اذهبي الى المحتوى
«..ارْتِـــقَّـےـاءْ..»

♥ مِـنْ ([ حِـكَـايَــات عَـمُّــو مـحـمــود ]) ♥

المشاركات التي تم ترشيحها

c77ddad286f2193d7bf012aef15b75d6.gif

 

حيَّا اللهُ كُلَّ مَن تَمُـرُّ بهـذه الصفحـة : )

 

سأنقِـل لَكُنَّ هُـنـا بعضَ القِصص ،

 

مِـن ..

01317019935.gif

 

وهو كِتـابٌللشيخ ( محمـود المصـري ) _ حفظه اللهُ وشفاه _

مُؤلَّف من مُجلَّـدَيْـن .

ويحوي عـددًا كبيرًا من القِصص المُشوِّقـة للأطفـال ،

والتي تُعلِّمهم القِيَـم والسلوكياتِ الإسلاميـة ، وتحثهم عليها .

 

والشيخ في الكتاب : يذكُـرُ القِصَّـةَ ، وفي نهايتها يذكُـرُ الدروسَ المُستفادةَ منها .

 

e8a9f9be1e50e5bb0e787ad085ee2096.gif

 

سأنقِـلُ لكنَّ حوالي 28 قِصَّـة .

ومَن أرادت المزيـد ، فلترجِع إلى كتاب شيخنا _ حفظه الله .

( حِكايـات عَـمُّـو محمـود ) .

 

e8a9f9be1e50e5bb0e787ad085ee2096.gif

 

ولتحكي كُلٌّ مِنكُنَّ هـذه القِصَص لأولادها ، أو لإخوانِها وأخواتِها ، أو لتلاميذها إنْ كانت مُعلِّمةً ، أو لقريباتِها ليحكينها بدورهنّ لأولادهنّ .

 

e8a9f9be1e50e5bb0e787ad085ee2096.gif

 

وأسألُ الله جَلَّ وعَلا أن ينفعنا بها ، وأن ينفعَ أطفالَنا ، وأن يجزيَ شيخنا محمـود المصـري خيرَ الجزاء على هـذا الكتاب ؛ الذي يَعتَبِرُهُ _ هو _ مِن أهَمِّ كُتبِه وأنفعِها .

 

15e832b0d7c26399136a7ac63acc992e.gif

 

muslmah47.gif

بإمكانِكُنَّ _ أخواتي _ تحميـل الحِكايات مِن أحـد هذين الرابطين :

 

 

 

 

 

muslmah47.gif

 

]أسعـد بقُـربِ كُلِّ أختٍ أَحَبَّت

المُتابعـة و المُكـوثَ هنا : )

 

 

"" الموضوع للأخت الساعية إلى الجنة بارك الله فيها ونفع بها""

تم تعديل بواسطة ام ثويبة ومالك
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

جزانا وإيّاكِ ياحبيبة

 

 

 

 

أسعدني ردك ...

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

01317019935.gif

( 1 )

 

 

 

 

.. القِطَّـةُ الرَّحيمـة ..

-----

 

في يومٍ من الأيام جلس أحـدُ العُلماء مع بعض إخوانه ، وكانوا يتناولون طعامَ الغَـداء ... وفجأةً وجدوا قِطةً جميلةً تقتربُ منهم ، فألقَى العالِمُ لُقمةً للقطة ، فأخذتها ولم تأكلها ، ولكنَّها ذهبت بها بعيدًا حتى غابت عن أعينهم ، ثم عادت مرةً أُخرى .

 

فأَلقَى لها لُقمةً أُخرى فأخذتها ، وذهبت بها بعيدًا ، ثم عادت مرةً أُخرى .

 

وفعلت القِطةُ هـذا الأمرَ كثيرًا ... يُلقون إليها الطعامَ ، فتأخذه وتغيب ، ثم تعودُ سريعًا ، فعلِموا أنَّ مِثلَ هـذا الطعام لا يُمكن أنْ تأكلَه وحدَها .

 

فأَلقَوا إليها لُقمةً ، ثم ساروا وراءَها ، فوجدوا مُفاجأةً عجيبة .

وجدوا أنَّ القِطةَ تأخـذُ هـذا الطعامَ لِقِطَّةٍ أُخرى عمياء تعيشُ خلفَ هـذا البيت ، فتعجَّبوا من هـذا المشهد العجيب .

 

فقال العالِمُ : إذا كانت هـذه قِطَّةً عمياء قـد سَخَّرَ اللهُ لها هـذه القِطَّةَ ، لتأتيَ إليها بالطعام ، ولم يَحرمها رِزقَها ، فكيف ينساني ولا يرزقني ..؟!!

 

 

 

 

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

 

** الدروسُ المُستفَـادَة :

-----

 

1- أنَّ مِن السُّنَّةِ أنْ نجتمعَ على الطعام ، حتى تَحِلَّ البركة ، فطعامُ الاثنين يكفي الأربعـة ، وطعامُ الأربعـة يكفي الثمانية .

 

2- أنَّ النبيَّ _ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ _ علَّمنا أنْ نرحمَ الحيوانَ ، وأخبرنا أنَّ الُّلقمةَ التي نضعُها للحيوان لنا بها صدقة ... ولقد أخبر النبيُّ _ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ _ أنَّ اللهَ غفر لامرأةٍ سيئةٍ ، لأنَّها سقت كلبًا كان لا يجدُ شَربةَ ماء ، وأخبرَ أنَّ امرأةً أُخرى ستدخلُ النارَ ، لأنَّها حبست قِطة ، فلم تُطعمها ولم تتركها تأكلُ مِن أى مكانٍ آخر .

 

3- أنَّ الرحمةَ موجودةٌ حتى في عالم الحيوان ... فقد رأينا كيف أنَّ القِطةَ كانت تأخذُ الطعامَ وتُعطيه للقِطةِ العمياء ، حتى تأكلَ وتشبع ، ثم تُفكِّرُ بعد ذلك في طعامها هىَ .

 

4- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يكونَ مُتوكِّلاً على الله ، وأن يكونَ على يقينٍ من أنَّ اللهَ سيرزُقُه" وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" الذاريات/22

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

01317019935.gif

( 2 )

 

.. العِـوَضُ مِن الله ..

-----

 

كان ياما كان ... كان هناك صَيَّادٌ اسمُه بِلال ، يعيشُ مع زوجته وأولاده في بيتٍ صغير بالقُرب من نهر النيل ... وكان هـذا الصَّيَّادُ فقيرًا ، فكان يذهبُ كُلَّ يومٍ إلى النهر ليصطاد السَّمك ، ثم يبيعُه في السوق ويشتري بثمنه طعامًا لزوجته وأولاده .

وفي يومٍ من الأيام استيقظَ بِلال ، فوجدَ أولادَه يبكون بُكاءًا شديدًا .

فسأل زوجتَه : لماذا يبكون ؟

قالت الزوجةُ : إنَّهم يبكون من شِدَّةِ الجُوع ، فإنَّهم لم يأكلوا لُقمةً واحدةً من أمس .

فقال بِلال : سأقومُ الآن وأتوكَّلُ على الله ، وأذهبُ لأصطادَ السَّمكَ ثم أبيعَه وأشتري لكم طعامًا .

أحضر بِلال شبكةَ الصَّيد ، وذهبَ إلى النهر ، وقال : بسم الله ، ثم رَمَى الشبكةَ في الماء ... وبعـد فترةٍ قصيرةٍ أخرجَ الشبكةَ فوجدَ بها سمكةً كبيرة . فـرح بِلال بهـذه السمكة الكبيرة ، وذهبَ إلى السوق وباعها في أسرع وقتٍ واشترى طعامًا جميلاً ، وذهبَ إلى بيته مُسرعًا ، ليُطعِمَ زوجتَه وأولادَه .. وبينما هو يسيرُ في الطريق إذْ وجد امرأةً كبيرةً تبكي بُكاءً شديدًا ، فسألها بِلال : لماذا تبكين أيَّتُها ألأُمُّ الفاضلة ؟

قالت : أبكي من شِدَّةِ الجُوع ، فأنا منذ يومين ما أكلتُ لُقمةً واحدةً أنا وأولادي ، ولا أمتلكُ مالاً لأشتريَ به طعامًا لأولادي ... فتأثَّرَ بِلال وقال في نفسه : زوجتي وأولادي يبكون من شِدَّةِ الجُوع ، وهـذه المرأةُ وأولادُها يبكون أيضًا من شِدَّةِ الجُوع ، فماذا أصنع ؟

وقرَّرَ بِلال أنْ يُعطِيَ الطعامَ كُلَّه لهذه المرأةِ وأولادِها ليأكلوا ، وكان عنده يقينٌ مِن أنَّ اللهَ _ عز وجل _ سيُعوِّضُه خيرًا من ذلك .

 

أخـذت المرأةُ الطعامَ وهى في قِمَّةِ الفرح والسعادة ، وأخذت تدعوا له ، وانطلق بِلال وهو يُفكِّرُ : ماذا سأقولُ لزوجتي وأولادي ؟!!

 

وفجأةً سمع بِلال صوتًا يُنادي عليه : يا بِلال ! يا بِلال !

نظر بِلال خلفه ، فوجد رجلاً يُنادي عليه ، فقال للرجل : ماذا تُريد ؟

قال له الرجل : يا بِلال ، إنِّي اقترضتُ من والدك خمسة آلاف دِرهم منذ عشر سنواتٍ ، ثم سافرتُ وتاجرتُ بهـذا المال ، وربحتُ كثيرًا ، ولَمَّا عُدتُ مِن سفري بعـد هـذه السنوات بحثتُ عن والدك ، فعلمتُ أنَّه قـد مات ... فهـذا هو المالُ كُلُّه بين يديك ، وأرجو أن تُسامحني على تأخُّري في سدادي هـذا الدَّيْن .

 

أخـذ بِلال هـذه الثروةَ وهو لا يُصدِّقُ نفسَه .

فذهب واشترى طعامًا شهيًا لأولاده ، وعاد إليهم ليُطعِمَهم ، ثم تاجَرَ بهـذا المال وأصبحَ غنيًا ، وبنَى بيتًا جميلاً ، وكان بعـد ذلك لا ينسى الفقراء والمساكين واليتامَى أبـدًا .

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

 

** الدروسُ المُستفادَة :

-----

 

1- أنَّ الرجلَ مسؤولٌ أمام الله عن إطعام زوجتِه وأولاده ... فقد رأينا كيف أنَّ بِلالاً كان يذهبُ ليصطادَ ، ثم يبيع السمك ، ويشتري بثمنه طعامًا لزوجته وأولاده ... وقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( كفى بالمرءِ إثمًا أنْ يُضَيِّعَ مَن يقوت )) .

 

2- أنَّ المُسلمَ إذا أنفق نفقةً فلا بُدَّ أن يكونَ على يقينٍ مِن أنَّ اللهَ سيُعوِّضه خيرًا منها ، وأنَّ هـذه النفقة لا تُنقِصُ المال ، قال تعالى :(( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) ، وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ((ثلاثٌ أُقسِم عليهِنّ : ما نقص مالٌ من صدقة )) ... وقـد رأبنا كيف أنَّ بِلالاً لَمَّا أَعطَى الطعامَ للمرأةِ وأولادِها عَوَّضَهُ اللهُ خيرًا مِن ذلك أضعافًا كثيرة .

 

3- أنَّ الرجلَ كُلَّما وَسَّعَ اللهُ عليه مِن المال وسائر النّعم ، فلا بُدَّ أنْ يُوسِّعَ على زوجتِه وأولادِه ... فها هو بلال بعـد أنْ وَسَّعَ اللهُ عليه بنَى بيتًا جديدًا لزوجتِه وأولاده .

 

4- أنَّ المسلمَ إذا وَسَّعَ اللهُ عليه فلا بُدَّ أنْ يُعطيَ زكاةَ المال للفقراء واليتامَى والمساكين ولا ينساهم أبدًا حتى يُبارك اللهُ له في ماله وأهلِه وأولاده .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

-

 

01317019935.gif

 

( 3 )

.. فُـستـانُ العِـيـد ..

-----

 

 

كان ياما كان ... في إحـدى المُدُن الجميلة كانت الطِّفلة ياسمين تعيشُ مع والديها حياةً سعيدة ، وكانت محبوبةً من الجميع .

وكان والِدُها يشتري لها كُلَّ الملابِس والُّلعَب الجميلة .

وفي يـومٍ من الأيام قالت ياسمين لأبيها : يا أبي أريدُ أنْ تشتريَ لي فُستانًا جديدًا للعيد .

فقال والد ياسمين : ولكنْ يا حبيبتي أنتِ عندكِ ملابس كثيرة ، وكلُّها جديدة .

ياسمين : ولكنْ يا أبي أُريدُ فُستانًا ألبسُه لأول مرةٍ في العيد .

فوافق والِدُها ، وقال لها : غـدًا نذهبُ سويًا ، لنشتريَ لكِ فُستانًا جديدًا .

