اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

لماذا تبيض الدجاجة؟

 

 

 

 

يقال بأن الفلاسفة والمفكرين وعلماء البيولوجيا والمزارعين، ومحبي البيض المقلي والمسلوق، و"هارلند ساندرز" مؤسس مطاعم "كنتاكي" قد عجزوا جميعًا عن حل معضلة الدجاجة والبيضة: هل فقست بيضة بيضاء في مكان ما، أول دجاجة؟ أم أن دجاجة جريئة وضعت أول بيضة لها في ذات المكان؟ وإذا كانت الدجاجة قد باضت قبل أن تفقسها البيضة، فمن أين جاء الديك الفصيح؟ وما هو مصدر المثل القائل: "الديك الفصيح؛ وهو في البيضة يصيح." يعني صوته عالي ويتكلم قبل أن يكسر البيضة ويخرج؟!

أظن أن السؤال الصحيح هو: "لماذا يبيض الدجاج؟"

 

من المؤكد أن المال والكسب السريع ليس هو السبب! فالدجاج يبيض ولا يبيع! وليس السبب قطعًا هو توفير أطباق "الأوملت" صباحًا والكبسة في المساء، ولا صناعة الكيك والمايونيز. وليس "سلق البيض" وتلوينه في الأعياد كذلك. فنحن الذين نسلق البيض والأعمال وليس الدجاج. الدجاج يحمل البيض ويبيض في مواعيد ثابتة ومحسوبة بقدرة إلهية. وكل دجاجة طبيعية وذكية تحمل البيضة الناضجة لنفس الفترة الزمنية ولا تبيضها حتى تنضج ويكتمل قوامها، وتصبح بيضة طبيعية مغطاة بطبقة كلسية قوية تحمي ما في داخلها وترسله إلى العالم ناضجًا وطازجًا وشهيًا وطريًا! أما بنو البشر، فيحاولون سلق كل ما يفعلون، من البيضات إلى الكتب والموسوعات!

 

أظن أن الدجاجة تبيض عندما تكبر البيضة في داخلها فلا تعود قادرة على حملها! فهي لا تبيض من أجل الديك، ولا من أجل الفلاح، وإنما لكي ترتاح. إذ لا بد أن تضع كل ذات حمل حملها. ولكن ألم تلاحظوا أن صوت الدجاج دائمًا خفيض، ولكنه يعلو بعد أن يبيض؟! فالدجاجة تنقنق (نقنقة)، وبعد أن تبيض يعلو صوتها العريض ويحدث ضجة فجة ومزعجة: (كاك.. كاك.. كاك).

 

إذا كانت الدجاجة تبيض لأنها مضطرة، وليس لكي تنقنق أو تقول "كاك.. كاك"، فلماذا ينظم الشعراء قصائدهم، ويبرهن العلماء نظرياتهم، ويتجادل الفلاسفة حول طروحاتهم، وينشر الكتاب مؤلفاتهم؟! بالمقارنة مع الدجاج، فإن المال ليس هو السبب! كما أن الضجة الإعلامية و(الكاك .. كاك) ليست سببًا كافيًا، أو ليست السبب الوحيد على الأقل. لا بد أن هناك أسبابًا ذاتية وفكرية وحضارية ونفسية تجعلنا نبحث ونقرأ ونترجم ونؤلف وننشر. حتى بعد أن نشتهر ونصبح من المشهورين وأصحاب الملايين، نواصل البحث والنشر والتأليف، وكلما انتهينا من قصيدة، أو وقعنا على كتاب، نقف على المنصات أو أمام الكاميرات، أو على أعلى حجر في بيت الدجاج ونصيح: "كاك.. كاك". ودائمًا يبقى لأول قصيدة، وأول كتاب، وأول بيضة طعمها أو وقعها الخاص.

 

نحن نكتب من أجل أنفسنا أولاً، قبل أن نكتب للأجيال القادمة. نكتب لكي نرتاح ونزرع ونبذر ونرعى ونحصد كالفلاح. نكتب لكي تكتمل إنسانيتنا ونلعب في الحياة دورنا. فالكاتب مشغول دائمًا بنفسه، وأحاسيسه وبما في داخله. هو يكتب لكي يتنفس وينفس ويرتاح، وليس من أجل أن يركب سيارة "مرسيدس"، ويظهر على الفضائيات؛ فكل الكتب الحضارية العظيمة ظهرت قبل الفضائيات. يحدد "جورج أورويل" الكاتب الشهير وصاحب كتابي (مزرعة الحيوان) و(1984) عدة أسباب للكتابة منها: المتعة، ملامسة داخل المؤلف لعالمه الخارجي، والإحساس بإيقاع الكلمات، ونقل الخبرات التراكمية والذاتية إلى الآخرين! فالإنسان يكتب لأنه لا بد أن يبيض، ومضطر لأن يكتب. فلماذا يسرق بعضنا أفكار بعض إذن؟ هل هو نوع من التأليف والنشر بالتلقيح والطلق الصناعي؟ عندما يلطش أحدهم أفكار الآخرين ويعيد نشرها في كتبه، بل وعندما يضع أحدهم اسمه على كتاب لم يؤلفه، ولم يقرأه؛ فهو يشبه من ينقل بيضه من (مبيض) دجاجة إلى أخرى، لكي تنقنق وتبيض دون أن تصاب بالطلق وأعراض الوضع، ثم تصيح (كاك.. كاك) بصوت ارتدادي وارتجاعي مزور، له صدى ومدى، وليس له معنى أو مبنى، فيه أنفاس وليس فيه إحساس. وهل من حقنا عندما نضع بيض المؤلفين والمترجمين الآخرين، على موائد المستهلكين أن نرفع صوتنا ونزهو بكبريائنا ونصيح: "كاك.. كاك.. كاك" وما هو موقف المستهلك أو القارئ المسكين، الذي يأكل حتى التخمة، فلا يعرف أن البيض فاسد أو منتهي الصلاحية إلا بعد فوات الأوان؟!

