حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 8 يوليو, 2010 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مذكرات مقاوم عبارة عن سلسلة في حلقات تنقل الكاتبة من خلالها نبض المرابطين على التخوم .. أسود الوغى الذين واجهوا بقلوب مؤمنة .. وأقدام ثابتة .. مقبلين غير مدبرين .. صائمين وألسنتهم تلهج بالدعاء إلى الله .. أن ينالوا إحدى الحسنيين .. إما النصر أو الشهادة .. واجهوا أعتى عدوان همجي شهدته البشرية .. في حرب الفرقان على غزة ملاحظة: الموضوع منقول وسأضع كل يوم حلقة بإذن الله شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 8 يوليو, 2010 الحلقة الأولى: حين حصدنا 11 جندي في "تكتيك طارئ"!! كتبتها: إيمان عامر يـَا الله، عامٌ مضى كلمح البصر..ولكني لا زلت أذكر بقوة ذلك اليوم المشئوم أول أيام الحرب الصهيونية على غزة، بينما كنت وزوجتي في زيارة إلى بيت أهلها الذين يقطنون في منطقة بعيدة عن منزلنا..عقارب الساعة كانت تشير إلى الحادية عشرة والنصف حينما فاجأتنا الطائرات الصهيونية القطاع بقصف جوي وغارات مهولة استهدفت المقرّات الأمنية بداية، ومن ثم كل ما هو موجود، وما هي إلا لحظات حتى هاتفني مسئول الكتيبة التي نعمل تحت لوائها في منطقة الزيتون وأخبرني بأننا في حالة طوارئ 24 ساعة، وعلينا تغطية مواقع الرباط خصوصاً المتقدمة، فتركت زوجتي وذهبت إلى منطقتي "الزيتون"، وحتى اللحظة ظننا أن القطاع سيشهد اجتياحاً جزئياً، ولم نكن نتوقع بأنها حرب ضروس ستسمر طوال تلك المدة، واستمر القصف العنيف المشحون بالأحقاد والضغائن، حتى بدأ الاجتياح البري وضُربت المواقع التي كان من المفترض أن نغطّيها، ولم يكن هناك إمكانية للانسحاب. القصف الجنوني والعشوائي استهدف وحدة الرصد التابعة لنا، فشكلنا غرفة عمليات طارئة وكنت أحد مسئوليها، كلفنا أحد المجاهدين بمهمة الاستطلاع بعد دخول القوات الصهيونية الخاصة للمنطقة وعلى الفور جهّزنا خطة لضرب هذه القوات التي ارتدت زي القسّام فكشفنا أمرها بسرعة، وجلست مع مسئول الخاصة في القسام ودرسنا مدى تقدم القوات الخاصة وحددنا المنطقة، واتفقنا على زرع العبوات في مكان يصل إليه المجاهد ويخرج منه بأمان، وكان ذلك في وقت الغروب. تَدرّج منفذو العملية الطارئة إلى المكان وكان عددهم اثنان، فزرع الأول عبوّتان في منطقة متقدمة تقترب من الهدف -القوات الخاصة-، وبقي الآخر في الخلف يطمئن على سير العمل ويغطي المجاهد الأول وكان التواصل بينهما عبر موجة داخلية بالهوائي، وبعد زراعة العبوتين قام بالضغط على زر التفجير إلا أنها لم تنفجر بسبب خلل فني فيها سببه اقتراب أسلاكها من بعضها البعض، وكان معي الإخوة في مجلس العمليات وتواجدنا في النقطة المتقدمة واقترح كل منا فكرة لمواصلة تنفيذ العملية، وقلنا للمنفذ اذهب وانظر إلى الأسلاك الموصلة للعبوات وأبعدها عن بعضها. القوات الخاصة كانت على مقربة منه، فذهب وباعد الأسلاك عن العبوات، وقال: بسم الله.. الله أكبر وفجّر، فانفجرت العبوة الأولى ولم تنفجر الثانية، وانسحب المجاهد وإذ بالمنطقة تعج بألسنة الدخان، فتواردت الأخبار إلينا أولاً بأول وإذ بالخبر الأول يفيد بمقتل نائب مسؤول لواء "غولاني" مع اثنين من مرافقيه..صَيَحاتهم كانت تشحننا بالثبات، فهلّلّنا وكبّرنا وعلت أصواتنا بذكر الله وكأننا حققنا المستحيل وبعد لحظات، وصل عدد القتلى إلى 9 جنود ومن ثمّ 11، فكانت أول ضربة على مستوى القطاع..ولم تكن ضربة عاديّة رغم أننا خططنا لها ميدانياً خلال الساعات الأولى للحرب فأثخنت بالعدو وأوجعته، وفي المقابل أدخلت في قلوبنا الطمأنينة والمزيد من الثقة بنصر الله، فبمجرد حدوث العملية التي أثارت حفيظة العدو نزلت أرتال من الدبابات إلا أن شباب الخاصة تصدوا لها وشرعوا في تفجيرها، فاضطر العدو للانسحاب من المنطقة وغير الطريق، والتفت قواته من ناحية محررة "نتساريم"..في تلك اللحظات نظرت إلى عيون المجاهدين فكانت ترقص فرحاً بهذا النصر الذي زادهم حماسة لمواصلة التصدي للعدو، وتنفيذ المزيد من العمليات، ومضت بقية أيام الحرب وإذ بخبر هزّ كياني بعدما علمت باستشهاد زوجتي التي انقطعت عنها منذ ذلك اليوم الذي تركتها به عند أهلها، لا أخفي بأن شعور انتابني بالحسرة والوحدة، إلا أنه لم يحل دون إكمال واجبي الوطني، لاكتشف بعد ذلك أنها لا تزال على قيد الحياة!! شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 9 يوليو, 2010 (معدل) الحلقة الثانية: مفاجأة "قَدَر" لا زلت أظنّها خيالاً !! كتبها/ محمد المنيراوي تمام العاشرة مساءً من أول أيام الحرب ساد الأجواء قليل من الهدوء غير الآمن بالنسبة لنا، ولكن سرعان ما قطعه صوت الطائرات الإسرائيلية التي شَرعت في قصف مكان الكمين الذي مكثت به لإنجاز مهمتي الجهادية المتمثلة في تفجير نفسي في قوات المشاة في حين تمكّني منها أو اقترابها مني، ومن ثم تباغتهم عناصرنا المنتشرة في الكمائن المعدة على طول المنطقة. بعد دقائق عصيبة بدأت أرتال الآليات بالتقدّم تجاهي أنا واثنين من المجاهدين حيث اتخذنا من أحد منازل المهجورةمكاناً للكمين الذي أعدناه، فأحالت تلك الآليات الدنيا جحيماً فلم نستطع رؤية ما يحدث، إلا أننا بقينا متأهبين لصد أي هجوم على المنطقة..حينها كنت مجهزاً بـ"حزام ناسف" إضافة إلى سلاحي المجهز بكل ما أريد من رصاص وقنابل وذخيرة. بقى ثلاثتنا ثابتين في مكان الكمين الذي أصبح شبه محاصر، ومرت لحظات والوضع يزداد سوءاً، ولكننا تسلحنا بالتضرع لله والتسبيح، لكي يفك كربنا وينصرنا على أعدائنا، تقدّمت الآليات، وبدأت الاشتباكات بيننا، وكانت تزداد ضراوة مقابل ثباتنا وحماسنا في المواجهة، واشتدت الضربات الجوية التي شنت بشكل عشوائي أيضاً، لكننا الاستشهاديين الذين عشقوا وترقّبوا تلك اللحظات، سعياً نحو الشهادة. ومضت ساعات إلا أن الأجواء لا تزال مضطربة وقاسية..وعند الساعة الثانية فجراً ًرصدت القوات الإسرائيلية المتسللة حركة رفيقيّ المجاهدين وهما يغادران المنزل المهجور –مكان الكمين-، فسارعت إلى تجهيز نفسي للعملية التي انتظرتها بلهفة، وبقيت بمفردي ينتابني شعور بين الخوف والرجاء، وتزايدت ضرباتهم للمنزل..وأخيراً أعطى الجنود المهزومون الضوء الأخضر لطائرات الـ f16 بقصف المنزل لتحيله إلى ركاماً، ومع الضربة الأولى نطقت الشهادتان، وظننت أن لقاء ربي قد اقترب، وتوالت الضربات فلم يبق حجر فوق حجر في المنزل!. قوات الاحتلال تخلصت من المنزل بكامله وممن فيه من بشر، لكنها لم تتخلص من العناية الإلهية التي كانت تحرسنا في كل أوقاتنا.. حتى خرجت من تحت الركام المهول بعد طول إغماء وفقدان لوعيي..حينها حرّكتُ يداي فتحركت، ثم رأسي فتحرك، وكانت تلك اللحظات عبارة عن وهم وخيال لا زال في مخيّلتي، وصرت أتساءل هل أنا موجود من قَبل وأشارك في معركة حقيقية أم أنها أحلام سعيدة في منامي؟. بمجرد أن فقت من الموقف الذي كنت به سارعت إلى السجود شكراً لله الذي حفّني برعايته، ولكنني حتى اللحظة لم أتفقّد جسدي إن كنت مصاباً كوني خرجت من بين ركام وحطام هائلين، إلا أنني فوجئت بأنني سليم ولم أصَب بأذى أو مكروه.. كانت تلك اللحظات من أصعب ما واجهت في حياتي، خصوصاً حينما نظرت إلى المنزل من حولي فلم أجد له أي أثر، فشعرت وكأن قلبي انخلع من مكانه، وأحسست بالإعياء والخوف الشديدين وأنا مازلت طريح الأرض لم أستطع الوقوف على قدميّ. جلست وأنا لم أصدق ما حدث، فأخرجت التمر والماء من جعبتي، وهو طعامنا الدائم وقتها، فأكلت خمس تمرات وشربت قليل من الماء ثم دعوت الله أن يثبتني في تلك المحنة وأن يوفقني في مهمتي التي صممت على تنفيذها. مضى وقت قليل حتى بدأت أسمع تحركات واسعة ومخيفة للآليات تتخطى المنزل وتدخل إلى المنطقة، فكانت الفرصة تحوم حولي لإتمام مهمتي بتفجير نفسي فلم يكن بإمكاني المكوث أكثر من ذلك، حتى خرجت من مكاني قيبل أذان الفجر وبزوغ النهار ونظرت إلى ما حولي، ففوجئت بآلية إسرائيلية تقف على بعد سبعة أمتار من نقطة تمركزي، وفكرت قليلاً..