اذهبي الى المحتوى
غِــيثَـــة اآلريــســْ

إبحَــار مع شَــريط (1) ll حَـدائِــق المَـــوت ~

المشاركات التي تم ترشيحها

*** ... ***

 

أما أهل الجريمة الكبرى .. والداهية العظمى ..

 

فهم أنصار الشيطان .. وأعداء الرحمن ..

 

وخصوم المؤمنين .. وإخوان الكافرين ..

 

الذين يحشرون مع فرعون وهامان ..ويتقلبون معهم في النيران ..

 

هم تاركو الصلاة .. وبين الرجل وبين الكفر أو الشرك .. ترك الصلاة ..

 

وحالهم عند الموت وبعده أدهى وأفظع ..

 

 

*** ... ***

ذكر ابن القيم :

 

أن أحد المحتضرين .. كان صاحب معاص وتفريط .. فلم يلبث أن نزل به الموت .. ففزع من

 

حوله إليه .. وانطرحوا بين يديه .. وأخذوا يذكرونه بالله .. ويلقنونه لا إله إلا

 

الله ..

 

وهو يدافع عبراته .. فلما بدأت روحه تنزع .. صاح بأعلى صوته .. وقال :

 

أقول : لا إله إلا الله !!

 

وما تنفعني لا إله إلا الله ؟!! وما أعلم أني صليت لله صلاة !!

 

ثمّ مات ..

 

*** ... ***

 

.هذا هو الموت . أول طريق الآخرة ..

 

وما بعده أفظع وأكبر ..

 

*** ... ***

 

أما أحوال أهل القبور .. فهي أدهى وأخطر ..

 

فكم من جسد صحيح .. ووجه صبيح .. ولسان فصيح .. هو اليوم في قبره يصيح ..

 

على أعماله نادم .. وعلى الله قادم ..

 

خرج عمر بن عبد العزيز .. في جنازة بعض أهله فلما أسلمه إلى الديدان .. ودسه في

 

التراب .. التفت إلى الناس فقال :

 

أيها الناس :

 

إن القبر ناداني من خلفي .. أفلا أخبركم بما قال لي ؟

 

قالوا : بلى ..

 

فقال : إن القبر قد ناداني فقال :

 

يا عمر بن عبد العزيز .. ألا تسألني ما صنعت بالأحبة ؟

 

قلت : بلى .

 

قال : خرقت الأكفان .. ومزقت الأبدان .. ومصصت الدم .. وأكلت اللحم ..

 

ألا تسألني ما صنعت بالأوصال ؟

 

قلت : بلى .

 

قال : نزعت الكفين من الذراعين .. والذراعين من العضدين .. والعضدين من الكتفين ..

 

والوركين من الفخدين .. والفخدين من الركبتين .. والركبتين من الساقين .. والساقين

 

من القدمين .

 

ثم بكى عمر فقال :

 

ألا إن الدنيا بقاؤها قليل .. وعزيزها ذليل ..

 

وشبابها يهرم .. وحيها يموت .. فالمغرور من اغترَّ بها ..

 

أين سكانها الذين بنوا مدائنها ..

 

ما صنع الترابُ بأبدانهم ؟

 

والديدانُ بعظامهم وأوصالهم ؟

 

كانوا في الدنيا على أسرةٍ ممهدة .. وفرشٍ منضدة ..

 

بين خدم يخدمون .. وأهلٍ يكرمون ..

 

فإذا مررت فنادهم .. وانظر إلى تقارب قبورهم من منازلهم ..

 

وسل غنيَّهم ما بقي من غناه ؟

 

وسل فقيرَهم ما بقي من فقره ؟

 

*** ... ***

 

سلهم .. عن الألسن .. التي كانوا بها يتكلمون .. وعن الأعين التي كانوا إلى اللذات

 

بها ينظرون ..

 

وسلهم عن الجلود الرقيقة .. والوجوه الحسنة .. والأجساد الناعمة ..

