اذهبي الى المحتوى
ساجدة للرحمن

..[ الفرقان أسرار تتدفق نحو عباد الرحمن ]..

المشاركات التي تم ترشيحها

 

post-121824-0-38959800-1369475052.png

post-121824-0-76742700-1368706075.png

 

الحمدُ للهِ ذي الفضلِ والإحسانِ ، أنزلَ كتابَهُ فحفظهُ من الزيادةِ والنقصانِ، ويسّرَ حفظهُ حتى استظْهَرَهُ صغارُ الولدانِ، وأصلي وأسلمُ على نبينا محمد رسولَ الثقلينِ ، أما بعد:

 

فإن القرآنَ العظيمَ هو كلامُ اللهِ - سبحانه وتعالى - ، وهو كتابُ اللهِ المبينِ، وحبلُهُ المتينِ ، وصراطُهُ المستقيمِ، وتنزيلُ ربِّ العالمين، نزلَ به الروحِ الأمينِ، على قلبِ سيدِ المرسلين، بلسانٍ عربيٍ مبينٍ، منزَّلٍ غيرِ مخلوقٍ، منه بدأَ وإليهِ يعودُ، وهو سورٌ محكماتٌ، وآياتٌ بيناتٌ، وحروفٌ وكلماتٌ، من قرأهُ فأعربَهُ فلهُ بكلِ حرفٍ عشْرُ حسناتٍ، لهُ أولٌ وآخرٌ، وأجزاءٌ وأبعاضٌ، متلوٌ بالألسنةِ، محفوظٌ في الصدورِ، مسموعٌ بالآذانِ، مكتوبٌ في المصاحفِ، فيه محكمٌ ومتشابهٌ، وناسخٌ ومنسوخٌ، وخاصٌ وعامٌ، وأمرٌ ونهيٌ {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} ولما كان للقرآنِ العظيمِ كل هذه الفضائلِ وغيرها كثيرًا فإن لأهلهِ أيضاً فضلٌ عظيمٌ لأنهم يحفظونَ ويتلونَ, ويقرؤونَ كلامَ علامِ الغيوبِ، فهم أهلُ اللهِ وخاصتُهُ.

.......

 

post-121824-0-92084700-1368706148.png نبذة عن فريق الأترجة

 

ومن هذا المنطلق انطلق فريق (الأترجة ) في دراسة (سورة الفرقان) دراسةً تتيحُ لمن يقرأها سهولة حفظها وتدبَّر معانيها وآياتها بفضلِ الله تعالى وبما فتحَ بهِ علينا ، وقبل أن نشرعَ في عرض تلكَ الدراسة المباركة لنقف وقفةً يسيرةً على معنى كلمة (الأُترجة) وما علاقتها بكتاب الله تعالى.

 

post-121824-0-92084700-1368706148.png معنى الأترجة

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مثل المؤمنُ الذي يقرأُ القرآنَ مثلُ الأترجةِ ريحُهَا طيبٌ وطعمُهَا طيبٌ ومثلُ المؤمنُ الذي لا يقرأُ القرآنَ مثلُ التمرْةِ لا ريحَ لها وطعمهَا طيبٌ حلْوٌ ومثلُ المنافقُ الذي يقرأُ القرآنَ مثل الريحانةِ ريحُها طيبٌ وطعمها مرٌ ومثلُ المنافقُ الذي لا يقرأُ القرآنَ كمثلِ الحنظلةِ ليسَ لها ريحٌ وطعمُهَا مرٌ )) رواه البخاري ومسلم

قال المناوي في فيض القدير ج: 5 ص: 513

 

 

post-121824-0-92084700-1368706148.png مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة

بضم الهمزة والراء مشددة الجيم وقد تخفف وقد تزاد نونا ساكنة قبل الجيم ولا يعرف في كلام العرب ذكره بعضهم قال ابن حجر وليس مراده النفي المطلق بل إنه لا يعرف في كلام فصحائهم

ريحها طيب وطعمها طيب،

وجرمها كبير ومنظرها حسن إذ هي صفراء فاقع لونها تسر الناظرين وملمسها لين تشرف إليها النفس قبل أكلها ويفيد أكلها بعد الالتذاذ بمذاقها طيب نكهة ودباغ معدة وقوة هضم فاشتركت فيها الحواس الأربعة البصر والذوق والشم واللمس في الاحتظاء بها ثم هي في أجزائها تنقسم إلى طبائع فقشرها حار يابس يمنع السوس من الثياب ولحمها حار رطب وحماضها بارد يابس يسكن غلمة النساء ويجلو اللون والكلف وبزرها حار مجفف فهي أفضل ما وجد من الثمار في سائر البلدان وخص الإيمان بالطعم وصفة الحلاوة بالريح لأن الإيمان ألزم للمؤمن من القرآن لإمكان حصول الإيمان بدون القراءة والطعم ألزم للجوهر من الريح فقد يذهب ريحه ويبقى طعمه وخص الأترجة بالمثل لأنه يداوى بقشرها ويستخرج من جلدها دهن ومنافع وهي أفضل ثمار العرب.

 

وفي فتح الباري:

الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كالتفاحة لأنه يتداوى بقشرها وهو مفرح بالخاصية , ويستخرج من حبها دهن له منافع وقيل إن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترج فناسب أن يمثل به القرآن الذي لا تقربه الشياطين , وغلاف حبه أبيض فيناسب قلب المؤمن , وفيها أيضا من المزايا كبر جرمها وحسن منظرها وتفريح لونها ولين ملمسها , وفي أكلها مع الالتذاذ طيب نكهة ودباغ معدة وجودة هضم , ولها منافع أخرى مذكورة في المفردات .

 

والآن دعونا أخواتي نُبحر في ظلال سورة الفرقان فنقرأها ونعيش آياتها ونتدبرها ونحفظها ونتعلم كيف نطبقها في حياتنا .

 

post-121824-0-92084700-1368706148.png فهرس البحث

(1)عن سورة الفرقان

(2) معاني الكلمات

(3) قطوف من أيسر التفاسير

(4) الأحكام الواردة في السورة

(5) متشابهات السورة وطرق ضبطها

(6) الخريطة الذهنية للسورة ، جدول لحفظ السورة

(7) الفوائد واللطائف من السورة

(8) التطبيق العملي للسورة

(9) تأملات في سورة الفرقان ( بطاقات )

(10) خاتمة

post-121824-0-55100100-1368707049.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-121824-0-06796100-1369477054.png

 

(1) عن السورة

 

 

سورة الفرقان سورة تسير بسياق متميّز فتبدأ بآيات فيها ما قاله المكذبون (وقالوا)

ثم تأتي آيات تهدئة الرسول وتعقيب على ما قالوا،

ثم تأتي آيات تتحدث عن عاقبة التكذيب ويستمر هذا السياق إلى في معظم آيات السورة الكريمة. كما يحسن أن تكون سورةُ الفرقان خاصة، مما يُبدأ بتعلمه من القرآن الكريم، حفظاً ومدارسةً وتدبراً؛ لأنها باب عظيم من أبواب القرآن، ومدخل فسيح من مداخله الكبرى. مَنْ تَخَلَّقَ بحقائقها الإيمانية، وتحقق بمنازلها الربانية؛ نال من كنوزه الوفيرة فضلا عظيما! إذ فيها من الأسرار العَجَبُ العُجَابُ، عيونا تتدفق بالأنوار واللطائف والبركات، من بدايتها إلى نهايتها؛ بما يكفي السالكَ ويُمَكِّنُهُ - بعد تخلقه بأخلاقها وتحققه بمنازلها – أن يلج إلى مسالك القرآن جميعها! ويكون من (عباد الرحمن) حقيقةً!

 

(من كتاب الفطرية: للدكتور فريد الأنصاري)

.......

 

 

 

post-121824-0-51070700-1368708236.png للإستماع إلى السورة

 

 

.......

 

post-121824-0-51070700-1368708236.png أولاً:اسم السورة

1- تسمى بـ"الفرقان"

وذلك : لافتتاحها بذكر "الفرقان" ، فى قوله تعالى :

"تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً" آية -1

ويلاحظ أن كلمة "الفرقان" قد وردت في آيات القرآن الكريم – غير هذه الآية – خمس مرات ، ولكن هذه المرة هي التي افتتحت بها سورة من سور القرآن الكريم

.......

post-121824-0-51070700-1368708236.png ثانياً : عدد آيات السورة و كلماتها و حروفها

آياتها : 77 سبع وسبعون آية

كلماتها : 872 ثمانمائة وثنتان وسبعون كلمة

حروفها : 3733 ثلاثة آلاف وسبعمائة وثلاثة وثلاثون حرفاً

.......

post-121824-0-51070700-1368708236.png ثالثاً : ترتيب السورة فى المصحف و فى النزول

أ‌- في المصحف بعد : سورة "النور" ، وقبل : سورة "الشعراء"

ب‌- في النزول بعد : سورة "يس" ، وقبل : سورة "فاطر"

.......

post-121824-0-51070700-1368708236.png رابعاً : مكية السورة و مدنيتها

هذه السورة مكية بإجماع الجمهور إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة

وهى : 68 ، 69 ، 70

كما ذكر ابن كثير في تفسيره

.......

post-121824-0-51070700-1368708236.png خامسًا : صلة السورة بما قبلها

نزلت بعد سورة يس

ومناسبتها لما قبلها من وجوه:

1- إنه سبحانه اختتم السورة السابقة بكونه مالكاً لما في السموات والأرض مصرفاً له على ما تقتضيه الحكمة والمصلحة مع النظام البديع والوضع الأنيق ، وأنه سيحاسب عباده يوم القيامة على ما قدموا من العمل خيراً كان أو شراً ، وافتتح هذه بما يدل على تعاليه في ذاته وصفاته وأفعاله وعلى حبه لخير عباده بإنزال القرآن لهم هادياً وسراجاً منيراً.

.......

2- اختتم السورة السابقة بوجوب متابعة المؤمنين للرسول صلى الله عليه وسلم مع مدحهم على ذلك وتحذيرهم من مخالفة أمره خوف الفتنة والعذاب الأليم ، وافتتح هذه بمدح الرسول وإنزال الكتاب عليه لإرشادهم سبيل الرشاد ، وذمّ الجاحدين لنبوته بقولهم : إنه رجل مسحور ، وإنه يأكل الطعام ويمشى في الأسواق إلى آخر ما قالوا.

.......

3- في كل من السورتين وصف السحاب وإنزال الأمطار وإحياء الأرض الجرز فقال في السالفة : "ألم تر أن الله يزجى سحاباً ....." ، وقال في هذه : "وهو الذى أرسل الرياح بُشراً" الخ

.......

4- ذكر في كل منهما وصف أعمال الكافرين يوم القيامة وأنها لا تجزيهم فتيلاً ولا قطميراً فقال في الأولى : "والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ...." وقال في هذه : "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا"ً

.......

5- وصف النشأة الأولى للإنسان في أثنائهما فقال فى الأولى : "والله خلق كل دابة من ماء" وفى الثانية : "وهو الذى خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً"

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-121824-0-40838300-1368709413.png سورة الفرقان مكية بإجماع الجمهور

 

post-121824-0-40838300-1368709413.png أسباب نزول آيات السورة

{ تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً }.

قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذلِكَ...} الآية. [10].

.......

أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المقرىء، قال: أخبرنا أحمد بن أبي الفرات قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري، قال: أخبرنا محمد بن حميد بن فَرْقَد، قال: حدَّثنا إسحاق بن بشر، قال: حدَّثنا جُوَيْبر عن الضّحاك، عن ابن عباس قال:

لما عيَّر المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة {وَقَالُواْ مَالِ هَـذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ} - حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل جبريل عليه السلام من عند ربه معزِّياً له،

فقال: السلام عليك يا رسول الله، رب العزة يقرئك السلام ويقول لك: {وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ} أي يبتغون المعاش في الدنيا.

قال: فبينا جبريلُ عليه السلام والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يتحدثان، إذ ذاب جبريل عليه السلام حتى صار مثل الهُردَة - قيل: يا رسول الله، وما الهُرْدة؟ قال: العدسة - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك ذُبْتَ حتى صرت مثل الهُرْدَةِ؟ فقال: يا محمدُ، فُتح باب من أبواب السماء ولم يكن فتح قبل ذلك اليوم، وإني أخاف أن يعذِّب قومُك عند تعييرهم إياك بالفاقَة. فأقبل النبي وجبريل عليهما السلام، يبكيان، إذ عاد جبريل عليه السلام إلى حاله،

 

فقال: أبشر يا محمد، هذا رضوانُ خازنُ الجنة قد أتاك بالرضا من ربك. فأقبل رضوان حتى سلَّم، ثم قال: يا محمدُ، ربُّ العزة يُقْرِئُكَ السلام - ومعه سَفَط من نور يتلألأ - ويقول لك ربك: هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع ما لا ينتقص لك مما عندي في الآخرة مثل جناح بعوضة. فنظر النبي صلى لله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام، كالمستشير له، فضرب جبريل بيده إلى الأرض فقال: تواضع لله، فقال: يا رضوان لا حاجة لي فيها، الفقر أحبّ إليَّ، وأن أكون عَبْداً صابراً شكوراً. فقال رضوان عليه السلام: أصبت، أصاب الله بك، وجاء نداء من السماء فرفع جبريل عليه السلام رأسه، فإذا السموات قد فُتِحت ابوابُها إلى العرش، وأوحى الله تعالى إلى جنة عَدْن أن تدلي غصناً من أغصانها عليه عِذْقٌ عليه غُرْفَةٌ من زَبَرْجَدَةٍ خضراء، لها سبعون ألف باب من ياقوتة حمراء، فقال جبريل عليه السلام: يا محمد ارفع بصرك، فرفع فرأى منازل الأنبياء وغُرفهم، فإذا منازله فوق منازل الأنبياء فضلاً له خاصة، ومُنَادٍ ينادي: أرضيت يا محمد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رضيت، فاجعل ما أردت أن تعطيني في الدنيا، ذخيرةً عندك في الشفاعة يوم القيامة.

