اذهبي الى المحتوى
أحلام وردية

الرجل ذو اللحيه السوداء..!

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

بانتظار الجزء القادم = )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الله يوفقك ويعينك وييسر لك امرك كله انه ولى ذلك والقادر عليه ..

 

متابعه ؛

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الحبيبات

 

*مجدولين* و هدايات

 

وفيكِن بارك الله يا غاليات

وتسعدني متابعتكن :)

 

الحبيبة

 

اللجين اللامع

 

الجزء القادم أتي ^_*

 

الحبيبة

 

حفصة 50

 

اللهم آميــــــــــــــــن جزاكِ الله خيرًا

تم تعديل بواسطة أحلام وردية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

 

الرجل ذو اللحية السوداء ( 17 )

 

استغرقت ساره بعض الوقت حتى استفاقت من الصدمه الهائله واستطاعت ان تحرك جسدها بصعوبه وترتمى على جسد على وهى تصرخ بلوعه : على,على

حاولت ان تدير جسده الثقيل لترقده على ظهره لتحاول اسعافه بأى طريقه ,لكن عضلاتها لم تقدر , وبينما هى تحاول باستماته أتاها صوت من تحتها يقول : هل أفزعتك؟

تسمرت فى مكانها وهى ترى جسده يتحرك ببطء ويعتدل جالسا على الأرض ويخلع عنه القميص المغرق بالدماء ومشبوك به مقبض السكين الخادع ويلقيه بعيدا

برغم أن الأمر كله كان مجرد مقلب جديد من مقالبه السيئه , لكنه لم يضحك كعادته بل أخذ ينظر فى عينيها ووجهه متجمد تماما خالى من أى تعبير

حدقت به دقائق كثيره وهى عاقده حاجبيها بشده والدموع تتجمع فى عينيها ببطء حتى امتلأتا عن آخرهما وانسكبتا على خديها الملتهبتين بنيران الغضب

فجأه تفجر غضبها عنيفا فى وجهه وارتكزت على ركبتيها وأخذت تسبه صارخه وهى تضربه بقبضتيها فى وجهه وصدره بكل قوتها وهو ساكن لا يتحرك ولا يتقى ضرباتها,حتى أصابها الإعياء من فرط ما ضربته , وتحول سبابها وصراخها الغاضب الى بكاء ونحيب عنيف وخرت جالسه على الأرض خائرة القوى وهى تتمسك بتلابيبه وهو يمسح على شعرها ويحاول أن يهدئ من روعها , وبعد نصف ساعة كامله بدأت تتماسك أخيرا وسألته من بين دموعها : لم فعلت بى ذلك؟

قال بلهجة ينضح الأسف والندم منها : أخطأت ..أخطأت سامحينى,

هز رأسه بأسف وهو يكمل : أظن أن بداخلى طفل طائش مجنون,

لا أعرف كيف صور لى الشيطان رغبه مجنونه لأكتشف هل تحبيننى حقا ؟ وهل ستحزنى لموتى؟

جذبته من ملابسه بغل وضغطت أسنانها بقوه والدموع تغرق وجهها وهى تقول بغضب شديد : اياك أن تفكر لحظة واحده أنك يمكن أن تتركنى وحيده فى هذا العالم وترحل , حتى الموت لن يجعلك تهرب منى ,سأذهب وراءك الى الجحيم , لن تفلت منى أبدا

تركها تفرغ غضبها وألمها حتى هدأت قليلا ثم قال بجديه مغلفه بالحنان : ساره , لا تتمنى أبدا الذهاب الى الجحيم , فالأحبة لا يلتقون أبدا فى الجحيم , هناك , لا يوجد سوى العذاب , فقط العذاب

تنهد بعمق وقال : اذا ما شعرت يوما بالوحدة والخوف , فتذكرى أن هناك رب موجود لا يضل ولا ينسى, ليس لنا سواه لنلجأ اليه فى الخوف والكربات, من يعرفه حقا لا يحزن ولا ييأس أبدا

هدأت وهى تنظر فى عينيه وتستمع لكلماته ,وعندما انتهى قالت برجاء : على , عدنى أنك لن تتركنى وحيده

ابتسم ابتسامة صغيرة حنون وقال : لا يمكن أن أتركك وحيدة أبدا , وهذا هو الدليل على ما أقول

أخرج من جيبه ظرف سميك وأعطاها اياه , فأمسكت به بدهشه وفتحته وأخرجت منه تذكرتى سفر الى أمريكا

قال : سنسافر معا , فلم يعد بامكانى الإبتعاد عنكى

رفعت وجهها اليه ببطء وظلت تحدق فيه بذهول لدقائق وفى عينيها نظره غريبه , بدأت رأسها تدور وتدور وسقطت التذاكر من يدها, فجأه نهضت بسرعه وجرت الى الحمام وفى طريقها داست التذاكر وبمجرد أن دخلت الحمام أفرغت مافى جوفها

لحق بها على بسرعه وأمسك بكتفيها حتى لا تسقط أرضا وهو يقول بقلق بالغ : ساره ,هل انت بخير؟..هل , هل أستدعى الطبيب؟

هزت رأسها نفيا وهى تلهث بشده, غسلت وجهها وذهبت الى غرفتها وهى تستند الى ذراعه, ورقدت على سريرها باعياء, وبمجرد أن جلس بجوارها ,أدارت له ظهرها بغضب وبدأت تنتابها رعشة واضحه فقال بحنان : انت ترتجفين

أحضر بطانيه ثقيله من خزانة الملابس ولفها حولها جيدا ,ثم وضع يده على جبينها ليعرف ان كانت مريضه

دفعت يده بعنف وهى تقول بغضب : دعنى ,أريد أن أنام

تركها وانسحب من الحجره باستسلام بعد أن عجز تماما عن اصلاح الموقف

.................................................. ......

فى بعض الأحيان أراك مخيفا بحق ,لم فعلت ذلك؟

سأله مصطفى وهو يجلس شاردا على الأريكه فى الشقه التى التقاه فيها أخيرا

قال على بحزن : لو عشت عمرا آخر أحاول أن أجيب على هذا السؤال , ما استطعت

هل كنت أريد التأكد من مشاعرها؟ هل كنت اريد الإنتقام منها ؟

هل كنت أريد أن أرى ذلك التعبير على وجهها وأسمع منها ما قالته؟ لا أدرى ..كل ما أعرفه هو أننى لو لم أترك تنين الغضب ينفث بعضا من نيرانه , فسوف يحرقنى ويحرقها معى , للأسف لم أجد وسيله أخرى أعبر بها عن غضبى , كما أن أخلاقى لا تسمح لى بايذائها

قال مصطفى بتهكم مرير : هل انت متأكد أنك لم تؤذيها حقا؟

زفر على بضيق شديد ونهض من مكانه ووقف أمام النافذه وعيناه شاردتان وهو يقول بأسى : عندما كنت صغيرا , كان غضبى لا يحتمل , وكلما أغضبنى أبى أو عاقبنى كنت أتفنن فى مضايقته واخراجه عن شعوره بكافة الوسائل الخبيثه , لدرجة أنه كان يضربنى حتى يتعب وتؤلمه يداه , وكانت أقصى حالات سعادتى وأنا أراه يتقطع من الغيظ , وبعد أن كبرت , أدركت اننى أودى بنفسى للهلاك , وأن كل ندم وأسف العالم لايساوى نظرة غضب واحده من عينيه ,وحتى الآِن أتساءل ,هل سيغفر لى الله عقوقى له؟

زفر بحزن كبير والتفت الى مصطفى وقال بسخريه مريره : يبدو أننى اشتقت مجددا لذلك الشعور بالنشوة الزائفه

ولكن بعد كل تلك السنوات اختفت النشوة وحل محلها الألم,فكلما آلمتها , أحرقتنى دموعها ,لم أشعر فى حياتى كلها بمثل هذا الضعف أمام أى انسان ,

فى أحيان كثيره ينتابنى شعور أنها بريئه ولا تعلم شئ , وفى أحيان أخرى أشفق عليها وألتمس لها ألف عذر وعذر ,فقد كانت هناك بينهم وحيده وصغيره للغايه بلا أحد يحميها أو يرشدها

اعتصر عينيه بألم بالغ وقال بأسى : لو رأيت منظرها وهى تتألم وتعانى من الإدمان ,لأدركت ما أعانيه

مصطفى بتفهم : لهذا وافقت أخيرا أن تتعاون معى وتخوض التجربه بكل ما فيها, كنت متأكد تماما انك ستوافق ان عاجلا او آجلا ,فأنت من النوع الذى يستحيل عليه ان يفرط فى واجباته ومسؤلياته

زفر على بضيق وأسند جبينه الى النافذه وقال : أريدها أن تخرج من ذلك المستنقع بلا خسائر أخرى , والأهم , أريد أن أتأكد ان كانت بريئه حقا أم لا

أريد أن أنهى هذا الأمر بأى ثمن,فلم يعد الهروب يجدى نفعا

أغلق عينيه بألم وهو يكمل : وكأن قدرى يلاحقنى كل تلك السنوات لأضطر فى النهايه أن أقبل مرغما بالعمل معك

ترك النافذه وأخذ يدور فى المكان وهو يقول : أحيانا كثيره تنتابنى رغبة مجنونه فى فض الأمر برمته والتخلى عن كل ذلك الألم , فلم يكن هذا هو البيت الذى حلمت دوما أن أبنيه , ولا تلك الحياة التى تمنيت أن أحياها

ضحك ضحكه قصيره تمتلئ بالمراره وقال بألم : لن تتخيل ابدا كيف أصبحت الحياة بيننا , وكأننا نقف متقابلين على حافة بركان ثائر ,ِننظر لبعضنا البعض , وكأن كل منا يعرف ما يخبئه اِِِِِِِِِِِلآخر

ويقف متجمدا لايستطيع الحراك ولا الكلام أو حتى الهمس والا انهار البيت بأكمله الى قاع البركان

مازال كل منا يتمسك بالشعرة الوحيده الباقيه بيننا يراقبها بكل أعصابه حتى لا تنقطع ويفقد كل شئ

زفر مصطفى بضيق وقال : كف عن الضغط عليها فيبدو أنها تعانى بالفعل , حاول ان تعود الى سابق عهدك معها..فمن المفترض انك تجاوزت الأزمة الإقتصاديه التى كادت تقضى على شركتك بفضلها

قال على بسخرية : أتظن ان بمقدورى العودة الى ماكنت عليه قبل ان أقابلك؟

مصطفى بهدوء : حاول, وان لم تستطع , فحاول أن تتظاهر قدر ماتستطيع... لا أريدها أن تشعر بشئ , انفعالك وغضبك يمكن ان يودى بالعملية كلها,فحاول ان تحتفظ بهدوءك

تذكر اننى اعتمد عليك تماما

امنحها الثقه والأمان , فيجب أن تظل قويه ومتماسكه حتى تستطيع مواجهتهم وحدها

نظر اليه على وقال بهدوء : ومن قال أنها ستكون وحدها؟

ضاقت عينا مصطفى وقال بتحفز : ماذا تعنى؟

قال على بلهجة تأكيد : ِِِِِأعنى أننى حجزت تذكرتين,وسأسافر معها

نهض مصطفى من مكانه واقترب منه وقال بغضب : ألن تكف عن عنادك والتصرف برأسك؟ لماذا لم تخبرنى قبل ان تفعل ذلك؟

قال على بهدوء مستفز : أولا أنا أتصرف كزوج يعرف حقوقه وواجباته جيدا

ثانيا أِنا لا أِتقبل الأِوامر منك ِِأو من غيرك , خاصة لو تعارضت مع مبادئى , يجب أِن تكون ممتنا ِِِِلأنها أِخيرا ستسافر كما كنت تريد

صرخ مصطفى بحده : خطأ, وجودك هناك خطأ كبير, سيفسد العمليه بأكملها

على بسخريه : وكيف كنت تريدنى ان اتصرف اذا؟

مصطفى بحده : فى لقاءنا الأخير كنت متأكد أنك فى النهايه ستدعها تسافر,ولكنى لم أتوقع ان تسافر معها,كنت أظنك ستتصرف بطريقة مختلفه

قال على بتهكم لاذع : أن أطلقها مثلا !!!

لست أنا من يهرب من مسؤليته ويختار الطريق الأسهل وراحة البال

قال مصطفى بغضب : لا يمكننى ان أوافق على سفرك معها

فالموقف لا يحتمل غيرتك وجنونك

قال على بتحدى : ومن ينتظر موافقتك؟ لقد حجزت تذكرتين من مالها الذى منحتنى اياه وهى تعلم بذلك , فإما أن نسافر معا , أو لن تسافر هى أبدا

........................................

جلست ساره الى المائده التى ملأتها بطعام الغداء تنتظر على الذى عاد من عمله ودخل الحمام

جلست شارده حزينه نظراتها خاويه وخدها يستند الى كفها وعندما طالت غيبته عن المعتاد نادته بلا حماس : على , الطعام سيبرد

سمعت باب الحمام يفتح فجأه ,فالتفتت خلفها وعندما رأته عقدت حاجبيها بشده وظهر على وجهها الذهول ونهضت من مكانها ببطء وهى تتأمله من فوقه الى تحته , كان واقف عند باب الحمام مستندا بكفيه الى قوائم الباب وذراعيه مفرودتان وساقيه مفتوحتان , وهو يرتدى زى رعاة البقر الأمريكيه القديمه بالقبعه المميزه والصديرى وغطاء البنطال وحزام المسدسات والحبل المعلق فى خصره مما منحته مظهرا يشبه بطل من ابطال أفلام رعاة البقر القديمه

تقدم منها بخطوات بطيئه ويديه فى خاصرته , ثم سحب المسدسين المعلقين فى حزامه ولفهما على سبابتيه كما يفعل ممثلى السينما ,ثم أعادهما الى مكانهما ورفع القبعه قليلا وقال وهو يبتسم بسخريه : أصبحت مستعدا الآن للسفر الى أمريكا...ما رأيك؟

مطت شفتيها وهزت رأسها ببطء وقالت : سخيف...سخيف للغايه

تأملته مجددا وبدأت ترتسم على شفتيها ابتسامه سرعان ما تحولت الى ضحكات فاقتربت منه وأمسكت الحبل المعلق فى حزامه وهى تقول : أتريد أن تسافر معى بتلك الملابس !!

