اذهبي الى المحتوى
~ أم العبادلة ~

دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

المشاركات التي تم ترشيحها

اللحــنُ فى القـــراءة

 

 

هو الخطأ أو الميل عن الصواب فى القراءة ، وينقسم إلى قسمين :-

 

القسمُ الأول , اللحنُ الجليّ :-

أى الظاهر , وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بعرف اللغة سواء أخل بالمعنى أم لا .

 

 

أمثـــــــــلة :

1- تغيير حركة بحركة : كما فى قوله تعالى : [أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ]. {الفاتحة :7}. فإذا تحركت التاء بالضم جعلتَ الضمير للمتكلِّم بدلاً من المخاطَب ، وإذا تحركت بالكسر جعلتَ الضمير للمؤنث ، مما يُخلُّ بالمعنى فى كليهما.

2- إبدال حرف بحرف آخر : مثل إبدال الطاء تاء وذلك بترك استعلائها كما فى قوله تعالى [ الطَّلاقُ ] . {البقرة – 229 } ؛ فتنطق [التَّلاقِ] . {غافر – 15 }.

أو إبدال الصاد سيناً بترك استعلائها أيضاً ، كما فى قوله تعالى [يُصْـحَبُـونَ] . {الأنبياء – 43 } ؛ فتنطق : [ يُسْـحَبُـونَ ] . {غافر – 71 } . وفى كليهما تغيير وتبديل للمعنى .

3- حذف حرف أو زيادة حرف : كحذف حرف المدّ فى قوله تعالى "إِنَّـا نَحْنُ نَـزَّلْـنَا الذِّكْـرَ " { الحجر-9 } ؛ فتنطق : ( إنَّ نحن ) ، أو زيادة حرف كما فى المثال السابق فتنطق frown.gif إنَّا نحنو) ، وكما فى قوله تعالى "يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ.... " { هود – 105 } ؛ فتنطق : ( يأتي ) ؛ بإثبات الياء المحذوفة خطّاً و لفظاً .

4- تغيير حركة الإعراب : كرفع الهاء أونصبها فى قوله تعالى :-

" الْحَمْـدُ لِلَّـهِ " { الفاتحة – 2 } .

5- تحريك السواكن من الحروف : كتحريك النون أو الميم بالفتح فى قوله تعالى : " أَنْـعَـمْتَ عَلَـيْهِمْ " . { الفاتحة – 7 } ، أو تحريك الهاء الأولى الساكنة بالضم فى قوله تعالى " أَيْـنَمَا يُوَجِّههُّ " .

{ النحل – 76 }.

6- تسكين المتحرك من الحروف : كما فى قوله تعالى " كُـفُواً أَحَـدٌ" . {الإخلاص – 4 } ، فتقرأ : كُـفْـواً أَحَـد.

 

 

 

حكمُ اللحنِ الجليّ :-

 

 

يحرُم بالإجماع إذا تعمده القارئ ، ولكن إذا كان ناسياً فلا إثم عليه ، فإذا كان جاهلاً بالحكم وأهمل التعليم فإنَّ الإثم يلحقه ، أما إذا كان فى سبيل التعلم وأخطأ ، فهذا والله أعلم هو المقصود بالقول : "جاهلاً".

 

 

 

القسمُ الثاني ، اللحنُ الخفيّ :-

 

هو خلل يطرأ على الألفاظ ، فيخِلُّ بعرف القراءة دون المعنى ، أو هو :ترك إعطاء الحرف حقه من تجويد لفظه.

 

 

وهو قسمان :-

أ) قسم يعرفه عامة القراء : مثل ترك الإدغام فى موضعه وكذلك الإظهار والإخفاء والترقيق والتفخيم .... إلى غير ذلك مما هو مخالف لقواعد هذا الفن.

 

ب) قسم لا يعرفه إلا مهرة القراء : نحو تكرير الراءات وتطنين النونات بالمبالغة فى الغنّات ، وتغليظ اللام فى غير محِلِّه ، وكذلك ترك زمن الغنة والمدّ ، أو الزيادة والنقص عن مقدارهما ، وكذلك ترعيد الصوت بالمد والغنة ، إلى غير ذلك مما يذهب برونق اللفظ وحلاوته وطلاوته.

 

حكمُ اللحنِ الخفيّ :-

 

فيه خلاف بين أهل العلم ؛ قال البعض بتحريمه كالجليّ ، وقال البعض بكراهته دفعاً للحرج ، وسيأتي تفصيل هذا فى التعليق على مخرج الجوف لاحقاً.

 

والناس فى القراءة أقسام :

 

 

 

أولاً ، محسن مأجور :-

 

وهو من سعى إلى تعلم كتاب الله ، واجتهد قدر الطاقة ، وتلقاه من أفواه الثقات المجيدين.

 

 

ثانياً ، مسيء آثـم :-

 

وهو من قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربـيّ الفصيح ، إلا أنه عدل إلى اللفــظ الفاسد والنطق الأعجمى استغنــاءً بنفسِـه واستبداداً برأيه وحَـدَسِـه واتكالاً على ما ألِـف من حفظـِه الخاطئ ، واستكباراً عن الرجـوع إلى عالمٍ يوقفُـه على صحيح لفظِهِ.

 

 

ثالثاً ، مسيء معذور :-

 

وهومن اجتـهد فلم يطاوعه لســانه على النطق الصحيح ومن اجتهد فلم يجد من يعلمه ويهديه إلى صواب القراءة فإنه : " لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ". ( البقرة (286) )

 

 

(منقول من كتب تجويد مختلفة ، وجمعت مادته في المذكرات الجلية في مخارج الحروف وصفاتها الذاتية) .

-----------------------

 

 

* تنــبيـــه :-

 

 

ينقسم الواجب فى علم التجويد إلى قسمين : واجب شرعي ، و واجب صناعي .

 

القسم الأول ، الواجب الشرعيّ :-

وعرَّفه علماء أصول الفقه بأنه : " ما يُثابُ المُكلَّفُ على فعلِه – امتِثالاً – ويُلامُ على تركِه ويستحقُّ العقاب " .

والمراد به هنا المحافظة على جوهر الكلمات القرآنية ، وحروفها التي تتكون منها بِنيَتُها ، وعلى حركتها وسكونها ، وشدَّاتها ومداتها ، إلى غير ذلك من الأمور التى يُعدُّ تركُها من اللحن الجليّ ، فمن أدّى هذه الأمور على وجهها ؛ فقد استحقّ الأجر والمثوبة ، لقيامه بأداء واجبٍ شرعيٍّ ، ومن تركها أو تهاون فى أدائها فهو آثمٌ مُستحقٌّ للعقاب لتركه الواجب الشرعي أو تهاوُنِه فيه.

 

القسم الثانى ، الواجب الصناعي :-

وهو ما يحسُن فعلُه ويقبُح عند علماء التجويد تركه ؛ كإظهار ما حقه الإظهار وإدغام ما حقُّه الإدغام ، وإخفاء ما يجب إخفاؤه ، وتفخيم ما يجب تفخيمه ، وترقيق ما يلزم ترقيقه ، ومدّ ما يتعيّن مدُّه ، وقصر ما يتعين قصره إلى آخر ما وضعه علماء التجويد من قواعد ، وما اصطلح عليه أهلُ الأداء مِن أصول ، فمن راعى هذه القواعد فى قراءته فقد أحسن وأجاد واستحق من علماء الفن الثناء الحسن ، والذّكر الجميل وصار قُدوةً طيّبة ، ومثلاً يُحتذى به فى جودة القراءة وحسن التلاوة ، ومن أهمل هذه القواعد أو قصّر فى أدائها ؛ استحقّ من علماء هذا الفنّ التأنيب والتعنيف ، والتقريع والتعزير .

 

 

وهذا مذهب المتأخرين من أهل الأداء ، وذهب المتقدمون مـن الصدر الأول والسلف الراشد إلى أنّ مراعاة هذه القواعد من الواجب الشرعيّ الذى يثاب فاعله امتثالاً ويستحقُّ تاركه العقاب .

وأجمع المسلمون من سلف الأمة وخَـلَـفِها على أن المحافظة على جوهر اللفظ القرآني ومراعاة شكله من ضمٍّ أو فتحٍ أوكسرٍ أو سكونٍ أو تشديدٍ أو تخفيفٍ ، إلى غير ذلك ، هو من الواجب الشرعيّ ، وأنّ الإخلال بأيّة ناحية من هذه النواحي خطأٌ ظاهر ، ولحنٌ جلي يأثم فاعله ويستحق العقاب عليه .

 

أما المحافظة على ما وضعه أئمة القراء من أصول وقواعد وتطبيق هذه القواعد فى القراءة بإظهار المُظهر وإدغام المُدغَم ، وإخفاء المخفيّ ، وقصر المقصور ، ومد المدود ، وتفخيم المُفخّم ، وترقيق المُرقّق ، إلى آخر ما دوّنوه ، فقد وقع فيه خلاف بين المتقدمين والمتأخرين .

فالمتقدمون يرون أن المحافظة على هذه القواعد وتطبيقها فى القراءة واجبٌ شرعيٌّ أيضاً ، كالمحافظة على جوهر اللفظ وشكله ، يُثاب عليه فاعله ، وأن الإخلال بها من اللحن الجليّ والخطأ البيِّن الذى يُذمُّ فاعله ويستحق العقاب عليه.

 

 

وأما المتأخرون فيرون أن المحافظة على هذه القواعد وتطبيقه فى التلاوة واجب صناعي يحسُن فعله ، ويقبح تركه ، ولكن لا يستحق تاركه شيئاً من العقاب الأخرويّ ، وأن الإخلال بهذه القواعد لحنٌ خفيٌّ ، لأنه يختصُّ به القرّاء ؛ ولا يُدركه غيرهم ، واللحن الخفيّ لايُخلُّ بالقراءة الصحيحة ولا يقدح فى ضبط التلاوة وحُسنها ، وإنما يخل بكمال الضبط ونهاية الحسن والبلوغ بالقراءة إلى أسمى مراتب الإحسان والإتقان ، وعلى هذا لا يكون ارتكاب هذه الأشياء محرماً ولا مكروهاً ، بل يكون خلاف الأولى والأفضل والأكمل ، والله تعالى أعلم .

( أحكام قراءة القرآن الكريم للشيخ الحصري / بتصرف)

 

قلتُ (الأترجــــــة) : والدليل على ذلك قولُ النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) :- "الذي يقرأُ القرآن وهو ما هِرٌ به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتعُ فيه وهو عليه شاقٌ ؛ له أجران " .

 

 

وقال الله عز وجل فى كتابه العزيز( فى أربعة مواضع ) :

" وَلَـقَـدْ يَـسَّـرْنَا الْقـُرْءَانَ لِـلذِّكـْرِ فَهَلْ مِن مُّـدَّكِرٍ"

 

( القمر 17 , 22 , 32 , 24 )

 

 

كما قال سبحانه :

" فَاقْرَؤُوا مَا تَـيَـسَّـرَ مِنَ الْقُرْءَانِ " .

( المُزمِّل : 20 )

 

 

وقال مخاطباً نبيَّـه ( صلى الله عليه وسلم ) :-

"فَإِنَّـما يَـسَّـرْنَاهُ بِلِسَـنِكَ لِـتُبَشِّـرَ بِهِ الْـمُتَّـقِيـنَ وَتُنذِرَ بِهِ قَـوْمـاً لُــدّاً " .

( مـريـم : 97 )

 

 

" فَإِنَّـمَا يَـسَّرْنَاهُ بِـلِسـَانِكَ لَـعَلَّهُمْ يَـتَـذَكَّـرُونَ " .

( الدُّخـان : 58 )

 

 

وأختمُ هذا البحث بدعـــاء موسى –عليه السلام – لمّا كَلَّمَهُ رَبـُّه وكلَّفَهُ بالرسالة والتبليغ :

 

 

" ...رَبِّ اشْـرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَـسِّـرْ لِي أَمْـــرِي (26) وَاحْـلُلْ عُـقْدَةً مِن لِّســـانـي (27) يَفْـقَـهُوا قَـــــوْلِي(28)"

 

 

(طــه : 25 – 28 )

-----------------------------

 

** حكم الالتزام بأحكام التجويد

 

(1)مخارج الحروف: الالتزام بها واجب والإخلال بها حرامٌ مطلقاً ،فلا يجوز أبداً أن تبدّل الثَّاء سيناً، ولايجوز أبداً أن تبدّل الضاد دالاً .

 

 

 

(2)صفات الحروف :

 

أ) صفات تغييرها يخرج الحرف عن حيزه ، والالتزام بها واجب ، والإخلال بها حرامٌ مطلقاً كالأول ، فلا يجوز أبدا ًأن يستبدل استعلاء وجهر القاف باستفال وهمس الكاف ،ولا يجوز أبداً أن يستبدل شدة وجهر الجيم برخاوة وهمس الشين وتفشي صوتها.

 

 

ب) صفات تزيينيَّة تحسينيَّة ،ويفرق فيها بين حالتين :-

الحالة الأولى : على سبيل التَّلقِّي و المشافهة، والالتزام بها واجب والإخلال بها حرام لأنه كذب فى الرواية .

 

الحالة الثانية : على سبيل التلاوة المعتادة ، ويفرق فيها أيضاً بين حالتين :-

 

 

1) المتقن العالم بالأحكام ومع هذا يخل بها و يتهاون فى تطبيقها ، فهذا معيب فى حقه .

2)أن يكون القارئ من عامة المسلمين وبتركه لهذه الصفات التحسينيَّة يكون قد ترك الأكمل ولا شيئ عليه .

 

 

(نقلاً عن : الدكتور أيمن سويد فى برنامجه إتقان التلاوة) بتصرفٍ يسير.)

--------------------------

 

 

لماذا كل هذا التركيز على لحون القراءة وأنواعها وأحكامها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

 

كي لا تشق المعلمة على الطالبة المبتدئة ، فتبدأ معها بتصحيح اللحون الجلية ، فإن تدربت عليها جيدا وصححت أخطاءها ، انتقلت بها إلى المرحلة الثانية وهي تصحيح اللحون الخفية ، فإذا صححت أخطاءها انتقلت بها إلى مرحلة الإتقان ، ببيان أدق فنيات التلاوة والنطق الفصيح بالحروف العربية ، فإن أتمت إتقانها ، انتقلت بها إلى مرحلة الإجازة والإقراء والتدريب على اكتساب مهارات الإنصات والاستماع التي تتبين بها نطق الحرف الصحيح وأخطائه بل وأدق هفواته ، وهذه هي مرحلة الإتقان التام التي ينبغي أن تكون عليها المعلمة .

 

تمنياتي للجميع بالتوفيق .

-------------------------

هذه كانت المحاضرة الثانية ،

المحاضرة الثالثة وهي الأكثر أهمية :

 

تجويد الحرف (المخارج والصفات الذاتية للحروف وأثرها على صوت الحرف العربي الفصيح) .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

** المحاضرة الثالثة : تجويد الحرف (المخارج والصفات الذاتية للحروف وأثرها على صوت الحرف العربي الفصيح)

 

أولا ، مخارج الحروف العربية :

 

** أعضاء النطق فى الإنسان :

 

زوَّدَ اللهُ الإنسانَ بأعضاء للنطق تقوم بوظائف عدة من أهمها :

إخراج الصوت .