ويروى: أن هذه الآية أنزلها رِضْوَان: {تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً}.

.......

{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يا ليْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً }

 

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ...} الآية. [27].

قال ابن عباس - في رواية عطاء الخراساني: كان أُبيُّ بن خَلَف يَحْضُر النبي صلى الله عليه وسلم ويجالسه ويستمع إلى كلامه من غير أن يؤمن به، فزجره عُقْبَةُ بن أبي مُعَيْط عن ذلك، فنزلت هذه الآية.

وقال الشعبي: وكان عُقْبَةُ خليلاً لأمية بن خلف، فأسلم عقبة فقال أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمداً. وكفر وارتد لرضا أمية، فأنزل الله تَبَارَكَ وَتَعَالى هذه الآية.

وقال آخرون: إن أبيّ بن خلف وعقبة بن أبي مُعَيط كانا متحالفين، وكان عقبة لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً فدعا إليه أشراف قومه، وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم، فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاماً فدعا الناس ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه، فلما قُرِّب الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فقال عقبة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعامه. وكان أبي بن خلف غائباً، فلما أخبر بقصته قال: صبأت يا عقبة؟ فقال: و الله ما صَبَأْت ولكن دخل علي رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له، فاستحيت أن يخرج من بيتي ولم يطعم، فتشهدت [له] وطعم. فقال أبي: ما أنا بالذي أرضى عنك أبداً إلا أن تأتيه فتَبْزُق في وجهه وتطأ عنقه، ففعل ذلك عُقْبَةُ فأخذ رحم دابة فألقاها بين كتفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ألقاك خارجاً من مكة إلا عَلَوْتُ رأسَكَ بالسيف. فقتل عقبة يوم بدر صبراً. وأما أبيُّ بن خَلَف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد في المبارزة، فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآية.

وقال الضحاك: لما بَزَقَ عقبة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاد بُزَاقُهُ في وجهه فتشعب شعبين، فأحرق خديه. وكان أثَرُ ذلك فيه حتى الموت.

.......

{ وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَـهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

 

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَـهًا آخَرَ...} إلى آخر الآيات. [68-70].

أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي، قال: أخبرنا المؤمل بن الحسن بن عيسى، قال: حدَّثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزَّعْفَرَاني قال: حدَّثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني يعلى بن مسلم، عن سعد بن جبير، سمعه يحدث عن ابن عباس:

أن ناساً من أهل الشرك قَتَلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، ثم أتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لَحَسنٌ لو تخبرنا أنَّ لما عملنا كفارةً. فنزلت: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَـهًا آخَرَ...} الآيات إلى قوله: {غَفُوراً رَّحِيماً}. رواه مسلم عن إبراهيم بن دينار، عن حجاج.

أخبرنا محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي، قال: حدَّثنا والدي، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: حدَّثنا إبراهيم الحَنْظَلِي ومحمد بن الصباح، قالا: حدَّثنا جرير، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شُرَحْبِيل، عن أبي مَيْسَرة، عن عبد الله بن مسعود، قال:

سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أيُّ الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك، قال: قلت: ثم أيّ؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قال: قلت: ثم أي؟ قال: أن تُزَانِيَ حليلة جارك. فأنزل الله تعالى تصديقاً لذلك: {والَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَـهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ}.

رواه البخاري. [عن مسدِّد عن يحيى].

ومسلم عن عثمان بن أبي شَيْبَة، عن جرير.

أخبرنا أبو بكر بن الحارث، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: حدَّثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق: قال: حدَّثنا الحارث بن الزبير، قال: حدَّثنا أبو راشد مولى اللهَبِيِّين عن سعيد بن سالم القَدَّاح، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال:

أتى وَحْشيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، أتيتك مستجيراً فأجرني حتى أسمع كلام الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد كنتُ أحب أن أراك على غير جِوَارٍ، فأما إذ أتيتني مستجيراً فأنت في جواري حتى تسمع كلام الله. قال: فإني أشركت بالله، وقتلت النفس التي حرم الله تعالى، وزنيت؛ هل يقبل الله مني توبة؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت: {والَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَـهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ}. إلى آخر الآية. فتلاها عليه، فقال: أرى شَرْطاً، فلعلي لا أعمل صالحاً، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله تعالى. فنزلت: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ} فدعا به فتلاها عليه، فقال: ولعلي ممن لا يشاء، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله. فنزلت: {قُلْ يعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} فقال: نعم، الآن لا أرى شرطاً، فأسلَمَ.

.......

 

post-121824-0-40838300-1368709413.png الناسخ والمنسوخ للآيات الواردة في السورة

{ وَعِبَادُالرَّحْمَـنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً }

 

قولُه تعالى: {وإذَا خَاطَبَهُم الجاهِلونَ قَالُوا سَلاَماً}:

أَكثرُ الناس على أن هذا منسوخ بالأمر بالقتال والقتل، وكان هذا بمكةَ قبل أن يؤمروا بالقتال. وليس قولُهم: سلاماً، من السلام الذي هو التحية، إنما هو من السلام الذي هو التَّبَرُّأ، فالمعنى أنهم كانوا إذا خاطبهم الكفار قالوا: (سلاماً) منكم، أي: براءةً منكم.

فإن قيل: إن لفظ هذا خبر فكيف أجزتَ فيه النسخ؟

فالجواب: أن هذا ليس من الخبر الذي لا يجوز نسخُه، لأنه ليس فيه خبرٌ من الله لنا عن شيء يكون أو شيء كان فَنُسِخَ بأنه لا يكون، أو بأنه لم يكن - هذا الذي لا يجوز فيه النسخ - وإنما هذا خبرٌ من الله لنا أن هذا الأمرَ كان مِن فعل هؤلاء الذين هُم عبادُ الرَّحمن قبل أن يؤمروا بالقتال، وأَعْلَمَنا في موضعٍ آخر نزل بعد فعلهم ذلك، أَنه أَمَر بقتالِهم وقتلِهِم فنسخَ اللهُ ما كانوا عليه، ولو أَعْلَمَنا الله في موضع آخر عن عباد الله أنهم لم يكونوا يقولون للجاهلين سلاماً، لكان ذلك نسخاً للخبر الأول، وهذا لا يجوز وهو نسخ الخبر بعينه، والله يتعالى عن ذلك. فإذا كان الخبر (بعينه) حكايةً عن فعل قومٍ جازَ نسخُ ذلك (الفعل) الذي أخبرنا الله تعالى به عنهم بأن يأمرنا أن لا نَفْعَلَه، ولا يجوز نسخُ الخبر والحكايةِ بعينها، بأنها لم تكن أو (كانت) على خلاف ما (أخبرنا به) أولاً، فاعرف الفرق في ذلك.

قال أبو محمد: وقد تقدَّمَ القول (في ذلك) في قوله تعالى: {إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ} ، وذكرنا قولَ من قال: إنه منسوخٌ بقوله تعالى:{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً} - الآية - وقولُ مَنْ قال: إنه محكم.

.......

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-121824-0-12675800-1368710159.png سادساً : هدف السورة

ويتمثل هدف هذه السورة فى النقاط التالية :

1- بيان عالمية هذا الدين

2- تقوية دعائم الإيمان بهذا الدين

3- عرض المطلوب لإتباع هذا الدين

 

أولاً : عالمية هذا الدين

يقول الله تعالى:

"تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً" الآية 1

ويقول تعالى

وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً" الآية 56"

.......

ثانياً : تقوية وتعميق دعائم الإيمان بهذا الدين

أنظر "الوحدانية – النبوة – المعاد"

الوحدانية :

{الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً} [الآية 1] .

{الذى له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك فى الملك وخلق كل شئ فقدره تقديراً} [الآية 2] .

{ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شائ لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً؟} [الآيتان 45 ، 46] .

{الذى جعل لكم الليل لباساً واليوم سباتاً وجعل النهار نشوراً} [الآية 47] .

{الذى أرسل الرياح بشراً بين يدى رحمته وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً * لنحيى به بلدة ميتاً ونسقيه مما خلقنا أنعاماً وأناسى ...} [الآيتان 48 ، 49] .

{الذى مرج البحرين هذا عذب فرات ، وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً} [الآية 52] .

{الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل خبيراً} [الآية 59] .

{الذى جعل فى السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً} [الآية 61ٍ] .

{الذى جعل الليل والنهـار خلقه لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً} [الآية 62] .

 

.......

النبوة

1) اعترضوا على الوحى

{قال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون} [الآية 4].

فرد الله عليهم بقوله :

{فقد جاؤا ظلماً وزوراً} [الآية 4] .

{وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلاً} [الآية 5] .

فرد الله عليهم بقوله :

{قل أنزله الذى يعلم السر فى السموات والأرض إنه كان غفوراً رحيماً} [الآية 6] .

2) اعترضوا على بشرية الرسول وفقره ، وادعوا أنه مسحور :

{وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق لولا أنزل عليه ملك فيكون معه نذيراً * أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً} [الآيتان 7 ، 8] .

فرد الله عليهم بقوله :

{انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً * تبارك الذى إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجرى من تحتها الأنهار ويجعل لك قصوراً} [الآيتان 9 ، 10] .

وبقوله :

{وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيراً} [الآية 20] .

3) اعترضوا على عدم كون الرسول ملكاً فقالوا

{لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا} [الآية 21] .

فرد الله عليهم بقوله :

{لقد استكبروا فى أنفسهم وعتوا عتواً كبيراً ويوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولن حجراً محجوراً} [الآيتان 21 ، 22] .

ثم بين تعالى السبب الحقيقى لاعتراضاتهم هذه كلها

فقال :

{بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب لمن كذب بالساعة سعيراً} [الآية 11].

4) اعترضوا على كيفية إنزال القرآن فقالوا :

{لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة} [الآية 32] .

فرد الله عليهم بقوله :

{كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً * ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً} [الآيتان 32 ، 33] .

.......

 

المعاد

أولاً : فى صورة مقابلات بين المواقف

أ- {... وأعتدنا لمن كذب بالساعة * إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيراً * وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين دعوا هنالك ثبوراً * لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً *

قل أذلك خير أم جنة الخلد التى وعد المتقين كانت لهم جزاءً وبصيراً * لهم فيها ما يشاؤن خالدين كان على ربك وعداً مسئولاً} [الآيات 11-16] .

ب- {... لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً * وقد منا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً * أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلاً} [الآيتان 23 ، 24] .

.......

ثانياً : فى صورة عرض بعض مشاهد يوم القيامة

{ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً * الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوماً على الكافرين عسيراً * ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلاً * يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلاناً خليلاً * لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولاً} [الآيات 25-29] .

 

.......

ثالثاً : عرض الأنموذج المطلوب لاتباع هذا الدين

تقديم : لما ذكر الله تعالى جهالات المشركين وطعنهم فى القرآن والنبوة ذكر عباده المؤمنين أيضاً ، وذكر صفاتهم ، وأضافهم إلى عبوديته تشريفاً لهم .

فقال : {وعباد الرحمن الذين....} [الآيات 63-74ٍ] .

.......

post-121824-0-12675800-1368710159.png سابعاً : تقسيم آيات السورة موضوعيا

تتكون هذه السورة من : مقدمة ، ومجموعتين من الآيات

فالمقدمة .. عبارة عن (3) آيات .

من الآية (1) حتى نهاية الآية (3) .

وفيها : الحديث عن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنزال القرآن عليه ، لينذر العالم كله .

وبيان كيف كان الناس جميعاً عندما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم قد عبدوا غير الله ..؟

والمجموعة الأولى .. عبارة عن (28) آية .

من الآية (4) حتى نهاية الآية (31) .

وفيها : عرض مواقف الكافرين من القرآن الكريم ، وبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والرد عليهم فى مواقفهم هذه .

والمجموعة الثانية .. عبارة عن (46) آية .

من الآية (32) حتى نهاية الآية (77) وهى خاتمة السورة .

وفيها :

عرض شبهة للكافرين حول القرآن والرد عليها .

ثم عرض موقف الكافرين من الرسول ، والرد عليها .

ثم عرض وضع شركى ، والرد عليه .

