اذهبي الى المحتوى
~ أم العبادلة ~

مقتطفات وفوائد من التمهيد لشرح كتاب التوحيد

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

هنا بعون الله سأدرج مقتطفات وفوائد من كتاب

التمهيد لشرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد

للشيخ صالح آل شيخ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيكِ ياغالية

نتابع معكِ إن شاء الله : )

 

سأنقلة للساحة العقدية والفقهية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

 

بورك فيكِ ونتابعك إن شاء الله تعالى .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كتاب التوحيد

مقدمات وتنبيهات وتعريفات هامة قبل البدء في الشرح

من عادة المصنفين والمؤلفين، أن يضعوا بعد البسملة والحمدلة خطبة للكتاب يبينون فيها طريقتهم فيه، ومرادهم من تأليفه.

...

سؤال: لماذا خالف الشيخ طريقة المصنفين ولم يجعل لكتابه خطبة يبين فيها طريقته ولكنه بدأه بقوله تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}؟

جواب: لأن الكتاب هو توحيد الله، وتوحيد الله قد بينه الله عز وجل في القرآن

فكان من الأدب في مقام التوحيد ألا يجعل فاصلا بين الحق (التوحيد) والدال على الحق (الله عز وجل) والكلام المستدل به على الحق (كلام الله عز وجل، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم)

...

ونفس الشيء فعله الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه، إذ لم يجعل لصحيحه خطبة، بل ابتدأه بالحديث (إنما الأعمال بالنيات)، ذلك أن كتابه كتاب حديث (سنة) فابتدأ كتابه بكلام صاحب الحديث (صاحب السنة)

...

التوحيد: جاء ذلك اللفظ بقلة

وجاء في السنة: الدعوة إلى توحيد الله

ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له: «إنك تأتي قوما أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه إلى أن يوحدوا الله»

"يوحدوا" مصدره " التوحيد "

وفي الرواية الأخرى من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما - الذي فيه قصة بعث معاذ إلى اليمن - وهي في الصحيحين - أنه صلى الله عليه وسلم قال: «فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله»

فدل هذا على أن التوحيد هو: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله،

وأن تحقيق هاتين الشهادتين، هو: تحقيق للتوحيد.

...

توحيد الشيء أي جعله واحدًا

والتوحيد الذي أمرنا الله عز وجل به في القرآن هو:

1. توحيد الربوبية: هو توحيد الله بأفعاله (هو المتفرد بتلك الأفعال على الكمال) مثل: الخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، والنفع، والضر، وإجابة دعوة المضطر، وغيره.

2. توحيد الألوهية: أي توحيد العبادة، أي جعل العبادة لواحد، وهو الله جل جلاله، وهي توحيد الله بأفعال العبد المتنوعة، التي يوقعها على جهة التقرب إليه سبحانه.

3. توحيد الأسماء والصفات: أي الاعتقاد أن الله واحد في أسمائه وصفاته ولا مماثل له فيهما، فإن اشترك بعض العباد مع الله في أصل بعض الصفات فإنهم لا يشاركونه جل وعلا في كمال المعنى. فالمخلوق قد يكون عزيزا بما يناسب ذاته الحقيرة الضئيلة الفقيرة، والله جل جلاله هو العزيز، له من كمال الصفة منتهى ذلك، ليس له مثيل وليس له فيها مشابه على الوجه التام.

...

اعتنى علماء السنة والعقيد في مصنافاتهم بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، لذلك لم يبسط الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله فيهما القول، وإنما بسط القول فيما الناس أحوج إليه وهو "توحيد الألوهية والعبودية"، فبيَّنه وبيَّن أفراده من: التوكل، والخوف، والمحبة، والرجاء، والرغبة، والإستعانة، والإستغاثة، والذبح، والنذر. وكذلك بيَّن ضده وهو الشرك

...

الشرك: اتخاذ شريك مع الله جل وعلا، في الربوبية، أو في العبادة، أو في الأسماء والصفات. وقد نهى الله عز وجل عنه وأمر بتوحيده سبحانه.

والشرك ينقسم الى تقسيمين:

- التقسيم الاول: شرك أكبر، وشرك أصغر

- التقسيم الثاني: شرك أكبر، وشرك أصغر، وشرك خفي

...

التقسيم الأول (شرك اكبر واصغر)

الأكبر: هو المخرج من الملة، وينقسم إلى ظاهر وباطن خفي

فالظاهر مثل عبادة الأوثان، والأصنام، وعبادة القبور، والأموات والغائيبين.

والباطن الخفي مثل التوكل على المشايخ، أو على الآلهة المختلفة، أو كشرك المنافقين

 

الأصغر: ما حكم الشرع عليه بأنه شرك وليس فيه تنديد كامل يلحقه بالشرك الأكبر

وقال بعض العلماء: هو ما كان وسيلة إلى الشرك الأكبر

وهو أيضا ينقسم إلى ظاهر وباطن خفي

فالظاهر مثل لُبْسُ الحلقة، والخيط، وتعليق التمائم، والحلف بغير الله

والباطن الخفي مثل يسير الرياء

 

فالرياء ينقسم إلى:

- رياء أكبر كرياء المنافقين ورياء المصلين المتصنعين في صلواتهم

- رياء أصغر كمن يحب التسميع أو المراءاة

...

التقسيم الثاني (شرك أكبر وأصغر وخفي):

الأكبر: ما كان مخرجًا من الملة؛ مما فيه صرف العبادة لغير الله جل جلاله

الأصغر: ما كان وسيلة للشرك الأكبر، وفيه تنديد لا يبلغ به من ندَّد أن يخرج من الإسلام

الخفي: مثل يسير الرياء

...