 

وهذه الأعضاء تنقسم إلى :-

* أعضاء رئيسية : الجوف – الحلق – اللسان – الشفتان – الخيشوم .

 

(التفاصيل في الرسم التوضيحي من مشاركة الأخت من عباد الله ) .

 

1 - الجوف : ويشمل جهاز النطق كله من أقصى الحلق وحتى الشفتين ، وينقسم إلى :

- التجويف الحلقي : ويشمل الخلق كله : أقصاه ووسطه وأدناه .

- التجويف الشفوي : وفيه الشفتان ظاهرهما وباطنهما .

- التجويف الفموي : ويحتوي على :

 

- الفك العلوي : وفيه الأسنان العليا (الأمامية والخلفية) ، وهو عضو ثابت ، وفيه غار الحنك الذي ينقسم إلى :

اللهاة ، والحنك الرخو ، والحنك الصلب ، ونطع الفم ، ولثة الأسنان والأضراس العليا .

 

- الفك السفلي :

وفيه الأسنان السفلى (الأمامية والخلفية) وهو عضو متحرك ، ليس له غار أو سقف ، ويقع عليه الدور الأكبر في توسيع جوف الفم .

 

- اللسان : وينقسم إلى 4 مناطق :

- أقصى اللسان .

- وسط اللسان .

- حافتا اللسان (اليمنى من أقصاها إلى منتهاها وتنقسم إلى : حافة خلفية وحافة أمامية ، وكذلك اليسرى) .

- طرف اللسان (طرفه العريض ورأس الطرف) .

 

- وأما الأسنان فتنقسم إلى :

أسنان عليا وأسنان سفلى ، وكل منها ينقسم إلى : أمامية وخلفية :

- الأمامية : وهي :

أولا : الثنايا (العليا والسفلى : اثنان علويتان واثنان سفليتان >>>>>>> 4 ثنايا) .

ثانيا : الرباعيات (العليا والسفلى : اثنان علويتان واحدة يمينا ، والثانية يسارا ، واثنان سفليتان : يمينا ويسارا >>>>>>> 4 رباعيات) .

ثالثا : الأنياب (العليا والسفلى : اثنان علويان واحدة يمينا ، والثانية يسارا ، واثنان سفليان : يمينا ويسارا >>>>>>> 4 أنياب) .

رابعا : الضواحك (العليا والسفلى : اثنان علويان واحد يمينا ، والثاني يسارا ، واثنان سفليان : يمينا ويسارا >>>>> 4 ضواحك) .

وبالتالي يكون مجموع الأسنان الأمامية : 16 سنا .

 

- الخلفية : وهي الأضراس وتنقسم إلى :

أولا : الطواحين (العليا والسفلى : 6 علوية ثلاثة يمينا وثلاثة يسارا ، و6 سفلية : ثلاثة يمينا وثلاثة يسارا >>>>>> 12 ضرس) .

ثانيا : النواجذ (العليا والسفلى : اثنان لويان واحد يمينا والآخر يسارا ، واثنان سفليان : واحد يمينا والآخر يسارا >>>>>> 4 نواجذ .

وبالتالي يكون المجموع : 16 ضرسا في الإنسان البالغ غالبا .

وعلى هذا فمجموع السنان الأمامية والخلفية : 32 سنا .

 

(التفاصيل في الرسم التوضيحي في مشاركة الأخت من عباد الله) .

 

* أعضاء ثانوية : وهي لا تقل أهمية عن الأعضاء الرئيسية فى القيام بعملية إخراج الصوت ، وهذه الأعضاء هي :

- الرّئتان - الحنجرة – البلعوم – الأنف.

 

(التفاصيل في الرسم التوضيحي) .

 

 

* أعضاء أخرى : تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر فى إتمام عملية النطق والتواصل بين المعلم والمُتَلقّي ، وهي : الأذن – العين – المخ – الجهاز العصبي .

 

-----------------

 

ها هي مشاركة الأخت من عباد الله

 

---------------------

 

مخارج الحروف مقسمة على أعضاء النطق :

تنقسم مخارج الحروف إلى : مخارج عامة ومخارج خاصة.

تعريفـــات هامَّـــــــة :-

 

1- المخرج العام : هو عضو من أعضاء النطق الخمسة frown.gif الجوف – الحلق – اللسان – الشفتان – الخيشوم ) ، ويشتمل المخرج العام على مخرج واحد خاص أو أكثر.

2- المخرج الخاص : هو الحيز المُولِّـد للحرف داخل عضو النطق ولا يزيد عن مخرج واحد ويخرج منه حرف واحد أو اثنان أو ثلاثة على الأكثر.

3- المخرج المُحقَّـق : هو ما اعتمد على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين ، فيخرج منه الحرف بتصادم طرفيه ، وعلى هذا فإن المخرج لا بد أن يكون له طرفان لهما القدرة على التصادم فى بقعة معينة من الحلق أو اللسان أو الشفتين.

وتُسمَّى الحروف التى تخرج من المخارج المحققة بتصادم طرفيها بالحروف المحققة ؛ وذلك لأننا نستطيع معرفة موضع ولادة كل حرف منها بدقة ؛ لوجود موضع محدّد له فى عضو النطق : يبدأ صوت الحرف فيه وينتهى فيه بانتهاء التصادم بين طرفيّ المخرج لابانتهاء هواء الزفير.

4- المخرج المقدر : هو الذى لا يعتمد على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين فيخرج منه الحرف بتباعد طرفيه ، وعلى هذا فإن المخرج المقدّر لا بد أن يكون له طرفان لهما القدرة على التباعد لتخرج منه حروف مقدرة ينتهي صوتها بانتهاء الهواء لابانتهاء المخرج ، فليس للحرف موضع محدد يبدأ صوته منه وينتهي فيه ، بل ينتهى بانتهاء هواء الزفير ، ولذلك يقبل الزيادة والنقصان ، والحروف المقدرة هى حروف المد الثلاثة بشرط مجانسة حركة الحرف المحقق السابق لها ، وسُمِّـيت مقدرة لأننا لا نستطيع معرفة موضع ولادة الحرف إلا إجمالاً ، لكون المخرج متباعد الطرفين.

**حقيقة هامــــة :-

جميع حروف الهجاء مخارجها محققة لانقطاع الصوت عند حروفها واعتمادها على أجزاء الحلق واللسان والشفتين إلإ حروف المد الثلاثة ، فمخارجها مقدرة لعدم انقطاع الصوت عند حروفها وعدم اعتمادها على جزء من أجزاء الحلق أواللسان أو الشفتين ، بل يمتد الصوت بها فى لين وعدم كُـلْفَة ، ثم ينتهي بانتهاء الهواء ، ولذلك سُمِّيت : حروف المد واللين ، كما سُمِّيت : الحروف الهوائيَّـة .

**قاعدتان أساسيتان :

 

أولاً ، كيفية التعرف على مخرج الحرف المحقق :-

وذلك بأن يُدخل عليه حرف متحرك بأية حركة ، مع تسكين الحرف الذي يراد معرفة مخرجه أو تشديده ، ثم الإصغاء إليه حال النطق به , فحيث بدأ صوتُه محتبساً أو جارياً ، أو حيث انقطع وانتهى صوته ، فهو مخرجه .

ولا بد من إسكان الحرف حتى نحتفظ بتصادم الطرفين فى حالة من الثبات زمناً هو زمن النطق بالحرف المحقق الساكن ؛ وذلك لأن السكون يلزمه إحكام التصادم بين طرفيّ المخرج زمن النطق بالحرف حال سكونه ، أما الحركة ففيها تباعد عن المخرج يلي التصادم الذى لا زمن له ، مما لا يؤثر على زمن الحرف المتحرك الذي هو زمن حركته ولا يُمكّن القارئ من المُكث في المخرج قبل التباعد للحركة .

مثــــــــال :-

لمعرفة مخرج حرف الباء : نأتي بباء ساكنة قبلها حرف متحرك وليكن الهمزة المتحركة بالفتح مثلاً ؛ فنقول : (اَب ) فنجد أن صوت الباء قد احتبس حيث تصادم باطن الشفة السفلى بباطن الشفة العليا ، ولا يكتمل صوت الباء إلا بالقلقلة ، فنقول : " تخرج الباء من عضو النطق الشفتين وهذا مخرجها العام ، والبقعة التي اعتمد عليها صوتها من الشفتين هي : باطن الشفة السفلى مع باطن الشفة العليا ، وهذا مخرجها الخاص ؛ مع ملاحظة أن تحديد مخرج الحرف يمكننا من معرفة صفاته ( كالقلقة فى الباء ) وليس العكس.

ثانياً ، كيفية التعرف على مخرج الحرف المقدر :-

حروف الجوف الثلاثة تخرج من مخرج متباعد الطرفين ، لايصلح أبداً لأن يعتمد عليه القارئ رأساً فى جذب هواء الزفير من الرئتين ناحية الحبلين الصوتيّين بالإرادة ، فحروف الجوف لا تكون إلا ساكنة (ولذا سُمِّيت :حروف السكون الميّت ) ، ولمعرفة مخرج كل حرف منها لا بد من إدخال حرف محقق قبلها ؛ ولكن بشرط مجانسة حركته لحرف المد ، ثم نمتد بصوت هذه الحركة فى جوفها على الأقل زمن النطق بحركتين.

الأمثلـــــــة :-

1 - للتعرف على مخرج الألف : نأتي بحرف محقق متحرك بالفتح نصطدم فى مخرجه أولاً ثم نتباعد عنه إلى الجوف زمن النطق بحركتي فتح ، نحو : ( قَـالَ ) .

 

2 - للتعرف على مخرج الواو : نأتي بحرف محقق متحرك بالضم نصطدم فى مخرجه أولاً ثم نتباعد عنه إلى الجوف زمن النطق بحركتي ضم ، نحو : ( يَقُـولُ ) .

 

3 - للتعرف على مخرج الياء : نأتي بحرف محقق متحرك بالكسر نصطدم فى مخرجه أولاً ثم نتباعد عنه إلى الجوف زمن النطق بحركتي كسر ، نحو : ( قِـيلَ ) .

 

------------------

 

حقائق هامــــة :-

* عدد حروف الهجاء : تسعة وعشرين حرفاً ( الثمانية والعشرون المعروفة بالأبجدية ، بالإضافة إلى حرف الألف) .

* وعدد مخارج الحروف : سبعة عشر مخرجاً خاصاً ، موزعة على خمسة مخارج عامة ( وهو مذهب الجمهور وهو المذهب المختار عند أهل الأداء ) .

* المخرج العام قد يحتوي على مخرج خاص واحد ( كالجوف الذي هو مخرج لحروف المد الثلاثة ) أو مخرجين خاصين ( كالشفتين ) ، أو ثلاثة مخارج خاصة( كالحلق ) أو أكثرمن ذلك وهو اللسان وبه عشرة مخارج خاصة.

* والمخرج الخاص قد يخرج منه حرف واحد فقط ( كمخرج القاف ) أو حرفين( كمخرج أقصى الحلق ويخرج منه الهمزة والهاء) أو ثلاثة على الأكثر( كمخرج وسط اللسان ويخرج منه الجيم والشين والياء) ، ولا بد أن تختلف هذه الحروف المتحدة فى المخرج ؛ لا بد أن تختلف فى صفاتها ( صفة واحدة على الأقل ) ، حتى لا تختلط أصواتها.

* مخرج الخيشوم مخرج مقدر لا يخرج منه أي حرف ولكن يخرج منه صوت الغنة.

 

----------------

 

 

مخارج الحروف الخاصة موزعة على المخارج العامة

 

مدرجة في الجدول التالي ، وعذرا لنسياني وضع كلمة (تسلسل) فوق الترقيم ويمكنكم إعادة ترتيب الخانات ، لأنني صار لي أكثر من ساعة أدرج الجدول وأرتبه .

 

-----------------

 

المخرج العام أقسامه مخارجه الخاصة حروفه 1 - الجوف --------- مخرج خاص واحد لثلاثة حروف حروف المد الثلاثة 1) الألف وما قبلها مفتوح .

2) الواو الساكنة وما قبلها مضموم .

3) الياء الساكنة وما قبلها مكسور. 2 - الحلق 1) أقصى الحلق

2) وسط الحلق 3)

أدنى الحلق مخرج خاص لحرفين

مخرج خاص لحرفين

مخرج خاص لحرفين الهمزة والهاء

العين والحاء

الغين والخاء 3 - اللسان 1) أقصى اللسان

2) وسط اللسان

3) حافتا اللسان

4) طرف اللسان مخرجان خاصان لحرفين

مخرج خاص واحد لثلاثة حروف

مخرجان خاصان لحرفين

خمسة مخارج خاصة لأحد عشر حرفاً. 1) القاف 2) الكاف

1) الجيم 2)الشين 3) الياء

1) الضاد 2)اللام

1) النون

2) الراء

3)الطاء والدال والتاء

4)الصاد والسين والزاي

5)الظاء والذال والثاء 4 - الشفتان ----------- مخرجان خاصان لأربعة حروف (1) الفاء (2) الميم والواو والباء 5 - الخيشوم --------- مخرج خاص واحد صوت الغنة

 

--------------------

 

** ملاحظات :

 

1 - يفضل شرح درس أعضاء النطق ومخارج الحروف على لوحات إيضاحية بقطاعات أمامية وجانبية للفم وأعضاء النطق ، وفائدة هذا الدرس أن الطالبة تتعرف على أعضاء النطق وأسماءها حتى إذا بدأت المعلمة في شرح مخرج كل حرف نظريا وعمليا تستطيع الطالبة فهم موضع مخرج الحرف (وليس حفظه) لأنه تعرف موضع طرفيه داخل فمها ، وبالتالي تعرف كيفية تحقيق التصادم بين الطرفين المقصودين لكل حرف ، بحسب كيفية كل حرف وهذا ما تتعرف عليه بدراسة الصفات .

إذاً : التعرف على المخرج لمعرفة موضع خروجه داخل جهاز النطق ، والتعرف على الصفات لمعرفة هل تم ضبط موضع خروج الحرف أم لا بقوة الاعتماد اللازمة له والكيفية التي تكيفه بصوته الفصيح .

 

2 - عندما نريد شرح طريقة معرفة مخرج الحرف المحقق نضرب أمثلة بأحد حروف الشفتين ، لأن مخارج هذه الحروف الأربعة ظاهرة وواضحة للمتلقي ، وهي التي نشرح عليها الصفات عمليا فيما بعد كما سنبين إن شاء الله .

 

3 – توضيح الفرق بين مخرج الحرف المحقق ومخرج الحرف المقدر بالأمثلة لبيان معنى أن الحرف المحقق مخرجه له طرفان يبدأ صوته من بداية النطق به (أي من بداية التصادم بينهما) وينتهي صوته فيه (أي مع انتهاء التصادم بين الطرفين) فنقول : (امْ) : فنجد أن صوت الميم بدأنا نسمعه بمجرد انطباق الشفة العليا على الشفة السفلى بالكيفية وقوة الاعتماد اللازمة للنطق بحرف الميم (امْ) وبمجرد انتهاء التصادم وتباعد الشفتين (ترك المخرج) ينقطع صوت الميم .

