اذهبي الى المحتوى
ملكة الجنان

ن نماذج السلوك الحضاري في الإسلام أدب الاستئذان (1) الشيخ محمد زحل

المشاركات التي تم ترشيحها

من نماذج السلوك الحضاري في الإسلام

أدب الاستئذان (1)

الشيخ محمد زحل

 

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29)

 

الآيات 27-28-29 من سورة النور

<h2 dir="rtl">مفردات النص:</h2> تستأنسوا: هو في اللغة بمعنى تستأذنوا كما قال الزجاج. و به قال أئمة التفسير، كما روي عن ابن عباس، و أصل الاستئناس في معناه الاشتقاقي: طلب الأنس بالشيء و هو سكون النفس و اطمئنان القلب و زوال الوحشة، و قد قال الشاعر:

 

عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى و صـوت إنسـان فكـدت أطـير

و ذهب بعض أهل اللغة إلى أن الاستئناس هو الاستعلام مأخوذ من آنس الشيء إذا أبصره ظاهرا مكشوفا، و منه قوله تعالى: ﴿ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا و معنى الآية – على هذا المنزع – «حتى تستعلموا أيريد أهلها أن تدخلوا أم لا» و في الكشاف لجار الله الزمخشري «هو من الاستئناس ضد الاستيحاش لأن الذي يطرق باب غيره لا يدري أيؤذن له أم لا فهو كالموحش فإذا أذن له يستأنس» و قال أبو جعفر الطبري أستاذ المفسرين: «و الصواب عندي أن الاستئناس: استفعال من الأنس و هو أن يستأذن أهل البيت في الدخول عليهم، و يؤذنهم أنه داخل عليهم فيأنس إلى إذنهم و يأنسوا إلى استئذانه».

 

على أهلها: المراد المقيمون في الدار سواء كانت ملكا أو إجارة أو إعارة و قد دل عليه قوله تعالى ﴿ غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ، قال الألوسي و المراد اختصاص السكنى أي غير بيوتكم التي تسكنوها. لأن كون الأجير و المعير منهيين كغيرهما عن الدخول بغير إذن دليل على عدم إرادة الاختصاص الملكي.

 

ذلكم خير لكم: الإشارة راجعة إلى الاستئذان و التسليم و أشير إليهما بلفظ الجمع تعظيما لأمرهما لكونهما من الأدب الرفيع.

 

لعلكم تذكرون: لعل هنا ليست على بابها المعهود لها و هو الرجاء و إنما هي هنا للتعليل و الإعداد و التهيئة و معنى السياق إن الله يعدكم بهذا الأدب لتكونوا من أهل الذكرى و العبرة الذين ينتفعون بالمواعظ و التوجيهات الربانية «و تذكرون» مضارع حذفت إحدى تائيه تخفيفا.

 

أزكى لكم: أطهر و أكرم لنفوسكم و أدعى إلى عذر إخوانكم و ادفع للحرج عنكم الذي يحصل بالإلحاح على طلب الإذن و مناداة أهل البيت من وراء الحجرات.

 

 

 

<h2 dir="rtl">سبب النزول:</h2> روي في سبب نزول هذه الآية أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله: «إني أكون في بيتي على الحالة التي لا أحب أن يراني عليها أحد لا والد و لا ولد، فيأتيني آت فيدخل علي فكيف أصنع؟ فنزلت الآية الكريمة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ رواه الفريابي من طريق عدي بن ثابت و ذكره الطبري و الألوسي.

 

و روى ابن أبي حاتم عن مقاتل أنه لما نزل قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ قال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله: فكيف بتجار قريش الذين يختلفون من مكة و المدينة و الشام و بيت المقدس و لهم بيوت معلومة على الطريق. فكيف يستأذنون و يسلمون و ليس فيها سكان؟ فرخص سبحانه في ذلك فأنزل قوله تعالى: ﴿ لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴾ ذكره الألوسي في روح المعاني ص. 137 – ج 18.