 

ما صنع بها الديدان ؟

 

محت الألوان .. وأكلت اللحمان .. وعفرت الوجوه .. ومحت المحاسن ..

 

وكسرت القفا .. وأبانت الأعضاء .. ومزقت الأشلاء ..

 

أين خدمهم وعبيدهم ..أين جمعهم ومكنوزهم ؟

 

والله ما زودوهم فَرْشا .. ولا وضعوا هناك متكئاً ..

 

أليسوا في منازل الخلوات .. وتحت أطباق الثرى في الفلوات ؟

 

أليس الليل والنهار عليهم سواء ؟

 

قد حيل بينهم وبين العمل .. وفارقوا الأحبة والأهل ..

 

قد تزوجت نساؤهم .. وترددت في الطرق أبناؤهم ..

 

وتوزعت القرابات ديارهم وتراثهم ..

 

*** ... ***

 

ومنهم والله الموسع له في قبره .. الغض الناضر فيه .. المتنعم بلذته ..

 

ثم بكى عمر وقال :

 

يا ساكن القبر غداً ..

 

ما الذي غرك من الدنيا ! ..

 

أين رقاق ثيابك .. أين طيبك .. أين بخورك ..

 

كيف أنت على خشونة الثرى ..

 

ليت شعري بأي خديك يبدأ الدود البِلى ..

 

ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خروجي من الدنيا .. وما يأتيني به من

 

رسالة ربي ..ثم بكى بكاءً ..

ثم انصرف فما بقي بعد ذلك إلا جمعة .. ومات .. رحمه الله ..

 

*** ... ***

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

*** ... ***

أهلُ القبور إما معذبون أو منعّمون ..

 

بل لعله في القبر الواحد دُفن عدة أشخاص .. هذا إلى الجنة وهذا إلى النار ..

 

بل يا أُخَيَّ ..إن الأمر أعجب من ذلك ..

 

لعل تحت قدميك الآن أقوام يُعذبون أو ينعمون ..

 

بل لعل تحتك في غرفة نومك أقواما محبوسين في حفر من جهنم ..

 

يعرضون على النار بكرة وعشياً ..

 

من يدري فالناس كثير .. والأرض قد تضيق عنهم ..

 

*** ... ***

 

صاح هذي قبورنا تملأ الرحب * فأين القبور مـن عهد عاد

 

خفف الوَطْء ما أظن أديم الأرض * إلا مـــن هذه الأجساد

 

رُبَّ قبر قد صــار قبراً مراراً * ضاحكٍ من تزاحم الأضداد

 

ودفين على رفـــات دفين * مــن قديم الزمان والآماد

 

تعب كلها الحياة فـلا أعجب * إلا مــن راغب في ازدياد

 

*** ... ***

 

 

فأي عيش صفا وما كدّره الموت ؟

 

أي قدم سعت وما عثّرها الموت ؟

 

أما أخذ الآباء والأجداد ؟ أما سلب الحبيب وقطع الوداد ؟

 

أما أرمل النسوان .. وأيتم الأولاد ؟

 

عزاءٌ فما يصنع جازعُ ودمع الأسى أبد ضائعُ

 

بكى الناس من قبل أحبابهم فهل منهم أحدٌ راجعُ

 

فدلى ابن عشرين في قبره وتسعون صاحبها رافعُ

 

يُسلِّم مهجته راغماً كما مدّ راحته البائعُ

 

ولو أن من حدث سالما لما خسف القمر الطالع

 

وكيف يوقّى الفتى ما يخاف إذا كان حاصده الزارع

 

 

*** ... ***

 

فالقبر روضة من الجنان أو حفرة من حفر النيران

 

وإنه للفيصل الذي به ينكشف الحال فلا يشتبه

 

فإن يكُ خيراً فالذي من بعده أفضل عند ربنا لعبده

وإن يكن شراً فما بعد أشدّ ويل لعبد عن سبيل الله صد

 

*** ... ***

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة و لا تجعله حفرة من حفر النار

اللهم ارحم جميع اموات المسلمين و الطف بنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه

تم تعديل بواسطة عاشقة الجنة 22
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

*** ... ***

روى الإمام أحمد في مسنده :

 

عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة .. فجلس رسول الله

 

صلى الله عليه وسلم على القبر .. وجلسنا حوله .. كأن على رؤوسنا الطير .. وهو يلحد له ..