أما في الحرف المقدر فإن ابتداء صوت حرف المد يبدأ بمجرد التباعد عن المخرج المحقق بالحركة المجانسة (مَـا – مُـو – مِـي)مع إمكانية جريان الصوت وامتداده في المخرج المقدر المتباعد الطرفين حتى ينقطع الصوت بانتهاء الهواء وهو هواء الزفير الموظف للنطق بحرف المد (مااااااااااااااااا – موووووووووووووو – مييييييييييييييييييي) مع التنبيه على أن المد في القرآن يكون بمقدار : حركتان وثلاثة وأربعة وخمسة وستة وهو أقصى شيء .

 

--------------

 

 

ثانيا ، الصفات الذاتية للحروف :

 

هو الدرس التالي إن شاء الله ، فانتظروني ، وفقكم الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هذه صورة الجدول لأنه لم يظهر كجدول في المشاركة السابقة

post-35377-0-27625000-1329745241.png

.

وهذا تعليق للمعلمة

أريد أن أوضح أن هذه الدورة لإعداد المعلمات اللاتي درسن المخارج والأحكام جيدا ، وحتى لا يفوتنا شيء فقد قمت بتنزيل موضوعين مهمين في باب الصفات ويمكن مراجعتهما في هذين الرابطين :

صـفــات الحـــــــروف

http://www.gawthany....ead.php?t=33058

 

كيف يحدث الصوت فى الإنسان ؟

http://www.gawthany....ead.php?t=33057

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

صـفـاتُ الْحُـــــروفِ

 

* معنى الصفـــة

 

- لغـــةً : ما قام بالشيء من المعاني الحِسّـيّة أو المعنويّة .

 

والمراد بالصفة الحسّـيّة : الشيء الذي يُدرك بإحدى الحواس الخمس ، مثل البياض والحُمرة ، والطول والقِصَر .......إلخ .

 

والمراد بالصفة المعنويّة :الشيء الذي يُدرك وجوده بالذهـن من غير أن يكون لـه وجود مادّيّ محسوس ، مثل : صفة العلم ، وصفة الحكمة.

 

- اصطلاحاً : كيفيّة يتكيّف بها صوت الحرف عند النطق به ، فتُميّزه عن غيره ، وهذه الكيفيّة قد تكون لازمة للحرف ، فلا يمكن النطق به بدونها ، لأنّها لاتنفك عنه ، ولا يكتمل صوتُه إلا بها ، وهذه هي الصفات الذاتيّة .

 

وقد تكون هذه الكيفيّة عارضة للحرف ، فتزول عنه بزوال العَرَضِ ، وهذه هي الصفات العارضة .

 

وتُدرس الصفات الذاتيّة فى باب المخارج والصفات ، أمّا الصفات العارضة فمحِلُّ دراستها : باب الأحكام التجويديّة .

 

-------------

 

صـفــات الحـــــــروف

 

أولا ، الصفات الذاتية اللازمة :

 

وهي الصفات المكونة لصوت الحرف ولا تنفك عنه ، فتلازمه حال سكونه وحال تحركه ، ولا يكتمل صوت الحرف إلاّ بها ، ولذا يُطلَق عليها : حقُّ الحرف .

*عددها :سبع عشرة صفة .

 

** صفات لهاضد :

 

1)الشدة 2)التوسط 3)الرخاوة

4)الجهر 5)الهمـس

6)الاستعلاء 7)الاستفال

8)الإطباق 9)الانفتاح

10)الذلاقة 11)الإصمات

 

**صفات ليس لها ضد :

 

1)الصفير 2)اللين 3)الاستطالة

4)القلقلة 5)الانحراف 6)التكرير

7)التفشّي 8)الغنة 9)الخفـاء

 

ثانياً ، الصفات العَرَضيّة أو العارضة :

 

وهي الصفات التي تعرض للحرف نتيجة لملاقاته حرفاً آخر ، فتعرض له حيناً وتفارقه حيناً ، ولذا يُطلق عليها :

مُستَحقّ الحرف .

*عددها :إحدى عشرة صفة .

 

1)الإظهار. 2)الإدغـام.

3)القـلب . 4)الإخفـاء.

5)التفخيم . 6)الترقيق .

7)المدّ . 8)القصر .9)التحريك .

10)السكون 11)السكت .

 

** ملحوظــــــة :

 

كل صفة لها أثر على المخرج وبالتالي الحبلين الصوتيين تسمى صفة صوتية ،لأنها تؤثر فى صوت الحرف، وجميع الصفات اللازمة والعارضة : صفات صوتية ماعدا الذلاقة والإصمات لتعلقهما بالبناء الصرفي للكلمة العربية ولذا لن نتعرض لهما فى أثناء شرح مخارج وكيفيات الحروف.

 

----------------

 

صفــــات الحـــروف الذاتيّــــة

 

** أولاً ، الصفات اللازمة التي لها ضـــد :

 

ويتحكم فيها أربعة عوامل :-

 

أولاً : درجة إعاقة الصوت فى المخرج ، بحسب طبيعة هذا المخرج ودرجة الانغلاق بين طرفيه .

 

ثانياً : درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين وأثرها على الهواء الموظف للنطق بالحرف ، بحسب قـوة أوضعف اعتمـاد القارئ على المخرج .

 

ثالثاً : وضع أقصى اللسان داخل الفم ، وتأثيره على صوت الحرف من حيث نحوله وترقيقه أو سِمَنِه وتفخيمه .

 

رابعاً: وضع اللسان عموماً داخل الفم ، وتأثيره على صوت الحرف من حيث الترقيق أو التفخيم الزائد أو التفخيم الغير زائد.

-------------------

post-35377-0-11160400-1329989975.png

 

--------------------------

أتابع معكم لاحقا إن شاء الله شرح المصطلحات التجويدية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

في هذا الرابط هناك ألعاب التعليمية تجويدية هادفة

لعبة مخارج الحروف

 

 

http://al-waset.org/waqset/AutoPlay/Docs/waseet.htm

 

عند دخول الموقع اضغطي على ألعاب هادفة في الأعلى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بدأت معكم في الحديث عن أول عامل يتحكم في الصفات اللازمة التي لها ضد وهو :

 

درجة إعاقة الصوت فى المخرج ، بحسب طبيعة هذا المخرج ودرجة الانغلاق بين طرفيه ، وما بنتج عنه من صفات : الشدة والرخاوة وبينهما التوسط ، وسنشرح كل صفة منهما تفصيليا :

 

شرح المصطلحات التجويديّة :-

 

1) الشــــدة : هي كمال احتباس الصوت عند النطق بالحرف لكمال قوة الاعتماد على مخرجه ، فينغلق طرفا المخرج انغلاقاً تامّاً ويعاق الصوت إعاقة تامّة .

ومستحق الصفة : احتباس صوت الحرف الشديد احتباساً تامّاً من بداية الاعتماد على مخرجه ساكناً أو متحرّكاً .

وحروف الشدة : ثمانية ، وهي :الهمزة ، والجيم ، والدال ، والقاف ، والطاء ، والباء ، والكاف والتاء ، والمجموعة فى قولهم : ( أَجِـدُ قَـطٍ بَـكَتْ ).

 

2) الرّخــاوة : هي كمال جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على مخرجه ، فينغلق طرفا المخرج انغلاقاً جزئيّاً ، ويعاق الصوت إعاقة جزئيّة .

ومستحق الصفة : جريان صوت الحرف الرخو جرياناً تامّاً من بداية الاعتماد على مخرجه ساكناً أو مُتحرّكاً .

وحروف الرخاوة : ستة عشر حرفاً ، وهي : الفاء ، والحاء ، والثاء ، والهاء ، والشين ، والخاء ، والصاد ، والسين ، والذال ، والزاي ، والضاد ، والظاء ، والغين ، والواو والياء (سواء اللينتان أو المدّيّتان ) ، والألف .

 

3) التوســـط : هي توسط صوت الحرف عند النطق به بين كمـال الاحتباس وكمـال الجريان ( أي بين كمـال الشـدة وكمـال الرخاوة ) ، وعلى الرغم من قوة الاعتمـاد على المخرج ؛ إلا أن انغلاق طرفيّ المخرج انغلاق غير تام ، وإعاقة الصوت فيه إعاقة غير تامّة وكذلك جريان الصوت بعد احتباسه الضئيل جريان غير تام.

ومستحق الصفة : احتباس صـوت الحـرف احتباساً ضئيلاً وغير تـام فانحرافه فور احتباسـه عن موضع الإعـاقة ( الغير تامّة ) ، ليجري جرياناً ضئـيلاً (غير تام )، فى بقعةٍ أخرى بهـا فتحة تسمح بهذا الجريان ( الغير تام ) .

وحروف التوسط : خمسة ، وهي :اللام ، والنون ، والعين ، والميم ، والراء ، والمجموعة فى قولهم : ( لِـن عُمَـر ) .

 

**تنبيــــه :

سبب وصف الإعاقة فى مخرج الحرف المتوسط بأنها إعاقة غير تامّة ، هو وجود فتحة فى المخرج ينحرف إليها صوت الحرف فور احتباسه فلا يستطيع القارئ أن يتحكم فى زمن هذا الاحتباس لأن انحرافه وجريانه فى بقعة أخرى لاإراديّ .

وسبب وصف احتباس الحرف المتوسط بأنه غير تام كونُهُ متبوعاً بانحراف وجريان وُصف أيضاً بأنه غير تام لأنه مسبوق باحتباس .

--------------

post-35377-0-66432700-1330263461.png

---------------------

شرح المصطلحات التجويديّة :-

 

1) الجـــهر : قوة صوت الحرف لقوة الاعتماد عليه فى موضع خروجه ، فيقترب ويهتز معه الحبلان الصوتيان بقوة تجعل كل الهواء الموظف للنطق بالحرف (هواء الزفيرالمندفع بالإرادة) يتكيف بصوته ، ويكون الهواء الموظف للنطق بالحرف قليلاً.

ومستحق الصفة : عدم جريان النفس مع صوت الحرف ، سواء كان شديداً أو رخواً أو بينيّاً .، فنسمع صوتَه قويّاً واضحاً.

وحروف الجهر : تسعة عشر حرفاً ، وهي : العين ، والظاء ، والميم ، والواو ، والزاي ، والنون والقاف ، والألف ، والراء ، والهمزة ، والغين والضاد ، والذال ، والياء ، والطاء ، واللام ، والباء ، والجيم ، والدال ، والمجموعة فى قولهم : " عَظُمَ وَزْنُ قَارِئٍ غَضٍّ ذي طَلَبٍ جَدٍّ " .

 

2) الهمــس: ضعف صوت الحرف لضعف الاعتماد عليه فى موضع خروجه ، فيتباعد الحبلان الصوتيان ويهتزان بضعف ، فلا يتكيف كل الهواء الموظف للنطق بالحرف بصوته ، و يكون الهواء الموظف للنطق به كثيراً .

 

ومستحق الصفة : جريان النفس الكثير مع صوت الحرف ، سواء كان شديداً ( فتظهر شدة الحرف أولاً ثم همسه ) ، أو رخواً فيجري الصوت والنفس معاً ، ونسمع صوت الحرف فى كلتا الحالتين ضعيفاً خفيّاً .

والحروف المهموسة : عشرة ، وهي : الفاء ، والحاء ، والثاء ، والهاء ، والشين ، والخاء ، والصاد ، والسين ، والكاف ، والمجموعة فى قولهم : " فَـحَـثَّـهُ شَـخْـصٌ سَـكَـتَ ".

 

 

**تنبيـــــه :-

 

سبق وقلنا أنّ حقيقة الصوت الإنساني هو النفس المسموع ، الذي هو هواء الزفير الحامل للصوت ، فلا صوت من غير نفس ، ولا صوت من غير مُعتَمَد ، ومع قوة الاعتماد على المخرج ، يتقارب الوتران ويهتزان بقوة ليُحوّل اهتزازُهما وضيقُ المسافة بينهما الهواءَ المار من بينهما إلى صوت لا يخالطه إلاّ القليل جداً من النفس الذي يحمل هذا الصوت من غير أن يكون له أثر واضح على هذا الصوت القوي المجهور .

ومع ضعف الاعتماد على المخرج ، يتباعد الوتران ويهتزان بضعف ؛ فلا يكاد يؤثّر اهتزازهما وبعد المسافة بينهما إلاّعلى القليل جدّاً من الهواء المار من بينهما ، فيتحول هذا القليل إلى صوت يحمله ويخالطه الكثير جداً من النفس الذي بقي على حاله من غير أن يتحوّل إلى صوت .

فلا بد أن يبقى القليل جدا من الهواء مع الصوت المجهور ليحمله إلى خارج الفم ، ولا بد أن يتحول القليل منه إلى صوت مع الصوت المهموس وإلا لما تميّزت أصوات حروف الهمس عن بعضها .

 

والخلاصة : أنه لاصوت من غير نفس ولو قليل جداً ، ولانفس من غير صوت ولو قليل جدا ، وذلك عند الاعتماد على طرفي مخرجٍ ما .

------------

post-35377-0-12055800-1330263580.png

----------------

شرح المصطلحات التجويديّة :-

 

1) الاستعلاء : هو ارتفاع أقصى اللسان بالإرادة عند النطق بالحرف المُستعلي .

ومستحق الصفة : تقوية صوت الحرف ليعتريه سِمَن ، فيمتلئ الفم بصدى صوته ، ويخرج سميناً مُفخّماً .

وحروف الاستعلاء : سبعة ، وهي : الخاء ، والغين ، والقاف ، والضاد ، والطاء ، والصاد ، والظاء .

وجُمِعت فى قولهم : " خُـصَّ ضّـغْـطٍ قِـظ " .

 

2) الاستـفال : هو انخفاض أقصى اللسان بالإرادة إلى قاع الفم عند النطق بالحرف المُستفل .

ومستحق الصفة : إضعاف صوت الحرف ليعتريه نحول ، فلا صدى له يمكن أن يمتلئ به الفم ، فيخرج صوت هذا الحرف نحيلاً مُرقّقاً .

وحروف الاستفال : هي إحدى وعشرون حرفاً المُتبقّية بعد حروف الاستعلاء ؛ ماعدا الألف ، فلا توصف باستعلاء ولااستفال وبالتالي لاتوصف بتفخيم ولا ترقيق ، وإنما تتبع ما قبلها تفخيماً وترقيقاً .

-------------------

post-35377-0-39544700-1330263700.png

-------------------

شرح المصطلحات التجويديّة :-

 

1) الإطبــاق : هو انطباق جملة اللسـان أو معظمه على غار الحنك الأعلى ، لوجود مخـرج الحرف المستعلي فى منطقة طرف اللسـان أو بالقرب منها ، فينحصـر صـوت الحرف وينضغط بين صفحة اللسان كله وغار الحنك .

ومستحق الصفة : زيادة استعلاء أقصى اللسـان وزيادة تقـوية صـوت الحرف بزيادة انضغاطه داخل الفم ، فيخرج سميناً مفخماً تفخيماً زائداً .

وحروف الإطباق : أربعة ، وهي على الترتيب ( من الأقوى إلى الأقـل قوة ) : الطاء ، والضاد ، والصاد ، والظاء .

 

2) الانفتـــاح : هو افتراق وتباعد جملة اللسان أو معظمه عن غارالحنك الأعلى ، بحسـب مخـرج الحـرف : فإن كـان مُستعلياًمن أقصاه فلا علاقة لمخرجه بمنطقة طرف اللسان ، وإن كان مُستفلاً من أقصاه ؛ فسواء كان مخرجـه فى طرف اللسان أو غيره ، فمعظم اللسان متباعد عن غـار الحنك ، وفى كليـهما ( المستعـلي المنفتح ، والمسـتفل المنفتح ) ؛ لا ينحصر صوت الحرف ولا ينضغـط بيـن صفحة اللسان كله وغار الحنك .

