اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

من اقوال الشيخ محمد الغزالي ....(متجددة)

المشاركات التي تم ترشيحها

63167_529.jpg

 

 

 

“.من قال: إن الأكل على المائدة ; أو استخدام الملاعق مخالف للسنة؟!!

إن فهم هؤلاء الناس للدين غريب وإثارة هذه القضايا دون غيرها من أساسيات الإسلام مرض عقلى..

إنه ضرب من الخبال.

إن المؤامرات تستحكم يوما بعد يوم لاغتيال الإسلام أو الإجهاز عليه جهرة

فكيف يشتغل قوم بهذه السنن فقط ثم يتساهلون فى الواجبات وعظائم الأمور؟!!”

محمد الغزالي, هموم داعية

 

8888888888888888.jpeg

 

 

فإذا كانت وظيفة القلم، أو الرأى، أن يخدم أصحاب السلطة، فإن الأمة الإسلامية ستكون آخر الأمم، بالطريقة التى تعيش بها. والغريب أنى لا أرى هذا فى العالم الآخر! عندنا أزمة فهم.. عندنا أزمة فقه.. وعندنا مع هذا وذاك أزمة فكر.. والمحزن أن الذين يملكون الفكر، يملكهم من يملكون السيف.. فالمحنة كبيرة فى العالم الإسلامى، ما بقى السيف قادرا على ضرب الفكر، وتحديد إقامته..”

محمد الغزالي, كيف نتعامل مع القرآن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

“التألم من الحرمان ليس ضعة، ولكن تحول الحرمان إلى هوان هو الذي يستنكره الإسلام، فقد مضت سنة الرجولة من قديم أن يتحامل الجريح على نفسه حتى يشفى، ويستأنف المسير بعزم، لا أن يخور ثم يتحول إلى كسيح، ثم ينتظر الحاملين.”

 

 

“ورب مخاصم اليوم من أجل باطل انخدع به أمسى نصيرا لمن خاصمهم مستريحا إلى ما علم منهم مؤيدا لهم بعد شقاق”

 

 

 

“وبيت متوسط الدخل تعمره امرأة صالحة أسعد وأرشد من بيت واسع الثراء تسكنه امرأة هابطة ، وفي ذلك يقول الرسول الكريم "الدنيا متاع و خير متاعها الزوجة الصالحة" وفصل ذلك في حديث آخر " ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا من زوجة صالحة ، إن أمرها أطاعته ، وإن نظر إليها سرته ، وإن أقسم عليها أبرته ، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله"

أترى هذه الزوجة تنبت في المجتمع من غير إعداد وعناية؟ أيمكن أن تكون نبتا يطلع من تلقاء نفسه في بيئة يسودها الجهل والتخلف؟ وتحرم عليها الثقافة الواسعة؟”

محمد الغزالي, قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة

 

 

ما أحسب المتفرقين على حقهم أصحاب حق، فطبيعة الحق أن يجمع أهله! إن أعدادا كبيرة من السائرين تحت لواء الحق تكمن في بواطنهم أباطيل كثيرة، فهم يحتشدون بأجسامهم فقط تحت رايته، ويبدو أن المآرب الكثيرة، والأغراض المختلفة، تجعل لكل منهم وجهة هو موليها، وذاك في نظري ما جعل ثورات عديدة تسرق من أصحابها، ويسير بها الشطار إلى غاية أخرى!

حتى قيل: الثورات يرسمها المثاليون وينفذها الفدائيون ويرثها المرتزقة!!

ترى لو كان المثاليون والفدائيون على قلب رجل واحد في الإيثار والتجدد

أكان يبقى للمرتزقة موضع قدم؟.

إن أخطاء خفية، نستخف بها عادة، هي التي تنتهي بذلك المصير!”

الحق المر”

محمد الغزالي

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

“ولا يجوز تأويل الآيات البينات لتوافق ما روى من أخبار الآحاد، بل الواجب أن تؤول أخبار الآحاد لتستقيم مع الآيات، ولتنسجم مع العقل والنقل.

إن الفرع يمال به إلى الأصل لا العكس..

وإذا كان لبعض الناس ذاكرة جيدة، وليس لهم بصيرة نيّرة،

فعليهم تسليم محفوظاتهم إلى الفقهاء لينزلوها في مكانها الصحيح..”

محمد الغزالي, هموم داعية

 

 

 

 

ولست ألوم أحدا استهان بنا أو ساء ظنه بديننا مادمنا المسئولين الأوائل عن هذا البلاء،إن القطيع السائب لا بد أن تفترسه الذئاب”.”

 

 

“نعم ما يستقر الإلحاد إلا حيث تتحول البلاد إلى سجون كبيرة،

و الحكام إلى سجانين دهاة”

محمد الغزالي, قذائف الحق

 

 

“اجتهادك فيما ضمن لك، وتقصيرك فيما طلب منك،

دليل على انطماس البصيرة".