والتقسيمان (شرك اكبر واصغر) و (شرك اكبر واصغر وخفي) صحيحان، أحدهما يوافق الآخر

...

والشرك هو التنديد

قال جل وعلا: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً}

وقال النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل: أي الذنب أعظم؟

قال: أن تجعل لله ندًا وهو خلقك

والتنديد منه ما هو:

تنديد أكبر (شرك أكبر): وهو جعل العبادة لغير الله

تنديد أصغر (شرك أصغر): جعل غير الله جل وعلا ندًا لله في العمل، ولم يبلغ ذلك الشرك الأكبر

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

 

بورك فيكِ ونتابعك إن شاء الله تعالى .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله: كتاب التوحيد

وقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]

في الآية بيان التوحيد

حيث فسر السلف قوله تعالى: {إلا ليعبدون} بمعنى: إلا ليوحدون

لأن الرسل إنما بُعثت من أجل التوحيد

...

الآية فيها حصر لأن "ما" النافية مع "إلا" تفيد الحصر والقصر، فيكون المعنى: أني خلقت الجن والإنس لغاية واحدة هي العبادة دون ما سواها

وحقيقة العبادة: الخضوع والذل، فإذا انضاف إليها المحبة والانقياد صارت عبادة شرعية

والعبادة شرعا: هي امتثال الأمر والنهي على جهة المحبة والرجاء والخوف

وقد عرفها شيخ الاسلام بن تيمية: أنها اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال، الظاهرة والباطنة.

 

وبالتالي فإن كل نوع من أنواع العبادة لابد أن يكون لله وحده دون ما سواه، وإن عبدوا غيره فيُعد ذلك من الاعتداء والظلم العظيم

...

وقال الشيخ رحمه الله: وقوله تعالى: }وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36[

هذه الآية مفسرة لما قبلها

فالآية السابقة بيَّنت معنى العبادة والغرض من ايجاد الخلق

وهنا فالآية توضح أن الرسل أُرسلت من أجل تلك العبادة

فقوله: {اعبدوا الله} فيه اثبات التوحيد، وقوله: {واجتنبوا الطاغوت} فيه نفي الإشراك بالله

وهذا هو معنى التوحيد المشتمل على النفي والإثبات (لا إله إلا الله)

والطاغوت: "على وزن فَعَلُوت" من الطغيان، وهو: كل ما جاوز به العبد حدَّه من متبوع، أو معبود، أو مطاع.

...

قال: وقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23]

دلالة الآية هنا على التوحيد ظاهرة

{وقضى} فسرها الصحابة بأنها أمر ووصى، بماذا أمر ووصى؟

{ألا تعبدوا إلا إياه} أي احصروا العباده فيه وحده دون ما سواه

...

قال: وقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: 36[

فيه أمر بعبادة الله ونهي عن الشرك به وهو دال على التوحيد

{ولا تشركوا} النهي عن جميع أنواع الشرك

{شيئا} نكرة وجاءت في سياق النهي للدلالة على عموم الأشياء يعني: لا الشرك الأصغر مأذون به، ولا الأكبر، ولا الخفي

...

قال: وقوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}

{قل تعالوا} يا من حرَّم بعض الأنعام وافترى على الله في ذلك

{ألا تشركوا به شيئا}

"ألا" = أن + لا

"أن" تفسيرية ومفسرها محذوف تقديره: وصاكم، لأنه جاء في آخر الآية قوله { ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون}، وفي الآية الثانية {لعلكم تذكرون} وفي الآية الثالثة {لعلكم تتقون} وكل هذه الثلاث فيها التوصية

فيكون تقدير الكلام أن الله وصاكم ألا تشركوا به شيئا يعني أمركم وهي وصية شرعية، فإذا كانت الوصية من الله شرعية فهي أمر واجب

...

ثم ساق الشيخ أثر بن مسعود رضي الله عنه وهو قوله: (من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [الأنعام:151] إلى قوله {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} [الأنعام:153] الآية)

(التي عليها خاتمه) يعني التي لو قُدِّر أنه وصى وختم على هذه الوصية لكانت هي هذه الآيات التي فيها الوصايا العشر، وفي هذا دلالة على عظم شأن هذه الآيات التي افتتحت بالنهي عن الشرك

فالنبي صلى الله عليه وسلم ابتدأ دعوته بالأمر بعبادة الله وحده، والنهي عن الشرك، واختتمها أيضا –كما دل عليه كلام ابن مسعود – بالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك

فدل ذلك على كونه أولى المطالب، وأولها، وأهمها.

...

ثم قال الشيخ بعد ذلك: (وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: " يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا)

مناسبة ذلك الحديث لابتداء كتاب التوحيد هو أنه أتى بلفظ "حق"

(حق الله على العباد) هذا الحق حق واجب لله عز وجل لأن الكتاب والسنة، بل والمرسلين جميعا أتوا بهذا الحق وبيانه، وبيان أنه من أوجب الواجبات على العباد.

(حق العباد على الله) هذا الحق أحقه الله على نفسه باتفاق أهل العلم، وأوجبه على نفسه، كما في بعض أقوالهم، كما قاله بن تيمية رحمه الله

 

سؤال: هل الحق المذكور في قوله (حق العباد على الله) هل هو واجب أم لا؟

جواب: نعم هو حق واجب، لكن بإيجاب الله ذلك الحق على نفسه، فالله جل وعلا يحرم على نفسه ما يشاء بما يوافق حكمته (مثال: كما حرم الظلم على نفسه)، ويوجب على نفسه ما يشاء بما يوافق حكمته

لكن بعض أهل العلم تحاشى إطلاق لفظ (الإيجاب) على الله، وعبر عنه بأنه حق يتفضل الله به على من يشاء، فهو حق تفضيل، لا حق إيجاب.