ومستحق الصفة : عدم زيادة استعلاء أقصى اللسان مع الحرف المستعلي ، وبالتالي عـدم تقوية صـوته تقوية زائـدة ( مقارنةً بالمستعلي المطبق ) : لعدم زيادة انضغاطه داخل الفم ، فيخرج سميناً مفخماً ولكـن بدرجة أقل من المستعـلي المطبق ؛ ، حيث ضعُفَ امتلاء الفم بصدى صوته ، وأماالمسـتفل المنفتـح ؛ فلا انحصـار لصوتــه فى الفم ، ولاانضغاط لصوته النحيل الرقيق .

 

وحروف الانفتاح : هي خمس وعشرون حرفاً المتبقية بعد حروف الإطباق ؛ ماعدا الألف ، فلا توصف بإطباق ولا انفتاح .

----------------

** وبجمع صفتي الاستعلاء والاستفال والإطباق والانفتاح ، تُقسَّم الحروف إلى :-

 

أولا ، حروف مستعلية (خص ضغط قظ) : وتنقسم إلى :

** حروف مستعلية مطبقة تفخم تفخيما زائداً : (ط، ، ض ، ص ،ظ) .

** حروف مستعلية منفتحة تفخّم تفخيماً أقل وانفتاحها انفتاح جزئي : ( ق ، غ ، خ ) .

 

ثانيا ، حروف مستفلة : ( باقي الحروف/ماعدا الألف ) :

ترقّـق فى جمـيع أحوالـها ( ماعدا اللام والراء فلهما أحوال تفخيم ) .

وانفتاح الحـروف المستفلـة : انفتاح كُلّي .

 

--------------------

خر جزء من المحاضرة هو :

 

ملاحظات عامة على الصفات التي لها ضدّ

 

أتابعه معكم لاحقا إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ملاحظات عامة على الصفات التي لها ضدّ

 

أولاً ، الشدة والرخاوة وبينهما التوسط :-

هذه الصفات يتحكم فيها موضع خروج الحرف وطبيعته ، بالإضافة لقوة اعتماد القارئ على طرفيه ، فالشدة والتوسط يستلزمان قوة فى الاعتماد على المخرج الذي هو مغلق ، مع اختلاف درجة الانغلاق فى كليهما :-

* فالحرف الشديد : مخرجه مغلق إغلاق تام ، ويعاق فيه الصوت إعاقة تامّة.

* والحرف المتوسط : مخرجه مغلق إغلاق غير تام ، ويعاق فيه الصوت إعاقة غير تامّة .

 

**والحرف الشديد لمّا احتبس صوته فى مخرجه ، احتاج لمُكمّل ينفك به هذا الاحتباس ليخرج صوت الحرف ويُسمَع ، وهذا المكمّل يرجع إلى طبيعة المخرج وقوة الاعتماد عليه :

- فإن كانت درجة الاعتماد قويّة جداً : انفكّ انغلاق المخرج بالقلقلة ، وخرج صوت الحرف بعد احتباسه قويّاً ومجهوراً .

- وإن كانت درجة الاعتماد أقلّ قوّة : انفرج طرفا المخرج بعد انغلاقهما بخفّةٍ وضعف ، وخرج صوت الحرف بعد احتباسه خفيّاً ومهموساً.

 

**أمّا مع الحرف المتوسط ؛ فإنّ الانغلاق الغير تام ، لم يجعل صوت الحرف يحتبس احتباساً تامّاً كاحتباس الشديد ؛ فبمجرّد تصادم طرفي المخرج وانغلاقهما واحتباس الصوت خلفهما ، ينحرف هذا الصوت إلى بقعةٍ أخرى مفتوحة ، لينفذ منها جارياً ، ولكنّه جريان غير تامّ ؛ لابتدائه باحتباس غير تام أيضاً ، كلّ هذا فى زمن النطق بالحرف المتوسط الذي زمنه زمن التوسط ، وهو زمن التصادم بين طرفي المخرج حيث يبدأ صوت الحرف منه ولكن لاينتهي فيه ، بل ينتهي فى بقعةٍ أخرى حيث انقطع جريان صوته ، إلا أن انقطاع جريان صوت الحرف وانتهائه مرهون بانتهاء تصادم طرفي المخرج حيث بدأ صوت الحرف محتبسا .

 

*أمّا الرخاوة فتستلزم ضعف اعتماد على المخرج المغلق جزئيّاً ، ومعنى أنه مُغلق : أنّه لابد من تحقيق التصادم بين طرفيّ عضو النطق ليخرج منه حرف مُحقّق ، ومعنى أنه جُزئيٌّ :أنّ هذا التصادم لم يكن بالقوة الكافية لانغلاق الطرفين انغلاقاً تامّاً فيحتبس الصوت ، بل كان بضعف استلزم الانغلاق الجزئيّ الذي سمح بجريان الصوت جرياناً تامّاً فى المخرج المحقق ولهذا كانت الإعاقة جزئيّة، وتلك لاتكون أبداً جزئيّة إلاّ بضعف اعتمادٍ على المخرج تتفاوت درجته بحسب ما يحمله الحرف من صفات القوّة وصفات الضعف وبحسب طبيعة المخرج نفسه وموضعه داخل جهاز النطق :

- فإن كانت درجة الاعتماد ضعيفة جداً : تباعد الوتران واهتزّا بضعف وجرى صوت الحرف خفيّاً ضعيفاً يخالطه النفس الكثير .

- وإن كانت درجة الاعتماد أقلّ ضعفاً : تقارب الوتران واهتزّا بقوّة وجرى صوت الحرف قويّاً مجهوراً لايخالطه النفس الكثير .

 

**وما سُمّيت الحروف الشديدة بهذا الاسم إلاّ لقوتها فى نفسها ولاشتداد حروفها فى مخارجها ، حتى منعت الصوت من أن يجري معها عند النطق بها .

**وما سُمّيت الحروف الرخوة بهذا الاسم إلا للين مخارجها وضعف الاعتماد عليها ، فلم تقو على منع الصوت من الجري معها .

**وما سُمّيت الحروف المتوسّطة بهذا الاسم إلاّ لتوسط الصوت معها بين الانحباس والجريان ، فلم يحتبس الصوت مع هذه الحروف احتباسه مع حروف الشدة ، ولم يجر معها جريانه مع الحروف الرخوة .

 

-------------------------

 

***أمثلة عمليّة لبيان الفرق بين احتباس الصوت مع الحرف الشديد ، وجريانه مع الحرف الرخو ، وتوسطه بين الاحتباس والجريان مع الحرف البينيّ :-

post-35377-0-59343500-1330760836.png

 

------------------

ثانياً ، الجهر والهمس :-

 

هاتان الصفتان يتحكم فيهما درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين ؛ بحسب طبيعة مخرج الحرف المُعتمَد عليه ، وقوة اعتماد القارئ على طرفيه :-

* فالحرف المجهور : يحتاج لقوة اعتماد على طرفيه يهتز معها الحبلان الصوتيان بقوّة ، فيتقاربا ويتذبذبا ليتكيف كل الهواء الخارج من الرئتين والموظف للنطق بالحرف بصوته ، فلا يجري معه النفس الكثير ، ويخرج صوتُه قويّاً مجهوراً ، ولهذا قلّ معه الهواء الموظف للنطق به .

* والحرف المهموس : يحتاج لضعف اعتماد على طرفيه ، يهتز معها الحبلان الصوتيان بضعف ، فيتباعدا وتقل ذبذبتُهما جدّاً (ولا تنعدم ، لأنهما الجسم المهتزالذي يصدر عنه الصوت فى جهاز النطق الإنساني)فلا يتكيف كل الهواء الخارج من الرئتين والموظف للنطق بالحرف بصوته ، فيجري معه النفس الكثير ، ويخرج صوته ضعيفاً مهموساً ، ولهذا كثر معه الهواء الموظف للنطق به .

 

** واعلم أنّ صوت الحرف ولو كان مجهوراً لايتحقق بدون النفس ، لأنّ حقيقة الصوت الإنساني هي النفس المسموع ، فلا صوت من غير نفس .

واحتباس الصوت (الشدة) يستلزم احتباس النفس معه ، وجريان الصوت (الرخاوة) يستلزم جريان النفس معه ، وكذلك نَفَس الحرف إن كان مهموساً ، لاينفك عنه الصوت ، لأنّ حقيقة الحرف هو الصوت المعتمد على مخرج .

** واعلم كذلك أن نَـفَـسَ الحرف المجهور قليل ، أي الهواء الموظف للنطق به ، ونَـفَـس الحرف المهموس كثير ، ولذا نقول أنّ الحرف المجهور تكيّف هواؤه كله بصوته ، إلاّ أنه لازال معه القليل من النفس الذي لم يظهر أثره على صوته من قوة الاعتماد على مخرجه ، كما أن الحرف المهموس لم يتكيف هواؤه كله بصوته إلاّ أن معه القليل من الصوت الذي يظهر أثره فى التمييز بين أصوات الحروف المهموسة كثيرة الهواء لضعف الاعتماد على مخارجها ، ولهذا سبق وقلنا :

لولا النفس القليل مع صوت الحرف المجهور لما كان له صوت ، ولولا الصوت القليل مع نَـفَـس الحرف المهموس لما تميّز فى النطق ، ولأصبح هواءً خالصاً لاأثر له فى السمع ، وإلاّ فما فرّق بين : (اف ) و (اث) إلاّ الصوت القليل جداً المخالط للنفس الكثير .

-------------------

 

 

ثالثاً ، الاستعلاء والاستفال والإطباق والانفتاح :-

 

كما أنّ الشدة والرخاوة والتوسط صفات متضادّة لايمكن أن تجتمع فى الحرف الواحد ، وكذلك الجهر والهمس ، فكذلك أيضاً الاستعلاء والاستفال ، وكذلك الإطباق والانفتاح ، وهذا معناه عمليّاً أنذ إحدى هاتين الصفتين المتضادتين صفة قوة ؛ والأخرى صفة ضعف :-

 

* فالشدة والتوسط والجهر والاستعلاء والإطباق : صفات قوة .

* والرخاوة والهمس والاستفال والانفتاح : صفات ضعف .

 

**والمُكوِّن لهيئة أي صوت عاملان :-

1) درجة الإعاقة التي يتعرض لها الصوت فى المخرج ، وما يترتب عليها من : شدة أو رخاوة أو توسط .

2) درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين وما يترتب عليهما من : جهر أو همس .

 

*** أما الاستعلاء والاستفال والإطباق والانفتاح ، فلها أثرها على صوت الحرف من حيث زيادة أو تقليل درجة إعاقة الصوت فى المخرج ومن حيث زيادة أو تقليل درجة الاعتماد على طرفي المخرج ، وكذلك الصفات الذاتية الأخرى التي ليس لها ضد ، فكلها صفات صوتية تؤثر على صوت الحرف ؛ فتزيد أو تقلل من صفات القوة والضعف التي يحملها مما يؤثر على إجمالي صوت الحرف من حيث قوته أو ضعفه .

 

واعلم أن الصفات الصوتية القوية تزيد من شدة الشديد ، و جهر المجهور ، وتضعف من رخاوة الرخو ، وهمس المهموس ، والعكس صحيح .

 

أمّا الذلاقة والإصمات فلا علاقة لهما بتجويد الحرف ، ولا أثر لهما على صوته إطلاقاً ، وكان من الأولى عدم عدهما من الصفات التي يُطلب من القارئ مراعاتها عند النطق بالحروف ، حيث لايترتب على مراعاة هاتين الصفتين شيء من تحقيق التلاوة وجودة الأداء ، ولأن هذا الكتاب تعليمي تطبيقي ، ويهدف لإيصال المعلومة العلميّة النظريّة بطريقة واضحة علمياً وعملياً بشيء من التيسير والتبيين ، فلم أتعرض لذكر الذلاقة والإصمات فى عد صفات الحروف المؤثرة على فصاحة صوت الحرف العربيّ فى النطق ، كما لم أذكرهما فى كيفيات نطق الحروف ولا التنبيهات على أخطاء النطق بها ، وكذلك لم أتعرّض لمعناهما، ومن يُرد ذلك فليرجع إلى كتب التجويد المتوسعة فى هذا الباب ، وفيها بيان هاتين الصفتين وأثرهما على بناء الكلمة العربية ، وغيرها من لآلئ ومرجان بحر التجويد الزاخر ؛ الذي فى أحشائه الدُّرُّ كامنٌ .

-----------------------

 

رابعاً ، العلاقات بين الحروف من حيث جريان الصوت وعدمه ، وجريان النفس وعدمُه:-

 

جميع الصفات الصوتية التي يتصف بها الحرف لابد أن تؤثر عمليّاً على درجة الإعاقة التي يتعرض لها صوت الحرف عند الاعتماد على طرفي مخرجه ، ودرجة اهتزاز الحبلين الصوتيين تبعاً لقوة أو ضعف هذا الاعتماد .

 

وسبق وقلنا أنّ الحروف الشديدة : منها ماهو مجهور ، ومنها ماهو مهموس ، وكذلك الحروف الرخوة : منها ماهو مجهور ومنها ماهو مهموس ، أمّا الحروف البينية فكلها مجهورة وليس منها المهموس .

 

وعلى هذا فالكيفيات التي يكون عليها الحبلان الصوتيان عند النطق بالحروف العربية من مخارجها الصحيحة ، بأصواتها الفصيحة ، قد انحصرت فى ست كيفيّات ، كل كيفية منها تتضمّن مجموعة من الحروف ذات طبيعة مخرجيّة واحدة ( تقريباً ) ، مما يجعل الحبلين الصوتيين يتخذان وضعاً واحداً ( تقريباً ) عند النطق بحرفٍ من هذه الحروف ، وعلى الرغم من اتحاد هذه الحروف فى طبيعة المخرج ( وليس موضع الخروج ) ؛ وأثرها على درجة الإعاقة التي يتعرض لها الصوت فى المخرج ، وكذلك اتحادها فى وضع الحبلين الصوتيين وودرجة اهتزازهما بناءً على قوة أو ضعف اعتماد القارئ على طرفي مخرج كل حرف منها ، إلاّ أنّ هذه القوة من الاعتماد وهذه الدرجة من الإعاقة فى المخرج و ما يترتب على درجة اهتزاز الوترين ليست متماثلة تماماً بين حروف كل كيفية ، وإنما هي متقاربة فى الجملة ، لأن حروف الكيفية الواحدة تختلف اختلافاً يسيراً فى قوة اعتمادها على مخارجها تبعاً لما يحمله الحرف من صفات القوة والضعف الذاتية الأخرى ، وهذا ما سنوضحه من خلال هذه الكيفيّات الست ، وهي :

 

1) مجموعة الحروف الشديدة المجهورة .

2) مجموعة الحروف الشديدة المهموسة .

3) مجموعة الحروف الرخوة المجهورة .

4) مجموعة الحروف الرخوة المهموسة .

5) مجموعة الحروف المتوسطة المجهورة .

6)مجموعة الحروف الرخوة الممدودة المجهورة .

 

ومجموعات الحروف هي محور حديثنا في المحاضرة التالية إن شاء الله .