ثم : تقرير التوحيد ، وتبيان مهمة الرسول ، وما ينبغى أن يقوله ، وما ينبغى أن يكون عليه حاله .

ثم يعرض لنفور المشركين من عبادة الله ، وتعرض فى مقابل ذلك : حال عباد الله .

ويختم بتوجيه كلام للكافرين .

.......

post-121824-0-12675800-1368710159.png ثامنًا : أبرز موضوعات السورة

وأبرز موضوعات هذه السورة هى :

(1) إثبات النبوة والوحدانية ، والنعى على عبدة الأصنام والأوثان ، وإثبات البعث والنشور وجزاء المكذبين بذلك مع ذكر شبهاتهم التى قالوها فى النبى صلى الله عليه وسلم وفى القرآن ثم تفنيدها .

(2) قصص بعض الأنبياء السالفين وتكذيب أممهم لهم ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر .

(3) العجائب الكونية من مد الظل وجعل الليل لباساً وجعل النهار معاشاً وإرسال الرياح مبشرات بالأمطار ومروج البحرين : العذب الفرات ، والملح الأجاج ، وجعل البروج فى السماء ، وجعل الليل والنهار

 

لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكوراً .

(4) الأخلاق والآداب من قوله : وعباد الرحمن إلى آخر السورة .

.......

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-121824-0-82828600-1369572738.png معاني الكلمات

 

من كتاب :كلمات القرآن تفسير و بيان

تبارك الذي....:تعالى أو تمجد أو تكاثر خيره

نزل الفرقان: القرآن الفاصل بين الحق و الباطل

فقدره : فهيئه لما يصلح له و يليق به

نشورا : بعثا بعد الموت في الآخرة

إفك افتراه:كذب اخترعه من عند نفسه

.......

و زورا:كذبا عظيما لا تبلغ غايته

أساطير الاولين: أكاذيبهم المسطورة في كتبهم

بكرة و أصيلا:اول النهار و آخره اي :دائما

يعلم السر:يعلم كل ما يغيب و يخفى

جنة يأكل منها:بستان مثمر يتعيش منه

.......

رجلا مسحورا: غلب السحر على عقله

سعيرا : نارا عظيمة شديدة الاشتعال

تغيظا:صوت غليان كصوت المتغيظ

زفيرا:صوت شديد كصوت الزافر

مقرنين:مقرونة ايديهم الى اعناقهم بالاغلال

.......

ثبورا: هلاكا فقالوا واثبوراه

وعدا مسئولا:موعودا حقيقا أن يسأل و يطلب

نسوا الذكر:غفلوا عن دلائل الوحدانية

قوما بورا:هالكين و فاسدين

صرفا :دفعا للعذاب عن انفسهم

.......

فتنة:ابتلاء و محنة

لا يرجون لقاءنا : لا يأملونه لكفرهم بالبعث

عتوا :تجاوزوا الحد في الطغيان و الظلم

حجرا محجورا:حراما محرما عليكم البشرى

هباءا:كالهباء:مايرى في الكوى مع ضوء الشمس كالغبار

.......

منثورا :مفرقا ذاهبا

مقيلا:مكان استرواح و تمتع ظهيرة

تشقق السماء:تتفتح السموات

بالغمام:بالسحاب الابيض الرقيق

سبيلا:طريقا الى الهدى او النجاة

.......

للانسان خذولا:كثير الخذلان لمن يواليه

مهجورا: متروكا مهملا

رتلناه:فرقناه آية بعد آية او بيناه

و احسن تفسيرا:اصدق بيانا و تفصيلا

فدمرناهم:فاهلكناهم

.......

 

 

أصحاب الرس...البئر – قتلوا نبيّهم و دسوه فيها

قرونا... أُمما

تبّرنا تتبيرا... أهلكنا إهلاكا عجيبا

مطر السّوء...حجارة من السماء مهلكة

لا يرجون نشورا... لا يتوقّعون بعثا بل ينكرونه

.......

 

هزوا... مهزوءً به

أرأيت... أخبرني

وكيلا ... حفيظا تمنعُه من عبادة ما يهواه

مدّ الظلّ...بسطه بين الفجر و طلوع الشّمس

الليل لباسا...ساترا لكم بظلامه كاللباس

.......

 

 

النوم سُباتا ...راحة لأبدانكم ، بقطع أعمالكم

النهار نشورا...إمبعاثا من النّوم للسعي و العمل

الرّياح بشرا...مبشّرات بالرّحمة و هي المطر

صرّفناه بينهم ... أنزلنا المطر على أنحاء مختلفة

كفورا...جحودا و كفرانا بالنّعمة

 

.......

 

 

 

مرج البحرين... أرسلهما في مجاريهما أو أجراهما

عذب فرات ...حلو شديد العذوبة

ملح أجاج ...شديد الكلوحة و الحرارة أو المرارة

برزخا ...حاجزا عظيما يمنع اختلاطهما

حجرا محجورا ...حراما محرّما تغيّر صفاتهما

 

.......

 

نسبا ...ذوي نسب ذكورا يُنسب إليهم

صهرا ...ذوات صهر إناثا يُصاهر بهن

على ربّه ظهيرا ...مُعينا للشّيطان على ربّه بالشّرك

سبّح ...نزّه تعالى عن جميع النقائص

بحمده...مُثنيا عليه بأوصاف الكمال

 

.......

 

 

استوى على العرش...إستواء يليق بكماله تعالى

زادهم نفورا ...تباعدا عن الإيمان

تبارك الذي .. . تعالى و تمجّد أو تكاثر خيره

بروجا ...منازل للكواكب السّيارة

خِـلفة ...يخلُف أحدهما الآخر و يتعاقبان

 

.......

 

 

هونا...بسكينة و وقار و تواضع

قالوا سلاما ...قولا سديدا يسلمون به من الأذى

كان غراما... لازما أو ممتدّا ، كلزوم الغريم

لم يقتروا ... لم يُضيّقوا تضييق الأشحّاء

قواما ... عدلا وسطا بين الطّرفين

.......

 

 

 

 

يلقى أثاما ... عقابا و جزاء في الآخرة

مرّوا باللغو... بما ينبغي أن يُلغى و يُطرح

مرّوا كراما ... مُكرمين أنفسهم بالإعراض عنه

لم يخروا... لم يسقطوا و لم يقعوا

قرّة أعين ... مسرّة و فرحا

 

.......

 

 

 

إماما ... قدوة و حجّة أو أئمّة

يُجزون الغرفة ... أعلى منازل الجنّة و أفضلها

ما يعبأ بكم ...ما يكترث و ما يبالي بكم

دعاؤكم ... عبادتكم له تعالى

يكون لزاما... يكون جزاء تكذيبكم عذابا دائما مُلازما لكم

 

.......

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-121824-0-75125700-1369676617.pngقطوف من تفسير سورة الفرقان

 

(من أيسر التفاسير للجزائرى)

الأيات من 1 : 9

{ تبارك } : أي تكاثرت بركته وعمت الخلائق كلها .

{ الذي نزل الفرقان } : أي الله الذي نزل القرآن فارقاً بين الحق والباطل .

{ فقدره تقديرا } : أي سواه تسوية قائمة على أساس لا اعوجاج فيه ولا زيادة ولا نقص لما تقتضيه الحكمة والمصلحة .

{ أو يلقى إليه كنز } : أي من السماء فينفق منه ولا يحتاج معه إلى الضرب في الأسواق .

{ ضربوا لك الأمثال } : أي بالسحر والجنون والشعر والكهانة والكذب وما إلى ذلك .

{ وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملي عليه بكرة وأصيلا } هذه الآية نزلت رداً على شيطان قريش النضر بن الحارث إذ كان يأتي الحرة ويتعلم أخبار ملوك فارس ورستم . وإذا حدث محمد صلى الله عليه وسلم قومه محذراً إياهم أن يصيبهم ما أصاب الأمم قبلهم فإذا قام صلى الله عليه وسلم من المجلس جاء هو فجلس وقال تعالوا أقص عليكم إني أحسن حديثاً من محمد ، ويقول إن ما يقوله محمد هو من أكاذيب القصاص وأساطيرهم التي سطروها في كتبهم فهو يحدث بها وهي تملى عليه أي يمليها عليه غيره صباحاً ومساءاً.

.......

الأيات من 11 : 20

{ بل كذبوا بالساعة } : أي لم يكن المانع لهم من الإيمان كونك تأكل الطعام وتمشي في الأسواق بل تكذيبهم بالبعث والجزاء هو السبب في ذلك .

{ مقرنين } : أي مقرونة أيديهم مع أعناقهم في الأصفاد .

{ دعوا هنالك ثبوراً } : أي نادوا يا ثبورنا أي يا هلاكنا إذ الثبور الهلاك .

{ وجعلنا بعضكم لبعض فتنة } : أي بليّة فالغني مبتلَى بالفقير ، والصحيح بالمريض ، والشريف بالوضيع فالفقير يقول ما لي لا أكون كالغني والمريض يقول مالي لا أكون كالصحيح ، والوضيع يقول ما لي لا أكون كالشريف مثلاً .

{ أتصبرون } هذا الاستفهام معناه الأمر أي اصبروا إذاً ولا تجزعوا أيها المؤمنون من أذى المشركين والكافرين لكم .

.......

الأيات من 21 : 24

{ لولا أنزل علينا الملائكة } : أي هلاَّ أنزلت علينا ملائكة تشهد لك بأنك رسول الله .

{ أو نرى ربنا } : أي فيخبرنا بأنك رسول وأن علينا أن نؤمن بك .

{ استكبروا في أنفسهم } : أي في شأن أنفسهم ورأوا أنهم أكبر شيء وأعظمه غروراً منهم .

{ وعتوا عتواً كبيراً } : أي طغوا طغياناً كبيراً حتى طالبوا بنزول الملائكة ورؤية الرب تعالى .

{ ويقولون حجراً محجوراً } : أي تقول لهم الملائكة حراماً محرماً عليكم البشرى .

{ وقدمنا إلى ما عملوا } : أي عمدنا إلى أعمالهم الفاسدة التي لم تكن على علم وإخلاص .

{ هباء منثوراً } : الهباء ما يرى من غبار في شعاع الشمس الداخل من الكون .

{ وأحسن مقيلاً } : المقيل مكان الاستراحة في نصف النهار في أيام الحر .

نفي البشرى عن المجرمين وإثباتها للمؤمنين المتقين .

أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا

انتهاء حساب المؤمنين قبل نصف يوم الحساب الذي مقداره خمسون ألف سنة .

.......

الأيات من 25 : 26

{ بالغمام } : أي عن الغمام وهو سحاب أبيض رقيق كالذي كان لبني إسرائيل في التيه .

تقرير مبدأ أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب إذ عقبة بن أبي معيط هو الذي أطاع أبي بن خلف حيث آمن ، ثم لامه أُبيُّ بن خلف فارتد عن الإسلام فهو المتندم المتحسر القائل { يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر . . . } .

.......

الأيات من 30 : 34

{ مهجوراً } : أي شيئاً متروكاً لا يلتفت إليه .

{ جملة واحدة } : أي كما نزلت التوراة والإنجيل والزبور دفعة واحدة فلا تجزئه ولا تفريق .

{ ورتلناه ترتيلاً } : أي أنزلناه شيئاً فشيئاً آيات بعد آيات وسورة بعد أخرى ليتيسر فهمه وحفظه .

{ ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً } هذا بيان الحكمة في نزول القرآن مفرقاً لا جملة واحدة وهو أنهم كلما جاءوا بمثل أو عرض شبهة ينزل القرآن الكريم بإبطال دعواهم وتفنيد كذبهم ، وإلغاء شبهتهم ، وإحقاق الحق في ذلك وبأحسن تفسير لما اشتبه عليهم واضطربت نفوسهم فيه.

شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم على من هجروا القرآن الكريم فلم يسمعوه ولم يتفهموه ولم يعملوا به ، وشكواه إياهم إلى الله عز وجل .

بيان الحكمة في نزول القرآن منجماً شيئاً فشيئاً مفرقاً .

بيان أن المجرمين يحشرون على وجوههم لا على أرجلهم إلى جهنم إهانة لهم وتعذيباً .

.......

الأيات من 35 : 40

{ وزيراً } : أي يشد أزره ويقويه ويتحمل معه أعباء الدعوة .

{ وأصحاب الرس } : الرس بئر رس فيها قوم نبيهم ، أي رموه فيها ودسوه في التراب .

{ التي أمطرت مطر السوء } : هي سدوم قرية قوم لوط .

{ وكلاً ضربنا له الأمثال } أي إقامة للحجة عليهم فما أهلكناهم إلا بعد الإنذار والإعذار لهم .

{ ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء } أي ولقد مر أي كفار قريش على القرية التي أمطرت مطر السوء أي الحجارة وهي قرى قوم لوط سدوم وعمورة وغيرها فأهلكهم لتكذيبهم رسولهم وإتيانهم الفاحشة.

{ أفلم يكونوا يرونها } في سفرهم إلى الشام وفلسطين . فيعتبروا بها فيؤمنوا وهو استفهام تقريري إذا كانوا يمرون بها لكنهم لم يعتبروا لعلة وهي أنهم لا يؤمنون بالبعث الآخر وهو معنى قوله تعالى { بل كانوا لا يرجون نشوراً } فالذي لا يرجو أن يبعث ويحاسب ويجزى لا يؤمن ولا يستقيم أبداً .

