اذهبي الى المحتوى
*إشراقة فجر*

|| دروبُ العزّة في غزوات النبيّ العدنان ||

المشاركات التي تم ترشيحها

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خير يا حبيبة

سيرة رائعة لا يُملُ منها

نتابع معكِ بعون الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"صدقت، ذاك مدد السماء الثالثة"[17].

 

الله أكبر ..

 

اللهم أمدنا بمددٍ من عندك وثبتنا على الحق

 

بارك الله فيكن حبيباتى .. موضوع تذكير بالعزة الغائبة عنا

 

ربنا ينولها لنا

 

متابعة بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

غزوات مشرفة نعتز بها

جوزيت خيرا يا حبيبة

اتابع معك بعون الله

 

و إياك يا حبيبة

تسعدنا متابعتك ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"صدقت، ذاك مدد السماء الثالثة"[17].

 

الله أكبر ..

 

اللهم أمدنا بمددٍ من عندك وثبتنا على الحق

 

بارك الله فيكن حبيباتى .. موضوع تذكير بالعزة الغائبة عنا

 

ربنا ينولها لنا

 

متابعة بإذن الله

 

وفيكِ بارك الرحمن خالتي الحبيبة

اللهم آمين

تسعدنا متابعتك الكريمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1450556372____1.png

 

غزوة بني قينقاع

63279hlmjo.gif

 

 

تاريخ وقوعها:

وكانت في شوال من السنة الثانية للهجرة، وقد ذكر أهل المغازي والسير أنها وقعت بعد بدر، حيث لم يلتزم يهود بني قينقاع بالمعاهدة التي أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم معهم، فأظهروا الغضب والحسد عندما انتصر المسلمون ببدر، وظهر ذلك عليهم حينما جمعهم النبي صلى الله عليه وسلم في سوقهم في المدينة ونصحهم، ودعاهم للإسلام، وحذرهم من أن يصيبهم مثل ما أصاب قريش في بدر، غير أن اليهود واجهوا ذلك بالتحدي والتهديد.

 

63279hlmjo.gif

 

 

سبب الغزوة:

 

وكان سبب هذه الغزوة أن أحد اليهود عقد طرف ثوب امرأة مسلمة في سوق بني قينقاع، فلما قامت انكشفت، فصاحت مستنجدة، فقام أحد المسلمين فقتل اليهودي، ثم تكالب اليهود على المسلم فقتلوه.

فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، سار إليهم على رأس جيش من المهاجرين والأنصار، وكان الذي يحمل اللواء هو حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وقد استخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ، وأثناء المسير جاء الأمر من الله تعالى لرسوله بنبذ العهد، قال تعالى: { وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء } (الأنفال:58).

akhawat_islamway_1450556410____3.png

وعندما علم اليهود بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم تحصنوا في حصونهم، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم مدة خمسة عشرة ليلة، فتفاجأوا بذلك، وأصابهم الخوف والجوع، ونزلوا على حُكم رسول الله بأن لرسول الله وصحابته أموالهم ونسائهم وذراريهم، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يكتَّفوا، وأثناء ذلك قام زعيم المنافقين أُبي بن سلول بدور نفاقه، محاولاً فك أسر حلفائه من اليهود، فألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً له: " أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع منعوني من الأحمر والأسود"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هم لك ) ، ثم أمر بإجلائهم، فخرجوا صاغرين، تاركين أموالهم وأسلحتهم غنيمة للمسلمين، وتولى أمر الإجلاء عبادة بن الصامت ، فلحقوا بأذرعات، وتولى قبض أموالهم محمد بن مسلمة ، فغنم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ما كان لديهم من مال.

وكشفت هذه الحادثة لرسول الله والمسلمين حقيقة اليهود وخبثهم، وغدرهم وخيانتهم ونقضهم للعهود.

................

 

المصدر: إسلام ويب

 

akhawat_islamway_1450556394____2.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عودا عودا يازمن العزة الجميل

 

أين نحن الآن يا أمة الإسلام

 

الجيش الأخير للدولة الـ ( مصرين تفضل عسكرية ) يطلق النار تجاه غزة ... يا للعار

 

اللهم إنا نبرأ من هؤلاء الظالمين المتصهينين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خير يا حبيبة

من عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام اليهود خونة وغير ملتزمين بالعهود

عليهم من الله ما يستحقون

دروب العزة وما اعزنا بها

نتابع معكِ يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عودا عودا يازمن العزة الجميل

 

أين نحن الآن يا أمة الإسلام

 

الجيش الأخير للدولة الـ ( مصرين تفضل عسكرية ) يطلق النار تجاه غزة ... يا للعار

 

اللهم إنا نبرأ من هؤلاء الظالمين المتصهينين

 

نسأل الله أن يردنا إليه مردا جميلا ()

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خير يا حبيبة

من عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام اليهود خونة وغير ملتزمين بالعهود

عليهم من الله ما يستحقون

دروب العزة وما اعزنا بها

نتابع معكِ يا حبيبة

اللهم آمين آمين

نسأل الله أن يعزنا بشرعه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1450556372____1.png

غزوة السَّوِيق

 

 

63279hlmjo.gif

 

 

وكانت في الخامس من ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة، حيث خرج أبو سفيان من مكة في مائتي راكب، وذلك بعد أن قرر أن يفاجيء المدينة بغارة خاطفة يعود بعدها وقد ردَّ لقريش بعض سمعتها وهيبتها التي ذهبت في هزيمة بدر، فلما وصل أبو سفيان إلى أطراف المدينة، لجأ إلى بني النضير ليتدارس معهم كيفية الكيد برسول الله وأصحابه، فهجم برجاله على منطقة يقال لها العريض، وحرقوا بعض النخيل، وقتلوا رجلاً من الأنصار وحليفًا له في بستان لهما، وكل ذلك في جنح الظلام، ثم لاذوا بالفرار عائدين إلى مكة، فكان عملهم أشبه بالقرصنة، فلما علم الرسول بذلك الأمر تعقبه في مائتي رجل من المهاجرين والأنصار، ولكنه لم يتمكن من إدراكهم، وجعل أبوسفيان وقومه يرمون ما معهم من المؤن والزاد يتخففون به ليستطيعوا الهروب من غير عائق، وكان أكثر ما معهم السويق، وهو نوع من أنواع الأطعمة التي كانوا يأكلونها، فألقوا سويقًا كثيرًا كان غنيمة للمسلمين، ولذلك سميت هذه المناوشة بغزوة السويق، وقد تمكن أبو سفيان من الهرب، وأفلت من العقاب، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد أن غاب عنها خمسة أيام دون أن يلقى حرباً.