ياسمين : جزاكَ اللهُ خيرًا يا أحلَى أَب في الدُّنيا .

 

وفي الصباح خرجت ياسمين مع أبيها ، ليشتريَ لها فُستانًا جديدًا .

وأمام أحـد محلات بيع الملابس ، وقفت ياسمين تنظرُ إلى الفساتين الجميلة ، لتختارَ أجملَ فُستان ... وبالفِعل اختارتياسمين فُستانًا جميلاً ، ودخلت المَحل لتسألَ عن سِعـره ، فقال لها البائع : إنَّه بمائةٍ وخمسين جُنيهًا .

فقام والِدُها بدفـع ثمن الفُستان ، وأعطاه لياسمين التي كادت أنْ تطيرَ من الفَـرح ، لحصولها على هـذا الفُستان الجميل .

 

 

ولَمَّا خرجت ياسمين من المحل مع أبيها وهيَ تحمِلُ الفُستانَ الجديد ، وإذا بها ترى فتاةً صغيرةً فقيرةً في نفْس سِنِّها تجلِسُ أمام هـذا المَحل تبكي ... فسألَتها ياسمين عن سبب بُكائِها .

فقالت البِنتُ الفقيرة : أنا يتيمةُ الأبِ والأُمِّ ، وأعيشُ مع خالتي لأخدِمها ، وليس عندي فُستانٌ جديدٌ ألبسُه في العيد ، ولا أملِكُ إلَّا عِشرينَ جُنيهًا ، فلَمَّا جِئتُ لأشتريَ فُستانًا جديدًا ، وجدتُ أَرْخَصَ فُستانٍ بمائةِ جُنيه ، فبكيتُ لأنِّي منذُ سنتين لم ألبَس فُستانًا جديدًا .

فدمعَت عينُ ياسمين ، وأعطتها فُستانَها الجديد ، وقالت لها : خُـذي هـذا الفُستان هدِيَّةً من أُختِكِ ياسمين ، وأنا عندي فساتين كثيرة ، سألبَسُ واحـدًا منها في العيد .

 

 

فرِحت الفتاةُ اليتيمةُ فـرحًا شديدًا ، وقامت مِن على الأرضِ تُريدُ أنْ تُقبِّلَ يدَ ياسمين ، فسحبت ياسمينُ يدَها قبل أنْ تُقبِّلَها ، وسلَّمت عليها ، وقالت لها : ألف مبروك عليكِ الفُستان الجديـد .

 

 

فَـرِح والِدُ ياسمين بابنته فـرحةً لا تكادُ تُوصَف ، وقال لها : جزاكِ اللهُ خيرًا يا ياسمين ؛ لأنَّكِ أدخلتِ الفرحةَ على قلبِ هـذه البنت اليتيمة .

 

 

وعادت ياسمين مع والِدِها وهيَ في غاية السعادة ، وهيَ تقول : الحمدُ للهِ أَنِّي أدخلتُ السعادةَ على هـذه البنتِ اليتيمة ... وإنْ شاءَ اللهُ سأَدَّخِـرُ من مصروفي ومن ملابسي ، لأتَصدَّق كُلَّ شهرٍ على بنتٍ يتيمة ، لأكونَ مع النبيِّ _ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم _ في الجنة .

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

 

** الدروسُ المُستفادَة :

--------

 

 

1- إدخالُ السعادةِ على الأبناء ... فقـد رأينا كيف أنَّ والد ياسمين ذهبَ معها ، ليشتريَ لها فُستانًا جديدًا على الرغم من أنَّ دُولابَها ملئٌ بالملابس الجميلة .

 

 

2- لا ينبغي على البنتِ أنْ تُكلِّفَ والِدَها فوقَ طاقتِه ، فلو أنَّه لا يمتلِكُ مالاً ليشتريَ لها ملابسَ جديدة ، فعليها أنْ تعـذُرَه ، حتى يُوسِّعَ اللهُ عليه فيشتريَ لها ما تُريد .

 

 

3- ينبغي على الأبناءِ أنْ يكتفوا بما يكفيهم ، ولا يطلبون المزيـد .

 

 

4- الحِرصُ على إدخال السعادةِ على الآخَـرين ... فقـد رأينا كيف أنَّ ياسمين أعطت فُستانَها الجديد لطِفلةٍ يتيمةٍ ، لتُدخِلَ على قلبِها السعادةَ والسرور ... وقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أَحَبُّ الأعمال إلى الله سُرورٌ تُدخلُه على مسلم )) ، وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أنا وكافِـلُ اليتيم في الجنَّةِ هكـذا )) .

 

 

5- ينبغي على الآباءِ أنْ يُشجِّعوا الأبناءَ على فِعل الخيـر ... فقـد رأينا كيف أنَّ والدَ ياسمين فَـرِحَ بها عندما تصدَّقَت بفُستانِها على تلك الفتاةِ اليتيمة ... وكان من المُمكِن أنْ يمنَعَها من ذلك ، وأنْ يغضَبَ عليها .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مروركِ هو الأروع

 

تسلمي حبيبتي...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

-

 

 

01317019935.gif

( 4 )

 

.. دَرْسٌ جَمِيـلٌ في مُـراقبـةِ الله ..

-------------

 

كان ياما كان ... كان هناك غُلامٌ طيِّبٌ يعيشُ في قريةٍ جميلةٍ على شاطئ البحر ... وهـذا الغُلام اسمُه عبد الله ... وكان عبد اللهيشتهرُ بالصِّدق والأمانةِ والكرم والشجاعة ... وكان كُلُّ أهل القريةِ يُحِبُّونَه كثيرًا .

وكان عبد الله يذهبُ كُلَّ يومٍ إلى شيخ القرية ليحفظ القُرآنَ على يديه .

وكان الشيخُ يُكرِمُ عبد الله ويُقدِّرُه أكثرَ مِن زُملائه ، فغار زُملاؤه ، وقالوا للشيخ : لماذا تُفضِّله دائمًا علينا ؟

فقال الشيخ : سأطلبُ منكم جميعًا شيئًا لتفعلوه ... وستعرفون بعـدها لماذا أُفضِّلُ عبد الله عليكم جميعًا .

فقام الشيخُ ، وأَعطَى كُلَّ تلميذٍ بُرتقالة ، وقال له : أُريـدُ أنْ تأكُلَها في مكانٍ لا يراكَ فيه أحـد ... وسنلتقي غـدًا هُنا لأعـرِفَ مِن كُلِّ واحـدٍ منكم أين أكل البُرتُقالة .

فأخـذ كُلُّ واحـدٍ من التلاميذ بُرتقالةً وانصرف .

 

وفي اليوم التالي ، حضر جميعُ التلاميذ ، فسألهم الشيخ : هل أكلتم البُرتقال ؟

فقال الأول : أكلتُها في الدُّولاب .

وقال الثاني : أكلتُها تحت السرير .

وقال الثالث : أكلتُها فـوق السُّطوح .

وأخـذ كُلُّ واحـدٍ من التلاميذ يحكي للشيخ أين أكل البُرتقالة .

 

إلى أنْ جاءَ الدَّورُ على عبد الله ... فقال له الشيخ : وأنتَ يا عبد الله ، أين أكلتَ البُرتقالة ؟

فأخـرج عبد الله البُرتقالةَ من جيبه ، وقال للشيخ : أنا لم آكُـل البُرتقالةَ يا شيخي .

فقال له الشيخ : ولماذا لم تأكلها يا عبد الله ؟

فقال عبد الله : لأنَّكَ أمرتنا أنْ نأكلَها في مكانٍ لا يرانا فيه أحـد ... فكُلَّما ذهبتُ إلى مكانٍ وأردتُ أنْ آكُلَ البُرتقالةَ علِمتُ أنَّ اللهَ يراني ، فمِن أجلِ ذلك لم آكُل البُرتقالة .

ففرِحَ الشيخُ به فرحًا كبيرًا ، واحتضنه ، وأعطاه مُكافأة ، ثم قال لسائر التلاميذ : ما رأيكُم في عبد الله ؟

فقالوا : لقـد علِمنا أنَّه أفضلُ مِنَّا ، لأنَّه يُراقِبُ اللهَ ويخشاه .

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

 

** الدروسُ المُستفادَة :

-------

1- أنَّ المُؤمنَ لا بُدَّ أنْ يحرِصَ على حِفظ وقـراءة القُرآن ؛ لأنَّ القُرآنَ كلامُ الله ، فمَن أَحَبَّ القُرآنَ أَحَبَّهُ الله .

2- أنَّ المُؤمنَ يعلمُ أنَّ اللهَ يراه ويُراقبُه ... ولذلك فهو يَخشَى اللهَ دائمًا ، ويحرِصُ كُلَّ الحِرصِ على أنْ يبتعـِدَ عن معصيةِ الله .

3- أنَّ الشيخَ لا بُدَّ أنْ يختبِرَ تلاميذَه كُلَّ فترةٍ ، حتى إذا كان يُفضِّلُ أحـدَ التلاميذ يعلمُ زُملاؤه لماذا يُفضِّلُه الشيخ ، فيفعلون مِثلَه .

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

01317019935.gif

 

( 5 )

 

.. دَرْسٌ لـن أنسـاه ..

----------

 

كان ياما كان ... كان هناك مَلِكٌ يعيشُ في قصرٍ في غايةِ الحُسن والجمال ، ولم يكن له إلَّا ابنةٌ واحـدة ، وكانت من أجمل النساء ، لكنَّها كانت مغرورةً بجمالها ... فقـد تقـدَّم إليها الكثيرُ من الأُمـراء والملوك يُريدون أن يتزوَّجوها ، لكنَّها كانت ترفضُ دائمًا ؛ لأنَّها كانت تقولُ في نفسِها : لا يستحق هـذا الجمال أىُّ رجـل .

 

وذات مـرةٍ تقـدَّمَ للزواجِ بها أحـدُ الأُمـراء ، واسمُه صالِح ، وكان يعتقدُ أنَّها ستُوافِقُ عليه فـورًا ؛ لأنَّه جميلٌ وشُجاعٌ وكريم .

إلَّا أنَّ الأميرةَ لم ترفض الزواجَ فقط ، بل رفضت حتى رؤيتَه .

غَضِبَ الملِك من ابنتِه الأميرة المغرورة ؛ لأنَّها رفضت الزواجَ من كل الأُمـراء حتى أصبحوا جميعًا أعـداءً له بعـد أنْ كانوا أصدقاءً .

وهنا قَـرَّر الملِك أنْ يُلقِّنَ ابنتَهالمغرورةَ درسًا لن تنساه أبـدًا ... وذلك بأنْ يُزوِّجها من أول رجلٍ فقيرٍ يدخلُ القصر ، ويطلبُ المساعدةَ منه .

 

وبعـد أيامٍ جاء رجلٌ فقيرٌ يطلبُ المساعـدة ... وكان يبدو عليه الفقرُ الشديد . فنادَى الملِكُ عليه ، وقال له : سأُزوِّجُكَ ابنتي ... ثم نادَى على ابنتِهالمغرورةِ ، وقال لها : لقـد زوَّجتُكِ هـذا الرجلَ الفقير ، فاذهبي معه .

 

أخـذ الرجلُ الفقيرُ زوجتَه ( ابنة الملِك ) ، وهو لا يُصدِّقُ ما حـدث ، وكان الرجلُ لا يمتلِكُ حِصانًا ولا حتى حِمارًا تركبُه الأميرة، فأمرها أنْ تمشيَ معه على رِجلَيْها لمسافاتٍ طويلةٍ جـدًا .

 

ظلَّت الأميرةُ تمشي حتى تعِبَت ... فقال لها زوجُها الفقير : هيَّا أسرعي حتى نصِلَ إلى الكُـوخِ الذي نعيشُ فيه ، فالمسافةُ طويلةٌ جـدًا .

 

مـرَّت الأميرةُ على غاباتٍ واسعةٍ وكبيرةٍ ، فقالت لزوجِها الفقير : مَن صاحِبُ هـذه الغاباتِ الواسعة ؟

قال زوجُها : صاحِبُها هو الأميـرُ صالِح .

فشعـرت الأميرةُ بالندم الشديد ؛ لأنَّها رفضت الزواجَ من الأمير صالِح ... فلو أنَّها وافقت لكانت تلك الغاباتُ كُلُّها مِن نصيبِها .

 

ثم مشت الأميرةُ ساعاتٍ طويلةً ، وتعِبت تعبًا شديدًا ، حتى امتلأت عينُها بالدموع من شدة الألم والتعب ... وأثناءَ سيرها مرَّت على مزارع كبيرة واسعة للقمح والشعير ، فسألت زوجَها الفقير : مَن صاحِبُ تلك المزارع ؟

فقال لها زوجُها : صاحِبُها هو الأميـرُ صالِح .

