اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

post-93813-0-16870700-1327322002.png

 

الخطيبة المفوّهة

 

أسماء بنت يزيد

صحابية مجاهدة متعددة المواهب

 

بقلم: منال المغربي

 

 

 

صحابية متميّزة ضربت مثالاً رائعاً في الإيمان والصبر والعلم.. إنّها الصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية رضي الله عنها وافدة النساء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم.

 

نسَبها:

 

يعرِّفنا الحافظ الإمام ابن حجر العسقلاني بهذه الصحابية الكريمة في كتابه ((الإصابة في تمييز الصحابة))؛ فيقول: هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس الأنصارية الأسدية ثم الأشهلية.

 

 

ومن الجدير بالذكر أن نسَب أسماء بنت يزيد رضي الله عنها يلتقي مع نسَب الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه في جدّهما امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.

 

إسلامها:

 

أسلمت أسماء على يد مصعب الخير أو مصعب بن عمير، كما ذكر ابن سعد صاحب الطبقات عن عمرو بن قتادة رضي الله عنه قال: أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ كبشة بنت رافع، وأسماء بنت يزيد ابن السكن، وحواء بنت يزيد بن السكن. وكانت أسماء رضوان الله عليها تعتـز بهذا السبق إلى المبايعة فتقول: ((أنا أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم)).

 

 

أهم ملامح شخصيتها:

 

فصاحتها وبيانها:

 

اشتهرت أسماء بفصاحتها وسميت بـ"خطيبة النساء"، يروي المؤرخ ابن الأثير في كتابه "أُسد الغابة": أتت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك. وإنّا معشر النساء محصوراتٌ مقصوراتٌ قواعدُ بيوتكم ومَقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فُضِّلتم علينا بالجُمَع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإنّ الرجل إذا خرج حاجّاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير؟.. فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كلِّه ثم قال: ((هل سمعتم مقالة امرأة قَط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟)) فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال: ((افهمي، أيتها المرأة، وأَعْلِمي مَن خلفك من النساء أنّ حُسْنَ تبعُّلِ المرأة لزوجها وطلَبها مرضاته واتباعَها موافقته يَعْدِل ذلك كلّه)). فانصرفت المرأة وهي تهلّل.

 

 

قوة إيمانها:

نشأت أسماء في أسرة عُرف أفرادها بالتضحية والجهاد.. أبوها هو يزيد بن السكن بن رافع الأنصاري الذي استُشهد يوم أُحد، وفي تلك المعركة أثخنت الجراح زياد بن السكن عم أسماء، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أَدنوه مني.. فوسده قدمه فمات شهيداً وخدّه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما استُشهد في المعركة ذاتها أخوها عامر بن يزيد بن السكن الذي جعل جسده تُرساً يدافع به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فنال الشهادة في سبيل الله. ومن عجيب إيمانها وصبرها أنه لما بلغها استشهادهم خرجت تنظر إلى سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قادم من أُحد... وعندما رأته سالماً قالت:كل مصيبة بعدك جلل (أي هينة)..

 

post-93813-0-56578200-1327322331.png

 

 

جهادها:

 

كما شهدتْ أسماء غزوة الخندق وغزوة خيبر، وخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية، وبايعت بيعة الرضوان. وفي السنة الثالثة عشرة للهجرة خرجت رضي الله عنها إلى بلاد الشام حيث شاركت في معركة اليرموك في الشام، وكانت تشارك مع النساء بسِقاية الجرحى وتضميدهم، وفي ضرب مَن يَفِرّ من المعركة من جنود الإسلام، ومن قصص شجاعتها أنها اقتلعت عمود الخيمة وراحت تضرب به رؤوس الروم حتى قتلت يومها تسعة من جنودهم.

 

روايتها للحديث:

 

روت فيما يذكر 81 حديثًا، وروى عن أسماء ثلة من أَجِلاّء التابعين، كما روى أصحاب السنن الأربعة:أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه، والبخاري في الأدب المفرد.

 

 

وفي أسماء نزلت آية حكم عِدّة المطلقات. فقد أخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن أسماء بنت يزيد قالت:طُلقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن للمطلقة عدة، فنزل قول الله تعالى: ﴿ والمطلقات يتربصن بأنفسهنّ ثلاثة قروء ﴾ [البقرة: 228]، كانت أسماء أوّل معتدّة في الإسلام.

 

مهارة التزيين :

 

كانت لها دراية بزينة النساء؛ فلقد زينت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها يوم زفافها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وفاتها :

 

ذكرها بعض المؤرخين في وفيات سنة 69هـ في خلافة عبد الملك بن مروان. رضي الله عن الصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد خطيبة النساء ورسولتهنّ (أي مبعوثتهن) إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأرضاها.