 

akhawat_islamway_1450556394____2.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الله أكبر .. الله أكبر

 

بارك الله فيكِ هموسة وفريق العمل كله

 

بسم الله ماشاء الله على طريقة العرض والاختصار

 

زان وزاد بهذا الموضوع ميزان حسناتكم

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

استفسار مطبخى -_-

 

ماهو طعام السويق .. زرع والا طبخة والا عيش ؟؟؟ :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

استفسار مطبخى -_-

 

ماهو طعام السويق .. زرع والا طبخة والا عيش ؟؟؟ :)

 

تسعدنا متابعتك كثيرا خالتي الغالية

جزاك الله خيرا وبارك فيكِ

بحثت كثيرا عن طعام السويق ووجدت:

 

والسويق : مطحون الحنطة أو الشعير ويؤكل ممزوجاً باللبن والعسل والسمن ، أو بالماء

 

والله أعلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1450556372____1.png

غزوة ذي أمر

63279hlmjo.gif

 

كانت في شهر ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة، حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم في أربعمائة وخمسين رجلاً ما بين راكب وراجل، وذلك بعد علمه بأنّ جمعاً من غطفان قد تجمّعوا يريدون الإغارة على أطراف المدينة، يتزعمهم دعثور بن الحارث ابن محارب ، فاستخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي أثناء الطريق قبض المسلمون على رجل يقال له جبار من بني ثعلبة فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلم، وصار دليلاً للجيش إلى بلاد العدو، وهرب هؤلاء الأعراب من النبي صلى الله عليه وسلم وتفرقوا في رؤوس الجبال، ونزل صلّى الله عليه وآله وسلّم مكان تجمعهم وهو الماء المسمى بذي أمر فعسكر به قريباً من الشهر، ليُشعِر الأعراب بقوة المسلمين ويستولي عليهم الرعب والرهبة.

...................

المصدر: إسلام ويب

akhawat_islamway_1450556394____2.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ أشروقتى الجميلة

 

موضوع يعطى الأمل بإذن الله فى قرب النصر

 

عكس ما تفعله الأنظمة العربية والإسلامية جميعها ولا أستثنى أحدا

 

ربنا ياخدهم جميعا ويريحنا منهم ..شعوب الأرض كلها تتوق لحكم السماء

 

ربنا يعزكم حبيباتى ويحفظكم وينصر بكم الأمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@أم يُمنى

جزاكِ الله خيرًا يا غالية أسأل الله ان يرد الأمة إليه ردًا جميلًا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1450556372____1.png

 

غزوة بحران

 

63279hlmjo.gif

 

وكانت هذه الغزوة في شهر جمادى الأولى من السنة الثالثة للهجرة، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة من المسلمين حتى بلغ بحران بين مكة والمدينة، يريد قتال بني سليم فوجدهم قد تفرقوا، فانصرف عنهم، ولم ينشب قتال بينهم، ثم عاد إلى المدينة بعد أن أمضى خارجها عشر ليالٍ .

 

akhawat_islamway_1450556394____2.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1450556372____1.png

غزوة أُحُد في شوال من السنة الثالثة للهجرة

63279hlmjo.gif

 

ازداد المشركون غيظاً وحنقاً على الإسلام والمسلمين بعد هزيمتهم النكراء في غزوة بدر التي قتل فيها صناديدهم وأشرافهم فاتفقوا على أن يقوموا بحرب شاملة ضد المسلمين تشفي غيظ قلوبهم وتروي غليل حقدهم فأخذوا في الاستعداد لخوض هذه المعركة وكان من تبقى من زعمائهم وصناديدهم أكثر حماساً وأقوى نشاطاً لخوض المعركة وأول ما فعلوه في هذا الصدد أنهم احتجزوا العير التي نجا بها أبو سفيان والتي كانت سبباً لمعركة بدر وقالوا للذين كانت لهم فيها أموال إن محمداً قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثأراً فأجابوهم لذلك فأنزل الله (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال: 36] ثم فتحوا باب التطوع لكل من أحب المساهمة في غزو المسلمين فاجتمع إليهم نحو 3000 مقاتل بينهم خمسة عشر امرأة ومعهم 3000 بعير ومائتا فرس وسبعمائة درع وسلموا القيادة العامة لأبي سفيان وقيادة الفرسان لخالد بن الوليد يعاونه عكرمة بن أبي جهل.

 

حرك الجيش الوثني نحو المدينة يعلوه الغيظ والحنق مما وقع لهم في بدر من الهزيمة والقهر ولكن استخبارات المسلمين لم تكن بمنأى عن تحركات قريش وجيشها فأرسل العباس بن عبد المطلب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رسالة عاجلة يخبره فيها بتحرك الجيش نحو المدينة فوصلت الرسالة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في مسجد قباء فأمر أبي بن كعب أن يقرئها ثم انطلق - صلى الله عليه وسلم - إلى قادة المهاجرين والأنصار ليتناول معهم الرأي نحو هذا الأمر فاستعد المسلمون لهذا التحرك الطارئ استعداد عظيماً وأعلنوا حالة الاستنفار التام وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجال أن يحملوا سلاحهم حتى وهم في الصلاة. وقامت مفرزة من الأنصار بحراسة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقامت مفارز أخرى بحراسة مداخل المدينة خوفاً من أن يؤخذوا على غرة وقامت دوريات أخرى بالتجول حول الطرق لاكتشاف تحركات العدو.