فازدادت الأميرةُ حُزنًا وندمًا ، وقالت لنفسِها : لو كنتُ وافقتُ على الزواج من الأمير صالِح ؛ لكانت تلك المزارع من نصيبي .

 

واستمرت الأميرةُ في السير بسُرعةٍ وهى تبكي ، مرَّت على مكانٍ كبيرٍ مليءٍ بالخيول والماشية ، فقالت لزوجِها : مَن صاحِبُ هـذه الخيول والماشية ؟

فقال لها زوجُها : صاحِبُها هو الأميـرُ صالِح .

فأخـذت الأميرةُ المغرورةُ تبكي من شدة الحُزن والتعب .

فقال لها زوجُها : لا أُريـدُ أنْ تسأليني عن شئٍ بعـد ذلك ، فأنا زوجُكِ الفقير ، ولكنْ لا بُـدَّ أنْ تكوني راضيةً بحياتِنا البسيطة .

 

وبعـد أربعة أيامٍ وصلا إلى كُـوخٍ صغيرٍ وسط الغابات ، ففتحه الزوجُ ، وقال للأميرة : هـذا هو عُش الزوجيةِ السعيـد ... هيَّا ادخلي . أخـذت الأميرةُ تبكي ندمًا على ما فعلت من رفضها لكل الأمـراء الذين تقدَّموا للزواجِ بها .

 

قال لها الزوج : هيَّا نظِّفي الكُـوخَ ، وأَعِـدِّي الطعامَ ، واغسلي الملابس ، فقامت وعملت كُلَّ ذلك وهيَ لا تكادُ تُصدِّقُ نفسَها أنَّها ستعيشُ في هـذا المكان بعـد أنْ كانت تعيشُ في القصور .

 

قام الزوجُ ، وأحضرَ لها بعضَ البضائعَ لتذهبَ وتبيعَها في السوق وتُساعدَه على أعباءِ المعيشة .

فأخـذت الأميرةُ تلك البضائع ، وذهبت لتبيعَها في السوق وهيَ تبكي .

 

وبينما كانت الأميرةُ جالسةً في السوق لتبيعَ البضائع ، جاءَ فارِسٌ بسُرعةٍ شديدةٍ ، ودخل بحِصانه في تلك البضائع فحطَّمها .

حزِنَت الأميرةُ وعادت إلى زوجِها ؛ لتُخبره بما حـدث .

فقال لها زوجُها : لا تحزني ، فعِنـدي خبرٌ سيُدخِلُ السعادةَ والسرورَ على قلبك .

قالت له الأميرة : ما هـو ؟

قال لها زوجُها : إنَّ بيتَ الأمير يحتاجُ إلى خادِمـة ، فعليكِ أنْ تذهبي للعمل هناك مِن الغَـد .

 

وذهبت الأميرةُ إلى القصر ؛ لتعمل خادِمـة ... وبينما هيَ واقفةٌ في المطبخ ، وإذا برجلٍ يقتربُ منها وقـد لبِسَ ثِيابًا جميلةً ، فلَمَّا نظرت إليه الأميرةُ تعجِّبَت ، وعرفت أنَّه زوجُها ، فقالت له : ما هـذه الملابس الجميلة التي ترتديها ؟ وما الذي جاء بكَ إلى هنا ؟

فقال لها : أنا زوجُكِ الأمير صالِح ... فأنا الذي تقدَّمتُ لكِ ورفضتِ رؤيتي ... وأنا أيضًا الفارِسُ الذي جاءكِ في السوق وحطَّم كُلَّ البضائع ... وأنا الرجلُ الفقيرُ الذي أخـذكِ من قصر أبيكِ ... فلقـد فعلتُ كُلَّ هـذا بالاتفاق مع أبيكِ ، لتتعلَّمي درسًا نافعًا لكِ في حياتِك .

وبعـد أنْ تعلَّمتِ الدرسَ وأصبحتِ مُتواضعةً ، فها أنا اليومَ أُقيمُ لكِ هـذا الحفل ؛ لنحتفِلَ سويًا بحفل زواجِنا ... وها هو والدُكِ قـد حضر الحفل .

 

ففرحت الأميرةُ بذلك ، ودخلت لترتديَ فُستانَها الجميل وزِينَتَها الثمينة ، وأصبحت بعـد ذلك مُتواضعةً مع كل الناس بعـد هـذا الدرس الجميل .

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :

----------

1- أنَّ المؤمنَ لا ينبغي أنْ يتكبَّر أبـدًا ؛ لأنَّ الكِبْرَ ليس من صفاتِ المؤمنين ... فاللهُ لا يُحِبُّ المُستكبرين ، بل يُبغِضُهم ويَغضَبُ عليهم ... والمًتكبِّرُ يكونُ بعيـدًا عن النبيِّ _ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم _ يومَ القيامة ، بل إنَّه يُحرَمُ من دخول الجنةِ مع أول الداخلين .

قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( لا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِه مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْر )) .

 

2- فضلُ التَّواضُع / فالمُتواضِعُ قريبٌ من الله وقريبٌ من الناس .. فاللهُ يُحِبُّ العبـدَ المُتواضِع .. والناسُ يُحِبُّونَ الإنسانَ المُتواضِع .

والتَّواضُع دليلٌ على حُسنِ الخُلُق .. وهو مِن أسبابِ دخول الجنَّةِ والقُربِ من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .

 

3- أنَّ العبـدَ إذا علِمَ أنَّه مُخطِئٌ ، فيجبُ عليه أنْ يتوبَ ويتركَ هـذا الخطأ ، ويُصلِحَ من نفسِه ... فهـذه الأميرةُ المغرورة لَمَّا علِمَت أنَّها أخطأت تابت وأصبحت مُتواضعة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

-

01317019935.gif

 

( 6 )

 

.. غلطَـةُ العُـمـر ..

---------

 

كان ياما كان ... في أحـد الأسواق الكبيرةِ المليئةِ بالمحلاّت الكثيرة ، كان سامي يمشي في هـذه السوق مع والدِه ...

وفجأةً سَمِعَ سامي صوتًا يصدُرُ مِن خلفهِ مُباشرةً ويقـول : لقـد أخطأتُ في الحِساب ... لقـد أخطأتُ في الحِساب .

التفتَ سامي خلفه ، فوجد شيخًا كبيرًا يرتدي ملابسَ قديمة ، يطلبُ بعضَ النقودَ من والدِ سامي ، فأعطاه الأبُ قليلاً من النقود .

ثم مشى الشيخُ الكبيرُ وهو يقول : أخطأتُ في الحِساب .

 

وفي البيت ظلَّ سامي يتساءل : تُرَى ما الذي يقصِده الرجلُ العَجوزُ بكلمةِ أخطأتُ في الحِساب ؟

وهنا ذهب سامي إلى والدِه ، وقال له : هل تتذكَّـرُ يا أبي الشيخَ الكبيرَ الذي قابلناهُ في السوق ؟

قال الأبُ : نعم أتذكَّرُه يا سامي .

قال سامي : لقـد سمعتُه يا أبي يقول أخطأتُ في الحِساب ... ما معنى هـذه العِبارة التي يُكرِّرُها دائمًا يا أبي ؟

قال الأبُ : سوف أحكي لكَ حِكايةَ هـذا الشيخ يا سامي ... فقـد سمعتُها من أبي من قبل .

مُنذُ فترةٍ طويلةٍ وسِنينَ بعيـدةٍ وصل إلى مدينتنا هـذه شابٌّ في العِشرين من العُمر قادِمٌ من بلدٍ بعيـد ... جاء كيْ يعملَ ويكسبَ الرِّزق .

ظلَّ الشَّابُّ يعملُ دون ملل ليلاً ونهارًا ... ومرَّت السنوات فأصبح هـذا الشَّاب من أغنَى الأغنياء ... وأصبح عنده تجارةٌ خاصةٌ به مِمَّا دفعه للعمل أكثر وأكثر ، نتيجةً لاجتهاده .

ومرَّت السنوات وكَبر الشاب ، وأصبح في الخمسين من عُمره ، وتوسَّعت أعمالُه في شَتَّى البِلاد ...

وفي أحـد الأيام ، بينما كان الرجلُ جالِسًا في قصره ... أخـذ يقولُ لنفسِه : لقـد قضيتُ عُمري في جمع المال ... ولم أُفكِّـر في الزواج ، وليس عندي أبناءٌ يرثون هـذه الأمـوال ... تُرَى لِمَن أترُكُ هـذه النقود الكثيرة ؟

ثم قرَّرَ أنْ يتوقَّفَ عن مُمارسةِ أعمالِه ، وقال : بما أَنَّني لن أعيشَ أكثرَ من ثمانين سنةً ، لذا سوف أُنفِق هـذه الأموالَ على نفسي .

ظلَّ الرجلُ يُنفِقُ من أموالِه ، وبعـد عشر سنواتٍ نفِـدَت كُلُّ أموالِه ، فبدأ في بيع أملاكِهِ من محلاّت وبضائع .. وبدأ يصِرفُ ثمنَها على نفسِه ، حتى بلغ السبعين .

ولم يبقَ لديه سِوَى قصرِه فقط ، فقرَّرَ أن يبيعَ قصرَه الجميل ، ليعيشَ بثمنِه حتى يبلُغَ الثمانين .

وانقضت عشرُ سنواتٍ أُخرى ، فَقَـدَ فيها الرجلُ كُلَّ أموالِه ، إلَّا أنَّه لم يمُت ، بل ظلَّ على قيـد الحياة ... ولم يعُـد يَقْوَى على العمل .

وهكـذا عاش السنوات التالية على مُساعداتٍ من الأصدقاءِ والمعارِف ، إلَّا أنَّ هؤلاءِ ماتوا أيضًا ، ولم يبقَ منهم أحـد .

وهكـذا بلغ الرجلُ التسعين ، ولم يبقَ سِوَى أنْ يأخُـذَ من الآخرين .

وإلى الآن فقـد بلغ المائةَ ولم يمُت ، فبدأ يمشي في الأسواق وهو يُردِّد هـذه العِبارة : أخطأتُ في الحِساب ...

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

 

** الدروسُ المُستفادَة :

-------

 

1- أنَّ المُسلمَ يجبُ عليه أن يكونَ مُتوازنًا في حياتِه .

فلا يجعل حياتَه كُلَّها لجمع الأموال ، ولا يجعل حياتَه كُلَّها للجلوس في المساجِد ، ويعيش بلا عمل ، وينتظر مَن يتصدَّق عليه .

بل يجبُ عليه أنْ يجعلَ وقتًا للعمل ، وآخَر للعِبادة ، وآخَر للاهتمامِ بوالديه ، ثم بشؤون البيتِ والزوجةِ والأولاد ... وأن يجعلَ وقتًا لأهلِه وأقاربِه ... إلى غير ذلك ... فيكونُ بذلك قـد أَعطَى كُلَّ ذي حَقٍّ حقَّه .

فقـد رأينا كيف أنَّ هـذا الرجلَ كان يعملُ ليلَ نهار ، حتى أنَّه لم يتزوَّج ، ولم يُنجِب أطفالاً يملؤون عليه حياتَه بالفرحةِ والسعادةِ ، فلَمَّا كبر سِنُّه أراد أنْ يستمتِعَ بهـذا المال ، ونسيَ أنَّه مخلوقٌ من أجل عِبادةِ اللهِ ( جلَّ وعلا ) .

فقـد قال اللهُ تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، فضاع مالُه ، وضاعت حياتُه ، وعاش بقيةَ عُمره يطلبُ من الناس صدقاتِ أموالِهم .

 

2- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يكون مُتوازنًا في إنفاق مالِه ... فلا يكونُ بخيلاً ولا يكونُ مُسرفًا ... فقـد رأينا كيف أنَّ هـذا الرجل كان مُسرفًا ، فأنفقَ مالَه كُلَّه ، وعاش بعـد ذلك على الصدقات .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة اله وبركاته

 

تبارك الرحمن : )

بورك فيك ِ هتون وبورك في الحبيبة الساعية الى الجنة

وجزاكما الله كل خير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رائع اللهم بارك : )

جزاكِ الله الجنة ياحبيبة

تعرفي انا بحث عن هذها الكتاب لما نزلت الى بلدي لكن لم اجده في المدينة التي كنت اسكن بها

ان شاء الله ييسر لي ايجاده

قرات لابنتي القصة الاولى :)

تم تعديل بواسطة ' أم آية'

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

آمين وإياكن

 

أحسن الله إليكن وأثابكن خيرا

 

 

تعرفي انا بحث عن هذها الكتاب لما نزلت الى بلدي لكن لم اجده في المدينة التي كنت اسكن بها

ان شاء الله ييسر لي ايجاده

قرات لابنتي القصة الاولى

 

ماشاء الله الله يحفظها ويجعلها قرة عين لك حبيبتي ام اية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

-

01317019935.gif

 

( 7 )

.. كما تـزرَع تحصُـد ..