 

هل اقتنعتم بأن مسألة البيضة والدجاجة ليست هي المعضلة؟ ليس مهمًا ما إذا كانت البيضة من الدجاجة أو العكس! المهم هو لماذا يبيض الدجاج ولماذا نكتب وننشر وننتشر ونشتهر؟ هل نكتب لأننا جزء من هذا العالم وعلينا أن نعطي ونلعب دورنا الطبيعي في الحياة؟ أم نكون مثل ديوك الورق المصابة بالخواء ودجاج البلاستيك المحشو بالهواء؟

تبقى الكتابة كآبة، والتأليف نوعًا من التخريف، ما لم نعش لحظة الطلق الطبيعي، فنشهد لحظة الولادة بكل نشوتها ورعشتها و"كاكاتها.

تم تعديل بواسطة منال كامل
حذف روابط خارجية
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مقالة قيمة استفدت منها

بارك الله بكِ نقلكِ يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حبيت اعمل اعجاب بس خلصوا اليوم (إعجااااااااااااااااااااااب)

سلمك الله

احبك في الله:)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة ranasamaha
      B]

      الهالة "غير" المقدسة


      [/b]
       
       
       
      دار بيني وبين صديقي الدكتور "علي شراب" حوار عميق حول ما يدور في الساحتين الإعلامية والإدارية من إيجابيات وسلبيات هذه الأيام. وفي سياق حديثي عن منهجية التمتين، وحديثه عن منهجية "الطريق إلى الحكمة" قال بأن الخبراء والمتحدثين والمدربين يقعون دائمًا في أربع فئات هي: المنفر والمعبر والمؤثر والمغير؛ فهناك من ينفر أكثر مما يعبر، ومن يعبر أكثر مما يؤثر، وهناك من يؤثر ولا يغير، وهناك من يؤثر ويغير.
       
      كان تعليقي بأن هناك ما يسمى "الهالة غير المقدسة،" وهي عكس الهالة المقدسة، وتنتج عندما تسقط الأقنعة عن الشخص فيبدو عاريًا إلا من ذاته، ومن حقيقة صفاته، فيغلب جوهره مظهره، وتخرج عيوبه من جيوبه. الهالة المقدسة تخدعنا وتخدع صاحبها. فهي طاقة خارجية قوية ترسل إشارات إيجابية عن الشخص، فنأخذ منها واحدة ونضخمها لنصدقها، فتبدو وكأنها هي الحقيقة. وكثيرًا ما نغلفها بقصص وأحداث الماضي، فنأخذ صفة واحدة من الشخص ونعممها، ونأخذ موقفًا واحدًا من حياته، ونسرد على ضوئه ذكرياته.
       
      أول من تناول الهالة المقدسة واختبر تطبيقاتها هو عالم النفس الأمريكي "إدوارد ثورندايك،" فأجرى سلسلة من التجارب المعملية في مطلع القرن العشرين وأثبت صحتها. ومن أمثلة تأثيرها علينا وعلى علاقاتنا الاجتماعية وقراراتنا اليومية وتحيزاتنا النفسية أن نرى أطول اللاعبين في الفريق فنظنه الأفضل، وأن نحكم على الفريق الذي فاز للتو بأنه الأقوى، وأن نظن كل خطيب مفوه كاتبًا جيدًا، وكل كاتب جيد باحثًا جادًا. وأن نرى الراوي مؤلفًا، والإعلامي مثقفًا، والقائد محنكًا، والثري سعيدًا، والجميل ناجحًا.
       
      مشكلة الهالة المقدسة أنها صورة خارجية لامعة لصندوق أسود مغلق؛ لا ندري ما في داخله، ولا نحاول – بل نخاف – كشف أسراره. بل إننا نحافظ على مسافة جغرافية ونفسية واسعة بيننا وبينه. وإذا ما انكشف جزء ولو ضئيل من اللاقداسة، أو أصابه خرق أو مسه حرق، فإننا نبــدأ أولاً بالإنكار، ثم الشك، ثم التصديق، ثم نتخذ موقفًا معاكسًا؛ فنخلع عنه صفة القداسة، ونتهمه بالنجاسة. فكم من معلم أعطى تلميذه الوسيم وتلميذته الجميلة أعلى الدرجات! وكم من مدير لا يختار من السكرتيرات إلا الجميلات! وكم من مدير مشتريات ومبيعات وقع الصفقات وقبل الرشوات وارتكب الموبقات! وكم من كاتب زور المؤلفات؛ تحت سطوة التأثير السحري للهالة "غير" المقدسة.
       
      كل من لا يصدر عن ثقة، ليس أهلاً للثقة. في مطلع الثمانينيات زرت الدكتور "يوسف إدريس" في مكتبه في "الأهرام" لإجراء حوار صحفي، وهو أبدع وأروع من كتب القصة القصيرة في العالم. وكانت بصحبتي كاتبة قصة محترمة تريد مقابلته. ومع نهاية الحوار كانت الهالة المقدسة التي رسمناها للدكتور "إدريس" قد سقطت. وبالمثل سقطت الهالة عن "توفيق الحكيم" عندما قابلته في الإسكندرية في حوار آخر ولسبب آخر، مع أنه عبقري المسرح العربي، وأعتبر كتابه “عودة الوعي” نقلة نوعية وتحولاً جذريًا في الفكر السياسي العربي، رغم ما تعرض له من هجوم. أما "نجيب محفوظ"، فقد بدا لي في لقاء ثالث أكبر من الهالة المقدسة التي رسمتها له، وأكبر من جائزة نوبل. فقد بدا فيلسوفًا بسيطًا وعميقًا، مباشرًا وبليغًا؛ كان يتأمل ولا يتجمل، ولن أنسى ما حييت إجابته العظيمة عندما سألته لماذا يخاف السفر في الطائرات، فقال: "أنا كاتب واقعي؛ أريد أن أبقى دائمًا على الأرض".
       