 

وأما جيش المشركين فقد واصل زحفه نحو المدينة حتى بلغ الأبواء ثم اقترب من المدينة حتى نزل قريباً من جبل أحد وكان ذلك في يوم الجمعة السادس من شهر شوال سنة ثلاث من الهجرة.

 

akhawat_islamway_1450556410____3.png

عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلساً استشارياً عسكرياً تبادل فيه الرأي لاختيار الموقف وأخبرهم - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى رؤيا في المنام فقال رأيت بقراً يذبح ورأيت في ذُباب سيفي ثلماً ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فتأول - صلى الله عليه وسلم - البقر يذبح بنفر من أصحابه يقتلون وتأول الثلمة في سيفه برجل يصاب من أهل بيته وتأول الدرع بالمدينة، ثم قدم - صلى الله عليه وسلم - رأيه إلى صحابته بأن يتحصنوا في المدينة ولا يخرجوا منها فإن المشركين إن أقاموا في معسكرهم أقاموا بشر مقام وبغير جدوى وإن دخلوا المدينة قاتلهم المسلمون على أفواه الأزقة والنساء من فوق البيوت ووافق على هذا الرأي كبار الصحابة وبادر جماعة من الصحابة ممن فاتهم الخروج يوم بدر فأشاروا على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخروج وألحوا عليه في ذلك حتى قال قائلهم يا رسول الله كنا نتمنى هذا اليوم وندعو الله فقد ساقه إلينا أخرج إلى أعدائنا لا يرون أنا جبنا عنهم فتنازل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رأيه مراعاة لهؤلاء واستقر الرأي على الخروج من المدينة وملاقاة العدو في مكان تعسكره ثم صلى - عليه الصلاة والسلام - بالناس صلاة الجمعة فوعظهم وأمرهم بالجد والاجتهاد وحثهم على التهيؤ للقاء عدوهم ففرح الناس بذلك ثم دخل - صلى الله عليه وسلم - بيته ومعه صاحباه أبو بكر وعمر فعمماه وألبساه لباس الحرب فتدجج - صلى الله عليه وسلم - ولبس درعاً فوق درع وتقلد سيفه ثم خرج على الناس وكانوا ينتظرون خروجه وقد قال لهم سعد بن معاذ وأسيد بن خضير أكرهتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الخروج فردوا الأمر إليه وارجعوا إلى رأيه في البقاء في المدينة فندموا جميعاً على ما صنعوا فلما خرج - صلى الله عليه وسلم - قالوا يا رسول الله لعلنا أكرهناك ما كان لنا أن نخالفك فإن أحببت أن تمكث بالمدينة فأفعل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان لنبي إذا لبس لامة الحرب أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه.

 

وقسم - صلى الله عليه وسلم - جيشه إلى ثلاثة كتائب وكان عددهم ألف مقاتل لم يكن فيهم من الفرسان أحد ورد - صلى الله عليه وسلم - من استصغره ولم يره مطيقاً للقتال مثل عبد الله بن عمر وأسامة بن زيد وأبو سعيد الخدري وغيرهم من صغار الصحابة واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم ليصلي بمن بقي في المدينة ثم بات - صلى الله عليه وسلم - بالجيش بين أحد والمدينة وأختار خمسين رجلاً لحراسة المعسكر حيث كان بمقربة من جيش العدو يراهم ويرونه وقبل طلوع الفجر بقليل اشرئب النفاق وتمرد المنافقون فقام زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول وقال لا ندري علام نقتل أنفسنا وأحتج بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ترك رأيه وأطاع رأي غيره فانسحب وسحب معه ثلاثمائة مقاتل ولا شك أن السبب الذي أظهره هذا المنافق من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك رأيه وأطاع رأي غيره ليس هو السبب الحقيقي إذ لو كان هذا هو السبب الحقيقي لما خرج منذ البداية ولكنه الخور والجبن والنفاق أراد أن يشق العصا وأن يحدث البلبلة والاضطراب في جيش المسلمين على مرأى ومسمع من عدوهم بينما العدو يتشجع وتعلو همته وكاد بنو سلمة وبنو الحارث أن يتبعوه ولكن الله سبحانه وتعالى ثبتهما وتولاهما قال تعالى (إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 122].

 

رجع الخبيث ومعه ثلاثمائة من المنافقين فتبعهم عبد الله بن حرام - والد جابر بن عبد الله- فذكرهم بخطر الانسحاب في هذا الموقف الشديد وهذا الظرف المحرج وقال لهم (تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) [آل عمران: 167، 168].

 

akhawat_islamway_1450556410____3.png

وبعد هذا التمرد والانسحاب قام -صلى الله عليه وسلم- في بقية الجيش وهم سبعمائة مقاتل فعبأهم وهيأ صفوفهم واختار منهم فصيلاً من الرماة الماهرين قوامهم خمسون راميًا وأعطى قيادتهم لعبد الله بن جبير وأمرهم - صلى الله عليه وسلم - أن يثبتوا في أماكنهم وأن لا يخرجوا منها وقال لهم اثبتوا مكانكم لا نؤتى من قبلكم لا يأتونا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا وقال لهم - صلى الله عليه وسلم - احموا ظهورنا فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا وإن رأيتمونا هزمنا القوم ووطئناهم فلا تبرحوا أماكنكم حتى أرسل إليكم وكان هدفه - صلى الله عليه وسلم - من هذا الأمر حتى يسد الثلمة الوحيدة التي يمكن لفرسان المشركين أن يتسللوا منها إلى صفوف المسلمين حتى لا يقوموا بالالتفاف عليهم وكانت خطة حكيمة ودقيقة تجلت فيها عبقرية القيادة العسكرية عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا يمكن لقائد مهما علت كفاءته ورتبته أن يضع خطة أدق ولا أحكم من هذه الخطة (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [التوبة: 120]..