------------

 

كان ياما كان ... كان هناك عبـدٌ يعملُ في مزرعةِ سَيِّدِه الذي يملكُه ... وكان هـذا العبـدُ عابِدًا لا يتركُ الصلاةَ ولا قـراءة القُـرآن ... وكان سيِّدُه لا يُصلِّي ولا يقـرأ القُـرآن ، بل كان مشغولاً بجمع المال .

وفي يومٍ من الأيام أراد صاحِبُ المزرعةِ أنْ يُسافِـرَ سفرًا طويلاً ، فقال لهـذا العبد : أُريدُكَ أنْ تزرعَ الأرضَ كُلَّها قمحًا .

فقال له هـذا العبـد : سأفعـلُ يا سيِّدي .

 

وسافـر الرجلُ سفرًا طويلاً ، وعاد في وقتِ الحصاد ، فوجـد المُفاجأة ، وجـد أنَّ العبـدَ قـد زرعَ الأرضَ شعيرًا بدلاً من أن يزرعها قمحًا .

فقال له سيِّده : لقـد أمرتُكَ أن تزرعَ الأرضَ قمحًا ، فلماذا زرعتَها شعيرًا ؟

فقال له هـذا العبـد : لقـد زرعتُها شعيرًا ، ورجوتُ أنْ يُخرِجَ الشعيرُ قمحًا .

فقال له سيِّدُه : يا أحمق ! ... أترجو من الشعير أنْ يُنتِجَ قمحًا ؟!

فقال له : وأنتَ يا سيِّدي ، أتتركُ الصلاةَ وتعصي الإله ، وترجو رحمتَه وجنَّتَه ؟!

ففهِم سيِّدُه هـذا الدرسَ جيدًا ، وقال : لقـد تعلَّمتُ منكَ درسًا لن أنساه ... ومن الآن سأُصلِّي وأعبدُ اللهَ ، ولن تشغلني الدنيا عن طاعةِ الله ( جلَّ وعلا ) بعـد اليوم ...

فاذهب فأنتَ حُـرٌّ لوجـهِ الله .

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :

-------

 

1- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يأمُرَ بالمعروفِ ، ويَنهَى عن المُنكَر ، ولكنْ بكُلِّ أدبٍ ورحمةٍ وذكاء .

 

2- أنَّ المُسلمَ إذا تبيَّنَ له أنَّه مُخطِئٌ ، فعليه أنْ يعترفَ بخطئِهِ ، وأنْ يُصلِحَ من نفسِه ... فليس من العيب أنْ يُخطِئَ المُسلمُ ، ولكنَّ العيبَ أنْ يستمرَ في خطئه .

 

3- علينا أنْ نُكافِئَ مَن يدُلُّنا على الخيرِ ، ولو بكلمةٍ طيبةٍ ... فقـد رأينا كيف أنَّ صاحِبَ المزرعةِ كافأ هـذا العبـدَ بأنْ أعتقَه ، وقال له : أنتَ حُـرٌّ لوجـهِ الله ... وذلك لأنَّه كان سببَ توبتِه وعودتِه إلى اللهِ ( جلَّ وعلا ) .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

-

01317019935.gif

 

( 8 )

 

 

.. لا تَحْسَبُوهُ شَرًا لَكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُم ..

-------------

 

على شاطئِ بحـرٍ جميل ... كان هناك ثلاثةُ إخوة يمتلكون سفينةً صغيرةً تنقِلُ المُسافرين .

وفي يومٍ من الأيام ، كانت هـذه السفينةُ واقفةً على شاطئ البحـر ، تستعِـدُّ لنقل المُسافرين .

وكان أصحابُ السفينةِ ينتظرون حتى تمتلئَ السفينة ، وأثناءَ ذلك رأوا شيخًا كبيرًا يقِفُ بالقُربِ من السفينةِ ، ويحملُ في يده حقيبة ... لكنَّه لم يركب .

اقترب أحـدُ الإخوةِ من الشيخِ ، وقال له : لماذا لم تركب السفينةَ معنا ، فنحنُ سوف نتحرَّك الآن ؟

قال الشيخ الكبير : ليس معي نقودٌ الآن ... وقـد كنتُ دائمًا أُسافِـرُ مع أبيكم ، وأُعطيه النقودَ بعدما أعـودُ من السفر .

قال أحـد الإخـوة : مرحبًا بكَ ، ستُسافِـرُ معنا ، ولن نأخـذ منكَ شيئًا .

فـرح الشيخُ الكبيرُ وركِبَ السفينة ... وبـدأت السفينةُ تتحرَّكُ داخل البحـر ... وجلس الشيخُ الكبيرُ في السفينةِ يصنعُ صُندوقًا صغيرًا ... فأخـرجَ بعضَ الأخشاب من حقيبته ، وراح يَـدُقُّ بالشاكوش ...

وفجأةً سقط الشاكوشُ من يده على ظهر السفينةِ ، فأحـدثَ ثُقبًا فيها ..

 

وبـدأ الماءُ يدخلُ من الثُّقب إلى السفينة .. وأخـذ الشيخُ الكبيرُ يُحاولُ أنْ يمنعَ دخولَ الماءِ ، لكنَّه لم يستطِع .

 

ورأى رُكَّابُ السفينةِ الماءَ يتسرَّبُ إلى السفينة ، فصاحـوا : النجـدة ... النجـدة ..

وحاول جميعُ الرُّكَّاب أنْ يَسُدُّوا الثُّقبَ ، لكنَّهم لم يستطيعوا ... واستمر الماءُ في التَّسَرُّبِ أكثر وأكثر .

 

قال الرُّكَّابُ للشيخ الكبير : أنتَ السبب .. سنغرقُ كُلُّنا بسببك .

وأثناءَ ذلك شاهـد الرُّكَّابُ مجموعةً من السُّفُنِ تقترِبُ منهم ..

وبسُرعةٍ بـدأ الرُّكَّابُ يُشيرون بأيديهم ، ويطلبون النجـدة ..

 

وكانت هـذه السُّفُن يمتلِكُها جماعةٌ من اللصوص ، وكانوا يسرقون السُّفُن الجيدة .. فاقترب اللصوصُ من السفينةِ ، وعندما رأوا الماءَ في قاع السفينة قالوا : هـذه سفينةٌ قديمةٌ ستغرق ، ولن نستفيد منها ، ثم ذهبوا وتركوا السفينة .. فَـرح رُكَّابَ السفينةِ لأنَّهم نجوا من اللصوص الأشرار .

 

قال الشيخُ الكبير : علينا أنْ نُخرِجَ الماءَ من السفينةِ بسُرعة .

 

وبينما كان الرُّكَّابُ مشغولين بإخراج الماءِ ، رأوا طائرًا كبيرًا يطيرُ في السماء، ويُمسِكُ بمنقاره لِفافةً كبيرةً من القُماش .. وحوله طيورٌ تُهاجمه ، وتُحاولُ خَطف الِّلفافة .. وفجأةً سقطت لِفافة القُماش على السفينة .. فأسرع أحـدُ الرُّكَّابِ وأمسكَ لِفافة القُماش .. وقال : إنَّ هـذا القُماش أفضل ما يَسُدُّ ثُقبَ السفينة .

وبالفِعل تمَّ سَـد الثُّقب .. وتوقَّفَ تَسَرُّبُ الماء .

 

قال الشيخُ الكبيرُ : لقـد استجابَ اللهُ لِدُعاءِنا .. لذلك يجبُ على كُلِّ مَن معه نقودٌ أنْ يتبرَّعَ ببعضِ المال ليُنفِقَ في أعمال الخيرِ حمدًا لله .

 

جمع الرُّكَّابُ عشرة دنانير ، وقـرَّروا توزيعَها على الفُقراءِ والمساكين .

 

وعندما توقَّفت السفينةُ على الشاطئ ، نزل الرُّكَّاب ... فرأوا امرأةً تبكي بشِدَّة ، فقال الشيخُ الكبيرُ للمرأة : لماذا تبكين هكـذا ؟

 

قالت المرأة : كان معي قِطعةٌ كبيرةٌ من القُماش ، كنتُ سأُخيطها ثم أبيعُها في السوق .

وبينما كنتُ أشربُ من هـذا البِئر ، جاء طائرٌ وخَطَفَ قِطعةَ القُماش ، وطار بعيـدًا .

 

فقال لها الشيخُ الكبير : كم ثَمَن قِطعة القُماش ؟

 

قالت المرأة : ثَمَنُها دينارٌ كُنَّا سنعيشُ به طوال الأسبوع أنا وأبنائي الصغار .

 

رجع الشيخُ الكبيرُ إلى الرُّكَّابِ ، وحَكَى لهم قِصة المرأة .

 

فقال أحـدُ الرجال : إنَّ قِطعةَ القُماش هيَ التي جعلها اللهُ سببًا في إنقاذِنا من الغـرق .

 

وقال رجلٌ آخـر : إذًا علينا أنْ نُعطيها النقودَ التي جمعناها .

 

وأعطى أصحابُ السفينةِ الدنانيرَ العشرةَ للمرأة .

 

ففرحتُ المرأةُ كثيرًا ، وحمـدت اللهَ تعالى .

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :

-------

 

1- أنَّه ينبغي على كُلِّ مسلمٍ أنْ يحرصَ على فِعل الخير ... فلقـد رأينا كيف أنَّ أصحابَ السفينةِ وافقوا على ركوب هـذا الشيخ الكبير بلا مُقابِلٍ ماديّ .. حِرصًا منهم على فِعل الخير .

 

2- أنَّ التعاونَ يجلبُ الخيرَ للأُمَّة .. فلقـد رأينا كيف أنَّ رُكَّابَ السفينةِ تعاونوا من أجل المُحافظةِ على السفينةِ من الغرق ، فكان ذلك سببَ نجاتِهم _ بإذن الله _ .

 

3- قـد يحدث للإنسان ابتلاءٌ ويَظُن أنَّه هو عينُ الشَّر ، ثم يتَّضِحُ له بعـد ذلك أنَّ هـذا الابتلاءَ هو عينُ الخير .

 

فلقـد رأينا كيف أنَّ رُكَّابَ السفينةِ كانوا يَظُنُّونَ أنَّ الثُّقبَ الذي حدثَ في السفينةِ هو عين الشَّر ، وأنَّه سيكونُ سببَ غرق السفينة ، وإذا به يكونُ سببًا في نجاتِهم من اللصوص .

 

4- الحِرصُ على الإحسان إلى الفُقراء ، وتفريج هموم المُسلمين .

فلقـد رأينا كيف أنَّ أصحابَ السفينةِ أحسنوا إلى هـذه المرأةِ التي جعلها اللهُ سببًا في نجاتِهم بغير قصدٍ منها .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

-

 

01317019935.gif

 

 

( 9 )

 

 

.. ثَمَـرةُ الإيثـار ..

-------------

 

 

كان ياما كان ... في سالِفِ الزمان ... كان هناك ثلاثةٌ من الأصدقاء ، وهم : أحمـد ومحمـود وسلمان ... وكانوا يعيشون في قريةٍ جميلةٍ مليئةٍ بالأشجار الجميلة ... وكان سُكَّانُ هـذه القرية طيِّبين ، يُحِبُّ بعضُهم بعضًا حُبًا شديدًا .

 

 

وفي يومٍ من الأيام قالت زوجة أحمـد له : يا زوجيَ الحبيب ، أنتَ تعلمُ أنَّ العيدَ قـد اقترب ، وليس عندنا ملابس جديدة لأولادِنا ، فنُريدُ مالاً لنشتريَ به ملابسَ أولادِنا .

 

 

قال لها زوجُها أحمـد ، وقـد امتلأ قلبُه حُزنًا وأسفًا : ليس معي مالٌ لأشتريَ به ملابسَ جديدة لأولادِنا ، لكنْ انتظري فسوف أذهبُ لصديقي سلمان لأقترضَ منه بعضَ المال .

 

 

ذهب أحمـد إلى صديقهِ سلمان ، وحكى له ما دار بينه وبين زوجتِه ، وأخبره أنَّه يُريدُ أنْ يقترضَ منه بعضَ المال .

 

 

فرحَّبَ سلمان ، وفرح بذلك ، ودخل غُرفتَه وأخرج له كيسًا فيه ألفُ دِرهم . أخـذ أحمـد الكِيسَ وهو في قِمَّة السعادة ، وشَكَرَ صديقَه سلمان على حُسن صَنيعه وإحسانِه ... وفي الطريق قابَل أحمـد صديقَه محمـود ، فقال له : كيف حالُكَ يا محمـود ؟

 

 

فقال له محمـود ، وقـد ظهر الحُزنُ على وجهه : الحمدُ لله بخيـر .

 

 

فقال له أحمـد : أشعرُ أنَّكَ مهمومٌ وحزينٌ يا محمـود .

 

 

قال له محمـود : نعم يا صديقي ... مشكلةٌ وأحتاجُ لبعض المال .