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاك الله خيرا الجزاء يا حبيبة

 

جميل جدا جزا الله الشيخ صاحب الكتاب وشارح الكتاب عنا وعن أهل السنة والجماعة خيرا

 

استفدت كثيرا من تلك الكلمات والمقتطفات اليسيرة

 

أتابعك بإذن الله تعالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب

هذا الباب يشمل التوحيد بأنواعه الثلاثة (توحيد الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات) وفضله العظيم على أهله. ومن أعظم فضله أنه به تكفر الذنوب جميعا

فمن حقق التوحيد، دخل الجنة بغير حساب.

فكلما زاد التوحيد مُحِيَ من الذنوب بمقدار عِظَمِه

وكلما زاد التوحيد أمن العبد في الدنيا والآخرة بمقدار عِظَمِه

وكلما زاد العبد في تحقيق التوحيد كان متعرضا لدخول الجنة على ما كان عليه من العمل

...

يقول الشيخ: وقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82]

الظلم: الشرك

من حديث ابن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية حينما استعظم الصحابة هذه الآية، وقالوا: يا رسول الله، أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال: "ليس الذي تذهبون إليه، الظلم: الشرك، ألم تسمعوا لقول العبد الصالح: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]"

فيكون معنى الآية: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بشرك أولئك لهم الأمن وهم مهتدون

...

سؤال:

جاء "الظلم" في الآية نكرة في سياق النفي، في قول تعالى {ولم يلبسوا}، وهذا يدل على عموم أنواع الظلم، لكن هل المراد بالعموم هنا العموم المخصوص، أم العموم الذي يراد به الخصوص؟

 

الجواب:

العموم عند الأصوليين:

- تارة يكون باقيا على عمومه،

- وتارة يكون عموما مخصوصا؛ يعني دخله التخصيص،

- وتارة يكون عموما مراد به الخصوص يعني أن لفظه عام ولكن يراد به الخصوص

 

والوجه الأخير هو الذي أراد الشيخ رحمه الله الاستدلال به من الآية

"الظلم" هنا جاء نكرة في سياق النفي "لم": فيدل على العموم، لكنه مراد به الخصوص؛ وهو خصوص أحد أنواع الظلم، وهو الشرك، فيصير العموم في أنواع الشرك، لا في أنواع الظلم كلها

فأنواع الظلم:

- ظلم العبد نفسه بالمعاصي

- ظلم العبد غيره بأنواع التعديات

- ظلم من جهة حق الله جل وعلا بالشرك به

فيصبح معنى الآية: الذين لم يلبسوا توحيدهم بنوع من أنواع الشرك

...

{أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}

"الأمن" هو الأمن التام في الدنيا أي أمن القلب وعدم حزنه على غير الله جل وعلا والاهتداء التام في الدنيا والآخرة

فكلما وُجِدَ نقص في التوحيد بغشيان العبد بعض أنواع الظلم (الشرك)، إما شرك اصغر، او خفي، أو سائر أنواع الشرك، ذهب الأمن والاهتداء بقدر ذلك

.

اما اذا فسر الظلم بأنه جميع أنواع الظلم – كما ذكر شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله – فعلى هذا التفسير يكون كلما كمل التوحيد وانتفت المعصية: عظم الأمن والاهتداء، وإذا زاد الظلم: قل الأمن والاهتداء بحسب ذلك

...

قال الشيخ: عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح ومنه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل» أخرجاه

في هذا الحديث بيان لفضل أهل التوحيد

"على ما كان من العمل" يعني على الذي كان عليه من العمل،

ولو كان مقصرا في العمل وعنده ذنوب وعصيان، فإن لتوحيده الله، وشهادته له بالوحدانية، ولنبيه بالرسالة، ولعيسى بأنه عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، ولإقراره بالغيب، وبالبعث: إن لذلك فضلا عظيما، وهو: أن يدخله الله الجنة ولو كان مقصرا في العمل

...

قال: ولهما في حديث عتبان: «فإن الله حرَّم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله»

المراد بالقول هنا: القول الذي معه تمام الشروط أي شروط الانتفاع بشهادة أن لا إله إلا الله

واشترط ان "يبتغي بذلك وجه الله" فالمنافقون قالوها لكنهم لم يبتغوا بها وجه الله

.

"حرم على النار" تحريم النار في الكتاب والسنة على درجتين:

- تحريم مطلق: أي لن يدخلها، إما بأن يغفر الله له، وإما بأن يكون من الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب

- تحريم بعد أمد: أي ربما يدخلها ثم يحرم عليه البقاء فيها

وهذا الحديث يحتمل المعنيين

فالذي أتى بالتوحيد، وانتهى عن ضده، وكانت عنده بعض الذنوب والمعاصي، ومات من غير توبة، فهو تحت المشيئة، إن شاء عذبه ثم حرَّم عليه النار، وإن شاء غفر له وحرم عليه النار ابتداءا

...

قال: وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال موسى: يا رب، علمني شيئا أذكرك وأدعوك به، قال: قل - يا موسى -: لا إله إلا الله، قال: يا رب، كل عبادك يقولون هذا؟ قال: يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله» رواه ابن حبان والحاكم وصححه.

