اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

كل الشموع تحترق.. إلا ضوء الإيمان

المشاركات التي تم ترشيحها


islalm-22.jpg

إن الوهم الحقيقي نعيشه حين تشدنا الدنيا ببهرجها، وتشغلنا بمتعتها ولذتها

وحين نصدق بأن ما ُيزيّن لنا وما ُيحبب إلينا على أنه الحقيقة ، في حين أن الحقيقة الوحيدة هي التي توصلنا إلى معرفة الله والعمل لأجل إدراك ما عند الله
ولهذا قال الله تعالى: ((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ )) آل عمران:14
إن عمر هذه الحياة الدنيا بكل متاعها الزائل كعمر الشموع التي نوقدها وتنطفئ كلاهما فيه زخرف وبهاء وفتنة ، ولكنه عمر قصير ..

لهذا نبه الحق سبحانه عباده المؤمنين حتى لا يكون مصيرهم هذا العقاب فقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)) المنافقون : 9 وقال تعالى : (( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)) التوبة:55
إنها حقيقة عميقة في حياتنا ، تمس وشائج متشابكة ودقيقة في تركيبنا العاطفي ، حقيقة أننا مهما أوقدنا من شموع الدنيا الملهية بفتنها ، المشغلة عن ذكر الله، سنظل نعيش الضنك والعنت وألف وهم ووهم لا ينتهي أبدا ، إلا شمعة الحقيقة الإيمانية هي التي تظل تنير حياتنا .


إنها الحقيقة الوحيدة التي تحررنا من حصاد خسائر الدنيا ومتاعبها ، التي وصفها لنا الحق سبحانه فقال ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً)) الكهف:45
وحذرنا سبحانه من أن نركن أو نطمئن إليها فقال ( أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ)) التوبة:38
وقال سبحانه : (( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)) الحديد:20


إن لكل واحد منا حقيقة يبحث عنها ووهما يعيشه ، وكل واحد منا يتهم الآخر أن ما يعيشه وهما وأن ما يعيشه هو إنما الحقيقة ، لا أحد يملك أن يرى في مرآة نفسه ما هي فعلا الحقيقة و ما هو فعلا الوهم ، لهذا يستمر في جدال ونقاش لا ينتهي ..
إلا معنى واحدا شموليا يقينيا ، لا يخضع لمنطق يختلف عن منطق آخر ، ولا لفلسفة تختلف عن فلسفة اخرى .
إنه معنى يقرب الأفكار ، يساوي بين الناس ، ويوفق بينهم في انسجام عجيب ، فتجد نفسك تختاره ، وتؤمن به بقلبك وفكرك وجوارحك .
إنه معنى الإيمان الذي يوقد شمعة الحقيقة التي تبحث عنها ، إنه شعاع نور الإيمان يتوهج ، فلا الألوان تظل قاتمة ، ولا الحيطان أسوارها تعتقل روحك ، ولا البيت سجنك ومعتقلك ، ولا الدنيا بفتنها تستعبدك ، ولا الكلمات التي تخرج من ألسن لا تعي ما تقوله في لحظة غضبة ، أو ثورة نفس جموحة تهزمك .

إن الشمعة التي توقدها بنور إيمانك هي التي تغير مسار حياتك ، وخارطة طريقك ، وبوصلة اتجاهك ، هي التي تهبك الحقيقة الوحيدة التي تؤلف بداخلك عقيدة صحيحة ، وعزيمة أكيدة ، وجرأة تدفعك ، فتتخلى عن خجلك وأنت تتحدث عن تفاصيلها ، وعن ترددك وضعفك وأنت تناضل لأجلها ، تزيدك عزة وفخرا إذا ما ارتبطت بها ، تضاعف قوتك وشجاعتك إذا ما دافعت عنها ، تكرمك وتبذل لك بسخاء ، إذا ما وهبتها نفسك ونفيس أوقاتك .

موقع المسلم



oau9gz.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك وجزاك خيرًا وألبسك من حُلل الإيمان دهرًا. 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×