 

فقال : تعوذوا بالله من عذاب القبر .. قلنا : نعوذ بالله من عذاب القبر ..

 

قال : تعوذوا بالله من عذاب القبر .. قلنا : نعوذ بالله من عذاب القبر ..

 

قال : تعوذوا بالله من عذاب القبر .. قلنا : نعوذ بالله من عذاب القبر ..

 

ثم قال :

 

إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا .. وإقبال من الآخرة ..

 

نزل إليه ملائكة من السماء .. بيض الوجوه .. كأن وجوههم الشمس ..

 

معهم كفن من أكفان الجنة .. وحنوط من حنوط الجنة ..

 

حتى يجلسوا منه مد البصر ..

 

ثم يجئ ملك الموت عليه السلام .. حتى يجلس عند رأسه .. فيقول :

 

أيتها النفس الطيبة .. أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ..

 

فتخرج تسيل .. كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء .. فيأخذها .. فإذا أخذها .. لم

 

يدعوها في يده طرفة عين .. حتى يأخذوها فيجعلوها .. في ذلك الكفن .. وفي ذلك الحنوط

 

.. ويخرج منها كأطيب نفحة مسك .. وجدت على وجه الأرض ..

 

فيصعدون بها .. فلا يمرون على ملأ من الملائكة .. إلا قالوا :

 

ما هذا الروح الطيب ؟

 

فيقولون : فلان بن فلان .. بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ..

 

حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا .. فيستفتحون له .. فيفتح لهم .. فيشيعه من كل

 

سماء مقربوها .. إلى السماء التي تليها .. حتى يُنتهى به إلى السماء السابعة ..

 

فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين .. وأعيدوه إلى الأرض .. فإني منها

 

خلقتهم .. وفيها أعيدهم .. ومنها أخرجهم تارة أخرى ..

 

فتعاد روحه في جسده ..

 

فيأتيه ملكان .. فيجلسانه .. فيقولان له :

 

من ربك ؟ فيقول : ربي الله ..

 

فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ..

 

فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

 

فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله .. فآمنت به .. وصدقت ..

 

فينادى مناد في السماء : أن صدق عبدي .. فافرشوه من الجنة .. وألبسوه من الجنة ..

 

وافتحوا له باباً إلى الجنة ..

 

فيأتيه من روحها .. وطيبها .. ويفسح له في قبره .. مَدَّ بصره ..

 

ويأتيه رجل حسنُ الوجه .. حسنُ الثياب .. طيب الريح ..

 

فيقول : أبشر بالذي يسرك .. هذا يومك الذي كنت توعد ..

 

فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجئ بالخير ..

 

فيقول : أنا عملك الصالح .. كنت والله سريعاً في طاعة الله .. بطيئاً عن معصية الله

 

.. فجزاك الله خيراً ..

 

نعم .. أيها الإخوة والأخوات ..

 

يقول له : أنا عملك الصالح ..

 

أنا صلاتك وصومك .. أنا برك وصدقتك ..

 

أنا بكاؤك وخشيتك .. أنا حجك وعمرتك ..

 

أنا قراءتك للقرآن .. وحبك للرحمن ..

 

أنا قيامك في الأسحار .. وصومك في النهار .. وخوفك من العزيز الجبار ..

 

أنا برك لوالديك ..أنا طلبك للعلم ..

 

أنا دعوتك إلى الله .. أنا جهادك في سبيل الله ..

 

فإذا رأى العبد المؤمن .. هذا الوجه الصبوح يبشره ..

 

والتفت حوله فرأى قبره قد أصبح واسعاً .. فيه فرش من الجنة .. ونظر إلى لباسه فإذا

 

هو من الجنة ..