 

جعل - صلى الله عليه وسلم - على الميمنة المنذر بن عمرو وعلى الميسرة الزبير بن العوام يسانده المقداد بن الأسود وحرض أصحابه على القتال وحثهم على المصابرة والجلد وأخذ ينفث روح الحماسة والبسالة فيهم حتى أنه - صلى الله عليه وسلم - جرد سيفاً باتراً فنادى فيهم من يأخذ هذا السيف بحقه فقام إليه رجال ليأخذوه منهم عمر وعلي والزبير بن العوام حتى قام إليه أبو دجانة "سماك بن خراش" فقال وما حقه يا رسول الله فقال أن تضرب به وجوه العدو حتى ينحني فعصب أبو دجانة على رأسه عصابة حمراء كان إذا اعتصب بها علم الناس أنه سيقاتل حتى الموت ثم خرج يتبختر في مشيته بين الصفين فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن.

 

وقبل نشوب المعركة حاول المشركون إيقاع الفرقة والنزاع بين المسلمين حيث أرسلوا رسولاً إلى الأنصار- وهم أهل المدينة- يقولون لهم خلو بيننا وبين عمنا فننصرف عنكم فلا حاجة لنا في قتالكم ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل حيث رد عليهم الأنصار رداً عنيفاً واسمعوا رسول قريش ما يكره ثم تدانت الفئتان وتقارب الجمعان فكان أول وقود المعركة حامل لواء المشركين طلحة العبدري كان من أشجع فرسان قريش يسميه المسلمون كبش الكتيبة خرج طلحة العبدري وهو راكب على جمله يدعوا إلى المبارزة فأحجم الناس عن مبارزته لفرط شجاعته فتقدم إليه الزبير بن العوام فوثب عليه وثبة الليث وقفز إليه قفزة الأسد حتى صار معه على جمله فألقاه على الجمل فأقتحم به الأرض فذبحه بالسيف فلما رأى النبي جعل - صلى الله عليه وسلم - هذا المصرع الرائع كبر وكبر المسلمون وراءه وأثنى على الزبير وقال في حقه " إن لكل نبي حوارياً وحواري الزبير " فحمل لواء المشركين بعد طلحة العبدري أخوه عثمان العبدري فتقدم إليه حمزة بن عبد المطلب فضربه على عاتقه ضربة بترت يده مع كتفه حتى وصلت إلى سرته فبانت رئته فمات فحمل اللواء بعده أخوه أبو سعد العبدري فرماه سعد بن أبي وقاص بسهم في حنجرته فمات لحينه فحمل اللواء بعده أخوه مسافع العبدري فرماه عاصم بن ثابت بسهم فقتله فحمل اللواء بعده أخوه كلاب العبدري فانقض عليه الزبير فقاتله حتى قتله فحمل اللواء بعده أخوه الجلاس العبدري فطعنه طلحة بن عبد الله طعنة قضت عليه.

 

هؤلاء ستة نفر من بيت واحد قتلوا جميعاً حول لواء المشركين ثم حمله أربعة من بعدهم أبيدوا عن بكرة أبيهم فسقط لواء المشركين على الأرض وبقي ساقطاً لم يحمله أحد.

akhawat_islamway_1450556410____3.png

اندلعت نيران المعركة، واشتد القتال في كل نقطة من نقاط الميدان وفي هذه الأثناء وعند احتدام القتال رمى وحشي بن حرب وكان عبداً حبشياً مملوكاً لجبير بن مطعم قال له جبير إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق فخرج مع الجيش ليس له هدف إلا قتل حمزة فتتبعه حتى رماه بسهم قتل رضي الله تعالى عنه على إثره. وبرغم هذه الخسارة الفادحة بمقتل عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب إلا أن المسلمين ظلوا مسيطرين على الموقف كله وقاتلوا قتالاً فل عزائم المشركين وفت أعضادهم وكان من الأبطال المغامرين يومئذ رجل يقال له حنظلة بن أبي عامر خرج وهو حديث عهد بعرس فلما سمع هواتف الحرب وهو على امرأته انخلع من أحضانها وقام من فوره إلى جيش المسلمين فقاتل حتى قتل فسمي "حنظلة الغسيل".

 

وهكذا دارت رحى الحرب لصالح المسلمين فخارت عزائم المشركين وأخذت جموعهم تتبدد ذات الشمال وذات اليمين.

 

وبينما كان الجيش الإسلامي يسجل مرة أخرى نصراً حاسماً على المشركين لم يكن أقل روعة من النصر الذي كسبه يوم بدر وقعت من الرماة غلطة فظيعة قلبت الوضع تماماً وأدت إلى إلحاق الخسائر الفادحة، حيث تركوا أماكنهم وخرجوا من الجبل حينما رأوا المسلمين يجمعون غنائم العدو فقال بعضهم لبعض الغنيمة الغنيمة فذكرهم قائدهم عبد الله بن جبير بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدم الخروج وقال لهم أنسيتم ما قال لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن الأغلبية الساحقة لم تلقي لتذكيره بالاً فخلت ظهور المسلمين ولم يعد يحمي ظهورهم أحد فأنتهز الفرصة خالد بن الوليد بسرعة خاطفة ودار من خلف الجبل فأباد من تبقى من الرماة على ظهر الجبل ثم انقلبوا على المسلمين فأحيط المسلمون من الأمام والخلف ووقعوا بين عدوهم وتفاجئوا بانقلاب رحى الحرب ضدهم فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوته قائلاً لهم " إلي عباد الله" وهو يعرف - صلى الله عليه وسلم - أن المشركين سوف يسمعون صوته قبل أن يسمعه المسلمون ولكنه ناداهم ودعاهم مخاطراً بنفسه في هذا الظرف الدقيق فحوصر - صلى الله عليه وسلم - ورمي بالحجارة فشج وجهه حتى سال الدم من وجهه الشريف - صلى الله عليه وسلم - وأصيبت رباعيته وجرحت شفته وضرب على وجنته حتى دخلت حلقتان من حلق المغفر في وجهه - صلى الله عليه وسلم - فمسح الدم من على وجهه وهو يقول كيف يفلح قوماً شجوا وجه نبيهم فأنزل الله (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) [آل عمران: 128].