 

 

فأخرج أحمـد كيسَ النقود الذي أخذه من سلمان ، وأعطاه لمحمـود ، وقال له : خُـذ يا صديقي هـذا المال ، فأنا لا أُريـدُ أنْ أراكَ حزينًا .

 

 

وعاد أحمـد إلى زوجتِه ، فقالت له : هل أحضرتَ المالَ يا أحمـد ؟

 

 

فأخبرها أحمـد بما حـدث ، فابتسمت زوجتُه وقالت له : بارك اللهُ فيكَ ، فأنا سعيدةٌ لأنَّكَ فرَّجتَ هَمَّ أخيكَ المُسلم .

 

 

وبعـد ساعةٍ سَمِعَ أحمـد صوتًا يطرقُ على بابِ البيت ، فأسرع وفتح البابَ ، فوجـد صديقَه سلمان ، فسلَّمَ عليه ورحَّبَ به ، وأدخله البيت ، فقال له سلمان : أين المالُ الذي أخذتَه مِنِّي يا أحمـد ؟

 

 

فقال له أحمـد : لقـد أعطيتُه لصديقِنا محمـود ، لأنَّه كان في حاجةٍ إليه ، فضَحِكَ سلمانُ من أعماق قلبه .

 

 

فتعجَّبَ أحمـد ، وقال له : لماذا تضحك يا سلمان ؟

 

 

قال له سلمان : لقـد كنتُ في أزمةٍ شديدةٍ ، فطلبتُ هـذا المالَ من محمـود ، فأعطاني هـذا الكِيس ، فجِئتَ أنتَ وطلبتَ مِنٍّي مالاً ، فأعطيتُكَ الكِيسَ مع شِدَّةِ احتياجي له ، ثم أعطيتَه أنتَ لمحمـود ، وفضَّلتَه على نفسِك مع شِدَّة احتياجِكَ لهـذا المال ، وإذا بمحمـود يُفضِّلُني على نفسِه ويُرسلُ المالَ بعدما أخذّه منك ، فضَحِكَ أحمـد وسلمان ... ثم قال له سلمان : هيَّا بنا نذهب إلى محمـود ، ونقسم هـذا المالَ بيننا جميعًا ، عسى أنْ يُباركَ اللهُ لنا في هـذا المال .

 

 

وعلِمَ حاكمُ القريةِ بقِصَّةِ الأصدقاءِ الثلاثة : أحمـد ومحمـود وسلمان ، فقال الحاكم لكبير الحُرَّاس : اذهب وأَحضِر هؤلاءِ الثلاثة .

 

 

فذهب كبيرُالحُرَّاس ، وأخبرهم بأنَّ حاكمَ القريةِ يُريدهم ، فخافوا وقالوا : نحنُ لم نفعل أىَّ شئٍ ، فماذا يُريدُ مِنَّا حاكِمُ القرية ؟

 

 

قال كبيرُ الحُرَّاس : لا أدري ، ولكنَّه يُريدكم الآن .

 

 

ذهب الأصدقاءُ الثلاثةُ مع كبير الحُرَّاس إلى الحاكم ، وعندما وصلوا إلى القصر أمر الحاكمُ بإدخالِهم على الفور .

 

قال لهم الحاكِم : لقـد علِمتُ بما فعلتم ، وسعـدتُ جـدًا لهـذا الإيثار الذي كان بينكم ، ولذا سأُقَـدِّمُ لِكُلِّ واحـدٍ منكم مُكافأةً يبلُغُ قَـدْرُها عشرة آلاف دِرهم جزاءً على ما فعلتموه ... بل وسأُعطي زوجةَ أحمـد أيضًا مُكافأةً لأنَّها لم تشعر بالحُزن عندما أعطى المالَ لصديقهِ محمـود .

 

 

ففـرِحَ الأصدقاءُ الثلاثة بهـذه المُكافأة ... وفَـرِحَت زوجة أحمـد أيضًا ، وعلِموا أنَّ هـذا جزاء الإيثار ومَحبَّة الآخرين .

 

(( واللهُ في عَـونِ العبـدِ ما كان العبـدُ في عـون أخيـه )) .

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

 

** الدروسُ المُستفادَة :

-------

 

 

1- أنَّ الحُبَّ في الله من أعظم النّعم ، ولذا يجبُ أنْ يُحِبَّ المُسلمُ إخوانَه المُسلمين ، وأنْ يتعاونَ معهم على البِرِّ والتَّقوى .

 

 

2- أنَّ المُؤمنَ لا بُدَّ أنْ يَحرِصَ على إدخال السعادةِ والفرحةِ على قلبِ إخوانِه المُسلمين .

 

 

3- أنَّ ثمرةَ الإيثار عظيمة ... فعندما آثَرَ كُلُّ واحـدٍ منهم أخاه ، أكرمهم اللهُ بمُكافأةِ حاكم القريةِ ، مع ما يدَّخره لهم من الأجـر والثوابِ في الآخـرة .

 

 

- والإيثارُ أنْ تُعطِيَ لإخوانِكَ ما في يـدِكَ مع أنَّكَ مُحتاجٌ إليه .

﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

-

01317019935.gif

 

( 10 )

 

.. قِصَّـةُ الصُّنـدوق العجيب ..

-------------

 

كان ياما كان ... كان هناك رجلٌ عَطَّار في مدينةِ بغـداد .

 

جاءه رجلٌ فقير ، فدفع إليه عشرة دراهم ، واشترى منه بعضَ أنواع العِطارة التي تحتاجُ إليها المرأةُ عند الوِلادة .

 

ولَمَّا أراد هـذا الرجلُ الفقيرُ أنْ ينصرِفَ سقطت منه العِطارةُ التي اشتراها على الأرض ، واختلطت بالتُّراب .

 

فوقف الرجلُ يبكي بُكاءً شديدًا ، وهو يقول : واللهِ لقـد كنتُ منذُ ثلاث سنواتٍ في قافلةٍ ، وكان معي صُندوقٌ فيه أربعة آلاف دينار ، ومعها فصوص وجواهر قيمتُها أربعة آلاف دينار ، فضاع الصندوق ولم أحزن على ضياعه مِثل حُزني الآن على ضياع هـذه العِطارة ؛ لأنَّ زوجتي ولدت لي الليلةَ ولدًا ، وكانت في أشدِّ الحاجة لهـذه العِطارة ، وليس عندي دِرهمٌ واحدٌ لأشتريَ لها غيرها ، فماذا أصنع ؟

 

فحدثت في تلك اللحظة أكبر مُفاجأة !!!

 

كان هناك رجلٌ يجلس قريبًا من محل العِطارة ، وسمع هـذا الكلام ، فنادى على هـذا الرجل الفقير ، وقال له : أُريدُ أنْ أتكلَّمَ معكَ أيها الرجل ، فدخلوا جميعًا بيتَ هـذا الرجل ، فقال له : أُريدُكَ أنْ تحكيَ حِكايةَ الصُّندوق مرةً أخرى .

 

فحكَى له حِكاية الصُّندوق لَمَّا ضاع منه في القافلة .

 

فقال له الرجل : أُريدُكَ أنْ تصفَ لي هـذا الصُّندوق .

 

فوصفَ له لونَ الصُّندوق وشكلَه ، وعَـدَّد الأموالَ التي بداخله ، ولونَ المُجوهرات وأنواعها ... فكانت كما وصفها تمامًا .

 

فقام الرجلُ ودخل غُرفتَه ، وأخرج له الصُّندوق ، وقال له : أهـذا هو الصُّندوق ؟

 

قال : نعم ، هو بعينه !!!

 

فأعطاه الرجلُ صُندوقَه ، وفيه الأموال والمُجوهرات كما هيَ ... وبدلاً من بُكائه على ضياع العِطارة التي كانت بعشرة دراهم ، فها هو الآن قـد عاد إليه مالُه الذي فقده منذ ثلاث سنوات ، وأصبح غنيًا مرةً أخرى .

 

تعجِّبَ الناسُ من موقفِ هـذا الرجل الذي أعطاه الصُّندوقَ ، وسألوه عن قِصة الصُّندوق .

 

فأخبرهم أنَّه كان من جنود الحِراسةِ في هـذه البِلاد ...

 

وفي يومٍ من الأيام وجـد رجلاً يحملُ هـذا الصُّندوق ، فلَمَّا اقترب منه فزِع الرجلُ وترك الصُّندوق .

 

قال : فعلمتُ أنَّه لِصّ ، ولمَّا رآني ترك الصُّندوق .

 

فأخذتُ الصُّندوقَ ، وسألتُ كثيرًا عن صاحبه ، ولم أستطِع الوصولَ إليه ، وتوجَّهتُ إلى الله بالدعاءِ أنْ يُيَسِّرَ لي توصيلَ هـذا الصُّندوقَ لصاحبه قبل أنْ أموت ... وها هيَ اللحظةُ التي أكرمني اللهُ فيها بإيصال الصُّندوقَ لصاحبه قبل أنْ أموت .

 

والعجيبُ : أنَّ هـذا الرجلَ مات بعـد إيصال الصُّندوق لصاحبِه بشهرٍ واحـد .

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

 

 

 

** الدروسُ المُستفادَة :

-------

 

1- أنَّ المسلمَ لا يحزن إذا أصابه مكروه ... فقـد يكونُ هـذا الابتلاءُ نعمةً عظيمةً ... فقـد رأينا كيف أنَّ هـذا الرجلَ لَمَّا سقطت منه العِطارة وبكَى ، وسمِع الناسُ قِصتَه ، كان ذلك سببًا في عودةِ أموالِه إليه .

 

2- أنَّ المسلمَ ينبغي أنْ يكونَ حريصًا على رَدِّ الحقوق والأماناتِ لأصحابِها ، ولو مَرَّ عليها سنواتٌ طويلة .

 

3- أنَّ اللهَ ( عزَّ وجلّ ) قـد يُبدِّلُ حالَ الإنسان في لحظةٍ واحـدةٍ من حالٍ إلى حال ... من فقرٍ إلى غِنَى ... من مرضٍ إلى صِحَّة ... من ذُلٍّ إلى عِزَّة ... من هَمٍّ وضِيقٍ إلى سُرورٍ وسعادة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

-

01317019935.gif

 

( 11 )

 

.. حِكايـةُ بائـع الَّلبن ..

-----------

 

كان ياما كان ... كان في إحدى القُرى الجميلة شابٌّ اسمُه كمال ، وكان يبيعُ الَّلبن لأهل القرية ، فكان يأتي باللبن من عند أصحابِ الماشية في هـذه القريةِ الجميلة ، ثم يأخذ اللبن ويبيعه في المدينةِ المُجاورة لقريته .

 

ظَلَّ كمال يبيعُ اللبن لسنواتٍ طويلةٍ ، حتى أَحَسَّ بالتَّعَب ، فقرَّرَ أنْ يُحضِرَ غُلامًا ؛ ليُساعده في العمل .

 

لَمَّا جاءه الغًلام ، قال له كمال : اذهب إلى بيتِ فُلانٍ وفُلانٍ وفُلان ، وأَحضِر اللبن من عندهم ، ثم عليكَ أنْ تُحضِرَ اللبن هنا قبل أنْ تذهبَ لتوزيعِه في المدينة .

 

ذهب الغُلام ، وجَمَعَ اللبن ، وعاد إلى كمال ... فأخـذ كمال يَغش اللبن بالماء .

 

فقال له الغُلام : هـذا حرامٌ ولا يجوز ، وسيُعاقبُكَ اللهُ على ذلك .

 

فقال له كمال : لا أُريدُ أنْ أسمعَ منكَ هـذا الكلام ... فأنا صاحِبُ اللبن ، وسأفعلُ فيه ما أشاء .

 

فقال له الغُلام : سأُخبِرُ الناسَ بذلك .

 

فقال له كمال : لن يُصدِّقكَ أحـد .

 

ذهب الغُلامُ باللبن إلى المدينةِ ليبيعَه لِسُكَّان المدينة ، فوقف يُنادي : مَن يشتري اللبنَ المغشوش ؟ ... مَن يشتري اللبن المغشوش ؟

 

فتعجَّبَ الناسُ من هـذا الكلام ، وقالوا : هل هـذا اللبن مغشوش ؟

 

قال الغُلام : نعم .. إنَّه مغشوش ... فقـد رأيتُ بعيني كمال صاحِب اللبن وهو يَغُشُّه بالماء .

 

فقال الناس : واللهِ لن نشتريَ هـذا اللبنَ المغشوش .

 

وعندما علِمَ كمال بما فعله الغُلام ، أخـذ يضربه ضربًا شديدًا ، فاجتمع الناسُ لإنقاذ الغُلام من يد كمال ، وذهبوا جميعًا إلى قِسم الشُّرطة .

 

فأخـذ ضابطُ الشُّرطة بائعَ اللبن ( كمال ) والغُلام ، وذهب بهما إلى مأمور القِسم .

