ضيق ، حزن ، ألم ، مرارة ، شعور مضنى بالعجز والاحتياج .. كل هذا وأضعاف أضعافه قد ينتابنا كلما تفكرنا فى واقع متذبذب مهتز يموج ويضطرب وما علينا إلا أن نغوص فيه حتى أُذنينا .. قد نغرق أو نهلك فيه ولكن ليس لنا بديل ؛ أما المستقبل فَحَدِّث ولا حرج إذا كنا بالكاد نستطيع أن نتحمل مرارة بل علقم حاضرنا فكيف بمستقبل هذا ماضيه ؟! هذا إذا لم يأتِ - يقضى - علينا الحاضر ، آه " إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ "، قال الحسن : يعدد المصائب وينسى النعم ، نعم جحود ، فها نحن عتمنا حاضرنا أو عُتم علينا فتركناه بدون أن نحاول أن نحل شفراته لنفكر فى مستقبل لهذا الحاضر الذى كان من يومين أو حتى يوم واحد هو المستقبل المنتظر ؟! ولكن تُرى ما الحل ؟ الحل أخوتى هو أن تعيشوا حاضركم انظروا ما لكم وما عليكم فيه ، جدوا واجتهدوا ، حصلوا واعملوا ، احرصوا على أن تغيروا ما تستطيعون تغيره وتبديله فيه .. اكْسِبوه مِنْ خلال ثقتكم بالله ثم بما حباكم به من مواهب لونًا أبيضًا براقًا نقيًا صافيًا طاهرًا كحبات المطر حتى وإن لم يستجيب هو لكم وظل متمسكًا فى عناد بلونه الأسود النًّحِس اسكبو عليه كل ألوان الطيف مستعينين بملاذ الحائرين وقبلة المعوزين - الله رَبّ العالمين فهو الرحمن الرحيم وهو خير الحافظين ، والآن اقرأ معى :
" دخل رجل على الإمام أحمد بن حنبل – حمه الله – وقال له : عظنى ،فقال : إن كان الله قد تكفل بالرزق .. فاهتمامك لماذا وإن كانت الجنة حقًا فالراحة لماذا ، وإن كانت النار حقًا فالمعصية لماذا ، وإن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة لماذا ، وإن كان كل شىء بقضاء وقدر فالخوف لماذا ؟ أيضا
رأى إبراهيم بن أدهم رجلا مهموما فقال له: أيها الرجل إني أسألك عن ثلاث تجيبني قال الرجل: نعم.
* فقال له إبراهيم بن أدهم: أيجري في هذا الكون شئ لا يريده الله؟ قال : كلا
* قال إبراهيم : أفينقص من رزقك شئ قدره الله لك؟ قال: لا
* قال إبراهيم: أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله في الحياة؟ قال: كلا
فقال له إبراهيم بن أدهم: فعلام الهم إذن؟؟! وقال كعب (رضي الله عنه ) : من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وهمومها .
دَخَلت سلمى دارَ التَّحفيظِ ، فإذا بها ترى صديقتَها سارة التي لم تُقابِلها مُنذُ فترةٍ .
سلَّمَت عليها ، وجلَسَت مُمسِكةً بمُصحفِها ، تُراجِعُ حِفظَها .
جاء دَوْرُ سارة لتقرأ على المُحَفِّظَة ، فتُراجِعُ حِفظَها ، وتُصَحِّحُ تِلاوتَها .
وبدأت سارة في القِراءةِ ، والمُحَفِّظَة تُصَحِّحُ لها أخطاءَها برِفقٍ .
المُحَفِّظَة : هذا الحَرفُ يُنطَقُ هكذا ...
سارة : نعم ، أعرِفُ ذلك ، فوقَه فَتحة .
المُحَفِّظَة : أقصِدُ أنَّه حَرفٌ مُفَخَّمٌ ، فلا تُرَقِّقيه .
فأخبرتها بانشغالِها ببعض الأمور ، وأنَّها لا تَجِدُ وقتًا لحِفظِ القُرآن ،
أو للذهاب لدار التَّحفيظِ .
سلمى : تعرفين يا سارة ؟ لقد تعلَّمتُ أشياء كثيرة مُنذُ التحاقي بدَار التَّحفيظِ
تعلَّمتُ كيف أقرأ القُرآنَ بشكلٍ صحيحٍ .
ضَبطتُ كثيرًا مِن مَخارج الحُرُوفِ التي لم أكن أضبِطها .
تعلَّمتُ كيف أتَهَجَّى أيَّ كلمةٍ تَمُرُّ بي في القُرآنِ ولا أستطيعُ قِراءَتها ،
فأقرؤها بفضل اللهِ بسُهولةٍ .
اكتسبتُ صداقاتٍ جديدةً ، وتعرَّفتُ على أخواتٍ أحببتُهُنَّ في اللهِ
تعلَّمتُ مِنهُنَّ كثيرًا مِن أُمور دِيني ودُنيايَ .
وجودي بينهُنَّ في مَجلِس ذِكرٍ تَحُفُّه الملائكةُ ، وتغشاه الرَّحمةُ ،
وتنزلُ عليه السَّكينةُ ، يُنسيني الدُّنيا بما فيها .