لك حقوق وعليك واجبات، وكثير من الناس يطلب بإلحاح ماله من حقوق،

بل يطلب بإلحاح ما يرى أنه حق له.

أما الواجبات التى عليه يقينا فهو يمارى فيها حينا،

ويؤديها بكسل واسترخاء وبخس حينا آخر، وربما جحدها...

وهذا الطراز من الناس ـ وما أكثره بيننا ـ أدنى إلى الدواب التى لا تحس إلا ما تحتاج إليه،

فأما ما تكلف به فهى لا تعرفه إلا من لذع السياط...”

محمد الغزالي, الجانب العاطفي من الإسلام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

%D9%85%D9%86%2B%D8%A3%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%84%2B%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%2B%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A%2B05.png

 

 

 

“والناس اليوم يتطلعون إلى ذات الغنى ،

وقد يتنافسون وراء ملكة جمال تبيع جسدها في ميادين الفن أو ميادين عرض الأزياء ، وما قيمة امرأة لا ترد يد لامس ، وما قيمة بيت يبنى على هذا الجرف المنهار؟

إن الزواج وسيلة لا غاية !

وسيلة لامتداد النوع الإنساني العالي ،

وليس مقرا فقط لإشباع النهمة ، وتحصيل المتعة.”

محمد الغزالي, قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة

 

 

BSh4vVgCYAAMmdF.jpg

 

 

 

 

“إن العمل بالإسلام ليس كفالة لآخرتنا فقط،

بل هو ضمانة حياتنا الآن”

 

 

“الكمال هو أن تسعى لبلوغ الكمال ما بقي في صدرك نفس يتردد.”

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

“ليس هناك مجال لإلغاء العقل ورفض الرأى الآخر لا بد من تبادل الحجج ونشدان الحقيقة وحدها... لا مكان لتكميم الأفواه وفرض وجهة نظر واحدة. صاحب الصواب لا يهاب النقاش صاحب الحق يغشى به المجالس ويقرع به الآذان. المأساة تحدث من مبطل يريد بالعصا أن يخرس الآخرين ومع تفاهة ما عنده يقول مقالة فرعون قديما:

`ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد`...

 

 

 

“من حق المسلمين في بلادهم أن يحيوا وفق تعاليم دينهم، وأن يبنوا المجتمع حسب الرسوم التي يقدمها الإسلام لإقامة الحياة العامة. والإسلام ليس عقيدة فقط، إنه عقيدة وشريعة!

.. ليس عبادات فقط، إنه عبادات ومعاملات.

.. ليس يقيناً فردياً فقط، إنه نظام جماعي إلى جانب أنه إيمان فردى.

إنه كما شاع التعبير: دين ودولة..”

محمد الغزالي, هموم داعية

 

 

“لأن المسلمين فقدوا أسباب التمكين فى الأرض فعصفت بهم الرياح الهوج.. إن الرياح مهما اشتدت لا تنقل الجبال، ولكنها تنقل كثبان الرمال.. وإذا كنا على أبواب نهضة حقة فلندرس بدقة وبصيرة أسرار ما أصابنا.. فإن العافية لا تتيسر بدواء مرتجل، والنصر لا يجيء باقتراح عشوائى.. إن الأسلاف تصدروا قافلة العالم بجدارة. والأخلاف ملئوا ذيل القافلة بجدارة أيضا. وقد تأملت فى أحوال الناس الذين يعملون فى الحقل الإسلامى ويتحمسون لنصرة دينهم.. ولكنهم يحملون فى دمائهم جراثيم الفوضى القديمة.. والجهالة المدمرة.. فأدركت أن هؤلاء يتحركون فى مواضعهم، وأنهم يوم يستطيعون نقل أقدامهم فسيتجهون إلى الوراء لا إلى الأمام، وسيضيفون إلى هزائمنا الشائنة هزائم قد تكون أنكى وأخزى. من أجل ذلك رأيت استثارة الهمم لبدء نهضة واعية هادية تعتصم بالوحى الأعلى. وتتأسى بالرسول صلّ الله عليه وسلم وصحبه، وتنتفع بتجارب القرون الأربعة عشر التى مرت بنا.”

محمد الغزالي, هموم داعية

 

 

“الإيمان إذا صح لابد أن ينتج العمل.

والعمل إذا صح لابد أن يرتكز على الإيمان.

والإحسان إذا صح لا ينشأ إلا من إيمان راسخ وعمل كامل.”

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا يجتمع إسلام لله وتمرُّدٌ عليه، أو خضوع له ورفض لأمره!

فهل معنى ذلك أن المسلم لا يتورط في معصية؟

الحق أن المسلم إذا عرَض له عِصيان كان ذلك طارئًا غير محسوب، أو عملاً انزلَق إليه صاحبه وهو كارهٌ له، أو غير مستبِين لشره، ومن ثَمّ فهو يتخلَّص منه آسفًا ونادمًا وخجلان..