بيان علة تكذيب قريش للرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به وهي تكذيبهم بالبعث والجزاء فلهذا لم تنفعهم المواعظ ولم تؤثر فيهم العبر .

.......

الأيات من 41 : 44

{ إن هم إلا كالأنعام } : أي ما هم إلا كالأنعام في عدم الوعي والإدراك .

{ أرأيت من اتخذ إلهه هواه } أخبرني عمن جعل معبوده هواه فلا يعبد غيره فكلما اشتهى شيئاُ فعله بلا عقل ولا روية ولا فكر فقد يكون لأحدهم حجر يعبده فإذا رأى حجراً احسن منه عبده وترك الأول فهذا لم يعبد إلا هواه وشهوته فهل مثل هذا الإنسان الهابط على مستوى دون البهائم تقدر على هدايته يا رسولنا؟

{ أفأنت تكون عليه وكيلاً } أي حفيظاً تتولى هدايته أم أنك لا تقدر فاتركه لنا يمضي فيه حكمنا .

{ أم تحسب } أيها الرسول أن أكثر هؤلاء المشركين يسمعون ما يقال لهم ويعقلون ما يطلب منهم إن هم إلا كالأنعام فقط بل هم أضل سبيلاً من الأنعام إذ الأنعام تعرف طريق مرعاها وتستجيب لنداء راعيها وهم على خلاف ذلك فجهلوا ربهم الحق ولم يتسجيبوا لنداء رسوله إليهم .

يتجاهل الإنسان الضال الحق وينكره حتى إذا عاين العذاب عرف ما كان ينكر ، وآمن بما كان يكفر .

هداية الإنسان ممكنة حتى إذا كفر بعقله وآمن بشهوته وعبد هواه تعذرت هدايته وأصبح أضل من الحيوان وأكثر خسراناً منه .

.......

الأيات من 45 : 49

{ ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } : أي ألم تنظر إلى صنيع ربك في الظل كيف بسطه .

{ ولو شاء الله لجعله ساكناً } : أي ثابتاً على حاله في الطول والامتداد ولا يقصر ولا يطول .

{ ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً } : أي علامة على وجوده إذ لولا الشمس لما عرف الظل .

{ ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيرا } : أي أزلناه بضوء الشمس على مهل جزءاً فجزءاً حتى ينتهي .

{ وجعل النهار نشوراً } : أي حياة إذ النوم بالليل كالموت والانتشار بالنهار كالبعث .

{ ولقد صرفناه بينهم } : أي المطر فينزل بأرض قوم ولا ينزل بأخرى لحكم عالية .

{ ليذكروا } : أي يذكروا فضل الله عليهم فيشكروا فيؤمنوا ويوحدوا .

عرض الأدلة الحسية على وجوب عبادة الله تعالى وتوحيده فيها ووجوب الإيمان بالبعث والجزاء الذي أنكره المشركون فضلوا ضلالاً بعيداً .

بيان فائدة الظل إذ به تعرف ساعات النهار وبه يعرف وقت صلاة الظهر والعصر فوقت الظهر من بداية الفيء ، أي زيادة الظل بعد توقفه من النقصان عند وقوف الشمس في كبد السماء ، ووقت العصر من زيادة الظل مثله بمعنى إذا دخل الظهر والظل أربعة أقدام أو ثلاثة أو أقل أو أكثر فإذا زاد مثله دخل وقت العصر فإن زالت الشمس على أربعة أقدام فالعصر يدخل عندما يكون الظل ثمانية أقدام وإن زالت الشمس على ثلاثة أقدام فالعصر على ستة أقدام وهكذا .

الماء الطهور وهو الباقي على أصل خلقته فلم يخالطه شيء يغير طعمه أو لونه أو ريحه ، وبه ترفع الأحداث وتغسل النجاسات ، ويحرم منعه عمن احتاج إليه من شرب أو طهارة .

.......

الأيات من 50 : 56

{ مرج البحرين } : أي خلط بينهما وفي نفس الوقت منع الماء الملح أن يفسد الماء العذب .

{ وحجراً محجوراً } : أي وجعل بينهما سداً مانعاً فلا يحلو الملح ، ولا يملح العذب .

{ فجعله نسباً وصهراً } : أي ذكراً وأنثى أي نسباً ينسب إليه ، وصهراً يصهر إليه أي يتزوج منه .

{ وكان الكافر على ربه ظهيرا } : اي معيناً للشيطان على معصية الرحمن .

من الجهاد جهاد الكفار والملاحدة بالحجج القرآنية والآيات التنزيلية .

مظاهر العلم والقدرة الإلهية في عدم اختلاط البحرين مع وجودهما في مكان واحد .

وفي خلق الله تعالى الإنسان من ماء وجعله ذكراً وأنثى للتناسل وحفظ النوع .

.......

الأيات من 57 : 62

{ في ستة أيام } : أي من أيام الدنيا التي قدرها وهي الأحد . . . والجمعة .

{ ثم استوى على العرش } : العرش سرير الملك والاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب .

{ تبارك الذي جعل في السماء بروجاً } أي تقدس وتنزه أن يكون له شريك في خلقه أو في عبادته الذي بعظمته جعل في السماء بروجاً وهي البروج الاثنا عشر بالحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت . والكواكب السبعة السيارة هي : المريخ ، والزهرة وعطارد ، والقمر ، والشمس ، والمشتري ، وزحل فهذه الكواكب تنزل في البروج كالقصور لها .

.......

الأيات من 64 : 70

{ يمشون على الأرض هوناً } : في سكينة ووقار .

{ وإذا خاطبهم الجاهلون } : أي بما يكرهون من الأقوال .

{ قالوا سلاماً } : أي قولاً يسلمون به من الإثم ، ويسمى هذا سلام المتاركة .

{ التي حرم الله } : وهي كل نفس آدمية إلا نفس الكافر المحارب .

{ إلا بالحق } : وهو واحد من ثلاث : كفر بعد إيمان أو زنى بعد إحصان أو قتل ظلم وعدوان . { إلا بالحق } وهو واحدة من ثلاث خصال بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الصحيحين « لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة »

{ يلق أثاماً } : أي عقوبة شديدة .

والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم } إنهم لقوة يقينهم كأنهم شاعرون بلهب جهنم يدنو من وجوههم فقالوا

{ ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما } أي مُلحّاً لازماً لا يفارق صاحبه.

.......

 

الأيات من 71 : 77

{ لا يشهدون الزور } : أي لا يحضرون مجالسة ولا يشهدون بالكذب والباطل .

{ وإذا مروا باللغو } : أي بالكلام السيء القبيح وكل مالا خير فيه .

{ مروا كراماً } : أي معرضين عنه مكرمين أنفسهم عن سماعة أو المشاركة فيه .

{ واجعلنا للمتقين إماماً } : أي من عبادك الذين يتقون سخطك بطاعتك

قدوة يقتدون بنا في الخير.

{ يجزون الغرفة } : أي الدرجة العليا في الجنة .

{ ما يعبأ بكم ربي } : أي ما يكترث ولا يعتد بكم ولا يبالي .

{ فسوف يكون لزاماً } : أي العذاب لزاماً أي لازماً لكم في بدر ويوم القيامة .

{ تحية وسلاماً } أي بالدعاء بالحياة السعيدة والسلامة من الآفات إذ هي حياة بلا ممات ، وسعادة بلا منغصات .

لا قيمة للإنسان وهو أشرف الحيوانات لولا عبادته الله عز وجل فإذا لم يعبده كان شر الخليقة .

.......

 

لتحميل معاني الكلمات وقطوف من أيسر التفاسير

هنا في ملف وورد

 

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-121824-0-08800800-1369676746.pngالأحكام الواردة في سورة ( الفرقان )

 

{ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرَاً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَاءً طَهُوراً } [الفرقان:48]

post-121824-0-08800800-1369676746.pngالطهارة

قوله تعالى: {وأَنْزَلْنَا مِنَ السّماءِ ماءً طَهُوراً}, الآية: [48].

قال قائلون: وصف الماء بأنه طهور, يفيد أنه يصلح للتطهير, وأنه يقع به هذا الحكم, كقولهم فطور وسحور إذا صلح لذلك.

وقال آخرون: إنه يفيد المبالغة في التطهير, والمعنى بيّن.

ولا اختلاف أن للماء هذا الحكم, إذا كان على خلقته وهو ينزل من السماء, فما دام على نعت المنزل من السماء وفي قرار الأرض, فهو طهور ومطلق.

وإذا خالفه غيره, انقسم المخالط أقساماً: فمنه ما يكون نجساً, ومنه ما يكون طاهراً.

وإذا كان المخالط نجساً, فمالك لا يحكم بنجاسة الماء, ويبقيه على حكم وصفه الأصلي.

وأبو حنيفة يقول: ما دام يتوهم خلوص النجاسة إلى الماء الذي يغترف منه, فلا يجوز التوضؤ به.

والشافعي يقول: يعول على القلتين, وبعد ذلك لا يؤخذ من الظاهر, وإنما يؤخذ من المعنى.. وبعضه مأخوذ من الظاهر.

والماء المستعمل مختلف فيه بين العلماء, فالظاهر يقتضي جواز التوضؤ به, والقليل من النجاسة لا يمنع من إطلاق اسم الماء عليه لغة, ولكن امتناع التوضؤ به لدليل آخر.

ومتى قيل: فالماء إذا جعل طهوراً, فهو يطهر ماذا؟

قيل: إنه يطهر على وجهين:

أحدهما: طهارة الأحداث.

والثانية: الجنب.

فأما طهارة الحدث, فصريان غسل ووضوء, ولكل واحد منهما سبب, فسبب الغسل الجنابة والحيض والنفاس, ويتبع الجنابة التقاء الختانين وإن لم ينزل.

وأسباب الوضوء مستقصاه في كتب الفقه مع ما فيها من إختلاف العلماء.

واختلف الناس في الماء, هل خص بالتطهير في الأنجاس كلها؟

فمنهم من قال ذلك.

ومنهم من قال غير قوله.. وشرح ذلك في كتب الفقه.

والذي يجوز إزالة النجاسة بغير الماء, ليس يجوزه بطريق القياس على الماء فقط, فإن من الممكن أن يقال إن التعبد بإزالة النجاسة, فإن لم تكن نجاسة زال محل التعبد, ولأجل ذلك صار داود مع نفي القياس إلى إزالة النجاسة بغير الماء, لا قياساً لغير الماء على الماء, لكن لزوال محل التعبد, فهذا تمام هذا الفن.

 

.......

{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } [الفرقان:54]

post-121824-0-77580600-1369477927.pngالنكاح

 

قوله تعالى: {وَهُوَ الّذِي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وصِهْراً}, الآية: [54].

يدل على أن الله سبحانه جعل الماء سبب الإجتماع والتآلف والرضاع .

وفيه إشارة إلى المحرمات بالسبب والنسب, وأن كل ذلك تولد من الماء.

وفيه دليل على أن حرمة المصاهرة تثبت بطريق الكرامة لا بطريق النقمة والعقوبة, ولذلك قال الشافعي: لا يتعلق بالزنا وتحريم المصاهرة.

.......

 

1- عقائد (النّبوة)

.......

 

2- آداب (السوق)

 

 

قوله تعالى: {وَقَالُـوا: مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً} [الآية:7].

فيها ثلاث مسائل:

المسألة الأولى:

عَيَّر المشركونَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بأكْمله الطعام؛ لأنهم أرادوا أنْ يكونَ الرسولُ مَلكاً، وعَيَّروه بالمشي في السوق، فأجابهم اللهُ بقوله: {وما أرسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ المرسلينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ ليَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ في الأسواق} [الفرقان:20]؛ فلا ترتَبْ بذلك ولا تغَتّم به؛ فإنها شَكَاةٌ ظاهِرٌ عنك عَارُها، وحُجَّةٌ قاهِرٌ لكَ خَارُها.

وهذا إنما أوقعهم في عِنَادُهم؛ لأنه لما ظهرت عليهم المعجزة، ووضحَتْ في صِدْقه الدلالة لم يقنعهم ذلك، حتى سألوه آياتٍ أُخَرَ سِوَاها وألفُ آية كأيةٍ عند المكذّب بها؛ وأوقعهم أيضاً في ذلك جَهْلُهم حين رأوا الأكاسرة والقياصرةَ والملوكَ الجبابرة يترفَّعُون عن الأسواق أنكروا على محمدٍ صلى الله عليه وسلم ذلك، واعتقدوه مَلِكاً يتصرَّفُ بالقَهْرِ والجبر، وجهلوا أنه نبيٌّ يعملُ بمقتضى النهي والأمر، وذلك أنهم كانوا يَرَوْنَه في سوق عكاظ ومجنّة العامة، وكان أيضاً يدخل الخَلَصة بمكة، فلما أمرهم ونهاهم قالوا: هذا مَلك يطلبُ أن يتملَّك علينا، فما له يخالِفُ سِيرةَ الملوك في دخولِ الأسواق؛ وإنما كان يدخلها لحاجته، أو لتذكرةِ الخلق بأَمْرِ الله ودعوته، ويَعْرِضُ نَفْسَه على القبائل في مجتمعهم، لعل الله أنْ يرجعَ إلى الحقِّ بهم.

