اذهبي الى المحتوى
الحاجة أم حسن

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا "

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء المرسلين سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين

" إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ "

حبيباتي في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

عندما نقرأ كتاب الله العظيم الذي نزله على قلب رسوله ذي الخلق العظيم " القرآن الكريم " أو نستمع إليه ونجد أن الله تبارك وتعالى يقول :

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ " فتدخل في أنفسنا فرحة وسعادة بهذا النداء من الله تعالي عند الأمر أو النهي حقاً " إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ "

ولقد بحثت في آيات القرآن فكانت النتيجة :

عبارة ' يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ' عثر عليها في(89)آية

أولها

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ "

البقرة الآية (104)

وآخرها

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "

التحريم الآية (8)

عبارة 'الَّذِينَ آمَنُوا ' عثر عليها في(170)آية

أولها

" وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) "البقرة

وآخرها

" ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ "

البلد الآية (17)

عبارة ' الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ' عثر عليها في(50)آية

أولها

" وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "

البقرة الآية (25)

وآخرها في سورة العصر

" وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) "

فنجد عندما يأمرنا رب العالمين بالاستعانه بالصبر والصلاة قائلاً :

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "

البقرة (153)

نجد أن البعض لا يمتثل لأمر الله فلا يصبر ولا يصلي ومع ذلك يشكو من عدم صلاح حاله .

وعند قوله تعالى :

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "

البقرة (183)

نجد أيضاً أن بعض الناس ممن ليس لديهم أعذار تمنعهم من الصيام لا يصومون ولا يمتثلون لأمره سبحانه وتعالى

وكذلك عند النهي قال تعالى

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

البقرة (278)

وللأسف الشديد نسمع ونرى الإقبال الشديد على القروض الربوية من البعض إلا من رحم الله

وهكذا الكثير والكثير

00000000فهل هؤلاء الناس من الذين آمنوا أم هم مسلمون فقط ؟

أم لا يعرفون الفرق بين الإسلام والإيمان ؟

فمن هنا نبدا بإذن الله الحديث عن

الإيمان

ونبدأبحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن عمر رضي الله عنه قال : (بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ، وقال . يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الإسلام أن تشهد أن لا اله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ،وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا - قال صدقت - فعجبنا له يسأله ويصدقه .

قال : فأخبرني عن الإيمان ،قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره - قال صدقت .

قال : فأخبرني عن الإحسان - قال أنتعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

قال : فأخبرني عن الساعة - قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل .

قال : فأخبرني عن إماراتها - قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. ثم انطلق فلبث ملياً ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل ؟ فقلت الله ورسوله أعلم

قال : (فأنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم)

رواه مسلم

 

ولي معكن عودة إن شاء الله لنتحدث عن أركان الإيمان وسوف يكون بإذن الله من :

إعداد: معهد الإمام البخاري للشريعة الإسلامية

المرجع : كتاب نبذة في العقيدة الإسلامية للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

 

 

اللهم ارزقنا الإيمان والعمل الصالح

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تم تعديل بواسطة الحاجة أم حسن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكي السلام ورحمه الله وبركاته

 

 

اللهم ارزقنا الإيمان والعمل الصالح

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزاكي الله الجنه امي ام حسن ده بعد اذنك يعني ممكن

 

بس كنت عايزه اعرف عندك كام سنه

احبك الذي احببتني فيه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

ابنتي الحبيبة

الرحمه يارب والتائبه الي الله

تقبل الله دعاءكِ الطيب

ويفرحني بل ويسعدني أن يناديني كل المنتدى بأمي

بس كنت عايزه اعرف عندك كام سنه

ما أستطيع قوله أن أكبر بنت عندي عمرها 20 سنة

بارك الله فيكن جميعاً

اللهم ارزق بنات المسلمين أزواجاً صالحين واجعلهم زوجاتٍ صالحات

اللهم ارزق أبناءالمسلمين زوجاتٍ صالحات واجعلهم أزواجاً صالحين

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكي السلام ورحمه الله وبركاته

بسم الله ماشاءالله ربنا يخليهم ليكي ويبقيوا لكي الذريه الصالحه دائما

 