إن نور العقل قد ينكسف، وطاقة العزيمة قد تنفَد، وعندئذ يقترف المرء ما لا يَليق، ولا يخرج المرء بذلك عن الإسلام:

(إن الذين اتَّقَوْا إذا مسَّهم طائفٌ من الشيطان تذكَّروا فإذا هم مبصِرون)

(الأعراف: 201)

الفارق بعيد بين مستبيح لا يرَى لله حقًّا ولا يُحس في عمله جُرمًا،

ومعتَلٍّ خارت قواه فسقط.

الأول مجرِم لا مسلِم،

والآخر مريض تُلتمَس له العافية ويُحسَب بين أهل الإسلام.

 

 

 

الصلاة في الحياة الإسلامية ليست عملاً فرديًّا يهتم به صاحبه وحسب، بل هي سمة اجتماعية تسيطر على جمهور المؤمنين وتدفعهم إلى التلاقي في محراب العبادة جماعاتٍ متكررة من الفجر إلى العشاء.

ومن هنا جاء التعبير بـ "إقام الصلاة" لا أداء الصلاة، إذ المقصود إتيانها في جماعة، والتحشيد لها، والخشوع فيها، وإعلاء شعائرها؛ إعظامًا له، وإبرازًا لحقه تبارك اسمه.

 

 

 

المخدوعون في الدنيا أعدادٌ فوق الحصر،

إن قتالهم رهيب للحصول على مغانمها،

وتصارعهم دامي الجوانب لِلْعَبِّ منها دون وعي!

وتحت الأقدام في هذه الساحة الخسيسة أرحام مقطوعة، وحرمات منتهَكة،ومروءات ضائعة، وصداقات منسية، ومستَضعَفون دِيسُوا،

وأشياء كثيرة محزنه

 

 

ما أَحقَرَ الدنيا يوم تُنالُ بهذا الثمن!

وما أحراها بهذا الوصف الحكيم:

(واضرِبْ لهم مَثَلَ الحياةِ الدنيا كماءٍ أنزَلناه من السماءِ فاختلَطَ به نباتُ الأرضِ فأصبَحَ هشيمًا تَذرُوه الرياحُ وكان اللهُ على كلِّ شيءٍ مقتدرًا) (الكهف: 45).

 

 

 

انتهاك شرف البنت يقيم الدنيا ولا يقعدها في مجتمعنا،

لكن العدوان على شرف الأمة لم يعد يحرك ساكنا فيها.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(في بُيوت أَذِنَ اللهُ أن تُرفَعَ فيها ويُذكَرَ فيها اسمُه) (سورة النور: 36).

أحيانًا أتصور أن الرفع هنا ليس للدعائم والجدران، إنما هو للساحات الطَّهور التي تخصصت للركَّع السجود، فبعد أن كانت أرضًا عادية يغشاها أي إنسان أضحت أرضًا لا يدخلها إلا متوضئ، وبعد أن كانت لأي غرض عادي أضحت همزة وصل بين الناس ورب الناس، ومهادًا للمعراج الروحي الذي ينقُل البشر من مآربهم القريبة إلى مناجاة الله وتسبيحه وتمجيده!

 

أحسست ذلك وأنا أطالع ما جاء في السنَّة المُطَهَّرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار ـ يقال له: أبو أمامة ـ فقال: "يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟"

قال: هموم لَزِمتني وديون يا رسول الله!

فقال له: "ألا أعلمُك كلمات إذا قُلْتَهنّ أذهبَ الله عنك همَّك وقضى دَيْنك؟"

قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال:

"قل إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزَن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" فقلتُ ذلك فأذهب الله عني غمي وقضى دَيْني.

 

هذا رجل أحرجتْه الأيام، وبدل أن يذهب إلى بيت واحد من الأغنياء يستجديه، ويرقب الفرج عنده على نحو ما قيل:

يسقط الطير حيث يَنتثر الحَـ .. ـبُّ وتُغشَى منازل الكرماءْ

ذهب إلى بيت الله يرجو جَدَاه وينتظر نداه!

فلم يَخِبْ سعيه ولم يَطُلْ همه!

لقد نفعته كلمات تعلمها من صاحب الرسالة غيرت نفسه وحياته.

 

وإذا كان الرسول قد استغرب وجود الرجل في المسجد في غير وقت صلاة، فإنه عزم على المسلمين كافة أن يثوبوا إلى المسجد وقت الصلاة وقال: "إن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ" المنفرد "بسبع وعشرين درجة؛ وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد، لم يَخطُ خطوة إلا رَفعت له بها درجة، وحَطت عنه خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مُصلَّاه، تقول: اللهمَّ صلِّ عليه اللهمَّ ارحَمْهُ. ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة".

 

 

 

قال عبد الله بن مسعود:

لقد رأيتُنا وما يتخلَّف عن الصلاة إلا منافق قد عُلم نفاقه أو مريض!

إن كان المريض ليمشي بين الرجلين حتى يأتي الصلاة‍.