هنا دليل على أن أهل الفضل، والرفعة في الدين، والإخلاص والتوحيد، قد يُنَبَّهون على شيء من مسائل التوحيد

فهذا موسى عليه السلام أراد شيئا يختص به غير ما عند الناس، وأعظم ما يُختص به أولياء الله، وأنبياؤه ورسله، وأولو العزم منهم هو كلمة التوحيد، فأراد شيئا أخص من ذلك، فأُعلم أنه لا أخص من كلمة التوحيد

.

"السماوات السبع وعامرهن غيري" أي السماوات السبع من الملائكة ومن عباد الله، غير الله جل وعلا

.

وجه الدلالة:

لو أن ذنوب العبد بلغت ثقل ثِقَل السماوات السبع، وثِقَل ما فيها من العباد والملائكة وثِقَل الأرض لكانت (لا إله إلا الله) أثقل من ذلك في الميزان

وهذا الفضل العظيم لكلمة التوحيد، إنما هو لمن قويت في قلبه حيث يكون مخلص فيها مُصَدِّق، فيقوى أثرها ونورها في القلب، فإذا كانت كذلك: فإنها تحرق ما يقابلها من الذنوب

أما من لم يكن من أهل تمام الإخلاص فيها، فإنها لا تطيش له سجلات الذنوب

فيكون هذا الحديث وحديث البطاقة يدلان على أن (لا إله إلا الله) لا يقابلها ذنب، ولا يقابلها خطيئة، لكن هذا في حق من كمَّلها وحَقَّقها، بحيث لم يخالط قلبه – في معناها – ريب، ولا تردد

.

يشتمل معنى (لا إله إلا الله) على الربوبية بالتضمن، وعلى الأسماء والصفات باللزوم، وعلى الإلهية بالمطابقة

...

وقال: وللترمذي - وحسنه - عن أنس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تعالى: يا ابن آدم، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة»

هذا الحديث يدل أيضا على فضل التوحيد وتكفيره للذنوب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا

 

يشتمل معنى (لا إله إلا الله) على الربوبية بالتضمن، وعلى الأسماء والصفات باللزوم، وعلى الإلهية بالمطابقة

لا إله إلا الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب

ذكر في الباب السابق فضل التوحيد، وما يكفر من الذنوب، ولا شك أن لكل مسلم نصيبا من التوحيد، فيكون له – تبعا لذلك نصيب من فضل التوحيد، وتكفير الذنوب.

أما هذا الباب فهو أرفع رتبة من بيان فضل التوحيد، فخاصة هذه الأمة هم الذين حققوا التوحيد؛ ولهذا عطف هذا الباب على الذي قبله؛ لأنه أخص منه.

.

تحقيق التوحيد هو تحقيق الشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وهو يتحقق بثلاثة أشياء:

1. ترك الشرك بأنواعه: الأكبر، والأصغر، والخفي

2. ترك البدع بأنواعها

3. ترك المعاصي بأنواعها

فيكون تحقيق التوحيد على درجتين:

- درجة واجبة: أن يترك الشرك خَفِيَّه وجَلِيّه، كبيره وصغيره، ويترك البدع، ويترك المعاصي

- درجة مستحبة: وهي التي يتفاضل فيها الناس الذين حققوا التوحيد أعظم تفاضل: وهي أن يكون القلب متوجها إلى الله بكليته، ليس فيه التفات إلى غير الله، فيكون نطقه لله، وفعله وعمله لله، بل وحركة قلبه لله

وقد عبر عنها بعض أهل العلم بقوله: أن يترك ما لا بأس به حذرا مما به بأس، يعني: في مجال أعمال القلوب، وأعمال اللسان، وأعمال الجوارح

...

إذا لتحقيق التوحيد يجب تحقيق الشهادتين:

لأن في قوله (لا إله إلا الله) الإتيان بالتوحيد، والبعد عن الشرك بأنواعه

وفي قوله (أشهد أن محمدا رسول الله) البعد عن المعصية، والبعد عن البدع؛ لأن مقتضى الشهادة بأن محمد رسول الله: أن يطاع فيما أمر، وأن يصدق فيما أخبر، وأن يجتنب ما عنه نهى وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع

فمن أتى شيئا من المعاصي والذنوب، أو البدع ثم لم يتب منها أو لم تكفر له فإنه لم يحقق التوحيد الواجب

وإذا لم يأت شيئا من البدع، ولكن حسنها بقلبه، أو قال: لا شيء فيها؛ فإنه لا يكون من أهل تحقيق التوحيد لأن حركة قلبه كانت في غير تحقيق التوحيد وفي غير تحقيق شهادة أن محمد رسول الله

وكذلك أهل الشرك بأنواعه ليسوا من أهل تحقيق التوحيد

.

وأما المرتبة الخاصة التي تحقق التوحيد ففيها يتنافس المتنافسون، وما ثمَّ إلا عفو الله، ومغفرته، ورضوانه

...