 

ثم سمع الناس صائحاً يصيح أن محمداً قد قتل فوقع في صفوف المسلمين ارتباك شديد وطار صواب طائفة منهم وكادت أن تنهار نفوسهم وتوقف من توقف عن القتال فمر أنس بن النضر فقال لهم ما تنتظرون فقالوا قتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فما تصنعون بالحياة بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فلقيه سعد بن معاذ فقال إلى أين يا أبا عمر فقال أنس واهاً لريح الجنة يا سعد إني لأجد ريح الجنة من دون أحد ثم مضى فقاتل المشركين حتى قتل فما عرف من بين الشهداء حتى عرفته أخته بعد نهاية المعركة وبه بضع وثمانون ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم.

 

وبمثل هذا الاستبسال وهذا التشجيع عادت إلى المسلمين روحهم المعنوية ورجع إليهم رشدهم وصوابهم فأخذوا أسلحتهم وتركوا القعود والاستسلام وهاجموا المشركين من جديد وقد بلغهم أن خبر مقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - خبر مختلق لا صحة له فزادهم ذلك قوة إلى قوتهم فأنزل الله (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 179].

 

فانظروا عباد الله:

مخالفة واحدة قلبت كفة المعركة وحولت النصر إلى هزيمة وحصل بسببها ما حصل فلما تساءل الناس لماذا تحول النصر إلى هزيمة وكيف انقلبت كفة المعركة وكيف حصل هذا أجابهم رب الأرباب بقوله: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران: 165].

................

 

مراد باخريصة | الألوكة

 

 

 

 

 

akhawat_islamway_1450556394____2.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سلمت أناملكِ يا حبيبة

رائــــــع وممتع

أتابع معكِ يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكنّ الله خيرًا يا حبيبات

وجعله في موازين حسناتكنّ

لي عودة لإكمال القراءة إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@

جزاكنّ الله خيرًا يا حبيبات تسعدنا مُتابعتكنّ

()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1450556372____1.png

 

غزوة حمراء الأسد

 

 

1350372637_.jpg

 

لم تكن حمراء الأسد غزوة مستقلة، وإنما هي جزء من غزوة أُحُد، وصفحة من صفحاتها الهامة، إذ بات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفكر في الموقف بعد أحد، وأشفق من أن يعود جيش المشركين لغزو المدينة، وأحسّ بما يقاسيه أصحابه من مرارة الهزيمة في أحد، وما يشعرون به من إحباط، ولم يكن ذلك هو السبب الوحيد، فإن خروج النبي - صلى الله عليه وسلم ـ بجيشٍ مُثقل بالجراح هو خير رسالة للأعداء بأن المسلمين لا زالوا أعزّة قادرين على المواجهة، وأن جراحهم وآلامهم لا يمكن أن تعوقهم عن مواصلة الجهاد والقتال، ومن ثم عزم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن يقوم بعملية مطاردة الجيش المكي ـ رغم ما به هو أيضا من جروح ـ، وكان ذلك صباح الغد من معركة أحد، أي يوم الأحد الثامن من شهر شوال من السنة الثالثة من الهجرة، وأمر بلالاً أن ينادي في الناس بضرورة التعجيل للخروج للجهاد، ولم يكن الأمر عامّاً لجميع المؤمنين، بل كان مقصوراً على أولئك الذين شهدوا معركة أحد بالأمس ..

63279hlmjo.gif

وما كاد بلال ـ رضي الله عنه ـ يؤذن في الناس بالخروج للجهاد مرة أخرى، حتى تجمع أولئك الذين كانوا مع ـ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالأمس، وقد أصابهم القرح، وأنهكتهم الجروح والآلام، ولم يسترح أحد منهم بعد، ومع ذلك انطلقوا جميعا خلف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يطلبون المشركين، طلبا للنصر أو الشهادة في سبيل الله ..

63279hlmjo.gif

قال ابن إسحاق : " كان أحُد يوم السبت للنصف من شوال، فلما كان الغد يوم الأحد سادس عشر من شوال: أذّن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس بطلب العدو، وأن لا يخرج معنا إلا من حضر بالأمس، فاستأذنه جابر بن عبد الله في الخروج معه فأذن له، وإنما خرج مرهباً للعدو، وليظنوا أن الذي أصابهم لم يوهنهم عن طلب عدوهم " .

 

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: ( { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ والرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ واتَّقَوْا أَجْر عَظِيم }(آل عمران: 172)، قالت لعروةَ : يا ابنَ أُخْتي، كانَ أَبَوَاكَ منهم الزبير وأبو بكر ، لمَّا أَصاب نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - ما أَصاب يوم أُحد، فانصرف عنه المشركون خاف أَن يرجعوا، فقال: مَنْ يذهب في إِثْرِهِم؟ فانتدب منهم سبعون رَجُلا، قال: كان فيهم أبو بكر والزُّبَيْرُ ) رواه البخاري .

وفي رواية: قال عُروة : قالت لي عائشةُ : ( أَبَوَاكَ واللهِ من الذين استجابوا للهِ والرسولِ من بعد ما أصابهم القَرْحُ(الجرح) ) .

 

وهذا رجل من بني عبد الأشهل يصور حرص الصحابة على الخروج للجهاد فيقول: " شهدت أحداً أنا وأخ لي فرجعنا جريحين، فلما أذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخروج في طلب العدو قلت لأخي وقال لي: أتفوتنا غزوة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ والله مالنا من دابة نركبها، وما منا إلا جريح ثقيل، فخرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكنت أيسر جرحاً منه، فكان إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة (نوبة)، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون " .

akhawat_islamway_1450556410____3.png

سار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمون معه حتى بلغوا حمراء الأسد، على بعد ثمانية أميال من المدينة، فعسكروا هناك، وأقام فيها ثلاثة أيام، فلم يتشجع المشركون على لقائه، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمر بإشعال النيران فكانوا يشعلون في وقت واحد خمسمائة نار، وذلك من قبيل الحرب النفسية على العدو .. وهناك أقبل مَعْبَد بن أبي معبد الخزاعي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأسلم ـ، فأمره رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يلحق أبا سفيان فَيُخَذِّلَه ـ ولم يكن أبو سفيان يعلم بإسلامه ـ، فأدركه بالروحاء على بعد ستة وثلاثين ميلاً من المدينة فخذله، ونصحه بالعودة إلى مكة على عجل، فثنى ذلك أبو سفيان ومن معه ..