 

وقال: إن رسول الله علمنا سنن الهُدى، وإن من سنن الهُدَى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه. قال عبد الله: وما منكم من أحد إلا وله مسجد في بيته، ولو صليتم في بيوتكم وتركتم مساجدكم تركتم سنَّة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم.

 

 

من كتاب مائه سؤال عن الاسلام

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما معنى أن الله جعل المسلمين أمةً وسطًا؟

 

15032880_974655925973450_1464539867289729658_n.png?oh=7238e8d2271a584b9efc4173976de2aa&oe=59C41D8E

 

 

قالوا من قديم:

أن الفضيلة وسط بين رذيلتين.

وسواء اضطَّرد هذا القول أم لم يضطَّرد فإن الحقيقة تضيع بين الإفراط والتفريط، والناس يعانون كثيرًا من الغُلُوِّ الشديد والإهمال البارد.

 

وعندما ظهر الإسلام كان اليهود معروفين بالحِرْص على الحياة والحب القوي للمال، وطلبه من الربا ومن وجوه السحت الأخرى، وكان المسيحيون يَرَوْنَ التقوى في الرهبانية والزهد واحتقار المال

وجاء الإسلام فرفض المسلَكَيْنِ

وكانت الصرامة والقسوة ملحوظتين في تعاليم اليهود، كأن التقوى عقوبة مرصَدة لكل ذنب، وكأن مرضاة الله لا تَتِمُّ إلا بواجبات جافة ومظاهر محبوكة، فجاء عيسى ـ عليه السلام ـ يتحدث عن القلوب الرقيقة والبشرية الضعيفة الفقيرة إلى عفو الله.

وقالوا: إنه ترك امرأة اقتِيدَت متَّهمة بالإثم، وقال لليهود: مَن كان منكم بلا خطيئة فليتقدم ليرجمها!

 

وجاء الإسلام فرفض العبادة المقرونة بالصَّلَف والاستعلاء على الناس! ويسَّر التوبة لكل عاثر وأمر بستره والتجاوز عنه! وأقرَّ العقاب لمَن يتبجَّح بجُرمه ويؤذي المجتمع بالإصرار عليه!

 

أي أنه رفض الطاعة المُستكبِرة، ورحم المعصية النادمة، وطلب الإصلاح المتواضع الرقيق!

يقول علي بن أبي طالب:

الفقيه كل الفقيه مَن لم يقنِّط الناس من رحمة الله، ولم يؤمِّنهم مكره!

 

والحق أن عيسى ـ عليه السلام ـ لم يَستهِنْ بجريمة الزنى، ولكنه كما روى الإمام مالك عنه يقول: لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، فإنما الناس مبتلًى ومعافًى، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية.

والإسلام دين وسط يأمر الأمة بالتزام الصراط المستقيم ويُحَذِّرها من الخطوط المنحرفة يمينًا والمنحرفة يسارًا.

والغلوُّ في الدين قد ينتُج عن خطأ في الفكر أو عِوَج في الطبع، وغالبًا ما يَزيغ عن الحق وينتهي بالانسلاخ عن الدين الصحيح، لذلك يقول الله تعالى لنبيه: (قل يا أهلَ الكتابِ لا تَغلُوا في دينِكم غيرَ الحقِّ ولا تتَّبِعوا أهواءَ قومٍ قد ضلُّوا من قبلُ وأضلُّوا كثيرًا وضلُّوا عن سواءِ السبيلِ) (المائدة: 77).

 

هناك مَن يبالغ في التعبُّد فينحرف يمينًا بالابتداع والحماس الكاذب، وهناك من ينحرف يسارًا بالإهمال المنتهي بالجحود والتمرد.

 

إن الإسلام يجعل التوسُّط فضيلة في شئون الدين والدنيا جميعًا

 

في شئون الدنيا يكره الإسلام التبذير والتقتير ويحب الإنفاق المعقول، وقد وصف الله عباد الرحمن فقال: (والذين إذا أنفَقُوا لم يُسرِفوا ولم يَقتُروا وكان بينَ ذلك قَوامًا) (الفرقان: 67).

 

في مجال العلم الديني رأيت ناسًا مُتَبَحِّرين في المنقول والمعقول، بهم فقه واسع، ومحفوظات كثيرة، لكن قلوبهم يَشينها جفاف بالغ، تولَّى أحدهم القضاء، وقَدِمت إليه امرأة متهمة بالزنى، فما زال يستدرجها ويمكُر بها حتى اعترفت له، وحكم برَجْمِها، لأنها متزوجة!

 

قلت: هذا منهج يهودي، فإن رسول الله ـ صلّ الله عليه وسلم ـ كان يرشد المتهم ليفر من العقاب ويتراجع عن قراره، ويتحايَل عليه لينصرف آمنًا.

 

أما هذا القاضي فإنه احتال على المُذنِب ليقتله! ليس هذا أسلوب الإسلام.