----------------------------

 

* الأسئلـة التطبيقيـة :-

 

س1: كيف تباينت صفات الحروف بحسب طبيعة المخرج ودرجة إعاقة الصوت فيه ؟

س2: ما معنى الشدة ؟ وما مُستحقّها ؟ وما حروفها ؟

س3: ما معنى الرخاوة ؟ وما مستحقها ؟ وما حروفها ؟

س4: ما معنى التوسط ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟

س5: كيف تباينت أصوات الحروف بحسب قوة أو ضعف اعتماد القارئ على المخرج ؟

س6:ما معنى الجهر ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟

س7: ما معنى الهمس ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟

س8: ما أثر وضع أقصى اللسان داخل الفم على صوت الحرف ؟

س9: ما معنى الاستعلاء ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟

س10: ما معنى الاستفال ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟

س11: ما أثر وضع اللسان عموماً داخل الفم على صوت الحرف ؟

س12: ما معنى الإطباق ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟

س13: ما معنى الانفتاح ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟

س14: كيف تُقسّم الحروف العربية تبعاً لاستفالها أو استعلائها ، وإطباقها أو انفتاحها ؟

س15: وضّح أثر موضع خروج الحرف وطبيعته وقوة اعتماد القارئ عليه على صوت هذا الحرف من حيث احتباسه أو جريانه .

س16: لماذا سُمّيت كل من : الحروف الشديدة ، والحروف الرخوة ، والحروف المتوسطة ، بهذه الأسماء؟

س17: وضح أثر موضع خروج الحرف وطبيعته وقوة اعتماد القارئ عليه على درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين ، وما يترتب على ذلك .

س18: هل تتأثر الشدة والرخاوة والتوسط والجهر والهمس بالصفات الصوتية الأخرى ؟ كيف ذلك ؟

س19: " درجة إعاقة صوت الحرف فى المخرج ودرجة اهتزاز الحبلين الصوتيين حصرت كيفيات النطق بالحروف العربية فى ست كيفيات ".

اشرح العبارة ، واذكر هذه الكيفيات على الإجمال .

-------------------------

انتهت المحاضرة الثالثة : تجويد الحرف (المخارج والصفات الذاتية للحروف وأثرها على صوت الحرف العربي الفصيح) ، ويليها أن شاء الله :

 

** المحاضرة الرابعة : مجموعات الحروف وكيفيات النطق الصحيح بها وتنبيهات على أخطاء النطق الشائعة .

 

وقبل البدء بها سنعرض للصفات التي ليس ها ضد ، لنعلم تأثيرها على أصوات الحروف العربية بالإضافة لتأثير الصفات التي لها ضد مما يشكل صوت الحرف العربي الفصيح .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

جزاكِ الله خيرا امه الرحمن

 

 

 

محاضرات قيمه ومفيده وشامله لصفات معلم التجويد

 

 

 

جعلها الله فى ميزان حسناتك

 

 

 

متابعه ان شاء الله

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انتهت المحاضرة الثالثة : تجويد الحرف (المخارج والصفات الذاتية للحروف وأثرها على صوت الحرف العربي الفصيح) ، ولم يسألني أحد عن شرح مخارج الحروف حرف حرف ، وأجيب أنا : هذه الدورة كما قلت من قبل لإعداد معلمات التجويد ، فلا نعرض فيها المعلومات المبدئية التي درستها المعلمة مرارا وتكرارا ، ولكن نشرح الفنيات الدقيقة التي توصلها للإتقان التام لصوت الحرف بحيث تدرك أدنى خطأ ممكن أن يحدث له ، وعموما لزيادة الفائدة سأكتب موضوعا آخر في شرح مخارج الحروف حرفا حرفا وكيفية النطق الصحيح بها والتنبيه على الأخطاء التي ممكن أن تعرض لها ، قريبا إن شاء الله .

 

وقبل البدء في المحاضرة الرابعة ، سأعرض الصفات التي ليس ها ضد ، لنعلم تأثيرها على أصوات الحروف العربية بالإضافة لتأثير الصفات التي لها ضد مما يشكل صوت الحرف العربي الفصيح ، ثم أبدأ معكم إن شاء الله في الحديث عن : مجموعات الحروف وكيفيات النطق الصحيح بها وتنبيهات على أخطاء النطق الشائعة .

 

----------------------------

 

 

الصفات اللازمة التي ليس لها ضد

 

**( هذه الصفات اكتسبها كل حرف من مخرجه بحسب طبيعـــته

وموضعه داخل جهاز النطق ) .

 

1) صفة الصفير :

* المعنى فى الاصطلاح :

حدّة فى صوت الحرف تدل على قوته فى السمع .

* حروف الصفير :

الصاد والسين والزاي .

* سبب الصفير :

مرور صوت الحرف فى مخرج ضيق يجعل صوته ينحصر فيه ، وذلك لطبيعة مخارج حروف الصفير التي تخرج من بين رأس اللسان والصفحة الداخلية للأسنان السفلى مع اقتراب الأسنان العليا فتتكون فرجة ينحصر فيها صوت الحرف فيكتسب حدّة مُتمثّلة فى صوت الصفير .

* تصنيف الصفة :

الصفير صفة قوة ، حيث يقوى بها صوت الحرف .

2) صفة الليـن :

* المعنى فى الاصطلاح :

إخراج الحرف من مخرجه بسهولة وعدم كلفة ، لمرونة هذا المخرج .

* حرفا اللين :

الواو والياء المحققتين .

* سبب اللين :

قابلية المخرج لتصادم طرفيه فيجري صوت الحرف فى المخرج المحقق ويُقدر زمن النطق به مشافهةً ، مع قابليته لتباعد طرفيه فيجري صوت الحرف فى المخرج المقدر ( عند وجود السبب ) ، ويُقدّر زمن النطق به بالحركات .

* تصنيف الصفة :

صفة ضعف .

3) صفة الاستطالة :

* المعنى فى الاصطلاح :

امتداد مخرج الضاد ليشمل الحافتين الأماميتين مع الخلفيتين ، فيمتد صوتها حتى يتصل بمخرج اللام ، ولايُقصد بامتداد الصوت زيادة حرف المد ، ولكن يُقصد به أنها تجاوزت مخرجها حتى اتصلت بمخرج اللام .

*حرف الاستطالة :

الضـــــاد .

* سبب الاستطالة :

عند التصادم فى مخرج الضاد يكون ضغط اللسان واتِّكائه على الصفحة الداخلية للأضراس العليا ، ويشارك حافتي اللسان الأماميتين ، الحافتان الخلفيتان النطق بالضاد ، ومع استعلاء أقصى اللسان ، ينضغط الصوت ولايجد له مخرجاً ، وتحت تأثير هذا الضغط ؛ يندفع اللسان إلى الأمام قليلاً ، حتى تصل حافتاه إلى الثنايا العليا ، ويستمر صوت الضاد أثناء هذا الاندفاع ويُسمع جريانه مُتضائلاً مدة بسيطة من الزمن هو زمن الرخاوة ، ثم ينتهي بانتهاء المخرج ، فاستمرار صوت الضاد وجريانه هو صفة الرخاوة ، وتحرك اللسان أثناء النطق بها واندفاعه للأمام هو صفة الاستطالة .

* تصنيف الصفة :

صفة قوة .

4) صفة القلقلـة :-

* المعنى فى الاصطلاح :

اضطراب صوت الحرف الشديد المجهور الساكن فى مخرجه ؛ حتى يُسمع له نبرة قوية .

* حروف القلقلة :

القاف والطاء والباء والجيم والدال ( قطب جد ) .

* سبب القلقلة :

اجتماع صفتي الشدة مع الجهر ، فمع قوة احتباس الصوت فى المخرج فور التصادم ، ينغلق طرفا المخرج وينغلق معهما الحبلان الصوتيان ، ولا تكتمل ولادة الحرف إلاّ بانفكاك طرفي مخرجه والحبلين الصوتيين بدفعة قويّة تجعلهما يضطربان بقوة فنسمع للحرف نبرة قوية متمثلة فى قلقلته .

** درجات القلقلة من ناحية قوة الحرف أو ضعفه :

1- الطاء 2- القاف 3- الجيم والدال والباء .

** درجات القلقلة من حيث حالة الحرف المقلقل :

1- قلقلة أكــبر :

وهي أعلى درجاتها وذلك فى المشدد الموقوف عليه ، نحو:

" الْحَقُّ " ، " الْحَـجُّ " ، " وَتَـبَّ " ، " أَشَـدُّ " .

2- قلقلة كُـبرى :

وهي فى الساكن الموقوف عليه سواء كان سكونه أصليّاَ ، نحو:

" لَـمْ يَـلِـدْ " ، " أوكان سكونه عارضاً ، نحو : " الْفَلَق ِ" .

3- قلقلة صغرى :

وهي فى الساكن الغير موقوف عليه ، سواء كان فى وسط الكلمة ، نحو : " أَفَـتَطْمَعُونَ " ، أو كان فى وسط الكلام ، نحو: " قَـدْ سَـمِعَ " .

والصواب أنّ درجات القلقلة ؛ درجتين :

**كُـبرى : عند الوقف على الحرف المقلقل سواء كان فى الأصل مخففاً أو مشدداً ، أو حتى ساكناً سكوناً أصلياً .

** وصُغرى : إذا كان الحرف المقلقل وسط الكلمة أو الكلام .

ودرجة القلقلة فى المشدد الموقوف عليه تساوي درجة القلقلة فى المخفف أو الساكن الموقوف عليه ، لأنّ القلقلة فى الحرف المشدد تكون للحرف الثاني وليس للحرف الأول المدغم . (دروس د/أيمن سويد على قناة اقرأ الفضائية)

** أخطاء النطق بالقلقلة :

أ) خلط صوت القلقلة بصوت حركة من الحركات الثلاث ، لأنّ الحرف المقلقل فيه شبه بالحرف الساكن ، فلا انفتاح للفم ، ولا انضمام للشفتين ، ولا انخفاض للفك السفلي ، وفيه شبه بالحرف المتحرك لتباعد طرفيه فور تصادمهما ، وهذا سبب اضطراب الحرف فى مخرجه .

ب) ختم صوت القلقلة بهمزة .

ج) مط صوت القلقلة وتطويله عن حدّه ، وهذا لايجوز ، لأنّ الحرف المقلقل حرف شديد ؛ بمعنى أنّ زمنه قصير . ( دروس د/أيمن سويد على قناة اقرأ الفضائية)

5 - صفة الانحراف :

المعنى فى الاصطلاح :

ميل صوت الحرف عن مخرجه لعدم كمال جريانه ، بسبب اعتراض جزء من اللسان طريقه .

حرفا الانحراف :

اللام والراء .

سبب الانحراف :

طبيعة مخرج كل حرف منهما ، فالبقعة التي يحتبس فيها صوت الحرف غير البقعة التي يجري فيها ، وفى الراء : يحتبس الصوت عند جانبي طرف اللسان ، ويجري فى وسط الطرف ، فنقول : انحرف صوت الراء إلى الأمام ، وفى اللام : يحتبس الصوت عند حافتي اللسان الأماميتين ، ويجري فى الخلفيتين ، فنقول : انحرف صوت اللام إلى الوراء .

تصنيف الصفة :

صفة قوة .

6 - صفة التكرير :

المعنى فى الاصطلاح :

ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالراء ارتعاداً خفيفاً ، مع قابلية المخرج للارتعاد بالحرف أكثر من مرة .

حرف التكرير :

الـــراء .

سبب التكرير :

طبيعة مخرج حرف الراء وطبيعة مُقدّمة غار الحنك ، فيلتصق جانبا طرف اللسان به ، وتبقى فرجة فى وسطه نتيجة تقعره ، فيضغط عليها (القوي المجهور) عند انحرافه عن الجانبين ، فيرتعد وتخرج الراء ، فإن قوّى القارئ من اعتماده على المخرج ، خرجت راءات عديدة مُتكررة ، ولهذا فإنّ صفة التكرير تُدرس لتُجتنب .

تصنيف الصفة :

صفة قوة .

7) صفة التفشّي :

المعنى فى الاصطلاح :

انتشار الهواء وصوت الشين داخل الفم عند النطق بها حتى يصل إلى الصفحة الداخلية للأسنان الأمامية .

حرف التفشّي :

الشيـــــن .

سبب التفشي :

طبيعة مخرج الشين مع اتساعه ، مع مافيها من همسٍ ورخاوة ، فيجري فيها النفس والصوت من أوسع مكان فى الفم .

تصنيف الصفة :

صفة قوة .

8) صفة الغُنّـة :

المعنى فى الاصطلاح :

صوت مزيد مُركّب فى جسم النون والميم يخرج من الخيشوم ، ولا عمل للسان فيه .

حرفا الغنة :

النون والميم .

سبب الغنة :

طبيعة مخرج كلٍّ من النون والميم ، حيث لايحتبس الصوت فة المخرج احتباساً تامّاً ؛ لوجود فتحة ينفذ منها وهي الخيشوم ، فيجري جرياناً غير تام ثمّ ينقطع لاإراديّاً ، ولا تكمل النون والميم فى جميع حالاتهما إلاّ بالغنة .

تصنيف الصفة :

صفة قوة .

9) صفة الخفـاء :

المعنى فى الاصطلاح :

خفاء صوت الحرف عند النطق به فينعدم ظهوره .

حروف الخفاء :

حروف المد الثلاثة ، وحرف الهاء ، وتجمعها كلمة frown.gifهاوي) .

سبب خفائها :

قيل لأنها تَخْفَى فى اللفظ إذا اندرجت بعد حرفٍ قبلها ، والصواب أنّ خفاء هذه الحروف يأتي من عدم ضبط مخارجها ؛ وعدم ضبط قوة اعتماد القارئ عليها ؛ فتنعدم فى اللفظ ، فحرف المد إذا لم يمتد الصوت به فى الجوف زمن النطق بحركتين على الأقل سقط من الكلام إذ لاوجود له حينئذٍ ، ولعلاج هذا الخفاء أو الانعدام ؛ لابُدّ من تمكين الصوت فى الجوف زمن النطق بحركتين على الأقل ، مع المحافظة على جهر حرف المد من بداية النطق به ، فلا يخالط صوته الهواء الكثير الذي يُضعفه ويُخفيه .

أمّا حرف الهاء ؛ فلاجتماع صفات الضعف فيها مع بُعْدِ مخرجها ؛ فإنّها قد تختفي فى درج الكلام وخاصةً إذا سكُنت ، وكذلك فى آخر الكلام عند الوقف عليها ، فتخرج ألِفاً هوائيّة لاأثر فيها لصوت الهاء الخفيّ الضعيف فيها ، كما فى الوقف على : " القَـارِعَـةُ " ، فتُنطق : ( القارِعَـا ) .

وعلاج خفاء الهاء يكون بضغط مخرجها قليلاً لتحقيق التصادم بين طرفيه ولكن بضعف اعتماد يجعلها تخرج مُتكيّفة بصفاتها كُلّها ؛ من رخاوةٍ وهمسٍ واستفالٍ وانفتاحٍ .

تصنيف الصفة :

صفة ضعف .