 

غير أن أبا سفيان حاول أن يغطي انسحابه هذا بشن حرب نفسية دعائية ضد الجيش الإسلامي، لعله ينجح في كف هذا الجيش عن مواصلة المطاردة ، فقد مر به رَكْب من عبد القيس يريد المدينة، فقال: هل أنتم مبلغون عني محمداً رسالة، وأوقر لكم راحلتكم هذه زبيبًا بعكاظ إذا أتيتم إلى مكة؟، قالوا: نعم . قال: فأبلغوا محمداً أنا قد أجمعنا الكَرَّة(الرجعة)، لنستأصله ونستأصل أصحابه .

فمر هذا الركب برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو والمسلمون: حسبنا الله ونعم الوكيل ..

 

واستمر المسلمون في معسكرهم، وآثرت قريش السلامة فرجعوا إلى مكة ..

63279hlmjo.gif

ووقع في أسر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل رجوعه إلى المدينة أبو عزة الجمحي، وكان شاعراً أسره المسلمون يوم بدر، ثم أطلقه الرسول - صلّى الله عليه وسلم ـ بغير فداء، رحمةً ببناته، واشترط عليه ألا يقف ضد المسلمين، فلم يحترم الرجل العهد، وقاتل مع المشركين في أحد، فوقف بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم ـ يطلب عفوه مرة ثانية، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم ـ أمر بقتله، وقال كلمته التي صارت مثلاً: ( لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ) رواه البخاري .

 

عاد المسلمون بعد ذلك إلى المدينة بروح قوية متوثبة، مسحت ما حدث في أحد، فدخلوا المدينة أعزة رفيعي الجانب، قد أفسدوا انتصار المشركين، وأحبطوا شماتة المنافقين واليهود ..

وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قول الله تعالى: { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }(آل عمران من الآية:172- 175)..

akhawat_islamway_1450556410____3.png

لقد حققت غزوة حمراء الأسد هدفها، فقد أظهرت قدرة المسلمين وهم في أحلك الظروف على التصدي لخصومهم وأعدائهم، لأنهم إذا كانوا قادرين على متابعة التحرك العسكري خارج المدينة بقسم من قواتهم، فإنهم لا شك أقدر على مواجهة أعدائهم داخل المدينة، من اليهود والمنافقين وبقايا المشركين ..

 

كما أبرزت حكمة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، الذي أراد أن لا يكون آخر ما تنطوي عليه نفوس أصحابه الشعور بالهزيمة في أحد، فأزال بهذه الغزوة اليأس من قلوبهم، وأعاد لهم هيبتهم التي خُدِشت في أحد، ووضعهم على طريق التفاؤل والعزة والانتصارات، ثم قام بعد ذلك بمناورات وغزوات أعادت للمسلمين هيبتهم الكاملة، بل زادت فيها ..

 

كما أظهرت هذه الغزوة فضل أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسرعة استجابتهم لأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الخروج للجهاد رغم ما بهم من جراح وتعب وآلام ..

 

كذلك علمت غزوة حمراء الأسد ـ الصحابة ومن بعدهم ـ أن لهم الكرَّة والنصر على أعدائهم متى استجابوا لدعوة الله ورسوله، ونفضوا عنهم الضعف والفشل، وأن ما أصابهم بالأمس ـ في أُحد ـ إنما هو ابتلاء، ومحنة اقتضتها إرادة الله وحكمته، وأنهم أقوياء أعزة بطاعتهم لله، واستجابتهم لأوامر رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..

..................

المصدر: إسلام ويب

 

akhawat_islamway_1450556394____2.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خير يا حبيبة ونفع بكِ

هذه الغزوة إنما كانت حرباً غير منفصلة، أخذ كل فريق بقسطه ونصيبه من النجاح والخسارة، ثم حاد كل منها عن القتال من غير أن يفر عن ساحة القتال ويترك مقره لاحتلال العدو، وهذا هو معني الحرب غير المنفصلة‏.‏ وإلى هذا يشير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ‏}‏ ‏[النساء:104]‏‏، فقد شبه أحد العسكريين بالآخر في التألم وإيقاع الألم، مما يفيد أن الموقفين كانا متماثلين، وأن الفريقين رجعا وكل غير غالب‏.‏

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1450556372____1.png

غزوة بني النضير

 

63279hlmjo.gif

 

حديثنا اليوم عن غزوة بني النضير التي وقعت في شهر ربيع الأول.

بعد الهزيمة التي وقعت للمسلمين في غزوة أحد تجرأ اليهود على المسلمين وبدئوا يكاشفونهم بالغدر والعداوة ويتصلون بالمشركين والمنافقين ويعملون لصالحهم ضد المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم صابراً متحملاً لأذاهم وجرأتهم وخاصة بعد وقعة الرجيع ومأساة بئر معونة التي قتل فيها سبعين رجلاً من أفاضل الصحابة في كمين غادر للمشركين وحلفائهم اليهود وقد تألم النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المأساة التي قتل فيها سبعين من أصحابه تألماً شديداً.

63279hlmjo.gif

وفي يوم من الأيام خلا اليهود بعضهم إلى بعض وسول لهم الشيطان أعمالهم فتآمروا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا أيكم يأخذ هذه الرحى فيصعد بها فيلقيها على رأس محمد فيشدخ بها رأسه فقال أشقاهم عمرو بن جحاش أنا فقال لهم سلام بن مشكم لا تفعلوا فوالله ليخبرن بما هممتم به وإنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه ولكنهم أصروا وعزموا على تنفيذ هذه الخطة الخبيثة فلما جلس النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار بيت من بيوتهم وجلس معه أبوبكر وعمر وعلي وطائفة من أصحابه صعد المجرم على سطح المنزل لينفذ فعلته المشئومة ولكن الله سبحانه وتعالى أرسل جبريل الأمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلمه بما هموا به فأخبره جبريل فنهض النبي صلى الله عليه وسلم مسرعاً وتوجه إلى المدينة فلحقه أصحابه فقالوا نهضت ولم نشعر بك فأخبرهم بما همّ به اليهود.