ولكنها ليست الهدف..فالهدف معروف وهو "الجنود المشاة" الخارجين من آلياته. مكثت في مكاني أنتظر الفرصة السانحة، لكن مع أذان الفجر وتحت ضربات المجاهدين تراجعت القوات الغازية إلى الوراء وأنا مازلت أشعر بفوضى عارمة داخل جسدي ولم أستطع التركيز، حتى تمكنت بعدها بالانسحاب إلى منطقة الانطلاق ورؤية إخواني المجاهدين اللذان رافقاني من جديد، فتبسّمت لهم، واتخذنا من لغة العيون وسيلة للتحدث إلى بعضنا وأقسمنا من خلالها أن نكمل الطريق. تم تعديل 9 يوليو, 2010 بواسطة حفيدة الياسين شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 10 يوليو, 2010 الحلقة الثالثة: يوم "الصيد الثمين"! كتبتها: إيمان عامر أُولى مذكّراتي "المبعثرة" عن تلك الحرب ارتبطت بأول أيام العدوان حينما تحركت مجموعات كتائب القسام للرد على العدوان الإسرائيلي وفقاً لحجم الضربات التي استهدفت المواقع والمقرات الأمنية، حيث اتجهت لاستهداف المستوطنات المحيطة بالقطاع، وكان دكّ مستوطنة "نتيفوت" من نصيب منطقة الزيتون بقرار من قائد كتيبتنا، وأوكلت تلك المهمة لبعض أبناء القسام وكنت أحدهم إلى جانب الشهيد حاتم عياد والشهيد فهمي طافش، فقصفت هذه المستوطنة للمرة الأولى في الحرب، وكان عدد سكانها ضعف سكان مستوطنة "اسديروت"، ومنذ ذلك اليوم الذي قصفت فيه دخلت "نتيفوت" في نطاق صواريخ كتائب القسام. ولعلّ ما أثار حفيظة العدو أن استهدافها لم يكن على الأطراف بل في عمقها، بعدما أطلق الشهداء أول ثلاثة صواريخ ولم يصابوا بأذى، وبينما كانوا يستعدوا لمعاودة الضرب استهدفت المجموعة، فاستشهد فهمي على الفور، و بقي حاتم ينزف حتى ارتقت روحه إلى العلياء وهو يرقد في المستشفى، وكانا أول شهداء المعركة في الميدان، بعد ذلك توالت الأخبار التي تفيد بمقتل مستوطنة ووقوع عدد من الإصابات، وأصبح هناك عملية نزول للمستوطنين داخل في الملاجئ، فأصدر قادة الاحتلال قراراً بوقف ضرب المقاتلات الحربية مؤقتاً حتى صدور تعليمات جديدة، واستمرت الحرب وكان إطلاقنا للصواريخ يسير بشكل موازي لضربات العدو حتى يعلم بأن القسام لم يستسلم وما زال يواصل عمله. عَجلة الحرب البغيضة كانت لا تزال مستمرة، ونحن مصرّون على نيل إحدى الحسنيين فإما نصر مظفّر يقهر العدو وإما شهادة توصلنا إلى الفردوس الأعلى.. ومما تيقّنا منه خلال تلك الأيام أن العناية الإلهية كانت تلازمنا، ففي أحد الأيام جاءت إلينا إشارة بأن على أحدنا يذهب لتفقّد مدفع وضعناه في "بيّارة" استهدف بقوة من قِبل بطائرة حربية، وتوقعنا أنه لم يتبقَ منه شيء، إلا أن قدرة الله شاءت بألا يتضرر من هذه الضربة القوية، فوجده الشاب كما هو إلا أنه كان داخل الأرض، وأخرجوه منها، وجرّبوه فوجدوا أنه يعمل بشكل جيد!!. مظاهر الهَوَس الصهيوني بدت تظهر بعد الاجتياح البري، تحديداً في اليوم العاشر من الحرب، جاءت إشارة تفيد بضرورة ضرب موقع "ناحل عوز" لتجمع عدد من الجنود فيه، فاستهدفهم المجاهدون بنفس المدفع الذي أصيب، وضربوا الموقع مما أدى إلى مقتل قائده، وكان وراء هذه المهمة الشهيد "أيمن شلدان" وهو قائد الكتيبة والرجل الثاني في وحدة المدفعية على مستوى لواء الزيتون، ومع ذلك فكان يعمل كبقية الجنود، رغم أن المتعارف عليه أن القائد لا يجدر به أن ينزل إلى الميدان، إلا أن شجاعته وإقدامه دفعاه لأن يكون على رأس العمل ويضرب ما يقارب من 7 – 10 قذائف، وما أن خرج من "البيارة" حتى استهدف واستشهد في المكان الذي أطلق القذائف منه فكان "الصيد الثمين" كما أعلنت قوات العدو التي ارتقبت تلك اللحظة بشغف..نعم لقد تأثرنا جميعاً باستشهاده ولا أخفي عليكِ فالروح المعنوية لدى بقية المجاهدين تراجعت للوراء مؤقتاً، بعد أن كان الحماس والاندفاع حليفهم كون الذي ارتقى ليس عنصراً عادياً بل كان قائد الكتيبة. الحزن على فراقه سيطر علينا كثيراً وأضعَفَ من عزيمتنا للحظات معدودة، تجاوزناها بالترحّم عليه والثبات، واستحضار الآيات القرآنية والأدعية التي تعين على الثبات، ومع تأكيد خبر استشهاده ظنّ العدو أنه قضى على وحدة المدفعية في الزيتون انتهت، ولكننا أثبتنا له عكس ذلك حينما واصلنا إطلاق الصواريخ والقذائف في يوم الثاني من استشهاده حيث ضرب الإخوة العديد من الصواريخ التي استمر إطلاقها حتى بعد انتهاء الحرب وأردنا من خلال مواصلة الضرب إيصال رسالة فحواها أن استشهاد أيمن لم يؤثر على عمل سلاح وحدة المدفعية ولا في تقدمه. وبعد انقضاء أيام الحرب الاثنين والعشرين عُدت إلى منزلي حيث زوجتي وأولادي، وحينها شعرت كما لو أنني كنت في حلمٍ طويل لم أفق منه إلا وأنا أقلّب وأدقق في صور الشهداء الذين كانوا بجانبي طوال تلك المدة لأدرك بأن ما حدث هو حقيقة لم تكن في الحسبان ولكنها علمتنا الكثير الكثير . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
بسمة الرضى 182 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 11 يوليو, 2010 تابعي يا حبيبة متابعين معك بإذن الله ,, شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 11 يوليو, 2010 تابعي يا حبيبة متابعين معك بإذن الله ,, جزاك الله خير على ردك العاطر أسعدني تواجدك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 11 يوليو, 2010 الحلقة الرابعة: حينما تركتُ "قلبي" عندَ "وَحِيدتي"!! كتبها/ محمد المنيراوي لَمْ أُصدّق ما حدث حينما واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية في ذلك اليوم من العام الفائت، دَكّ قطاع غزة من شماله حتى جنوبه بالقذائف والصواريخ والأسلحة غير المعهودة بشكل جنوني.. لا أخفيك سراً إن قلت بأن شدة تلك الضربات الغادرة أذهلتنا نحن في كتائب القسّام، وكذلك الأمر بالنسبة بقيّة فصائل المقاومة، مما حذا بقيادة القسام لإعلان الاستنفار لكافة جنوده على ثغورهم، كلٌ في موقعه. بمجرد أن تلقّيت إشارة الاستنفار ذهبت إلى منزلي لأجهز نفسي وأودّع زوجتي، ووالدتي، لكنني لم أتمكن من مداعبة وتوديع ابنتي الوحيدة "فاطمة" التي تَحْتَل قلبي، فلم تكن حينها قد حضرت من المدرسة بعد، ولم يكن بوسعي انتظارها، فهناك واجب ينتظر مني تأديته.. فبقيت نار شوقي لها تشتعل في قلبي، لأنني لم أَعتَدْ على الخروج من المنزل دون تقبيل وجنتيها، ومما زادني ألماً أنني كنت أستعد للخروج ولا أدري إن كنت سأراها وأحضنها مجددا أم أنني سأنضم إلى قافلة الشهداء. كان الوقت يداهمني، ولابد لي من الالتحاق بجنودي الذين كنت أترأس مجموعتهم، والموزعين على ثغورهم.. فلم يُسعفني حينها استراق بعض اللحظات أملاً في قدومها، ولا "المَلمَلة"، فامتشقت سلاحي ولحقت بالآخرين، ولساني يدعو الله بأن يحفظ لي صغيرتي الجميلة. كانت الساعة تقترب من الثامنة مساءً، والضربات لا تزال تتصاعد، وزرقة سماء غزة تحولت إلى سَواد دامس بفعل الطائرات الحربية الإسرائيلية، ورائحة الدماء كانت تنبثق من كل ركنٍ وزاوية. سارعت أنا ومجموعتي المُكوّنة من عشرة جنود إلى مناطق رباطنا في شرق غزة، مجهزين بكامل عتادنا وطعامنا الذي لم يخرج عن حبّات التمر والماء، ومكثنا فيها ثلاثة أيام متواصلة حتى لا تُرصد حركتنا في المكان لحين قدوم "الشِفت" الثاني، ولم يكن هذا الأمر شاق علينا لأننا مكثنا مدة خمسة أيام متواصلة في كمائن أعددناها للعدو في فترات سابقة. في تلك اللحظات لم أنسَ للحظة واحدة وحيدتي "فاطمة" ابنة الأعوام الثمانية التي كانت قد وصلت البيت بعد خروجي، فوجدت أمها الصابرة على غير عادتها، حيث حاولت حبس دموعها التي سرعان ما انهمرت حينما سألتها عني، كما أخبرتني زوجتي في وقت لاحق، وما أن عَلِمَت فاطمة بأمر ذهابي إلى موقع الرباط حتى أخذت تبكي بشدة، وقالت لأمها: ماذا لو لم يأتِ أبي؟؟ وهل سأنعم بحضنه الدافئ؟؟، وانفجرت بالبكاء مجدداً، أما أنا فكنت متواصل معها بقلبي وروحي التي تاقت لرؤيتها، وكنت أسترق بعض الوقت لأتذكر ضحكاتها البريئة حينما كنت أمازحها، وكنت في الوقت ذاته "على أحر من الجمر" للانقضاض على العدو الذي دمر كل شيء، وكانت الأخبار تأتينا أولاً بأول وتُعلمنا باستمرار عن ارتقاء عشرات الشهداء من أحبّتنا. مرّت ساعات.. وأنا لا زلت أكمل عملي الجهادي، وصوت مُدَللتي لا يغادر مسامعي، وفي تمام الحادية عشرة مساء اليوم الثاني..فتحت جهازي الخلوي بشكل خاطف.. فهو محظور الاستخدام في الأمور العسكرية إلا لحاجة ملحّة، وإذا برسالة تظهر على واجهته مكتوب فيها "بابا.. أنا فاطمة مشتقالك كتيييير"، عندها اغرورقت عيوني بالدموع ودار في مخيلتي شريط ذكريات لصور زوجتي..طفلتي..أمي، ولكن سرعان ما تلاشت تلك الذكريات، لأن هناك أمانة في عنقي أهم من كل ذلك وهو وطني!. وفي عصر اليوم الثالث رجعتُ إلى البيت، فوجدت زوجتي تقرأ بعضاً من القرآن الكريم وهي تدعو بقلب مؤمن بقضاء الله، أن يردّني إليها سالماً، بينما "وحيدتي" نائمة لعلها تشاهد أباها في منامها لتسامره وتمازحه في وحشته، فما كان من قلبي المنفطر إلا أن يدفعني تجاهها لأحملها وأقبلها..أمّا هي فاستيقظت وصارت تبكيني بشدة، فكانت تلك اللحظات الخاطفة شديدة التأثير على نفسي، وعلى أهلي، إلا أنها أسعدتني كثيراً. قضيت ذلك اليوم "الهانئ" بينهما، ومن ثمّ عُدتُّ إلى هناك حيث العدو الذي لم يتوانَ عن استباحة المحرّمات في تلك الحرب التي فتحنا فيها باب التوقعات لكل شيء، حتى أن أعود ولا أرى أي من أهلي حتى "فاطمة". شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
وردة ياسمين 33 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 12 يوليو, 2010 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اللهم ثبت المجاهدين وأمدَهم بنصر من عندك وماشاء الله مساعدة المشرفة (بسمة الرضى) تتابع الموضوع ، لو سمحتِ يابسمة الرضى ممكن تفهميني الحاجات اللي أنا مش فاهماها ؟؟ شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 12 يوليو, 2010 اللهم ثبت المجاهدين وأمدَهم بنصر من عندك آآآمين تشرفت بمرورك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 12 يوليو, 2010 الحلقة الخامسة: طَعناتٌ "مُوْجعة" صوّبها "أحِبّتي" إلى قلبي ! كتبتها/ إيمان عامر ما الذي جاء بذكرى تلك الأيام التي أبْعدتنا عن "أحبة" عِشتُ الحياة برفقتهم؟!!..لا..حقاً إنني مخطئ في ذلك، فهذه الحرب يجب أن توثّق، فعلى الرغم من الجراح التي لم تندمل بعد، إلا أن هناك ما يُثلج الصدر. ففي أحد أيام الحرب كُلّفنا بمهمة تفجير آلية تسمى "الريبورت"، يستخدمها العدو لتأمين المناطق للجنود قبل دخولها فيها خشية أن تكون ملغّمة، فطلبَ مسؤول الكتيبة منّي أن أرسل أحد المجاهدين ليصوّر "الريبورت" بعد تفجيرها، والمكان الذي حدث فيه التفجير.. فاتجهتُ على الفور إلى المرابطين واصطحبت معي ثلاثة كان بينهم الشهيد "أحمد حوّس"، وتحدثنا إليهم بشأن التصوير، والتقينا بالشهيد "عزمي دياب" الذي استمر في الرباط مدة ثلاثة متواصلة بطلبٍ منه، فكان يطلب دوماً أن يبقى في الرباط، وألا يفارقه، فقررنا إرسال أحمد حوّس لتصوير مكان الانفجار مع عزمي الذي أصرّ على أن يذهب معه، وأخبرَنَا مسؤول الكتيبة بأن نحاول التقاط أي صورة تُظهر مكان تواجد الدبابات والآليات حتى نتمكن من ضربها. كانت الساعة الثالثة عصراً حينها، فاتفقنا أن نلتقي في نفس المكان الذي افترقنا منه بعد نصف ساعة.. في تلك اللحظات كنت لا أدري ما الذي أصابني فجأة، فقد ضاقت بي الدنيا، وشعرت بحزنٍ كبير ولم أدرِ ما سببه، وبقيت أنتظر قدوم أحبّتي عزمي وأحمد، وكانت الدقيقة تماثل العام وقتها، فيا لها من لحظات عصيبة..همٌ يؤرّقني ويثقل كاهلي بلا سبب مادّي!!. واقترب موعد التقائي بهما ولكن أحداً لم يأتِ، فصرتُ أهدئ من روعي، وأحاول أن أتظاهر بالاطمئنان، ولكني ازددت توتراً عندما انقَضَت النصف ساعة، وجاء الموعد ولم أرَ أي منهما، وأصبحت أتنقل في أزقة الشوارع، وانسحبت من مكاني إلى المكان الذي تواجدت به مجموعة المجاهدين..عقارب ساعتي التي لم تفارق بصري اقتربت من الرابعة.. مرت بضعة دقائق وإذ بصوت انفجار قويّ تمام الـ 4:02، فقلت لهم باندفاع: لقد استشهد عزمي..، فمازحوني وقالوا:"هدول عفاريت كيف بدهم يموّتوا بكم دقيقة تركناها فيهم". وعلى الرغم من أنهم واصلوا أحاديثهم بشكل طبيعي واستبعدوا كلامي، إلا أنني بقيت وحيد حزني، فاتخذت من غرفة العمليات مكاناً لاحتواء أفكاري وشرود ذهني، وأنا أفكّر بأحمد تارة وعزمي تارة أخرى، واستمر المجاهدون في تبادل أطراف الأحاديث ملتزمون بالحيطة والحذر، وأخذت ضحكاتهم تعلو، وأنا لا زلت شارد الذهن، فسألوني: ما بك تبدو غير طبيعياً اليوم؟، فعاودت إلى الإجابة ذاتها وقلت: يبدو أن حبيباي قد استشهدا، ولم يكن بإمكاني التأكد من هذا الشعور، لصعوبة الوضع الأمني، فكلّفت إخوة اثنين للذهاب إلى أهالي أحمد وعزمي وليستطلعوا الأمر. مع أذان العشاء تحقق ما كنت أخشاه، وتأكّدَ خبر استشهادهم، فتجرّعت الألم الذي كبّلني، رغم أنني أتمّنى الشَهَادة لي ولكل من سار في هذا الدرب، ولكنه الفراق.. فعلمت حينها من اثنين من المجاهدين الذين رأوا الشهيدين أثناء استهدافهما، أن أحمد ظلّ ينزف ما يقارب خمس وأربعون دقيقة متواصلة أمّا عزمي فارتقى على الفور، ليستشهد كل منهما قبل تنفيذ المُهِمّة، وتصوير مكان تفجير "الريبورت" والآليات، فدَعوْت الله أن يتقبّلهما في عليّين، ويسكنهما حيث تمنّت نفسيهما. شُيّع الشهيدين بسرعة بسبب طبيعة الظرف واستمرار الحرب، ولم أتمكن من المشاركة بجنازتهما التي مرّت من أمامي في اليوم الثاني، فلم يكن هناك وقت أمامنا، وكنت حينها في موقف "لا أُحسَد عليه"، فكيف سأتمكن من النظر في وجوه أهالي الشهيدين الذين شاهدوني وأنا خارج مع ابن كل منهما، ولم يروني منذ تلك اللحظة إلا بعد استشهادهما، ومما زاد من ألمي على فراقهما وحَرَجي، ما حدث بيني وبين شقيق الشهيد عزمي، حينما ترك جنازته وجاء وسلّم عليّ وقال لي: أستحلفك بالله ألا تضيّع دم أخي هدراً، وكذلك حينما جاء والد الشهيد أحمد وقال لي:دم ابني في رقبتك بدك تجيبلي حقو منهم"، فما أن قالا ذلك حتى شعرت بثقل على صدري المكلوم، كما لو أنها طعنَات غير مقصودة وُجّهت إلى قلبي، ولكني أقسَمتُ بأن أواصل طريقي، وأنتقم لأحبتي ولأرضي وشعبي. نظرتُ إلى الشباب من حولي فوجدت أن معظمهم تأثروا باستشهادهما، وأن منهم من خارت قواه، فتداركت الأمر، وتنبّهت له، وقررت أن أغطّي بنفسي الأماكن المتقدمة حتى ترتفع معنوياتهم، إلا أنني فوجئت برفض الإخوة لذلك وحالوا دون تواجدي هناك كَوْني مسئول، وهو ما جعلني أُيقِن بأنهم لا زالوا بِعَافيتهم وأن عزيمتهم لم تلِن بعد. حينها.. جاءني شاب نَحيف وضعيف البُنْيَة وطلب منّي أن يخرج ليرابط في الأماكن المتقدمة بدلاً مني، فترددت بسبب ضعف بنيته، ولكن سرعان ما وافقت على طلبه أمام إصراره على ذلك، وطلبت منه تجهيز نفسه، فخرج، وبقي حوالي ثلاثة أيام متواصلة هناك ولم يصَب بأذى..