.......

المسألة الثانية:

لما كثُرَ الباطلُ في الأسواق، وظهرت فيها المناكر، كَرِهَ علماؤنا دخولها لأرباب الفَضْلِ، والمهتدَى بهم في الدّين، تنزيهاً لهم عن البِقَاع التي يُعْصَى الله فيها.

وفي الآثار: "مَنْ دخل السوقَ فقال: لا إله إلاّ الله، وَحدَهُ لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غُفِرت ذنوبُه"؛ إنباءً بأنه وحده عند صخب الخلق ورَغْبِهم في المال، أقبل على ذِكْرِ الله، لم يقصد في تلك البقعة سواه، ليعمرَها بالطاعة إن غمرت بالمعصية، وليحلّيها بالذكر إن عطلت بالغفلة، وليعلِّم الجهلة، ويذكِّرَ الناسين.

.......

المسألة الثالثة:

أمَّا أَكْلُ الطعام فضرورةُ الخَلْقِ، لا عارَ ولا درك فيها.

وأما الأسواق فسمعتُ مشيخةَ العِلْم يقولون: لا يدخلُ إلاّ سوق الكتب والسلاح. وعندي أنه يدخل كلَّ سوق للحاجة إليه، ولا يأكل فيه؛ فإن ذلك إسقاطٌ للمروءة وهَدْمٌ للحشمة.

ومن الأحاديث الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأكل في السوق دناءة". وهو حديثٌ موضوع، لكن رَوَيْنَاه من غير طريق؛ ولا أصْلَ له في الصحة ولا وَصْف.

.......

 

{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الَّيلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً } [الفرقان:47]

 

post-121824-0-08800800-1369676746.pngالصلاة

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّومَ سُبَاتاً، وجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً} [الآية:47].

يعني سَتْراً للخلق، يقومُ مقامَ اللباس في سَتْرِ البدن، ويُربى عليه بعمومه وسعته. وقد ظنّ بعضُ الغَفَلة أنّ مَنْ صلّى عُرياناً في الظلام أنه يجزئه؛ لأنّ الليل لباس؛ وهذا يوجب أن يصلِّيَ عُرياناً في بيته إذا أغلق عليه بابه. والستر في الصلاة عبادةٌ تختصّ بها؛ ليست لأجْل نظرِ الناس؛ ولا حاجةَ إلى الإطناب في هذا.

.......

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-121824-0-26400000-1369676941.pngالمتشابهات في سورة الفرقان

 

أولا: متشابهات بداية الآيات

 

1- ( تبارك الذي )

 

وردت في السورة في ثلاث مواضع هي

 

(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)) .

(تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا (10)) .

(تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61)) .

........

 

2- ( وقال )

 

(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4)) .

 

(وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا (21)) .

(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)) .

(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)) .

........

 

3- ( وقالوا )

 

(وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)) .

 

(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)) .

........

 

4- ( قُل )

 

(قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (6)) .

(قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا (15)) .

(قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57)) .

(قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)) .

........

 

5- ( وهو الذي )

 

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47)) .

(وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا (48)) .

(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا (53)) .

(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)) .

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)) .

........

 

ثانيا: متشابهات نهاية الآيات

 

1- ( نذيراً )

 

(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)) .

(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)) .

(وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51)) .

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56)) .

........

 

2- ( نشوراً )

 

(وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ... وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3)) .

(وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)) .

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ( 47)) .

........

 

3- ( غفورا رحيما )

 

(قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (6)) .

(إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70))

........

 

 

4- ( كثيرا )

 

(لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14)) .

(وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38)) .

(لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)) .

........

 

5- ( حجرا محجورا )

 

(يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا (22)) .

(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا (53)) .

........

 

6- ( خبيرا )

 

(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)) .

(الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)) .

........

 

 

ثالثا: المنفردات

 

1- ( إذا )

 

(إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12)) .

 

والباقي وإذا

 

(وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13)) .

(وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41)) .

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)) .

........

 

2- ( لقد )

 

(لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29)) .

 

والباقي ولقد

 

(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35)) .

(وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)) .

(وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50)) .

........

 

3- ( يوم )

 

(يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا (22)) .

 

والباقي ويوم

 

(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)) .

(وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا (25)) .

(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)) .

 

........

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-121824-0-05358700-1369677134.pngطرق ضبط متشابهات سورة الفرقان

 

( الربع الأول ) " تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ...."

 

تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)

تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)

تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61)

 

ذكر تبارك ثلاث مرات فى السورة فى أول السورة وفى الصفحة المقابلة لها فى نفس المكان : تضبط بالصورة الذهنية

والثالثة بعد السجدة الموجودة في السورة مباشرة.

........

 

 

الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)

 

هنا تنزيه الله عز وجل نفسه عن اتخاذ الولد أولا ثم الشريك

وقوله تعالى فقدره تقديرا : الفاء للسرعة وهى لتأكيد التمكن فى الخلق فرغم وجود المفعول المطلق الذى يفيد التمكن فى الفعل إلا أن رب العزة لا يحتاج وقت لإتقان الخلق فهو يخلق متقناً على أحسن وجه ، فكيف يحتاج الخالق لمخلوقه ولذا جاءت الفاء والله يتحكم فى الزمن كيفما يشاء ( لضبط الفاء والواو )

وفي الآية الثانية

 

رغم ذلك إتخذوا من دونه آلهة وهذه الآلهة يا ليتها تخلق أى شئ دون حتى أن تتقن خلقه ولكنها لا تخلق على الأطلاق ، وليس هذا فقط وإنما هى خلق من خلق الله فلا خالق إلا الله ، ولم يقف الأمر عند هذا بل إن هذه الآلهة لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً :

 

نلاحظ البدء بالضر والموت وليس بالنفع والحياة (ضبط تتابع الأيات من خلال المعنى)

........

* لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (16)

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)

 

أى ويوم يحشر الذين كذبوا بالساعه: وجود ضمير فى الأية مع أية قبلها لربط تتابع الأيات . والضمير الأول يعود على المؤمنين والثانى على الكافرين المكذبين

........

 

الربع الثاني من السورة " وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءنَا........"

 

وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا (21)

 

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32)

 

الألف تسبق النون فى الترتيب الهجائى

 

أنزل الملائكة في الآية 21 ، نُزل القرآن في الإية 32 الألف تسبق النون

الضبط بالصورة الذهنية حيث الآيتين فى نفس الصفحة فى أولها وأخرها.

 

الأيات من 34 : 40 تختص بذكر الرسل وتكذيب قومهم وهى تقطع تتابع الأيات التى قبلها والتى تتحدث عن الكافرين والمجرمين وتكذيبهم لرسول الله ولذا فقد جاءت هذه الأيات كتكملة للأيات التى سبقتها وكأن الله يقولُ لنبيه كما كذبك قومك فقد كُذب رسل من قبلك ثم يبدأ الله جل وعلا فى سرد مجموعة من الرسل قد كذبهم أقوامهم وهذا لتسلية المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد تلكم التسلية والترويح عن النفس من الله الكريم الرحمن لحبيبه ومصطفاه يخبره بشئ صعب على النفس وكأن رب العزة قدم بهذه الأيات تمهيدا لما سيفعله معه الكفار وهو ( إن يتخذونك إلا هُزوا ) – لربط تتابع الأيات.

وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا (50) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)

 

بعد الأية 50 قد نأتي بالأية 52

 

والضابط حرف الواو فى بداية كلاً من الأية 50 ، 51 ثم حرف الفاء فى بداية الأية 53 وهنا تأتى قاعدة الواو قبل الفاء ، وصرفناه تعود على الماء الطهور الذى ذكره الله فى الأية 49 وبفهم هذا المعنى يُضبط تتابع الأيات

........

 

(الربع الثالث من السورة) " وَهُوَ الَّذِي مَرَ‌جَ الْبَحْرَ‌يْنِ هَـذَا عَذْبٌ فُرَ‌اتٌ وَهَـذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ....."

الأية 53 ، 54 ذكر الماء فى الآيتين جعل الماء عذب وملح وخلق من الماء بشر

بدأت الأيتين بنفس البداية (وهو الذى)

وجاءت الآية التالية

وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55)

 

نلاحظ تتابع الآيات من 53 : 61

 

نعم الله عليهم (الآيتين 53 ، 54) ومع ذلك يعبدون من دونه آلهة لا تنفعهم ولا تضرهم

هم يعبدون من دون الله مالا ينفعهم ولا يضرهم (55)

ولكن (ما أنت إلا مبشراً ونذيراً (56) فالنبى كان باخع نفسه لعدم إيمانهم ، ولذا قال له الله ( لا يستفزنك الذين لا يوقنون ) ولا يستفزنك مظاهرة الكافر لربه ، وتوكل على الحى الذى لا يموت ( 57) فهو الله الذى خلق السموات والأرض ( 58)

 

وذكر اسم الله الرحمن فى الأيتين 59 ، 60 ثم تنزيه الله بلفظ تبارك فى الأية 61

والآيتين 61 ، 62 (فى الأولى السراج والقمر المنير) والثانية الليل والنهار)

فالسراج والقمر المنير وهما مرتبطان بالليل والنهار .

 

من الأية 62 إلى أخر السورة تقسم إلى مجموعات تربط برابط ذهنى

 

آيات عباد الرحمن

 

تضبط تتابع الأيات فى مجموعات من 63 : 67 الخاصة بعباد الرحمن.

........

 

 

إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)

 

وعمل عملا صالحا وما دونها فى القرءان وعمل صالحا

 

التركيز على موضع الإختلاف.

........

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-121824-0-23630600-1369725886.pngالخريطة الذهنية للسورة

 

 

 

post-121824-0-04376400-1369725915.png

 

........

 

 

post-121824-0-23630600-1369725886.pngجدول لحفظ السورة

 

 

 

post-121824-0-02929100-1369725939.jpg

 

 

........

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-121824-0-79082100-1369726196.pngالفوائد واللطائف من السورة.

الفرقان وسميت بذلك " للتفريق بين الحق والباطل بأحكامه أو بين المحق والمبطل .

وأول كلمة بدأ به سبحانه"تبارك " وأصل هذه الكلمة مأخوذة من البركة وهي النماء والزيادة حسية كانت أو عقلية . قال الزجاج : (( تبارك )) تفاعل من البركة قال : ومعنى البركة الكثرة من كل ذي خير .

وقال الفراء : إن تبارك وتقدس في العربية واحد ومعناهما العظمة .

وفي قوله "" فقد جاءوظلما وزورا " : وانتصاب ظلما بجاءوا , فإن جاء قد يستعمل إستعمال أتى ويعدي تعديته وقال الزجاج : إنه منصوب بنزع الخافض , والأصل : جاءوا بظلم .

.......

قوله تعالى " إذا راتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا " : ومعنى من مكان بعيد أي رأتهم وهي بعيدة عنهم قيل : بينها وبينهم مسيرة خمسمائة عام . والتغيظ : أن لها صوتا يدل على التغيظ على الكفار , أو لغيلانها صوتا يشبه صوت المغتاظ .والزفير : هو الصوت الذي يسمع من الجوف .

.......

وقوله تعالى " مكانا ضيقا " : لماذا وصف سبحانه المكان بالضيق ؟

للدلالة على زيادة الشدة وتناهي البلاء عليهم

.......

وقوله تعالى " أم جنة الخلد " : فائدة : لماذا عبر سبحانه الجنة بالخلد ؟

الجواب : لآشعار عباده بدوام نعيمها وعدم الإنقطاع وأيضا في نفس الأية يقول " أذلك خير أم جنة الخلد " : كيف يقول خير أي يقصد السعير مع أنه لاخير فيها ؟

 

الجواب : لآن العرب قد تقول ذلك ومنه ماحكاه سيبويه عنهم أنهم يقولون : السعادة أحب إليك أم الشقاوة ؟ وقيل : ليس هذا من باب التفضيل وإنما هو كقولك : عنده خير ,قال النحاس : وهذا قول حسن كما قال :

أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء

.......

قوله تعالى " وعتوا عتواً كبيرا " : العتو : مجاوزة الحد في الطغيان والبلوغ إلى أقصى غاياته

.......

قوله تعالى " ثم استوى على العرش فسئل به خبيرا " : قال بعض النحويين : الباء في قوله " فسئل به " بمعنى ( عن ) والمعنى : فأسال عنه خبيرا والباء تبدل من ( عن ) مع (سل ) وسألت .

الخبير هاهنا : الله تعالى ,هذا قول ابن جريج .

وقال بعضهم : الباء على أصلها . والمعنى : ( فاسأل ) بسؤالك (( خبيرا )) أيها الإنسان يخبرك بالحق في صفته , ودل

فاسأل على السؤال , كما قالت العرب : " من كذب كان شرا له " ودل عليه ( كذب ) .