 

--------------------------

 

 

تقسيم الصفات من حيث القوة والضعف

أولاً ، الصفات القوية :

 

1- الجهر 2- الشدة 3- التوسط 4- الاستعلاء

5- الإطباق 6- الصفير 7- الاستطالة 8- القلقلـة

9- الانحراف 10- التكرير 11- التفشي 12- الغنـة

 

ثانياً ، الصفات الضعيفة :

 

1- الهمـس 2- الرّخـاوة 3- الاستفـال

4- الانفتـاح 5- الليــن 6- الخفــاء

 

 

أقوى الحروف على الإطلاق :

حرف الطاء ؛ لاجتماع صفات القوة فيه من غير أن يحمل صفة ضعف واحدة :

( جهر – شـدّة – استعلاء – إطباق – قلقلـــة ) .

 

أضعف الحروف على الإطلاق :

الفاء ، والحاء ، والثاء ، والهاء ، لاجتماع صفات الضعف فيها :

( رخاوة – همس – استفال – انفتاح ) .

 

والهاء أضعفُهُنّ جميعاً لوجود صفة الخفاء فيها .

 

--------------------------

 

والآن وبعد أن تعرفنا على الصفات التي لها ضد والصفات التي ليس لها ضد وتأثيرها على صوت الحرف العربي الفصيح وتصنيفها من حيث القوة والضعف ، نبدأ في المادة الأساسية للمحاضرة الرابعة وهي :

 

 

مجموعات الحروف وكيفيات النطق الصحيح بها وتنبيهات على أخطاء النطق الشائعة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أولاً ، مجموعة الحروف الشديدة المجهورة :-

 

1) حروفها :

 

الهمزة والجيم والدال والقاف والطاء والباء ، والمجموعة فى قولهم : ( أجـد قـُطْـب ) .

 

2) طبيعة مخارجها :

 

مخارج هذه الحروف الستة محكمة الغلق ، فبمجرد تصادم طرفي مخرجها ؛ تنغلق المسافة بينهما تماماً ، ويحتبس الصوت والنفس لإعاقتهما إعاقة تامّة ، وهذه هي صفة الشدة .

 

3) درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين :

 

مع انغلاق طرفي المخرج ، ينغلق الحبلان الصوتيان زمناً قصيراً جداً ؛ و سبب قصره قوة اعتماد القارئ على طرفي المخرج ، مما يؤدي لقوة فى التباعد بينهما وكذلك بين الحبلين الصوتيين المنغلقين ، ليندفع الهواء والصوت المحتبسان خلفهما بقوة تجعلهما يهتزان اهتزازاً قوياً مع انفكاك طرفي المخرج واضطرابهما ، مما يجعل الهواء المار من بين الوترين يتكيف كله بصوت الحرف ليخرج قوياً مجهوراً متمثلاً فى القلقلة ، التي هي ثمرة اجتماع الشدة مع الجهر ، ويكون الهواء الموظف للنطق بالحروف الشديدة المجهورة قليلاً ، لتكيفه تماماً بصوت الحرف .

هذا فى الحروف الخمسة (قطب جد ) ، أما الهمزة ، فإنّ قربها الشديد من الحنجرة يجعل قوة اعتماد القارئ على مخرجها الضيق تؤثر على الحبلين الصوتيين مباشرةً ، فيهتزان بقوة مع انغلاقهما تماما ً لتكتسب الهمزة جهر صوتها الذي لايخالطه النفس الكثير فى أثناء احتباسه بين طرفي المخرج ، ولا انفكاك دفعي بينهما كأخواتها ، لأن الهمزة لاتقلقل، ولا تباعد بينهما إلى مخرج العين أو إلى الجوف ، وإنما تقفل الحنجرة إقفالاً تاماً ، مع بتر صوت الهمزة .

 

4) الصفات الصوتية الأخرى المؤثرة فى شدة وجهر هذه الحروف :

 

* الحروف الخمسة ( قطب جد ) اتصفت جميعها بصفة واحدة من الصفات التي ليس لها ضد ، وهي صفة القلقلة باتفاق ، والقلقلة : ثمرة اجتماع الشدة مع الجهر ، ولا يكمل صوت هذه الحروف حين سكونها إلا بالقلقلة ، ولا ينفك انغلاق طرفي المخرج والوترين إلا بها ، ولا يتضح صوت الحرف إلاّ فى زمنها القصير جداً .

* والحروف الشديدة المجهورة الستة ( أجد قطب ) منها ما هو مستفل ومنفتح ، ومنها ماهو مستعلٍ ومنفتح ، ومنها ما هو مستعلٍ ومُطبق ، ولهذا :

تتفاوت قوة الاعتماد على مخارج هذه الحروف فيما بينها تفاوتاً يسيراً ، سواء سكُنت أو تحركت ، بحسب ما يحمله كل حرف منها من صفات القوة وصفات الضعف ، وأقوى الحروف الشديدة المجهورة اعتماداً على طرفي المخرج : الطاء ( المستعلية و المطبقة ) ، ثم القاف ( المستعلية والمنفتحة ) ، ثم الجيم والدال والباء ( وكل منها مستفل ومنفتح ) ، وأخيراً الهمزة لانعدام القلقلة معها .

 

5) ملاحظات عامة على حروف هذه المجموعة :-

 

أ) قوة الاحتباس هي السبب فى قصر زمنه ، وقصر زمن الاحتباس أدى إلى قصر زمن الانفكاك ، ولأن الحرف الشديد المجهور يحتاج إلى عملين حتى يكتمل صوته ( احتباس وانفكاك ) ، فإن زمن النطق به يكون مجموع زمن العملين ، ما عدا الهمزة ؛ فزمن النطق بها هو زمن احتباسها فى المخرج فقط ( زمن شدتها ) .

 

ب) قلقلة حروف ( قطب جد ) هي العمل المكمّـل لصوت الحرف الشديد المجهور حال سكونه ، فيخرج متكيفاً كله بصوت الحرف ، فإذا تحرك الحرف استغنى بتباعد طرفيه إلى الجوف للحركة بصوت مجهور عن القلقلة التي هي صوت مجهور أيضاً .

 

ج) قوة الاحتباس ( الشدة ) أدت إلى قوة الانفكاك باضطراب طرفي المخرج والوترين معاً ، فيهتزا اهتزازاً قويّاً يُسمع معه صوت الحرف قويّاً مجهوراً ( صفة الجهر ) ، متمثلاً فى قلقلته .

 

د) قوة احتباس صوت هذه الحروف الخمسة فى مخارجها المغلقة تماماً هي سبب جهرها ( انفكاك دفعي قوي بعد التصاق محكم يسبب اهتزاز قوي للوترين ) ، وبيان صفة الجهر يكون فى زمن القلقلة ، ويكون الهواء الموظف للنطق بالحرف الشديد المجهور قليلاً .

هـ) قوة الانفكاك تُعبّر عن قوة الاحتباس ، وكلما زادت صفات القوة فى الحرف ؛ كلما زادت قوة الاعتماد عليه فى مخرجه ، وبالتالي قوي احتباسه ومن ثَمّ قويت نبرة انفكاكه المتمثلة فى قلقلته ، ولهذا فإنّ الطاء بإطباقها مع استعلائها أقوى انفكاكاً من القاف المستعلية المُنفتحة ، والقاف أقوى انفكاكاً من الجيم والدال والباء ؛ لمل فيهنّ من استفال وانفتاح .

 

ترتيب حروف القلقلة ( من الأقوى إلى الأضعف) السبب العلميّ أولاً ، الطاء . لاستعلائها وإطباقها . ثانياً ، القاف . لاستعلائها وانفتاحها ثالثاً ، الجيم والدال والباء . لاستفالها وانفتاحها .

 

و) وأقل الحروف الشديدة المجهورة قوة فى الاعتماد على المخرج : الهمزة ، لفقدها القلقلة التي هي صفة صوتية قوية تزيد من صفات القوة فى الحرف الشديد المجهور ، مما يزيد من قوة اعتماد القارئ على طرفي المخرج ، ومع استفال الهمزة وانفتاحها فهي أقلُّهنّ قوة فى الاعتماد على مخرجها ، ولهذا السبب فإنّ غالب أخطاء النطق بالهمزة تتمثل فى تفريط القارئ فى الاعتماد على طرفي مخرجها بالقوة اللازمة لها فيُسهّـلها فى النطق ، أو إفراطه فى الاعتماد على طرفي مخرجها فيقلقل صوتها كأخواتها فيخرج كصوت المتهوّع وهذا الصوت عابته العرب لبشاعته .

والهمزة أقصر الحروف الشديدة المجهورة زمناً ، فزمن النطق بها هو زمن احتباس صوتها فى مخرجها فقط .

 

ى) الحروف الشديدة المجهورة ؛ أقوى الحروف اعتمادا ً على مخارجها ، ولذا فالطاء هي أقوى الحروف على الإطلاق .

وكذلك الحروف الشديدة المجهورة ؛ أقصر الحروف المحققة زمناً ، ولذا فالهمزة هي أقصر الحروف زمناً على الإطلاق .

وأزمنة حروف القلقلة متساوية فيما بينها على الإجمال .

 

-----------------------------------

 

 

ثانياً ، مجموعة الحروف الشديدة المهموسة :-

 

 

1) حرفاها :

 

الكاف والتاء .

 

2) طبيعة مخرجيهما :

 

مخرجا هذين الحرفين محكما الغلق ، فبمجرد تصادم طرفي مخرجيهما ، تنغلق المسافة بينهما تماماً ، ويحتبس الصوت والنفس ويعاقان إعاقة تامّة ، وهذه هي صفة الشدة .

 

3) درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين :-

 

مع انغلاق طرفي المخرج ، ينغلق الحبلان الصوتيان لفترة أطول من انغلاقهما مع الحروف الشديدة المجهورة ، وذلك لضعف اعتماد القارئ على طرفي المخرج مقارنةً بالشديد المجهور ، مما يؤدي لضعف قوة التباعد بينهما وكذلك بين الحبلين الصوتيين ، ليمر الهواء الموظف للنطق بالحرف من بينهما بخفة وضعف يجعلاهما يهتزان اهتزازاً ضعيفاً جداً ، ليخرج صوت الحرف خفيّاً ضعيفاً متمثّلاً فى همسه وهوائه الكثير ، وهذه هي صفة الهمس .

 

4) الصفات الصوتية الأخرى المؤثرة فى شدة وهمس هذين الحرفين :-

 

* الكاف والتاء حرفان مستفلان ومنفتحان ، ومستحقهما الترقيق فى جميع أحوالهما ، ولم يكتسبا صفةً ذاتيةً ليس لها ضد ، وعلى هذا فإنّ قوة الاعتماد على طرفي مخرج كل منهما واحدة ومتساوية تماماً .

 

وبجمع صفات الكاف والتاء ، فهما حرفان ضعيفان لم يكتسبا غير صفة قوة واحدة سببها طبيعة مخرج كل حرف منهما وهي صفة الشدة التي أضعفها همس واستفال وانفتاح كلا الحرفين ، وعلى هذا فإن شدة الكاف والتاء أقل من شدة الحروف المجهورة ، ولهذا طال زمن الاحتباس وقصر زمن الانفكاك ، وانتهى صوت الكاف والتاء بالهمس ، بينما قصر زمن الاحتباس وكذلك زمن الانفكاك وانتهى صوت الحروف الشديدة المجهورة بالجهر المتمثل فى القلقلة .

 

5) ملاحظات عامة على الكاف والتاء :-

 

أ) ضعف الاحتباس هو السبب فى طول زمنه ، وطول زمن الاحتباس أدى إلى ضعف وقصر زمن الانفكاك ، ولأن الحرف الشديد المهموس يحتاج إلى عملين حتى يكتمل صوته ( احتباس وانفكاك ) ، فإن زمن النطق به يكون مجموع زمن العملين .

 

ب) همس الكاف والتاء هو العمل المكمل لاحتباس صوتيهما حال سكونهما ، فيخرج صوت كل منهما خفيّاً ضعيفاً أكثره هواء ، فإن تحرّكا فإنّ التباعد إلى الحركة كفيل بفك انغلاق طرفي المخرج ، ولأن الحركة صوت مجهور ، فلا يظهر الهمس مع الكاف والتاء المتحركتين ؛ لأن التباعد إلى الحركة يكون بصوت مجهور وليس بصوت مهموس ، ولاننفي عنهما همسهما وإلاّ كانتا مجهورتين ، وإنما يتمثل همسهما فى ضعف الاعتماد على مخرجيهما من بداية النطق بهما متحركتين .

ولمنع ظهور الهمس مع الكاف والتاء المتحركتين ، يجب على القارئ الانتباه إلى ضبط مخرج كلٍّ منهما ، وضبط التباعد عنه بقوة جهر الحركة ، فلا يجعل أقصى لسانه يحتك بغار الحنك متحركاً عند التباعد للحركة مع الكاف ، ولا يترك طرف لسانه مندفعاً إلى الأمام عند التباعد للحركة مع التاء ، وإنما يتباعد إلى الجوف بحسب آلية كل حركة من الحركات الثلاث ، ولاحظ أن ضبط التصادم فى مخرج الحرف المحقق قبل التباعد المصحوب بتصعُّد الصوت وانفتاح الفم مع الفتح ، أو اعتراضه وضم الشفتين مع الضم ، أو تسفُّله وانخفاض الفك السفلي مع الكسر ؛ هو المُعوَّل عليه فى ضبط صوت الحرف المتحرك .

 

ح) ضعف الاحتباس ( شدة المهموس ) أدّى إلى ضعف الانفكاك بانفراج طرفي المخرج وتباعد الحبلين الصوتيين بضعف ، فيهتزا بضعف لايسمح بتكيف كل الهواء الموظف للنطق بالكاف والتاء بصوتيهما ، فيُسمع صوت الحرف خفيّاً ضعيفاً ، و يخالطه النفس الكثير ، وهذا هو همس الكاف والتاء .

 

د) ضعف احتباس صوت كل من الكاف والتاء هو سبب همسهما ، وبيان صفة الهمس يأتي عقب الاحتباس ؛ فالشدة فى وقت ، والهمس فى وقت آخر ، فشدّتُهما باعتبار الابتداء ، وهمسُهما باعتبار الانتهاء ، ولا يمكن أن تجتمع الشدة مع الهمس على المخرج فى ذات الوقت ، لأن الشدة تعبر عن احتباس الصوت ويستلزم احتباس النفس ، والهمس يعبّر عن جريان النفس ، ويستلزم جريان الصوت ، فتوالي العملين نفى التناقض بين وجود الصفتين معاً فى الكاف والتاء ، ففى كل منهما صوتان يتعاقبان : الأول قوي ، والثاني ضعيف ، بعكس الحروف الشديدة المجهورة ( المُقلقلة ) ، التي فيها صوتان يتعاقبان كلاهما قوي ، ولهذا فإن قوة اعتماد القارئ على المخرج الشديد المهموس أقل من قوة اعتماده على المخرج الشديد المجهور ، وبالتالي فإن قوة الاحتباس فى الشديد المهموس أقل من قوة الاحتباس فى الشديد المجهور ، وقوة الانفكاك فى الشديد المهموس أقل من قوة الانفكاك فى الشديد المجهور .

 

والخلاصة ؛ أن مجموعة الحروف الشديدة المجهورة هي أقوى الحروف المحققة اعتماداً على مخارجها ، تليها فى الدرجة ؛ الحروف الشديدة المهموسة ، والمُتمثِّلة فى حرفيّ : الكاف والتاء .

 

-------------------------

 

 

*** مقارنة بين الشديد المجهور( المُقلقل ) والشديد المهموس :-

للمقارنة بين المجموعتين لابد من معرفة قاعدتين أساسيتين :

أولاً ، زمن الحرف الشديد هو مجموع زمن عمليه : زمن الاحتباس وزمن الانفكاك .