كَم فرحت حينما جاءني بعد رباطه هناك، وقال لي بلَوْم:"يا رجل.. كِدْت أن تحرمني من هذه اللحظات الممتعة، وأجْرها"، فقلت في نفسي:ما أعظمكم وما أروعكم أحبّتي..هكذا أنتم رجال تعشقون الموت وتتحيّنون الفرص لمواجهة عدوّكم الشرس، وإذا ما أصابكم الأذى تزدادون عزيمة، فلله درّكم. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 13 يوليو, 2010 الحلقة السادسة: يومَ قلبنا "جنّتهم" إلى "جحيم"!! كتبتها / إيمان عامر بينما كنتُ أُفكّر بألم في أعداء الشهداء الذين ارتقوا حتى اليوم الخامس عشر من الحرب، وما حدث لشعبي من أطفال ونساء وعجائز، جاءني أحد القيادات العسكرية، وقطعَ عليّ ذلك التفكير العميق الذي وصل لحد البحث عن طريقة أشعر من خلالها بأنني انتقمت من عدوّنا، فأَعلمني بأنه تم اختياري مع ثلاثة مجاهدين لتنفيذ مهمّة جهادية، وهي عبارة عن "كمين" عسكري للقوات الصهيونية المتوغلة شرق مخيم "جباليا"، وذلك بعد أن جلسنا مع القيادة العسكرية التي أخبرتنا بأن العملية تتطلب لتنفيذها أربعة مجاهدين: اثنان من وحدة "الهندسة" ومجاهد من وحدة "الدروع"، وآخر من وحدة "المُشاة"، ومن ثمّ اطلعونا على تفاصيلها..قابلت هذا التكليف بفرحة غامرة..ومما يستوجب عليَّ ذكره هنا أن القيادة وُفّقت في اختيار منطقة الكمين وهي عبارة عن مَمرّ وطريق للآليات التي تتوجه من الخط الفاصل نحو جبل "الكاشف"، لأن العدو يستفيد من طبيعة المكان ولن يقوم بتجريفه، كونه كان يشكل لها ساتراً عن المناطق السكنية. في ذلك اليوم خرج أربَعَتُنا إلى الهدف، وكنّا ننوي إنجاح هذا الكمين، وانطلقنا إلى منطقته حتى وصلنا إليها رغم الصعوبات التي كانت تواجهنا بسبب الطيران وبُعد المسافة، وكانت الخطورة تكمن في أنه يتواجد في "بيّارة" خلف خطوط العدو، وبالتالي يَستدعي الحيطة والحذر والتسلل بدقة متناهية حتى نصل إليه بسلام، وكانت الآليات العسكرية والمدفعية تمر في "البيّارة" فتعرضها للقصف وإطلاق النار، فكنا نسلك طرقاً صعبة جداً، ولكننا صمّمنا على أن نصل إليه، وتعاملنا مع تلك الصعوبات ميدانياً وفقاً للتدريبات التي مارسناها والأساليب العسكرية والأدوات التي كانت بحوزتنا، وتمكنّا من الوصول بحمد الله. مرّت تلك اللحظات الحرِجة ونحن لا نزال قي مكاننا، وكنّا نشعر بوَحْشة لبعض الوقت خصوصاً فترة المساء، وانتشار الظلام الحالك لأن إمكانياتنا كانت محدودة ولكن الله عز وجل ربط على قلوبنا وثبتنا.. ولم تُنسنا تلك اللحظات الحرجة ذكر الله، فقد كنا نتناوب على تلاوة القرآن الكريم حتى يحلّ الليل فنستمع إلى تعليمات القيادة ووحدة الرصد عن طريق سماعة أُذن لأننا على مقربة من الآليات العسكرية..مرّت ساعات أخرى ونحن نرتقب صدور التعليمات، حتى تم ذلك، وتلقّينا معلومات من القيادة بأن هناك آليات تتقدم نحو جبل الكاشف مدعّمة بآليتين عسكريتين، ولا بد من تنفيذ الكمين فيهم. كان الوضع صعباً للغاية، والآليات تحيط بنا، وكانت الجرّافات تجرّف في محيط المكان الذي تواجدنا فيه وكأنها تختال في جنان واسعة..أما قلبي فقد كان يخفق بشدة لا لأنني جبان ولكنها لهفة القتال، ومع ذلك فقد فجرنا العبوات وضربنا الآلية الأولى بقذيفة p29 المتطورة والقادرة على اختراق أعتى أنواع الدروع تحصيناً، ثم انسحبنا مع الشخص الرابع من الكمين بسلام، وأثناء عودتنا إلى مركز الانطلاق رأينا آلية عسكرية، وكان بحوزتنا ثلاث قذائف مضادة للدروع..لقد كانت فرصة ذهبية لاصطياد هؤلاء الجبناء، فلم نطلق العنان للتفكير فيما سنفعله، فعلى الفور واتصلنا بالقيادة وأبلغناهم بأننا سنفجرها فوافقوا، وتم استهداف هذه الآلية بالقذائف التي أشبعناها بذكر الله. وأتْمَمْنا تلك المهمة الطارئة بسلام، ولكن ماذا عن العودة والانسحاب؟؟...تداركنا أمرنا بسرعة، وقررنا تغيير خطة الانسحاب، فلم نرجع من نفس الطريق التي أتينا منه للكمين وذلك لتوخّي الحذر وحتى لا نقع بين أيدي هؤلاء الحمقى، وبحمد الله انسحبنا بطرقنا الخاصة عبر الجدران والأسلاك والزحوفات والحذر الشديد، ولم يصب أي منّا بأذى، ولم ننتظر حتى نأخذ قسطاً من الراحة فأبلغت القادة بتفاصيل تنفيذ "الكمين" حتى يتم الإعلان عن هذه العملية التي سميت بـ"جحيم الغزاة"، وكذلك هيَ كانت فبعد أن كانوا يتلذذوا بحرق الأرض وتجريفها وإطلاق القذائف تجاه أي حركة هناك، أصبحوا يتقهقرون، ويتخبّطون وكأنهم في الجحيم . هللنا وكبرنا حينما وازددنا ثقة بعملنا، حينما اعترف العدو الصهيوني بمقتل قائد لواء المظليين في "جحيم الغزاة"، وبإصابة 9 جنود بينها إصابتان خطيرتان، وقد فقد العدو صوابه إثرها فتقدّمت الآليات بعد العملية مباشرة باتجاه منطقة "الشنطي" وجرّفت الأراضي الزراعية، وكأنهم بذلك سينالوا من عزيمتنا. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
أوجـ يا جراحي ـعيني 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 13 يوليو, 2010 شكرا لك اختي اللهم انصر الجهاد والمجاهدين في كل مكان شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 13 يوليو, 2010 شكرا لك اختي اللهم انصر الجهاد والمجاهدين في كل مكان آآآمين بارك الله فيك على مرورك العاطر شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 14 يوليو, 2010 الحلقة السابعة:"أساطير" الجُبن والخوف حينما ألقوا في "المرحاض"! كتَبها/ محمد المنيراوي: مضت أيام عدّة والحرب لا تزال قائمة بشراسة وعنجهية لم نستوعبها حتى اللحظة..كان كل شيء يسير بسرعة أذهلتنا، وكادت أن تُربِكنا، لَوْلا تداركنا للأمر، واستعدادنا الفوري للمواجهة القاسية، التي بدأتها كتائب القسّام بتوزيع عناصرها كلٌ حسب منطقته. كان نصيبي من المواجهة وافر، فقد كلّفتني القيادة أنا واثنان من الوحدة القسّامية الخاصة بمهمة إعداد كمين مُحكم في منطقة "السلاطين" شمال غرب قطاع غزة، وتنفيذه في جنود من الوحدة الخاصة الإسرائيلية، فانطلق ثلاثتنا إلى –مكان الكمين- وهو منزل يبدو عليه الخراب، وبقينا نترقب قدومهم إليه، لحظات ودخل جنود العدو إلى الكمين، فما كان منا إلا أن نباغتهم بخوض اشتباك عنيف دار عدة دقائق تمكّنا خلالها من قتل بعضهم، وإصابة البعض الآخر. لم يكن هذا النصر بلا ثمن فقد أُكلِمنا باستشهاد أحد أفراد مجموعتنا خلال العملية، في حين تمكّن الآخر من الانسحاب، أما أنا فَكَمَنت مجدداً في منزل آخر مكوّن من أربعة طوابق..وكنت حينها مشوّش التفكير، فقد تملّكتني الرغبة في قتل مزيد من الجنود، لألقى خالقي شهيداً بعدها، وكان استشهاد "رفيقي" دافعاً لذلك..كَمنت في مرحاض الطابق الأول من المنزل بعدما اتخذت من "البانيو" ساتراً لخوض اشتباك جديد. كان السكون المؤقت يخيّم على الأجواء حتى سمعت صوتاً قادماً باتجاهي فجهزت نفسي..فجأة وجدت نفسي أَصَم بعدما أُلقيت عدة قنابل خانقة وصوتية تجاهي، ولم أعد أسمع شيئاً.. وقبل أن أخرج من ذلك الموقف، دخل جندي يضع على أنفه وفمه كمّامة، ويحمل سلاحاً، فكان نصيبه ثلاث طلقات في رأسه وصدره ليلقى مصرعه في المرحاض. وبعد فترة وجيزة، وإذ بضيف جديد قادم ولكنه يختلف عن سابقه بعض الشيء، فقد أذهلني شكل ذلك الكلب الأسود والعملاق، والذي ثبتت في رأسه كاميرا للتصوير، فأدركت بأنه جاء ليقوم بدور البديل عن الجنود "البلهاء" الذين لا يستطيعون التعامل مع من حملوا أرواحهم على أكفهم ونذروا نفوسهم لله، فما كان مني إلا أن أطلق رصاصة لتستقر في رأسه ليصطف بجوار صديقه في "مرحاض الجبناء". عندها علِمت أن الأمر يحتاج إلى خطة أخرى تَكْمُن في اعتلاء أعلى المنزل لأكون في مكان أكثر أمناً، فأخبرت القيادة بها ووافقت على تنفيذها، وصعدت إلى الطابق العلوي..