 

قوله تعالى " اذهب إلى فرعون إنه طغى " : كيف يقول اذهب إلى فرعون مع أن أخاه هارون معهُ ؟

 

الجواب : لاينافي كونهما مأمورين : فكل واحد مأمور , ويمكن أن يقال : إن تخصيص موسى بالخطاب في بعض المواطن لكونه الأصل في الرسالة والجمع بينهما في الخطاب لكونهما مرسلين جميعا .

 

.......

 

بعد أن خُتمت سورة النور بالآية التي تُبين ما لله تعالى من ملك وقهر وجبروت وبينت أن العودة إليه والرجوع يوم القيامة للحساب، بدأت سورة الفرقان تبين أن هذا الملك ليس مُلك استعباد وإنما مُلك رحمة نظمت لكم الحياة لتعيشوا فيها على هدى ونور

 

الشيخ محمد متولي الشعراوي

.......

 

 

 

يقول الله: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} (27) سورة الفرقان

زوال الحسرة يوم القيامة أعظم المكاسب وأعظم المفاوز وأعظم الهبات وأعظم العطايا وهذه لا يعطاها إلا من تولاه الله .

الشيخ صالح المغامسي

.......

 

 

وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً [الفرقان:61]

السراج: الشمس،

والقمر المنير: القمر،

والأم هي الشمس؛

لأن نور القمر مستفاد من نور الشمس،

ولهذا إذا دنا القمر من الشمس ضعف نوره؛

لأنها تضعف المقابلة بينه وبين الشمس ونوره مكتسب من الشمس، فإذا قرب منها قلَّت المقابلة فقلَّ النور، وإذا ابتعد عنها وصار هو في المشرق وهي في المغرب أو بالعكس امتلأ نوراً؛ ولذلك تجدون القمر في ليالي الإبدار مكانه بالنسبة للشمس في أول الليل شرقاً والشمس غرباً، وفي آخر الليل يكون غرباً والشمس شرقاً ويمتلئ نوره؛ لأنها تتم مقابلته مع الشمس، ولهذا سمى الله الشمس سراجاً والقمر نوراً.

ابن عثيمين

.......

 

( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ

لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)

هذا يدل على فضل هداية الخلق بالعلم ، ويبين شرف العالم على الزاهد المنقطع ، فالنبي صلى الله

عليه وسلم كالطبيب والطبيب يكون عند المرضى ، فلو انقطع عنهم هلك .

ابن هبيرة / ذيل طبقات الحنابلة 1 / 239.

.......

استنبط بعض العلماء من قوله تعالى : ( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا (24)) الفرقان 24

أن حساب أهل الجنة يسير ، وأنه ينتهي في نصف نهار ، ووجه ذلك أن قوله : ( مَقِيلا ) : أي مكان القيلولة،

وهي الاستراحة في نصف النهار .

الشنقيطي / أضواء البيان 5 / 278 .

.......

هناك طوائف كبيرة وأعداد عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام حرمت من القيام بحق القرآن

العظيم وماجاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأخشى أن ينطبق على كثير منهم قوله تعالى :

( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)) الفرقان 30 .

ابن باز / مجموع فتاواه 2 / 133 .

.......

 

( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)) الفرقان 53

يقول الشنقيطي : " ومن المواضع التي وقع فيها هذا : نهر السنغال بالمحيط الأطلسي بجنب مدينة سان لويس

وقد زرتها عام 1366 هـ ، واغتسلت مرة في نهر السنغال ، ومرة في المحيط ، ولم آت محل اختلاطهما ، لكن أخبرني بعض المرافقين الثقاة أنه جاء إليه ، وأنه جالس يغرف بإحدى يديه عذباً وفراتاً ، وبلأخرى ملحاً أُجاجاً ، والجميع في مجرى واحد ، لا يختلط أحدهما بلآخر ، فسبحانه جلّ وعلا ما أعظمه ، وما أكمل قدرته ! "

أضواء البيان 6 / 65 .

.......

 

(وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ (72) ) الفرقان 72 . كثيرون يحملون معنى هذه الآية على الشهادة

بالزور فقط ،وهذا فهم قاصر ، فالمعنى أعم من ذلك وأعظم ، فكل منكر زور ، فمن علم به ولم

ينكره بلا عذر فقد افتقد صفة عظيمة من صفات " عباد الرحمن " وكفى بذلك خسراناً مبيناً .

أ.د ناصر العمر .

.......

 

( وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)) الفرقان 73

قال ابن العربي : قال علماؤنا : يعني الذين إذا قرؤوا القرآن بقلوبهم قراءة فهم

وتثبيت ، ولم ينثروه نثر الدقل ، فإن المرور عليه بغير فهم ولا تثبيت صمم وعمى

عن معاينة وعيده ووعده .

أحكام القرآن لابن العربي 6 / 176 .

.......

تأمل وجه إشارة القرآن إلى طلب علو الهمة في دعار عباد الرحمن ـ أواخر سورة الفرقان

( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) ) . ثم تأمل كيف مدح الناطق بهذا الدعاء !

فكيف بمن بذل الجهد في طلبه ؟ ثم إن مدح الداعي بذلك دليل على جواز وقوعه ،

جعلنا الله تعالى أئمة للمتقين .

د. محمد العواجي .

.......

 

قوله تعالى : ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55)) الفرقان 55

هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه ، فالمؤمن دائماً مع الله على نفسه وهواه

وشيطانه وعدو ربه ، وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه ، والكافر مع شيطانه

ونفسه وهواه على ربه ، وعبارات السلف على هذا تدور .

ابن القيم / الفوائد ص 80.

 

.......

من ثمرات تدبر المشتركين : لما ختمت سورة الفرقان بذكر جملة من أوصاف الرحمن

كان من مقدمة وخاتمة وصفهم " الدعاء " : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ) الفرقان 65

(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) ) .

ثم ختم السورة ببيان

حال من ترك الدعاء ، وأن الرب لا يكترث به ولا يبالي بأي واد هلك : ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ (77)) .

 

.......

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-121824-0-69132000-1369726308.pngالتطبيق العملي للسورة

قال الله تعالى: "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"(1)

فالله عز وجل أنزل القرآن لنتدبره ولنعمل بما فيه ونعيش به

وعن ابن مسعود أنه قال:

"كان الرجل منا إذا تعلَّم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن"

وعن عبد الرحمن السلمى قال:

أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن إلى العشر الأخرى حتى يعلموا ما فيهن فكنا نتعلم القرآن والعمل به

وعظمة المسلم تكمن في مصاحبته لهذا القرآن، وفي العيش معه، وفي تلاوته وتدبره، والعمل به وحفظه؛ لأنه مبارك،

 

.......

 

قال سُبحَانَهُ وَتَعَالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29]

فما أعظم أن نجعله منهجا وطريقا فنحل حلاله ونحرم حرامه ونقف عند نواهيه ونستجيب لأوامره ..نعيش به ونعايش آياته ..نتحرك تحت ظله نطبقه في حياتنا اليومية

ونكسب الاجر والثواب ونكون بحق ربانيين قرآنيين ..فلا نمر على آيه منه إلا و نعايشها في يوميات حياتنا ..نكثر من تردادها حتى تتعمق في أرواحنا وتتشرب منها قلوبنا ونطبقها في المواقف التي تمر علينا ...

لنتعلم كيف نعيش مع كتاب الله لتقشعر منه الجلود وتدمع منه العيون

.......

لآبد أولا أن نعرف عدة أمور

1_ ما هو القرآن؟

القرآن هو كلام الله الذى تكلم به جبريل -عليه السلام - إلى النبى الأمين

ليكون هدى للمسلمين ومنهاجا لحياتهم ونوراً لمن

أراد الله عز وجل له الفوز بالجنة والنجاة من النار .

.......

2- أن تستشعر أن الله يكلمك أنت :

يقول بن مسعود : إذا سمعت الله يقول فى كتابه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } قال :

فاعطها سمعك فهى إما خير تؤمر به أو شر تنهى عنه

فلنستشعر أن الله يخاطبنا نحن ، فإذا قال الله افعلوا فعلنا وإذا قال انتهوا انتهينا .

.......

3- أن توقن أنك مخاطب (بالقرآن ) للعمل به :

وهو أن نعلم أحبتى أن القرآن ليس مجرد أحرف نقرآها لنأخذ الأجر فحسب

الغاية الأسمى أن نقرأه لنعرف مراد الله منه

(فإن القرآن لم ينزل جملة واحدة بل نزل مفصلا أنزله الله وفقا لأحوال العباد)

فهلا قرأنا القرآن ونحن مدركون لما نقرأ.

.......

4- التدبر فى معانى القرآن :

من أعظم ثمرات التدبر فى آيات الله وكلماته هو حياة القلب وخشوعه

فقد كان النبى -صلى الله عليه وسلم - يصلى ليلة واحدة بآيتين يقرأها ويبكى،

وهذا هو الصديق كان إذا قرأ لا يسمع الناس بكائه .

وقال بن مسعود عن القرآن :

(لا تنثروه نثر الدقل ولا تهزوه هز الشعر بل قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب)

إنما القرآن هو حفظ وفهم وتدبر ومعرفة لما أوجب الله فيه .

.......

5 - أن يستشعر العبد أن الله يسمعه :

فالمسلم عند قرائته للقرآن يستحضر أن الله يراه ويستمع لقرائته بل ويثنى عليه

ويباهى به الملآئكة المقربين فهو بهذه القراءة

يسمع ملك الملوك الذى له ما فى السموات وما فى الأرض وما بينهما وما تحت الثرى

فإذا مر بآية بها تسبيح سبح وإذا مر بآية فيها وعيد استعاذ وهكذا ....

قال بن القيم : (إذا أردت الانتفاع بالقرآن فأجمع قلبك عند تلاوته وسماعه)

 

والآن دعونا أخواتي نبحر في ظلال سورة الفرقان فنقرأها ونعيش آياتها ونتعلم كيف نطبقها في حياتنا .

.......

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

"تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيرًا (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شيء فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَياةً وَلا نُشُورًا (3) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)

 

post-121824-0-77595700-1369764810.pngمن الفوائد المستنبطة من الآيات:

 

1_ إثبات صفات الجلال والكمال والعزة لله سبحانه وتعالى، وتنزيهه عن صفات النقص والعجز وعن الشريك والولد أساس عقيدة المؤمنين .

 

2-عموم رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- للعالم الإنس والجن، ومن بلغه دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- ولم يؤمن به فهو في النار .

 

3-بطلان عبادة من اتخذ آلهة لا تتصف بصفات الجلال والكمال، أو تعجز عن الخلق والتدبير والتقدير، وعن الإحياء والإماتة والبعث بعد الموت.

 

4_العناد والجحود يلجيء صاحبه إلى الوقوع في المتناقضات، فالمشركون يقولون بصدق محمد -صلى الله عليه وسلم- ويصرحون له (ما جربنا عليك كذبا قط) ثم يتهمونه بأكبر فرية باختلاق القرآن من نفسه ونسبته إلى الله تعالى.

 

5- شبهات الكافرين حول القرآن الكريم سطحية لا تعتمد على عقل، ولا تصمد للمناقشة والدحض, سواء ما أثارتها قريش، وما يثيرها اليوم المستشرقون وأذنابهم المستغربون، ففي أسلوب القرآن الكريم المعجز ومضامينه الهائلة وتحديه المستمر إلى يوم الدين حجة لمن رام الحق وبحث عنه.

 

6- مشركو قريش أكثر إنصافا من المستشرقين اليوم، لأنهم سلموا بأمية الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقالوا عنه إنه اكتتب القرآن أي طلب كتابة القرآن من غيره، وقالوا إن قصص القرآن تملى عليه، أي يقرؤها غيره عليه، لأنه لم يقرأ في حياته كتابا ولم يخط بيده مكتوبا، أما المستشرقون اليوم فيحاولون جاهدين أن يثبتوا أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- كان قارئا كاتبا، وأنى لهم ذلك؟

.......

 

post-121824-0-77595700-1369764810.pngكيف نعيش بالأيات ..

 

- الله عزوجل جعل القرآن فرقانا يفرق به بين الحق والباطل ..نعرف الحلال فنحله ..,الحلام فنحرمه ..فهلا جعلت القرآن نبراسا لك تحل حلاله وتحرم حرامه ؟" تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيرًا”

 

- هل تفكرت في عظمة الله عزوجل الذي له ملك السماوات والأرض ..وما نحن إلا ذرات صغيره لا ترى مقارنه بحكم هذا الكون الهائل ..فكيف بعد ذلك كله نتجرأ على معصية الله عزوجل في ملكه ..التفكر في ملكوت الله عبادة عظيمة فاجعل لنفسك نصيبا منها "الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ"

 

- انتبه على عباداتك واجعلها خالصة لله وحده ..فكما أن الله ليس له شريك في الملك فهو كذلك لا يرضى بأن يشرك معه أحد في العبادة... فلا تجعل لله ندا ولا شريك في عباداتك “ولَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ”.

 

- تذكر أن الله- تعالى- يعلم ما غاب وخفي، فكيف بما جهر وظهر، اجعل الله عزوجل رقيبا على كل افعالك فالله عزوجل لا تخفى عليه خافيه "قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ "

 

- داوم على الإستغفار فالله عزوجل يغفر لمن استغفر "إنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا "

.......

