اذهبي الى المحتوى
مروة برهان

تخويف مانع الزكاة و ترهيبه بأشدِ العذاب

المشاركات التي تم ترشيحها

تخويف مانع الزكاة و ترهيبه بأشد العذاب

كتبت – مروة برهان :

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " مِن أتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مُثلَ له ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعنى بشدقيه ثم يقول : أنا مالك أنا كنزك ثم تلا { و لا يحسبن الذين يبخلون } .

على العاقل أن يعلم أن المالَ مالُ الله , هو الذى أعطاه إياه و أودعه أمانة عنده , إن شاء زاده و إن شاء أخذ ما أعطى .

كان مِن السهلِ أن يعطىَ جل شأنه الفقير مِن غير واسطة الغنى و كان مِن السهلِ أن يجعلَ الكل أغنياء , لا يحتاج الناس إلى الناس و لكنها الحكمة اقتضت أن يكونَ البعض أغنياء و البعض فقراء ليمتحنَ الغنى فيما عنده مِن وديعة أيعمل فيها بأمرِ المودع معترفاً بحقه فيها و بفضله ؟ أم يقول عنها كما قال قارون { إنما أوتيته على علمٍ عندى } .

لكن طبيعة الإنسان الجاهلة و نظره القاصر يُخيل إليه أن ما فى حوزته مِلك ثابت يحرص على أن لا ينقصه فيظن أن الزكاةَ تنقصه مع أن الحديثَ يقول " ما نقص مال مِن صدقة " فمانع الزكاة نسى أن المالَ مالُ الله و أنه وديعة و نسى أن الذى أعطى قادر على الأخذ قهراً و على المنع و نسى أن الاعتراف لله بالفضل و شكره يزيد النعمة و نسى أن الزكاة مطهرة للمالِ تمنح النماءَ الحسى و البركة المعنوية .

أمام هذا النسيان الكبير لم يكن بد مِن إيقاظه بالترهيب و الوعيد و بما ينتظره مِن عذاب الله يوم القيامة مرة بأن المال الذى يكنزه مِن الذهبِ و الفضةِ يُحمى عليها فى نارِ جهنمِ حتى تصيرَ ناراً فتُكوى بها جبهته و جنوبه و ظهره و يقال له : هذا ما كنزت لنفسك فذق جزاء ما كنت تكنز و مرة بأن المال الذى يكنزه و لا يؤدى زكاته سيتحول يوم القيامة إلى حية متوحشة مليئة بالسم المؤلم يحاول الفرار منها فتطوقه و تلتف حول رقبته ثم تأخذ بشدقيه فيفرغ سمها ناراً مذابة كالمهلِ يغلى فى البطونِ كغلى الحميم و صدق اللهُ العظيمُ حيث يقول { و لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله مِن فضله هو خيراً لهم بل هو شرٌ لهم سيطوقبون ما بخلوا به يوم القيامة و لله ميراث السموات و الأرض والله بما تعملون خبير } .

" مَن أتاه الله مالاً " المراد مِن المالِ هنا النقدان : الذهب و الفضة .. " مُثلَ له يوم القيامةِ شجاعاً أقرع " أى مُثلَ له ماله حية و المراد مِن التمثيلِ إما التصوير و إما التصيير و الفرق أن التصويرَ يبقى المال فى حقيقته مالاً أى ذهباً فى صورةِ ثعبان و أن التصييرَ تحويل لذات المالِ إلى ذات ثعبان و الظاهر الأول لأن المالَ سيكون فى صورة صفائح تارة و فى صورة ثعبان تارة أخرى . الشجاع هو الحية الذكر و الأقرع الذى تقرع رأسه لكثرة سمه .. " له زبيبتان " تثنية زبيبة و المراد غدتان فى شدقيه مملوءتان سماً و قيل : لحمتان على رأسه مثل القرنين و المقصود تقبيح الصورة و إن لم يكن لها مثيل فى الدنيا .. " ثم يأخذ بلهزمتيه " و قد فُسرَ بالحديث بالشدقين و هما لحم الخدين الذى يتحرك إذا أكل الإنسان و قيل : المعنى أن الثعبانَ يأخذ بشدقى مانع الزكاة و قيل : المعنى أن الثعبانَ يأخذ يد مانع الزكاة بشدقيه .. " أنا مالك . أنا كنزك " فائدة هذا القول الحسرة و الزيادة فى التعذيب حيث لا ينفعه الندم .

قال جمهور العلماء : إن الشجاعَ الأقرعَ حقيقة لأن قلب الله للأعيان أهون مِن خلقِ الأعيانِ ابتداء و قالوا فى نطقِ الشجاعِ الأقرعِ و قوله : أنا مالك , أنا كنزك فالله تعالى قادر على أن يخلقَ فى الثعبانِ لفظاً و كلاماً يسمعه الإنسان و يفهمه ككلام النملة إذ سمعها سليمان عليه السلام والله أعلم . أ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك يا مروة وجزاك الله خيرًا .

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرًا مروة على المقال الجميل

بارك الله فيكِ

الزكاة مطهرة للمالِ تمنح النماءَ الحسى و البركة المعنوية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا مروة الحبيبة ونفع بكِ.

مقال رائع لا حرمنا الله نبض قلمك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×