك فيها الأبناء.

 

لأنني أتوقع أن الجد والجدة مهما حاولوا فسيظلون لا يستطيعون حيلة

 

لضعفهم وكبر سنهم.

 

146591eacoje4lbe.gif

 

رابعاً: في حالة عدم وجود الوالدان والجدان:

 

فهناك الكثير من دور الرعاية ودور الأيتام التي اهتمت بها الحكومات لتوفير المسكن

 

والملبس والغذاء والدواء والدراسة وغيرها من العناية

 

فهي أفضل بكثير من الشوارع.

 

وأخيراً أسأل الله أن لا يُرِي أبنائنا

 

ما رأيناه في الشوارع.

 

وأن يحفظهم وأبناء المسلمين.

 

anyaflower373.gif

 

 

</div>

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيراً على مشاركتك يا غالية

و نفع الله بكِ .

 

و مبارك عليكِ الفوز .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك حبيبتي امي قرة عيني

 

موضوعك مميز فعلا

 

سلمت يداك

 

مبروك عليك الفوز

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
**المعتزة بدينها** مشاركة بتاريخ اليوم, 06:38 PM

 

بارك الله فيك حبيبتي امي قرة عيني

 

موضوعك مميز فعلا

 

سلمت يداك

 

مبروك عليك الفوز

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أختي إيمان

 

بارك الله فيك وجزاكِ كل خير على تشجيعك لنا فالفضل لله أولا ثم لك أخيه

 

أختي المعتزة بدينها

 

أشكر لك مرورك الطيب

 

وأسعدتني كلماتك الجميلة

 

بارك الله فيكِ

 

 

أختي الوفاء والإخلاص

 

ما أجمل تواجدك في موضوعي

 

حقا سعدت بوجودك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×