 

 

 

<h2 dir="rtl">مناسبة هذه الآيات لما سبقها في سياق السورة:</h2> لما بينت السورة في مطلعها شناعة الزنى و قبحه و ضرره على الأفراد و الجماعات و عقوبته و ما يستحق مرتكبه من العذاب، و كان النظر و الخلوة و التبرج و اختلاس النظر إلى العورات المخابرة بين الرجال و النساء على طريق التصرفات المريبة كالأصوات المائعة و الضحكات الخليعة و التهجم على الناس و مفاجأتهم في بيوتهم من غير إذن هو القنطرة التي يعبر عليها إلى شاطئ الفاحشة و الرذيلة، و هتك الأعراض و استباحة الحرمات، فإن الإسلام حمى حماه و أقام سدودا حصينة، و حواجز منيعة حول حرمات الله بتشريع تدابير وقائية، تعصم الناس إن هم استمسكوا بها من اقتحام حدود الله و كان من بين هذه التدابير الوقائية آداب الاستئذان الراقية التي تدل على درجة عالية في سلم المثل و القيم الحضارية الإسلامية. و هذا وجه الارتباط بين آيات الاستئذان و ما سبقها من الآيات في سورة النور.

 

 

 

<h2 dir="rtl">تفسير آيات الاستئذان:</h2> و الآن و قد فهمنا بعض مدلولات الألفاظ و ألممنا بسبب النزول، و أدركنا وجه الارتباط بين الآيات و ما سبقها في سياق السورة، لم يبق إلا أن نباشر تفصيل المعاني مباشرة شاملة للموضوع محيطة إن شاء الله بجميع جوانبه جارين فيه على السَّنن الآتي:

 

 

 

<h2 dir="rtl">الاستئذان ثلاثا هو السنة:</h2> مضت السنة على أن يستأذن الزائر ثلاث مرات فإن أذن له و إلا رجع لما ثبت في الصحيح «أن أبا موسى الأشعري استأذن على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ثلاثا، فلما لم يؤذن له، انصرف، ثم قال عمر ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس – يعني أبا موسى – يستأذن؟ ائذنوا له، فطلبوه فوجدوه قد ذهب، فلما جاء بعد ذلك قال: ما أرجعك؟ قال: إني استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي، و إني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: «إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فلينصرف» فقال عمر: «لتأتيني على هذا بينة و إلا أوجعتك ضربا» فذهب إلى ملإ من الأنصار فذكر لهم ما قال عمر، فقالوا: لا يشهد لك إلا أصغرنا، فقام معه أبو سعيد الخدري فأخبر عمر بذلك، فقال: ألهاني عنه الصفق بالأسواق» متفق عليه.

 

و في هذا الحديث فوائد: سنة الاستئذان ثلاثا: جواز تأخير الإذن مع سماع استئذان الزائر لشغل هام أو لمصلحة مرعية فإن عمر سمع أبا موسى فلم يأذن له فلما فرغ قال ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس يستأذن. وجوب التثبت من الخبر إذا كان يتعلق بالدين و لو كان المخبر ثقة، فإن عمر لم يكن يتهم أبا موسى و قد ولاه القضاء، و لكن خشي أن يتجرأ الناس على الحديث فيفشو الكذب على النبي صلى الله عليه و سلم ، و تلك أكبر كارثة، أن يصاب الناس في دينهم، و لذلك طلب منه البينة، و الفائدة الرابعة مما تضمنه الحديث علم الأنصار و فضلهم و حرصهم على الحديث ألم تلاحظ قولهم لآبي موسى: «لا يشهد لك إلا أصغرنا» و الفائدة الخامسة مكانة أبي سعيد في العلم حيث اهتم به و هو صغير، و شهد له بذلك أفاضل الأنصار و قدموه. و الفائدة السادس تواضع عمر حيث اعتذر عن خفاء الحديث عليه بقوله «ألهاني عنه الصفق بالأسواق» يقصد أن التجارة شغلته عن ملازمة الرسول صلى الله عليه و سلم و الاستفادة منه، و قد علمت الدنيا مكانة عمر من نبي الله و ملازمته له، و لكنه فضل السلف الصالح يحملهم على هضم نفوسهم و التنقيص منها ليزدادوا بذلك رفعة عند ربهم.