      ما هي الهالة التي ترسمونها الآن لـ"معمر القذافي" و"حسني مبارك" و"علي عبد الله صالح" و "جورج بوش" و"بيرلسكوني" مثلاً؟ أرجح أنكم - فـي الغالب غير الأعم - سترسمون هالات غير مقدسة! وما هي الهالات التي تضعونها على "فيدل كاسترو" و"هوجو شافيز" و"باراك أوباما" و"عمرو موسى" مثلاً؟ أرجح أنكم سترسمون هالات مشوشة وغير مكتملة بسبب الرسائل المتناقضة التي نتلقاها منهم وعنهم. وما هي الهالات التي ترسمونها حول "غاندي" و"سوار الذهب" و"الأم تريزا" و"سنجور" و"مانديلا" مثلاً؟ أرجح أنكم – في الغالب الأعم - سترسمون هالات مقدسة كاملة ونقية حول هؤلاء.
       
      حتى لا تقع ضحية للهالة المقدسة لأي إنسان؛ كائنًا من كان، لا تصدق كل ما تسمع، وناقش كل من ترى، ولا تقرأ كتابًا من عنوانه، ولا من قائمة محتوياته ومقدمته وخاتمته. ولا تأخذ الهالة المقدسة كحقيقة مسلمة، ما لم تقرأ بين السطور. فقد يكون المغير مجرد مؤثر، والمؤثر مجرد معبر، والمعبر مجرد منفر أو مدمر.
    • بواسطة ranasamaha
      B]

      ما هو النجاح؟


      [/b]
       
       
       
      ما هو النجاح؟ وماذا يمثل بالنسبة لك؟ هل تراه سيارات رولز رويس وشاليهات على شاطئ الريفيرا؟ هل تعتقد أنه ألقاب وجوائز وشهرة؟ إذا كنت تعتقد ذلك فالاختيار لك. فقد اتخذت لتوك جانب الطريق الذي يقود نحو مدينة التخمة.
      لكنك إذا ما اتجهت الوجهة الأخرى أو إذا ما خرجت عن مسار مدينة التخمة، فسوف تدرك أن النجاح الحقيقي ليس قاصراً على اكتناز الثروة وتسلق سلم النجاح الوظيفي.
      فلا يمكنك أن تشعر بالنجاح دون أن تشعر بالامتلاء النفسي. فذلك هو المقياس الداخلي للنجاح، وهو يزيد وينقص. الامتلاء النفسي هو ذلك الصوت الذي يهمس داخلك وقت الشدة: "يمكنك أن تنتصر. سوف تنجح. تستطيع أن تنجح"، كما أنه الصوت الذي يهتف داخلك وقت النصرة: "لقد فزت. اشعر بأني مازلت قادر على تحقيق ما هو أفضل."
      النجاح هو أن تصبح أقصى ما يمكنك أن تكون، بغض النظر عن وضعك أو مكانتك.
      إذا ما قدر لفرد أن يصبح كناس شوارع، فعليه أن يكنس الشوارع بالأسلوب الذي رسم به مايكل أنجلو أعماله والذي عزف به بيتهوفن سيمفونياته والذي كتب به شيكسبير مسرحياته. عليه أن يكنس الشوارع بدقة، حتى لتعجب منه أهل السماء وأهل الأرض، ويقولون: "هاكم كناس شوارع عظيم يؤدي عمله بكل صدق وتفان."
      مارتن لوثر كنج
       
      أليس من الممكن أن تكون الأم التي تكسب قوتها من مسح بلاط الأرضية، وتحصل على سعادتها من إرضاع طفلها أكثر نجاحاً من رئيس مجلس الإدارة الذي يحصل على مرتب من سبعة أرقام بإصدار قرار برفت الموظفين لاعتبارات التقشف ويجد سعادته في تحقيق زيادة 20% على عائد رأس المال سنوياً.
      قد يتحتم علينا أن نعيد صياغة مفهوم النجاح، ليركز على موقف الإنسان من الحياة أكثر من الأرقام والنتائج التي يحققها خلالها.
      إذا كنت تعتقد أن الهدف الوحيد من ممارسة الرياضة، مثلاً، هو الفوز، فإنك تتجه نحو بلدة بيرجاتوريا (المطهر). إلا إذا كنت تكسب دائماً. لكن إذا كنت تكسب دائماً، فأين التحدي الذي تنتظره؟
      الشعور بالامتلاء النفسي هو الذي يمنحك سعادة الحياة، عندما تهتم بالرحلة لا بمحطة الوصول، ويكون تركيزك منصباً على الحياة بطريقة أفضل لا مجرد الكسب فقط.
       