والعلة أن جانبًا آخر من الثقافة الإسلامية لم يُصلِح قلب الرجل فبَقِيَ معتلاًّ، ولو أَلِف "علم القلوب" وذاق الجانب العاطفي من الإسلام لستر وغفر، يستره الله ويغفر له!

 

والمحزِن أن هناك انفصالاً في علومنا الدينية بين الفقه والتصوُّف، مما جعل المتصوفين يجنحون أحيانًا إلى الجنون، وجعل الفقهاء أحيانًا يمثلون القانون العاتيَ الأصم.

 

والوسطية فضيلة تبرز في توجيهات الإسلام الاجتماعية والاقتصادية، ففي العلاقة بين الرجال والنساء مثلاً أبى أن تكون المرأة حبيسة البيت أو طريدته! وأن تكون نظرة الرجل إليها نظرة السجان أو الصياد!

 

البيت هو المَحضَن الذي تتولى المرأة فيه تربية الجيل الجديد وتنشئته على تعاليم الدين وتقاليده، وليس البيت سجنًا كما تفهم ذلك بعض التقاليد السائدة عندنا، وليس ملتقًى عابرًا للأبوين والأولاد كما تألف ذلك أوربا حيث الأسر شكل لا موضوع له.

 

 

لو التزمنا وسَطِيَّة الإسلام لكان ذلك أرضى لله وأسعد للأمة وأزكى للجنسين معًا.

وفي الناحية الاقتصادية أقَرَّ الإسلام حق المِلْكية الفردية، بيد أنه كبَح جماحَه بقيود الحلال والحرام، وانتقَص أطرافَه بحقوق الضعاف والمتعَبين.

 

(وكذلك جعلناكم أمّةً وَسَطًا لتكونوا شهداءَ على الناس ويَكونَ الرسولُ عليكم شهيدًا) (البقرة: 143).

والمؤسف أن الأمة المكلَّفة بذلك فرَّطت في البلاغ والتعليم!

بل فرطت في العمل والتأسي بنبيها!

بل لقد أصبحت اليوم ذيلاً لأحزاب الميمنة والميسرة في الشرق والغرب ونسيت الصراط المستقيم!

 

 

 

 

من كتاب مائه سؤال عن الاسلام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

“إذا ضاعت الكرامة الفردية والاجتماعية والسياسية لأمة من الأمم ثم قيل:

ان الدين باق فيها فاعلم ان ما بقى ليس إلا جثمانه الهامد وملامحه الميتة!

وعندما يشيع الغدر بالأمم واسترقاق الأحرار وأكل أجور الكادحين من العمال والفلاحين فلا موضع بعدئذ إلا لسخط الله وبطشه”

 

وإلى الله المشتكى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فإذا كانت وظيفة القلم، أو الرأى، أن يخدم أصحاب السلطة، فإن الأمة الإسلامية ستكون آخر الأمم،

 

..............................

 

(وكذلك جعلناكم أمّةً وَسَطًا لتكونوا شهداءَ على الناس ويَكونَ الرسولُ عليكم شهيدًا)

 

والمؤسف أن الأمة المكلَّفة بذلك فرَّطت في البلاغ والتعليم!

بل فرطت في العمل والتأسي بنبيها!

بل لقد أصبحت اليوم ذيلاً لأحزاب الميمنة والميسرة في الشرق والغرب ونسيت الصراط المستقيم!

 

 

وإلى الله المشتكى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
يقول تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون).
شبهات يرد عليها الشيخ محمد الغزالى  بمنطلق إسلامي وعقلاني.
------------
شرح الدكتور محمد الغزالي
من خمسين سنة، عندما عقلت ما يجرى حولى، أدركت أن نصف الإسلام ميت أو مجمد، وأن نصفه الآخر هو المأذون له بالحياة أو الحركة إلى حين !!
وأحسست أن هنالك صراعاً يدور فى الخفاء أحياناً، وعلانية حيناً بين فريقين من الناس:
ـ فريق يستبقى النصف الموجود من الإسلام، ويدفع عنه العوادى، ويحاول استرجاع النصف المفقود، ويلفت الأنظار إلى غيابه .
ـ وفريق يضاعف الحجب على النصف الغائب، ويريد ليقتله قتلاً، وهو فى الوقت نفسه يسعى لتمويت النصف الآخر وإخماد أنفاسه وإهالة التراب عليه .
.. وكلما طال بى العمر كنت ألحظ أن المعركة بين الفريقين تتسع دائرتها وتشترك فيها إذاعات وأقلام، وجماعات وحكومات، ومناقشات ومؤامرات ..
.. وكانت الحرب سجالاً، وربما فقد المؤمنون بعض ما لديهم، وربحوا بعض ما أحرزه خصومهم، وربما كان العكس، وفى كلتا الحالتين تنضم إلى معسكر الحق قوى جديدة وتنضم إلى معسكر الباطل قوى جديدة، ويزداد الصراع حدة وشدة كلما لاح أن الساعة الحاسمة تقترب ..
ونحن نصدر هذا الكتاب فى ظروف شديدة التعقيد:
أعداء الإسلام يريدون الانتهاء منه، ويريدون استغلال المصائب التى نزلت بأمته كى يبنوا أنفسهم على أنقاضها ..
يريدون بإيجاز القضاء على أمة ودين ..
وقد قررنا نحن أن نبقى، وأن تبقى معنا رسالتنا الخالدة، أو قررنا أن تبقى هذه الرسالة ولو اقتضى الأمر أن نذهب فى سبيلها لترثها الأجيال اللاحقة ..
من أجل ذلك نرفض أن نعيش وفق ما يريد غيرنا أو وفق ما تقترحه علينا عقائد ونظم دخيلة .