 

فقال المأمور للغُلام : كيف عرفتَ أنَّ هـذا اللبنَ مغشوش ؟

 

قال الغُلام : واللهِ لقـد رأيتُ صاحِبَه وهو يَغُشُّه بالماءِ أمام عيني ، وقُلتُ له : هـذا حـرامٌ ولا يجـوز ، وسيُعاقبُكَ اللهُ على ذلك ، لكنَّه لم يستمع لنصيحتي ... فقلتُ له : سأُخبرُ الناسَ بأنَّ اللبنَ مغشوش .. فقال لي : لن يُصدِّقكَ أحـد .

 

فأخـذ المأمورُ كوبًا من اللبن ، فشرِبَ منه ، فعرفَ أنَّه مغشوشٌ بالماء ... وبعـد التحقيقات اعترف صاحِبُ اللبن ( كمال ) بأنَّه قـد غَشَّ اللبن ، فأمر المأمورُ بسَجنه ، وبتوقيع أَشدِّ العقوبةِ عليه .

وطلب من الغُلام أنْ يعملَ عنده في البيتِ جزاءَ صِدقه وأمانتِه .

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :

-------

1- أنَّ الغِشَّ حـرام ... فقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن غَشَّنا فليس مِنَّا )) ، وأنَّ اللهَ لن يُبارِكَ للغَشَّاشِ في مالِه ، بل وسيفضحه بين الناس ليعلموا حقيقتَه .

 

2- أنَّ المُؤمِنَ لا بُدَّ أنْ يَنصحَ كُلَّ مَن يَغُشُّ الناسَ أو يَخدعهم ؛ حتى يتوبَ إلى اللهِ وينتهيَ عن الغِش والخِداع .

 

3- أنَّه لا بُدَّ أنْ نُكافئَ الإنسانَ الأمينَ على أمانتِه ، وأنْ نُعاقِبَ كُلَّ مَن يَغُش أو يَخدع ؛ حتى تنتشرَ الأمانةُ في المجتمع ، وينتهيَ الغِشُّ والخِداع .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

01317019935.gif

 

( 12 )

 

.. لا تغضَب ..

-----

 

على ضِفافِ أحـد الأنهارِ في إحـدى المُدن الجميلة ، كان يسكُنُ هناك طِفلٌ سريعُ الغضب اسمُه ماجـد ... كان لا يتحكَّمُ في أعصابِه ، بل كان دائمًا يضرِبُ إخوانَه وزُملائَه وبدون سببٍ ، حتى هَجَرَه القريبُ والبعيـد .

 

بل وصل الأمرُ إلى أنَّه كان يلعبُ وحده ، لأنَّ كُلَّ زُملائِه أصبحوا لا يُحِبُّون الَّلعِبَ معه بسببِ كثرةِ غضبه وعصبيته وضربه لزُملائه .

 

وفي يومٍ من الأيام عاد ماجـد إلى البيت وهو في غايةِ الحُزن ، فسألته أُمُّه عن سبب حُزنِه .

 

قال ماجـد : لقـد هَجَرني كُلُّ أصدقائي ، وتركوني ألعبُ وحدي .

 

قالت أُمُّه : لأنَّكَ يا بُنَيَّ سريعُ الغضب .

 

قال ماجـد : هـذه طِباعي ولا أستطيعُ أنْ أُغيِّرها .

 

قالت أُمُّه : بل تستطيعُ أنْ تُغيِّرها يا بُنَيَّ ، ولكنْ عليكَ أنْ تطلُبَ من اللهِ ( جلَّ وعلا ) أنْ يُعينكَ على ذلك ، وأنْ تُحاولَ مرةً بعـد مرة .

 

جلس ماجـد مع نفسه ، وقال : لماذا لا أحاولُ أنْ أتحكَّمَ في أعصابي ولا أغضب مهما حدث ، حتى أكونَ محبوبًا بين إخوتي وأصدقائي ..؟!

 

وفي اليوم التالي استيقظ ماجـد ، فوجد أخاه الصغير قـد كَسَرَ قلَمَه الذي يكتبُ به ، فأراد ماجـد أنْ يَضربَ أخاه ، ولكنَّه فجأةً تذكَّرَ أنَّه لن يغضب ، فقال في نفسِه : لا تغضب ، فهو لم يقصِد كَسْرَ القلم ، ولكنْ من المُؤكَّد أنَّه سقط منه فانكسر .

 

لبس ماجـد ملابسَ المدرسة ، وانتظر سيارة المدرسة ، ولكنَّها تأخَّرت ، فأَحَسَّ بالضِّيق والغضب ، ولكنْ سُرعان ما تخلَّصَ من هـذا الإحساس ، وقال : لا مانِعَ أنْ أَذهَبَ اليوم إلى المدرسةِ بالمواصلات العامة .

 

ولَمَّا رَكِبَ الأتوبيس وجد زِحامًا شديدًا ، فأَحَسَّ بالغضب ، ولكنْ سُرعان ما تخلَّصَ من الغضب ، وقال في نفسه : كُلُّ الناسِ يُعانون مِن هـذا الزِّحام ، فلماذا أَغضب ؟

 

وذهبَ ماجـد إلى المدرسةِ ، ودخل على كُلِّ زُملائِه يَحضنهم ويُقبِّلهم ويَبتسِمُ في وجوههم ويعتذر لهم جميعًا عن غضبه وعصبيته ، فسامَحُوه جميعًا ، وعاش معهم أجملَ يومٍ في حياتِه ... ثم لَمَّا انتهَى اليومُ الدِّراسيُّ سلَّمَ على أصدقائِه وودَّعهم وهو في أَشَدِّ الشَّوقِ لرؤيتِهم في الغَـد .

 

وعاد ماجـد إلى بيتِه سعيدًا مسرورًا ، فلَمَّا سألته أُمُّه عن السبب ، قال لها : لقـد تخلَّصتُ من الغضب والعصبية ، ولَعِبتُ اليومَ مع زُملائي ولم ألعب وحـدي ... وأُعاهِدُكِ يا أُمِّي أنْ أكونَ هادئًا ، ولن أَغضبَ بعـد اليوم .

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :

-------

 

1- أنَّ المُسلمَ لا ينبغي أنْ يَغضبَ لأتفه الأسباب ، بل عليه أنْ يتحلَّى بحُسن الخُلُق ، حتى لو أساءَ الناسُ إليه ... ولذلك لَمَّا جاء رجلٌ من الصحابةِ ، وقال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أوصِني ، قال : (( لا تغضَب )) .

ولقـد رأينا كيف أنَّ ماجـد لَمَّا كان سريعَ الغضب ، كان أصحابُه يكرهونه ، فلَمَّا تخلَّصَ من هـذه الصِّفَةِ المذمومةِ أَحَبَّه أصحابُه .

 

2- أنَّ المُؤمنَ إذا كان يَتَّصِفُ بصِفةٍ مذمومةٍ ، فلا ينبغي أنْ يَرضَى بها ، بل عليه أنْ يتخلَّصَ منها في أسرعِ وقت ... فإذا كان يكذِبُ فلا بُدَّ أنْ يتركَ الكَذِبَ ويتحلَّى بالصِّدق ... وإذا كان يغضب فلا بُدَّ أنْ يتخلَّصَ من العصبيةِ والغضب وأنْ يتحلَّى بحُسن الخُلُق ... وإذا كان خائِنًا فلا بُدَّ أنْ يتخلَّصَ من الخِيانةِ وأنْ يتحلَّى بصفةِ الأمانةِ والوفاء ... وهكـذا .

 

3- أنَّ الأمَّ لا بُدَّ أنْ تُعلِّمَ أولادَها الأخلاقَ الحَسَنَة ، وتُشجِّعَهم عليها ، وأنْ تُحَذِّرَهم من الأخلاقِ المذمومةِ وتُعاقِبَهم عليها .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

01317019935.gif

 

( 13 )

 

.. سُــوء الخاتمـة ..

----------

 

كان ياما كان ... كان في إحدى البِلاد رجلٌ مُؤذِّن ، يُؤذِّنُ في المسجدِ للصلاة خمسَ مرات ، وظَلَّ على ذلك سنواتٍ طويلة .

 

وفي يومٍ من الأيام صَعِـدَ المُؤذِّنُ لِيُؤذِّنَ للصلاةِ فوق سطح المسجد ، فنظر إلى البيتِ المُجاوِر للمسجد ، فرأى فتاةً نصرانيةً في غايةِ الحُسن والجمال ، فما كان منه إلَّا أنْ قَطَعَ الأذانَ من نِصفه ، ونزل من على سطح المسجد ، وذهب إليها ، وطرق على بابِها ، ففتحت .

 

قالت له : ماذا تُريد ؟

 

قال المُؤذِّن : أُريدُكِ لنفسي .

 

فقالت له : أنا لن أكونَ لكَ إلَّا إذا تزوَّجتَني في الحلال ، ومع ذلك فلا بُدَّ أنْ تعلمَ أنَّ أبي لن يُوافقَ إلَّا إذا تركتَ دينَكَ واعتنقتَ الدِّيانةَ النَّصرانية .

 

فقال لها : أتركُ ديني وأَتنصَّرُ على أنْ تُوافقي على الزواج .

 

فتنصَّرَ المُؤذِّنُ ، وتركَ دينَ الإسلام ، وقابَلَ والِدَ الفتاة ، ووافقَ على الزواج ، وحَدَّدَ له موعِدَ الزواج بعـد أسبوع .

 

وفي يوم الزواج صعِـدَ المُؤذِّنُ على سطح بيتِه ليُحضِرَ بعضَ الأشياء التي يحتاجُ إليها ، فزلَّت قـدمُه فوقعَ ميتًا ، فَخَسِرَ الدُّنيا والآخِرةَ ، وماتَ كافـرًا ، ولم يتزوَّج تلك الفتاة التي ترك دينَه من أجلِها .

 

45.gif

** الدروسُ المُستفادَة :

--------

 

1- أنَّ المُسلمَ يجبُ عليه أنْ يَغُضَّ بصرَه عن النساءِ ، حتى لا يُفتَنَ ، وكذلك المُسلمةُ يجبُ عليها أنْ تَغُضَّ بصرَها عن الرجال .

قال اللهُ تعالى : ﴿ قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرْوجَهُنَّ النور/30-31 .

 

2- أنَّ الدِّينَ هو أغلَى شئٍ في حياةِ المُسلِم ، فلا ينبغي أنْ يُفَرِّطَ المُسلِمُ في دينه ولو عُرِضَت عليه كنوزُ الدُّنيا وشهواتُها كُلُّها .

 

3- أنَّ المُسلِمَ لا بُدَّ أنْ يَخشَى على نفسِه من سُوءِ الخاتِمة ... فقـد رأينا كيف أنَّ هـذا المُؤذِّنَ تركَ دينَه من أجل امرأةٍ ومات كافـرًا حتى قبل أنْ يتزوَّجَها ... فخَسِرَ الدُّنيا والآخِرة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

-

01317019935.gif

 

( 14 )

 

.. مُغامـرةٌ في أدغال إفريقيا ..

-----------

 

يُحكَى أنَّ رجلاً كان يتمشَّى في أدغالِ إفريقيا ، حيثُ الطبيعةُ الخلاّبة ، وحيثُ تنبتُ الأشجارُ الطويلةُ بحُكمِ موقِعها على خَطِّ الاستواء ، وكان هـذا الرجل يتمتَّعُ بمنظرِ الأشجارِ وهيَ تحجُبُ أشعةَ الشمس مِن شِدَّةِ كثافتِها ، وكان صاحِبُنا يستمتِعُ بتغريدِ العصافير ، ويَستنشِقُ بعُمقٍ شَذَى الزهورِ التي كانت تفوحُ منه الروائحُ الزكيَّة .

وبينما هو مُستمتِعٌ بهـذه المناظِر الخلاّبة سَمِعَ صوتَ عَدُوٍّ سريع ، والصوتُ في ازديادٍ ووضوح ، والتفتَ الرجلُ إلى الخلف ، وإذا به يرى أسـدًا ضخمَ الجَُّةِ مُنطلقًا بسُرعةٍ خياليةٍ نحوه ، ومِن شِدَّةِ الجُوع الذي أَلَمَّ بالأسد ، كان خِصرُه ضامِرًا بشكلٍ واضِحٍ وهو يبحثُ عن شئٍ يَسُدُّ به رَمقَه .