قول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]

هذه الآية للدلالة على أن ابراهيم عليه السلام كان محققا للتوحيد، ووجه الدلالة أن الله وصفه بصفات هي:

1. أنه كان {أمة}، الأُمة: هو الإمام الذي جمع جميع صفات الكمال البشري وصفات الخير، وهذا يعني أنه لم ينقص من صفات الخير شيئا، وهذا هو معنى تحقيق التوحيد

والأمة جاءت في القرآن بعدة معاني منها أن يكون معنى الأمة: الإمام المقتدى به في الخير، وسمي أمة؛ لأنه يقوم مقام أمة في الاقتداء، ولأن من سار على سيره يكون غير مستوحش ولا متردد؛ لأنه ليس مع واحد فقط، وإنما مع أمة

2. أنه كان {قانتا لله حنيفا}، والقانت والحنيف صفتان متلازمتان، فالقنوت لله هو دوام الطاعة لله جل وعلا وملازمتها. والحنيف هو المائل عن طريق المشركين، المائل عن هدي وسبيل المشركين (أخلاق المشركين: الشرك، والبدعة، والمعصية من غير إنابة ولا استغفار)

3. أنه {لم يك من المشركين} أنه لم يك فاعلا للشرك بأنواعه، ولم يك منهم، بل كان مبتعد عنهم (يحتمل ان تكون المباعدة بالأجسام، ويحتمل أن تكون المباعدة باجتناب الشرك)

{لم يك} إثبات النون وحذفها وجهان جائزان في اللغة إذا جائت في سياق النفي

{المشركين} اسم موصول يدل على العموم

...

وقال {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ} [المؤمنون: 59]

هذه الآيات في مدح خاصة المؤمنين فهم بربهم لا يفعلون شركا، أو لا يشركون لا بشرك أكبر، ولا أصغر، ولا خفي، وما تركوا الشرك إلا لتوحيد الله

قال العلماء: قدم هنا قوله {بربهم} لأن الربوبية تستلزم العبودية، فصار عدم الاشراك في الربوبية معناه: عدم الاشراك في الطاعة، وعدم الإشراك في العبودية

...

عن حصين بن عبد الرحمن، قال: كنت عند سعيد بن جبير، فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقضَّ البارحة؟ فقلت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت، قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت: قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي، قال: وما حدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب أنه قال: " لا رقية إلا من عين أو حمة "، قال قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، فنظرت، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض فدخل منزله. فخاض الناس في أولئك، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام، فلم يشركوا بالله شيئا، وذكروا أشياء. فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه. فقال: " هم الذين لا يَسْتَرْقُون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون " فقام عكاشة بن محصن فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: " أنت منهم " ثم قام رجل، فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال " سبقك بها عكاشة»

في الحديث ذكر لبعض صفات الذين يدخلوا الجنة بغير حساب ولا عذاب وقد حققوا التوحيد وهي اربع صفات

1. "لا يسترقون" أي لا يطلبون الرقية، فمن يطلب الرقي يكون في قلبه ميل وتعلق بالراقي والرقية، وهذا ينافي كمال التوكل على الله عز وجل

2. "لا يكتوون" الكي مأذون به شرعا لكنه مكروه؛ لأن فيه تعذيب بالنار، والعرب تعتقد أن الكي يحدث المقصود دائما. فصار تعلق القلب بهذا الكي من جهة أنه سبب يُؤَثِّرُ دائما. ومعلوم أن الكي يؤثر – بإذن الله جل وعلا – إذا اجتمعت الأسباب، وانتفعت الموانع.

3. "لا يتطيرون" الطِّيرة هي شيء يعرض على القلب من جراء شيء يحدث أمامه، فيجعله يُقدم على أمر، أو يُحجم عنه، وهذه صفة من لم يكن التوكل في قلبه عظيما

4. "وعلى ربهم يتوكلون" وهذه جامعة للصفات السابقة.

.

وهذه الصفات ليس المقصود منها أن الذين حققوا التوحيد لا يباشرون الأسباب، أو لا يتداوون

فالنبي صلى الله عليه وسلم رُقِيَ، وتداوى وأمر بالتداوي، وأمر أيضا بعض الصحابة بأن يكتوي، وإنما ذكرت هذه الثلاث بالخصوص، لأنه يكثر تعلق القلب والتفاته إلى الراقي، أو إلى الكي، أو الكاوي، أو إلى التطير، ففيها إنقاص مقام التوكل

.

التداوي مشروع وينقسم إلى واجب، مستحب، مباح

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تداووا عباد الله ولا تتداوا بحرام"

فالمقصود أن التداوي ليس خارما لتحقيق التوحيد، لكن من صفة أهل تحقيق التوحيد أنهم لا يسترقون من أجل الرقية، ولا يكتوون من أجل الكي، ولا يتطيرون.

.

"سبقك بها عكاشة" دليل على أن أهل تحقيق التوحيد قليلون

فجاء عددهم في هذا الحديث أنهم سبعون ألفا

وجاء في بعض الروايات أن الله جل وعلا أعطى النبي صلى الله عليه وسلم مع كل ألف من السبعين سبعين ألفا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا أم العبادلة الحبيبة ونفع بكِ

متابعة معكِ بإذن الله تعالى لا حرمكِ الله الأجر

وجزى الشيخ عنا خير الجزاء

باقي لي مشاركتين بإذن الله سأعود لهما : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا تضعي ردودا جديدة : )

بقي لي ردين سأنتهي منهما قريبا بإذن الله .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أضحك الله سنك

ظننتك ستقولي لما تأخرتِ - ابتسامة -

 

على العموم انا محتاسة في النحو الان، لما اتفرغ منه هرجع هنا ان شاء الله

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك انتهيت من القراءة

بالنسبة لدلالات التضمن واللزوم والمطابقة فأسأل الله أن يفيدكنّ التالي : ( جزء مقتطع من درس أصول الفقه في الأكاديمية الإسلامية )

 

 

 

الدلالات من حيث دلالتها على المعنى المراد تنقسم ثلاثة أقسام:

- إما أن تكون دلالة مطابقة.

- وإما أن تكون دلالة تضمن.

- وإما أن تكون دلالة التزام.