      من كتاب "الطريق الى مكة"


    • بواسطة ranasamaha
      متابعة "لكل مفتاح خمس صفات شخصية"


       
       
       
       
       
       
      مفتاح الاتصال
      النقص الذي يسببه فشل الاتصال يملؤه سوء الفهم وسوء النية والإشاعات.
      أخر قوانين باركنسون
       
      لا يعني الاتصال الاتصالات. إذا كنت فرداً عادياً فإنك بالتأكيد تعيش حياة صاخبة بالاتصالات، حيث ترسل وتستقبل آلاف من الرسائل الاتصالية في كل ساعة تقضيها بين الآخرين - من خلال ما تقول وما تكتب وما تفعل وما تعبر عنه باستخدام تعبيرات وجهك وحركات جسمك.
      قد ينتج عن كل هذه الاتصالات اتصال، والذي يمكننا أن نعرفه على أنه تفاهم مشترك بينك وبين الآخرين.
      أما تحفيز الاتصال فهو الخاصية الشخصية التي تدفع بك إلى الاتصال بالآخرين:
       
      الاختلاط: إذا كان من الصعب عليك الاجتماع مع الآخرين، فمن المحتمل أنه سيصعب عليك تحقيق النجاح أو تحصيل أية متعة حقيقية في حياتك.
      فالحياة رحلة لا يمكنك خوضها منفرداً. ولن يمكنك إلا إنجاز القليل إذا استبعدت أدوار الآخرين من حياتك.
      هناك مظهرين للاجتماع بالآخرين:
      1- تحدد من تحرص على الاتصال به. فأنت تصبح كما تريد أن تكون وما تريد أن تكونه يحدد من تتصل به.
      2- إقامة اتصال بأناس جدد تعتبر من المهارات التي يمكنك اكتسابها من خلال التدريب والممارسة الواعية. وأحد أهم عوامل التأثير هو أن تصبح كالمغناطيس - تجذب الناس لتتجمع حولك.
      تعتبر مهاراتك الاجتماعية عالية إذا ما كان بإمكانك أن تكون صداقات بسهولة عقب أول لقاء أو من خلال محادثة تليفونية واحدة.
      هناك الكثير أمامك لتتعلمه فيما يتعلق بالاتصال بالآخرين. خاصية تعليم الاتصال هي صاحبة أكبر تحد يواجهك:
       
      التفاعل: التعارف ومقابلة الناس شيء والتعامل معهم بطريقة فعالة شيء آخر.
      التعامل مع الناس يتطلب منك أن تفهم نفسك واهتماماتك أولاً ولماذا تتصرف بطريقة دون أخرى، ثم أن تفهم الآخرين واهتماماتهم ثانياً، ولماذا يتصرفون بطريقة معينة.
      عليك أن تصبح مستمعاً جيداً ومتحدثاً لبقاً ومقنعاً بارعاً ومفاوضاً ناجحاً. عليك أيضاً أن تسيطر على انفعالاتك وأن تفهم متى يجب عليك أن تبادر أو أن تتراجع. عليك أن تعرف كيف تشعر بمشاعر الناس.
      كل هذا يستدعي منك أن تجيد الحديث والكتابة، وهما يتطلبان بدورهما القراءة المستمرة والاستماع الجيد.
      عليك بتركيز الاتصال في:
       
      العلاقات: بدون المهارات الاجتماعية لن تتمكن من التفاعل مع البشر. وبدون التفاعل مع البشر لن يمكنك إقامة علاقات. وبدون علاقات لن يمكنك تحقيق أي نجاح في حياتك.
      ما هي أهمية العلاقات؟
      في دراسة لبلدة صغيرة ببنسلفانيا اتضح أن هناك علاقة عكسية بين قوة أواصر الصداقة بين أفراد البلدة ومعدل الإصابة بالأزمات القلبية لدى مرضى القلب.
      ما هي أهمية العلاقات في حياتك؟ ما عدد أصدقائك الحقيقيين؟ هل تجد من تقتدي به بين معارفك وأصدقائك؟
      تبدأ مهارتك في تكوين العلاقات منذ طفولتك وسط الأسرة. فارتباط أفراد الأسرة بشكل إيجابي، يمنحك الثقة لتكوين علاقات قوية عندما تكبر وتستقل بذاتك.
      أما الخاصية الجوهرية - المحورية للاتصال، فهي:
       
      الثقة بالذات: لا أنت ولا أي أحد يولد ومعه خاصية الثقة بالنفس، لكننا، على العكس تولد وبداخلنا كثير من المخاوف التي قد تصبح حواجز في سبيل اكتساب الثقة بالنفس، مثل الخوف من الأصوات الصاخبة والخوف من السقوط.
      الخوف من الفشل لا يقود إلى النجاح، لكن الرغبة الصادقة في تحقيق النجاح يمكنها أن تفعل ذلك. يتم اكتساب الثقة بالنفس كما يحدث في اكتساب المهارات. لكن لا يتحتم عليك أن تكون غير هياب أو محصن ضد الخوف كي تكتسب ثقتك بنفسك. ثقتك بنفسك هي الخاصية التي يراها الناس أو يفتقدونها فيك، طبقاً للإحساس الصادر منك. فإذا أمنت بقدراتك فسيثق الآخرون بك.
      وعندما تتقدم لوظيفة شاغرة فإن أول ما يبحث عنه من يستقبلك هو مدى ثقتك بنفسك. فإن افتقدت لذلك فمن المرجح أنه سيختار شخصاً آخر تتوفر لديه الثقة بالنفس.
      يمكنك بعد أن تتسلح بالثقة بالنفس أن تحقق إنجاز الاتصال:
       
      التقدير: لا يعني ذلك مزيد من شهادات التقدير لتعلقها على الحائط. أو حتى أن يظهر اسمك بالصحف والجرائد.
      التقدير يعني بالنجاحات المستقبلية القادمة أكثر مما يبنى على النجاحات السالفة.
      وهو - بصفته إنجاز الاتصال - يتخذ أحد شكلين:
      1- تفهمك لإمكانياتك والفرص السانحة أمامك، و
      2- تفهم الآخرين لقدراتك والإمكانات المتاحة والتي تستحق عنها فرصاً جيدة لتحقق النجاح الذي أنت جدير به.
      يجب ألا تبخس نفسك قدرها بدعوى التواضع. لكن هذا لا يعنى الغرور. بل أعط نفسك حقها واثبت جهدك للآخرين واحتفل معهم بإنجازاتك.
      عليك أيضاً أن تمنح الآخرين ما يستحقون من تقدير وتقريظ عن إنجازاتهم، وذلك كي لا يبخلوا عليك بما تستحق من مديح وثناء في لحظة النصر.
      سوق لنفسك ولمهاراتك لأن أحداً غيرك لن يستطيع أن يقوم بتلك المهمة بطريقة أفضل.
      التقدير يضعك على طريق:.........تابعوا البقية المرة القادمة
       