63279hlmjo.gif

وما لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعث محمد بن مسلمة إلى يهود بني النضير يقول لهم أخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها وقد أجلتكم عشراً فمن وجدته بعد ذلك منكم ضربت عنقه فلم يجد اليهود مناصاً من الخروج فأقاموا أياماً يتجهزون للرحيل والخروج من المدينة غير أن رئيس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول بعث إليهم أن أثبتوا وتمنعوا ولا تخرجوا من دياركم فإن معي ألفين رجلاً يدخلون معكم حصونكم يدافعون عنكم ويموتون دونكم فانزل الله سبحانه وتعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)

 

وهناك عادت لليهود ثقتهم وطمع رئيسهم حيي بن أخطب فيما قاله رئيس المنافقين فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون له " إنّا لن نخرج من ديارنا فاصنع ما بدا لك" .

 

كان هذا الموقف موقفاً محرجاً بالنسبة للمسلمين فإن المسلمين لا يريدون أن يشتبكوا مع خصومهم في هذه الفترة المحرجة من تاريخهم لأن جبهة القتال مشتعلة مع المشركين فلا يريدون أن يفتحوا جبهة أخرى مع اليهود ولأن اليهود كانوا على درجة من القوة تجعل استسلامهم بعيد الاحتمال والقتال معهم غير مأمون العواقب والنتائج.

 

ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه جواب حيي بن أخطب كبر وكبر المسلمون معه ثم نهض صلى الله عليه وسلم لقتالهم ومناجزتهم فاستعمل على المدينة عبد الله بن أم مكتوم وسار إليهم يحمل اللواء علي بن أبي طالب فلما وصل إليهم فرض صلى الله عليه وسلم عليهم الحصار فالتجأ اليهود إلى حصونهم وكانت نخيلهم وبساتينهم عوناً لهم في ذلك فأمر صلى الله عليه وسلم بقطعها وتحريقها وفي ذلك أنزل الله (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ)

 

فلما رأى المنافقون جدية الأمر خانوا حلفائهم اليهود فلم يسوقوا لهم خيراً ولم يدفعوا عنهم شراً (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ، لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ) ولهذا مثلهم الله سبحانه وتعالى بالشيطان فقال (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ)

 

ولم يطل الحصار طويلاً وإنما دام ست ليال فقط حتى قذف الله في قلوبهم الرعب فانهزموا وتهيئوا للاستسلام وإلقاء السلاح فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "نحن نخرج عن المدينة" فوافق صلى الله عليه وسلم على أن يخرجوا منها بنفوسهم وذراريهم وأن لهم ما حملت الإبل إلا السلاح فوافقوا على ذلك ولحقدهم وحسدهم قاموا بتخريب بيوتهم بأيديهم ليحملوا معهم الأبواب والشبابيك والجذوع حتى لا يأخذها المسلمون ثم حملوا النساء والصبيان على ستمائة بعير وأسلم منهم رجلان فقط وذهبت طائفة منهم إلى الشام.

 

فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاحهم واستولى على أرضهم وديارهم وأموالهم فوجد معهم من السلاح خمسين درعاً وثلاثمائة وأربعين سيفاً فكانت أموالهم وديارهم خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعها حيث يشاء ولم يُخمسها رسول الله صلى الله عليه وسلم – أي لم يقسمّها بالخمس كالغنائم- لأن المسلمين لم يوجفوا عليها بخيل ولا ركاب وإنما أفائها الله عليهم وساقها لهم بدون قتال فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين الأولين.

63279hlmjo.gif

كانت هذه الغزوة – غزوة بني النضير- في شهر ربيع الأول في مثل هذا الشهر من السنة الرابعة للهجرة وأنزل الله في هذه الغزوة سورة الحشر بأكملها يقول الله سبحانه وتعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ * وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ * وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ...

 

akhawat_islamway_1450556410____3.png

 

بعد أن ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الحشر الأحداث التي حدثت في هذه الغزوة قال فاعتبروا ياأولي الأبصار فهو أمر منه سبحانه وتعالى بأخذ الدروس والعبر من هذه الغزوة ومن أعظم العبر فيها إثبات قدرة الله سبحانه وتعالى على تغيير الأحوال وتبديل الحال وتصريف الأمور كيف يشاء سبحانه وتعالى فلا يقف أمام قوته وقدرته شيء فهؤلاء اليهود كان الناس جميعاً حتى المسلمون يظنون أن قوتهم وحصونهم التي يتحصنون بداخلها لن يستطيع أحد أن يخترقها أو يخرجهم منها( مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا )أي أنتم أيها المسلمون مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وظنوا أي اليهود أن حُصُونُهُمْ مانعتهم مِنَ اللَّهِ ولكن الله جل جلاله أتاهم من حيث لم يحسبوا فسلط عليهم جندياً من جنوده وهو الرعب فانهارت معنوياتهم وضعفت نفسياتهم فاستسلموا وخربوا بيوتهم بأيديهم.

63279hlmjo.gif

فعلى الناس أن يعلموا أن الله الذي أجلاء هؤلاء وأزالهم بعد أن ظن الناس أن حصونهم مانعتهم قادر على أن يزيل غيرهم من الكافرين والمتكبرين والظالمين بشرط أن يصلح الناس أحوالهم ويقبلوا على منهج ربهم وينصروا دينه فإذا حققوا ذلك فإن الله سينصرهم وسيهلك عدوهم. (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)

 

وفي السورة إشارة إلى أن النصر قريب إذا سلك الناس طريقه أما إذا تنكب الناس الطريق وأخذوا يبحثون عن النصر والعز والتمكين في المناهج الأرضية كالديمقراطية والعلمانية والليبرالية والاشتراكية أو غيرها من المناهج الطاغوتية فإن النصر سيكون بعيداً بل محالاً.