 

post-93813-0-20355300-1327322354.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رضي الله عنها ما أروعها من صحابية

نقل موفق :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رضي الله عنها ما أروعها من صحابية

نقل موفق :)

 

حياكِ الله يا حبيبة :)

أسعدني مروركِ الطيب أسعد الله قلبكِ ♥

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير

 

وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته

 

وإياكِ يا غالية،،

أسعدني مرورك العطر أسعد الله قلبكِ ووفقكِ لما يحب ويرضى ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جزاكِ الله خيرًا يا غالية

نفع الله بكِ و بما تقدمين

 

و في انتظار المزيد من هذه الدُرر العطرة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة طيبة أم حسام
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



      طبتن أخواتي وطاب مجلسكن وتبوءتن من الجنة منزلا



      الفتنة سرت في المدينة مسرى الدم في العروق ، وتناثرت سمومها هنا وهناك ، فأثّرت في كل أذن أصغت لزيف كلام ، واستحال السمّ ماء في قلوب عمّرها الإيمان ..



      عرف الجميع بأمر الفتنة ..



      فمنهم من تردد نداء الإيمان في قلبه .. وقارنه بحقائق عايشها عن قرب فكانت له مفتاح نجاة



      ومنهم من تشرب السم تشربا ، وأخذ ينثره كثعبان هائج في كلّ أذن وقلب ..



      أخذ يلدغ به شرف العفيفة المؤمنة الطاهرة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها ..



      وآخرون وقعوا في حيرة .. من يصدقون ؟ كلام الضمير أم كلام الزيف مرتدياً حلة الصدق والنقاء فتخبطوا في حزن وضياع ..



      ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم .. وطال عليه أمر الوحي فاستشار أصحابه .. واختلفوا



      منهم من أشار عليه بفراقها ومنهم من أشار بإمساكها



      وأصبحت الفتنة أكبر .. واستطال أمرها حتى اتسع ..


       

      الكلّ عرف بالفتنة .. إلا هي .. كانت مريضة تتألم ..



      وأكثر ما كان يؤلمها أنها ماعادت تجد اللطف الذي كانت تلقاه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضها



      سارت مع مولاتها في طريق فإذا هي تدعو على ابنها قائلة :



      - تعس مسطح



      باستنكار شديد لمولاتها سألت :



      - لم تسبينه وهو من مقاتلي بدر ؟



      فأخبرتها بأن الفتنة قد ملأت أرجاء المدينة وطرقت بيوتها ودخلتها لمّا رأوها عائدة من غزوة بني المصطلق متأخرة عن ركب المجاهدين ..



      قد أضاعت عقدها وفقدته ..وراحت تبحث عنه في كل مكان حتى وجدته



      وسار القوم بهودجها يحسبونها في داخله



      وعادت فما وجدت أحداً وقعدت تنتظر عودتهم ليأخذوها وغفت عيناها ولم تصح إلا على صوت الصحابي صفوان بن المعطل يقول



      - إنا لله وإنا إليه راجعون ! زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم !



      - فأناخ لها راحلته فركبت ولم يكلمها كلمة وسار بها حتى أعادها للمدينة ، ولما رآه المنافقين وجدوها ثغرة ليشتتوا شمل المسلمين وسيفاً قاطعاً ينفذون به إليهم فيصيبونهم في مقتل



      وتألمت حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم



      واستأذنته أن تذهب لتمرّض عند أهلها فأذن لها



      وناشدت قلب أبويها أن يقفا إلى جانبها فلم يفعلا



      وكيف يفعلان ورسول الله لم يتكلم



      واشتدّ عليها الأمر .. ورافقها البكاء حتى كاد ينفلق قلبها حزناً وألماً



      كيف يتهمونها وهي الشريفة ؟ كيف يتحدثون عنها بسوء وهي العفيفة ؟ بل كيف يساورهم أدنى شكّ في ذلك ؟ أما علموا أنها رمز الطهر والإيمان ؟ أم المؤمنين وابنة الصدّيق وأطهر نساء الأرض !



      حتى أتاها صلى الله عليه وسلم يكلمها فقال : ( أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب عليه )



      فقلص دمعها ورددت آية كانت على قلبها برداً وسلاما



      ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) !



      ونزل الوحي ساعتها ببراءة من السماء



      واستبشر المصطفى وتهلل وجهه قائلاً لها : ( يا عائشة ، أما الله فقد برأك )



      وأخيراً نزلت البشرى من الله تعالى ، وأخيراً يا عائشة أتت براءتك لا من بشر ولا مخلوق بل من خالق خلاّق عظيم



      أتت البشرى تردّ حديث الإفك الذي افتروه



      أتت البشرى ترفع عائشة مراتب عالية فوق التي كانت تعتليها


       
       

      أتت البشرى لتحيط قلبها ببلسم من فرح كبير



      فرح بعدالة الله وما كانت لتشكّ لحظة بها



      فرح بإثبات خالد أبد الدهر على شرفها وطهرها وعفّتها



      ودمعت العين فرحا وخفقت القلوب تحمد الله



      ونادتها أمها : أن قومي إليه ..



      فقالت عائشة – إدلالاً ببراءة ساحتها ، وثقة بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله !



      وكان درس في اليقين تعلّمه لكلّ من ابتلي في هذه الدنيا من غيره بلاء فصبر ، واستعان بالله ، والتجأ إليه بأنه تعالى لاشكّ منصفه ، لاشكّ محقّ الحق ولو كره الكافرون



      منقول


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×