 

أخـذ الرجلُ يجري بسُرعةٍ والأسـدُ وراءه ، وعندما أخذ الأسـدُ يقتربُ منه ، رأى الرجلُ بِئرًا قديمةً فقفز قفزةً قويةً ، فإذا هو في البِئر ، وأمسك بحبل البِئر الذي يُسحَبُ به الماء ، وأخذ الرجلُ يتمرجحُ داخل البِئر ، وعندما أخذ أنفاسَه وهـدأ روعُه وسكن زئيرُ الأسد ، وإذا به يسمعُ صوتَ فحيح ثُعبانٍ ضخم الرأس عريض الطول بجوفِ هـذا البِئر ، وفيما هو يُفكِّرُ بطريقةٍ يتخلَّصُ بها من الأسـد والثُّعبان إذا بفأرَيْنِ أحدهما أسود والآخَر كان أبيضَ اللون يصعـدان إلى أعلَى الحبل ، وبدآ يقرضان الحبل ، وتهلَّعَ الرجلُ خوفًا ، وأخذ يَهُزُّ الحبلَ بيديه بُغيةَ أنْ يذهبَ الفأران ، وأخذ يزيدُ عمليةَ الهَزِّ ، حتى أصبحَ يتمرجحُ يمينًا وشِمالاً بداخل هـذه البِئر السحيقة ، وبينما هو كذلك إذا به يصطدمُ بشئٍ رَطبٍ ولَزِجٍ ضَرَبَه بمِرفقه ، ليكتشفَ بعدها أنَّه عسلُ النحل التي تبني بيوتَها في الجِبال وعلى الأشجار وكذلك في الكُهوف ، فأخذ الرجلُ يتذَّوقُ هـذا العسلَ اللذيذ ، فأخذ منه لَعْقَةً وأتبعها بثانيةٍ وثالثةٍ وهكـذا ... ومِن شِـدَّةِ حلاوةِ العسل نسيَ صاحِبُنا الموقفَ الذي هو فيه ، وفجأةً استيقظَ الرجلُ من النوم ، فقـد كان حُلْمًا مُزعِجًا وفظيعًا .

 

بعـدها قَـرَّرَ الرجلُ الذِّهابَ إلى شخصٍ يُساعده على تفسيرِ هـذا الحُلْم ، فتوجَّه إلى أحد الشيوخ ، وأخبره بهـذا الحُلْم ، فضَحِكَ الشيخُ ، وقال له : ألم تعـرِف ما تفسيره ؟؟

 

قال الرجلُ : لا .. أخبرني ..

 

قال له الشيخ : الأسـدُ الذي كان يجري وراءكَ هو مَلَكُ الموت الذي يُلاحِقُكَ وينتظرُ خُروجَكَ ، والبِئرُ التي وقعتَ فيها وبها الثُّعبان هيَ قبرُكَ ، أمَّا الحبلُ الذي تعلَّقتَ فيه فهو عُمرُكَ ، أمَّا الفأران الأبيض والأسود فهما الليلُ والنهار اللذان يَقُصَّان مِن عُمرِكَ شيئًا فشيئًا ..!!

 

قال الرجل : والعسلُ يا شيخ ؟

 

قال الشيخ : هو الدُّنيا ، ومِن حلاوتِها نسيتَ أنَّ وراءَكَ موتًا وحِسابًا .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

01317019935.gif

 

( 15 )

.. لا تنســوا الفُقـراء ..

---------

 

كان في قريةِ جُحا رجلٌ ثَرِيٌّ ، ولم يكن عنده أولاد ، وقـد مَرَّ على زواجِه عشرُ سنوات .. ثم رزقه اللهُ بمولود .. ففرحَ به فرحًا شديدًا ، وسَعِـدَ به سعادةً كبيرة ... وحَمِدَ اللهَ ( جلَّ وعلا ) على هـذه النعمة .

 

قَـرَّرَ الرجلُ الثَّرِيٌّ أنْ يُقيمَ حفلاً كبيرًا بهـذه المُناسبة ، ويدعو فيها الناسَ إلى وليمةٍ عظيمةٍ تَضُمُّ الأغنياءَ من أهل القرية .

 

أَمَرَ الرجلُ الثَّرِيُّ بعضَ الخَدَم بصُنعِ وليمةٍ عظيمةٍ تَضُمُّ أَشَهَى وأطيَبَ أنواع الطعام .

فقاموا بعملِ وليمةٍ اشتملت على اللحم والخُضار والفاكهة والحلويات وغير ذلك .

كما أرسلَ الرجلُ الثَّرِيُّ خادِمًا يدعو أغنياءَ القرية ..

 

قال الرجلُ للخَدَم : لا تنسوا أنْ تدعو جُحا ؛ حتى يجعلَ للحفل بهجةً وسُرورًا .

 

ذهبَ الخادِمُ إلى الأثرياءِ والأغنياءِ والسَّادةِ ، فدعاهم إلى الوليمة ، ثم ذهب إلى جُحا ليدعوه لحضورِ ذلك الحفل الكبير .

 

قال الخادِمُ لجُحا : إنَّ سيدي يدعوكَ لحضورِ وليمةٍ أَعَدَّها بمُناسبةِ مولودِهِ الجديد .

 

فقال له جُحا : أَبْلِغ سَيِّدَكَ تحياتي ، وأَخْبِره أَنِّي قبِلتُ دعوتَه .

 

كان هـذا الرجلُ بخيلاً ، فخافَ أنْ يأتيَ إلى الوليمةِ الفُقراءُ وعامَّةُ الناس .

 

فقال للخَدَم : عليكم أنْ تقِفوا على بابِ القصر ، وتمنعوا الفُقراءَ والمُتسوِّلين من الدخول .

 

ظَنَّ جُحا أنَّ الرجلَ الثَّرِيَّ قـد دعا كُلَّ الناسِ إلى ذلك الحفل ؛ الفُقراءَ والأغنياء ، ولأنَّه لا يعلمُ أنَّه حفلٌ خاصٌّ بالأغنياءِ ، فقـد لَبِسَ ثِيابًا بسيطةً كثيابِ الفُقراءِ ، وخرج مُتوجِّهًا إلى الحفل .

 

عندما وصل جُحا إلى قصر الثَّرِيَّ لم يعرفه الواقفون على الأبواب .. وظَنُّوا أنَّه رجلٌ فقيرٌ ، فمنعوه من دخول القصر .

 

وقال له أحدُهم : اذهب مِن هُنا .

 

فتعجَّبَ جُحا ، وسأل الخَدَم : لِمَ تمنعوني مِن دخول القصر ؟!

 

قال الخَدَم : إنَّه حفلٌ خاصٌّ بالأغنياءِ ... ويبدو عليكَ أنَّكَ رجلٌ فقير .

 

عاد جُحا إلى بيتِه ، وخلَع الملابسَ البسيطة ، ثم لَبِسَ أَحسنَ ثِيابِه ، ووضع عليه عباءةً جميلةً كانت عنده ، ثم خرج ذاهبًا إلى الحفل مرةً ثانية .

 

لَمَّا وَصَلَ إلى قصر الرجل الثَّرِيَّ ، ظَنَّه الخَدَمُ أميرًا أو تاجرًا غنيًا ... فرحَّبوا به ترحيبًا شديدًا ، وفتحوا له الأبوابَ ، وأَدخلوه إلى ساحةِ القصر .

 

وما أنْ دخلَ جُحا القصرَ ، حتى قام له الأغنياءُ ، واستقبلوه بالتبجيل والتعظيم ، وتقدَّمَ إليه صاحِبُ البيت ، وأخـذ بيده .

 

التَفَّ الجميعُ حول جُحا ، وراحوا يتحدَّثون إليه بأدبٍ واحترام ، ويُقدِّمون له أحسنَ الأطعمة ، ويُلِّحون عليه في تناول أفضل الطعام المُنتقَى من المائدة .

 

وعندما رأى جُحا كُلَّ هـذا التشريف ، نظر إلى عباءتِه الجميلة ، ووضع طرفَها في الطعام ، وأخذ يقولُ لها بصوتٍ مُرتفِعٍ يسمعه الناس : كُلي يا صاحِبةَ القَدْرِ والفَخر .

 

تعجَّبَ الناسُ من كلامِ جُحا لعباءتِه ، وسألوه : ماذا تصنع ؟ وما هـذا الذي تقولُه للعباءة ؟

 

فقال : لأنَّ كُلَّ الإكرامِ والاحترام مُوَجَّهٌ إليها ، فلولا العَباءة ما دخلتُ القصرَ ولا أكلتُ أفخرَ الطعام .

 

وبعـد انتهاءِ الحفل عاد جُحا إلى بيتِه ، وهو يقول : غـدًا سأُقيمُ حفلاً كبيرًا وأدعو فيها الفُقراءَ في القرية ... وسأُقـدِّمُ لهم أَشهَى الطعام ، حتى يكونَ ثوابي كبيرًا عند الله .. ولن أُفَـرِّقَ في المُعاملةِ بين الفُقراءِ والأغنياء .

 

45.gif

 

** الدروسُ المُستفادَة :

-------

 

1- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يَرضَى بقضاءِ اللهِ في كُلِّ الأحوال ... فإذا كان مُتزوِّجًا ولم يُنجِب أولادًا أو إناثًا فليحمد الله ؛ لأنَّ اللهَ رحيمٌ بعباده ، وهو الذي يعلمُ أين تكونُ مصلحةُ العبد ... فقـد تكونُ مصلحةُ العبدِ في أنْ يُنجِبَ أولادًا ليستخدمهم في طاعةِ اللهِ وفي نُصرةِ دين الله ... وقـد تكونُ مصلحةُ العبدِ في عـدم الإنجاب ؛ لأنَّ اللهَ يعلمُ أنَّه إذا رَزَقَ هـذا العبدَ أولادًا ، فإنَّه سوف يستخدمهم في معصيةِ الله ، أو أنَّهم سيكونون سببًا في فِتنتِه في دينه .

 

2- أنَّ المُسلمَ إذا أعطاه اللهُ نِعمةً ، فلا بُدَّ أنْ يشكُرَ اللهَ على هـذه النعمة .

 

3- أنَّ المُسلمَ إذا دعا الناسَ إلى وليمةٍ ، فلا ينبغي له أنْ يَنسَى الفُقراءَ كما فعل هـذا الرجل ... فإنَّ الغَنِيَّ ليس بحاجةٍ إلى هـذا الطعام ، أمَّا الفقيرُ فقـد يكونُ في أَشَدِّ الحاجةِ إليه .

فلا مانِعَ مِن دعوة الفُقراءِ والأغنياءِ ، حتى يُسعِـدَ كُلَّ مَن حولَه .

 

4- أنَّ قيمةَ الإنسانِ ليست في ملابسِه الجميلة وسيارتِه الفارِهة ، وإنَّما قيمةُ الإنسانِ في إيمانِه وأخلاقِه ... فقـد قال تعالى : ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

( 16 )

.. حِكايـة الحارِس محمـود ..

-------------

 

كان ياما كان ... كان هناك رجلٌ طيّبٌ اسمُه سعـدون ، وكان عنده أرضٌ زراعيةٌ وفيها مجموعةٌ من الأغنام ... وكان رجلاً كريمًا لا يَرُدُّ سائِلاً أو فقيرًا إلَّا أعطاه .

 

وكان يُعاني من اللصوص الذين يسرقون الزرع والأغنام .

 

فلَمَّا استشارَ الناسَ مِن حولِه ، قالوا له : لا بُدَّ مِن حارسٍ يَحرسُ لكَ الأرضَ والأغنامَ أثناءَ الليل .

 

فأخـذ عَمّ سعـدون يبحثُ عن الرجل المُناسِب ، إلى أنْ وَجَـدَ شابًا تقيًا وَرِعًا اسمُه محمـود ... وكان شابًا مُخلِصًا .

 

بـدأ محمـود عملَه في الحِراسةِ الليليةِ لمزرعةِ العَم سعـدون ... وكان يُؤدِّي عملَه بإخلاصٍ ، فلم يستطِع أىُّ لِصٍّ مِن اللصوص أنْ يسرقَ أىَّ شئٍ مُنذ هـذه اللحظة .

 

كان عَم سعـدون في غايـةِ السعادةِ والسرورِ لوجودِ الحارس محمـود الذي استطاعَ أنْ يحفظَ له بُستانَه وأغنامَه .

 

وكان الحارِسُ محمـود أيضًا في غايةِ السعادةِ والسرور ؛ لأنَّه يعملُ عند رجلٍ صالِحٍ يتَّقي اللهَ في كُلِّ ما حولَه ، ولا يبخل أبدًا على اليتامَى والفُقراء .

 

وتَمُرُّ الأيام ، ويذيعُ صيتُ الحارِس محمـود ... وبـدأ الناسُ يتكلَّمون عن أمانتِه وإخلاصِه ... حتى سَمِعَ به رجلٌ غَنِيٌّ مِن رجال الأعمال في المدينةِ المُجاوِرة ، فجاء إلى عَم سعـدون وطلب منه أنْ يتركَ له الحارِسَ محمـود مُقابِل مبلغٍ كبيرٍ من المال ؛ لأنَّه في حاجةٍ إلى حارِسٍ مُخلِصٍ وأمينٍ مِثله .

 

تردَّدَ عَم سعـدون كثيرًا ، فهو لا يُريدُ أنْ يُفرِّطَ في الحارِسِ محمـود .. لكنَّ الرجلَ عرض عليه مبلغًا كبيرًا ، وهو مُحتاجٌ إلى هـذا المال .