أما دلالة المطابقة فالمقصود بها: انطباق الكلمة على كامل المعنى.

مثلًا: إذا قلنا "الصلاة" فهي دالة من باب دلالة المطابقة على جميع أفعال الصلاة من افتتاحها بالتكبير إلى اختتامها بالتسليم، لأن دلالة المطابقة لابد أن ينطبق اللفظ على جميع المعنى.

أما القسم الثاني هو: دلالة التضمن.

وهو المراد به ماذا؟

{دلالة اللفظ عل جزء المعنى}.

أحسنت، هي: دلالة اللفظ على جزء المعنى، كأن نقول: الصلاة هي الفاتحة.

الفاتحة هل هي كل الصلاة؟

لا، وإنما هي جز من الصلاة، وإنما قيل: الصلاة هي الفاتحة نظرًا لأهمية الفاتحة، وأنه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.

ولذلك بعض الأحيان يُخطئ بعض الناس حينما يسمع مثل هذا التركيب أو هذا الاستعمال فيظن أن الصلاة هي الفاتحة فعلًا، وأن غير الفاتحة لا يدخل في الصلاة؛ نحن نقول هذا الأمر من باب التصور.

كما جاء في قول النبي -صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة»، هذل المقصود أن الحج هو عبارة عن عرفة فقط؟ أو المقصود أن عرفة هي اهم أجزاء الحج؟

المقصود أن عرفة هي أهم أجزاء الحج.

إذن لما قلنا «الحج عرفة»، هذا من باب دلالة المطابقة أو من باب دلالة التضمن؟

{من باب دلالة التضمن}.

أحسنت، لأن الحج معنًى شرعي معروف يشمل أفعالًا كثيرة، فيشمل الإحرام، ويشمل الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والمبيت بمنى، ورمي الجمار، والحلق، والنحر، وما إلى ذلك من شعائر الحج ومناسكه، ولكن لما قلنا «الحج عرفة» فدلنا ها هنا أن الدلالة من باب دلالة التضمن، لأنها تدل على جزء من معنى اللفظ.

الدلالة الثالثة هي دالالة ماذا؟

الالتزام.

في الحقيقة دلالة الالتزام لا تدل على معنى الأمر المقصود، لا على معناه كله، ولا على معنى جزء من أجزائه، وإنما تدل على معنًى آخر خارج لكنه لازم، مثل دلالة الصلاة على المصلي، هل يُتصوَّر صلاة من دون المصلي؟

لا يُتصوَّر.

هل يُتصوَّر الحج من دون حاجٍّ؟

لا يُتصوَّر.

إذن هذه دلالة التزام.

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا أم العبادلة الحبيبة

وجزاكِ خيرا أم عبد الله الحبيبة على الإضافة الرائعة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله في الجميع وبالأخص أم عبد الله على اضافاتها القيمة

إن شاء الله أعود لكن من الاسبوع القادم لاني مشغولة ببعض الابحاث الان والله المستعان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نكمل بعون الله وسامحوني لوأسرعت في النشر

فكما ذكرت سابقا، نشري للموضوع هو طريقتي في المذاكرة ولدي حاليا اقل من شهر لأنهي فيه المقرر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أتابع معك بإذن الله ()

جزاك الله خيراً

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

باب الخوف من الشرك

 

كل من حقق التوحيد فلابد أن يخاف من الشرك

كان الرسول عليه الصلاة والسلام يُكثر من الدعاء بأن الله يُبعد عنه الشرك

كان إبراهيم عليه السلام يكثر من الدعاء؛ لئلا يدركه الشرك، أو عبادة الأصنام

.

مناسبة هذا الباب لما قبله أن تحقيق التوحيد لا بد أن يقترن معه الخوف من الشرك

فكل محقق للتوحيد، وكل راغب فيه حريص عليه: يخاف من الشرك، وإذا خاف من الشرك، فإن الخوف يجعل العبد حريصا كل الحرص على البعد عن الشرك والهروب منه.

.

ثمرات الخوف من الشرك:

- أن يكون عالما بالشرك بأنواعه حتى لا يقع فيه

- أن يكون متعلما للتوحيد بأنواعه، حتى يقوم في قلبه الخوف من الشرك ويعظم، ويستمر على ذلك

- الخائف من الشرك يكون قلبه دائم الاستقامة على طاعة الله مبتغيا لمرضاته، فإن عصى أو غفل، كان استغفاره استغفار من يعلم عِظَمَ شأن الاستغفار، وعظم حاجته للاستغفار

.

الشرك: هو إشراك غير الله معه في أي نوع من أنواع العبادة، وقد يكون أكبر، وقد يكون أصغر، وقد يكون خفيا

...

قال الشيخ رحمه الله: وقول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]

المغفرة: هي الستر لما يُخاف وقوع أثره، أي ستر الأثر الذي يُخاف منه

والشرك والمعصية لهما أثرهما: إما في الدنيا، وإما في الآخرة، أو فيهما جميعا

وأعظم ما يُمَنَّ به على العبد أن يُغفر ذنبه، بأن يُستر عليه، ويُمحى عنه أثره، فلا يؤاخذ به في الدنيا، ولا يُعاقب عليه في الآخرة

{لا يغفر} أي لا يغفر أبدًا

{لا يغفر أن يُشرك به} وعيد بأنه – تعالى – لم يجعل مغفرته لمن أشرك به، وقال العلماء أن في الآية دليل على أن المغفرة لا تكون لمن أشرك شركًا أكبر، أو أشرك شركًا أصغر، بل يكون بالموازنة (الشرك في مقابل التوبة)، فهو لا يُغفر إلا بالتوبة

.