       

      من كتاب"الطريق الى مكة"


    • بواسطة ranasamaha
      B]

      تابع "لكل مفتاح خمس صفات شخصية"


      [/b]
       
       
       
       
      مفتاح التركيز
      إتقان حيل وألعاب الحواة قد يكون مصدراً للمتعة والتفاخر في عروض السيرك لكنه لا يصلح لكسب العيش. حدد المهارات التي عليك اكتسابها وتأكد من تحصيلك لها، وركز جهودك عليها.
       
      التحفيز دون قدر كاف من التعليم يذهب جفاءً. أما التعليم دون قدر كاف من التحفيز فجفاء ذاهب. لكن مزج التحفيز بالتعليم يمكن أن يثمر عن شيء ذي قيمة.
      يبدأ التركيز بتحديد الأشياء التي يجب التركيز عليها. وهذا يستدعي الجانب التحفيزي في التعليم، الذي هو صفة شخصية تدعى:
       
      التقرير: متى يتوجب عليك أن تقول "نعم"، ومتى يجب عليك أن تقول “"لا"؟ أي سبيل من سبل العمل الأثنين أو الثلاثة أو الأربعة يمكن أن يحقق أقصى فائدة لك - أو لأسرتك أو لخطة عملك؟
      التقرير هو العملية التي يتم خلالها تحديد الخيارات والبدائل. وهو عملية صناعة القرار. وتحتاج صناعة القرارات الهامة إلى مزيج سليم من الحكمة والحكم الصائب.
      كل ما تحتاجه لإتخاذ قراراً صائباً يمكنك أن تجده في الصفات الشخصية الخمسة لكل من التحفيز والتعليم. فإذا ما تأصل لديك تقدير للذات فمن المرجح أن قراراتك ستكون أكثر صواباً مما لو كان تقديرك لذاتك متدنياً.
      من المرجح أيضاً أن تصدر عنك قرارات أكثر صواباً إذا ما أمتلكت عدداً أكبر من الصفات الشخصية مثل وضوح الغرض وإمتلاك معرفة عملية يمكن استخدامها.
      الحياة مزيج من قرارات يومية صغيرة وقرارات مصيرية هامة. من الحتمي أن تؤثر القرارات المصيرية التي تتعلق بأحد مظاهر حياتك على القرارات التي تتخذها في باقي مناحيها الآخرى.
      للحصول على أفضل نتيجة من الجانب التحفيزي للتركيز - تقرير ما يجب أن تركز عليه - يتطلب منك أن تعزز الجانب التعليمي للتركيز، وهي صفة:
       
      التنظيم: إلى أي مدي تتحلى بصفة النظام؟ هل سبق لك أن استخدمت قدراتك الابتكارية لتنظيم الأشياء بأسلوب بسيط؟ هل سبق لك أن ابتكرت أسلوباً ما لتوفير الوقت المهدر؟
      قد تكون أحد أؤلئك الذين يحتاجون لدورة في إدارة الوقت ولكنهم لا يلتحقون بواحدة لأنهم لا يجدون الوقت.
      إذا ما افتقدت لصفة التنظيم، فمن المرجح أنك لا تمتلك الصفة الشخصية السابقة عليها - صفة التقرير والحكم السليم.
      أن تعرف أهمية التنظيم في حياتك شيء وأن تبقى منظماً طوال حياتك بالفعل شيء آخر. يتطلب ذلك قدراً من الالتزام الذي يعتبر تركيز التركيز:
       
      الالتزام: في الوقت الذي يستطيع فيه الناس ذوي المرونة الاستمرار في الحياة، يحث أصحاب الالتزام خطاهم نحو النجاح.
      يعني الالتزام أن تتحكم في الحياة بدلاً من أن تتركها تسيطر عليك. إنها القوة الداخلية التي تمكنت من التغلب على العقبات التي تكمن أمامك - الاحباط.
      يتحتم على أي فرد أن يدفع أحد ثمنين - إما ثمن الالتزام أو ثمن الندم. فإذا افتقد للالتزام فمن المرجح أنه ثمن الندم والألم الذي يدفعه خلال حياة غير ملتزمة سيكون أعلى بكثير من أي ضريبة يدفعها نتيجة الالتزام.
      لا يكفي أن تطبق حيل وأساليب إدارة الوقت على حياتك، بل يتطلب النجاح منك الالتزام قلباً وقالباً.
      إذا ما قابلت شخصاً صائب القرار، سليم الحكم، فمن المرجح أنك ستجده أيضاً ملتزم ومنظم.
      من المعروف أن النجاح يتطلب قدراً من الاتصال، الذي من خلاله تعرض على الآخرين الاشارات والرسائل الكامنة داخلك، بحيث يبقى كل شيء داخل نطاق:
       