قال ممثلا البراءه : ماذا ؟ الا تعجبك؟

قالت ضاحكه : سيظن الجميع هناك اننا نمثل فيلما عن الغرب الامريكى القديم

قال متبسما : التمثيل اربح كثيرا من الهندسه ..وربما رآنى أحد منتجى هوليوود واعطانى دور البطوله فى فيلم..وعندها سآخذ اجرى بالملايين

قالت وهى تنظر فى عينيه وابتسامتها تخفت : عندها ستفقد على للأبد..وستصبح شخصا آخر

تقوس فمه الى الأسفل وقال بأسى تمثيلى : حسنا , سأذهب لأستعيد على وأعود سريعا ...فقط أرجو أن يكون موجود

ضحكت كثيرا ثم جلست تنتظره حتى اتى اخيرا وجلس الى المائده وقد استعاد مظهره الطبيعى

قالت متساءله وهى تتناول طعامها :هذه الملابس غاليه ..أليس كذلك؟

قال بلا مبالاه: ليس كثيرا

نظرت اليه باستغراب وقالت: أتصرف المال الذى جنيته بالعمل والشقاء من اجل ان تضحك الناس؟

نظر فى عينيها وقال بعمق : ليس كل الناس ..فقط من احبهم

مست العباره شغاف قلبها فتوقفت عن تناول الطعام وتأملته قائله بهدوء: ولكن الضحكات لاتدوم سوى دقائق معدوده

قال بصوت عميق وهو ينظر فى عينيها : قد تدوم الضحكه على الشفاه بضع دقائق..ولكن يبقى اثرها فى القلوب مادامت الحياه

احمر خداها بشده وظهر فى عينيها انفعال شديد وقالت بصوت مختلف : فى امريكا ..لا يفعلون هذا الا من اجل جنى المال ..أما انت فلديك فلسفه غريبه جدا فى الحياه

قال : نعم ..فلسفة الإرهابيين المتمردين العدوانيين السيكوباتيين ..أصحاب اللحى السوداء

انطلقت تضحك من كل قلبها وشاركها الضحك

هز كتفيه وقال : لاتنخدعى بالمظاهر فلا يمكننى شراء مثل هذا الزى

قالت بدهشه : أعلم ذلك فهو غالى الثمن ..ولكن من أين أتيت به؟

قال بهدوء : أحد أصدقائى يمتلك محلا لبيع الهدايا ولعب الأطفال والزينات والمقالب...استأجرته منه

هزت رأسها وقالت ببساطه : نعم ..هذا هو على

ترك الطعام ونظر اليها وقال بهدوء : من يدرى, قد تتذكرينى يوما فتبتسمين وتقولين لنفسك هذا الرجل ذو اللحية السوداء كان دائما يضحكنى

تلاشت ابتسامتها ببطء وحل محلها التجهم ثم دفعت طبقها بغضب فأراقت بعضا منه على المائده وتركته ودخلت غرفتها بغضب واضح

تبعها بدهشه وهو يناديها فلا تجيبه

ارتمت على الفراش ووضعت خدها على الوساده وبدأت تبكى

غمرته الدهشه للحظات من تصرفها الغريب ,ثم جلس بجوارها وأسند رأسه الى ظهر السرير وزفر بضيق وهو ينظر الى السقف ويقول بهدوء : أصبحت دموعك قريبه للغايه ..أقرب حتى من غضبك..يبدو اننى فقدت مهارتى فى اضحاكك,وأصبحت مملا وسخيف للغايه

نظر اليها وهى تبكى وقال برجاء : كفى يا ساره فدموعك تقتلنى

قالت من بين دموعها : أنت تتعمد ايذائى

قال بصدق خالص : لا والله , بل أردت أن...

صمت قليلا ثم زفر بضيق وقال : اخبرينى ما الذى يرضيك وانا افعله على الفور...فقط لا أريد أن أراك حزينه

التفتت تنظراليه ثم نهضت جالسه وقالت بتردد : ما رأيك ان نلغى فكرة السفر ونبقى هنا؟

عقد حاجبيه بدهشه وقال : ولكنى أفعل كل هذا من أجلك , و ماذا عن عملك ؟هل تريدين ان ..

قاطعته برجاء : يمكننى أن آخذ بنصيحتك وابحث عن عمل فى أى مكان آخر..حتى لو كان معلمه لغات فى مدرسة أطفال

تأملها بدهشه عظيمه وصمت تماما لا يدرى ماذا يقول

انتفضت بفزع على صوت رنين هاتفها المحمول وتجمدت تماما فى مكانها , فقط أخذت تنقل بصرها بحيره شديده بين على وبين الهاتف الموضوع على المكتب

أخذ الهاتف يرن لمده طويله وهى لا تتحرك حتى قال على : ألن تردى؟

استسلمت أخيرا ونهضت من مكانها ببطء واتجهت الى المكتب وتناولت الهاتف بتردد كبير وعندما رأت رقم المتصل لم تجيب ..بل انتابتها رغبه عارمه فى القاء الهاتف من النافذه

انتفضت على صوت على من خلفها يقول : ردى

فتحت الهاتف اخيرا وقالت بكلمات مغتصبه : نعم جيف ..

أنا بخير........

نزلت عيناها الى التذاكر الموضوعه أمامها على المكتب وظهر على وجهها الألم وقالت بتردد : لقد تأكد الحجز

رفعت عيناها وتنهدت وهى تقول باستسلام : سأكون فى أمريكا بعد غد

أغلقت الهاتف وعينيها تعصران الألم عصر

 

...........

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اليك ام حديفة السامرائية انت تستمتعي بلدات القراءة وانا اتابع خطواتك

لو علمت ما بي ما ارتحت وانت كنت الباكية

لو اعدت نظرك لي لما ارتحت لا ن النيا فانية

انا المتالم من قهر الطواغيث ومنك تاتي الباقية والله لو لم ترجعي لما سامحتك الى ان اقف امام ربي معك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الحبيبة

 

الجمانة

 

انتِ الاروع ، الباقي في الطريق ^^

 

الحبيبة

 

*مجدولين*

 

انتِ الاجمل ، الباقي في الطريق ^^

 

الحبيبة

 

هدايات

 

جزاكِ الله خيرًا تسعدني متابعتك

 

الحبيبة

 

ام النصب

 

جزاكِ الله خيرًا علي المرور :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

 

الرجل ذو اللحية السوداء ( 18 )

 

كانت هذه هى آخر مكالمه تلقتها ساره من جيف وبعدها أغلقت هاتفها المحمول تماما حتى لا يتصل بها من جديد بعد أن قررت بينها وبين نفسها الا تخبره بسفر على معها , فلم تكن على استعداد لتحمل ضغوط جديده

وصل على وساره الى الأرض الأمريكيه , وترك لها على مهمة اختيار الفندق الذى سيقيمان فيه طوال فترة مكوثهما فى أمريكا , فهو ليس على درايه مثلها بهذه البلاد

اختارت ساره فندق يقع فى أحد الأحياء الهادئه , وبمجرد أن استقرا فى الفندق , اتصلت ساره بجيف وأخبرته بوصولها ومكان اقامتها , وانها سوف تذهب غدا الى المركز لمقابلته بعد أن ترتاح من عناء السفر ,لكنه أصر ان يلقاها فى نفس اليوم وأخبرها أنه سوف يرسل لها سياره تقلها الى المركز بعد الغداء , وبرغم انها كانت قلقه للغايه من ذلك اللقاء وحاولت تأجيله قدر ما تستطيع , لكنها استسلمت فى النهايه أمام اصراره الشديد

أغلقت ساره الهاتف, وشردت بعيدا وهى جالسه على طرف الفراش والقلق يستولى على عقلها , فهى حتى الآن لم تجرؤ على اخبار جيف أن على معها فى أمريكا

عقدت حاجبيها عندما تذكرت على وأنه لا يزال حتى الآن فى الحمام , فنهضت وهى تناديه : على, ألم تنتهى بعد؟ لقد تأخرنا , ألن نتناول الغداء؟

أتاها صوته من الحمام : أنا قادم

زفرت بضجر شديد واتجهت الى الحمام بضيق وفتحت الباب بعصبيه وهى تقول : على , ماذا تفـــ ...

تجمدت الكلمه على لسانها واتسعت عيناها عندما رأته واقف فى الحمام يثبت شئ ما حول خصره , وعندما فوجئ بها أمامه ارتبك بشده , وارتد للخلف من المفاجأه مسقطا الجهاز الذى كان يمسك به فى يده

أخذت تتأمله بارتياب وهى تنظر الى الجهاز الذى سقط من يده , ثم عقدت حاجبيها بغضب عندما تبينت أن ذلك الشئ الملتف حول خصره , ما هو الا حزام ناسف

.................................................. ........

وقف متجمدا فى مكانه ووجهه ممتقع بشده وهو ينظر اليها وهى واقفه عند الباب .

تقدمت منه وعيناها تضيقان حتى توقفت أمامه مباشرة ووضعت يديها فى خاصرتها وعلى زاوية فمها نبتت ابتسامه ساخره متهكمه وهى تنظر فى عينيه بمكر.

رفع حاجبيه وابتسم ابتسامه بلهاء متردده وقال : تأخرنا, أليس كذلك؟

مدت يدها والتقطت واحد من أصابع الديناميت المعلقه حول خصره وضغطت عليها بأصابعها فأصدرت صوت صفير مضحك كالذى تصدره لعب الأطفال الصغيره المطاطه

ابتسمت بغيظ ومطت شفتيها وقالت : لا أظن أن هذه اللعبه تناسب من هم فى مثل عمرك

قال بخجل : ولكن أظن أنها تناسب من هم فى مثل عقلى

ضحكت رغما عنها وضربته فى كتفه باصبع الديناميت المطاطى عدة ضربات وهى تضغط أسنانها بغيظ وتقول : هيا..هيا , سر أمامى..مجنونه هى من تتزوج رجل مثلك

خرج من الحمام وخلع الحزام اللعبه من حول خصره , وارتدى ستره جلديه أنيقه , واصطحب ساره لمطعم الفندق

اتخذ الإثنان طاوله بجوار نافذه زجاجيه كبيره تحتل أغلب الحائط وتطل على الشارع , وجلسا متقابلين وبجوارهما النافذه .

أثناء انتظارهما للطعام , أخذت ساره تجول بعينيها فى المكان وأخرج على من جيبه نوته صغيره وقلم وبدأ يكتب وهو يقول لها : عندما تعودين من المركز سنرتاح اليوم , ومن الغد نبدأ جوله سياحيه تعرفينى فيها على البلد..هيا اقترحى, بماذا نبدأ؟

نظر اليها عندما لم ترد , فوجدها تنظر خلفها فقال : ساره , هل أنت معى؟

نظرت اليه وقالت وعلى وجهها تعبير غريب: نعم؟

قال بدهشه : ما بك ؟ هل أنت هنا؟

قالت بشرود : لا شئ

أخذت تنقر المنضده بأصابعها بتوتر وفجأه قالت : على , ما رأيك أن تجلس مكانى؟

نظر اليها بدهشه وقال : لماذا؟

قالت مشيره الى مقعده : أريد أن أجلس على هذا الكرسى

هز رأسه بعجب وبدل مكانه معها

جاء الطعام وبدءا يأكلان . فجأه قالت ساره : على , هل أطلب منك شئ ؟

قال مباشرة : بالطبع , ماذا هناك؟

قالت برجاء وهى تشير الى الكرسى المجاور لها والمواجه للنافذه الزجاجيه : هلا جلست على هذا الكرسى؟

رفع احدى حاجبيه بدهشه وقال : هل سنلعب لعبة الكراسى الموسيقيه؟

قالت بلهجه صارمه : على , اجلس على هذا الكرسى

قال بدهشه : انت جاده اذا؟ ولكن لماذا؟

هتفت ببعض الحده : الا ترى ؟ جميع الفتيات فى المطعم ينظرون اليك

رفع حاجبيه بدهشه كبيره , ثم ارتسمت على وجهه ابتسامه كبيره وهو يقول : ولكنى لا أرى غيرك

ابتسمت بسعاده ثم همست بدلال : على , اجلس بجوارى

جلس حيث أرادت وهو يقول بمرح : لم أكن أتوقع أبدا أن تغارى على..لم تفعليها ونحن فى مصر

قالت : أولا نحن فى أمريكا ولسنا فى مصر..ثانيا اذا لم تكف عن التهكم فسأجبرك على تناول الطعام فى غرفتنا

انتهى الطعام و وأخرج على النوته والقلم من جديد وبدأ فى كتابة برنامج لرحلة الغد حسب ما تقول ساره التى كانت تحاول جاهده اخفاء قلقها ولكنها فشلت ..فاستمرت ساقها تهتز بتوتر وعينيها تتحركان باستمرار

فجأه سمعت صوت انثوى يناديها , التفتت الى السيده التى تناديها فعرفتها على الفورانها سيندى سكرتيرة جيف

قالت سيندى مباشرة وهى تتأملهما : سيده ساره , د . باركلى ينتظرك

نهضت واقفه , ووقف على بدوره ووضع النوته والقلم فى جيب الستره , ونظر فى عينيها بعمق وهو يقول : حسنا , سأنتظرك فى الفندق حتى تعودى

وقفت متردده تنقل بصرها بين سيندى وعلى حتى قالت سيندى منسحبه : سأنتظرك فى السياره

رحلت سيندى وأمسكت ساره يد على بقوه وهى تنظر فى عينيه , كانت عينيها تمتلئ بالكثير , حيره , تردد , رغبة فى البقاء

ضغط يدها مشجعا وهز رأسه وهو يغمرها بنظرة ثقه تطمئنها

تنهدت وقالت : حسنا , عندما أعود ستكون موجودا ؟

ضغط يدها بقوه وقال : أين أذهب بدونك؟ عودى بسرعه , لا أريد أن أضيع هنا

هزت رأسها وتركت يده بصعوبه وحملت حقيبتها ورحلت مودعه بنظرة طويلة منه .

فجأه وجدها تتوقف وترتد عائده بخطوات سريعه اليه وتوقفت أمامه تماما ونظرت اليه منذره وقالت محذره : على , اصعد الى غرفتنا الآن , واياك أن تنظر الى امرأة غيرى

اتسعت عيناه دهشه وهو يقول بعجب : اذا فأنت تغارين حقا ؟

قالت بتهديد واضح : نعم , والغيرة تثير جنونى , وعندما أجن ,أكون شديدة الخطوره. هل تفهم؟

كتم ضحكه هائله واختزلها الى ابتسامه على شفتيه وقال : لا أدرى أين سمعت تلك العباره؟ ..حسنا , أظننى سأثر السلامه وأنتظرك فى الغرفه

هزت رأسها مؤيده ورحلت

وعندها اختفت ابتسامته تماما وحل محلها التجهم الشديد وضغط أسنانه بغيظ .

.........................................وصلت ساره الى المركز, وسارت فى طرقاته متجهه الى مكتب جيف بخطوات متمهله , وحاولت بكل طاقتها اضفاء الثقه والثبات على ملامح وجهها بعد أن عجزت شفتيها عن الإبتسام.

توقفت أمام باب المكتب ورفعت يدها المتردده لتفتح الباب , لكنها توقفت قبل أن تلمس المقبض , زفرت بقوه وأعادت يدها الى مكانها, رفعت وجهها الى السقف وتسارعت دقات قلبها فى سباق محموم , وبحركة تلقائية التفت يديها حول وجهها ورأسها تتحسس حجابها , ثم أصلحته حول وجهها.

أغلقت عينيها بقوة ومدت يدها الى المقبض ثانية وحركته ببطء وخطت الى داخل المكتب .

ارتجف قلبها بشده عندما التقت عيناها بعينيه الزرقاوتين , تجمدت فى مكانها ولم تستطع أن تحرك أى عضلة من عضلات جسمها , كانت عيناه الثابتتان لهما تأثيرغريب عليها

لاتدرى كم بقيت أسيرة لتلك العيون القويه , لكنها استفاقت على صوته الهادئ العميق وهو يقول : ألن تغلقى الباب؟

نظرت الى الباب الذى نسيت مقبضه بين أصابعها, فأغلقته على الفور وظلت واقفه فى مكانها تتأمل تلك الملامح التى تحفظها جيدا, ولكن فى هذه اللحظه شعرت وكأنها تراها لأول مرة

ملامح وسيمه يجمعها وجه أبيض مشرب بحمرة, يعلوه شعر خفيف اختلطت فيه الشعيرات البيضاء بالشقراء بشكل متناسق.