 

 

 

<h2 dir="rtl">استئذان النبي صلى الله عليه و سلم على سعد بن عبادة:</h2> و يشهد لحديث أبي موسى في تشريع الاستئذان و سنية التثليث فيه قبل الانصراف ما رواه الإمام أحمد في المسند بسنده عن ثابت البناني عن أنس أو غيره أن النبي صلى الله عليه و سلم استأذن على سعد بن عبادة فقال: «السلام عليك و رحمة الله» فقال سعد: «و عليك السلام و رحمة الله» و لم يسمع النبي صلى الله عليه و سلم حتى سلم ثلاثا و رد عليه سعد ثلاثا و لم يسمعه – تعمد سعد الإسرار برد السلام – فرجع النبي صلى الله عليه و سلم فاتبعه سعد فقال: يا رسول الله بأبي أنت و أمي ما سلمت تسليمة إلا و هي بأذني، و لقد رددت عليك و لم أسمعك و أردت أن استكثر من سلامك و من البركة ثم أدخله البيت فقرب إليه زبيبا، فأكل نبي الله فلما فرغ قال: «أكل طعامكم الأبرار، و صلت عليكم الملائكة و أفطر عندكم الصائمون»

 

 

 

<h2 dir="rtl">ما تضمنه هذا الحديث من الفوائد:</h2> و في الحديث فوائد عديدة منها: الأولى: تأكيد الحكم السابق و هو أن الاستئذان ينبغي أن يتكرر ثلاث مرات فإن لم يؤذن له رجع، فالراوية السابقة بينت ذلك من قوله صلى الله عليه و سلم و هذه الرواية أكدته من فعله صلى الله عليه و سلم . الثانية: أن الاستئذان حكم عام لا يتميز فيه فاضل عن مفضول، و لا يسقطه علو المكانة، و لا عظيم الجاه و المنزلة فهذا خير البرية صلى الله عليه و سلم و قد شرعه للمسلمين قولا و عملا. الثالثة استحباب تعهد الرجل الفاضل و الداعية الموفق أصحابه و السؤال عنهم و زيارتهم في بيوتهم حتى يستشعروا الاهتمام بهم و تتعمق أواصر المحبة فيما بينه و بينهم. الرابعة: التعرض لدعوا الصالحين و بركاتهم و اغتنام نفحات الخير التي يجريها الله على أيديهم فقد رأيت كيف كان سعد بن عبادة رضي الله عنه و هو من سادات الأنصار يرد السلام على النبي صلى الله عليه و سلم سرا و لا يسمعه حتى يتكرر ذلك منه فيحظى بدعواته المجابة، و لقد بين سعد حرصه على ذلك حين قال للرسول صلوات الله و سلامه عليه: «بأبي أنت و أمي ما سلمت تسليمة إلا و هي بأذني، و لقد رددت عليك و لم أسمعك و أردت أن أستكثر من سلامك و من البركة». الخامسة: تعجيل القرى للزائر على سبيل الحفاوة و الإكرام بحيث يقدم له الموجود في البيت ريثما يهيأ غيره إن كان، فقد كانوا إذا اجتمعوا لا يفترقون إلا على ذواق و هذا من جملة المسائل السبع التي ندب الشارع إلى المبادرة بها و عدم تأخيرها و هي تعجيل القرى فور نزول الضيف، و المبادرة إلى التوبة عقب الزلل، و الإسراع بدفن الميت و تشييعه، و أداء الصلاة في أول الوقت و تزويج البكر إذا بلغت، و تسديد الدين عند حلول أجله، و إجابة داعي الجهاد أول ما يعلن عن النفير، و قد جمعها بعضهم في قوله:

 

عَجِّلْ بِتَوْبَةٍ قِرىً وَالدَّفْنِ بِكْرٍ جِهَادٍ مَعْ صَلاَةٍ دَيْنِ

الفائدة السادسة: الدعاء للمزور بدعوات الخير و أحسنها ما جاءت به الرواية عن المعصوم: "أكل طعامكم الأبرار، و أفطر عندكم الصائمون و صلت عليكم الملائكة» و في رواية أخرى عند النسائي و أبي داوود «اللهم اجعل صلاتك و رحمتك على آل سعد بن عبادة»

 

 

 

