اذهبي الى المحتوى
راماس

ولا زال الأمل .. سلوان – قصة

المشاركات التي تم ترشيحها

ولا زال الأمل .. سلوان – قصة

 

 

 

 

 

 

 

حينما ينضب القلم وتجف العبرات، وتتساوى المشاعر حزناً أم فرحاً..

نحتاج مساحة بوح، مساحةً لنعبّر بها عن آلامنا وآمالنا التي لم تر النور..

بداخل كل بيت، وخلف كل حائط..

هناك قصة..

قد يختلف أبطالها، قد تتغير فصولها..

لكنها تبقى حكاية الحياة..

 

وهل تخلو حياة من آلام؟!

من آمال معلقة؟

من عثرات على الطريق!

مِن ترقبٍ للغد وقلقٍ منه!

من ندم وحسرة على أيام مضت ولم تكن كما نريد..

من ضغوط بسبب أشخاص يشاركوننا الحياة وتهمنا سعادتهم!

من إحباط ... من فشل..

 

لا شك أنّ للحياة وجهاً مشرقاً أيضاً..

لكني سأوجه المجهر هذه المرة بقصصي لآلام وآمال معلقة..

لا لأني لا أحب الحياة ولا أسعد بها!

ولا لأني أريد أن أنقل لكم الإحباط والألم!

بل لأني أشعر بتشبع من هذه القصص، ولو لم تخرج لربما اختنقت بها!!

فشاركوني نقدكم وآراءكم..

 

... قد تكون القصص مكررة

قد يحسب البعض أنها قصته!

قد نرى أنفسنا في أحد أبطالها..

قد تتشابه الأحداث مع قصة عشناها..

لكني أؤكد لكم أنها ليست سوى نسج خيال مقتبس من الواقع..

ليست سوى قصص مكررة لكثير من البيوت،

هي آمال مشتركة بين كثيرات..

وآلام تنزف بين كثير من بيوتنا..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ولا زال الأمل .. سلوان

 

 

 

صراخ، أصواتٌ مرتفعة، الباب يخبط ثانية...

 

نشيج بكاء أمها..

صوت السيارة تحت غرفتها..

خرج ثانية إذن!!

 

بتفكير طفولي رمت لحافها على الأرض وجرتْ خارجَ غرفتها..

- أوه ... ماما

 

جرت سريعاً للمطبخ لتحضر لها كوب عصير يهدئها، تعثرت بأخيها الذي كان يسير مفزوعا:

- ما الأمر أآلمها ثانية ورحل!؟؟

حرّك يده بحماس أطاش به الكأس..

صوْتُ الارتطام وتناثُر زجاج الكأس كان كفيلاً بأن يخيّمَ الصمتُ للحظةٍ على المكان!

 

ثم كالانفجار علا الصراخ ثانيةً:

- أليست لك عين؟ ألا ترى أين تضع يدك؟ يالك من طفل مزعج!

- مهلا لا أسمح لك، حدثيني بأدب، أنا لست طفلا، وحدك الطفلة هنا!!

هاتان الجملتان فقط هما الواضحتان، بعد ذلك اختلطت أصواتهما وأصبح لا يتضح ما يقولانه.

 

لم يُسكتهما سوى صراخُ أمهما وهي تلطم وجهها وتبكي:

- ألا يكفيني والدكما ... وأنتما أيضاً!؟..

لا أحد يشعر بي بهذا البيت،

يا إلهي متى تأخذني لأرتاااح.

 

بكفّها الصغير مسحتْ عبراتها،

وحاولتْ أن تكبت صوت نشيجها..

لتتابع جمعَ الزجاج من الأرض بذاتِ الكف الذي مسح العبرات.

لم تشعر بألم رغم قطراتِ الدماء التي بللت يديها لتختلط بالعصير الملقى على الأرض، لكنها كانت تشعر بألم من نوع آخر وهي تفكر "إلى متى؟!"

 

- أمي إلى أين؟؟

لم تلتفت، كانت تحمل حقيبتها وتفتح الباب.. تمسك بها بقوة، كادت تسحب عباءتها بها. فأبعدته وهي تبكي أكثر..

- خذيه من هنا -سلوان- يجب أن أرحل قبل عودته..