وتحيط بعينيه الواسعتين بعض التجاعيد التى تناسب رجل فى العقد الخامس وتضفى على وجهه بعض الهيبه

قال بود شديد وهو يتأملها من فوقها لتحتها : ألن تجلسى؟

تحركت بطريقة آلية وكأنما كانت تنتظر أمره و وجلست فى الكرسى المواجه له, وأخذت تتأمل كل دقائق الحجرة لتتجنب النظر اليه , لكنها اضطرت أخيرا الى النظر اليه عندما بدأ يتحدث اليها.

قال بهدوء : اشتقت اليك

ظلت صامته لا ترد, فمط شفتيه وقال : تغيرت كثيرا...أعنى....

أكمل الجمله برفع سبابته ليرسم بها دائره وهميه أمام وجهه, فى اشاره صامته للحجاب الذى تلفه حول وجهها

ابتلعت ريقها وخفضت عينيها وظلت على صمتها

قال بهدوء : عذرا, نسيت أن أهنئك بزواجك

شعرت ساره بأن نظراته تزداد قوة وتركيزا عليها وهو يقول : تأثير زوجك واضح عليك بطريقه لم أكن أنا نفسى أتخيلها

ألهذه الدرجة احتل كل شئ فيك؟..ألهذه الدرجة سلبك ارادتك وسيطر على عقلك؟

ضحك بسخريه مريره وقال : كم كنت أتمنى أن أقابل رجل بهذه القوة , رجل استطاع أن يستولى على ساره

هز رأسه بأسف وقال : لم أكن أتخيل أبدا أن فى يوم من الأيام تتزوج ساره من رجل بلحية سوداء, وتخضع عقلها لأفكار كانت يوما تعتبرها نوع من أنواع التخلف.

تنهد بأسى وأسند رأسه الى ظهر الكرسى ووجه نظرات خاوية الى السقف وقال : أتظنى أن السقوط فى الحب ثمن كافى لكل ما حققتيه طوال تلك السنوات؟

أتضحين بعملك ومركزك وكل ما بنيتيه من أجل رجل مهما كان؟

تكلمت أخيرا بصوت حاولت أن تجعله قويا لكن الوهن تغلب عليه : أليس من حقى أن أسير حياتى كيفما أشاء؟

أليس من حقى أن أختار ممن أتزوج؟

اعتدل ونظر اليها بقوة وملء صوته الهادئ بالضيق الشديد وهو يقول : لماذا يا ساره؟ لماذا لم تسألينى أولا؟

خفضت عينيها وقالت مباشرة : لأنك لم تكن لتوافق

قال ببعض الحده : ألهذا هربت؟وضربت بكل شئ عرض الحائط؟

من أجل من ؟ هذا الذى... بلحية سوداء؟

قالت بضعف محاولة الدفاع عن نفسها ووجهها ينطق بالضراعه: انها حياتى , كان يجب أن أتزوجه , كان يجب

نهض من الكرسى بغضب ودار حول المكتب واقترب منها وهو يقول بصوته الهادئ الذى امتلئ بالغضب : كنت تتعمدين اخفاء الأمر

ضغطت عينيها بألم وأكدت بصوت يملؤه الدموع : كان يجب أن أتزوجه

وقف أمامها مباشرة وقال بلهجة صارمة : كان يجب أن تسألينى أولا

لان صوته وهو يكمل : ألا تعلمين ماذا تعنى ساره بالنسبة لى؟

وضحت معالم القسوة فى كلماته وهو يقول : أنا الذى صنعتك.

هل نسيت من هو جيف ؟ لقد خالفت أوامرى وهربت , وتزوجت وأنت تعلمين مسبقا برفضى لتلك الزيجه ,

اكتسى صوته بالتهديد وهو يكمل : وهذا لن يمر بسهوله.

ولكن, لم يفت الوقت بعد , سأعمل على اصلاح الأمر

رفعت اليه عينيها الدامعتين وقالت بضعف : لا , لاأستطيع أن....

مال بجذعه للأمام فجأه, وأمسك بذراعى الكرسى الذى تجلس عليه واقترب من وجهها وهو يقول بصرامه مخيفه : انظرى ما فعله بك , حولك الى مخلوقة ضعيفة , غير قادره على اتخاذ قرار.

تعلمين تماما أن فى عملنا , لا مكان للضعفاء

نظر فى عينيها مباشرة وشعرت ساره بضعفها الشديد أمام نظراته وكأنها سهام ناريه تخترق خلايا مخها ولا تستطيع صدها وهو يهمس : يجب أن تظلى قوية كما علمتك , يجب أن تعودى ساره التى أعرفها , ساره التى علمتها كل شئ فى الحياه

أعلم تماما سر ضعفك, لقد تركت الدواء الذى كتبه لك توم, وتلك هى النتيجه , لا أرى أمامى سوى مخلوقه ضعيفه عاجزه عن التحكم فى حياتها, أو حتى اتخاذ أى قرار

حررها من نظراته الجباره وترك الكرسى واتجه الى مكتبه وأخرج شيئا من درج المكتب , وعاد ليقف أمامها ثانية

نظرت ساره الى ما فى يده وعرفته على الفور, انه زام

فتح العلبه ومد يده اليها باحدى الكبسولات, لكن ساره لم ترفع يدها لتأخذها منه

جذب ذراعها بقوة ووضع الكبسوله فى راحة يدها وهو يقول بلهجة آمرة : ستتناولين الكبسولات كما أمرالطبيب, وبعدها تعودين اليه هناك فى الفندق وتواجهينه بشجاعه

ستتحررين من سجن ذلك الرجل لتعودى ساره التى أعرفها

اتجه الى باب الغرفه وأمسك بالمقبض وقال قبل أن يحركه ودون أن ينظر اليها : سأعود بعد قليل لأجدك قد تخلصت من كل تلك القيود الغبيه

وبعدها نبدأ معا الإستعداد للعمل الحقيقى, هل تفهمين؟

خرج وأغلق خلفه الباب

أغمضت ساره عينيها المملوءتين بالدموع وهى تشعر بآلام رأسها تعود من جديد وتهاجمها بشده , رفعت يدها اليمنى لتسند رأسها لتفاجئ بها ترتعش من جديد

فتحت عينيها وتاملت الكبسوله المستقره فى راحة يدها اليسرى والأفكار تتسارع فى رأسها ويموج بعضها فى بعض, وأصوات كثيرة تتردد فى أذنيها وتتشابك الى درجة تذوب معها الحروف وتختفى معالم الكلمات.

أصوات لأشخاص كثيرين تعرفهم .

سماح, أبيها, الحاج صابر, حماتها, صبرى, سالم, جيف

و......علي

ولكن , وسط كل هذه الأصوات المختلطة المعالم, تسمع صوت بكاء يأتى من بعيد. بدأ الصوت يعلو ويقترب وتتضح معالمه, انه صوت بكاء امرأة, أخذ الصوت يعلو حتى طغى على كل صوت آخر, ثم تداخل معه صوت آخر , صوت طفلة تبكى

اتحد الصوت مع صورة اقتحمت عقلها وبدأت تكبر وتتضح , صورة امرأة جميلة تجلس على سلم رخامى كبير,وتسند رأسها باعياء الى الدرابزين.

كان وجهها الجميل الحزين تبدو عليه آثار واضحة لضرب عنيف

جلست الطفلة على السلم الكبير بجوار المرأة, وأمسكت بذراعها وهى تبكى بشدة, وتقول بتوسل : أمى, لاتبكى يا أمى, سنتركه ونرحل بعيدا , ولن يصل الينا ابدا, ولن يضربك ثانية .

ضغطت أسنانها بغيظ وقالت بغضب شديد : أنا أكرهه , أكرهه, سنتركه وحده ونعيش مع جدى, لن أدع أحد يضربك أبدا

ضمتها الأم بحب كبير وهى تقول : لا يا صغيرتى , لاأحب أن أسمعك تقولى هذا , انه أباك

لايمكن أن نتركه ونرحل أبدا, فهو والدكما , يجب أن أبقى هنا من أجلكما , أنتما أغلى ما لدى فى هذه الدنيا

قالت الطفله وبكائها لاينقطع : فلنخاصمه اذا ولا نكلمه واذا طلب أى شئ لا نفعله حتى يكف عن ضربك

قالت الأم ودموعها تتساقط على شعر طفلتها التى أراحت رأسها فى حضن أمها : لا ياحبيبتى , لن أفعل حتى لا يغضب الله علي

فأنا أصبر وأحتسب وأتحمل كل هذا من أجل شئ واحد فقط..أن أدخل الجنه

يوما ما , قالت لى أمى أن الزوجه التى تغضب زوجها , يغضب الله عليها , ولاتشم رائحة الجنه

تساقطت الدموع بغزاره من عينى ساره المغمضتين ورفعت يديها وأمسكت رأسها بقوة, ولم تدرى بالكبسوله وهى تنزلق من يدها وتسقط أرضا

كان صوت علي يدوى فى عقلها وهى تشعر بأصابعه تحتضن يدها, وعيناه تنظران اليها بحب كبير : أين أذهب بدونك؟ عودى بسرعه , لا أريد أن أضيع هنا

 

 

في انتظاركن لوضع الجزء 19 ان شاء الله :)

تم تعديل بواسطة أحلام وردية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ياريت لو تحطي البقية مرة وحدة :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :roll:

انا كل مرة ادخل الصفحة وكلي فضوووووول لقراءة الباقي لو مالقيتوش اخرج خيبانة :?

:)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

حبيبتي

 

*مجدولين*

 

لو وضعت الباقي كله هتقرأيه كله في ساعتها صح ؟؟

انا طبعا عارفه انه صح ونص اصلي مجربه ههههههههههه

فطبعا علشان عيونك و وقتك يا حبيبتي بلاش كلها مره واحده

وكدا كدا مفضلش اجزاء كتير ان شاء الله تخلص عن قريب جداا

 

_____________________________________________

 

 

الرجل ذو اللحية السوداء ( 19 )

 

لم يكف على عن الدوران فى الغرفه منذ أن ترك ساره تذهب

كان يروح ويجئ بعصبية كبيرة, يطل قليلا من النافذه , ثم يعود ليتحسس باب الغرفه, يجلس قليلا بجوار التليفون, ثم مايلبث أن يهب واقفا وهو يزفر زفرات ملتهبه من حريق قلبه.

لم يكن يدرى ماذا يفعل وكيف يتصرف وهو الذى أسلمها اليهم بيديه؟

وكلما تذكر هذا تأججت النيران من جديد , مما جعله يقسم فى داخله لئن عادت فلن يكرر ذلك الخطأ ثانية , بل سيأخذها ويعود الى مصر , بصرف النظر عن أى شئ وكل شئ, حتى لو اضطر الى ارتكاب جريمه ,أوالوقوف فى وجه مصطفى بكل ما يمثله.

انتهت أفكاره على صوت دقات على الباب , هجم على المقبض وفتح الباب ووقف مشدوها للحظات لا ينطق لسانه سوى بكلمة واحدة : ساره

كانت واقفه أمام الباب تنظر اليه بملامح عجنت بالضعف والألم والتعب والتوسل, وخديها يجريان بنهرين من الدموع, قالت بصوت أذاب قلبه : على..أعدنى الى البيت

نفض عنه الدهشة وأمسك بكفيها بين يديه وجذبها الى الداخل وأغلق الباب.

أجلسها على الفراش ونزل بركبتيه على الأرض أمامها ولازالت يديها بين كفيه وهو يسالها بقلق : ساره. ماذا حدث؟ مابك؟

تحسس يديها وقال بدهشه : يا الهى, ان يديك باردتان كالثلج , أخبرينى ماذا حدث؟

هزت رأسها نفيا وقالت ترجوه : لم يحدث شئ, فقط لا أريد البقاء هنا , أرجوك أعدنى الى البيت

أخذ يتأملها بدهشة وصمت , ثم عقد حاجبيه وهز رأسه موافقا وهو يقول باصرار : سنعود الى مصر

نزع السترة الجلدية التى يرتديها وألبسها اياها وهو يقول : انتظرينى هنا, سأرتب الأمر مع شركة الطيران, اتفقنا؟

هزت رأسها بصمت واستسلام , ومن عينيها أطلت بعض الراحة, بعد أن كفت أنهار خديها عن الجريان

ابتسم لها مشجعا ومد أصابعه ومسح بقايا الدموع من على خديها وهو يقول : ارتاحى قليلا حتى أعود

نهض من مكانه وجلس بجوارها على الفراش, وأعطاها ظهره وأمسك بالهاتف المجاور للفراش وطلب رقما ثم قال مباشرة : أعلم أن هذا ليس موعد العشاء, ولكنى أريد عشاء مبكرا

صمت فتره والتفت ينظر الى ساره التى تجلس مطأطأة الرأس ثم أكمل الجمله : سنغادر الليلة

أغلق الهاتف وارتدى سترة أخرى وخرج مسرعا ليلتقى مصطفى بعد أن ترك له تلك الرسالة المرمزة فى الهاتف.

بمجرد أن خرج من الفندق, استقل سيارة أجرة حتى محطة مترو الأنفاق, ركب المترو , وبعد عدة محطات نزل فى وسط المدينه.

ظل يسير وعيناه على كل المبانى من حوله حتى وجد ما يبحث عنه, مركز كبير للتسوق, دخل مسرعا وبدأ فى شراء بعض الملابس والهدايا لكن عيناه وعقله فى كل مكان لا تتوقفان عن البحث.

اتجه الى المصعد واستقله هبوطا الى الدور الأرضى, واتجه الى البهو الرئيسى للمركز وجلس على أحد المقاعد الكبيرة وعيناه تدوران فى المكان تبحثان فى كل الوجوه, لكنه لم يعثر على الوجه الذى يريد, وجه مصطفى.

أعياه السأم والقلق, فغادر المكان بعد فشله فى الوصول الى مصطفى, اتجه مباشرة الى مكتب شركة الطيران.بعدها استقل سيارة أجرة مباشرة الى الفندق

كان وجهه متجهما بشده وهو يسير بخطا حثيثة متجها الى غرفته وفى عقله ألف سؤال وسؤال عن السبب الذى جعل مصطفى يختفى بهذه الطريقة. اشتعل الغضب فى قلبه وزاده اصرارا على فض الأمر برمته والضرب بأوامر مصطفى المشدده عرض الحائط,

فهو من البداية كان رافضا لتلك اللعبة الملعونه, وحتى الآن تأبى عليه نفسه ترك زوجته تغرق وسط تلك اللجة .

فبرغم ما فعلته, وبرغم كل الشكوك التى تزداد حولها يوما بعد يوم, الا أنها فى النهاية زوجته, وسيسأله الله عنها, وما كانت موافقته المغتصبه بالتعاون مع مصطفى الا رغبة منه فى مساعدة زوجته وتبرئتها أمام نفسه أولا, ثم أمام العالم

لكن دموعها نبهته الى الخطا الذى وقع فيه بترك زوجته هناك وحدها بين أيديهم.

وصل الى باب الغرفة والى القرار الحاسم الذى لا رجعة فيه, سيأخذها ويرحل بعيدا عن هذا العالم الغريب, سينهى تلك اللعبة الملعونة ويعود الى مصر, وليفعل مصطفى ما يشاء, لم يعد يهتم.

فتح باب الغرفه, لكنه تجمد تماما فى مكانه من الصدمة من هول ما رأى, رجل طويل غريب عريض الجسم يمسك بساره ويلوى ذراعها خلف ظهرها وبيده الأخرى يكمم فمها حتى لاتصرخ.

