عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ الله فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ) صحيح مسلم
:شرح الحديث
قال عياض: المراد من “الغين” فترات عن الذكر الذي شأنه أن يداوم عليه فإذا فتر عنه لأمر ما عَدَّ ذلك ذنبًا فاستغفر عنه وهي هفوات الطباع البشرية التى لا يسلم منها أحد.
وقال الغزالي في الإحياء: كان صلى الله عليه و سلم دائم الترقي فإذا ارتقى إلى حال رأى ما قبلها دونها فاستغفر من الحالة السابقة
شرح الحديث:
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم فإن هذا هو المفلس حقًا، أما مفلس الدنيا فإن الدنيا تأتي وتذهب، ربما يكون الإنسان فقيرًا فيمسى غنيًا، أو بالعكس، لكن الإفلاس كل الإفلاس أن يفلس الإنسان من حسناته التي تعب عليها، وكانت أمامه يوم القيامة يشاهدها، ثم تؤخذ منه لفلان وفلان
وفي هذا: التحذير من العدوان على الخلق، وأنه يجب على الإنسان أن يؤدي ما للناس في حياته قبل مماته، حتى يكون القصاص في الدنيا مما يستطيع، أما في الآخرة فليس هناك درهم ولا دينار حتى يفدي نفسه، ليس فيه إلا الحسنات،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإذا فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم ثم طرح عليه، وطرح في النار
ولكن هذا الحديث لا يعني أنه يخلد في النار، بل يعذب بقدر ما حصل عليه من سيئات الغير التي طرحت عليه،
ثم بعد ذلك مآله إلى الجنة ؛ لأن المؤمن لا يخلد في النار،
ولكن النار حرها شديد، لا يصبر الإنسان على النار ولو للحظة واحدة، هذا على نار الدنيا فضلاً عن نار الآخرة، أجارني الله وإياكم منها
كم مرة كذبت في حياتك؟
أنت بتقول إيه أبدا عمري ما كذبت
أحيانا
بكذب كذبه بيضه يعنى
المهم مش بضر حد كلمات نسمعها كثيرا
إسأل نفسك..
متى كانت آخر مره قلت لنفسك لن أكذب أبدأ؟
هل تعلم أخى و أختى أن الصدق: أصل كل حال
فمن الصدق يتشعب الصبر ، والقناعة ، والزهد ، والرضا ، والأنس
وبالمثال يتضح المقال
يحكى أن رجلا كان يعصي الله - سبحانه-
وكان فيه كثير من العيوب فحاول أن يصلحها، فلم يستطع
فذهب إلى عالم، وطلب منه وصية يعالج بها عيوبه، فأمره العالم أن يعالج عيبًا واحدًا وهو الكذب
وأوصاه بالصدق
في كل حال، وأخذ من الرجل عهدًا على ذلك، وبعد فترة أراد الرجل أن يشرب خمرًا فاشتراها وملأ كأسًا منها وعندما رفعها إلى فمه قال: ماذا أقول للعالم إن سألني:
هل شربتَ خمرًا؟ فهل أكذب عليه؟ لا، لن أشرب الخمر أبدًا.
وفي اليوم التالي، أراد الرجل أن يفعل ذنبًا آخر، لكنه تذكر عهده مع العالم بالصدق.
فلم يفعل ذلك الذنب، وكلما أراد الرجل أن يفعل ذنبًا امتنع عن فعله حتى لا يكذب على العالم
وبمرور الأيام تخلى الرجل عن كل عيوبه بفضل تمسكه بخلق الصدق
الذى هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع , وهو الصدق في الظاهر والباطن
الذى أمر به الله تعالى فقال :- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119
وللصدق انواع
1- الصدق مع الله:وذلك بإخلاص الأعمال كلها لله، فلا يكون فيها رياءٌ ولا سمعةٌ
فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية لله لم يتقبل الله منه عمله
2- الصدق مع الناس: فلا يكذب المسلم في حديثه مع الآخرين
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت به كاذب )
3- الصدق مع النفس:فالمسلم الصادق لا يخدع نفسه
ويعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة
قال صلى الله عليه وسلم: ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة )
لكي تكون حياتك كلها صدقـًا ، ولتحشر مع الصديقين فاجعل مدخلك صدقـًا ، ومخرجك صدقـًا
وليكن لسانك لسان صدق ، لعل الله يرزقك قدم صدق ، ومقعد صدق
ولا تترك فرصة للشيطان ليستدرجك بالاستكثار من المعاريض
فالصدق صراحة ووضوح
كل واحد منا يريد أن يكون الأفضل في كل شيء
وأن تكون الأفضل هذا شئ ليس بصعب جدا
قكل خلق جميل يمكن اكتسابه بالاعتياد عليه ، والحرص على التزامه ، وتحري العمل به
حتى يصل صاحبه إلى المراتب العالية ، يرتقي من واحدة إلى الأعلى منها بحسن خلقه
ولذلك يقول - صلى الله عليه وسلم - : ((عليكم بالصدق ؛ فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ، ويتحرى الصدق ، حتى يُكتب عند الله صدِّيقا))