اذهبي الى المحتوى
شامخة بإيماني

القُدسُ بَينْ الألمِ والأَمل

المشاركات التي تم ترشيحها

 

 

... السّلامُ عليكُمّ ورَحمَةُ الله وبَركاتُه ...

 

 

 

النائب المقدسي أحمد عطون

 

 

تعيش القدس الحبيبة في الوقت الراهن أخطر مرحلة في حياتها ومنذ بنائها؛ فالعقلية الصهيونية تعمل جاهدة لإلغاء طابع هذه المدينة وجعلها مدينة يهودية الوجه والقلب واللسان متجاوزة قدسيتها لدى المسلمين والمسيحيين، وطمس معالمها العربية والإسلامية .

إن القدس في خطر أرضا و سكانا حاضرا ومستقبلا, و"إسرائيل" تسعى لتهويدها حجرا حجرا ، ولتهجير سكانها منها وحصارها اقتصاديا واجتماعيا بعزلهم عن بعدهم وعمقهم الفلسطيني والعربي وممارسة كافة أشكال الإذلال والتضييق والاستفزاز، في هدم للبيوت ومصادرة للممتلكات وسحب للهويات وإقفال المؤسسات الوطنية وشق الطرق وسط التجمعات الفلسطينية وبناء للجدار وعرقلة تحركاتهم والتضييق على عبادتهم والاعتداء على المقدسات ….. إلخ ،حتى إنه لم يسلم من هذه الحملة لا الأحياء ولا الأموات في قبورهم ولا الشجر ولا الحجر من القمع والتنكيل والتنكيد اليومي الذي يعيشه المواطن المقدسي .

وكل المعطيات والوقائع تؤكد أن حالة القدس مستعصية على العلاج بالوقت الراهن على الأقل لسبب جوهري يتمثل في عدم وجود خطة مشتركة لعلاجها أو إنقاذها إضافة إلى عدم توافر أنواع الأدوية ومضادات التهويد والاستيطان في الصيدلية العربية و الإسلامية .

...

 

وبرغم تعاقب وتبدل الحكومات الإسرائيلية يمينها ويسارها ليكودها وعملها إلا أنها متفقة جميعها على تهويد القدس واعتبارها العاصمة الأبدية لدولة الكيان الغاصب ( إسرائيل ) غير عابئة أبدا بأي قرارات تعارض هذا الاتجاه سواء كانت عربية أم إسلامية أم دولية.

ولعلنا نذكر مقولة وزير الحرب الصهيوني ( موشي ديان ) غداة احتلال القدس الشرقية حينما قال وهو يصلي جوار حائط البراق " لا فراق بعد اليوم ولا عزلة ولا ابتعاد سنبقى معا الشعب والأرض والحائط ".

...

 

وإن من يرى حمى الاستيطان في فلسطين ويلمس جنون التهويد في القدس، سيصاب بحالة اكتئاب واكتواء مقارنة بما وصل إليه اعداؤنا من تخطيط وتنفيذ ووضوح رؤى في الوقت الذي تعاني فيه أمتنا من ارتجالية واتكالية وتشرذم ، حتى أدخلت القدس في نفق شديد العتمة عربيا وإسلاميا لكنه شديد الإضاءه والإبهار يهوديا وصهيونيا .

فالقدس حتى الآن لم تشهد عملا عربيا وإسلاميا نافذا يحافظ على هويتها ويحميها من كيد أعدائها، وكل ما اكتسبته من أمتها بيانات شجب واستنكار، فكل مؤتمراتنا صغيرها وكبيرها تندد دائما بالإجراءات والممارسات الإسرائيلية غير الشرعية التي تقوم بها سلطات الاحتلال في مدينة القدس، والهادفة لتهويد قبلة المسلمين الأولى، وطمس معالمها العربية والإسلامية …. إنه مجرد كلام أجوف لا قيمة له على واقع القدس البته .

 

.

.

.

 

 

 

ولكن .. وبالمقابل فان من حسن حظ القدس ان الله تبارك وتعالى قد باركها وما حولها من فوق سبع سموات وأسرى بآخر وأشرف أنبيائه محمد (صلى الله عليه وسلم ) إلى المسجد الأقصى المبارك وصلى فيه إماماً بالأنبياء والرسل جميعا وعرج به إلى سدرة المنتهى منها، وإنها أرض المحشر والمنشر وإن الله ربط بين مسجدها الأقصى والمسجد الحرام برباط رباني أزلي لن تفصم عراه أية قوة بشرية مهما بلغ جبروتها واشتد طغيانها، لأن المسجد الأقصى والقدس آية في كتاب الله تبارك وتعالى .

فالقدس ليست مدينة كالمدن ولا عاصمة كالعواصم؛ إنها مركز الإشعاع الذي لا يذوي ولا ينطفئ، يتفجر بمعان تاريخية ودينية وحضارية. وإن التفريط فيها يعني تفريطنا في جزء من تاريخنا وجزء من ديننا وجزء من حضارتنا، كما إن التفريط فيها جريمة الجرائم في حق الماضي والحاضر والمستقبل .

 

.

.

.