      وجهة النظر: بدون وجهة نظر لن يمكنك أن تقيم بمكة، لأنك ستفتقد لتحقيق الذات والشعور بالاشباع الروحي ومتعة الحياة.
      وجهة النظر تعني المحافظة على نوع من التوازن الصحي في حياتك، خاصة إذا ما تحتم عليك في بعض الأحوال أن تنحرف عن هذا التوازن بعض الشيء لتحقق هدفاً أكثر أهمية.
      يقال أن من يفتقدون لوجهة نظر محددة يفتقدون أيضاً للتوازن الصحي إلى درجة التطرف. ومن أسوأ درجات التطرف أن تبالغ في التعامل الجاد مع نفسك فتقسو عليها، وتحرمها متعة الفكاهة والترويح عن الذات.
      إن اعتلال وجهة النظر يخل بمتطلبات النجاح الخمسة كلها وكذلك بالصفات الشخصية المصاحبة لكل منها. وهذا الاعتلال قد يؤدي بك لأن تصبح مجهداً من العمل بدلاً من منجز للعمل.
      وجهة النظر هي الفترة بين تركيز التركيز والالتزام. أما إنجاز التركيز فيدعى:
       
      الحشد: وهي تعني قدرتك على التركيز بحيث أنها طبقاً لوجهة نظرك تصبح إنجازاً وخطوة للأمام وليست مجرد حمل ينزاح عن كاهلك.
      الحشد يمكنك من استخدام كل من التحفيز والتعليم والتركيز إلى أقصى مدى. كما تساعدك أيضاً على التغلب على كل ما يشتت جهدك بتوجيه ذهنك إلى غاية واحدة.
      يؤدي الحشد إلى تركيز الجهود المبذولة فوق نقطة بعينها بحيث تحقق الهدف المنشود. رغم ذلك عليك أن تستخدم صفة الحشد بعناية فلا تبالغ فتصبح كالطيار الذي يركز على إصابة هدف ما لدرجة أنه يندفع إليه بطائرته بدلاً من أن يصيبه عن بعد.
      إن جسر العبور إلى المفتاح الرابع للنجاح ينبني على الصفات الشخصية الخمس للتركيز. أما أساس الجسر نفسه فيتكون من وجهة النظر الذي تساعدك على تغيير محور التركيز من ذاتك إلى الآخرين.
      إذا ما كنت جديراً بمكة فإن سبيلك الوحيد لها يمر بالآخرين. وذلك عن طريق..........تابعوا باقى المفاتيح المرة القادمة
       
       

      من كتاب"الطريق الى مكة"


    • بواسطة ranasamaha
      لكل مفتاح خمس صفات شخصية
       
       
       
       
       
       
       
      انظر إلى مفاتيح النجاح الخمسة السابقة. كل واحدة منها تحوي خمس صفات شخصية تساعدك على تحديد نقاط القوة والتغلب عليها ونقاط الضعف والاستفادة منها.
      ابدأ اختبارك لكل صفة من الصفات الخمس بفكرة عامة عن هويتهم وأهميتهم.
       
      مفتاح التحفيز
       
      إن أهم وأعظم صفة من الصفات الشخصية الخمسة التي تندرج تحت مفتاح التحفيز - ودافعك الأساسي لإنجاز أي شيء، والمؤثر الحقيقي على مفتاح التحفيز ككل، وعلى بقية مفاتيح النجاح، هي:
       
      تقدير الذات: فلا يمكنك أن تحرز أي شيء ما لم تعتقد أنك تستحق ذلك. لكن إذا كنت ترزح تحت تأثير شعور متدن بالذات ستجد من الصعب عليك إحراز أية نجاح. بل وستصبح الحياة نفسها بالنسبة لك غير محتملة.
      مع هذا لا يجب الخلط بين تقدير الذات وتضخيم الذات. فإذا كنت تعتقد أنك النعمة التي اسبغها الله على البشرية، فمن الجائز أن هذا الاعتقاد هو مجرد محاولة لسد النقص في تقديرك لذاتك. فمن المعروف أن أصحاب التقدير العالي لذواتهم يمتازون بالتواضع. أما أصحاب التقدير المتدني لذواتهم فيقعون في مصيدة تضخيم الذات.
      تقدير الذات يعني أنك تعرف مصلحة نفسك، وافتقادها يؤدي بك لأن تصبح أعدى أعداء نفسك. تقدير الذات شعور إيجابي، طبيعي بأنك ذو قيمة لدى نفسك والآخرين.
      لكن المسألة أكبر من هذا فيما يتعلق بالتحفيز. فتقدير الذات لا يكفي وحده لتحفيزك. فتقدير الذات أشبه ما يكون جوهر التحفيز - أو تحفيز التحفيز، إذا ما صح هذا التعبير - لكن هناك مظهر آخر من مكونات التحفيز الحيوية، وهو:
       
      غرض: بغض النظر عن مدى تقديرك لذاتك لا يمكنك أن تملك التحفيز الكافي لحياتك إلا عندما تدرك بنفسك ما هو الغرض الذي تسعى لتحقيقه في الحياة.
      الغرض هو السياق الروحي والأخلاقي الذي تجري على أساسه حياتك. وهو ذلك الإحساس بأن لديك رسالة ما لتحقيقها. فإذا كنت لا تؤمن بقوة عليا أكبر منك، فمن الصعب أن تطمح لتحقيق غاية سامية طوال حياتك.
      من يقدرون ذواتهم التقدير الكافي يؤمنون بوجود غرض معين لحيواتهم. أما من لا يمتلكون مثل هذا التقدير فيصعب عليهم إيجاد مثل هذا الغرض.
      رغم ذلك فالتحفيز لا يقتصر فقط على تقدير الذات وتحديد الغرض من الحياة، فما زال هناك:
       