كانت الساعة تمام الرابعة مساءً ولم أكن أعلم ماذا سيكون مصيري في تلك اللحظة..فأخذت آكل مما حصلت عليه من غنائم!!، وجلست بين "جالونات" خصصت لتخزين الزيتون لأكون أكثر تمويهاً. فجأة..سمعت صوت "مقادح" تضرب أساسات المنزل بشكل مخيف..فدعوت الله فوراً، وتضرعت إليه بأن ينجيني من الموت بعيداً عن المواجهة المباشرة..فمضت بضع دقائق وإذ بهم ينسفون المنزل عليّ، فتحت عيناي بعد ساعتين من الإغماء لأجد نفسي طريح الأرض ولا أستطيع الحركة أو الكلام..لكنها العناية الإلهية التي لم تغب عن المجاهدين وظلت تحرسهم خلال تلك الحرب..عندها خرجت من بين "جالونات الزيتون" التي كانت وكأنها مُسخّرة لامتصاص شدة الضربة عني، ومن ثمّ خرجت وأنا لا أستطيع إلا الزحف على ظهري، وكان وجهي قد شج وأصيب جسمي بكدمات مختلفة. خرجت ولم أجد سلاحي فقد اندثر مع شدة الضربة، فصرت أزحف من بين آليات كانت متمركزة وبجوارها جنود وكأنّ على رؤوسهم الطير، فما زلت حتى اللحظة مندهشاً من كونهم لم يرَوني، وواصلت الزحف حوالي 2000 متر، حتى دخلت إلى بيت مضيء، بدا مأهولاً بالسكان الذين أوصلوني إلى المشفى مباشرة. وبعد انقضاء تلك الأيام واللحظات القاسية، وكلما خَلَدت إلى فراشي، أبتسم قليلاً، وألوم نفسي لأنني كنت أظنّ أن عدونا لديه شيء من الجرأة، ولم أكن أعلم بأنه يختزل مساحات كبيرة من الجُبن والخوف، فكيف لشباب في مطلع العشرينات أن يواجهوه بشراسة ويثخنوا فيه؟! شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 15 يوليو, 2010 الحلقة الثامنـة:عينُ الله أَنْجَتهُم من موتٍ محقق! كتبتها/ إيمان عامر: تمكّن المقاومون من الإثخان في عدوهم خلال "حرب غزة" التي مرّ عام على انقضائها، مستخدمين ما أُوتوا من عتاد وذخيرة، وتمكّنوا عبر ثباتهم في الميدان، وتكتيكاتهم التي توازت مع مدى خبرتهم في مواجهة المحتل، من إرباك حساباته هو وقيادته التي كانت تتخبط في بعض قرارتها من هَوْل ما حدث خلال تصدّي المقاومة لهم..فكنت أنا وكثيرون كلّما دارت الاشتباكات بينهم وبين عدوهم ندعو الله في سرّنا بأن يثبتهم، ولكّني كنت أتساءل دوماً كيف أدار هؤلاء الرجال معركة كهذه استخدم فيها عدوّهم أسلحة وأساليب لم تخطر ببال أحد؟، وما أن "لَملَمت" المقاومة أوراقها بعد الحرب حتى بدأت بعض الأسرار تتكشّف لنا، وكان من ضمنها الإجابة على هذا التساؤل الذي دار في أذهان معظمنا..فرعاية الله وعنايته لازمت مقاومينا، بعيداً عن الكرامات المادية التي شاع الحديث عنها. الحلقة الثاسعة من "مذكّرات مقاوم" التقطت بعض المواقف التي تجلّت فيها العناية الإلهية للمقاومين "جنود الله في الأرض" خلال الحرب، ليروي أصحابها مذكّراتهم فيها: صوتٌ خَفيّ أيقظني! أولى الروايات كانت لأحد المقاومين القسّاميين من شمال القطاع، فقال: كنت أنتظر أنا وثلاثة من زملائي فرصة تنفيذ أحد الكمائن التي أعددناها للقوات المتواجدة في جبل الكاشف شمال القطاع، فوزعنا أنفسنا على مكانين، أحدهما عبارة عن منزل غير مأهول بالمواطنين، وبينما كان رفيقي في الكمين يأخذ قسطاً من الراحة، كنت أنتظره حتى يفيق وأنام بدلاً منه، وكنت منهك من شدة التعب، فغلبني النعاس أنا الآخر، وغرق كلانا في النوم الذي قطعه ذلك الصوت الذي لم أعرف مصدره ولا صاحبه، واستيقظت من نومي وهو يردد: أصحو من نومك..أفِق، فاستيقظ أنا وصديقي، فسألته، هل أنت الذي أيقظتني من النوم، فضحك الآخر: وقال: لا..كيف لي أن أُيقظك وأنت من أيقظتني؟!، وبعدما أخبرته بأنني كنت نائماً بجنبه، أيقنّا بأن عين الله كانت ترعانا، خاصة عندما قصف المنزل المجاور للذي تواجد فيه، ومن ثمّ منزلنا، فأيقنا بأننا سنخرج منه أشلاء، إلا أن الله أردا غير ذلك حينما لم تهدم الغرفة التي كنّا بها خلال استهداف المنزل، وبقي كلانا على قيد الحياة. "فأغشيناهم فهم لا يبصرون" يقول مقاوم آخر بتواضع غلب على لهجته: من دلائل رعاية الله لنا والتي استشعرتها خلال الحرب، أنه ومع ازدياد ضراوة المعركة كلّما مضى يوم منها، نزلت سكينة الله تعالى على جنوده الذين يقاتلون في الميدان، فرغم شدة المِحنة، إلا أننا كنا نستشعر السكينة الإلهية في قلوبنا.. فكان أحدنا يشعر بالخوف عندما يذهب إلى منزله، أما حينما يكون في مواقع متقدمة من الرباط فلا خوف ولا وَجل في قلبه، فكنّا نثبت في أماكننا، وحوّلنا تلك الأيام إلى حياة ممتعة من دون أن نتخلى عن الحيطة والحذر الشديدين، كما أنني كنت أذهل حينما أنظر إلى زملائي الفرسان أجدهم يحملون العبوات ويسيرون بها أسفل الطيران ولا يصابوا بأذى، وبعضهم كان يخرج من خلف خطوط العدو، ومن بين الآليات العسكرية، ويختفي بسرعة أدخلت الذعر في نفسه!، وهنا كنت أستذكر قوله تعالى "وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون". سَكينة لم نَألفنا من قبل أحد مقاومي منطقة "تل الهوى" غرب غزة، يروي: أصبحت على قناعة تامة بأن العناية الإلهة التي رافقتنا طوال الحرب، كانت سبباً في ثباتنا، فكنا نشعر بأن جنود الله تقاتل معنا، وأن عين الله ترعانا فبينما كنا نزرع عبوّة أطلق العدو تجاهنا صاروخ وبقدرة الله انفجر في الجو قبل أن يصلنا، كما أن القوات الخاصة أطلقت نيرانها علينا ولكننا لم نصب فنَجونا عدة مرات..ولا أنسى يوم أن حوصرنا في مكان كانت الدبابات أسفله وكنا نتوقع قنصنا واستهدافنا في كل لحظة لكن الله عز وجل أنزل سكينة وطمأنينة في قلوبنا، ولم يتمكنوا منّا. يا لها من أيام اكتظت بالتناقضات.. فعلى الرغم من هول الحرب، وشدة الضربات، إلا أنني كنت أشعر براحة نفسية وسعادة غير معهودة دفعاني لألّا أغادر موقع الرباط، إلا أنني شعرت بعد انقضائها وذهابي إلى البيت كما لو أنني سجين، فقد تمكّن مني الضيق وتمنيت لو أنني بقيت هناك، وأدركت الفرق بين حياة الشهادة، وحياتنا، وها أنا أنتظر عودتهم، لأتمكن من أحدهم. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
رحيل القمر 1 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 16 يوليو, 2010 هزى حقيقيه ولا روايه فعلا كانى معهم فى المعركه الله يرعاهم الله يحفظهم الله ينصرهم وتابعى انا معكى وتقبلى مرورى شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 16 يوليو, 2010 هزى حقيقيه ولا روايه فعلا كانى معهم فى المعركه الله يرعاهم الله يحفظهم الله ينصرهم وتابعى انا معكى وتقبلى مرورى أهلاً بالغالية رحيل القمر هي قصص حقيقية حصلت للمجاهدين وليست رواية تشرفت بمرورك ومتابعتك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 16 يوليو, 2010 الحلقة التاسعـة:إطلاقُ "الصواريخ" حينما ماثل تنفيذ "عمليةٍ استشهادية"!! كَتبتها/ إيمان عامر أيام موشّحة بالأسوَد القاتم كانت تمر علينا كما لو أنها سنيناً طويلة، فما أن كانت يداي الواحد منّا تلامس سطح الصاروخ الفولاذي لننقله من مكان لآخر حتى كنّا نشعر بأن أرواحنا سوف تخرج على الفور..شعور لا يمكن لأديب أو كاتب أن يعبّر عنه بكلماته المنمّقة والمخطوطة بماء القلب، وليس بإمكان أحد وصفه إلا من عاش منكم تلك التجربة لحظة بلحظة..