ارتجفت عروقه بدماء الغضب, واندفع يهجم بعنف على الذى يمسك بساره....لكنه توقف

ضربة عنيفة على رأسه أوقفته رغما عنه, فسقط أرضا على ركبتيه من قسوة الألم والدوار الذى لف عقله.

لكنه قاوم وأدار وجهه بعينيه الزائغتين ليواجه الشخص الذى ضربه على رأسه. لكن لم تتح له الفرصه, لأن ركلة عنيفة أصابته فى فكه لتطرحه أرضا, ومن خلال عينيه النصف مغمضتين رأى الإثنان يجران ساره الى الخارج وأحدهما يهددها : اذا لم تأتى معنا بهدوء فسنضطر الى قتلكما معا

حرر فمها وسحبها من يدها الى الخارج.

رفع علي يد واهنة الى ساره وهو ينظر بصعوبة الى عيونها الممتلئة بدموع الإستغاثة وهى تختفى معهما رغما عنها وعنه, وأكل قلبه الغضب والألم وهو يشعر بعجزه عن الدفاع عنها وهم يخطفونها أمام عينيه

سارت ساره معهما مرغمة, وكتمت دموعها خلف قناع من الجمود بعد أن أدركت أن مقاومتها تعنى خطرا على حياة أحب الناس اليها.

لم تكن ساره تتخيل أن شعورها بالأمان والراحه عندما عادت الى على, لن يدوم طويلا, فبعد أن تركها وخرج, بدأت تشعر بالدفء وسترته الجلدية الثقيله تحتضنها, ولم تستطع أن تقاوم رغبة عارمة فى اغماض جفنيها, اعتدلت على الفراش, ووضعت رأسها على الوساده ونامت.

لم تدرى كم بقيت نائمه, ولم تعرف بالتحديد ما الذى دفعها لفتح عينيها, لكنها بمجرد أن استيقظت , انتفضت فزعا عندما رأت اثنين من الرجال يقفان بجوار الفراش, وقبل أن تصرخ كان أحدهما قد أحاط فمها بكفه ليمنعها من الصراخ, وتحدث اليها عندما وجد جسدها يرتجف رعبا : لا تخافى, لم نأتى لإيذائك, جيف يريد أن يراك, فهل ستأتى معنا فى هدوء, أم نضطر لأخذك اليه بالقوه؟

حرر فمها, فأدارت عينيها تتأمل الرجلين بخوف, ثم ابتلعت ريقها ولم تتكلم, لكنها نهضت بهدوء واستسلام عندما أدركت عدم جدوى أى مقاومه أو رفض.

تناولت حقيبتها وتأهبت لتذهب معهما, لكنها انتبهت فجأه وأصغت سمعها عندما شعرت بأقدام على أمام باب الغرفه, وبمقبض الباب يتحرك, فهتفت بلا وعى : علي....

وفى لحظة سريعة, تحرك الرجلان , فأمسك أحدهما بذراع ساره ولواه خلف ظهرها وكمم فمها بكفه, أما الثانى فقد اختبأ خلف الباب مسندا ظهره للحائط, وأمسك فى يده عصا غليظه.

ودخل على , وقبل أن يأتى بأية حركه, كان الرجل الذى خلف الباب قد ضربه على رأسه ضربة قاسية, أعقبها بركلة فى فكه عندما حاول على الإلتفات اليه.

واقتادا ساره أمامهما ودموعها لا تتوقف وهى تنظر الى على وهو ملقى ارضا يمد لها يده ولا يستطيع الحراك.

خرج الثلاثة من الفندق متجهين الى سيارة سوداء كبيرة مرتفعة لها ثلاثة ابواب فقط, اثنين فى الأمام, والثالث فى ظهر السيارة, و ونوافذها كلها سوداء تماما .

اتجه أحدهما الى مقعد القيادة و ووقف الثانى أمام الباب الذى فى الظهر وفتحه, ثم خاطب ساره التى وقفت امامه بجوار السيارة وقال بلهجة معتذرة : عفوا سيدة ساره, كنت أود أن تجلسى فى الكرسى الأمامى ولكنى مضطر , ستجلسين هنا فى الخلف, وأغلق الباب باحكام, فجيف لن يسمح لى بأى خطأ.

نظرت اليه ساره بضيق صامت, ووقف هو منتظرا .

أمسكت ساره بحقيبتها المعلقه فى كتفها الأيمن, واستدارت لتواجه باب السياره ورفعت قدمها لتركب, ولكنها فى نفس اللحظه فتحت حقيبتها بهدوء, وفى حركة سريعة أسقطت شئ ما من الحقيبه, شئ صغير تدحرج الى أسفل السيارة.

وركبت ساره بسرعه والتفتت تنظر الى الرجل الذى كان يقف الى يسارها لتتأكد أنه لم يلاحظ ما فعلته, وعندما اطمأنت اعتدلت فى مقعدها الخلفى وتركته يغلق باب السيارة باحكام, ثم جلس فى الكرسى المجاور للسائق وانطلقت السيارة

.................................................. ......

كان على يرقد مفترش الأرض لايستطيع تحريك رأسه المصابه من الألم, لكن رؤية زوجته وهى تختطف أمام عينيه دون أن يستطيع حمايتها, أصابته بغضب عارم.

تحامل على نفسه, وتجاهل آلامه الرهيبه والدوار الذى لف رأسه, ونهض بصعوبه واتجه الى النافذه وهو يمسك برأسه.

ومن الدور الثالث فى الفندق أدار عينيه فى الشارع يبحث عن ساره أو الرجلين.

لكن عيناه توقفتا أسفل النافذه مباشرة عند شئ صغير يعرفه جيدا, ثم اتجهت عيناه الى سيارة سوداء كبيرة مرتفعه تبتعد بسرعه.

اتسعت عيناه بشده عندما تذكر أن هذه السياره رآها واقفة فى هذا المكان عند عودته من شركة الطيران, ولم يكن صعب عليه استنتاج أنها السيارة المطلوبه.

انطلق يجرى مسرعا من الغرفة, وعندما خرج من الفندق, انحنى بسرعه وتناول الشئ الصغير من الأرض, ثم جرى بسرعه الى وسط الشارع وأشار لأول تاكسى رآه قادما, ووقف أمام مباشرة ليجبره على الوقوف, ليقفز فيه, وينطلق التاكسى بسرعه فى نفس الإتجاه الذى رحلت فيه السيارة السوداء

تجاهل على آلامه والدماء التى سالت من رأسه على ملابسه, وظلت عيناه تبحثان عن السيارة السوداء, وهو يستحث السائق بالإسراع, حتى لاحت السياره السوداء من بعيد, وبدأ التاكسى يقترب منها تدريجيا, حتى تأكد على تماما من أنها السيارة التى يبحث عنها, فأخذ لسانه يلهج بالحمد والشكر لله على توفيقه

حافظ السائق على المسافه التى بينه وبين السيارة حسب أوامر على, على ألا تغيب السيارة عن ناظريه.

فجأة..وقعت عينه على اللعبة الصغيرة المستقرة فى يده, تلك اللعبة التى أسقطتها ساره من حقيبتها لتتدحرج أسفل السيارة.

ابتسم على لذكائها, كانت تعلم أنه سيتبعها عندما يرى اللعبة, فهو الذى اشتراها لها بعد الحاح كبير منها, فى نفس اليوم الذى غادرا فيه عيادة د. عبد الرحيم, لتتوقف ساره أمام أحد محلات الهدايا يقع فى نفس العمارة, وتعجبها لعبة من الفراء القطيفه على شكل كلب أبيض صغير مبرقش بالأسود لايتجاوز حجمه كف اليد.

وبرغم اعتراض على وتعليقاته الساخرة التى أغرقها بها, الا أنها أجبرته على شرائها.

ابتسم على عندما تذكر كم كانت سعيدة باللعبة وهى تغيظه وتداعبة بها من آن لآخر .

انتبه من ذكرياته عندما غابت السيارة عن عينيه. أخذ ينظر فى كل اتجاه ويسأل السائق دون فائدة.

جن جنونه, لقد فقد أثر السياره, ولم يعد يدرى كيف سيصل الى زوجته, وانتابته هواجس كثيرة والشيطان يتلاعب بعقله, فهى الآن بين أيديهم مختطفه دون ارادتها, لايدرى مايفعلونه بها, وهو الذى لم يكن يحتمل فكرة ذهابها اليهم بارادتها.

أخذ لسانه يتمتم بالدعاء والإستغفار, كان يدعو الله من كل قلبه ويتوسل ويتضرع اليه أن يلهمه بأى خيط أو معلومه ترشده اليها وهو ينظر فى كل اتجاه ربما يلمح السيارة السوداء.

عبرت السيارة الأجرة على أحد التقاطعات فتضاعفت حيرته, استوقف السائق ودس اللعبة فى جيبه, وخرج يجرى من السيارة وتوقف عند التقاطع وأخذ ينظر فى اتجاهات الطريق المختلفه وحيرته تشتد وهو لا يدرى فى أى اتجاه ذهبت السيارة , ولا ينطق لسانه سوى بكلمة : يارب

فجأة.... رأى شئ ملقى على الأرض, فاتجه اليه بخطوات سريعة وتناوله من على الأرض, كانت ورقة صغيرة لها لون سماوى مميز لا تخطئه عينه, فهى ورقة من النوتة الصغيرة التى كان يكتب فيها من ساعات قليلة وهو يتناول غداءه مع ساره فى مطعم الفندق, وما قطع كل شك لديه وجعله يبتسم ابتسامة كبيرة, الكلمة التى كتبت على الورقه بالعربيه : عـــلــي

انطلق يجرى عائدا الى التاكسى ولسانه لايتوقف عن الحمد وهو يقفز اليه, وينطلق التاكسى فى نفس الطريق الذى وجد فيه الورقه, وعيناه تدوران فى كل مكان , تبحثان عن علامة أخرى, حتى رأى علي ورقة أخرى بنفس اللون, أوقف التاكسى وجرى مسرعا وتناول الورقة وعندما نظر فيها, وجد اسمه مكتوب أيضا, وفهم ما تفعله ساره, كانت تلقى اليه برسائل على أمل أن ينجح فى تتبعها .

يا الهى, لكم أنت رحيم كريم حليم, كيف كنت سأصل اليها لولا توفيقك؟

هكذا قال على لنفسه, فمن كان يصدق أن ينزع عنه السترة الجلدية ويلبسها اياها وفى جيبها النوته والقلم؟

سار التاكسى فى الطريق الفرعى الريفى الهادئ, ومن آن لآخر كان على يلمح ورقة صغيرة على الأرض, فيعرف أنه على الطريق الصحيح.

وزاد التاكسى من سرعته حسب أوامر علي الذى أخذت عيناه ترقبان الطريق بدقة.

توقفت السيارة بساره عندما كانت تجهز ورقة جديده وهى تجلس فى مؤخرة السياره, ومن وقت لآخر تلقى نظرة على الرجلين لتتأكد من أنهما لم يشعرا بما تفعله

أخفت ساره النوته والقلم فى جيبها بمجرد أن توقفت السياره.

بعد قليل...فتح باب السياره لتجد أمامها أحد الرجلين يدعوها للنزول من السيارة

نزلت ساره ببطء وأخذت تتأمل المكان من حولها

عرفته على الفور..انها حديقة مصحة د. توم برجمان, كانت تسير فى الحديقة وأحد الرجلين يتقدمها والثانى يسير خلفها, والذكريات تتداعى الى رأسها..مرات عديدة زارت فيها المصحه, تذكرت جلسات العلاج النفسى, والعلاج بالموجات الكهرو مغناطيسية.

دخلت المبنى وظلت تسير بين الرجلين حتى توقفت القافلة الصغيرة أمام احدى الحجرات, فتح الأول باب الحجرة وتراجع قليلا ليفسح لساره المكان لتدخل, دخلت ساره بخطوات متردده, لكنها ارتدت الى الخلف عندما وجدت جيف أمامها بنظراته الصارمه, وعندما أدركت عدم جدوى اظهار الخوف, قررت طلاء وجهها بالجمود

اقترب منها بخطوات بطيئه, وهى تحاول قدر ماتستطيع تجنب النظر اليه, حتى لا يغافلها الخوف ويهرب من ملامحها

قال بأسلوبه البطئ الهادئ, والذى بدا لها فى هذه اللحظة مخيفا بحق : للمرة الثانية تهربين منى, لقد حذرتك من قبل

قالت بصوت لم تستطع اخفاء نبرة الضعف فيه : لم أعد أريد العمل معكم

قال وصوته يحتد : ساره, أنت التى تقولين ذلك؟ وبعد كل ما فعلناه لأجلك؟ أتظنين أن ترك العمل معنا .....

تغيرت لهجته الى مزيج من السخرية والشراسة وهو يكمل : بمثل سهولة تمزيق ورقة من نوتة زرقاء صغيرة والقائها فى الطريق؟

رفعت وجهها اليه وفقدت كل سيطرة على الرعب الذى قفز من ملامحها

اقترب منها أكثر وهو ينظر اليها بشراسة : أتظنى أن حيلتك الساذجة يمكن أن تخدعنى؟

هز رأسه نفيا وهو يكمل بسخرية : أنت ساذجة للغاية يا صغيرتى.

منذ اللحظة التى وطئت قدميك فيها أرضى , وكل أنفاسك وهمساتك وحركاتك تحت عينى

بدأت ساره ترتجف رغما عنها وابعدت عينيها عنه حتى لا يزداد خوفها, لكنه استدار ووقف أمام عينيها مباشرة وقال : وكل مافعلتيه لتجعليه يتبعك الى هنا

اشتدت ضربات قلبها وبدأت تتراجع للخلف ببطء تحت وطئة نظراته الشرسه, حتى اصطدمت بأحد الكراسى , فارتمت عليه دون ارادتها, ووجهها يحملق فيه بخوف

اقترب منها وهو يكمل : بل الأكثر من ذلك , لقد أرسلت من يساعده على تتبعك, وكان يلقى اليه بأوراق مشابهه فى الطريق, ليسهل عليه أمر الوصول اليكى

 

 

_______________________________

 

في انتظاركن لوضع الجزء 20 ان شاء الله :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

حبيبتي

 

*مجدولين*

 

لو وضعت الباقي كله هتقرأيه كله في ساعتها صح ؟؟

انا طبعا عارفه انه صح ونص اصلي مجربه ههههههههههه

فطبعا علشان عيونك و وقتك يا حبيبتي بلاش كلها مره واحده

وكدا كدا مفضلش اجزاء كتير ان شاء الله تخلص عن قريب جداا

صح و نصين :blush: :icon15:

بهزر معاك على اققل من مهلك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الا ااااا

 

 

 

 

فين البقية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بجد الروايه احلوت اوى ...

كمليها وماتتاخريش علينا ..