 

قال عَم سعـدون للرجل الثَّرِيِّ : أمَّا عن نفسي ، فأنا مُوافِق ، لكنْ دعني أعرِضُ الأمـرَ على الحارِسِ محمـود .

 

ذهب عَم سعـدون ، وعرض الأمـرَ على الحارس محمـود ... فأَحَسَّ محمـود بحُزنٍ شديدٍ ؛ لأنَّه كان يُحِبُّ هـذا الرجلَ الصالِحَ عَم سعـدون ، رغم أنَّه يُعطيه راتبًا بسيطًا ... لكنَّه أَحَسَّ من داخلِه أنَّ عَم سعـدون بحاجةٍ إلى هـذا المال الذي عرضه عليه الرجلُ الثَّرِيُّ ، فوافق محمـود على أنْ يعملَ حارِسًا عند هـذا الرجل الثَّرِيٍّ براتبٍ كبيرٍ جـدًا .

 

قام الحارس محمـود ، واحتضن عَم سعـدون ، وودَّعه ودموعُه على خَدَّيْهِ ؛ حُزنًا لفِراق هـذا الرجل الصالِح .. وذهب مع هـذا الرجل الثَّرِيِّ إلى قصـره في المدينة المُجاوِرة .

 

دخل محمـود قصـرَ هـذا الرجل ، فوجده قصرًا فارهًا ، ووجـد عنده حُرَّاسًا يحرسون القصـر .

 

قال له صاحِبُ القصـر : أُريـدُكَ يا محمـود أنْ تحرُسَ هـذا البابَ فقط ، فهناك حارسٌ على كُلِّ باب .. وأُريـدُكَ أنْ تكونَ مُخلِصًا في عملِكَ كما كُنتَ مع عَم سعـدون .

 

محمـود : سأكونُ عند حُسن ظَنِّكَ يا سيِّدي .

 

ووقف محمـود يحرسُ بوَّابةَ القصـر التي أمـره صاحبُ القصـر بحراستِها ... وفي مُنتصف الليل سَمِعَ صوتَ رجالٍ يقفِزون مِن على السُّور ، ويُريدونَ اقتحامَ القصـر ، فأخـذ يضربهم بكُلِّ قُوَّة ، فسَمِعَ صوتَه حُرَّاسُ القصـر ، فجاؤوا وقبضوا عليهم وضربوهم ضربًا شديدًا ... وإذا بهؤلاءِ الرجال يبكون ، ويقولون : نُريـدُ أموالَنا .. نُريـدُ حُقوقَنا .

 

تعجَّبَ الحارسُ محمـود من هؤلاءِ اللصوص الذين يقولون : نُريـدُ أموالَنا .. نُريـدُ حُقوقَنا !!!

 

وبعـد أُسبوعٍ تكرَّرت نفسُ الحادِثة ، فلَمَّا رأى محمـود هؤلاءِ الرجال يتسلَّقون السُّورَ أسرعَ إليهم ، وأعطاهم الأمان ، وقال لهم : لن أفعلَ شيئًا معكم ، ولكنْ أخبروني مَن أنتم ؟ هل أنتم لُصوص ؟

 

قالوا : لسنا لُصوصًا ، ولكنَّ هـذا الرجل صاحب القصـر اغتصب أموالَنا بالقُوَّةِ ، وتركنا نحنُ وأولادَنا نكادُ أنْ نموتَ من الجوع ، وكُلَّما جِئنا لنطلبَ أموالَنا ، سلَّط علينا الحُرَّاس فضربونا .

 

قال محمـود : إذن .. لستم أنتم اللصوص ، بل إنَّ اللص الحقيقيَّ هو صاحبُ القصـر .

 

قالوا له : نسألُكَ باللهِ أنْ تُساعِدَنا .

 

محمـود : سأُساعِدُكم الآن ... سأسمحُ لكم بالدخـول إلى هـذا اللص ؛ لتطلبوا حقوقكم جميعًا .

 

وفي تلك اللحظةِ كان هـذا الثَّرِيَّ اللصَّ يجلسُ بالداخل يشربُ الخَمر ، وفجأةً وجـد أهلَ القريةِ الفقراءَ أمام عينيه يُطالبونه بأموالِهم .

 

فقال لهم : سوف أُعطيكم أموالَكم كُلَّها غـدًا .

 

فقالوا : لن نخرجَ من هُنا حتى نأخذَ كُلَّ أموالِنا التي أخذتَها مِنَّا .

 

وأمام هـذا الإصرار ، اضطّر صاحبُ القصـر أنْ يُعطيَهم أموالَهم .

 

وفي الصباح الباكِـر قام صاحبُ القصـر ، وجَمَعَ كُلَّ الحُرَّاسِ وسألَهم : مَن الذي سَمَحَ لهؤلاءِ اللصوص أنْ يدخلوا إلى قصـري ؟

 

قال محمـود : يا سيِّدي ، إنَّهم ليسوا لُصوصًا ، ولكنَّهم مظلومون .

 

الرجلُ الثَّرِيُّ : أنتَ الذي سَمَحتَ لهم بالدخـول ؟

 

محمـود : نعم يا سيِّدي ؛ لأنَّ عملي هُنا هو حِماية الشُّرفاء وليس حِماية اللصوص .

 

الرجلُ الثَّرِيُّ : أنتَ مطرودٌ من العمل .. اخرُج من القصـر .

 

قال محمـود : الحمدُ للهِ الذي عافاني من هـذا البلاء .

 

وعاد محمـود مرةً أخرى إلى عَم سعـدون ( الرجل الصالِح ) ، ففرح به كثيرًا ، وقال له : ما الذي جعلكَ تعودُ بهـذه السرعةِ يا محمـود ؟

 

محمـود : إنَّ حِراسةَ الشُّرفاءِ أمثالك بلُقمةِ عيشٍ أفضل عندي من حِراسةِ اللصوص بآلافِ الدولارات .

 

45.gif

** الدروسُ المُستفادَة :

-------

 

1- أنَّ المُسلمَ إذا وَسَّعَ اللهُ عليه ، فإنَّه لا يَنسَى اليتامَى والفُقراء أبدًا .

 

2- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يأخُـذَ بالأسباب .. فإذا كان عنده مزرعةٌ أو شركةٌ يَخشَى عليها من السرقةِ ، فعليه أنْ يستأجِرَ حارسًا ليَحرُسَها .

 

3- أنَّ الحارسَ الذي يُحافِظُ على أموال الناس لا بُدَّ أنْ يكونَ مُخلِصًا في عملِه وأمينًا على أموال الناس .

 

4- أنَّ إخلاصَ المُسلم وأمانَتَه تجعلُ سُمعَتَه طَيِّبَةً بين الناس ، وتفتحُ له كُلَّ أبوابِ الرِّزق .

 

5- أنَّ المُسلمَ إذا استطاعَ أنْ يُساعِدَ مظلومًا على أخـذ حَقِّهِ من الظالِم ، فلا ينبغي أنْ يتأخَّرَ أبدًا عن مُساعدتِه .

 

6- أنَّ حِراسةَ الشُّرفاءِ براتبٍ قليلٍ أفضلُ من حِراسةِ اللصوص بآلافِ الدولارات .

تم تعديل بواسطة هَتُــونْ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

-

01317019935.gif

 

( 17 )

 

.. احـذروا من الخِيانـة ..

-------------

 

كان ياما كان ... كان هناك شابٌّ فقيرٌ اسمُه أحمـد ، وله صديقٌ فقيرٌ أيضًا اسمُه ماهِـر .

 

وأراد الاثنان أنْ يعملا أىَّ عملٍ للتوسيعِ على أهلهما .

 

فخرجا من القريةِ ، وذهبا ليبحثا عن أىِّ عملٍ شريفٍ في إحـدى المُدن .

 

وبعـد بحثٍ طويلٍ استطاعَ أحدُهما أنْ يعملَ حارسًا في مزرعةِ رجلٍ ثَرِيٍّ ، واستطاع الآخَرُ أنْ يعملَ أيضًا حارسًا في مزرعةِ رجلٍ ثَرِيٍّ آخَر .

 

أمَّا أحمـد ، فقـد كان أمينًا ، فكان يسهرُ طوالَ الليل يَحرُسُ المزرعةَ من اللصوص الذين انتشروا في هـذه المدينة .

 

ورغم أنَّ صاحبَ المزرعةِ كان يُعطيه راتبًا ضعيفًا ، إلَّا أنَّه كان مُخلِصًا في عمله .

 

وأمَّا ماهِـر ، فإنَّه لَمَّا رأى أنَّ الراتِبَ ضعيفٌ ، فقـد سلك مسلكًا شيطانيًا ، واتَّفَقَ مع أحـدِ اللصوص أنْ يُيَسِّرَ له طريقَ الدخـول إلى المخازِن ؛ ليسرقَ هو وسائِرُ اللصوص ما يشاءونَ ، على أنْ يُعطوه مبلغًا من المال ... فوافق رئيسُ اللصوص .

 

وبعـد فترةٍ التقى أحمـد و ماهِـر ، فسألَه ماهِـر : مالي أراكَ هزيلاً ؟

 

أحمـد : لأنِّي أسهرُ دائمًا في عملي ، ولا أستطيعُ أنْ آكُلَ إلَّا قليلاً ؛ لأنَّ راتبي ضعيفٌ جدًا .

 

ماهِـر : أمَّا أنا فلا أسهرُ إلَّا قليلاً ، فقـد عقدتُ اتِّفاقًا مع رئيس اللصوص لأُسَهِّلَ لهم طريقَهم إلى المخازِن ، على أنْ يُعطوني راتبًا كبيرًا ، فآكُلُ أحسنَ الطعام ، وألبسُ أحسنَ الملابِس ، وأَدَّخِرُ مالاً كثيرًا .

 

أحمـد : ولكنْ هـذه خِيانةٌ يا ماهِـر .

 

ماهِـر : لماذا تُسَمِّيها خِيانـة ..؟ إنَّها شَطارة ، وأنا اسمي ماهِـر ؛ ولذلك فأنا ماهِـرٌ في كُلِّ شئ .

 

حَزِنَ أحمـد مِن فِعل ماهِـر ، وابتعـد عنه ، وخاصَمَه .

 

أمَّا أصحابُ المَزارِع ، فقـد التقى أحدُهما بالآخَـر ، فسألَه : ما هيَ أخبارُ مزرعتِك ؟

 

قال : بخيرٍ والحمدُ لله ، ومنذ أنْ أصبحَ أحمـد حارسًا لها ، فإنَّ اللصوصَ لم ينالوا أىَّ شئٍ مِن مزرعتي .

 

وقال الآخَـر : أمَّا أنا فإنَّ المزرعةَ تتعرَّضُ للسرقةِ كثيرًا ، مع أنَّ ماهِـرًا يَحرُسُ المخازِنَ طوال الليل .

 

فقال له صاحِبُه : عليكَ بمُراقبةِ الحارس ماهِـر ؛ لتعرف السبب .

 

فأخـذ صاحبُ المزرعةِ التي يحرسها ماهِـر يُراقبُه ؛ ليعلمَ ما الذي يحدث ، فرآه ذات ليلةٍ يتحدَّثُ مع رئيسِ اللصوص ، ويأخذ منه الراتب ، فطرده من المزرعةِ ، وحَـذَّرَ كُلَّ أهل المدينةِ منه .

 

فأخـذ ماهِـر يبحثُ عن أىِّ عملٍ ، فلم يجـد .. ونَفِـدَ المالُ الذي معه ، حتى اضطّر لأن يسرقَ ، وتَمَّ ضبطُه ، وأُودِعَ في السِّجن .

 

وأمَّا أحمـد فقـد شَكَرَه صاحبُ المزرعةِ على أمانتِه ، وزاد راتِبُه زِيادةً كبيرة ؛ حتى أصبحَ غنيًا ، وكان الناسُ جميعًا يُحِبُّونه ، ويُقدِّمون له الهدايا جزاءً له على أمانتِه .

 

وهكـذا تكونُ عاقبةُ الأمانة .

 

612094a01ffedb3a6766f13c02bc3500.gif

** الدروسُ المُستفادَة :

-------

 

1- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يشغلَ وقتَه وحياتَه بعملٍ نافِعٍ يعودُ عليه وعلى أُسرتِه وبلدِه بالخيـر .

 

2- أنَّ المُسلمَ إذا عَمِلَ عملاً ، ورَضِيَ بالراتِب ، سواءً كان قليلاً أو كثيرًا ، فلا بُدَّ أنْ يكونَ أمينًا في عمله .

 

3- أنَّ اللهَ يُعاقِبُ الخائِنَ في الدنيا والآخرة .. وأمَّا الأمينُ فإنَّ اللهَ يُكرمُه في الدنيا والآخرة .

 

4- أنَّ اللهَ لا يُباركُ في المال الذي جمعه الخائِنُ مِن الحـرام .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×