عندما كنا في "الوحدة الصاروخية القسامية" نسابق الزمن من أجل إطلاق صاروخ على الأقل على موقع إسرائيلي هنا أو هناك، ردا على جرائم الاحتلال ضد أهلنا الصابرين في قطاع غزة، خاصة وأن وقف إطلاق صواريخ المقاومة كان أحد أسباب الحرب. لست مبالغاً حينما أقول بأن ذلك الإحساس لم يكن ناتجاً عن خوف وجبن دائم -حاشا المجاهدين أن يشعروا بذلك- ولكنه كان نتيجة الأمانة التي حُمّلنا بها، وهي ضرب الصواريخ بما يوازي الانتهاكات الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا في الزمان والمكان المناسبين، لهذا كان علينا المخاطرة مهما كان الأمر معقداً. ومع أن عام بأكمله أسدل ستاره على تلك الحرب الغبراء، إلا أنني وما زلت يوم أن تلقينا أوامر قائد وحدتنا الصاروخية القسامية، بالخروج أنا واثنين من المجاهدين لإطلاق ثلاثة صواريخ من طراز "جراد" على عدة مواقع إسرائيلية، فقابلنا تكليفه برحابة صدر، واستجبنا لها، إلا أنها كانت لحظات عصيبة، وكان تكليفه الامتحان الأصعب الذي كان حلّه عبارة عن توصيل الصواريخ من أماكن التخزين إلى المناطق المتاخمة للحدود مع العدو الإسرائيلي لتكن ضربتنا أقوى. لم تكن تلك المهمة هي الأولى ولكنها حقاً كانت الأقسى، فالطائرات الحربية التي لم تفارق الأجواء تقصف بشكل عشوائي وتستهدف كل شيء والقذائف تلقى من حولنا، والآليات تتنقل بجوارنا، وعيون "العملاء" كانت ترصد تحركاتنا بدقة، فلم نكن نعرف كيف سنخرج من تلك الدوامة؟!، ولا ندري متى ستُرصد حركتنا، أو ترسل طائرة "عمياء" هدية لنا لتحولنا في بضعة ثواني نحن وصواريخنا إلى أشلاء متناثرة..بالفعل لقد كان نقل كل صاروخ لإطلاقه يوازي تنفيذ عملية استشهادية. تجاوزنا كل ذلك، فمرّ بعض الوقت ونحن نجهز أنفسنا ونضع خطة لنقل الصواريخ الثلاثة، حينها أشار قائدنا لنا بالانطلاق إلى المكان المعلوم..يومها كان الوضع خطيراً جداً فالطائرات لا تفارق السماء!، وأنا في قرارة نفسي أشعر بإحساس غريب أن شيئا ما سوف يحدث لنا.. لكن لا فائدة من توجسي هذا، فتلك الأوامر منهج بايَعنا الله عليها، وأن نسمع ونطيع دائما مهما كلف ذلك من ثمن، فانطلق ثلاثتنا كلُّ واحدٍ من طريق وهو يحمل صاروخاً يعلوه فيما لو أوقفه بجانبه، فطول الواحد يزيد عن المترين، ومن ثمّ إخفاء وتمويه بشكل جيد يمكّنه من الوصول إلى المنطقة بسلام.. ليقع ما كان في الحسبان!، وذلك عندما انطلق أحد زملائي قطع شارع ليصل إلى "ضفته" الأخرى وهو ينتقل من الأماكن السكنية إلى مناطق زراعية غير مأهولة لكي لا تكون وبالاً على المواطنين وتتخذها (إسرائيل) ذريعة لتدمير مربعات سكنية بكاملها وإن كانت قد فعلتها بذرائع واهية، وما أن تنصّف صاحبنا الشارع حتى كان نصيبه صاروخاً من طائرة استطلاع رصدت حركته لتحيله أشلاء مختلطة بـ"صاروخه العتيد"، وهو ما زال يتنفس وينطق بالشهادتين. لقد كان إحساساً مرعباً..أن تقف على بعد أمتار أمام مجاهد عزيز يتوسد جراحه وأشلاءه وليس بإمكانك أن تقدم له يد العوْن وأنت تنظر إلى قلبه المختلط بالغبار والأتربة لتحصي دقاته، وتنتظر فإما هي بداية تمنحك الفرح أو نهاية تصيبك بالذهول!!.. يا الله كم كان إحساسا مؤلما أن يعيش صاحبك بك تماماً كالدم، ويلتصق بك كأظافر يديك وتكون له كالواحة المريحة ثم يغادرك كالغريب!. لقد أدمى منظر صاحبنا القلب ونحن ننظر إليه ونحن عاجزين أن نُرجع له روحه أو أن نفعل له أي شيء، فقد سبقنا قدر الله عز وجل لتستقر روحه الطاهرة في عليين بإذنه..لا مجال للبكاء هنا، فالوقت بدأ ينفد، وكان لابد من إكمال طريقنا لنطلق ما تبقى معنا من صواريخ ونحن نستمد من دم شهيدنا المسكوب العزيمة والإصرار، قررنا إخبار إخواننا في القيادة بنبأ استشهاد أحد أفرادنا وطلبنا منهم إرسال سيارة إسعاف لتقلّه إلى المشفى كون المكان يُحرم الدخول فيه لغير سيارات الإسعاف، وواصلنا مسيرتنا من منطقة أخرى حتى وصلنا إلى المكان المطلوب ونصبنا الصاروخين تحت انتشار كبير لطائرات الاحتلال وأطلقنا الأول ومن ثم الثاني ودعونا الله أن يسدد رميتنا ويثأر لنا من دماء صاحبنا ويشفي صدور قوم مؤمنين. وهكذا الأمر بالنسبة لمعظم أبناء هذه الوحدة التي يجهل كثيرون أمرَها وحقيقة عملها الذي لا يمكن لشخص ذو مواصفات عادية أن يباشره، فلطالما حلمت بان أكون أحد أفرادها قبل أن يكتب الله لي ذلك..فلم يكن إطلاق الصاروخ بمجرد نزهة أو فسحة، فكان مطلق الصواريخ الذي عدَّها البعض بالعبثية، يحمل روحه على كفه لتلبية واجبه الوطني والذود عن شرف أمته وشعبه، وكأنه يحمل قنبلة موقوتة لا يعرف متى سيستهدف وتتناثر أشلاؤه، كما حصل مع مجاهدنا الشهيد. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 17 يوليو, 2010 الحلقة العاشـرة:يومَها "ضَعفنَا" أمامكم! كتبتها/ إيمان عامر: منذ أول أيام الحرب قررنا أن ننتزع قلوبنا بأيدينا، ووضعنا بدلاً منها إقدام وشراسة قد تماثلان ضراوة الضربات التي تلقّيناها منذ لحظاتها الأُولى، ولولا ذلك لما ثبتنا في المعركة التي أدرناها على مدار الاثنين وعشرون يوماً، إلا أننا سرعان ما كنّا نضعف أمام أهلِنا في غزة الذين لم يتركوا نوعاً من العذاب إلا وذاقوه خلال تلك الحرب، فكثير من أعمالنا الجهادية ارتبطت بهم..خلال الاجتياح البرّي تحديداً شرق قطاع غزة عزَمت وبقية مجموعتي من القسّاميين على تنفيذ مهمّة جهادية في قوات العدو التي كانت على مقربة منّا، واتخذنا من بعض المنازل مكاناً للتخفّي عن أنظاره بعد أن منحنا أهلها مفاتيحها، وجهّزت نفسي وعتادي في حين أن الطائرات الحربية لم تغادر الأجواء، وكل شيء حولنا كان له نصيب من القذائف والنيران، وبدأنا بتوزيع أنفسنا على أماكن تنفيذ المهمّة. انتصَفتُ أحد الشوارع وكانت الفرصة الملائمة للتنفيذ، وبينما نحن في ذلك وإذ بعائلتين يزيد عدد أفرادهما عن العشرين يخرجون من منازلهم ويحملون أحد المصابين، ذهلَني المشهد لأنه لم يتبقَ أي من الناس في تلك المنطقة، وتساءلت لمَ لمْ يغادروا منازلهم كبقية الناس؟ أتراهم ينظرون الموت؟!، أم أنهم ظنوا بأن عدوهم لا يزال يختزل شيء من الرحمة؟!..نظرت إليهم فوجدت بينهم أطفالاً ونساءً فدبّ الألم في نفسي، فأحزنني أن أراهم يهرعون بذعرٍ وهلع، وصيحات أطفالهم تعلو مع كل خطوة كانوا يخطونها. لحظتها دعوت على كل صهيوني ومتخاذل..يا له من مشهد قاسٍ، أبناء شعبي يذوقون المرارة جرعة تلو الأخرى ويشرّدون أمام أعيننا، ولكني تنبّهت إلى مهمّتنا التي يتوجب علينا أدائها في ذلك الوقت، فالعدو يَبعُد أمتاراً عنّا ونحن على جاهزية تامة للبدء في التنفيذ، إلا أنني أشرت إلى زملائي بتأجيلها حفاظاً على أرواح هاتين العائلتين، فلو شعر العدو بتحرّكاتنا لأبيد جميع أفراد العائلتين بلا استثناء، فنصبح نحن "المقاومون" سبباً في القضاء عليهم، كلّا لن نكون كذلك فنحن ما وجدنا إلا للذوذ عن هؤلاء الضعاف، وحمايتهم. دققت النظر في عيونهم فوجدتهم يتوسّلون لنا بأن نتوقف عن العمل في ذلك الوقت حتى يخرجوا من المنطقة بسلام..فكّرت ملياً فوجدت شيء ما بداخلي يدفعني لمساعدتهم في حمل ذلك المصاب، فدخلت بينهم وكأنّي أحدهم، وجعلت أُطمْئِنهم، وأخبرتهم بأنني سأوصلهم إلى أكثر منطقة أمناً، وكان لهم ذلك عندما استغلينا تصاعد ألسنة الدخان من أحد المصانع التي استهدفت في تلك المنطقة، ومضوا في طريقهم بخطوات متعثّرة وسريعة ومثقلة بهمٍّ تمكّن من قلوبهم، ولم يفارق هذا الموقف مخيّلتي منذ عام مضى عليه. لم يمضِ وقت طويل على هذا الموقف الذي أدى لتعطيل جزء كبير من عملنا وإثخاننا في العدو، حتى واجهنا موقف مشابه حافظنا فيه على حياة عائلات أخرى، فبينما كنّا في خضم عملية ضرب قذائف "الهاون" تجاه قوات العدو التي كانت على بُعد 200 متر منّا, مرّت بعض العائلات التي كانت تبحث عن مكان يؤويها بعدما هُدمت منازلهم، فعرقلوا عملنا..