من مات على الشرك غير تائب فهو غير مغفور له ما فعله من الشرك، وقد يغفر الله تعالى غير الشرك كما قال: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}

.

وجه الاستدلال من الآية:

- قال بن تيمية وأكثر علماء الدعوة: كل انواع الشرك (أكبر، وأصغر، وخفي) لا يغفرها الله جل وعلا لعظم خطيئة الشرك؛ لأن الله عز وجل هو الذي خلق، ورزق، وأعطى، وهو الذي تفضل، فكيف يتوجه القلب عنه إلى غيره؟

- قال آخرون من أهل العلم: أن الآية دالة على العموم، لكنه عموم يراد به خصوص الشرك الأكبر فقط دون غيره، وأما ما دون الشرك الأكبر، فهو تحت المشيئة لأنه غالبا ما يرد في القرآن لفظ الشرك ويراد به الشرك الأكبر مثل قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}

سؤال: هل يدخل في تلك الآية الشرك الأصغر والخفي؟؟

جواب: لا يدخل بالاجماع؛ لأن تحريم الجنة، وإدخال النار والتخليد فيها، إنما هو لمن مات على الشرك الأكبر

فيكون المفهوم من الآيات أنها تتحدث عن الشرك الأكبر وأن الشرك الأكبر هو الذي لا يُغفر

.

ولما كان اختيار الشيخ محمد عبد الوهاب هو نفس اختيار الشيخ بن تيمية، وبن القيم، وغيرهما، أن العموم هنا شامل لأنواع الشرك: الأكبر والأصغر والخفي، كان الاستدلال بهذه الآية صحيحا، وإذا كان الشرك بأنواعه لا يُغفر، فهذا يوجب الخوف منه أعظم الخوف.

وإذا كان كذلك، فيقع في الخوف من الشرك من هم على غير التوحيد؛ لأنهم وقعوا فيما اتُّفِقَ عليه أنه لا يُغفر

كما يقع في الخوف من الشرك أهل الإسلام الذين قد يقعون في بعض أنواع الشرك الخفي، أو الشرك الأصغر بأنواعه، وهم لا يشعرون، أو وهم لا يحذرون

فإذا علم العبد المسلم أن الشرك بأنواعه (أكبر، أصغر، خفي) لا يُغفر، وأنه مؤاخذ به، وأن الصلاة إلى الصلاة، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان: لا تُكفر ذنب الوقوع في الشرك الأصغر، فيجب أن يعظم في قلبه الخوف منه.

.

سؤال: فبماذا يُغفر إذًا؟

الجواب: لا يغفر إلا بالتوبة فقط، فإن لم يتب، فثمة الموازنة بين الحسنات والسيئات، لكن ما ظنكم بسيئة فيها الإشراك بالله مع الحسنات؟

وهذا يوجب الخوف الشديد من الشرك عامة، وإذا وقع أو حصل الخوف والوجل من الشرك في القلب، فإن العبد سيحرص على معرفة أنواعه حتى لا يقع فيه، ويطلب معرفة أصنافه وأفراده حتى لا يقع فيه، وحتى يحذر أحبابه ومن حوله منها

.

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} لأنهم يدلون الخلق على ما ينجيهم، فالذي يحب للخلق النجاة هو الذي يحذرهم من الشرك بأنواعه، ويدعوهم إلى التوحيد بأنواعه

...

ثم ساق الشيخ رحمه الله بعد هذه الآية قول الله جل وعلا: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35]

كانت تلك دعوة إبراهيم - عليه السلام – رغم أنه قدحقق التوحيد، كما وصفه الله بأنه كان أمةً قانتًا لله حنيفا، وأنه لم يكن من المشركين

.

سؤال: هل يطمئن من كان هذا حاله (حقق التوحيد، كان قانتا لله حنيفا، ولم يكن من المشركين) إلى أنه لن يعبد غير الله، ولن يعبد الأصنام، أو يظل مقيما على خوفه؟

وهل حال الكُمَّل الذين حققوا التوحيد أنهم يطمئنون أم يخافون؟

جواب: الواقع أن عامة الأمة لا يخافون من الشرك، والذي يخافه هو من يسعى إلى تحقيق التوحيد.

فتحقيق التوحيد يوجب الخوف الشديد من الشرك؛ لأن ابراهيم عليه السلام مع كونه سيد المحققين للتوحيد في زمانه، بل وبعد زمانه إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما أُعطي الضمان والأمان من الوقوع في الشرك، وألا يزيغ قلبه

.

الأصنام: جمع صنم، هو ما جُعِل على صورة مما يُعبد من دون الله، كشكل وجه الرجل، أو شكل جسم حيوان، أو رأس حيوان، أو صورة كوكب، أو نجم، أو شكل الشمس أو القمر

الوثن: هو ما عُبِدَ من دون الله، مما ليس على هيئة صورة، فالقبر وثن، وليس بصنم

والدليل على أن الوثن ما ليس على هيئة صورة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يُعبد"

.

قد يطلق على الصنم اسم وثن، كقوله تعالى: {إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا}

...

وفي الحديث: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " فسئل عنه قال: " الرياء»

 

الرياء قسمان:

- رياء المنافق: رياء في أصل الدين، أي راءى بإظهار الإسلام، وإبطان الكفر، قال تعالى:{يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا}

- رياء المسلم الموحد: مثل أن يُحَسِّن صلاته من أجل الناس، أو يحسن تلاوته؛ لأجل أن يُمدَح وليس من أجل التدبر.

.