هو مش خلاص الثانويه العامه خلصت ؟؟ ولا انت سنه تالته وشغاله دروس ؟؟

ربنا معاك

 

متابعه ؛

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الحبيبة

 

 

*مجدولين*

 

شوفتي بقي صح ازاي ههههههههه

الباقي جااااااااي في السكة ^^

 

الحبيبة

 

حفصة 50

 

انا لسه كدا يعتبر في تانية وبدأت دروس من أول شهر 8

وكل يوم دروس دروس دروس دروس :(

دعواتك :)

تسعدني متابعتك يا غالية :blush:

 

الحبيبة

 

هدايات

 

وفيكِ بارك يا غالية

أسعدني مرورك العطر :)

 

__________________________________

 

الحلقة الـ 20 مقسمة الي جزئين لانها طويلة

 

الرجل ذو اللحية السوداء ( 20 )

 

بدأت ساره ترتجف رغما عنها وابعدت عينيها عنه حتى لا يزداد خوفها, لكنه استدار ووقف أمام عينيها مباشرة وقال : وكل مافعلتيه لتجعليه يتبعك الى هنا

اشتدت ضربات قلبها وبدأت تتراجع للخلف ببطء تحت وطئة نظراته الشرسه, حتى اصطدمت بأحد الكراسى , فارتمت عليه دون ارادتها, ووجهها يحملق فيه بخوف

اقترب منها وهو يكمل : بل الأكثر من ذلك , لقد أرسلت من يساعده على تتبعك, وكان يلقى اليه بأوراق مشابهه فى الطريق, ليسهل عليه أمر الوصول اليكى

أكمل بسخرية : يجب أن تكونى ممتنه لكل ما أفعله لأجلك

بدأت الدموع تملأ عينيها رغما عنها وهى تحملق فيه بخوف, وتهمس بصوت مرتجف : لماذا؟...لماذا تفعل كل هذا؟

قال : أخبرتك من قبل ..أنت ملكى, أنا الذى استلمتك قطة صغيرة وحيدة , لاتدرى شيئا عن الحياة, وعلمتك كل شئ

والآن بعد كل تلك السنوات , تكبرين, وأول من تنشبين فيه مخالبك, هو أنا !

قالت بصوت مرتجف : أنا..أنا .. لا أريد العمل معكم..من حقى أن أختار أين أعمل

قال بسخرية : للأسف, فات الأوان يا صغيرتى

سمعت ساره صوت الباب الجانبى للحجرة يفتح, أدارت وجهها بتلقائية, لتجد أمامها شابا فى أواخر الثلاثينات ,ذو وجه مربع حليق, ونظارة طبية أنيقة, وشعر اسود ناعم قصير

كان يقف عند الباب وابتسامته الشاسعه تتألق بشده وهو يقول بمرح : ساره العزيزة, اشتقت اليكى كثيرا

التفت الى جيف وقال بعتاب : جيف, كم من مرة أخبرتك ألا تكون قاسيا مع انسانة رقيقة وحساسة كساره؟

عاد يتأمل ساره وهو يبتسم ويتقدم منها ويديه داخل جيب معطفه الطبى

عقدت ساره حاجبيها وتعجبت كثيرا, فبرغم أن توم طبيب, لكنها المرة الأولى التى تراه فيها يرتدى معطفه الطبى

أخذت تنظر اليه بتوجس وهو يقول بلهجته المرحه الودوده وهو يتأمل وجهها : واو...لقد ازداد جمالك أضعافا, كما أن هذا الإيشارب يلائمك تماما , حقا يروق لى

قالت ساره بخوف وهى تنقل عينيها بينه وبين جيف الذى جلس عن يمينها : لا أريد البقاء هنا, دعونى أرحل

ابتسم لها ابتسامته الشاسعه, ثم أعطاها ظهره واتجه الى المكتب الذى يقع فى جانب الحجره وهو يقول : بالطبع يا عزيزتى, من يستطيع أن يرفض طلبا للعزيزة ساره ؟

تناول شيئا من على المكتب ثم عاد اليها , تأملت ساره الحقنه التى فى يده وبها سائل شفاف برعب وهى تسمعه يقول بلهجته المرحة المستفزة : آخر زيارة لكى هنا منحتك شيئا يخصنى, وأنا أريد ذلك الشئ, وبمجرد أن آخذه , سأدعك تذهبين بسلام.

رغم أنى سأحزن كثيرا لفراقك يا عزيزتى

نظر اليها وقال بود : هيا...اكشفى ذراعك

انتفضت برعب وضمت يديها الى صدرها وهى ترتعش : لا ..لا تفعل

قال بهدوء : يوما ما , كنت تثقين بى ثقة عمياء. كنت مؤمنة تماما بقدرتى على ازالة كل آلآمك

يجب أن تثقى بى يا عزيزتى, فمهما حدث, لا يمكننى ايذائك

انتفضت بشده والهلع يطل من عينيها وأرادت الهرب , لكن يدى جيف القويتان أمسكت بذراعها ومنعتها من الهرب

كشف عن ذراعها بقسوة وثبته الى ذراع الكرسى الذى تجلس عليه, وأمسك توم بالحقنه وغرزها فى ذراعها وهو يقول بهدوء : لا تخافى, فقط استسلمى للنوم

سقطت رأسها للوراء وبدأت أجفانها فى التثاقل وهى تنظر اليهما, واهتزت الصورة أمام عينيها بشده , حتى أظلمت تماما.

ظل على يسير بالتاكسى لمدة طويلة وهو يتأمل معالم الطريق جيدا, حتى لاح له مبنى كبير مكون من عدة طوابق له حديقة كبيرة ويحيط به سور ضخم.

لم يكن بالمبنى شئ مميز يلفت الإنتباه, لكن ما جعله يعتدل فى جلسته , وتتحفز كل عضلاته, هو الإسم الذى كتب على المبنى بخط كبير(مصحة برجمان للإستشفاء)

أغمض عينيه وتنهد براحة وهو يتمتم بالحمد والشكرلله, لقد عرف أين زوجته.

كانت الذكريات تطوف برأسه, البحر, السماء, الرمال, وساره وهى تحكى له عن الأيام التى قضتها فى مصحة برجمان.

انتبه على صوت هاتفهه المحمول وهو يرن, وعندما نظر الى شاشته عرف الرقم على الفورو امتلأ وجهه بالضيق وهو يتحدث الى مصطفى فى الهاتف ويقول بحدة : ماذا تريد؟

اجابه مصطفى ببضعة عبارات مرمزه فهم منها على أن مصطفى يريد لقاءه فورا

ضغط على أسنانه بغيظ ورفض بحدة شديدة وبنفس الأسلوب المرمز

صمت مصطفى قليلا, ثم عاد ثانية يأمره بمقابلته بشكل ضرورى, ثم أعطاه عنوانا قريبا

اغلق على الهاتف وهو يتقطع من الضيق, ونظر الى الطريق الذى أخذ يلتف ويلتف معه التاكسى ليقترب أكثر وأكثر من مصحة برجمان, وعندما وصل الى الباب الرئيسى لم يتوقف, ولم يهدئ من سرعته بل تجاوزه واستمر يسير فى الطريق, عابرا من امام المصحة, ليتركها خلفه بناء على أمر من على.

سار التاكسى لفترة, ثم انحرف الى اليمين فى طريق جانبى وسار لمدة طويلة حتى استوقفه على وغادره, ورحل التاكسى ليقف على وحيدا وسط الطريق الخالى.

لم تمضى سبع دقائق حتى لاحت من بعيد سيارة زرقاء صغيرة, ظلت تقترب حتى توقفت أمام على

ركب على فى المقعد الخلفى, وانطلقت السيارة مسرعة

وصلت السيارة التى تقل علي الى فيلا أنيقة, ودخلت من الباب الكبير , لتتوقف داخل حديقة الفيلا

خرج على من السيارة واتجه بخطوات سريعه الى باب الفيلا, وعندما دخل وجد أمامه مصطفى

دخل مصطفى الى حجرة المكتب وتبعه علي بصمت, وعندما التفت مصطفى اليه, تجهم وجهه بشدة, فبادره مصطفى قائلا : حذرتك من قبل من مخالفة الأوامر, انظر الى أين وصل بنا الحال؟

قال على بحدة : لماذا اختفيت؟ تعمدت أن تختفى, اليس كذلك؟

تمسك مصطفى بصعوبة ببعض من هدوءه وهو يقول : كنت مضطرا, انت كالحصان الجامح, من الصعب السيطرة عليه

ان أردت النجاة لك ولزوجتك فيجب أن تستمع لما أقوله لك وتنفذه الأوامر بدقة, فلا مكان هنا لمزيد من المفاجآت

هز على رأسه بأسف وهو يقول : لقد اختطفوها امام عينى, والآن ..ماذا سنفعل لنخلصها من بين أيديهم؟

مصطفى : لا شئ..فقط سننتظر

على بحدة شديدة : ماذا؟ ..ننتظر ! انها الآن فى خطر داهم

مصطفى بهدوء : اطمئن, لن يؤذوها..يجب أن تثق بى

صرخ علي بحدة : لا تحدثنى عن الثقة وهى هناك وحدها بين أيديهم

اقترب مصطفى من النافذه وازاح الستائر وأعطى لعلي نظارة مكبرة وهو يقول : انظر أمامك

نظر علي من خلال النظارة المكبرة, وعلى ضوء الغروب ظهر بوضوح أمامه مبنى مصحة برجمان

قال مصطفى بهدوء : هل صدقت الآن أننى لم اترككما كما كنت تعتقد؟

قال علي باصرار : يجب أن نخرجها من هناك

مصطفى : اطمئن لن يؤذوها, هناك شئ ما يريدونه منها,يجب أن نعرف ما هو

التفت الى علي وقال بلهجة فيها الكثير من الإهتمام وهو يرفع سبابته ويشير الى رأسه بجوار أذنه مباشرة : شئ ما هنا

اتسعت عينا علي بدهشة كبيرة ومصطفى يكمل : أتذكر الأشعة التى أجرتها بناء على طلب الطبيب؟

بقى علي صامتا ليدع له الفرصة ليكمل : أظهرت صورة الأشعة وجود جسم غريب داخل رأسها بجوار الأذن اليسرى

لم يكن بامكان الأطباء العبث بدماغها ونحن لا نعرف كنه هذا الشئ ولا كيف نخرجه, فربما يؤذيها, هذا رأى المتخصصين الذين شاهدوا صورة الأشعة, كما انه لم يكن من الممكن تعريض العمليه للكشف بخطوة كتلك, لذلك فلقد احتفظنا بنسخة من صورة الأشعة وتركنا الأصل كما هو

علي بدهشة : لكن صورة الأشعة كانت سليمة تماما بشهادة الدكتور عبد الرحيم

قال مصطفى : وهل تظن أنهم بهذه السذاجة ليتركوا الأمر ينكشف, لقد قاموا بتبديل صورة الأشعة قبل أن يغادر مركز الأشعة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

 

 

بقية الحلقه 20

 

شرد علي بعيدا ودق الخوف قلبه وصوت مصطفى يدوى فى أذنيه : كان يجب أن نعيدها الى من أدخل ذلك الشئ فى رأسها, كنا متأكدين من أنهم يريدونه أكثر منا

وكانت الأمور تسير تماما كما خططنا, حتى هربت منهم, كنت أعلم تماما أنهم لن يتركوها, وسيجبرونها على العودة اليهم

ضاقت عينا علي وهو يقول : لهذا اختفيت, ولم تأتى لمقابلتى عندما طلبتك

مصطفى : بل الأكثر من ذلك , كنت أدبر لك خطة لإبعادك عن الأمر لتسير الخطة كما نريد, بدون عقبات ولا مفاجآت

عقد علي حاجبيه بغضب وهو ينظر الى مصطفى الذى قال : تهورك سيفسد كل شئ, يجب أن تهدأ وتفكر فى كلامى بعقل

علي : ماذا لو أخذوا مايريدون , ثم قرروا قتلها , هل ستستطيع انقاذها؟

مصطفى : اطمئن, لن يفعلوا

أكمل بتأكيد عندما وجد الشك مطلا من عينيه : ثق بى

ظل علي يتأمله بصمت والغضب يزداد فى ملامح وجهه ثم قال بعد مدة : عندما تكون وحيدة هناك بينهم فلا مكان لعقل أو تفكير

قال مصطفى : لا تنسى انها كانت بينهم من قبل

مط على شفتيه وضاقت عيناه : وقتها لم تكن زوجتى

شعر مصطفى أن علي سينفجرفى أية لحظة بتصرف ما غير مضمون العواقب, فقال مطمئنا اياه : دع الخطة تسير, وأنا أعدك أن..

قاطعه علي بحدة : لا يمكنك أن تعد بشئ, انها الان بين أيديهم مختطفه, ألا تفهم؟ زوجتى مختطفة رغم ارادتها, لقد كانت خائفة للغاية, كانت تريد فقط العودة الى مصر

اكتست ملامحه بالإصرار وهو يقول بقوة : وأنا وعدتها أن أعيدها الى مصر.....ولن أخلف وعدى

اتجه الى باب الحجرة بخطوات سريعة, لكن مصطفى جذبه من كتفه بقوة, وأمسكه من ملابسه وهو يقول : لن أدعك تفسد الخطة...

لم يكمل مصطفى الجملة, فقد لكمه على لكمة عنيفة غاضبة دفعته للخلف, وأجبرته على ترك ملابسه

اعتدل بسرعة, لكن علي كان قد غادر الحجرة بل الفيلا كلها عدوا وبسرعة كبيرة, وانطلق يجرى فى الطريق متجها نحو المصحة.

لم يتوقف على عن الجرى حتى وصل الى الباب الخارجى للمصحة

وقف أمام الباب, وأخذ ينظر من خلال الأعمدة الحديدية للحظات وهو يلهث بقوة وعرقه يتصبب بغزارة.

فتح الباب ودخل, سار فى الحديقة الكبيرة وعينيه تدوران فى المكان تتأملان كل جزئيات الحديقة, حتى وصل الى المبنى الكبير.

وبمجرد أن اقترب من المدخل, انفتح الباب الزجاجى اوتوماتيكيا, فدخل مباشرة بخطوات جريئة

اقترب من مكتب موظفة الإستقبال وقال مباشرة : أريد مقابلة د. جيفرى باركلى

تأملته الموظفة قليلا ببرود, ثم نظرت فى شاشة الكمبيوتر التى أمامها وقالت : ليس لدينا نزيل بهذا الإسم

قال باصرار : اذا . أريد مقابلة د. برجمان

قالت بنفس حروفها البارده : هل لديك موعد سابق؟

قال بغلظه : لا , ولكنى سأقابله الآن

هزت رأسها ببطء وقالت ببرود : عفوا, لا يمكنك ....

تركها على قبل أن تكمل الجملة واتجه الى الداخل

اعترضه رجلان يرتديان زى حرس الأمن, هم على أن يشتبك معهما, الا أن صوت الموظفة جاء من خلفه : توقف

التفت اليها فقالت وهى تنزل سماعة الهاتف من على أذنها : د. برجمان سيقابلك الآن

اقتاده أحد الحارسين الى المصعد وسار على خلفه بهدوء حتى توقف المصعد فى الدور الثالث

وسار على خلف الحارس حتى وصل الى احدى الحجرات, فتح الحارس الحجرة وتنح جانبا

دخل على بخطوات بطيئه وهو يتأمل المكان من حوله جيدا

كانت حجرة واسعه أنيقه, فى وسطها مكتب كبير أنيق يجلس خلفه جيف

تقدم علي منه ببطء وهو يتأمله مليا بتحدى,وبادله جيف بقذائف النظرات الصامته المتحديه

لم يستمر الصمت طويلا , تكلم جيف وهو يتأمل على من فوقه الى تحته : اذا....فأنت على

ظل علي على صمته وهو يتأمل جيف وفى عينيه غضب مكتوم

أكمل جيف : كم كنت أتوق لرؤيتك...أظن أنك لا تعرفنى؟

أخيرا تكلم على : على العكس, أعرفك جيدا, كما أفهمك جيدا جدا

جيف بابتسامة صفراء : حسنا , لن نضيع الوقت فى تعارف ممل, لندخل مباشرة فى الموضوع...ماذا تريد؟

بادله على بنفس أسلوبه المباشر : أريد زوجتى

نهض جيف من خلف مكتبه واقترب من على بخطوات بطيئه ونظراته القاسيه مسلطة عليه وهو يقول ببرود : ماذا لو لم تكن هنا؟

على بسخرية : أتظننى من السذاجة لأصدقك؟..أنا متأكد تماما أنها هنا.