مقتبسات من كتاب قذائف الحق للشيخ محمد الغزالى

“إن الفجر سيطلع حتماً ولأن يطوينا الليل مكافحين أشرف من أن يطوينا راقدين .” 

هناك معادلة يجب أن يحفظها كل عربي عن ظهر قلب هي: "عرب - إسلام = صفر” 

"ولو ان المرء حاول استرضاء الله بنصف الجهد الذي يبذله لكسب المال او التمكين في الارض لقطع مرحلة رحبة في طريق الارتقاء الروحي والخلقي ,ولو ان امرءا كره الشيطان ووساوسه بنصف الشعور الذي يكره به الالام والخصوم لنال من طهر الملائكة حظا,ان الله قد يقبل نصف الجهد في سبيله ولكنه لا يقبل نصف النية اما ان يخلص القلب له واما ان يرفضه كله ” 

“روى إبن ماجه أن عمر بن الخطاب خرج إلى المسجد فوجد معاذا عند قبر الرسول ص يبكي! قال : مايبكيك؟ قال : حديث سمعته من رسول الله ص: "اليسير من الرياء شرك، ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة، إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء، الذين إن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة” 

“الشخص التافه يفلسف الأوضاع حوله بما يشبع كبره و يصدق وهمه فبدلا من أن يستيقظ علي الحقائق اللاذعة ينظر إليها من جانب يرضيه و يطغيه” 

الإسلام يكره أولئك الذين يعيشون فى الدنيا أذنابا ٬ تغلب عليهم طبائع الزُّلفى والتهافت على خيرات الآخرين ٬ ويحبون أن يكونوا فى هذه الحياة كالثعالب التى تقتات من فضلات الأسود .
إن المسلم أكبر من أن يربط كيانه بغيره على هذا النحو الوضيع ٬ بل يجب أن ينأى عن مواطن الهُون ٬ وأن يضرب فى فجاج الأرض يبتغى العزة والكرامة” 

من كتاب قذائف الحق
الشيخ محمد الغزالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
سألني بعضهم : أليس مصيرنا الجنه نحن المسلمين مصداق قول رسول الله : "من قال لا اله الا الله دخل الجنه "
 
فنظرت اليه وقدرت المسافه بين عمله وامله فوجدتها بعيده بعيده .. ورأيت أنه لا يحفظ من الاسلام الا مايظنه عونا على كسله .. كالمتسول الذي تغيب عن ذهنه ايات القران كلها فلا يعي منها الا ايه واحده : " من جاء بالحسنه فله عشر امثالها " فهو يقرأ الايه ليستدر بها الأكف ويجمع الاموال ..
 
قلت : الاتعرف من سنه رسول الله الا هذا الحديث وحده ..؟ ان رسول الله الى جانب مارويت يقول: " لا يدخل الجنه قتات "
ويقول :" لا يدخل الجنه قاطع رحم "
ويقول:" لا يدخل الجنه من كان في قلبه ذره كبر "
ويقول:" ليس منا من غشنا "
ويقول :" ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهليه "
ويقول :" ليس منا من خبب_ اي افسد _ امرأة على زوجها "
ويقول:"ليس منا من لم يوقر كبيرنا , ويرحم صغيرنا , ويرف لعالمنا حقه " ...
أفنسيت هذه السنن كلها لانها تدلك على ما ارتبط بعنقك من واجبات ولم تع الا ماحسبته حقا لك وهو الجنه .. فأنت تطلبه بلا ثمن ..؟!!
 