الرياء: مشتق من الرؤية، ومن صوره: أن يُحَسِّن العبادة لأجل أن يُرى أنه من المتعبدين، كأن يطيل في صلاته، أو يطيل في ركوعه، أو في سجوده، لأجل أن يُرى ذلك منه، أو يقوم الليل لأجل أن يقول الناس عنه: إنه يقوم الليل. فهذا كله من شرك أصغر.

والشرك الأصغر – الرياء -: قد يكون محبطًا لأصل العمل الذي تعبد به (أي إذا ابتدأ النية بالرياء)، وقد يكون محبطًا للزيادة التي زادها فيه (أي إذا عرض له الرياء أثناء العبادة، فيكون ما زاده لأجل الرؤيا باطلا)، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قال الله: أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه".

.

الشاهد من الحديث: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"

أنه أخوف الذنوب التي يخافها الرسول عليه الصلاة والسلام على أهل التوحيد؛ أنهم ما داموا أهل التوحيد، فإنهم ليسوا من أهل الشرك الأكبر، فيكون أشد ما يخاف عليهم هو الشرك الأصغر.

والشرك الأصغر تارة يكون في النيات، وتارة يكون في الأقوال، وتارة يكون في الأعمال، يعني أنه يكون في القلب، وفي المقال، والفعال

.

سؤال: ما سبب خوف النبي على أهل التوحيد من الشرك الأصغر؟

جواب: لأنه لا يُغفر، كما أن الناس تغفل عنه. والشيطان حريص على إيقاع أهل التوحيد في الشرك الأصغر، ووصمهم بالرياء في الأقوال، والأعمال، والنيات

...

ثم ساق الشيخ – رحمه الله – حديث بن مسعود فقال: (عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وهو يدعو من دون الله ندا، دخل النار»)

فدعوة الند من دون الله من الشرك الأكبر؛ لأن الدعاء عبادة، وهو من أعظم العبادات لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "الدعاء هو العبادة" وقوله "الدعاء مخ العبادة"، فمن مات وهو يصرف هذه العبادة او شيئا منها لند من الأنداد، فقد استوجب النار ويكون خالدا فيها

فلو وقع نبيا في الشرك لحبط عمله، ولكان في الآخرة من الخاسرين، فكيف بمن هم دونه ممن يدعي الصلاح والعلم؟

.

"من دون الله"

ورد ذلك اللفظ بكثرة في القرآن والسنة، ويراد به عند علماء التفسير، وعلماء التحقيق شيئان:

1. أن تأتي بمعنى (مع) أي يدعو مع الله (دعا اللع وغيره)، وعبر بلفظ "من دون الله"؛ لأن كل من دُعي مع الله، فهو دون الله جل وعلا، فالله عز وجل هو الأكبر والأعظم، وهذا دليل على بشاعة عملهم

2. أن تأتي بمعنى (غير) أي يدعو إلهًا غير الله (دعا غير الله وتوجه إليه استقلالا)، أي أنه لم يعبد الله، وأشرك معه غيره، بل دعا غيره استقلالا

...

قال: ولمسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار»

"من لقي الله لا يشرك": نفي لجميع أنواع الشرك

"به شيئا": لم يتوجه بالعبادة لأي أحد، لا لملك، ولا لنبي، ولا لصالح، ولا لطالح، ولا لجني، ولا لحجر، ولا لشجر، ولا غير ذلك.

"دخل الجنة": وعد من الله عز وجل بدخول الجنة برحمته سبحانه وتفضله، وبوعده الصادق الذي لا يُخلف.

"ومن لقيه يشرك به شيئا؛ دخل النار": كل مشرك بأي نوع من أنواع الشرك، سينال العقوبة والعذاب في النار، والعياذ بالله.

.

سؤال: هل يدل "ومن لقيه يشرك به شيئا؛ دخل النار" على أنه دخول أبدي ، أو أمدي؟

جواب: ذلك بحسب نوع الشرك، فإن مات على شرك أكبر، فإنه يدخل النار دخولا أبديا، وإن مات على شرك أصغر، أو خفي فإنه يكون متوعدًا بالنار أي: سيدخل النار ويخرج منها؛ لأنه من أهل التوحيد

.

سؤال: هل يدخل الشرك الأصغر في الموازنة (الموازنة بين الحسنات والسيئات) أو لا؟

جواب: نعم يدخل، فإن رجحت حسناته فإنه لا يُعذب على الشرك الأصغر، لكن هذا ليس في حق كل الخلق، فهناك من يعذب منهم من الشرك الأصغر.

فالموازنة بين الحسنات والسيئات ليست شاملة لكل الخلق، وليست شاملة أيضا لكل الذنوب، بل من الذنوب ما يستوجب النار و لو رجحت الحسنات على السيئات فإنه يستوجب الجنة، لكن لابد من أن يُطَهَّر في النار

.

على المرء أن يستعيذ الله من الشرك الأصغر والخفي، بقوله: "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه، وأستغفرك مما لا أعلم"

ففيها الاستعاذة من أن تشرك بالله وأنت تعلم أنك تشرك، والاستغفار من الشرك الخفي الذي قد يخرج منك بدون قصد او علم

.

وفي كل ذلك دلالة على عظم أمر الشرك، لأن من يتهاون بالشرك والتوحيد، فإنه يكون متهاون بأصل دين الإسلام، ومتهاون بدعوة الأنبياء أجمعين والتي اجتمعوا فيها على على توحيد العبادة والربوبية والأسماء والصفات، وأما في الشرائع فلكل نبي شرع خاص به في الغالب.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×