خذيه .. كانت تصرخ وتبكي..

ويختلط صوت بكائه بصوت صراخها.

لكنها خرجت وخبطت الباب بقوة وراءها.

 

- سلوان، سلوان... خبطت المعلمة على الطاولة لتشعرها بوجودها..

رفعت رأسها بخجل، وهزته إشارة إلى أنها لن تجيب.

- هذه ليست المرة الأولى -سلوان- غدا أريد أن أرى أمك.. أخبريها بضرورة حضورها للمدرسة!

نفس تلك الحرقة بمعدتها عادت بقوة، تسارعت دقات قلبها، وتجمعت عبرات ساخنة تداركتها بسرعة..

وطأطأت رأسها مجددا وقررت ألا تسمع المزيد.. علا صراخ المعلمة أيضا، لكنها لم تدرك ما كانت تقوله... اختلطت الكلمات، وعاد ذلك الطنين لأذنها، صوت أمها، أبوها، بكاء أخيها، كله يعلو برأسها كلما سمعت صراخاً.. وبحركة لا شعورية رفعت يدها لأذنها تحميها من المزيد.

ثم تداركَتِ الأمر وابتسمت وهي تنظر لمعلمتها وتعِدُها خيراً..

وتفكر كيف يمكنها أن تتصرف وتخبرهم أن أمها غادرتهم منذ سنةٍ تقريبًا ولا يعرفون عنها شيئا؟!!

 

- سامي أرجوك لا تتأخر أخاف وحدي بالبيت..

- لا تقلقي سلوان.. فقط سأنهي حسابات المعمل وأعود بإذن الله..

تبسم فجأة وانفرجت ابتسامته ليقهقه:

- سلوان اعترفي أحقا تخافين وحدك أم تخافين علي؟

مررنا بأسوأ من هذا وكنت أنا وأنت فحسب بالبيت.. ستخافين الآن بعد أن كبرنا وجاوزنا مرحلة الطفولة!

ومن سيحميك؟ سامي المدلل الصغير الباكي دوما!! الذي طالما صرخت بوجهه وسحبت منه دميته المهترئة!

 

تبسمت سلوان وهي تنظر لأخيها بحنان:

- أردتك رجلا، وقد صرت الآن رجلا أفخر أنه معي..

- حسنا سلوان، المهم ألاّ تقلقي الآن، لن أتأخر سأذهب للمعمل فقط فلدي بعض الحسابات، والأهم اطمئني؛ أخوك ليس من النوع الذي يخشى عليه!

- سامي، لا تنس أنك بشر وأنك لست من فصيلة أخرى، وما دام بداخلي قلب ينبض سأبقى قلقة حتى أطمئن..

 

مسحت عبراتها بباطن كفها كما كانت تفعل منذ كانت طفلة كلما أغلق الباب..

وسرحت كعادتها تفكر بأمها أين تراها الآن؟

وهل تشعر بهم وتفكر بحالهم كيف يكون!!

فكرت بوالدها الذي اعتاد على الرحيل منذ رحلت والدتهم، وصار يكتفي بأن يلبي لهم احتياجات البيت ويسافر.. وينتقل من نجاح لنجاح بالعمل.

لكنه ترك كل شيء لأخيها الشاب الآن ورحل لزوجته الأخرى ببلاد بعيدة.

سيعود ليتأكد من سير الأمور ثم يغادرهم مجددًا..

 

حينما كانت صغيرة وشعرت بخوف، شيء واحد كان يطمئن قلبها الصغير..

أن تشعر أن الله معها!

لم يعلّمها أحد..

فقدَتِ الكثير بحياتها، لكنها تعلمت من آلامها الكثير.

وبنت آمالا تناطح السحاب..

فهل تراها ستحققها يوما كما تصبو!

 

منقول من موقع الالوكة

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قصة مؤثرة و الله المستعان

نسأل الله العافية والسلامة

جزاك الله خيرا على النقل الطيب يا حبيبة ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرا يا غالية وبارك فيكِ ()

 

 

حينما كانت صغيرة وشعرت بخوف، شيء واحد كان يطمئن قلبها الصغير..

أن تشعر أن الله معها!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×