اذهبي الى المحتوى
** الفقيرة الى الله **

وانتهت رحلة العذاب!

المشاركات التي تم ترشيحها

وانتهتْ رحلةُ العذَاب!

 

مها بنت محمد البشاري

 

 

اضطرتني أقدارُ الله العادلة اليوم إلى أن أذهب إلى أبغضِ الأماكنِ إلى قلبي، والتي هي أشدُّ على نفسي من قَعقعة الصَّوارم، وهَديرِ المدَافع!

 

تِلكَ هي سِيئةُ الذِّكر؛ الأسواق!

 

ذهبتُ إلى ما اصطلح عليه الناس اليوم بــ (مول)، والحقُّ أن اسمها سهلٌ نُطقه وعَذبٌ نغمته، لكن أصله وذاته مما يَشيب له الرأس، وتَقف عنده المعاني!

 

فما إن ولجتُ من بوابته حتى خِلتُ أنَّ الأرض قد بُدِّلت، وأن شُهب السماء تَساقطت لتموج بي؛ فما الأرض هي التي أعرفها، ولا الناس هُمُ الناس!

 

يالصَواعقِ السَّماءِ ورُجومِها! أفي أرضٍ مِن بلادِ الاسلام أنا، أم طوَتِ الأرض نفسها ورمَتني في بقاعٍ مالِكُها الإنجليز وبنو الأصفر؟!

 

والله، إنَّ العين لتدمع، وإن القلب ليُكبِّله الأسى على واقعِ بلاد الإسلام!

 

أوَتعلم ما الذي فعلتُه مذ رأيتُ تلك الدَّواهي؟

 

أغلقتُ عيني وانتظرتُ بُرهةً لعلِّي أَستيقظُ من حُلمٍ بغيض، وقد قفَز بي خيالي قائلاً: لعلك يا مها في عصر الدولة الفاطمية!

 

ثم ما لبث عقلي أن أجاب متهكِّمًا: لنسلِّمْ جَدلاً أنكِ في عصر الفاطميين، أوَما عَلمتِ أن الباطنية آنَ ذاك كانت تَعلَقُ بها بقايا مِن أخلاق العرب (وإن قلَّت)؟! فلا يمكن لك في ذاك العصر أن تَلحظي فتاةً مِن فتَيات المسلمين تُضاحكُ شابًّا أجنبيًّا عنها، وتتبسَّط في الحديثِ معه كأنه أخٌ أو قريب.

 

قلتُ: صدَقْتَ!

 

وقال لي: إنَّكِ مطلقًا لن ترَي نساء المسلمين حاسراتٍ عن رؤوسهنَّ، نزَعنَ العباءةَ والملاء كأنه لا رقيب.

 

قلتُ: صدقتَ!

 

ثم أتبعَ قائلاً: ألا ترَينَ معي أنَّ الإماء (العبيد من النساء) في ذلك الوقت كُنَّ أكثرَ حشمةً من كثير من حَرائر اليوم؟!

 

قلتُ: وربِّي صدَقتَ!

 

فقال وقد رأى الدَّمعات التي تكاد أن تترَقْرَق مِن مُقلتيَّ، والآهةَ التي أطلقتُها نِتاج نقاشٍ أليم:

شتَّان بين عصرٍ مَضى رَكَّع فيه أهلَ الاسلام شيعةٌ باطنيَّة، أخَذوا من دماء المسلمين فيها ما اشتَهَوا، وعاثوا في الأرض فَسادًا وجَورًا.. لكنَّ فتَيات الإسلام - والله - لم تَنزع واحدةٌ مِنهنَّ حِجابَها، بل تَستَّرَت به وبحَيائها وعاشَت عزيزةً، أو الموت أهون من (السفور)!

 

لاحظي معي أنَّ هذا الثبات قد كان في زمن فساد السلطة السياسية وتكالُب الروافض والكفار،

 

على أيِّ بلاد الإسلام؟ على بلاد المغربِ الأقصى!

 

لا أقول: مركز الخلافة آنذاك في مصر أو الشام، ولا بلاد الحجاز أو اليمن؛ بل المغرب الأقصى!

 

تَموت العفيفة هناك ولا يظهر ظفرٌ لها حياءً ودينًا؛ فاللهُم أحيِ مَواتَ القلوب!

 

رحم الله زمانًا كانت النِّساء يَلتصِقن فيه قرابة الحائط؛ حياءً أن يُحاذيَها رجل!