وأرجو مِن كُلِّ ذلك رِضا اللهِ سُبحانه ، وجَمْعَ الجِنان ()"
يا سارة، لقد فاتَكِ خَيرٌ كثيرٌ حِين غِبتِ عن دار التَّحفيظِ ،
حين انشغلتِ عن القُرآنِ بأمور دُنياكِ ، حِين لم تتعبَّدي للهِ
تعالى بحِفظِكِ لكتابِهِ وتصحيحكِ لتِلاوتِهِ .
لقد فاتَكِ خَيرٌ كثيرٌ حِين فرَّطتِ في صُحبةٍ ما ابتغَت مِن وراءِ صُحبتِها
إلَّا وَجهَ اللهِ ، وما اجتمَعَت في ذاك المكانِ إلَّا لأجلِ اللهِ .
لقد فاتَكِ خَيرٌ كثيرٌ .
لم تتمالَك سارة نفسَها وهِيَ تسمعُ كلماتِ صَديقتِها سلمى ،
فأخَذَت تبكي وتقولُ : لقد فاتني خَيرٌ كثيرٌ ، لقد فاتني خَيرٌ كثيرٌ :"""
سلمى : لكنَّ الفُرصةَ ما زالَت أمامَكِ .
جَدِّدي نِيَّتَكِ ، وأقبِلي بعَزمٍ وصِدقٍ .
تواضَعي للعِلم تكسبيه .
ضَعِي مُؤهِّلاتِكِ وشهاداتِكِ في كِفَّةٍ والقُرآنَ في كِفَّةٍ أُخرى ،
وسترجَحُ كِفَّةُ القُرآنِ ، وستكونينَ بإذن اللهِ مِن أهلِهِ .
أقبِلي لنتعلَّمَ القُرآنَ سَويًّا ، ونعيشَ بين آياتِهِ مُتأمِّلينَ ، ونمضِيَ بِهِ عامِلينَ ؛
لنلقاه لنا في الآخِرةِ شفيعًا ، ولنرتقِيَ بِهِ في الجِنان .
وَدِّعي الكَسْلَ ، ولا تَدَّعِي الانشغالَ ، فانشغالُكِ بالقُرآنِ هو الفَلاحُ والنَّجاحُ .
سارة : كَفَى يا سلمى ، لقد تَعِبَ قلبي :"/
كلماتُكِ آلَمتني ، وأدمَعَت عيني :"""
سأُقبِلُ على القُرآنِ مُستعينةً باللهِ
وسأتشبَّثُ بصُحبةِ الخَير التي رَزَقني اللهُ بها ولم أُعِرها اهتمامًا
فانتظريني في دار التَّحفيظِ .
كَتَبَهُ : بسمَة
السَّاعة الثَّانية والرُّبع صباح الثلاثاء .
10 صفر 1436 هـ / 2 ديسمبر 2014 م
وما رأيُكِ لو اصطحبناكِ معنا في رِحلةٍ رائعةٍ ، نُسمِعُكِ فيها حِكاياتٍ ماتِعةً ،
تتدفَّقُ منها عليكِ الفائِدةُ والخَيرُ ، وبتطبيقِها تنالينَ الثَّوابَ والأجرَ ؟
هل ستلتحقينَ برَكبِنا ؟
نثِقُ برَغبتِكِ في الفَهمِ ، وإقبالِكِ على العِلم ؛ مُحتسِبةً الأجرَ ،
طالبةً القُربَ مِن اللهِ سُبحانه والفَوزَ برِضاه (":
فاستعِدِّي للإقلاع أُختاه ؛ لنبدأ رِحلتَنا سَوِيًّا مع الحُرُوفِ ،
فنتعرَّف على حُرُوفِ الهِجاءِ ، حُرُوفِ القُرآن .
ولِكُلٍّ حَرفٍ معنا حِكايةٌ ، نعيشُ فيها مع :
مَخْرَجِهِ + صِفاتِهِ + حالاتِهِ + الأخطاءِ الشَّائِعةِ عند النُّطقِ بِهِ .
بِسْمِ اللهِ ، والحَمْدُ للهِ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ اللهِ .. وبعد ،
السَّلامُ عليكُنَّ ورَحمةُ اللهِ وبركاتُه ..
لِكُلِّ مَن يَبحثُ عن مُسابقاتٍ دِينيَّةٍ لطَرحِها في المَدرسةِ ، أو الجامعةِ ،
أو المَسجِد ، أو دار التَّحفيظِ ، أو المُصلَّى ، أو بين أُسرتِهِ ،
أو بأيِّ مكانٍ يُحِبُّه ، هذه مجموعة مُسابقاتٍ مِن إعدادي ،
تشتمِلُ على 32 مُسابقة مُنوَّعة ؛ تحوي أسئلةً مِن القُرآنِ الكَريم
والسُّنَّةِ النَّبويَّةِ الصَّحيحةِ ، تُشجِّعُ على قِراءةِ القُرآن ، والبَحثِ في السِّيرةِ النَّبويَّةِ ،
وتُعرِّفُ بكثيرٍ مِن صحابةِ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، وأقوالِهم ،
وغير ذلك من فوائِد ومعلوماتٍ في دِيننا .
المُسابقات جاهِزة للطِّباعةِ ، كما تحتوي على نماذج للإجابةِ .
فأسألُ اللهَ - جلَّ وعلا - أن ينفعني وإيَّاكُنَّ بها ()