على الفور أوقفنا إطلاق "الهاون"، رغم كثرة أعداد المواطنين الذين مرّوا من المنطقة، وشدة الضربات علينا. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 18 يوليو, 2010 الحلقة الحادية عشر: يوم "رَحَلْتم" وتركتوني "وحيداً" في دُنيا ضيّقة! كتبها/ محمد المنيراوي: بعد عناءٍ طويل على مدار الأيام الأُولى من الحرب تمكّنت من استراق بعض من الوقت لكي أخلد إلى النوم، وأتلذذ بقسط من الراحة بعد الإعياء الذي ألمّ بي، بسبب إصابتي المتوسطة في محاولة اغتيالي الثالثة على التوالي من قِبل العدو..انقطعت تلك الدقائق الهادئة تمام الثالثة مساءً حينما استيقظت فَزِعاً على صوت نغمة هاتفي الخلوي الخاصة بقائد مجموعتنا القسامية، لننطلق إلى الميدان مجدداً، فما كان مني إلا التلبية والاستعداد للخروج. جهزت نفسي وإذ بنظرات زوجتي الحائرة والحزينة تحاصرني، وهي تحضن صغيرتي "ريم" وكأنها تقول لي "لا تذهب..فلم نكتفِ برؤيتكَ وحنانك بَعدُ.."، حينها لم يكن الوقت ليُسعفني فبدأت باختلاسِ ما يمكنني من آخر لحظات عمري معهم، أودعهم بلهفة وعيوني ترنو إليهم باشتياق..لكن ذلك الموقف الحرج لم ينسني تقبيل يديّ والداي الأعزاء، فشيء ما بداخلي أخبرني بأنها لحظة الفِراق. ركضت إلى الخارج فلم أحتمل ذلك الموقف الذي أَدمى قلبي، واتجهت إلى مكان الانطلاق..وعلى بعد خمسين متراً من بيتي وبينما كنت أعُدُّ دمعات زوجتي التي وقفت على نافذة البيت وهي تحمل طفلتي "ريم" التي لم تكل وهي تلوّح بيديها لوالدها الحنون..فجأة..وإذ بالبيت يسوّى بالأرض، وتخرج منه ألسنة اللهب!!، تساءلت بصدمة لا زالت أمر بها:ما الذي حدث؟ وأين زوجتي..طفلتي..والدتي..والدي؟، أين ذهب كل هؤلاء؟!. حينها اكتشفت شلل لساني عند حاجتي للكلام، وموت قلبي عند حاجتي للحب وللحياة، وجفاف عينيي حينما احتجت لإغراقهما بالدموع، فأصبحت وحيداً كالغريب بلا وطن.. كم أصبحت الدنيا صغيرة في عينيّ عندما أيقنت أن العدو قد أخطأ الهدف، وخطف من بين جفوني مَن فتحتُ لهم بوابةً في قلبي!، حتى أستيقظُ على نَيْر جحود المحتل ليتركني وحيداً كالوطنِ المهجور!. لم يكن للأرض بما رحبت أن تتحمل غضبي، فودَدَتُ لو أنني أتحول إلى قنبلة ذرّية تتفجر في "إسرائيل" لتمحوها عن الوجود!، لكن هيهات لكِ يا أحلامي السعيدة ذلك، فاحتملي يا نفسي حزنَك لوحدك إن استطعتِ أن تحتملي!. وبعد لحظات من الذهول والإعياء جفت من عينيّ الدموع خلالها، عُدت أدراجي إلى بيتي المدمر علّني أجدُ ولو قَدماً من أشلاء عائلتي أقبلُها ثم أواري من فوقها التراب، لكني لم ألقَ إلا حطاما محروقاً قد سقط عليه صاروخ من الطائرات الحربية الإسرائيلية أحاله إلى رماد.. لم أدرِ كيف أخرجت المحمول وضغطت على رقم قائدي وأخبرته بصوت متحشرج بما حصل لأهلي وبيتي، فما هي إلا لحظات حتى حَضر مصيبتي، وعانقني وهو يدعو الله أن يرحمهم ويعظم بهم أجري وأن يجمعني بهم في جنانه..حتى أسعفتني دمعة نزلت قسراً لتخفف عني جرحاً أَوغلَ في قلبي المكلوم. مرت ساعة من الزمن قبل أن تتمكن فرق الإنقاذ من العثور عليهم، ليذهبوا بهم إلى المستشفى لتكفينهم وتجهيزهم لكي نصلي عليهم ومن ثم نواريهم التراب..حتى جاءوا بـ"أربعتهم" إليّ لكي أودعهم في لحظاتهم الأخيرة ولكن..من فوق الأكفان، حينها تحول كل شيء حولي إلى ظلام دامس، وأنا مغرورق الدموع، وفي قلبي أشجان لا أعرف لمن أبوح بسرّها. وبعد دفنهم ومواراتهم التراب ونصب بيت العزاء، شعرت وكأن في خلجات نفسي دماء أُسرتي تدفعني للذهاب لإكمال واجبي الوطني والدفاع عن كل شيء يستباح من قبل العدو الإسرائيلي في حربه الشرسة على غزة، لآخذ بيد قائدي للذهاب إلى معركة أثأر بها من أعداء الله. مضت الساعات ونحن نضرب العدو هنا وهناك وبعد وقت من الهدوء والذهاب إلى كمين كان يُعد استراحة مقاتل، جلست مختلياً بنفسي أراجع شريط أحلام اليقظة المرير، حينها شعرت بلوعة اللُقيا، والشوق لرؤيتهم، وسماع أصواتهم، فتمنيت لو أن الزمان يعود للوراء ليلة واحدة كي أتذوق طعم الفرح في حضورهم لكني سرعان ما كنت أتراجع كالملسوع بعقارب الحنين وأقنع نفسي بأنها أضغاث أحلام لم تراوح مكانها. بعد انقضاء العزاء رجعت إلى أنقاض بيتي أتحسس مكانهم..أتذكر "تلويحات" "ريم" وهي تودعني من شرفة المنزل، لأذهب فورا إلى مكان قبورهم.. حقاً كان إحساس لا يوصف أن تقف على عتبات قبور أناس تحبهم، كانوا كل شيء في حياتك، ثم تحدثهم..تحاورهم..تصف لهم طعم الحياة بدونهم ولون الأيام بعد رحيلهم، لحظتها أجهشت في البكاء من أعماقي كطفل رضيع وأكلم قلبي حينما تذكرت أنهم ما عادوا حولي. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 19 يوليو, 2010 الحلقة الثانية عشر: أيادٍ خفيّة قَسَمت ظُهورنا..وأدمت قلوبنا! كتبتها/ إيمان عامر: انقضى الأسبوع الأوّل من الحرب التي أنهكتنا في بعض الأوقات، ونحن لا نزال منتشرون على الثغور، وفي نقاط الرباط، بعدما أوكلنا أمرنا لله عز وجل، وواصلنا تنفيذ الكمائن والعمليات.. بفضلٍ من الله أتْمَمتُ إحدى المهام الحذِرة مع بعض المجاهدين الذين التزموا بالدقّة المتناهية خلال تنفيذها في ذروة الاجتياح البرّي، فحملتُ أَمتِعتي وعتادي وذهبت إلى أحد الأماكن لأبدّل ملابسي التي التصقت بالأوساخ والغبار، ومن ثمّ عُدت إلى مواصلة العمل بعدما نقلت العتاد لمكان الرباط، وبينما كنت أقطع أحد الشوارع المُوصِلة إلى المكان تفاجئت بأحد سكان المنطقة يقف في وسطه وكأنه ينتظر قدومي..حينها دبّ الخوف في نفسي، فالمكان يخلو من أي كائن حي، والناس لا يجرؤون حتى على الخروج إلى مثل هذا الشارع الذي يتفرّع من منطقة تقترَب من العدو، أمّا هو فيقف فيه باطمئنان كما لو أن الهدوء يعمّ الأجواء. تروّيت قليلاً قبل أن أُطلق العنان لشكوكي به، ولم يكن بحوزتي سوى مسدّسي الشخصي، وما أن اقتربت منه حتى التصق بي وأصبح يسألني عن أحوالي، ولم يعطنِي فرصة للإجابة على أسئلته المتتابعة والتي بدَتْ بلا طعم!، فتساءلت في نفسي: وهل هذا وقت السؤل عن الأحوال؟!..حاول إرباكي وشلّ تفكيري، وأخرج من جيبه زجاجة عِطرٍ صغيرة، وأخبرني بأنه سيرش بها عليّ، حاولت أن أمنعه إلا أنه سبقني ورشّ عليّ وركز على يداي..حينها تأكدت شكوكي التي ذهبت إلى أن يكون أحد العملاء الذين كانوا اليد الطُولى لـ"إسرائيل" في غزة، وتتبّعوا أخبار المجاهدين ونقلوها لها. ابتسمَ بدهاء، وكأنه صنع معروفاً بحقي، ومضى في طريقه بخطوة الواثق..على الفور حاولت التخلص من هذا "العطر" الذي بدا غريباً ولكن بلا جدوى!، فالمادة التي صنع منها التصقت بي ولم أتمكن من إزالتها.. في الحال هاتفتُ الإخوة في المنطقة وأخبرتهم بما حدث، فطلبوا مني أن أخرج من مكاني، وأذهب إلى منزلي لآخذ قسطاً من الراحة، خوفاً عليّ بسبب ما حدث. حاولنا فحص المادة ولكن شدة الضربات وطبيعة الظرف الذي كنا نمر به حالا دون ذلك، فلم يكن بإمكاننا التوجه للمختبرات التي قصف معظمها وفحصها، واتضح لنا من خلال خبرتنا في العمل العسكري أنها مادة تستخدم لتعقّب المجاهدين من قِبل الطائرات الصهيونية.. وعلى الرغم من خطورة العملاء إلا أننا لم نعطِ ما حدث أهمية كبرى حينها، فما كان من زملائي إلا أن يتتبعوا تحركات هذا الرجل الذي ثبت عليه التورط في بعض الأعمال المخزية سابقاً، واقتادوه إلى منطقة وحققوا معه، وتأكدوا من تورطه في وحل العمالة، فتعاملوا معه وفق المحددات التي تحكم طبيعة عملهم. لا أخفي بأنني توقعّت بأن يتم استهدافي بعد تلك الحادثة، ولكنني لم أنقطع عن العمل كما طلب الإخوة مني، فباشرتهُ بحماس واندفاع شديدين، ولكن الألم كان يثبط من عزيمتي وهمّتي حينما كنت أفكّر في أمر العملاء الذين ارتضوا بأن يكونوا بمثابة أيادٍ تتحرك بالخفاء لبيع دينهم وأبناء وطنهم بثمنٍ بخس في حربٍ طاحنة أكلت الأخضر واليابس، ولم تفرّق بين خائن ومقاوم، فيا له من عارٍ لن تتمكن الأيام من مَحوَه! شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 20 يوليو, 2010 الحلقة الثالثة عشر: يومها رأيت ما لا يُصدَّق..