 

كما أن في السورة إشارة واضحة إلى أن الهلاك متحقق في الوقوف في وجه الحق وتعذيب أهل الحق أو مطاردتهم أو سجنهم فهؤلاء اليهود لما عزموا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم بإلقاء الرحى عليه من سطح البيت مكر الله بهم فأذلهم وأخزاهم وخرب بيوتهم ورحلهم من ديارهم بدون أن يتكلف المسلمون أية تكاليف في ذلك وإنما دخلوا أرضهم بدون خيل ولا ركاب أي بدون حرب ولا مشقة.

 

كما أن في الآية إشارة للمسلمين بتجنب الغدر والابتعاد عن الخيانة ونقض العهد حتى لا يقع لهم ما وقع لليهود فاعتبروا يأ أولي الأبصار.

 

كما أن من الدروس العظيمة في هذه الغزوة بيان حال المنافقين وكشف العلاقة الوطيدة بينهم وبين أهل الكتاب من اليهود والنصارى حتى أن الله سبحانه وتعالى سماهم إخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب فقال( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )فعلاقة المنافقين باليهود علاقة حميمة وصلتهم بهم صلة قوية يعقدون معهم المؤامرات ويتآمرون معهم ضد المسلمين ويوعدونهم بالدفاع عنهم ونصرتهم وحمايتهم من المسلمين( لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ )هذا هو حال حكامنا اليوم مع اليهود أوفياء وأصدقاء ومع شعوبهم المسلمة خصوم ألداء.

63279hlmjo.gif

ومن الدروس والعبر في هذه الغزوة الإعلام بأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله فمن غدر ومكر ولف ودار فإنه لفه ومكره سينقلب عليه في النهاية فهؤلاء اليهود أرادوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم والقضاء عليه فقضوا على أنفسهم واهلكوا أنفسهم.

 

كما أن في الغزوة دليل على جواز تخريب ممتلكات الكفار إذا كانت هناك ضرورة حربية كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث قطع نخيلهم وأحرق بساتينهم.

مراد باخريصة

akhawat_islamway_1450556394____2.png

تم تعديل بواسطة خيوط ذهبية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير يا حبيبة

هذه الغزوة فيها عبر كثيرة علنا نتمعن معهناها

ألا وهو أن النصر للأمة الأسلامية آت لا محال

وأن اليهود حتى في عهدنا هذا يعيشون الرعب والزعر والخوف من المسلمين

واكبر دليل حال يهود محتلين فلسطين الحبيبة

لم يتروا اي وسيلة من وسائل حمايتهم ولكن بفضل الله الشعب المجاهد والمثابر يطالهم في مآمنهم المزعومة

نسال الله النصر

نتابع معك يا حبيبة

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@

 

جزانا الله وإياكِ راماس الحبيبة

نسأل الله النصر والتمكين لأمتنا الإسلامية

تسعدنا متابعتك كثيرا

بارك الله فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة *إشراقة فجر*
      بسم الله الرحمن الرحيم



      السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


       
       

      السؤال:
      بخصوص حديث الشاة المسمومة : في قول النبي للمرأة ( ما كان الله ليسلطك على ) ، أي في أن النبي خصص هذه المرأة بعدم التسليط عليه ، فكيف هذا وقد ثبت أن النبي مات متأثرا بهذا السم ؛ أليس موته متأثرا بالسم يعنى تسليطها عليه ، وتمكنها منه ، حتى ولو بعد فترة من الزمن؟
       
       
      الجواب :
      الحمد لله
      عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه : " أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ ، فَأَكَلَ مِنْهَا ، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ : أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ ، قَالَ : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ )" رواه البخاري ( 2474 ) ، ومسلم ( 2190 ) .
      وعن عَائِشَةُ رضى الله عنها : " كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ : (يَا عَائِشَةُ ، مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِى أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِى مِنْ ذَلِكَ السَّمِّ ) " رواه البخاري ( 4165 ) .
       
      "وهذه المرأة اليهودية الفاعلة للسم اسمها زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودي" .
      يراجع : " عمدة القاري شرح صحيح البخاري " (15 / 91).
      والجمع بين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بالسم وبين قوله لليهودية التي وضعت له السم (ما كان الله ليسلطك على ذلك) هو أنه صلى الله عليه وسلم لم يمت في الحال ؛ أي لم يكن الله ليسلطك على قتلي بهذا السم في هذا الوقت الذي أردتيه ؛ لأن السم في العادة يقتل صاحبه فورا ، بدليل أن من أكل معه وهو بشر بن البراء رضي الله عنه مات من السم , أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد عاش بعد هذه الواقعة ثلاث سنوات ، قاد خلالها الجيوش وخاض المعارك وباشر حياته الشريفة , ثم لما حضر أجله الذي كتبه الله تعالى : هاج عليه أثر السم ، ليكرمه الله تعالى بالشهادة .
      وفي " عمدة القاري شرح صحيح البخاري " (15 / 92): " وفيه: معجزة ظاهرة له عليه السلام، حيث لم يؤثر فيه السم ، والذي أكل معه مات " انتهى.
       
      وقال ابن القيم في " زاد المعاد " (4/111): " وَبَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ سِنِينَ حَتَّى كَانَ وَجَعُهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ: (مَا زِلْتُ أَجِدُ مِنَ الْأُكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُ مِنَ الشَّاةِ يَوْمَ خَيْبَرَ حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَانَ انْقِطَاعِ الْأَبْهَرِ مِنِّي) ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِيدًا " انتهى .
      وجاء في "شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية "(12 / 94): " ومن المعجزة أنه لم يؤثّر فيه في وقته ؛ لأنهم قالوا: إن كان نبيًّا لم يضره , وإن كان ملكًا استرحنا منه ، فلمَّا لم يؤثر فيه تيقنوا نبوته حتى قيل: إن اليهودية أسلمت , ثم نقض عليه بعد ثلاث سنين لإكرامه بالشهادة" انتهى.
      والله أعلم.
      ::


       


      موقع الإسلام سؤال وجواب ()*

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×