<h2 dir="rtl">الصيغة الشرعية للاستئذان:</h2> اختلف العلماء في أيهما يقدم الاستئذان أو السلام؟ و الراجح أنه يبدأ بالسلام فيعقبه بالاستئذان، لأن الروايات جاءت بكيفية الاستئذان و بيانه بيانا شافيا، فلم تترك مجالا للخلاف و التردد فيه لما رواه أبو داود من حديث ربعي بن حراش قال: أتى رجل من بني عامر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو في بيته؛ فقال: أألج؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم لخادمه: اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له: «قل السلام عليكم أأدخل؟» فسمعه الرجل فقال «السلام عليكم أأدخل» فأذن له النبي صلى الله عليه و سلم فدخل. و مما يدل على أرجحية تقديم السلام على الاستئذان أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يقبلون أدنى تغيير في الصيغة مما يشعر أنها كانت عندهم من المسلمات المعلومة بالضرورة، و من ثم تحروا فيها القدوة و لزوم الإتباع، فقد روى الترمذي عن مجاهد قال: «جاء ابن عمر من حاجة و قد آذاه الرمضاء فأتى فسطاط امرأة من قريش فقال السلام عليكم أأدخل قالت: «ادخل بسلام» فأعاد فأعادت و هو يراوح بين قدميه.قال: قولي ادخل، فدخل» فتأمل كيف صبر ابن عمر على الرمضاء و هو يراوح بين قدميه و المرأة تقول: «ادخل بسلام» و هو يأبى الدخول حتى تستعمل صيغة الإذن المأثورة، فلما لم تهتد إليها علمها كيف تقول، فرضي الله عنه كما حرص على السنة.

 

 

 

<h2 dir="rtl">كيف يجيب المستأذن إذا استفسر عن ماهيته من قبل أهل البيت:</h2> إذا استأذن المسلم على أهل بيت ما و سألوه عن ماهيته بقولهم: من؟ فينبغي أن لا يجيب بلفظ «أنا» لأن هذه اللفظة مبهمة، لا تدل على معين يميز فيؤذن له لما أخرجه الجماعة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «أتيت النبي صلى الله عليه و سلم في دين كان على أبي فدققت الباب فقال: من ذا؟ فقلت «أنا" قال: «أنا، أنا» – كأنه كرهه –» قال الحافظ ابن كثير «وإنما كره ذلك، لأنه هذه اللفظة لا يعرف صاحبها حتى يفصح باسمه أو كنيته التي هو مشهور بها، و إلا فكل أحد يعبر عن نفسه «بأنا» فلا يحصل بها المقصود من الاستئذان الذي هو الاستئناس المأمور به في الآية» أقول: «و تفسير الاستئناس بالاستئذان هو الثابت عن ابن عباس و غيره، حيث روي عن ابن عباس أنه كان يقرأ الآية: ﴿ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا و هناك رواية عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان يقرأ بها.

 

 

 

<h2 dir="rtl">إنما الاستئذان من النظر:</h2> و من تمام أدب الاستئذان أن لا يقف المستأذن تلقاء الباب بوجهه بل يجعل الباب عن يمينه أو يساره سواء كان مفتوحا أو مغلقا إذ ربما فتحوا ظانين أن الطارق أو المستأذن من أهل البيت فتقع عيناه على بعض ما يرغبون في إخفائه فيتأذون بذلك، و تضيع الفائدة من الاستئذان إذ يصبح نوعا من العبث، و لذلك أخرج الإمام أبو داود من حديث عبد الله بن بشر قال: «كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، و يقول: السلام عليكم، السلام عليكم و ذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور» و هذا الحديث و إن انفرد به أبو داود كما قال الحافظ ابن كثير، فإن شاهدا من طريق الأعمش عن طلحة عن هزيل – عند أبي داود نفسه – قال «جاء رجل فوقف على باب النبي صلى الله عليه و سلم يستأذن، فقام على الباب، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : هكذا عنك – أو هكذا – فإنما الاستئذان من النظر» و معناه: لا تواجه الباب بل قف عن يمينه أو عن يساره لأنك إن واجهته، وقعت عيناك على عورات الناس، و ما لا يحبون أن تطلع عليه، فيتضايقون من ذلك و يقع المحظور شرعا و تبطل الحكمة من الاستئذان الذي إنما أوجبه الشرع حفاظا على أسرار الناس، و حماية لعوراتهم و ذلك ما نبه إليه المعصوم، صلوات الله و سلامه عليه بقوله: «إنما الاستئذان من النظر». و قد أباح الشرع تأديب من كانت الصفاقة خلقه، و الوقاحة شعاره، فاتخذ انتهاك حرمات البيوت ديدنا و عادة، كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه و سلم قال: «لو أن امرأ اطلع بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك من جناح».

 

 

 

مجلة الفرقان العدد 8 / السنة الثالثة / (رجب- شعبان) 1407 ﮬ / ( مارس – أبريل) 1987م

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

 

بارك الله فيك ِ أختي الحبيبة ونفع بك ِ

أدب يتميز الشخص فيه بحيائه فحبذا لو نطبقه .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×