 

وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)

 

 

post-121824-0-77595700-1369764810.pngمن الفوائد المستنبطة من الآيات:

 

 

1- القيم والموازين الربانية مختلفة عن موازين أهل الدنيا فالإصطفاء الرباني لرسله يكون للكمالات الروحية والخلقية، أما المقاييس البشرية فتعتمد على كثرة المال والأتباع والمنصب والجاه.

2- مشروعية دخول الأسواق للكسب للأنبياء وأتباعهم، ولا يؤثر ذلك على مكانتهم الرفيعة بل هم قدوة للناس في الكسب الحلال وأداء الأمانة وتطبيق أحكام الله في المعاملات.

 

3- الاتهامات الباطلة لا تؤثر على أهل الحكمة والصلاح والحصافة والعقل لأن واقعهم يكذب تلك الاتهامات والافتراءات، ولا تحتاج إلى جواب لذا جاء الرد الإلهي "انظر كيف ضربوا لك الأمثال"الفرقان/9 .

 

4- أراد الله سبحانه وتعالى لأنبيائه الذكرى الخالدة بمآثرهم الخلقية وعطائهم الثر للبشرية ليكونوا قدوة الأجيال إلى يوم القيامة.

.......

post-121824-0-77595700-1369764810.pngكيف نعيش بالأيات ..

 

- التواضع لله عزوجل وهو من صفات الداعية الناحج فمحمد صلى اللّه عليه وسلم ، كان َيأْكُلُ الطَّعامَ، كما نأكل نحن، وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ، يلتمس المعاش كما نمشي ...فلماذا بعد ذلك يتكبر المتكبرون ويتجبر المتجبرون ..

 

- اعلم أن من دأب المكذبين الاستهزاء والنيل من الدعاة والهداة إلى الله تعالى ، (وَقَالُوا مَالِ هَـذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ).

 

- لابد من الصبر على الأذية في سبيل الدعوة؛ فإن الرسول قد سمع من أذى القوم ما سمع، وتأمل هذا الوجه من القرآن؛ لتجد أنواع الأذى من الكلام الذي أسمعوه إياه, (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا).

.......

 

 

بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا(13) لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14) قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15)لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (16) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا(18) فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (19)

post-121824-0-77595700-1369764810.pngمن الفوائد المستنبطة من الآيات:

 

1- الدافع الحقيقي لتكذيب المشركين بالرسالة والنبوة هو إنكار يوم القيامة، لعدم رغبتهم في تصور زوال متعهم وملذاتهم في الحياة الدنيا، ومحاسبتهم عليها يوم القيامة.. لذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول(أكثروا من ذكر هادم اللذات)) أي الموت، حتى لا تطمئن النفس إلى هذه الحياة فتتقاعس عن العمل للآخرة.

 

2- الروابط والعلائق بين أصحاب المصالح الدنيوية، وبين الأتباع وبين المتبوعين تنقطع ويعادي بعضهم بعضا يوم القيامة إلا المتقين "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"")الزخرف /67 ) فلا رابطة يوم القيامة إلا رابطة الإيمان والتقوى والعمل الصالح.

 

3- الجنة والنار مخلوقتان موجودتان، ففي الجنة النعيم الخالد والمسرات الدائمة وفيها ما لا عين رأت وما لا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وفي النار عذاب أليم "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب" النساء/56) يصب من فوق رؤوسهم العذاب ويأتيهم الموت من كل مكان وما هم بميتين يتمنون الموت للخلاص من شدة العذاب.. فلا يحصل لهم.

 

4- فضل التقوى، وأنها ملاك الأمر، فمن آمن واتقى؛ فقد استوجب الدرجات العلى، جعلنا الله- تعالى- من أهل التقوى والدرجات العلى,(قُلْ أَذَ‌لِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا" .....ووعد الله سبحانه وتعالى المتقين بالخلود في دار النعيم ووعد الله محقق، وقد أوجبه على نفسه تفضلا وتكرما.

.......

 

post-121824-0-77595700-1369764810.pngكيف نعيش بالأيات ..

 

- عود نفسك على الاستعاذة بالله من عذاب جهنم, (إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12).

 

- سل الله- تعالى- جنة الخلد، وأن يجعلك من عباده المتقين," اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل " أو " اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة " (قُلْ أَذَ‌لِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15).

 

- اياك أن تكون سبباً في ضلال أحد، أو غواية أحد؛ فإنك ستسأل عن ذلك, (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17).

 

- تنزيه الله- تعالى- عما افتراه المفترون بقولك, سبحان الله العظيم, (قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ).

 

 

.......

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25)الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا(26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)

 

post-121824-0-61649300-1369773584.pngمن الفوائد المستنبطة من الآيات:

1- سنة الله سبحانه وتعالى في الأنبياء والمرسلين واختيارهم من البشر لتتحقق الحكمة من بعثتهم وكونهم يأكلون ويشربون ويتكسبون في الأسواق لا يتنافى مع مكانتهم عند الله وكونهم من خير البشر، فامتيازهم عن غيرهم في الاتصاف بالكمالات النفسية والخلقية.

 

2- الدنيا دار ابتلاء وامتحان لكل الناس، فالأنبياء والمرسلون مكلفون بأداء رسالات ربهم فهم مبتلون بها، والأمم مكلفة بالإيمان بهم مبتلية بهم، وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم في خطبته: ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك) وكذلك الابتلاء والفتنة لسائر الناس فالصحيح فتنة للمريض، والغني فتنة للفقير، والفقير الصابر فتنة للغني، فعلى كل واحد أن يتقي الله ويصبر على الحق ولا يحسد غيره ولا يسخر منه، والله بصير بهم جميعا.

 

3- الجاحد المعاند يتفنن في مطالبه لتبرير موقفه على ما هو عليه من الكفر، ولو أعطي كل طلب لم يكن ليغير موقفه، لأنه يريد التعجيز لا الوصول إلى الحق، كما قال الله سبحانه وتعالى عنهم "ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله"الأنعام/111 "

 

4- لا ينتفع الكافر بأعمال البر التي عملها كإكرام الضيف والإنفاق على الفقراء والمساكين وغيرها في الآخرة لافتقارها إلى الشرطين الأساسين: الإخلاص فيها لله تعالى ومتابعة شرع الله سبحانه وتعالى "فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداً"الكهف/110"

وهؤلاء لم يتوفر فيهم شرط الدخول إلى حظيرة الإيمان وهو كلمة التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولكن الله يعوضهم في الدنيا بالصحة والجاه والغنى أما في الآخرة "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً"الفرقان/23 "

 

5_ومما يرتاح له القلب، وتطمئن به النفس، وينشرح له الصدر: أن أضاف الملك في يوم القيامة لاسمه "الرحمن"؛ الذي وسعت رحمته كل شيء، وعمت كل حي، ... ليتم عليه نعمته، وليتغمده برحمته، وقد حضروا في موقف الذل والخضوع والاستكانة بين يديه، ينتظرون ما يحكم فيهم، وما يجري عليهم، وهو أرحم بهم من أنفسهم ووالديهم، فما ظنك بما يعاملهم به!.

 

6- تتجلى الحقائق يوم القيامة، يستبشر المؤمنون بإيمانهم ويسعدون بأعمالهم في مقام صدق عند مليك مقتدر، أما الكافرون المعاندون، فتأكل الحسرة قلوبهم ويندمون ولات ساعة مندم يترك الصديق صديقه وتحل العداوة والكره والبغض بين الأخلاء لأن كل علاقة مقطوعة وكل رابطة مبتورة إلا ما كان مبنيا على الإيمان بالله ورسوله والعمل الصالح.

.......

post-121824-0-61649300-1369773584.pngكيف نعيش بالأيات ..

 

- قل: (اللهم ثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)، وقل: (اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور) , (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا)

 

- استعذ بالله من الكبر، (قَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا(21)

 

- سل الله تعالى أن يتقبل أعمالك الصالحة فإذا عملت العمل؛ فاحذر محبطات العمل من شرك ورياء، أو من أذى، أو ذنوب وسيئات، فقد أخبرنا الله- تعالى- عن حبوط أعمال الكفار؛ لأنهم لم يحققوا التوحيد، ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (23).

 

- اختر لنفسك صاحباً صالحاً، صديقاً صدوقاً، وادع الله أن ييسر لك ذلك، (يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا).

 

- إن كان لك صديق سوء فاهجره قبل أن تعض أصابع الندم على صداقته، (يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) قَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29).

.......

 

وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا(31) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36) وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا(40)

 

post-121824-0-61649300-1369773584.pngمن الفوائد المستنبطة من الآيات:

 

 

1- الوسيلة الفعالة في الدعوة إلى الإسلام هي القرآن الكريم، وأدرك الجاهليون قديما دور القرآن فهجروه بعدم الاستماع إليه، واللغو عند قراءته، وترك الإيمان به وصد الناس عنه، والدعوة إلى ترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب نواهيه والعدول عنه إلى أنظمة الجاهلية...

 

كما أدرك الجاهليون المعاصرون دور القرآن في حياة المسلمين فقال قائلهم: لن يقر قرار للغرب في بلاد المسلمين ما دام القرآن في أيديهم، وما دامت الكعبة قبلتهم يتوجهون إليها خمس مرات في اليوم.

 

2- شبهات أعداء الإسلام حول القرآن الكريم وحول الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستمرة منذ بعثته عليه الصلاة والسلام إلى اليوم، وفي كل عصر يضيفون إلى افتراءات من تقدمهم من الجاهليين "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"الصف/8 ".

 

3- منطق أهل الشرك واحد: إنكار الغيب، الاعتراض على بشرية الرسل، تكذيب ما جاء من عند الله(الكتب المنزلة)، إنكار البعث بعد الموت هذا ما ظهر من قوم نوح ومن بعدهم إلى مشركي قريش وإلى يومنا هذا.

 

4- سنة الله الغالبة تدمير المكذبين وإهلاكهم ونصر رسله وأنبيائه، إلا أن العذاب المستأصل لأمة الدعوة بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام أخره إلى يوم القيامة تكريما لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أخبر القرآن بذلك "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"الأنفال/33 " فقد نصر رسوله على أعدائه من غير أن يستأصل الكافرين.

 

5- أهل الحجا والنهى وأولوا الألباب الذين يأخذون العظة والعبر من غيرهم ويدرسون الأسباب التي أودت بالممالك والحضارات السابقة ودمرتها فيجتنبون مسالكهم، وطرائقهم في الحياة وإدارة شؤونهم.

.......

 

post-121824-0-61649300-1369773584.pngكيف نعيش بالأيات ..

 

- اجعل لك ورداً يومياً في قراءة القرآن، وورداً يومياً في قراءة تفسيره, (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30))).

 

- إذا كنت داعياً للحق؛ فاعلم أن الله- تعالى- جعل لكل نبي أعداء من المجرمين، فإن رأيت من يعاديك؛ فلا تبتأس، ولا تحزن، فهذا طريق الأنبياء، (وَكَذَ‌لِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)))

 

- إذا كثرت عليك الفتن، وتزلزلت من شدتها؛ وخاصة في هذه الأزمنة المتأخرة، فتذكر أن القرآن كتاب الله مثبت لك على الحق، "كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا" (32)

 

- على الداعية أن يراعي ظروف وأحوال البيئة التي يخاطبها؛ فيأتيهم بما يناسب أحوالهم ومقاماتهم،(وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33))).

 

- قل: اللهم أحسن عاقبتي في الأمور كلها، وأجرني من خزي الدنيا وعذاب الآخرة,"الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا "(34)

 

- إذا لم تستطع أن تكون داعيا فاذهب مع أحد الدعاة لتساعده وتعينه في دعوته, (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35).

 

- إذا رأيت مَصارع الظالمين أو مواضع هلاكهم؛ فاعتبر، ولا تمر هكذا غافلاً ،لاهيا،

 

.......

 

 

"وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40))

وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)

 

post-121824-0-61649300-1369773584.pngمن الفوائد المستنبطة من الآيات:

 

1- أهل الشرك والضلال والباطل يحاولون تبرير مواقفهم والبقاء على ما هم عليه بشتى الوسائل والأساليب، باتهام خصومهم بالضلال وإثارة الشبهات حولهم والتهكم والاستهزاء بهم لإقناع أنفسهم بسلامة مواقفهم وأنى لهم ذلك؟ .

 

2- إن الذي لا يستخدم ما وهبه الله سبحانه وتعالى من المزايا والمواهب والإمكانات فيما خلقت له أسوأ حالا من الأنعام التي تنحصر حركاتها على ردود الأفعال الانعكاسية للغرائز المودعة فيها، لذا لا حساب ولا عقوبة على الأنعام في الآخرة أما الكافر فعليه الحساب والجزاء جراء ما اقترفت يداه من الآثام والموبقات.

 

3- لم يعبد إله في الأرض كالهوى، فلا دليل من النقل ولا حجة من العقل تؤيد عبادة غير الله سبحانه وتعالى، وإنما اتباع الهوى، لذا كان متبعو الهوى أضل من البهائم حيث منحوا العقل للتفكير في الحال والمآل، فلم يفكروا إلا في شهواتهم العاجلة الفانية.