الأنانيون عندما يسلطون افكارهم الضيقه على الذين يمسخون نصوصه ويحرقون الكلم عن مواضعه .. فهم يفهمونه ثوابا بلا عمل .. وثمره بلا غرس .. او عقبا يقع على الاخرين وحدهم .. هيهات ان يمسهم منه لفح ..!
ان المحصورين في حدود انفسهم واثرتهم ومنافعهم الذاتيه تنعكس نصوص الدين مشوهه في افكارهم .. فليسوا يفهمون منها الا مايشته
 
الامام الغزالى
 
,,,,,,,,,,,,,,
 

من قال (لا إله إلا الله) هل يدخل الجنة؟ وما شروطها؟

السؤال:
سماحة الشيخ! هذا السائل يقول: ما هي شروط لا إله إلا الله؛ كلمة التوحيد؟ وهل من قال: لا إله إلا الله فقط دون أن يعمل يدخل الجنة؟
 
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن من أتى بالتوحيد ومات عليه دخل الجنة، من ذلك قوله ﷺ: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت علي دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، ومنها حديث عبادة بن الصامت: من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل.
... أحاديث في هذا كثيرة تدل على أن من قال: لا إله إلا الله صادقًا موحدًا يتضمن كلامه براءته من الشرك وإيمانه بأن الله هو مستحق العبادة فإنه يدخل الجنة، ويكون من المسلمين، مع الإيمان بشهادة الأنبياء أن محمدًا رسول الله، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله مما بلغه ذاك الوقت.
 
ثم يطالب بعد ذلك بشرائع الإسلام، فإذا أدرك الصلاة وجب أن يصلي، وهكذا الزكاة، هكذا الصيام، هكذا الحج، وإن مات بحال بعد التوحيد دخل الجنة، يعني لو أسلم ومات في الحال دخل الجنة؛ لأنه ما أدرك العمل ولا فعل شيء من السيئة، والإسلام يجب ما قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها، فإن عاش حتى أدرك الصلاة لزمته الصلاة، فإن أبى وجحدها كفر، وإن لم يصل كفر.
وهكذا إذا أدرك الزكاة يجب عليه الزكاة، فإن أبى صار عاصيًا يستحق دخول النار، وهكذا إذا أدرك الصيام ولم يصم صار عاصيًا يستحق دخول النار إلا أن يعفو الله عنه، وهكذا إذا زنى أو سرق أو ما أشبه ذلك صار عاصيًا يستحق دخول النار إلا أن يعفو الله عنه وصار تحت مشيئة الله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].
المقصود أنه متى دخل في الإسلام ووحد الله وتبرأ من الشرك كله وآمن بكل ما أخبر الله به ورسوله يكون مسلمًا، ثم يطالب بحقوق الإسلام من صلاة وغيرها وترك المعاصي، فإن ترك المعاصي وأدى الحقوق تم إسلامه وإيمانه، وإن مات في الحال قبل أن يدرك شيئًا من الأعمال فله الجنة؛ لأن إسلامه جب ما قبله من الشرور، فإن عاش فباشر بعض المعاصي أو ترك بعض الواجبات فهو تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له وأدخله الجنة بتوحيده وإن شاء عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها، كما تقدم في قوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، وهذا بإجماع المسلمين بإجماع أهل السنة والجماعة.
والعاصي تحت المشيئة لا يكفر خلافًا للخوارج، ولا يخلد في النار كما تقول الخوارج والمعتزلة لا، بل هو تحت مشيئة الله، إذا مات على الزنا على السرقة على عقوق الوالدين على شرب المسكر على أكل الربا ولكن لم يستحلها مقر أنها معاصي غير مستحل ولكن غلبه الهوى والشيطان وإلا هو يعرف أنها معاصي تحت مشيئة الله إن شاء الله عفا عنه وإن شاء عذبه في النار على قدر المعاصي التي مات عليها بعد التطهير والتمحيص يخرجه الله من النار بإجماع أهل السنة والجماعة، لا يخلد في النار إلا الكفرة خلافًا للخوارج والمعتزلة الذين يقولون: إن العاصي إذا مات على المعصية يخلد في النار، وتقول الخوارج: إنه يكفر، وقولهم باطل عند أهل السنة والجماعة من أبطل الباطل، والآية الكريمة ترد عليهم وهي قوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].
 
وأما قوله ﷺ في الزاني: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب الخمر وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، فالمعنى الوعيد والتحذير يعني ليس مؤمنًا الإيمان الكامل عنده نقص في إيمانه، وليس معناه أنه كافر؛ لأن الآيات يصدق بعضها بعضًا، والأحاديث يصدق بعضها بعضًا، وكتاب الله لا يكذب بعضه بعضًا، والسنة لا تخالف القرآن، فوجب أن تفسر النصوص بالنصوص، يفسر النص بالنص.
فقوله: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، يعني الإيمان الواجب الكامل، لو كان عنده إيمان كامل ما زنى، لكن عنده نقص، فلهذا وقع في الزنا، وقع في الخمر؛ لنقص إيمانه، ليس معناه أنه كافر؛ لأن الرسول ﷺ أمر في حق الزاني أن يحد يقام عليه الحد، ويكون الحد كفارة له، وصاحب الخمر كذلك يقام عليه الحد، والحد كفارة له.
وإذا مات الزاني على الزنا بعد الحد دخل الجنة صار الحد كفارة له، ولهذا يقول ﷺ في حديث عبادة في الصحيحين لما ذكر المعاصي قال: فمن أدركه الله في الدنيا يعني بالحدود الشرعية كان كفارة له، ومن أجله الله إلى الآخرة فأمره إلى الله، كما قال تعالى: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[النساء:48]. 
 