      خطة: لا تزيد نسبة من يحددون أهدافهم من الأمريكيين على 5%، ولا تتعدى نسبة من يضعون خطة جيدة مكتوبة لتحقيق هذه الأهداف عن الواحد في المائة. ورغم ذلك يمكننا أن نقول أن وجود خطة مكتوبة وأهداف محددة يرتبط بشدة بتحقيق النجاح.
      الخطة هي عملية تحدد فيها ماذا ستفعل لتصل إلى النجاح. فهي تحدد لك أي مجالات التعليم ستفيدك أكثر من غيرها، وفي أيها يتوجب أن تركز جهدك.
      كما توفر لك الخطة قاعدة لقياس الإنجازات التي تحرزها، وهي طريقة جيدة لاستمرار التركيز على الأشياء الهامة.
      وبينما نطلق على تقدير الذات تحفيز التحفيز وعلى الغرض تعليم التحفيز، فيمكننا أن نطلق على الخطة تركيز التحفيز.
      لكن أيعني هذا أن الأمر ينقصه اتصال للتحفيز؟ بالتأكيد! وهو:
       
      الحماس: وهذه الصفة الشخصية بمثابة القمة لجبل الثلج. فالحماسة هي الطريقة التي توصل بها حافزك لذاتك وللآخرين من حولك. وهي تمنحك الإلهام المشتعل، الذي يؤدي بك لتحقيق أهدافك وتنفيذ خطتك وتحقيق غرضك والأكثر من هذا أنه يمنحك المزيد من تقدير الذات.
      تحت سطح الحماسة تكمن قوة الطاقة الذهنية والجسمانية. وكلما علت الحماسة على السطح دل ذلك على شدة اشتعال الطاقة الذهنية والجسمانية تحت السطح - بداخلك.
      الصحة والعافية هما منشأ الطاقة الذهنية والجسمانية. وطريقة اعتناءك بنفسك بديناً تؤثر على مستوى طاقتك، وبالتالي مستوى حماسك.
      إذا افتقدت للطاقة فستجد حماسك يخور. كما يعتمد مستوى طاقتك على طريقة اعتناءك بنفسك - حتى كيفية وكمية الغذاء الذي تتناوله، والتمرينات الرياضية التي تمارسها.
      كثيراً ما يحرص أصحاب الحماس المتقد على الالتزام بعادات غذائية صحية مع ممارسة الرياضة. من النادر أن تجد مثل هذا الالتزام بين الكسالى الذين يقطنون بلدة مثل ماليزيا.
      رغم كل ذلك ما زال هناك الكثير ليقال عن التحفيز. كيف تحافظ على حافزك للعمل؟ ما الذي يبقيك متحفزاً للعمل مهما عركتك المصاعب؟
      إنه إنجاز التحفيز:
       
      المرونة: إذا ما كنت تعاني من تلاطم الأمواج في حياتك باستمرار، فربما يكون من أكثر الصفات الشخصية فائدة لك.
      ما لم تتميز بالمرونة فكيف تصمد في وجه التغيرات والطفرات الهائلة، وكيف تبقي متحمساً للعمل؟ كيف تتمسك بتنفيذ خطتك؟ وكيف تظل مخلصاً لغرضك، وتصون تقديرك لذاتك من الهبوط للقاع؟
      الأشخاص ذوي المرونة يستمرون في العمل رغماً عن كل المخاطر المحدقة بهم وهم في ذلك يشبهون سفينة عصية على الغرق مهما عصفت بها الرياح. ومهما اعترضهم من مصاعب، يزداد إصرارهم على المضي للأمام والفوز.
      ما مدى المرونة التي تتحلى بها؟ متى يفتر حماسك؟ وتنسحق روحك؟ ويتبدد تقديرك لذاتك؟
      المرونة تعني الإصرار والعزيمة. المرونة تعني الهجوم المضاد والارتداد بدلاً من الانسحاق تحت الضغط والاستسلام. تعني عمل كل ما يمكن عمله لمنع الضغوط من تعطيل طاقتك، والإحباط من تحطيم آمالك. إنها تعني أن كل الأزمات تمر، ومهما بلغت شدتها، فإنك لابد محقق آمالك.
      لا تعينك المرونة فقط على التغلب على الصعاب التي تعترض طريقك، ولكنها تخلصك أيضاً من مشاعر الفشل التي قد تعتريك. بهذه الطريقة يتحول ما يعتبره الآخرون بمثابة فشل إلى تجربة مفيدة بالنسبة لك.
      بذلك تصبح المرونة الجسر بين التحفيز و:
       
      مفتاح التعليم
       
      التعليم هو ما يتبقى بعد نسيان كل ما درسناه.
      لورد هاليفاكس
       
      إذا كنت من أؤلئك الذين يساوون بين التعليم والدراسة بالمدارس، فألق نظرة أكثر عمقاً. إن الذي يمكنك أن تتعلمه داخل أروقة أفضل جامعات العالم، قد لا تمكن مقارنته بما تكتسبه من مدرسة الحياة وتجارب الحياة.
      نقطة البداية للتعليم - أو تحفيز التعليم - هي:
       
      الاستعداد: وهو ما يمكن اعتباره حافزاً أو عائقاً للتعليم. الاستعداد هو قدرتك الفطرية للتعلم أو للعمل. وهو يمثل موهبتك أو كل الأشياء التي يمكنك أن تتفوق فيها. قد يصبح الاستعداد عائقاً في سبيل التعلم إذا لم يكن إيجابياً فيما يتعلق بإمكانياتك. وهو باعتباره الجانب التحفيزي للتعليم يمكنه أن يتحول إلى محبط ومقعد عن التعليم.
      كم مرة تخليت عن تعلم شيء ما، وحتى دون محاولة، لأنك اعتقدت بأنك لن تحرز أي تقدم فيه؟ إذا ما قال الناس عنك أنك تفتقد لمهارة ما لتحرز النجاح، فهل تصدقهم؟ هل تعمل على اكتساب تلك المهارة؟
      يمكنك تقريباً أن تفعل أي شيء تعد ذهنك لفعله. تعتمد قدرتك على فعل أي شيء على إيمانك بقدرتك. باستثناء حالات قليلة، يمكنك أن تفعل كل ما تصدق أنك فاعله، إذا ما توفر لديك الحافز.
      مفهومك عن حالة الاستعداد الواجبة - وإيمانك بقدراتك - هي التي تضع الحدود على ما يمكنك أن تتعلمه طوال حياتك، وبالتالي على ما يمكنك أن تنجزه.
      إذا ما كان حافز التحفيز هو تقدير الذات، فإنه من الواضح أن جوهر التعليم - تعليم التعليم - هو:
       