هز جيف رأسه وقال : نعم , أعلم تماما أنك لست ساذجا أبدا, الرجل الذى يستطيع اختراق ساره لا يمكن أن يكون ساذجا

على : هل سترسل اليها لتحضر الى هنا, أم أضطر للبحث عنها بنفسى؟

نظر اليه جيف طويلا, ثم قال : يبدو أنك لاتدرك أين أنت

على بتحدى : كل ما أدركه أن زوجتى هنا ويجب أن أراها

التفت الإثنان على صوت الباب الجانبى للحجرة وهو يفتح, ويظهر من خلفه توم بردائه الطبى الذى يرتديه فى حجرة العمليات

نظر الى على وابتسم ابتسامته المستفزه وهو يقول : اذا, هذا هو البطل , أتى لإنقاذ حبيبته من الأسر.

عجبا, ولكن أين السيف؟

ضاقت عينا على وهو يتأمل توم الذى أخذ يدور فى الحجرة قائلا : أتعلم؟ أنا أتأثر كثيرا بقصص الحب العنيفه وتتساقط دموعى كلما رأيت مشهدا رومانسيا

يبدو أن القصة هذه المرة لم تنتهى بزواج الحبيبين, بل بدأت بالزواج..ترى ماذا ستكون النهايه؟

والان, الفارس النبيل فى موقف لايحسد عليه, ماذا سيختار؟ حبيبته.......أم وطنه؟

عقد علي حاجبيه بشدة وظهرت الدهشة فى ملامحه

ابتسم توم بسخريه وقال : لاتتعجب, فأنا أعشق اللعب بالورق المكشوف, كل منا يعلم من يكون الآخر, فلم المناورات اذا؟

ان الصفة المميزة فيك والتى جذبت ساره اليك , هى صدقك

تنهد وهو يكمل : حقا لا أدرى, هل الصدق فى هذا العالم ميزة أم عيبا؟ كانت ساره دائما تبحث عن الصدق فى كل شئ, ولكن للأسف بعض الصدق يكون انتحارا

فالرجل الذى أحبته لصدقه, هونفسه الذى سيلف حبل المشنقه حول عنقها

قال على بحدة : لم آت الى هنا لأستمع الى محاضرة عن الصدق, أريد زوجتى حالا

قال توم وابتسامته المميزة تتسع : أتعلم أننى معجب بك كثيرا؟ أنت وحدك استطعت التغلب على أبحاث سنوات وسنوات

تنهد وشرد بعيدا وكأنه يحكى قصه : جاءت ساره الى أمريكا وهى صغيرة للغاية.

من أول يوم لها فى الجامعه وهى تبدو مختلفه عن الأخريات

حاولنا بكل الوسائل ان نشكل عقلها وشخصيتها الجديدة, لكن عقلها كان شديد الجموح, يصعب السيطرة عليه, بذلنا معها مجهود لايمكن أن تتخيله, استخدمنا معها العقاقير الطبية والموجات الكهرومغناطيسية, ورغم كل هذا, لم نستطع أن نحكم سيطرتنا على عقلها تماما, فكلما وضعت فى اختبار, كانت دائما تختار الأسوء

وكأن هناك شئ ما يردها الى ماضيها البعيد, ويقف سدا منيعا بيننا وبينها, شئ لم نستطع قهره فيها

فكرنا أكثر من مرة فى انهاء الأمر واعادتها الى مصر, لكن موقع أبيها كان شديد الإغراء بالنسبة لنا, كانت فرصه من الغباء تركها

ولكن .. ظهورك فى حياتها أفسد كل شئ

هز رأسه ومط شفتيه وهو يقول : أخطأت كثيرا بقدومك الى هنا, كان عليك أن تطيع صديقك ....مصطفى البندارى

عقد على حاجبيه بشدة وهو ينظر الى توم بغضب وتحفز, لكن توم أكمل بسخرية لاذعه : أتظن أننا أغبياء؟ ساره مهمة بالنسبة لنا. لذلك فهى دائما تحت أعيننا,هنا, أو فى مصر, ومن الطبيعى عندما يقترب منها انسان بمثل هذه الدرجه يصبح هو الآخر تحت أعيننا.

ومن قبل حتى أن تطأ قدميك مكتب صديقك مصطفى البندارى

ضغط علي أسنانه بغيظ وقال بحدة : أين ساره؟

توم ببرود : عجبا, ماذا تريد منها؟ أتريد أن تسلمها اليهم ليشنقوها؟

علي بنفاذ صبر : أين زوجتى

توم : اطمئن, زوجتك هنا فى أمان

علي بحده : ماذا فعلتم بها؟

توم ببرود : لم نفعل شئ, فقط استعدنا شئ لنا كان بحوزتها

فتح توم كفه أمام على ليظهر فيه جهاز الكترونى غريب الشكل وصغير للغايه وهو يقول بسخريه : لا شك أن صديقك مصطفى قد يقتل نفسه ليحصل على هذا, منذ أن رأى صورة الأشعه وانا متأكد أنه لن يهنأ له بال الا اذا عرف ما هذا

تأمل علي الجهاز بدهشه كبيره, ولمعت عينا جيف وقال بلهفه : استطعت اخراجه أخيرا؟ولكنك استغرقت وقت أطول هذه المرة

التفت اليه توم وقال : لقد تحرك الجهاز من مكانه, كان من الصعوبة حقا اخراجه, وبعد أن نجح د. آدمز فى اخراجه, اكتشفنا انه تعطل تماما

جيف باهتمام كبير : كيف حدث هذا؟

توم : يبدو أنها سقطت على رأسها سقطة عنيفة, أو اصطدمت بشئ, أو أصيبت بشكل ما, أو.........

التفت الى علي وضاقت عيناه وهو يكمل ببطء : أو تعرضت لصفعة عنيفه

ظهر الذهول على وجه على, وشرد بعيدا وهو يتذكر ذلك اليوم الذى صفع فيه ساره, أفاق من شروده عندما اقترب منه توم وهو يقول : لقد صفعتها...أليس كذلك؟

تحولت ملامحه الى كتله من الغضب ونظر اليه بشراسه وقال : أتعلم ماذا فعلت؟ لقد أفسدت جهاز بملايين الدولارات

صفعة واحدة أضاعت سنوات من الجهد والعمل المتواصل والتدريبات المستمره

علي بتساؤل حقيقى : ما هذا الشئ؟

توم : أقدر مدى قلقك على زوجتك , لذلك سأحاول أن أشرح لك الأمر بشكل مبسط ,لأنك لن تفهم الجانب العلمى

هذا الجهاز هو أحدث وأصغر كاميرا الكترونيه فى العالم, أعظم اختراع عرفته البشريه فى مجال التجسس حتى الآن

بعمليه جراحيه بسيطه للغايه وبمنظار جراحى توضع هذه الكاميرا داخل الرأس

أمسك بأصابعه رقاقه شفافه صغيره للغايه تشبه عدسات العيون الطبيه وأكمل : أما هذه فهى شريحه الكترونيه شفافة وحساسه للضوء للغايه, تثبت فوق عدسة العين مباشرة, انها تشبه العدسات الطبيه, ولكن لايستطيع أحد نزعها سوى الطبيب الذى وضعها.

عندما يسقط الضوء عليها, تتضح الصوره التى أمامها بكل معالمها, وعندما تغلق الجفون تسجل الصوره وترسلها مباشرة لتخزن فى جهاز الكمبيوتر المثبت داخل الرأس

هذا الجهاز يخزن بلايين البلايين من الصور, وعندما تمتلئ سعته, يغلق ذاتيا ويعمل كحافظه للصور التى التقطها

حتى يأتى الطبيب المختص ويقوم بنزعه لتبدأ عملية استخراج الصور وتنزيلها على جهاز خاص يكبرها ثم يبدأ الخبراء فى عملية تنسيق الصور وفرزها واستخراج ماهو مهم لنا منها

لا يمكننى أن أنكر كم استفدنا من المعلومات القيمه التى أحضرتها لنا ساره طوال ثلاث سنوات كامله دون أن تدرى

ولكنك ظهرت, وبصفعة واحده, هدمت كل شئ, دمرت جهاز بملايين الدولارات, وكشفت عملية محكمة السريه

شرد على بعيدا وابتسم بحنان : اذا....ساره بريئه...بريئه

ابتعدت عينا توم عن وجهه قليلا, لتتأمل الباب الذى خلفه وهو يقول : ولكن, من سيصدق ذلك؟ والآن بعد أن استعدنا الكاميرا, لا أمل فى إثبات براءتها, ولا أمل لها للنجاة من الإعدام

ترى, ماذا ستفعل ساره عندما تعرف أن حبيبها الوحيد هو الذى أبلغ عنها وقادها بيديه الى حبل المشنقه؟

نظر اليه علي بغضب وهم أن يقول شئ, لكنه انتبه أن توم لا ينظر اليه, بل الى شئ ما خلفه

التفت بحده الى حيث ينظر توم ليفاجأ بساره تقف عند الباب وهى ترتعش والدموع تسيل على وجنتيها أنهارا, ووجهها ينضح بالألم

لكن أكثر ما استفز شياطين الغضب بداخله عندما رأى شعرها الأسود الناعم ينسدل على كتفيها.

تقافز الغضب من ملامحه واعتصر قبضتيه بقوه وتحفزت كل عضلاته وتقدم منها .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حقا اروع ما فى الروايه هو القادم ..اكثر روعة حتى من تلك النغمه الرومانسيه الموجوده منذ البدايه .. :icon15:

 

ربى يوفقك فى دراستك ويعينك ..

متابعه بشغف ؛

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الحبيبة

 

حفصة 50

 

فعلا هي رومانسية جدا بكل ما تحتويه الكلمة من معني :)

تسعدني متابعتك ، جزاكِ الله خيرًا :)

 

_______________________________

 

الرجل ذو اللحية السوداء 21

 

كتم على مشاعره بداخله فقد كان كل ما يشغله فى هذه اللحظه هو كيف يخرج بساره بسلام من هذا المكان

وتحول كل غضبه الى قلق ولهفه دفعته ليتقدم منها بخطوات سريعه وهو يهتف : ساره, هل أنت بخير؟هل آذاك أحد؟

نظرت اليه بعينين يتساقط منهما الألم : لماذا؟, لماذا يا علي؟ لماذا فعلت بى ذلك؟

لقد كنت على استعداد أن أبيع الدنيا بكل ما فيها وأشتريك.

وأترك كل شئ فقط لأبقى معك, كل ما أردته هو أن أحيا معك, ولكنك سقتنى الى الموت...لماذا يا علي؟

أمسك بكفيها بين يديه وقال : انسى كل هذا, لا وقت الآن للكلام, يجب أن نغادر هذا المكان فورا

قالت بسخريه تحترق ألما : الى أين؟ الى حبل المشنقه؟ كنت دائما أشعر معك بأمان لا حدود له, لم أكن أتخيل يوما أن يكون هلاكى على يديك

على باصرار : يجب أن نعود الى مصر, وأنا متأكد أنهم...

هزت رأسها بالنفى وهى تنتحب : لقد قطعت بيديك خط العوده الى الأبد

قال : لن يمسك أحد بسوء فأنت بريئه

صرخت بحده : انت لا تفهم, لو عدت اليهم لن يرحمونى, أى قضيه بحاجه الى جانى, والجانى الوحيد الذى يستطيعوا الوصول اليه هو أنا, سيجعلونى كبش فداء لانهاء القضيه بسرعه وإرضاء رؤسائهم

عقد على حاجبيه وقال بغضب : واذا بقيت هنا فستتحولين بالفعل الى جاسوسه..اسمعينى جيدا, أنا أحاول انقاذك, يجب أن تظلى كما أنت, بريئه نقيه

صرخت فى وجهه : هذا العالم المتوحش لا يعترف بالبراءه, لن أعود أبدا, لن أدعهم يشنقونى

صمت على تماما وأخذ يتأمل وجهها الذى أغرقته فيضانات الدموع, ثم ابتلع ريقه وقال بهدوء : ساره, أنت زوجتى, ويجب أن تطيعينى, تذكرى ما بيننا, أنا آمرك كزوج أن تطيعينى وتعودى معى فورا

نظرت ساره فى وجهه وبدأ الضعف والتأثر يبدو واضحا فى ملامح وجهها

وفجأه ..انتفض الإثنان على صوت توم الذى تدخل بسرعه ليقطع تأثير علي عليها : أعتقد أنك هنا ليس لك اى حقوق أو سلطات تمارسها على ساره, لذلك أنصحك بـ..

صرخ على بحدة كبيره : لا تتدخل بينى وبين زوجتى

ضحك توم بسخريه كبيره وقال بتعالى : انت لا تفهم حقيقة موقفك تماما, دعنى أوضح لك خطورة الموقف

اتجه بخطوات واثقة الى المكتب وتناول من عليه جهاز ريموت كنترول صغير, وجهه الى التلفاز الموضوع على منضدة صغيره فى ركن الحجره,

فتح التلفاز وأخذ يتنقل بين القنوات حتى استقر على واحده تبث الأخبار

اتجهت انظار كل من فى المكان الى التلفاز وأخذوا يستمعون الى ما تقوله المذيعه.

اتسعت عينا ساره برعب واقتربت من التلفاز بخطوات مهتزه, أما على فقد عقد حاجبيه بدهشه كبيره, ثم مالبث ان تفجر غضبه عارما .فقد كانت صورته تظهر واضحه على الشاشه بلحيته المميزه

وكانت المذيعه تتحدث عن عملية تفجير حدثت فى مطعم الفندق الذى تناول فيه على وساره طعام الغداء, نتج عن قنبلة شديدة الإنفجار كانت موضوعه أسفل احدى الموائد, وأن التفجير أسفر عن سبعة من القتلى واثنى عشر جريحا وأن ذلك الإرهابى الذى وضع القنبله كان يعد لسلسلة من التفجيرات فى أماكن مختلفه , وأنهم وجدوا فى حقيبته التى تركها فى غرفته فى الفندق وهرب أجهزة ومعدات وحزام ناسف لهذا الغرض

وجارى البحث عن الإرهابى ذو اللحية السوداء

أغلق توم التلفاز والتفت الى على وقال بسخريه لاذعه : الآن أصبحت أشهر من رئيس الولايات المتحدة نفسه

نصف سكان نيويورك يسعون خلفك, فأين ستذهب أيها البطل؟

بالتأكيد لم تكن تتوقع أن لعبة الأطفال التى جلبتها معك ستتحول الى حقيقه بمجرد أن تلمسها عصا الساحر العجيبه

حتى صديقك العزيز, لن يستطيع فك التعويذة السحريه واخراجك من تلك الورطه

والآن, أمازلت مصرا على تلك اللهجة المتغطرسه؟

صمت على تماما وهو ينظر الى توم والغضب والكراهيه تعتصر ملامحه عصرا

ثم قال بلهجه حاول ان يجعلها هادئه قدر ما يستطيع : خبرتكم لا تضاهى فى حبك المؤامرات وتلفيق التهم وصناعة الجريمه.