 

علم أن هذا النعيم لا يساوي شيئاً بجانب ما ينتظره في الجنة .. فيدعوا ربه ويقول :

 

رب أقم الساعة .. حتى أرجع إلى أهلي ومالي ..

 

*** ... ***

 

 

 

قال :

 

وإن العبد الكافر أو الفاسق .. إذا كان في انقطاع من الدنيا .. وإقبال من الآخرة ..

 

نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه .. معهم المسوح ..

 

فيجلسون منه مد البصر .. ثم يجئ ملك الموت .. حتى يجلس عند رأسه .. فيقول :

 

يا أيتها النفس الخبيثة .. أخرجي إلى سخط من الله وغضب ..

 

فتفرق في جسده .. فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ..

 

فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض .. وكل ملك في السماء ..

 

فيأخذها .. فإذا أخذها .. لم يدعوها في يده طرفة عين .. حتى يجعلوها في تلك المسوح

 

.. ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ..

 

فيصعدون بها .. فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة .. إلا قالوا :

 

ما هذا الروح الخبيث ؟

 

فيقولون : فلان بن فلان .. بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ..

 

حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا .. فيستفتح له .. فلا يفتح له .. ثم قرأ رسول الله

 

صلى الله عليه وسلم : { لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في

 

سم الخياط } ..

 

فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين .. في الأرض السفلى .. فتطرح روحه طرحاً

 

.. ثم قرأ : { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } ..

 

فتعاد روحه في جسده .. ويأتيه ملكان .. فيجلسانه .. فيقولان له :

 

من ربك ؟ فيقول : هاه .. هاه .. لا أدرى ..

 

فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه .. هاه .. لا أدرى ..

 

فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه .. هاه .. لا أدرى ..

 

فيقولان : لا دريت .. ولا تلوت ..

 

فينادى مناد من السماء : أن كذب .. فافرشوا له من النار .. وافتحوا له باباً إلى

 

النار .. فيأتيه من حرها .. وسمومها .. ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ..

 

ويأتيه رجل قبيح الوجه .. قبيح الثياب .. منتن الريح ..

 

فيقول : أبشر بالذي يسوءك .. هذا يومك الذي كنت توعد .. كنت بطيء عن طاعة الله

 

سريعا في معصية الله فجزاك الله شراً ..

 

فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجئ بالشر .. فيقول : أنا عملك الخبيث ..

 

نعم .. أنا عملك الخبيث ..

 

أنا وقوعك في الشرك .. أنا حلفك بغير الله .. أنا طوافك على القبور .. وشربك للخمور..

 

بل .. أنا وقوعك في الزنا .. وأكلك للربا .. وسماعك للغناء ..

 

أنا تكبرك على الناصحين .. وجرأتك على رب العالمين ..

 

عندها يتحسر هذا العبد .. وهل تغني الحسرات ..!!

 

ويشتد ندمه .. وهل تنفعه العبرات ..!!

 

أين كان هذا البكاء .. وأنت تنظر إلى المحرمات ؟ وتواقع الفواحش والشهوات ؟

 

كم نُصحت بحفظ فرجك .. وصيانة سمعك وبصرك ..

 

فابكِ اليوم أو لا تبكِ .. فلن تنجو من العذاب ..

 

{ اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون } ..

 

عندها يوقن هذا العبد .. أن ما يلقاه بعد القبر أشد وأبقى ..

 

فيقول : رب لا تقم الساعة ..

 

ثم يقبض له أعمى .. أصم .. أبكم .. في يده مرزبة .. لو ضرب بها جبل كان تراباً ..

 

فيضربه ضربة .. حتى يصير تراباً .. ثم يعيده الله كما كان .. فيضربه ضربة أخرى ..

فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ..

 

*** ... ***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

*** ... ***

أيها الأخوة والأخوات ..

وقبل الختام .. أنبه على تسع مسائل هامة تتعلق بالجنائز والقبور ..