رَحِم الله زَمانًا كانت تُظهِر المَرأةُ فيه عَينًا واحِدة لِتُبصِر الطَّريقَ ألاَّ تَقع!

رَحِم اللهُ زَمانًا كُنتَ تُبصِرُ حَياءَ المرأةِ فيه مِن مِشيتِها!

 

سقى الله زمانَ العفَّةِ والحياءِ والطُّهر، واللَّهم ارحَم غربتَنا، ولُمَّ شعثَ نفوسِنا.

 

لا أقول: إن إقبال الناس إقبالُ الغريق على الأسواق؛ يعني: فَساد باطنهم وموت ضَمائرهم.

لا والله!

 

وإنما الحاصل أنَّ ما يَحدث يا كِرام وما نُعايشه ونراه رأيَ العين هو مِن آيات الله العَظيمة؛ فهلا صاحب عقلٍ رشيدٍ ينظر ويتفكَّر!

 

ألاَ تكون تلك الضربات التي توجَّه لأهل الاسلام من الخارج، ومَعاول الهدم التي تنخر في جسد الأمَّة من الداخل سببًا كافيًا لنعود إلى ديننا، وأن نَشهد له بشهادة عمَلية، بعيدًا عن التنظير؟!

 

قد يظنُّ ظانٌّ أن العباءةَ والسِّتر بعيدٌ فلَكها عن القضايا العظيمة، فلا والله، ما الأمر كما حَسبتم؛ بل إن لم يَكن الأمر عظيمًا والخطب جَللاً لَما أعدَّ له الاستعمار البريطانيُّ منذ سنين!

 

أوَّاه يا أمة الإسلام! أتَعلمون ما فطَر قلبي، بل وصَدعه؟ أنِّي كنتُ بحِجابي شيئًا شاذًّا بالنسبة لمجتمعٍ إسلاميٍّ!

 

المسلمات يَنظرن إليَّ وكأني هبَطتُ من زُحل، والعَجَم (بَنو الأصفر) ما إن تُبصِرني إحداهنَّ إلا وتفرُّ فِرارها من المجذوم، وكأني أَحمل بين أعطافي قنبلة!

 

وهذا صِدقًا مما أضحكَني من صميم الفؤاد!

 

على كلٍّ أعلمُ أني تُهتُ بفِكري، وشرَّقتُ وغرَّبتُ، لكنَّ الذي أعلمه أنَّ هذه الأسواق تشهد لهدى شعراوي وقاسم أمين ونابليون بالفوز!

 

لكنَّ أهل الاسلام وإن ناموا فسيَستيقظون، وإن بَعدوا فسيَعودون بإذن الله.

 

وإنَّ العزَّة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولئن عرَف التَّاريخُ أوسًا وخَزرَجًا..

فَللهِ أَوسٌ قادِمونَ وَخَزرَجُ

وإِنَّ كُنوزَ الغَيبِ تُخفي طَلائعَا

حُرّةً رغمَ المكائدِ تَخرج!

 

 

رابط الموضوع: http://www.alukah.ne.../#ixzz41DT3zspq

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فعلا واقع مؤلم جدا..

أسأل الله أن يهدينا ويلهمنا رشدنا إنه جواد كريم

 

بوركتما على المرور الطيب ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الله المستعان...

حال مؤلم بالفعل..

قبل سنة أو أكثر من الآن وصلت إلى بلدي المسلم.. وكان أخي يريد أن نذهب إلى "المول".. وخرجت وياليتني لم أذهب.. رأيت أشياء لم أتوقع أن أراها..

ظننت أنه كما في غربتي ..أناس يشترون حاجتهم.. كل في حاله.. ولكن هنا!! رأيت ما رأته الكاتبة وأكثر.. حتى أني أحسست بضيق في صدري وطلبت من أخي أن نرجع للبيت وحتى أني بكيت..

شباب وبنات في عمر يافع.. أين رقابة الأهل؟؟ أين التربية؟؟ أين الوازع الديني الذي يردعهم؟!!

في النتيجة هو أمر له أسبابه.. علينا أن نربي ونطهر أنفسنا.. لنربي أبناءنا..أن نستيقظ من سباتنا.. لن يتغيير حالنا إذا بقينا بين تقليدنا الأعمى الذي هدف له الغرب ونشره بيننا والتهائتا بأمور دنايانا...

جزاكِ الله خيرًا أختي الغالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×