فـأهل السنة والجماعة يقولون: إن صاحب المعاصي تحت المشيئة إذا كانت معصية دون الشرك ولم يستحلها فهو تحت المشيئة؛ كالزاني، وشارب الخمر، وآكل الربا، والعاق لوالديه، ونحو ذلك، أما من استحل المعاصي استحل الزنا قال: الزنا حلال. تقام عليه الحجة، فإذا بين له الدليل وأصر على أن الزنا حلال كفر، صار كافرًا الكفر الأكبر، وهكذا من يقول: الخمر حلال، ويبين له الدليل ويصر يكون كافرًا، وهكذا من يقول: السرقة حلال أو الربا حلال يبين له الأدلة، فإذا أصر على أن الربا كله حلال كفر، وهكذا من قال: عقوق الوالدين حلال يبين له الأمر فإذا أصر بعد الأدلة كفر، وهكذا من يقول: إن اللواط حلال، وهكذا.. من استحل المعاصي المعروفة من الدين بالضرورة استحلها وبين له الدليل وأصر كفر.
أما من مات على المعصية وهو يعرف أنها معصية لم يستحلها -يعرف أنه عاصي مات وهو وزاني مات وهو شارب الخمر مات وهو يرابي وهو يعرف أنه معاصي- فهذا تحت مشيئة الله إن شاء ربنا غفر له بأعماله الصالحة وتوحيده وإن شاء عذبه على قدر الجريمة التي مات عليها، ثم بعد التطهير والتمحيص في النار يخرجه الله من النار.
وقد تواترت الأحاديث عن الرسول ﷺ: أن كثيرًا من العصاة يدخلون النار ويعذبون فيها ثم يخرجهم الله من النار وقد امتحشوا وقد احترقوا، فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حمل السيل، فإذا تم خلقهم أدخلهم الله الجنة، وقد تواترت بهذا الأحاديث عن رسول الله ﷺ وأجمع على هذا أهل السنة والجماعة، ولا يبقى في النار مخلدًا إلا الكفرة -نسأل الله العافية- أما العصاة لا، قد يبقى فيها قد تطول إقامته ويسمى خلود لكنه خلود مؤقت ينتهي، فإذا تمت المدة التي قدرها الله عليه يخرج من النار وصار إلى الجنة لتوحيده وإسلامه.
والتوحيد له شروط ذكرها بعض أهل العلم وهي سبعة، قال بعضهم: ثمانية، جمعها بعضهم في بيتين:
علم يقين وإخلاص وصـدقك مع محبة وانقياد والقبول لهـا
وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الإله من الأشياء قد ألها 

فإذا كان فهمها طالب العلم وأتقنها وأداها كان هذا كمالًا لتوحيده وإيمانه، وإن كان العامي لا يعرف هذه الشروط ولكنه تبرأ من الشرك وآمن بالله ووحده كفى، وإن لم يعرف الشروط، متى تبرأ من الشرك وتبرأ من الكفر واعتقد بطلانه وآمن بالله ووحده كفى.
فقوله: علم، يعني: يعلم أن الله جل وعلا هو المستحق للعبادة، وأن معنى لا إله إلا الله معناها: لا معبود حق إلا الله.

يقين: يقولها عن يقين ما هو بشك، يعني يوحد الله عن يقين.

وإخلاص: يعني ما أشرك بالله غيره، بل أخلص لله.

مع الصدق بخلاف المنافقين يقولونها وهم كاذبون المنافقون، فهذا كافر إذا قالها ظاهرًا وهو يكذبها الباطن هذا كافر.
مع المحبة: مع محبة الله، ومحبة توحيده اللي ما يحب الله كافر، أو يكره التوحيد ويكره الإيمان كافر: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد:9].

وهكذا القبول كونه يقبل الدين يقبل الحق ينقاد له، أما إذا رد الحق ولم يقبله ولم ينقاد للحق بل أباه ولم يوحد الله يدخل في الشرك يكون كافرًا.

ولابد من الكفران بما يعبد من دون الله كما قال تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى [البقرة:256]، يعني: يكفر بعبادة غير الله يعني ينكرها يعتقد بطلان عبادة غير الله وينكرها ويتبرأ منها، هذا معنى قول الشاعر:

وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الإله من الأشياء قد ألها

فالمقصود أن المؤمن يعلم الحق ويعتقده ويصدق في ذلك، ويتبرأ من الشرك وأهله، وينقاد إلى الحق، ويطمئن إليه، ويحب الله ورسوله، هكذا المؤمن ولو ما عرف الشروط، متى قبل الحق وانقاد لتوحيد الله وأخلص لله وأحب الله وانقاد لشرعه ولم يكن كاذبًا كالمنافقين صار إيمانه صحيحًا. نعم.

 

موقع ابن باز

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×