المسألة الأولى :

أن الموت إذا جاء فلا يؤخر لحظة واحدة .. ولا يقدم ..

قال الله : { وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً } ..

ولا أحد يعلم متى يموت .. ولا أين سيموت ..

*** ... ***

ذُكر أن وزيراً جليل القدر .. كان عند داود عليه السلام ..

فلما مات داود .. صار وزيراً عند سليمان بن داود ..

فكان سليمان عليه السلام يوماً .. جالساً في مجلسه في الضحى ..

وعنده هذا الوزير ..

فدخل عليه رجل يسلّم عليه ..

وجعل هذا الرجل يحادث سليمان .. ويحدّ النظر إلى هذا الوزير ..

ففزع الوزير منه ..

فلما خرج الرجل .. قام الوزير وسأل سليمان .. وقال :

يا نبي الله ! من هذا الرجل .. الذي خرج من عندك ؟ ..

قد والله أفزعني منظره ؟

فقال سليمان : هذا ملك الموت .. يتصور بصورة رجل .. ويدخل عليَّ ..

ففزع الوزير .. وبكى .. وقال :

يا نبي الله .. أسألك بالله .. أن تأمر الريح فتحملني إلى أبعد مكان .. إلى الهند

..

فأمر سليمان الريح فحملته ..

فلما كان من الغد .. دخل ملك الموت على سليمان يسلم عليه كما كان يفعل ..

فقال له سليمان : قد أفزعت صاحبي بالأمس .. فلماذا كنت تحد النظر إليه ؟

فقال ملك الموت : يا نبي الله .. إني دخلت عليك في الضحى .. وقد أمرني الله أن أقبض

روحه بعد الظهر في الهند فعجبت أنه عندك ..

قال سليمان : فماذا فعلت ؟

فقال ملك الموت : ذهبت إلى المكان الذي أمرني بقبض روحه فيه .. فوجدته ينتظرني ..

فقبضت روحه ..

{ قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب

والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } ..

*** ... ***

ومن مات فإنه لا يرجع من موته .. ولا يخرج من قبره حتى ينفخ في الصور يوم القيامة

فمن ادعى أن أحداً من الأئمة أو الأولياء أو الأنبياء .. يرجع بعد موته .. فقد قال

بأعظم البهتان .. وصار من أنصار الشيطان ..

*** ... ***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

*** ... ***

المسألة الثانية :

 

أن عذاب القبر ونعيمه ثابت بالكتاب والسنة ..

 

قال تعالى : { وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها

غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } ..

 

وقال تعالى عن المنافقين : { سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم }

 

.. قال ابن مسعود وغيره : العذاب الأول في الدنيا .. والثاني عذاب في القبر .. ثم

 

يردون إلى عذاب عظيم في النار ..

 

*** ... ***

 

أما الأحاديث في إثبات عذاب القبر ونعيمه .. فهي كثيرة .. بل قد صرح ابن القيم

 

وغيره أنها متواترة .. وبين يدي أكثر من خمسين حديثاً في ذلك ..

 

فمنها ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبرين .. فقال : إنهما ليعذبان وما

 

 

يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة )

 

ومنها ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه في الصلاة : ( اللهم

إني أعوذ بك من عذاب القبر .. ) ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

***

المسألة الثالثة :

 

أن عذاب القبر ونعيمه أمور غيبية .. لا تقاس بالعقل .. والإيمان بالغيب من أهم صفات

 

المؤمنين .. كما قال تعالى : { الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين *الذين يؤمنون بالغيب } ..

***

قال ابن القيم رحمه الله : ومما ينبغي أن يعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ .. فكل

من مات وهو مستحق للعذاب .. ناله نصيبه منه .. قُبر .. أو لم يُقبر .. فلو أكلته

السباع .. أو أحرق حتى صار رماداً .. ونسف في الهواء .. أو صلب .. أو غرق في البحر

.. وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى المقبور ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×