تصلون الى أغراضكم حتى لو على رقاب ودماء الأبرياء ولو من بنى جلدتكم

توم بسخريه : لقد فهمت الآن موقفك بوضوح

انهارت ساره على أقرب كرسى عندما عجزت قدميها عن حملها, ثم غطت وجهها بكفيها وأخذت تنتحب بشده

التفت على اليها ولان وجهه بحنان عندما وجدها فى تلك الحاله من الإنهيار, فنزل على ركبتيه ببطء وأمسك بوجهها ورفعه لتلتقى عينيها بعينيه وقال بأكبر قدر من التماسك : ساره, يجب أن نخرج من هنا ونعود الى مصر

نظرت اليه بحسره وقالت بانهيار : فات الأوان, ليس هناك أى أمل

قال بلهجة قويه : ساره , أنا زوجك وآمرك أن تطيعينى, يجب أن تأتى معى

قالت بألم : كان ذلك فى البداية صعبا, والآن, أصبح مستحيل

لو بقينا معا فسيسحقونا معا, النجاه فى أن يذهب كل منا فى طريق

نظرت الى توم والشرر يتطاير من نظراتها : أعلم تماما أن بيدهم مفتاح النجاه, أليس كذلك؟

ابتسم توم بمكر, وهز رأسه موافقا : بل والأكثر من ذلك

سنبرئك منها ونعيدك الى مصر وكأن شيئا لم يكن

قال على بقوه : لا يمكننى الوثوق بهم, فهم يفعلون اى شئ وكل شئ من أجل أغراضهم الوضيعه

لآخر مرة أقول لك, يجب أن تنفذى اتفاقنا وتطيعينى فى كل شئ

نظرت الى عينيه طويلا وقالت ببطء : يوما ما, وعدتنى أن تمنحنى حريتى بمجرد أن أطلبها بلسانى, يجب أن تفى بوعدك الآن

علي........ أريد الطلاق

صمت على تماما وظل يتأملها بجمود

أبى توم الا أن يحسم الموقف فقال بهدوء : هذا هو الطريق الوحيد للخروج من النفق المظلم, ان ذهبت معك فستهلك, وان بقيت انت معها فستهلك وتهلكها معك

ولكن ان افترقتما, فستعيش هى هنا وتبدأ حياة جديدة

أما أنت, نستطيع بسهوله اخراجك من ورطتك واعادتك الى مصر

ساره بألم : على, أعلم أنك رجل لا يخلف وعده, يجب أن تنجز وعدك لى, ...أريد حريتى

صمت على طويلا وهو يتأمل وجهها , ثم ضغط أسنانه بغيظ شديد وهو يقول ببطء : أقسم بالله ...لو لم أكن وعدتك هذا الوعد, لما استطاع أى مخلوق اجبارى أن أقولها ....

أنت طالق

أخذت ساره تحدق بوجهه بذهول وهربت الدماء من وجهها كما لو كانت لا تصدق أنه استطاع أن يقولها

تحرك توم بسرعه ليقطع الطريق على أى خطوة للتراجع

وضغط زرا خاصا فى مكتبه وهو يقول مباشرة : والآن, لاداعى لإضاعة المزيد من الوقت

فتح الباب فجأة, وظهر من خلفه رجل قوى ذو وجه عريض وبشرة سمراء, يرتدى حلة سوداء أنيقه

قال توم : براون سيخرجك من هذه البلاد, فهو يعرف تماما ماذا سيفعل

لم يرد علي, بل لم يلتفت اليه,فقد كانت عينيه معلقتين بساره, التى مازال الذهول لايفارق ملامحها

نهضت ساره فجأة عندما جذبه براون من ذراعه الى خارج الحجره وعيناه تنظران لساره كما لو ان هناك شئ ما انكسر, حتى حال بينهما باب الحجره وهو يغلق

بقيت ساره ذاهله واقفه كالتمثال تحدق فى باب الحجره الذى غاب خلفه على, والدموع تروى خديها وملابسها, كما لو كانت تنتظر ان يفاجأها على بعودته, أو تنتظر استفاقتها من ذلك الكابوس الرهيب

والدقائق تمر, ومازالت تنتظر وتنتظر

وطيور الأمل ترحل بعيدا مع شمس ذلك اليوم الكئيب

ليسدل الليل ستائره معلنا انتهاء القصه بفراق الأحبه.

.................................................. .......

جلس على فى سيارة براون فى رداء كئيب من الحزن الصامت

لا يرى الطريق من شدة شروده, ولم يخرجه من كهف شروده الا عندما شعر بالسياره تتوقف, تلفت حوله ليجد نفسه فى مكان نائى والسياره تقف الى جانب الطريق, سأل براون بصرامه : لماذا توقفت

براون بهدوء: هناك شئ ما خطأ, سأتفحص العجلات الخلفيه

غادر السياره واتجه الى العجلات الخلفيه

بعد قليل سمع علي صوته يناديه, خرج من السياره واتجه اليه وهو يتساءل : ماذا هناك؟

كان براون منكبا على العجله الخلفيه يتفحصها, وبمجرد أن رأى على اعتدل ونظر فى عينيه, شعر علي بشئ ما من خلال نظراته الغريبه وابتسامته الساخره التى ظهرت على جانب فمه

فجأة …أخرج براون مسدسه وأطلق منه رصاصة سريعه مباشرة فى قلب علي

تفجرت الدماء غزيرة من صدر علي مكان الطلقه وهو ينظر الى براون, ثم سقط أرضا

لم يتردد براون لحظة واحده وأسرع بفتح الحقيبة الخلفية للسياره, وحمل جسد على ودماءه تسيل, وألقاه بقسوة فى حقيبة السيارة, وضم ذراعيه وساقيه الى جسده, ثم أغلق حقيبة السيارة جيدا, وعاد ببرود الى مقعد القيادة, وانطلق بالسيارة.

ظل يقود السيارة مسافة طويلة حتى وصل الى طريق فرعى, فانحرف فيه بالسيارة

سارت السيارة قرابة الساعة فى هذا الطريق حتى وصلت أخيرا الىمكان فسيح يمتلئ بسيارات قديمه, ومع اقتراب السيارة من المكان ووضوح معالمه كانت ابتسامة براون تتسع, لقد كان المكان عبارة عن مقبرة للسيارات

حيث تتحول السيارات القديمة فيه الى قطعة من الحديد لا معالم لها, عن طريق وضعها تحت آلة كبس الحديد الضخمة

توقف براون بالسيارة فى مكان محدد اختاره بعنايه, ثم غادرها متجها الى مبنى قديم يقبع فى جانب هذا المكان الفسيح

داخل المبنى كان هناك رجل قصير سمين له كرش بارز, يجلس الى مكتب صغير يأكل شطيرة ويشرب علبة من الجعه

خاطبه براون مباشرة وهو يخرج من جيبه رزمة مالية : هذا هو المبلغ الذى اتفقنا عليه…والآن, قم بعملك

أخذ الرجل يلوك قضمة من الشطيرة فى فمه, وبيده الأخرى تناول الرزمة المالية ووضعها فى جيبه, ثم قال ببطء : حسنا, فى الصباح سأ…

قاطعه براون بصرامه : الآن…هذا هو شرطى

نظر اليه الرجل ومط شفتيه بلا مبالاه, ثم هز رأسه موافقا.

نهض من مكانه وأفرغ ماتبقى من الجعة فى فمه ثم قذف بالعلبة الفارغه فى سلة القمامه, وخرج خلف براون يمشى ببطء وكرشه السمين يهتز أمامه.

وصلا الى السيارة وقال الرجل بعجب : ياللخسارة. سيارة جيدة بالفعل

اتجه الى ماكينة التحكم فى المكبس الضخم, وبدأ فى تشغيلها

تحرك المكبس الضخم وأخذ يضغط على السيارة, وبراون يبتسم بخبث وهو يستمع الى أصوات فرقعة وتكسرالحديد تحت ضغط المكبس, وبدأت السيارة تنكمش وتختفى معالمها

أخرج براون هاتفه المحمول, وتحدث الى توم قائلا : تم كل شئ حسب الخطة تماما, أنا فى انتظار السيارة التى ستقلنى من هنا.

…………………………………..

 

أنهى توم المكالمه دون أى كلمة توضح من هو المتحدث, أو عن أى شئ دار الحديث, فقد كان شديد الحرص ألا تسمعه ساره التى كانت تجلس فى نفس الحجرة شاردة حزينة وكأن وجهها نحت من الألم

أغلق توم هاتفهه المحمول وتركه فوق مكتبه واتجه الى ساره التى تجلس فى مقعد وثير منكسة الرأس, وقال بلهجة لينة : عزيزتى ساره, يجب أن تثقى تماما أننى فعلت كل هذا من أجلك, من أجل أن أنقذك, والآن, انتهى كل شئ على مايرام, وعليك أن تطوى تلك الصفحة الكئيبه وتنسى تماما ما حدث لتبدئ حياة جديدة

رفعت رأسها ببطء شديد وقالت بصوت كسير: لم ينتهى بعد…أريد أن أرى علي

لم يستطع توم اخفاء أثر الصدمه من على وجهه وهو يقول : ماذا؟

ضحك ضحكة متوترة وحاول السيطرة على ملامح وجهه : لقد انتهى الأمر وحلت المشكله, يجب أن تنسيه تماما

ساره بغضب : لم تحل المشكلة بعد, يجب أن أتأكد أنه فى أمان, وأنه غادر أمريكا سالما بالفعل

تبادل توم نظرات طويلة مع جيف الذى يجلس خلف المكتب, ثم قال بعد صمت : حسنا , ستشاهدينه بنفسك وهو يركب الطائرة ويرحل, وبعدها ستنطوى تلك الصفحة من حياتك الى الأبد

وقفت ساره خلف نافذة مكتبها فى المركز عاقدة ذراعيها تتأمل السماء بشرود تام

اقترب منها جيف وقال بهدوء : مر أكثر من أسبوع الآن ولم تخرجى بعد من حالة الحزن والإكتئاب؟ لقد تم كل شئ كما أردتى تماما, وشاهدتيه بنفسك وهو يصعد سلم الطائره, وبقيت واقفة حتى أقلعت الطائرة

وبعد مضى كل هذا الوقت لم تتخلصى بعد من تأثيره عليكى…أى رجل هذا؟

حتى وهو بعيد عنكى بآلاف الأميال لازال يسيطر على عقلك ويحتل تفكيرك

تحرك لسان ساره بصعوبه وقالت بكلمات تقطر مراره : تستطيع ببساطة أن تنتزع قلبى من صدرى بسكين بارد وتسحقه بقدميك, ولكنك أبدا لن تستطيع اخراج هذا الرجل منه

لم يستطع جيف أن يخفى لهجته الحادة وهو يقول : ان كان الأمر كذلك, فلم لم تختاريه, واخترت البقاء هنا؟

ساره بمراره ولازالت عيناها فى السماء : لأنكم لم تتركوا لى أى اختيار, فى كل الأحوال كنت سأخسره….ولكنى اخترت الحياة

جيف : وهذا هو الإختيار الصحيح, يجب أن تستفيقى بسرعه من تلك الحاله, وتخضعى لبرنامج التأهيل والعلاج النفسى الذى وضعه لك توم قبل سفره

لدينا عمل كثير يجب أن ننجزه, وأول خطوة هى أن تتخلصى من ذلك الإيشارب السخيف الذى على رأسك

مد يده ليمسك بالطرحه التى تلفها حول وجهها , لكنها دفعت يده بعيدا عنها بعنف وقالت بصرامه غاضبه : هذا الشئ خاص بى تماما, وأنا الوحيدة التى أقرر كيف ومتى سأتخلص منه, أما الآن, فلست مستعدة لذلك

لان صوته تحت وطأة غضبها وقال مهادنا : ولكن هذا لا يتناسب مـ …

قاطعته وقد بدأت تستعيد قليلا من هدوءها : يمكنك أن تعتبره ذكرى غاليه من رجل كان يوما………….زوجى

قالت الكلمة الأخيره بصوت يمتلئ بالمشاعر

استعادت ثباتها بسرعه وقالت بجمود : هل هناك مشكلة فى احتفاظى به حتى أقرر بنفسى الوقت المناسب لتركه؟

ابتسم جيف ابتسامة مغتصبة وقال مدعيا الهدوء : اطلاقا يا عزيزتى, لك مطلق الحرية فى التصرف كما تشائين

اكتسى صوته ببعض الصرامه وهو يقول : ولكن عليك الخضوع للبرنامج الذى أعده توم من اليوم, سأذهب الآن وأرسل لك د. نيك

هو الذى سيتولى مسؤلية اعادة تأهيلك بعد سفر توم

ومن الضرورى أن ألفت نظرك الى ضرورة التعاون التام

لم يبد على ساره الإهتمام بكلام جيف, بل أدارت وجهها الى النافذه تتأمل السماء بصمت

زفر جيف بضيق واستدار راحلا, وعندما وصل الى الباب قال بصوت خفيض لا يصل الى ساره وهو يضغط أسنانه بغيظ : فأر **** محظوظ

غادر المكان وصفع الباب خلفه بعصبيه. وبقيت ساره وحيده تتأمل السماء ساهمة

ولمعت دمعة فى عينيها وهى تهمس : اخترت حياته هو

وقفت ساره خلف نافذة مكتبها فى المركز عاقدة ذراعيها تتأمل السماء بشرود تام

اقترب منها جيف وقال بهدوء : مر أكثر من أسبوع الآن ولم تخرجى بعد من حالة الحزن والإكتئاب؟ لقد تم كل شئ كما أردتى تماما, وشاهدتيه بنفسك وهو يصعد سلم الطائره, وبقيت واقفة حتى أقلعت الطائرة

وبعد مضى كل هذا الوقت لم تتخلصى بعد من تأثيره عليكى…أى رجل هذا؟

حتى وهو بعيد عنكى بآلاف الأميال لازال يسيطر على عقلك ويحتل تفكيرك

تحرك لسان ساره بصعوبه وقالت بكلمات تقطر مراره : تستطيع ببساطة أن تنتزع قلبى من صدرى بسكين بارد وتسحقه بقدميك, ولكنك أبدا لن تستطيع اخراج هذا الرجل منه

لم يستطع جيف أن يخفى لهجته الحادة وهو يقول : ان كان الأمر كذلك, فلم لم تختاريه, واخترت البقاء هنا؟

ساره بمراره ولازالت عيناها فى السماء : لأنكم لم تتركوا لى أى اختيار, فى كل الأحوال كنت سأخسره….ولكنى اخترت الحياة

جيف : وهذا هو الإختيار الصحيح, يجب أن تستفيقى بسرعه من تلك الحاله, وتخضعى لبرنامج التأهيل والعلاج النفسى الذى وضعه لك توم قبل سفره

لدينا عمل كثير يجب أن ننجزه, وأول خطوة هى أن تتخلصى من ذلك الإيشارب السخيف الذى على رأسك

مد يده ليمسك بالطرحه التى تلفها حول وجهها , لكنها دفعت يده بعيدا عنها بعنف وقالت بصرامه غاضبه : هذا الشئ خاص بى تماما, وأنا الوحيدة التى أقرر كيف ومتى سأتخلص منه, أما الآن, فلست مستعدة لذلك

لان صوته تحت وطأة غضبها وقال مهادنا : ولكن هذا لا يتناسب مـ …

قاطعته وقد بدأت تستعيد قليلا من هدوءها : يمكنك أن تعتبره ذكرى غاليه من رجل كان يوما………….زوجى

قالت الكلمة الأخيره بصوت يمتلئ بالمشاعر

استعادت ثباتها بسرعه وقالت بجمود : هل هناك مشكلة فى احتفاظى به حتى أقرر بنفسى الوقت المناسب لتركه؟

ابتسم جيف ابتسامة مغتصبة وقال مدعيا الهدوء : اطلاقا يا عزيزتى, لك مطلق الحرية فى التصرف كما تشائين

اكتسى صوته ببعض الصرامه وهو يقول : ولكن عليك الخضوع للبرنامج الذى أعده توم من اليوم, سأذهب الآن وأرسل لك د. نيك

هو الذى سيتولى مسؤلية اعادة تأهيلك بعد سفر توم

ومن الضرورى أن ألفت نظرك الى ضرورة التعاون التام

لم يبد على ساره الإهتمام بكلام جيف, بل أدارت وجهها الى النافذه تتأمل السماء بصمت

زفر جيف بضيق واستدار راحلا, وعندما وصل الى الباب قال بصوت خفيض لا يصل الى ساره وهو يضغط أسنانه بغيظ : فأر **** محظوظ

غادر المكان وصفع الباب خلفه بعصبيه. وبقيت ساره وحيده تتأمل السماء ساهمة

ولمعت دمعة فى عينيها وهى تهمس : اخترت حياته هو...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

 

بقية الحلقه21

 

خطأ...خطأ...