وعشت تفاصيل قصة "أَسْـرٍ"! كَتبها/ محمد المنيراوي: في مثل هذا اليوم من العام الفائت، عشتُ قصةٍ لا تزال تفاصيلها تمر أمام عيناي كما لو أنها حدثت بالأمس..كان يوماً قاسياً بحق..فالسماء مُلبدة بالطائرات الحربية الإسرائيلية التي لم تغادرها للحظة واحدة، و"خفافيش الليل" ما زالت تتسلل هنا وهناك ترصد حركة المجاهدين وتعيث في بيوت الآمنين فساداً، بعدما أخلوْها، وفي أشد الليالي حلكة حيث القصف والتدمير، وأعز الأصدقاء يرتقون أمام أعيننا إلى العلياء..جهزنا أنفسنا للانطلاق إلى كمائننا في المناطق الشرقية من غزة لنثأر لأنفسنا وأرواح شهدائنا، وكانت التعليمات قد أعطتنا الضوء الأخضر، لتنفيذ عملية خطف جنود إسرائيليين إن استطعنا ذلك. وما أن أسدلَ الليل ستاره وسكنت الأجواء، حيث لم نعد نسمع صوت نباح الكلاب يأتينا من بعيد برسالة نشمّ في رائحتها "نكهة الفراق"، حتى انطلقنا في مجموعة مكونة من ثلاثة مجاهدين إلى مكانٍ خبأ لي القدر فيه "قصة مثيرة"..واتفقنا أن يسير كلٌّ منا بمفرده ويكون يقظا لزميله الذي يسير بمحاذاته لكي نصل إلى المكان بأقل الخسائر. لمْ نَزَل كذلك حتى أضاءت المنطقة فجأة بقذائف العدو وهي تحرق الأخضر واليابس وتدمر كل شيء أمام مرآك، وتتطاير البيوت وتصل الشظايا إلى جسمك من على بعد مئة متر لتدفئ لك جسمك بـ"حرارتها الدافئة"، حتى أشار أحدنا "اتخذناه أميرا" لنا في مهمتنا بأن نربض في أماكننا حتى تقييم الوضع ومعرفة ما يحدث أمامنا، فبقينا في أماكننا وألسنتنا لم تكل من التسبيح ومناجاة الله من أن يحفظنا ويثبتنا. وفجأة.. دوّت الضربات من الطائرات الحربية والقصف المدفعي من بعيد لتُحيل المنطقة إلى نهار ملوّن بالدم، ونحن نسمع صيحات وصرخات أهلنا الذين كانوا في تلك المنطقة تأتي من بعيد لتقطع أفئدتنا وتلجم ألسنتنا عن الكلام..مرّت ساعة من الوقت قبل أن يعود الهدوء إلى المكان ونحن نرتقب اللحظة السانحة لنتقل إلى الأمام لرؤية ما حدث بأهلنا ونتحسس آلامهم ونحاول امتصاص صرخاتهم المدويّة في منتصف الليل، فأشار قائدنا علينا بمتابعة المسير على الكيفية التي بدأنا بها مهمتنا. وصلنا المكان بحذر شديد..يا للهوْل، لم أصدق ما رأته عيناي..ففي ذلك المشهد المروّع انفطرت قلوبنا، وتمكّن الذهول منّا، فما حدث لا يستوعبه عقل بشريّ، فأهل تلك المنطقة ممزقو الأشلاء، وقد خرجت أحشاؤهم من بطونهم بعدما انتهشت كلاب مفترسة لحومهم وأخذت تفتش بشراسة عن قلوبهم، بعدما احتست دماءهم الزكية، هنا متُّ بدل المرة ألْفاً، وأقسمتُ بأن أنتقم لهؤلاء الضعاف الذين وقعوا بين أنياب حيوانات مفترسة، فكانوا فريسة سهلة لحيوانات بشرية دمرت بيوتهم على رؤوسهم، وتلذذت بمنظرهم وهم مقطعو الأعضاء. صعقنا ذلك المشهد المثير لمشاعر متناقضة جمعت بين الألم على ما حدث لهم، والفرح لكونهم ماتوا شهداء.. قررنا مواصلة الطريق وعيوننا تصارع الدموع التي كانت تذرف رغماً عنها، وبعد عشرات الأمتار لاحظنا أضواء خافتة آتية من بعيد، فعلمنا أنها قوات صهيونية تتحرك في المكان، واتخذنا حُطام البيوت مكاناً لترتيب أوراقنا واستعادة أفكارنا التي تلاشت من هوْل ما رأيناه، ثم انطلقنا من جديد. وعلى بعد عشرات الأمتار من تلك القوات التي كانت تسير بخوفٍ وقلق، حتى دخلت أحد البيوت في تلك المنطقة وأحدثوا "فتحات" صغيرة في جدرانه، لكي يتمكنوا عبرها من قنص أي مجاهد، وكان ذلك حينما استهدفوا أحد مجاهدي مجموعتنا لتستقر رصاصة غادرة في رأسه الطاهر وتعود روحه إلى بارئها، لنبدأ على الفور بمعركة قصيرة، واشتبكنا معهم، وانسحبنا إلى أحد البيوت وكانت جدرانه لا تزال تتفتت من شدة إطلاق النار، ومع بداية تقدّم الآليات نحونا، طلب مني قائدي الخروج من المنزل حتى نخدع العدو ويظنّ بأنه فارغ من المجاهدين، ونفذت الأوامر، وما أن خرجت وإذ بطلق ناري أصابني في كتفي، فانسحبت إلى مكان أضمّد جرحي فيه، منتظراً ما خبّأه القدر لي. ساد الهدوء لفترة وجيزة، وإذ بجندي يتقدم نحو باب البيت الذي بقي قائدي به ظناً منه بأنه خالٍ من المجاهدين، ليستقبله بالانقضاض عليه، ومن ثمّ تقيده داخل البيت منتظراً الفرصة للانسحاب به..فانهمر إطلاق النار عليه من الجنود المهووسين الذين لم يقنعهم وقف إطلاق النيران لوجود أحد زملائهم مقيداً داخل المنزل!، لتبدأ المفاوضات مع صاحبي الذي تواصل معنا عبر في تلك اللحظات، وجاؤوا برجل من أهل المنطقة ليكون وسيطاً بينه وبين الجنود بعدما جرّدوه من معظم ملابسه، فأخبره الرجل بأن العدو سيعطيه الأمان في حال ترك الجندي وأطلق سراحه، فرفض طلبهم الذي بدا سخيفاً لرجلٍ كان له باع في قتالهم ومواجهتهم. بعد عدة محاولات رخيصة وإذ بالجنود يعطون الضوء الأخضر للطائرات الحربية بقصف المنزل، غير مكترثين لزميلهم الذي أجهش بالبكاء بمجرد وقوعه بين يديّ صاحبي، وما هي إلا لحظات حتى دُمِّرَ المنزل بأكمله ولم يتبقّ منه إلا الحطام..كنت أنظر إلى ذلك القصف الجنوني وشعرت كما لو أنه استهدفني، فرفيق دربي في الجهاد يلفظ الآن أنفاسه الأخيرة، وأنا لا أزال حياً ولم يكتب الله لي أن أرتقي إلى العلياء بصحبته. ورغم الحزن الذي أصابني إلا أنني عجبت لأمر هؤلاء الجبناء، فقد قتلوا زميلهم بأيديهم!..حقاً هم جبناء أحبّوا الحياة وتمسكوا بها، أما المجاهدون فهؤلاء رجال الله الذين عشقوا الموت على يد عدوّهم..يا لها من معادلة صعب استيعابها!!. جاءت الجرافات لتنتشل جثة الجندي من تحت الأنقاض وأتمت مهمّتها بعد دقائق من التجريف، واصطحبوا أشلاءه بعيداً، ولكننا لم نتمكن من انتشال جثة صاحبي الشهيد الذي أدمى قلبي بفراقه إلا بعد مضي يومين على استشهاده، فبقيتُ وحيداً في مكاني محاولاً وقف النزيف، فتمكنت من التواصل مع قادتي الذين أشاروا عليّ الانسحاب، لأفاجأ بأن الكلاب المفترسة نهشت جسد صاحبي الأول الذي استشهد في بداية مهمّتنا، فجعلت أطاردها لأبعدها عنه ووضعته في زاوية تحت الأنقاض ورحلت، فعُدت إلى حيث موقع رباطي لأحدث بقيّة زملائي بما حدث. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
اخوانية مسلمة 0 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 20 يوليو, 2010 موضوع رااااائع جزيتى خيرا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
حفيدة الياسين 3 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 20 يوليو, 2010 موضوع رااااائع جزيتى خيرا مرورك الأروع أهلا بك (: شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك
سُندس واستبرق 4686 أرسلي تقرير عن المشاركة قامت بالمشاركة 21 يوليو, 2010 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،، باركـ الله فيكِ ؛ حفيدة الياسين , لي عــودة لأكمال البقيـة بإذن الله ~ شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شارك