      تطوير الذات: وهو رغبتك في إيجاد فرص التعليم والاستفادة منها بصورة كاملة.
      قد تعتقد أن سنوات تعليمك قد وصلت إلى ذروتها أثناء الدراسة الجامعية والمدرسية، لكن حتى تصل لأقصى ما يمكنك تحقيقه عليك أن تتسلح بنفس الروح مرة أخرى.
      يجب أن تزداد رغبتك في تطوير نفسك بعد تخرجك في الجامعة. كثير من الناس يكبحون رغبتهم في التعليم بعد مغادرة أبواب الجامعة، معتقدين أن عقولهم ما عادت تحتمل عبء الدراسة. وهم يظنون أن تطوير الذات يعني الإبقاء على الحد الأدنى من العلم الذي يكفي لاستمرارهم في فعل ما كانوا يفعلون. وتكون نتيجة ذلك أن تظل حياتهم كما كانت دون تقدم، ورغم أنهم قد يهدفون للوصول إلى "مكة" أو حتى مدينة التخمة فإنهم يبقون داخل نطاق مدينة ماليزيا العقيمة.
      إذا ما بقيت على حبك للتعلم، فهذا يعني أنك تعمل على تطوير ذاتك بصفة مستمرة. فأنت تبحث دائماً عن فرص لزيادة معلوماتك وتطوير مهاراتك، وتلك العناصر الأساسية لتنفيذ خطتك وتحقيق غرضك.
      التوسع وتطوير الذات باستمرار يتطلب التحلي بصفة شخصية التي هي تركيز التعليم:
       
      الابتكار: لا تحاول أبداً أن تقنع نفسك - أو تدع أحداً يقنعك - بأنك لست مبتكر. كل الأشخاص مبتكرون، لأن كل شخص لديه حد أدنى من القدرة على التخيل والنظر للأشياء من زوايا مختلفة.
      باستخدام قدراتك الابتكارية لا يمكنك أبداً أن تعدم وسيلة لاكتشاف طرق جديدة للنجاح. بدون الابتكار يفقد التعليم كل معنى له، ويتحول التحفيز إلى دافع أعمى يقودك في دائرة مفرغة.
      الابتكار هو صنع شيء جديد، وهو أيضاً وضع الأشياء القديمة في شكل جديد. جذوره تمتد إلى أعماق الصفة الشخصية التي هي بمثابة الاتصال للتعليم:
       
      الاهتمام: تتعدى قوة الفضول الشديد كونه المناخ اللازم للابتكار.
      فأبعاد وأعماق اهتماماتك الشخصية تتأصل داخلك وتساعدك على أن تصبح شخصاً ناضجاً. أما خارج شخصك، فإن اهتماماتك تخبر الآخرين بالكثير عن شخصيتك. فأنت تصبح شخصاً ذا أهمية إذا ما تشابكت اهتماماتك مع اهتمامات الآخرين.
      كيف توجه اهتمامك؟ هل تبقى عند تلك الأشياء التي تراها جديرة باهتمامك أم يتسع فضولك ليشمل ما يعتقد الآخرون أنه جدير بالاهتمام؟
      هل تحصر دائرة اهتماماتك داخل إطار ضيق مريح، أم مازلت تبحث عن مجالات جديدة للتعلم والتطوير؟
      كما أن الاتصال بالنسبة للتحفيز هو الحماسة التي تقودها الطاقة، فإن الاتصال بالنسبة للتعليم هو الاهتمام. الاهتمام البالغ مصدر عظيم للطاقة.
      ماذا عن إنجاز التعليم؟ إنها صفة غالباً ما يساء فهمها:
       
      المعرفة: المعرفة قوة. صحيح؟ خطأ! المعرفة يمكن أن تتحول إلى قوة. فالأمر يعتمد على نوع المعرفة التي تمتلكها، وكيف تحتفظ بها، وماذا يمكنك أن تفعل بها.
      المعرفة التي تمتلكها قد لا يكون لها قوة إذا تكونت من معلومات تافهة. كما قد تفتقر إلى القوة إذا لم ترتبط بما تسعى لتحقيقه في حياتك.
      قد تفتقر بعض المعارف للقوة ولكنها تبقى محل اهتمام للبعض، وبهذا قد يكون لها قدر ما من القيمة.
      بعض المعارف الأخرى قد تصبح ذات أهمية كبرى، بحيث يمنحك امتلاكها قوة هائلة. معرفة الناس واللغات، على سبيل المثال، من أهم المعارف التي تساعدك على جني ثمار التركيز والاتصال، المتطلبين اللذين يقفا بينك وبين الإنجاز.
      إن قدرة عقلك على تخزين المعلومات غير محدودة، إذا ما استطعت أن توظفها إلى أقصى طاقاتها. لكن كي تصل إلى أقصى توظيف لمعلوماتك عليك أن تعبر جسراً أخر -
      وهو الذي يقودك إلى ..........
       
      انتظروا باقى المقال المرة القادمة
       

      "من كتاب"الطريق الى مكة


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×