 

.......

 

 

post-121824-0-61649300-1369773584.pngكيف تعيش بالآيات ..

 

- استعذ بالله من اتباع الهوى, وقل :اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها،" أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)

 

- تذكر أن الله- تعالى- شرفك بإسلامك وكرمك، بينما أذل الكافر بكفره، فصار منحطاً كالبهيمية، بل البهيمة خير منه،"أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)".

 

.......

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا(49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا(53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55).

post-121824-0-47691000-1369773785.pngمن الفوائد المستنبطة من الآيات:

1- من نعم الله العظمى بث دلائل قدرته في الكون، ولفت النظر إليها،ليتدبرها العقلاء ويؤمنون بالخالق جل وعلا عن قناعة، فيقومون بتوجيه العبادة والإخلاص فيها له وحده لا شريك له.

 

2- المنهج القرآني في الاستدلال على الغيبيات البدء بالمحسوسات التي لها أثر في حياة الناس ومصالحهم ثم الترقي بهم للاستدلال من خلالها إلى خالقها ومدبر شؤونها ومسخرها لمصالح العباد وقدرته على البعث بعد الموت للحساب والجزاء.

 

3- ورود الحقائق الكونية في آيات القرآن الكريم دليل باهر على مصدر القرآن الكريم، وأنه تنزيل من الذي يعلم السر في السماوات والأرض، لأن علم البشر على الرغم من تقدمه عاجز عن اكتناه الحقائق التي وردت فيه، فكيف يزعم الجاحدون المعاندون أن هذا القرآن افتراه محمد وأعانه عليه قوم آخرون.

 

4-الكافر المعاند، عدو للحق، عدو لنفسه، عدو لمصالحه فإنه في صف عدوه مشاق لله ولرسوله إنه نسي الله فأنساه نفسه، فهو حرب على الله ورسوله سلم لأعدائه وهذه المشاقة والعداوة لا تنفعه لأن من يناصرهم ليس لهم من الأمر شيء في الدنيا والآخرة ومآلهم جميعا إلى الله ليجازي كلا على ما قدم.

.......

 

post-121824-0-47691000-1369773785.pngكيف تعيش بالآيات ..

 

- تأمل في حركة الظل والشمس, إن تدبر المشاهد المحسوسة في الكون سبيل للتفكير فيما وراء المحسوسات من عالم الغيب، فإن المحسوسات طريق إلى المعقولات، وهي طريق للإيمان بعالم الغيب, أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) .

 

- اجعل حياتك موافقة للفطرة؛ التي فطر الناس عليها؛ فنم بالليل، وانهض بالنهار لأعمالك، ولا تكن ممن يقلب ليله نهاراً ونهاره ليلاً, (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47)).

 

- احمد الله على رحمته وفضله كلما شربت من الماء,وأشربه على ثلاث مرات ..واتبع سنة النبي في الشرب جالسا (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48)).

 

- تذكر أن الله قادر على أن يبعثك ويحاسبك على أعمالك بعد موتك كما أحيا الآرض بعد موتها (لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)).

 

- صل بعض أرحامك بزيارتهم، أو الاتصال عليهم, (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)).

 

- ليكن عندك يقين أن النفع والضر بيد الله وحده ..وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55).,

.......

 

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60) تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62).

 

post-121824-0-47691000-1369773785.pngمن الفوائد المستنبطة من الآيات:

1- هم الكافر ومبلغ علمه الحياة الدنيا وزينتها من المال والجاه والشهوات، لذا يتهمون المصلحين في كل العصور بأنهم يريدون ذلك المتاع بدعوتهم، ولا ترتقي مداركهم إلى الأجر الأخروي الذي يرغبون فيه، وما عند الله خير وأبقى.

 

2-على الدعاة إلى الله والمصلحين الذين يسعون إخراج الناس من الظلمات إلى النور، أن يتوكلوا على الله سبحانه وتعالى حق التوكل مع اتخاذ الأسباب الظاهرة، وأن لا يتطرق اليأس إلى قلوبهم إذا قابلهم الجاحدون المعاندون بالتهم الباطلة، والاستهزاء والسخرية فإن العاقبة لهم، ولهم الأجر الوافر عند ربهم يوم القيامة.

 

3- الله جل جلاله خالق كل شيء، يقول للشيء كن فيكون، إلا أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام ليعلم الناس التثبت والتروي والتؤدة، وخلق العرش واستوى عليه استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته، وما على الجاهل إلا أن يسأل خبيرا بالله أو عالماً، ثم يتبعه ويقتدي به.

 

4- من لطف الله بعباده ورحمته بهم أن جعل في السماء بروجا للشمس ومنازل للقمر، وجعل الشمس ضياء والقمر نورا، وجعل الليل والنهار متعاقبين على الكرة الأرضية كل ذلك لتحقيق مصالح عباده، ففي الليلسكون وفي النهار حركة وسعي(ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)القصص/73".

.......

 

 

post-121824-0-47691000-1369773785.pngكيف تعيش بالآيات ..

 

- اقتدِ بالنبي- صلى الله عليه وسلم-، وقم اليوم بدعوة أحد العصاة، أو الغافلين إلى الله تعالى، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(56)

 

- الدعوة إلى الله ينبغي أن لا يأخذ الداعي عليها أجراً ممن يدعوهم، (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57)

 

- وجوب التوكل على الله؛ فإنه الحي الذي لا يموت وغيره يموت, (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)

 

- استحِ من الله- سبحانه وتعالى- في خلواتك وجلواتك؛ فإنه عليم بذنوبك كلها، (وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا).

 

- احرص على أذكار الصباح والمساء، (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62).

 

.......

 

وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا(67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا(71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75)خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)

 

post-121824-0-47691000-1369773785.pngمن الفوائد المستنبطة من الخاتمة:

 

1- المناهج التربوية الصحيحة تنتج أناسا ربانيين يتصفون بالكمالات الخلقية، والسلوك المستقيم والاعتدال والوسطية في جميع تصرفاتهم ومعاملاتهم مع أنفسهم ومع غيرهم من الناس ومع خالقهم عز وجل.

 

2- من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أن فتح باب التوبة لهم من جميع المعاصي والآثام كبيرها وصغيرها، وحث عليها وأبعد اليأس والقنوط عن قلوب عباده، وباب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها، وحتى تدخل النفس حال سكرات الموت.

 

3- طلب الزعامة والرياسة في الدين مرغوب فيه، لأن القدوة في الدين يكتب له أجر من يقتدي به وكل من يتبعه، فأعماله في صفحة عمل إمامه وقدوته من غير أن ينقص من أجره شيء.

 

4- تكرر في السورة في أكثر من موضع النص على الخلود، ومنها الخاتمة لبيان أهمية الأمن النفسي والاستقرار والطمأنينة في حياة الإنسان وخاصة في الجنة، أما في الدنيا فلا أمن على البقاء على حالة واحدة لأن النعيم معرض للزوال عن صاحبه للعوارض التي تعتور أحواله، أو صاحب النعمة سيزول عن النعيم بالموت أما نعيم الجنة فهو المخلد الذي لا يزول، ولا موت فيها لأصحاب النعيم.

.......

 

post-121824-0-47691000-1369773785.pngكيف تعيش بالآيات ..

 

- كن عبدا ربانيا فالمؤمن هين لين، يمشي بسكينة ووقار، لا يريد علوا في الأرض ولا فسادا وإذا جهل عليك الجهال فأجبهم بالمعروف من القول والسداد من الخطاب (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ).

 

- صلِّ ركعات من الليل، (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)

 

- أستعذ بالله ثلاثا من النار(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ).

 

- انفق اليوم على نفسك، أو أهلك بدون إسراف، ولا تقصير, (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَ‌لِكَ قَوَامًا (67)

 

- احذر الشرك و كبائر الذنوب، كالقتل والزنا وليكن بينك وبينها حاجزاً ومانعاً(وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَها آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ).

 

- استغفر الله، وتب إليه دوما وقدم أعمالا صالحة كعيادة مريض أو إعانة محتاج أو صوم يوم في سبيل الله .. (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)

 

- تأمل في عظيم رحمة الله- تعالى- حيث يبدل سيئات عبده التائب إلى حسنات، فكن صادقاً مع الله- تعالى- في التوبة إليه، (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)

 

- إياك وقول الزور(وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)

 

- احضر مجلس ذكر؛ وليكن قلبك خاشعاً، متذكرا بما تسمع، (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)

 

- سل الله- تعالى- قرة العين في الذرية الصالحة، والزوجة المباركة، وليكن من أدعيتك الدائمة: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ).

 

- جعل همتك الدينية عالية؛ بحيث لا ترضى إلا بأن تكون إماماً من أئمة الدين،( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا(74)

 

- لا تكن ممن لا يرفعون لهدايات القرآن رأسا ولا يلقون لمنهجه التربوي بالا، فهم أهون عند الله من أن يجعل لهم وزنا، أو يكترث بهلاكهم.

 

.......

 

 

post-121824-0-47691000-1369773785.pngلتحميل التطبيق العملي للسورة من هنا

ملف وورد

 

 

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-121824-0-23881300-1369776782.pngخ ـاتمة

 

ورد في فضل القرآن وتلاوتهِ فضائلُ عدةٍ ، منها أنهم أهلُ اللهِ وخاصته: فقد جاء في حديث عن أنسٍ - رضيَ اللهُ عنه - قالَ: قال رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلم -: ((إن لله - تعالى - أهلين من الناسِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ من هم؟ قالَ: همْ أهلُ القرانِ، أهلُ اللهِ وخاصتُهُ))

 

ومنها أنه يكونُ شفيعاً لأصحابه: فعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلم - يقولُ: (( اقرؤوا القرآنَ فإنَّهُ يأتي يوم القيامةِ شفيعًا لأصحابه ...))

 

ومنها رقيِ صاحبِ القرآنِ في درجاتِ الجنةِ: فصاحبُ القرآنِ يرتقى في درجاتِ الجنةِ بقدرِ ما معهُ من الآياتِ لحديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يُقالُ لصاحبِ القرآنِ: اقرأ و ارتقِ ورتِّل كما كنتَ ترتلُ في الدنيا؛ فإن منزلتكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤها ))

 

والقرآنُ يقدَّمُ صاحِبَهُ عندَ الدفنِ لحديثِ جابر - رضي الله عنه: (( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمعُ بينَ الرجلينِ من قتلى أُحدٍ في ثوبٍ واحدٍ، ثم يقولُ: أيهم أكثرُ أخذاً للقرآن؟ فإذا أشيرَ إلى أحدهِمَا قدمَّهُ في اللحدِ))

 

ومنها أيضًا نزولُ الملائكةِ والسكينةِ والرحمةِ للقرآنِ وأهلِهِ: فقد جاء في حديثِ أبى هريرة - رضيَ اللهُ عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما اجتمعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ يتلونَ كتابَ اللهِ، ويتدارسونَهُ فيما بينهم؛ إلا نزلتْ عليهم السكينةُ، وغشيَتْهم الرحمةُ، وحفتهم الملائكةُ، وذكرهم اللهُ فيمن عنده))

 

ومنها إكرامُ حاملِ القرآنِ من إجلالِ اللهِ - تعالى -: فعن أبى موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من إجلالِ اللهِ إكرامِ ذي الشيبةِ المسلم، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيهِ والجافي عنهُ، وإكرامِ ذي السلطانِ المقسط))

 

 

 

 

 

 

.......

 

post-121824-0-23881300-1369776782.pngكان معكن

post-121824-0-48135800-1369776349.png

 

ساجدة للرحمن

إيماني عنواني

مودة ورحمة

دره بنقابي

وأشرقت السماء

 

 

 

post-121824-0-75050700-1369776746.png

 

 

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أشروقة الغالية

اتعبناك معنا : )

وجزى الله خيرا حبيباتنا اللاتي اشتركن معنا في هذه الورشة ..

نسأل الله أن يتقبل هذا العمل وأن يجعله في موازين حسناتنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

اللهم بارك

ماشاء الله بارك الله هذه الجهود أخواتي الحبيبات

 

نفع الله بهذا العمل وجعله خالصا لوجهه الكريم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سلام عليكم

 

ورشة مباركة جزاكن الله كل خير

أستفدت منها كثيرا وراقت لي تصاميم الخاصة بسورة الفرقان

اسأل الله عز وجل ان يكون هذا العمل شاهد عليكم يوم القيامة

محبتكن اللوتس <3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بورك فيكن يا غاليات على الجهد المبذول

جزاكن الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

 

ساجدة للرحمن

إيماني عنواني

مودة ورحمة

دره بنقابي

وأشرقت السماء

 

جزاكنّ الله خيرا يا حبيبات وتقبّل منكنّ

لي عودة لاكمال القراءة بإذن الله

post-121824-0-40838300-1368709413.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكنّ

أكثر من رائع بسم الله ما شاء الله تقبل منكنّ حبيباتي تنسيق رائع وتصاميم رائعة وكلام منسق بطريقة جميلة

جزاكنّ الله خيرًا

لي عودة لاكمال القراءة بعون الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×