 

 

ومن حسن حظ القدس أن التاريخ البشري دائم الحركة والتغيير والغزوة الصهيونية لمدينة القدس ليست فريدة، فقد واجهت هذه المدينة عبر تاريخها الطويل الموغل في القدم كثيرا من الغزوات والنكبات أدت إلى هدمها وإعادة بنائها ثماني عشرة مرة، وكانت في كل مرة تخرج مرفوعة الرأس موفورة الكرامة والصلابة بصورة تدعو الى الفخر والاعتزاز، ولعل الله عز وجل وضع فيها سرا من أسراره الإلاهية يساعدها على البقاء فيه تحت البصر وحية في أعماق البصيرة.

 

...

 

ومهما طال مكث الغزاة الصهاينة في ديارنا فحتما سيرحلون عنها كمثل الغزاة الذين سبقوهم، فقد دارت أكبر المعارك على أرض فلسطين ،وليس بعيدا عن القدس مثل حطين وأجنادين وعين جالوت واليرموك .. وغيرها. وإن ما تم اغتصابه بالقوة لن يتم تحريره إلا بالقوة ،والأيام دول، وإن كنا نعيش اليوم فترة انحسار أو جزر مرحلي فإن المد والجزر في التاريخ وبين الأمم هما اشياء متعاقبة غير ثابتة .

أما العجز الذي يعتري أمتنا اليوم فليس قدرا أبديا محتوما علينا فالأمر الذي لا نستطيع إنجازه اليوم سنحققه غدا إن شاء الله، وذلك مصداقا لقول الحق تبارك وتعالى: { وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ...}(آل عمران من الآية 140)

وأوصانا ألا نيأس أو نحزن على ما أصابنا { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)} (آل عمران).

وقرن سبحانه نصره لنا بنصرنا له وانقيادنا لمشيئته وطاعته { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج:40) ،

ووعدنا بالنصر:{ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5)} ( الإسراء).

...

 

وفي الختام، فإن المطلوب منا كما قال ناصر العثمان رئيس تحرير جريدة الرأي القطرية ..أن نعمل بأقصى طاقاتنا لإبقاء القدس حية في ضمائرنا نابضة في قلوبنا، نقرأ تاريخها، ونتعرف على قسمات وجهها، ونتابع أخبارها وأحداثها، ونغرس هذه المعرفة الحميمية في أوردة وشرايين أولادنا وذرارينا وأجيالنا القادمة. فمن يعرف القدس يحبها و يضحي من أجلها، والتضحية هي مفتاح النصر في الدنيا ومفتاح الظفر في الآخرة، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

ويقيناً أنه مهما ادلهمت الخطوب، وعبست الأيام، فلن يتسرب اليأس إلى قلوبنا ولن نقول للقدس إلا: مهلا يا أنشودة الحياة وصبرا جميلا يا أم الأنبياء والشهداء ،ولن نقول للقدس وداعا بل لقاء مرتقبا ،ونصرا مؤكدا إن شاء الله.

 

... والسَّلامُ عَليكُمْ ورَحَمّةُ الله وبركَاتُه ...

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم ارزقنا صلاة فى الأقصى حرا

 

أو شهادة فى سبيل تحريره

 

لبيك يا أقصى .نتوق شوقا لحريتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكِ

جزاكِ الله خيرًا يا حبيبة ونفع الله بكِ

نسأل الله أن يرد لنا القدس ردًا جميلًا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جميل

:)

post-647555-0-52488500-1418011504.jpg

 

الجميل وجودك يا جميلة : )

 

اللهم ارزقنا صلاة فى الأقصى حرا

 

أو شهادة فى سبيل تحريره

 

لبيك يا أقصى .نتوق شوقا لحريتك

 

اللهـــــــــم آمــــين

بارك الله فيكِ

السلام عليكِ

جزاكِ الله خيرًا يا حبيبة ونفع الله بكِ

نسأل الله أن يرد لنا القدس ردًا جميلًا

وعليكِ السلام والرحمة

وإياك معلمتنا الفاضلة

اللهم آمــــــــــين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا

 

حتى إنه لم يسلم من هذه الحملة لا الأحياء ولا الأموات في قبورهم ولا الشجر ولا الحجر من القمع والتنكيل والتنكيد اليومي

وما زلنا نشجب ونستنكر وندين!!

 

أن نعمل بأقصى طاقاتنا لإبقاء القدس حية في ضمائرنا نابضة في قلوبنا، نقرأ تاريخها، ونتعرف على قسمات وجهها، ونتابع أخبارها وأحداثها، ونغرس هذه المعرفة الحميمية في أوردة وشرايين أولادنا وذرارينا وأجيالنا القادمة.

صدق والله

وهذا أقل القليل

وطالما ليس باليد حيلة

فلا أقل من أن نستحضرها في ذاكرتنا دائمًا

وأن نربي أبناءنا على حبها والتمسك بها~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيراونفع بك

قول شاعر

يأيها العرب الأمجاد هل مدد .. منكم فنحن لكم أهل وجيران

ما بيننا نسب فيه لنا شرف ...وهذه اللغة الزهراء برهان

منكم نرجي خلاصا بعد نكبتنا ..فالعرب للعرب إخوان وأعوان

لقد تفرق شمل القوم وانقرضوا ..وقد تمزق إنجيل وقرآن

فجاهدوا في سبيل الحق تنتصروا.فالنصر للحق إن الحق سلطان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×