انتفضت ساره على صراخ جيف الغاضب, ونظرت اليه بمزيج من الدهشه والغضب, كانت ساره تجلس أمام نيك فى واحده من جلسات العلاج النفسى التأهيلى, وجيف يجوب الحجره ذهابا وايابا بخطوات غاضبه وهو يهتف : شهرين حتى الآن ولم نتقدم خطوة واحده, كنت أظن أن جلسات العلاج النفسى ستؤتى ثمارها, ولكنها فشلت فشلا مريعا

نتائج الإختبارات سيئة للغايه

نظر باتجاه نيك الذى جلس صامتا تماما وعينيه تتنقل بينهما

مرر جيف أصابعه فى شعره وهو يقول بتوتر : اذا استمر الحال هكذا فسنحتاج لمائة سنه على الأقل لإعادة تأهيلك

عجبا..ان زواجكما لم يستمر أكثر من شهرين, ومع ذلك تأثيره عليكى طاغى.

منصب نائب رئيس المركز ليس منصبا عاديا, يجب أن تتخلصى من أى شئ يؤثر على عقلك, لابد وأن يكون ولائك التام لعملك وللمركز

قالت ساره بهدوء : أنا أقوم بعملى كما ينبغى, وأظنك تدرك تماما مدى جديتى والتزامى فى عملى, فماذا تريد أكثر من هذا؟

جيف بغضب : ماذا؟ أتسمين العمل المكتبى عملا؟

ان عملك الحقيقى هناك, فى المدارس مع الفتيات, بين الناس, أما العمل المكتبى فلا حاجة لنا به

قالت بلا مبالاه : وهل أسندت الى عملا ولم أنجزه؟

صرخ بغضب : وهل تظنى أن بامكانى اسناد أى عمل ميدانى اليك وانت تصرين على وضع ذلك الشئ السخيف على رأسك؟

انتفضت غاضبه : أخبرتك من قبل أن ذلك أمر لادخل لأى انسان به

ثم ما دخل طبيعة عملى بما أرتديه؟ على العكس, ان عملى أساسه فى الدول العربيه, وبين فتيات عربيات, لذلك فلن يكون غريبا أن أرتديه فى عملى

صمت جيف ولم يرد, ثم نظر الى نيك وكأنه يطلب مشورته, ولكن نيك هز رأسه مؤيدا

طال صمت جيف ثم تنهد بقوه وقال وهو يحاول السيطرة على ضيقه : حسنا, سأعيدك الى العمل الميدانى, ولكنى أحذرك, لو أحدث هذا الذى ترتديه أى تأثير سلبى على عملك, فلن يكون لك أى خيار, وستضطرين فورا الى نزعه سواء بارادتك أو رغما عنك

صمت قليلا ثم قال : ستسافرين غدا الى المغرب, فرع المركز هناك يحتاجك

قالت ساره بدهشه : المغرب؟

ولكنى لم أنهى عملى هنا بعد, مازال لدى بعض الـ...

هتف جيف بغضب : يستطيع أى موظف مبتدئ القيام بتلك الأعمال

ستسافرين غدا, ولا أريد أية اعتراضات

نهضت ساره من مكانها بعصبيه وقالت وهى تتجه نحو الباب : اذا على ان اسهر الليلة فى انهاء كل الأعمال والمشاريع المعلقه قبل سفرى

وصلت الى الباب ولكنها توقفت قبل أن تفتحه, ثم التفتت اليه وسألته : وماذا عن برنامج التأهيل النفسى؟ هل توقفنا عند هذا الحد؟

جيف : بالتأكيد لا...ستكملينه هناك فى المغرب, وبمساعدة مجموعه من الأطباء المختصين

لن أرتاح الا عندما تعودى ساره التى أعرفها

تأملته ساره بمزيج من الإستهتار والامبالاه, ثم فتحت الباب وخرجت وتركته يمضغ الغيظ مضغا.

ظلت ساره تعمل فى مكتبها(مكتب نائب رئيس المركز)حتى وقت متأخر ليلا

وأخيرا رفعت وجهها من جهاز الكمبيوتر وأسندت رأسها الى الكرسى الذى تجلس عليه بارهاق وفركت عينيها باصابعها, ثم نهضت من مكانها بارهاق واضح وتناولت مجموعه من الأوراق من الطابعه ونسقتهم معا ثم حملت بعض الملفات وخرجت من مكتبها, وسارت فى ممر المركز تحت الأضواء الخافته وبين الحجرات الخاليه فى تلك الساعة المتأخره, حتى وصلت الى مكتب جيف, دخلت بثقه وأغلقت الباب خلفها وأضاءت الحجرة الخاليه, ودارت عينيها فى الحجره قبل أن تتجه الى مكتب جيف وتضع عليه الملفات

تركت المكتب واتجهت الى منضده صغيره فى ركن الحجره عليها الكمبيوتر الشخصى الخاص بجيف, وهو كمبيوتر مستقل عن المركز

جلست أمام الجهاز وبدأت بتشغيله وهى تهمس فى عقلها

أعلم أن ما أفعله الآن هو خطأ فادح, ولكن ليس أمامى أى بديل

للمره الألف يضعنى جيف فى خانه لا أستطيع الخروج منها

لو سافرت الآن فلن أستطيع العودة قبل أعوام, على أن أنهى الأمر بأى وسيلة كانت

بدأت ساره بالبحث عبر ملفات الجهاز كلها, وأثناء عملية البحث بدأت الذكريات تجرى فى عقلها كنهر انهارت سدوده ...أمها..أختها...أبيها...أحمد ...هبه...علي...حماتها

بدأ قطار الذكريات يهدئ عندما وصل الى آخر مرة كانت فيها فى بيت حماتها, وعلي فى الإسكندريه

وبعد أن تناولت الغداء مع أسرة زوجها, غادرت عائده الى بيتها, لكنها لم تستطع اكمال الطريق, فلقد اشتدت آلام رأسها قوة, فقررت أن تعرج على عيادة د. عبد الرحيم

بمجرد أن انتهى من الكشف عليها وجلست أمامه تستمع اليه حتى اتسعت عيناها بشده وأضاءت ببريق عجيب وتجمد كل شئ فيها من المفاجأه

والدكتور عبد الرحيم يقول باسلوبه الساخر الذى اعتادت عليه : أخطأت عنوان العياده..أعراض الحمل ليست من اختصاصى

ظلت ساره على صمتها تحدق فيه بذهول, ثم قالت أخيرا : عفوا, لم أسمع جيدا, هل قلت حمل؟

قال بسخريه : هل أثر الحمل على أذنيك؟

ظلت تحدق فيه والدموع تتجمع فى عينيها, ثم ضحكت بتوتر شديد وقالت : أنا ! أنا سيكون لى طفل؟

قال بسخريه : أهناك مشكله؟ ملايين النساء لديهن أطفال

سيطرت على دموعها قبل أن تغادر عينيها : ولكن رعاية الأطفال ليست بالأمر السهل...تحتاج الى تفرغ كامل, أظن أنه يجب على أن أترك عملى

حدق بها د. عبد الرحيم بدهشة كبيرة وقال بعجب : أتريدين ترك عملك؟

ضحك ضحكة قصيره متهكمه وهو يقول : أنت أول سيدة أراها تفكر بهذه الطريقه..والأعجب أن زوجك أخبرنى انك تلقيت تعليمك فى أمريكا

هزت رأسها بتوتر وقالت بحنين : نعم ..ولكن عملى يتطلب منى السفر من وقت لآخر, ولم يعد هذا بمقدورى الآن, فلدى زوج وطفل قادم بحاجة الى

تأملها د. عبد الرحيم قليلا. ثم مط شفتيه وقال بدهشه : اذا فقدت عملك فلن تستطيعى الحصول على غيره , فى هذه الأيام من لديه عمل لايفرط فيه ابدا

قالت بحنين : هناك أشياء فى الحياه أكثر أهمية بكثير

تنهد وهز رأسه بعجب وقال : اذا , فلقد اتخذت قرارك بترك العمل

ابتسمت بسعادة وقالت : كان هذا الأمر يشغل بالى منذ مدة, وبقيت أياما فى حيره عاجزه عن اتخاذ أى قرار بشأن عملى, والآن لم يعد هناك أى مجال للتردد

هز د. عبد الرحيم رأسه بتفهم وقال : حسنا, من الأفضل أن تلتقى بأحد أصدقائى المختصين

قالت بتساؤل : أهو طبيب متخصص فى أمراض النسا

صمت قليلا ثم قال : انه متخصص, وماهر أيضا

قالت بتردد : أفضل أن أنتظر حتى أستشير زوجى فى الأمر

د. عبد الرحيم : الأمر بسيط, يمكنك أن تسأليه فى ما تريدين, سيفيدك كثيرا, كما أنه ثقه

هلا انتظرت فى غرفة الإنتظار قليلا, فهو على وشك الوصول

قضت ساره الدقائق التاليه فى غرفة الإنتظار تفكر فى علي, وكيف ستبلغه الخبر, وأخذت تعد مئات السيناريوهات, هل تتصل به ؟ ربما لو انتظرت حتى يعود يكون أفضل, فهى تفضل رؤية وقع الخبر على وجهه, ولكنها لا تستطيع الإنتظار, هل تسافر اليه؟ لن يكون ذلك مناسبا, وقد لا يخلو من بعض الخطوره, ولكنها لا,.....

قطع سيل أفكارها قدوم الممرضه تخبرها ان د. عبد الرحيم يطلبها

دخلت الى حجرة الكشف وأخذت تتأمل الموجودين بدهشه

كان د. عبد الرحيم يجلس خلف مكتبه وعن يمينه يجلس رجل لا تعرفه ساره, وفى الناحية الأخرى وقفت فتاة فى زى الممرضات

نهض د. عبد الرحيم من خلف مكتبه وهو يقول : السيد مصطفى البندارى, يمكنك أن تسأليه فى كل ما يخطر على بالك, فهو خبير محنك

بدأ يظهر على وجه ساره عدم الإرتياح, وهمت أن تسأل د.عبد الرحيم , لكنه لم يمنحها الفرصه, وغادر الحجره ولم يبق سوى الممرضه والسيد مصطفى البندارى الذى تقدم بخطوات واثقه وجلس خلف المكتب وجلست الممرضه على الكرسى الآخر

وبدأ حديثه قائلا بهدوء : سيدة ساره هل تنوين حقا ترك عملك؟

ظهر فى عينيها شئ من التحدى والكثير من الإرتياب وهى تسأله مباشرة : هل انت طبيب؟

أجابها مباشرة عندما وجدها تتهيأ للمغادره : لأ...أنا صديق لزوجك السيد علي

هبت قائمه بعصبيه وقالت بغضب : زوجى لديه مكتب يقابل فيه أصدقائه, أعتقد أننى أخطأت بالبقاء كل هذا الوقت, يجب أن أرحل فورا

قال بسرعه : سيده ساره , أظن أنك بحاجه لتعرفى أنك وزوجك فى خطر داهم

توقفت والتفتت اليه وعينيها تمتلئ بالشك وعدم التصديق

فقال بهدوء : أولا يجب أن أعرفك بنفسى وبزميلتى, وبعدها سأخبرك بكل شئ من البدايه

.................................................. ..

الحمد لله......وجدته

همست ساره بعد أن وجدت ضالتها بعد عناء كبير فى البحث, ولكنها اصطدمت بمشكله, لقد وضع جيف كود سرى لفتح القوائم, زفرت بضيق وأخذت تتلفت حولها وهى تمسح وجهها بكفيها, ثم فركت أصابعها وبدأت المحاولات لمعرفة كلمة المرور

بدأت تغرق من جديد فى ذكرياتها وأصابعها وعينيها يعملان فى جهاز الكمبيوتر

تذكرت صدمتها الرهيبه عندما علمت بالحقيقه, والمعاناه التى كابدتها والخوف الذى انتابها عندما عرفت انهم لن يتركوها وزوجها بل سيسعون خلفها بكل وسيله, وأن علي هو الباب الذى يجب أن يكسر ليصلوا اليها

كانت لديها رغبة صادقه لإصلاح الأمر والتكفير عما ارتكبته دون علمها, والخلاص من شبكة العنكبوت التى أحكمت خيوطها حولها وحول زوجها الذى سقط فى الشبكه لمجرد أنه حاول أن يخرجها منها

كل هذا جعلها تنصاع تماما لأوامر مصطفى والتى كانت تتلقاها عن طريق زميلته داليا المسئوله المباشره عنها, حيث كانت تلتقيها فى الخفاء بعيدا عن جواسيس جيف

تذكرت ساره موجات الرعب الرهيبه التى كانت تنتابها كثيرا والمعاناة النفسيه التى مرت بها, مما كان يدفعها فى بعض الأحيان الى الرغبه فى البقاء وعدم الذهاب اليهم

تذكرت عدم استطاعتها الصمود أمام جيف فى أول لقاء لها معه بعد أن عرفت الحقيقه, وحالة الهلع التى انتابتها مما جعلها تفر هاربه وتعود الى علي

تذكرت استسلامها التام لجيف بعد أن أيقنت تماما أنه حاصرها هى وعلى, لقد فعلت كل هذا لتخلصه من بين أيديهم, وحتى تستطيع البقاء بينهم حتى تنهى المهمة التى كلفها بها مصطفى

أخيرا.........

همست ساره بفرح بعد أن استطاعت الوصول الى كلمة السر الصحيحه

ظهر أمامها على الشاشه مجموعة كبيرة من القوائم, ولكنها لم تستطع أن تفهم منها شئ, كانت مكتوبه بالشيفره

بدأت بسرعه فى ارسال القوائم عبر البريد الإليكترونى الى العناوين التى حفظتها من داليا, ليتولوا عملية فك الشيفرة

بقيت منتظره قليلا, وعندما تمت العمليه بنجاح , ابتسمت برضا

هل أنجزت عملك؟

انتفضت ساره برعب شديد واستدارت بحده بالكرسى الدوار الذى تجلس عليه, لتفاجأ بجيف أمامها, يحمل فى يده مسدس صغير وفى عينيه بريق مخيف

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×