 

زمن الشدة = زمن الاحتباس + زمن الانفكاك

ثانياً ، كلما قوي احتباس صوت الحرف ، كلما قوي انفكاك طرفي مخرجه ، وكلما قصُر زمن كلٍّ منهما ، وكلما ضعُف الاحتباس ضعُف الانفكاك وطال زمنهما .

 

احتباس قـوي (فى زمن قصير )>>> انفكاك قـوي ( فى زمن قصير )

احتباس ضعيف( فى زمن أطول)>>> انفكاك ضعيف (فى زمن أطول )

الشديد المجهور المقلقل ( قطب جد ) الشديد المهموس ( الكاف والتاء ) 1)الاحتباس فى الشديد المجهور أقوى من الاحتباس فى الشديد المهموس ، وعلامة ذلك : قصر زمن احتباس الصوت بسبب قوة اعتماد القارئ على المخرج ، وبالتالي فإن زمن الشدة فى الشديد المجهور أقصر من زمن الشدة فى الشديد المهموس . 1)الاحتباس فى الشديد المهموس أضعف من الاحتباس فى الشديد المجهور ، وعلامة ذلك : طول زمن احتباس الصوت بسبب ضعف اعتماد القارئ على المخرج ، وبالتالي فإن زمن الشدة فى الشديد المهموس أطول من زمن الشدة فى الشديد المجهور . 2)الانفكاك بين طرفي المخرج فى الشديد المجهور أقوى من الانفكاك بينهما فى الشديد المهموس ، وعلامة ذلك : قصر زمن الانفكاك(المُتمثّل فى القلقلة)بسبب قوة اعتماد القارئ على المخرج ابتداءً ، وبالتالي فإن زمن الانفكاك فى الشديد المجهور أقصر من زمن الانفكاك فى الشديد المهموس . 2)الانفكاك بين طرفي المخرج فى الشديد المهموس أضعف من الانفكاك بينهما فى الشديد المجهور ، وعلامة ذلك : طول زمن الانفكاك(المتمثل فى الهمس) بسبب ضعف اعتماد القارئ على المخرج ابتداءً ، وبالتالي فأن زمن الانفكاك فى الشديد المهموس أطول من زمن الانفكاك فى الشديد المجهور. 3)زمن الاحتباس (الشدة) فى الشديد المجهور يساوي زمن الانفكاك. 3)زمن الاحتباس فى الشديد المهموس أطول من زمن الانفكاك. 4)من مجموع زمني العملين(الاحتباس والانفكاك)فإن زمن الشديد المجهور أقصر من زمن الشديد المهموس . 4)من مجموع زمني العملين(الاحتباس والانفكاك)فإن زمن الشديد المهموس أطول من زمن الشديد المجهور . 5)والحروف الشديدة المجهورة تتفاوت قوة اعتمادها على مخارجها تفاوتاً يسيراً لتباين صفات القوة والضعف فيما بينها . 5)والحروف الشديدة المهموسة تساوت تماماً فى قوة اعتمادها على مخارجها لاتحاد صفات القوة والضعف فيها .

 

*ملحوظــة :

الهمزة أقصر الحروف زمناً على الإطلاق ، لأن زمن النطق بها هو زمن شدتها (احتباس صوتها بين طرفي مخرجها) فقط .

 

-------------------------------------

 

 

ثالثاً ، مجموعة الحروف الرخوة المجهورة :-

1) حروفها :

 

الذال ، والزاي ، والظاء ، والضاد ، والغين ، والواو والياء المحققتان ( الساكنتان والمفتوح ما قبلهما ) .

 

2) طبيعة مخارجها :-

 

مخارج هذه الحروف السبعة مغلقة جزئيّاً ، فلا يعيق التصادمُ بين طرفي المخرج الصوتَ المار من بينهما إعاقة تامّة ، ولكنّها إعاقة جزئيّة ؛ تسمح بجريان الصوت فى المخرج المحقق جرياناً تامّاً ، لزمنٍ مساوٍ لمخرجه ، بحيث يبدأ صوت الحرف منه وينتهي فيه من غير لأن يتجاوزه ، ويقدّر هذا الزمن مُشافهةً ، وهذه هي صفة الرخاوة .

 

3) درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين :

 

مع الانغلاق الجزئيّ بين طرفي المخرج ، يهتز الحبلان الصوتيان بقوة ويتذبذبان ، لقوة اعتماد القارئ على طرفي المخرج ، فيتكيف كل الهواء المار من بينهما بصوت الحرف ، ولايخالطه النفس الكثير ، ويكون الهواء الموظف للنطق بالحرف قليلاً ، وهذه هي صفة الجهر .

 

4) الصفات الصوتية الأخرى المُؤثرة فى رخاوة وجهر هذه الحروف :

 

* الحروف الرخوة المجهورة ؛ منها المستفل المنفتح ، ومنها المستعلي المنفتح ، ومنها المستعلي المطبق :

 

 

أولاً ، الحروف المستفلة المنفتحة : الذال ، والزاي ، والواو والياء اللينتان .

ثانياً ، الحروف المستعلية المنفتحة : الغين فقط .

ثالثاً ، الحروف المستعلية المطبقة : الضاد والظاء .

 

 

**فأقوى هذه الحروف اعتماداً على مخارجها : الضاد والظاء ؛ لاستعلائهما وإطباقهما ، مما قلل من رخاوتها وزاد من جهرها ، والضاد أقوى من الظاء جهراً وأقل منها رخاوةً ، لما فيها من استطالة ( وهي صفة قوة ) ، مما جعل رخاوتها خفيّة نوعاً ما ، وزاد من قوة اعتماد القارئ على مخرجها .

 

**ويلي هذين الحرفين فى القوة : حرف الغين ، لما فيه من استعلاء من غير إطباق ، فالغين أكثر رخاوة وأقل جهراً من الظاء والضاد ، وكذلك أقل رخاوة وأكثر جهراً من الذال والزاي والواو والياء اللينتان ، وهذه الحروف الأربعة المستفلة والمنفتحة ؛ هي أقل الحروف الرخوة المجهورة اعتماداً على مخارجها ، وأقوى هذه الحروف الأربعة اعتماداً على مخرجها : الزاي ؛ لما فيها من صفير ( صفة قوة ) زادت من جهرها وقوة صوتها ، تليها الذال التي لم تكتسب صفة ذاتية ليس لها ضد ، أما الواو والياء اللينتان ؛ فعلى الرغم من أنهما أضعف هذه الحروف السبعة ، مما يعني عملياً : زيادة رخاوتهما وضعف جهرهما عن أخواتهما ، لما فيهما من ليونة ( وهي صفة ضعف ) ، إلاّ أن هذه الليونة كانت السبب فى قصر زمن جريانهما فى المخرج المحقق نسبياً عن أخواتهما لقابلية المخرج لجريان الصوت وامتداده فى الجوف ، فإن لم يحذر القارئ عند النطق بالواو والياء الساكنتين فى وسط الكلام من طول زمن جريانهما ، فإنّ ليونة مخرجيهما ستجعل صوتيهما يمتدّان فى الجوف فيطول زمن النطق بهما ( فى المخرج المحقق ) عن المستحق لهما ، وكذلك يحذر القارئ من بتر صوتيهما أو نبره ؛ حتى لايُفقدهما ليونتهما ، وزمن النطق بالواو والياء الساكنتين المحققتين هو زمن النطق بهما من كلمتي : " قَوْلُهُمْ " ، " عَلَيْهِمْ " ، بطبيعتك ، من غير تكلف ولا تعسف ، ومن غير إفراطٍ ولا تفريط .

 

5) ملاحظات عامة على حروف هذه المجموعة :

 

أ) الحروف الرخوة المجهورة تحتاج لدرجة من قوة الاعتماد على مخارجها تسمح بجريان الصوت فى المخرج المغلق جزئيّاً جرياناً تامّاً ، وتتسبب فى اهتزاز الحبلين الصوتيين وتذبذبهما بقوة ليتكيف كل الهواء الموظف للنطق بالحرف والمار من بينهما بصوته ، فلا يخالطه النفس الكثير ويخرج صوته واضحاً مجهوراً ، ولذا فإن الهواء الموظف للنطق به قليل.

 

ب) طبيعة مخارج الحروف الرخوة المجهورة تجعل الصوت يعاق فيها إعاقة جزئيّة ، بعكس طبيعة مخارج الحروف الشديدة المجهورة التي يعاق الصوت فيها إعاقة تامّة ، ومع جريان الصوت فى المخرج ؛ فإن الحروف الرخوة لاتحتاج لمكمّل لصوتها لأنّ بيان الحرف الرخو يكون فى زمن رخاوته ، بينما بيان الحرف الشديد يكون فى زمن انفكاكه .

 

ج) على الرغم من تفاوت قوة اعتماد القارئ على مخارج الحروف الرخوة المجهورة تفاوتاً نسبيّاً ؛ يرجع لتباين صفات القوة والضعف التي تحملها هذه الحروف فيما بينها ، إلاّ أنّ أزمنة الحروف الرخوة المجهورة متساوية فيما بينها على الإجمال .

 

-----------------------------------

 

 

رابعاً ، مجموعة الحروف الرخوة المهموسة :-

 

1) حروفها :

 

الهاء ، والسين ، والفاء ، والحاء ، والثاء ، والشين ، والخاء ، والصاد .

والمجموعة فى قولهم : " هَسَّ فَحَثَّ شَخْصٌ " .

 

2) طبيعة مخارجها :

 

مخارج هذه الحروف الثمانية مغلقة جزئيّاً ، فلا يعيق التصادمُ بين طرفيّ المخرج الصوتَ المار من بينهما إعاقة تامّة ؛ ولكنّها إعاقة جزئيّة ، تسمح بجريان الصوت فى المخرج المحقق جرياناً تامّاً ؛ لزمنٍ مساوٍ لمخرجه بحيث يبدأ صوت الحرف منه وينتهي فيه من غير أن يتجاوزه ، ويُقدّر هذا الزمن مشافهةً ، وهذه هي صفة الرخاوة .

 

3) درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين :

 

ومع الانغلاق الجزئي بين طرفي المخرج ، يتباعد الحبلان الصوتيان ويهتزّان بضعف ، لضعف اعتماد القارئ على طرفي المخرج ، فلا يتكيف كل الهواء المار من بينهما بصوت الحرف ، ويخالطه النفس الكثير ، ويكون الهواء الموظف للنطق بالحرف الرخو المهموس كثيراً ، وهذه هي صفة الهمس .

 

4) الصفات الصوتيّة الخرى المؤثرة فى رخاوة وهمس هذه الحروف :

 

**الحروف الرخوة المهموسة ، منها المستفل المنفتح ، ومنها المستعلي المنفتح ، ومنها المستعلي المطبق :

 

 

أولاً ، الحروف المستفلة المنفتحة : الهاء ، والسين ، والفاء ، والحاء ، والثاء ، والشين .

ثانياً ، الحروف المستعلية المنفتحة : الخاء فقط .

ثالثاً ، الحروف المستعلية المطبقة : الصاد فقط .

 

**وأقوى هذه الحروف اعتماداً على مخارجها : الصاد ، لما فيها من استعلاء وإطباق ، مما قلل من رخاوتها وهمسها ، كما أنّ صفيرها صفة قوة قللت من هوائها الذي اكتسب حدّةً وصفيراً ، يليها الخاء المستعلية والمنفتحة ، ولذا فهي أكثر رخاوةً وهمساً من الصاد ، ثمّ الشين والسين ، لما فى الأولى من تفشّي ، وفى الثانية من صفير ، وكلاهما صفتا قوة ؛ أثَّـرَتا على همس كلٍّ منهما ليتضح صوتُها الخفي نوعاً ما .

 

**وأضعف هذه الحروف : الهاء والفاء والحاء والثاء ، فليس فى أيٍّ منها صفة قوّةٍ واحدة ، فهي أضعف الحروف الرخوة المهموسة على الإطلاق .

 

**ولأنّ الحروف الرخوة المهموسة هي أضعف الحروف المحققة لضعف الاعتماد على مخارجها ، فإن حروف ( فحثه ) هي أضعف الحروف على الإطلاق .

 

5) ملاحظات عامة على حروف هذه المجموعة :

 

أ) الحروف الرخوة المهموسة تحتاج لدرجة من ضعف الاعتماد على مخارجها تسمح بجريان الصوت جرياناً تامّاً فى المخرج المغلق جُزئيّاً ، وتتسبب فى تباعد الحبلين الصوتيين واهتزازهما بضعف ، فلا يتكيف كل الهواء المار من بينهما بصوت الحرف ، ويخالطه النفس الكثير ، ويخرج صوته خفيّاً ضعيفاً ومهموساً ، ولذا فإن الهواء الموظف للنطق به كثير .

 

ب) طبيعة مخارج الحروف الرخوة المهموسة تجعل الصوت يعاق فيهاإعاقة جزئية ، بعكس طبيعة مخارج الحروف الشديدة المهموسة ، التي يعاق الصوت فيها إعاقة تامة ، ولذا فإن الشدة والهمس عملان متواليان ، ولا يمكن أن يجتمعا على الحرف فى زمن واحد ، لأن احتباس الصوت يستلزم احتباس النفس ، وجريان النفس يستلزم جريان الصوت ، أما فى الحروف الرخوة المهموسة ؛ فإن الرخاوة والهمس عملان متلازمان اجتمعا على الحرف فى زمن واحد هو زمن رخاوته ( جريان صوته ) والذي زاده قليلاً همسُه ( جريان نفَسِه ) .

 

ج) وعلى الرغم من تفاوت قوة اعتماد القارئ على مخارج الحروف الرخوة المهموسة تفاوتاً نسبياً يرجع لتباين صفات القوة والضعف التي تحملها هذه الحروف فيما بينها ، إلا أن أزمنة الحروف الرخوة المهموسة متساوية فيما بينها على الإجمال .

 

--------------------------------------

 

** مقارنة بين الرخو المجهور والرخو المهموس : -

 

1) طبيعة مخارج هذه الحروف تجعل الإعاقة فى كل منهما إعاقة جزئيّة ، إلاّ أنها فى الرخو المجهور تسمح بجريان الصوت الذي لا يخالطه النفس الكثير ، بينما فى الرخو المهموس تسمح بجريان الصوت الذي يخالطه النفس الكثير .

 

2) وهذا لأن درجة التصادم بين طرفي مخرج الحرف الرخو المجهور أقوى من درجة التصادم بين طرفي مخرج الحرف الرخو المهموس ، مما يعني أن درجة اعتماد القارئ على طرفي المخرج الرخو المجهور أقوى من درجة اعتماده على طرفي المخرج الرخو المهموس ، ولذا فإن درجة إعاقة الصوت فى المخرج الرخو المجهور أكبر من درجة إعاقته فى المخرج الرخو المهموس ، وكذلك كمية الهواء الموظفة للنطق بالحرف الرخو المجهور أقل من كمية الهواء الموظفة للنطق بالحرف الرخو المهموس ، فلا نشعر مع الأخير بالذبذبة التي نشعر بها مع الأول.

 

3) زمن الحرف الرخو المجهور هو زمن رخاوته المجهورة الناتجة عن قوة اعتماد القارئ على طرفي مخرجه ، أما زمن الحرف الرخو المهموس فهو زمن رخاوته المهموسة الناتجة عن ضعف اعتماد القارئ على طرفي مخرجه ، وبالتالي فإن زمن النطق بالحرف الرخو المجهور أقصر من زمن النطق بالحرف الرخو المهموس .

 

 

وجه المقارنة الرخو المجهور الرخو المهموس 1) طبيعة المخرج مغلق جزئياً . مغلق جزئياً . 2) نوع الإعاقة إعاقة جزئية . إعاقة جزئية . 3) درجة الإعاقة أكبر من الرخو المهموس . أقل من الرخو المجهور 4) درجة التصادم بين طرفي المخرج أقوى منها مع الرخو المهموس . أضعف منها مع الرخو المجهور 5) درجة الاعتماد على طرفي المخرج أقوى منها مع الرخو المهموس . أضعف منها مع الرخو المجهور . 6) درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين أقوى منها مع الرخو المهموس ، فيتقاربا ويهتزا بقوة ويتذبذبا. أضعف منها مع الرخو المجهور، فيتباعدا ويهتزا بضعف . 7) كمية الهواء الموظفة للنطق بالحرف أقل منها مع الرخو المهموس . أكثر منها مع الرخو المجهور . 8) زمن النطق بالحرف أقصر من زمن النطق بالرخو المهموس . أطول من زمن النطق بالرخو المجهور .

 

 

------------------------------------------------

 

 

خامساً ، مجموعة الحروف المتوسطة المجهورة :

 

 

1) حروفها :

 

اللام ، والنون ، والعين ، والميم ، والراء . والمجموعة فى قولهم : " لِنْ عُـمَـرُ " .

 

2) طبيعة مخارجها :

 

طبيعة مخارج هذه الحروف الخمسة تجعل الصوت يعاق أولاً حيث موضع تصادم طرفي المخرج ، ثم يحيد عنه ليجري ثانياً ، وعندما يعاق صوت الحرف المتوسط فى مخرجه فإنه لايعاق إعاقة تامة كالإعاقة فى مخرج الشديد ، بسبب أن هناك فتحة فى المخرج يستطيع أن ينحرف إليها صوت الحرف بسهولة لينفذ من خلالها ، وعندما يجري صوت الحرف المتوسط فإنه لايجري جرياناً تاماً كجريان الحرف الرخو ، بسبب إعاقته أولاً ، ولذا فإن هذه الحروف توسطت بين كمال الشدة ( كمال احتباس الصوت ) ، وبين كمال الرخاوة ( كمال جريان الصوت ) ، بسبب طبيعة مخارجها .

 

3) درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين :

 

مع انغلاق طرفي المخرج ، ينغلق الحبلان الصوتيان فى ذات الوقت ، ثم ينفتحان فوراً مع انحراف صوت الحرف عن المخرج المغلق ليجري من خلال الفتحة التي ينفذ منها صوته ، ومازال طرفا المخرج فى حالة تصادم ، وبسبب قوة اعتماد القارئ على طرفي المخرج المغلق إغلاقاً غير تام ، فإنّ الحبلان الصوتيان يتباعدان ( مع انحراف صوت الحرف وجريانه ) ويهتزان بقوة ليخرج كل الهواء الموظف للنطق بالحرف متكيّفاً بصوته ولا يخالطه النفس الكثير ، ويكون الهواء الموظف للنطق بالحرف المتوسط قليلاً .

 

4) الصفات الصوتية الأخرى المؤثرة فى توسط وجهر هذه الحروف :

 

**حروف التوسط الخمسة اتفقت جميعها فى استفالها وانفتاحها ، إلاّ أن انحراف صوت كل حرف منها إلى بقعةٍ أخرى يجري فيها انتهاءً غير التي احتبس فيها ابتداءً ، ميّز كل حرف منها عن غيره ، ليس فى الصوت ؛ لأنّ اختلاف مخارج هذه الحروف كفيلٌ بذلك ، فليس بين أيٍّ منها تجانس ، ولكن ميّزها من حيث اتجاه انحراف هذا الصوت ، خاصة مع الحروف المتقاربة منها ، وهي : اللام والراء والنون والميم :-

 

* أولاً ، اللام : -

يعاق صوتها عند حافتي اللسان الأماميتين ، فينحرف عنهما ليجري فى الحافتين الخلفيتين ، فاكتسبت اللام صفة الانحراف .

 

* ثانياً ، الراء :-

يعاق صوتها فى جانبي ظهر طرف اللسان ، فينحرف عنهما ليجري فى وسط طرفه ، فاكتسبت الراء صفة الانحراف مع التكرير ، وهي أقوى حروف التوسط اعتماداً على مخرجها لكونها تحمل صفتي قوة ليس لهما ضد ، بخلاف أخواتها : اللام والنون والميم ؛ اللاتي تحمل كل واحدة منهن صفة قوة واحدة من الصفات التي ليس لها ضد .

 

* ثالثاً ، النون :-

يعاق صوتها فى طرف اللسان الدقيق ، فينحرف عنه ليجري فى الخيشوم ، مما جعلها تكتسب صفة الغنة .

 

* رابعاً ، الميم :-

يعاق صوتها عند منطبق الشفتين ، فينحرف عنه ليجري فى الخيشوم ، مما جعلها كذلك تكتسب صفة الغنة .

 

* أما العين فإنّ صوتَها يعاق فى وسط الحلق فينحرف ليجري فيه من غير أن يترك هذا المخرج الضيق ، ولضيقه وبعده عن الفم ؛ لم تكتسب العين صفةً ذاتيةً أخرى من الصفات التي ليس لها ضد ليتحدّد معها موضع انحراف صوتها ، ولهذا فإنّ أخطاء النطق بهذا الحرف تتمثل فى عدم ضبط مخرحه ، وعدم ضبط قوة اعتماد القارئ على طرفيه ؛ ليتوسّط صوتُه بين كمال الشدة وكمال الرخاوة .

 

** وحروف التوسط – ولاشك – حروف محققة ، على الرغم من ابتداء صوتها فى بقعةٍ ما ، وانتهائه فى بقعةٍ أخرى ، إلاّ أنّ ابتداء الصوت متعلق بتصادم طرفي مخرج الحرف ، وانتهائه أيضاً متعلق بانتهاء تصادم طرفي هذا المخرج ، فإذا انتهى هذا التصادم ، انتهى معه جريان صوت الحرف المتوسط ، ومن هنا يأتي الخطأ فى النطق بحروف التوسط ، لأنّ القارئ لايستطيع أن يتحكم فى زمن الاحتباس حيث أنّ انحراف صوت الحرف فور إعاقته لاإعمال فيه ، كما أنّ المخرج غير مهيّأ لاحتباس الصوت احتباساً تامّاً ، ولكن الخطأ يأتي من طول زمن جريان الحرف عقب احتباسه ، نتيجة إضعاف القارئ اعتماده على مخرج الحرف المتوسط .

 

5) ملاحظات عامّة على حروف هذه المجموعة :

 

أ) طبيعة مخارج حروف التوسط هي السبب فى توسط أصواتها بين كمال الشدة وكمال الرخاوة ، فمع قوة اعتماد القارئ على طرفي مخرج كل حرف منها وانغلاقهما ، فلابد من احتباس الصوت لإعاقته فى المخرج المغلق الذي لايسمح بمرور الصوت من خلاله ، إلاّ أنّ هذه الإعاقة سرعان ما يزول أثرها ؛ لأنّ الصوت يجد له منفذاً ينحرف إليه ليجري فيه ثم ينقطع لاإراديّاً ، فإذا انقطع صوت الحرف المتوسط لاإرادياً ؛ فهذا دليلٌ على ضبط مخرجه وضبط درجة اعتماد القارئ عليه ، أما إذا قصر زمن جريانه فهذا نتيجة زيادة قوة اعتماد القارئ على طرفيه ، وأما إذا طال زمن جريانه فهذا نتيجة إضعاف قوة اعتماد القارئ على طرفيه .

 

ب) زمن الحرف المتوسط هو مجموع زمني العملين : الاحتباس الغير تام والجريان الغير تام ، أي : زمن إعاقته واحتباسه فى المخرج وزمن انحرافه وجريانه فى الفتحة ، فصوت الحرف المتوسط يُعاق ويَحتبس ، فينحرف ويجري ، فينقطع لاإراديّاً فى زمن النطق به ، وهو زمن التوسط ، ولا يمكن الفصل بين زمن الاحتباس وزمن الجريان ، لأنّ العملين يتواليان لاإراديّاً فى أثناء قولك : " اَعْ " ، " اَلْ " ، " اَرْ " ، " اَنْ " ، " اَمْ " ، ولذلك نقول أنه لازمن بين الاحتباس والجريان بمعنى أنه لايمكن الفصل بين العملين كما يحدث مثلاً فى الحروف الشديدة المهموسة التي يبتدئ صوتها باحتباس يمكن أن يقف عليه القارئ ويتحكم فى زمنه طولاً وقِصراً ، وينتهي بجريان النفس الذي يتحكم فيه القارئ أيضاً فيبتره بتراً أو يُكسبه صوتاً ، أما حروف التوسط فلا يمكن بحال من الأحوال فصل زمن الاحتباس عن زمن الجريان ومهما حاولت ذلك فلن تستطيع إليه سبيلاً ، ولهذا وُصف احتباس صوت الحرف المتوسط بأنه احتباس غير تام ، حيث لاتحكُّم للقارئ فى زمنه ولأنّ انحرافه وجريانه فوريٌّ ومرهونٌ بمجرد التصادم بين طرفي المخرج ، كما أن هذا الجريان غير تام كجريان الحرف الرخو الذي يجري صوته فى مخرجه المحقق بمجرد التصادم بين طرفيه ، أما جريان صوت الحرف المتوسط فإن ابتداءه باحتباس جعله أدنى مرتبةً فى الجريان من الرخو ولذا وُصف بأنه غير تام .

وجميع حروف التوسط متساوية من حيث زمن النطق بها لعدم تباينها فى صفات القوة والضعف المكتسبة ، باستثناء الراء التي فاقتهنّ قوة بتكرارها ، ولهذا السبب اختلفت أخطاء النطق بها عن أخواتها والتي سببها زيادة قوة الاعتماد أو إضعافها عند تحقيق التصادم بين طرفي مخرج الحرف المتوسط .

 

ج) الحروف المجهورة كلها تحتاج إلى قوة فى الاعتماد على مخارجها ، ولكن هذه القوة تختلف باختلاف طبيعة هذه المخارج :

فمخرج الحرف الشديد يحتاج إلى قوة اعتماد أكبر من التي يحتاجها مخرج الحرف المتوسط ، ومخرج الحرف المتوسط يحتاج إلى قوة اعتماد أكبر من التي يحتاجها مخرج الحرف الرخو ، ولهذا تدرّجت هذه الحروف من حيث زمن النطق بها ، فأقصرُهُنّ زمناً : الشديد ، يليه المتوسط ، يليه الرخو .

وانتبه إلى أنه : كلما قوي الاعتماد على مخرج الحرف ، كلما قصُر زمن النطق به .

 

د) والهواء الموظف للنطق بالحرف المجهور قليل ، لاهتزاز الحبلين الصوتيين بقوة كافية لجعل كل الهواء المار من بينهما يتكيف بصوت الحرف عند النطق به ، فلا يخالطه النفس الكثير .

 

---------------------------------------

 

 

*** مقارنة بين الحروف المحققة المجهورة :-

 

أولاً ، من حيث طبيعة المخرج :

 

مخرج الحرف الشديد المجهور ؛ مخرج مغلق إغلاق تام ، ومخرج الحرف المتوسط المجهور ؛ مخرج مغلق إغلاق غير تام ، ومخرج الحرف الرخو ؛ مخرج مغلق إغلاق جزئيّ .

 

ثانياً ، من حيث نوع الإعاقة :

 

الإعاقة فى مخرج الحرف الشديد المجهور ؛ إعاقة تامة ، والإعاقة فى مخرج الحرف المتوسط المجهور ؛ إعاقة غير تامة ، والإعاقة فى مخرج الحرف الرخو المجهور ؛ إعاقة جزئية .

 

ثالثاً ، من حيث درجة الإعاقة :

 

الإعاقة فى مخرج الحرف الشديد المجهور أكبر من الإعاقة فى مخرج الحرف المتوسط المجهور ، والإعاقة فى مخرجالحرف المتوسط المجهور أكبر من الإعاقة فى مخرج الحرف الرخو المجهور .

 

رابعاً ، من حيث درجة التصادم بين طرفي المخرج :

 

التصادم بين طرفي مخرج الحرف الشديد المجهور ؛ أقوى من التصادم بين طرفي مخرج الحرف المتوسط المجهور ، والتصادم بين طرفي مخرج الحرف المتوسط المجهور ؛ أقوى من التصادم بين طرفي مخرج الحرف الرخو المجهور.

 

خامساً ، من حيث درجة الاعتماد على طرفي المخرج :

 

الاعتماد على طرفي مخرج الحرف الشديد المجهور ؛ أقوى من الاعتماد على طرفي مخرج الحرف المتوسط المجهور ، والاعتماد على طرفي مخرج الحرف المتوسط المجهور أقوى من الاعتماد على طرفي مخرج الحرف الرخو المجهور ، وكلها تحتاج إلى قوة اعتماد على طرفي المخرج لأنها حروف مجهورة مع التفاوت فى درجة هذه القوة كما بينا .

 

سادساً ، من حيث درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين :

 

اهتزاز الحبلين الصوتيين مع الحرف الشديد المجهور ؛ أقوى منه مع الحرف المتوسط المجهور ، واهتزازهما مع الحرف المتوسط المجهور أقوى منه مع الحرف الرخو المجهور ، وكلها يهتز معها الحبلان الصوتيان بقوة عند النطق بها مع تفاوت هذه القوة كما بينا .

 

سابعاً ، من حيث كمية الهواء الموظفة للنطق بالحرف :

 

كمية الهواء الموظفة للنطق بالحرف الشديد المجهور أقل من تلك الموظفة للنطق بالحرف المتوسط المجهور ، وكمية الهواء الموظفة للنطق بالحرف المتوسط المجهور أقوى من تلك الموظفة للنطق بالحرف الرخو المجهور ، وكلها تقل معها كمية الهواء الموظفة للنطق بالحرف ، لأنها حروف مجهورة ، يهتز معها الحبلان الصوتيان بقوة لقوة الاعتماد على مخارجها ، فيتكيف كل الهواء المارمن بينهما بصوت الحرف ، ولايخالطه النفس الكثير ، مع تفاوت كمية الهواء الموظفة لكل حرف منها تفاوتاً نسبياً .

 

ثامناً ، من حيث زمن النطق بالحرف :

 

زمن النطق بالحرف الشديد المجهور ، أقصر من زمن النطق بالحرف المتوسط المجهور ، وزمن النطق بالحرف المتوسط المجهور أقصر من زمن النطق بالحرف الرخو المجهور ، وكلما قوي الاعتماد على مخرج الحرف ؛ كلما قصر زمن النطق به .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا امومه

جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سامحوني على التقصير في نشر الدروس

وها هي الدروس كاملة مجمعة في ملف مضغوط

ملفات البي دي اف

http://www.mediafire.com/?r00dzir4zpqa9qy

ملفات الوورد

http://www.mediafire.com/?gtlqrzclwh8ubev

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×