وتقبل الله دعائك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

العقيدة الإسلامية أسسها ستة وتسمى أركان الإيمان وهي :

الإيمان بالله

الإيمان بالملائكة

الإيمان بالكتب

الإيمان بالرسل

الإيمان باليوم الآخر

الإيمان بالقدر خيره وشره

وقد دل على هذه الأسس كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ففي كتاب الله تعـالى يقول الله عز وجل : {لّيْسَ الْبِرّ أن تولوا وُجُوهَكُمْ قبل المشرق والمغرب ولكن الْبِرّ مَنْ آمن بالله وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ والكتاب والنبيين}1

ويقول في القدر : {إنا كل شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ *وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاّ واحدة كلمح بِالْبَصَرِ}2.

وهذه الأصول الستة قد اتفقت عليها الرسل و الشرائع ، ونزلت بها الكتب ،ولا يتم إيمان المرء إلا باعتقادها ومن جحد واحد منها خرج من الإيمان إلى الكفر .

الإيـمان بالله

الإيمان بالله : هو الإيمان والاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه ، وأنه الذي يستحق وحده أن يفرد بالعبادة ، وأنه المتصف بصفات الكمال المنزه عن كل نقص و عيب ، مع التزام ذلك والعمل به .

الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:

الأول:الإيمان بوجود الله تعالى

وقد دل على وجود الله تعالى ما يلي : الفطرة،والعقل، والشرع، والحس .

1- دلالة الفطرة على وجود الله تعالى فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم ، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة ،فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ".4

2 - دلالة العقل على وجود الله تعالى فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لا بد لها من خالق أوجدها إذ لا يمكن أن توجد نفس بنفسها، ولا يمكن أن توجد صدفة . فهم لم يخلقوا من غير شيء ولم يخلقوا أنفسهم ، ويؤكد هذا الدليل العقل يقول الله تعالى : {أَمْ خلقوا من غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}5

3- دلالة الشرع على وجود الله تعالى فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك وما جاءت به من الأحكام العادلة المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بما يصلح خلقه. وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.

4- وأما دلالة الحس على وجودا لله تعالى فمن وجهين:

الوجه الأول : أننا نسمع ونشاهد من إجابة الداعين وغوث المكروبين ما يدل دلالة قاطعة على وجوده تعالى . ويدل لذلك القرآن والسنة كما في قوله تعالى : {ونوحا إذ نَادَىَ مِن قبل فاستجبنا لَهُ}6. ومن السنة قصة الإعرابي الذي دخل المسجد يوم الجمعة وسأل الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستسقي لهم .

الوجه الثاني : أن آيات الأنبياء التي تسمى (المعجزات)ويشاهدها الناس أو يسمعون بها برهان قاطع على وجود مرسلهم وهو الله تعالى لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر يجريها الله تعالى تأييدا لرسله ونصراً لهم.

ومن أمثلة ذلك : موسى عليه السلام ضرب البحر فانفلق

عيسى عليه السلام يحي الموتى

محمد صلى الله عليه وسلم أشار إلى القمر فانفلق فرقتين

الثاني: الإيمان بربوبيته

أي بأنه وحده الرب لا شريك له ولامعين.(توحيد الربوبية)

والرب : من له الخلق و الملك والأمرقال الله تعالى : {أَلاَ له الخلق وَالأمْرُ}7

الثالث:الإيمان بألوهيته

أي بأنه وحده الإله الحق المستحق للعبادة لا شريك له . (توحيد الألوهية)

والإله : بمعنى المعبود حبا وتعظيما قال تعالى : {وَإِلَـَهُكُم ْإِلَـَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَـَنُ الرّحِيمُ}8

الرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته

أي إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل . قال تعالى {وَللّهِ الأسْمَآءُ الْحُسْنَىَ فَادْعُوهُ بِهَا}9 ، وقال تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ}10 .

(توحيد الأسماء والصفات)

والإيمان بالله تعالى يثمر للمؤمن ثمرات جليلة منها:

الأولى : تحقيق توحيد الله تعالى بحيث لا يتعلقُ بغيره رجاء ولا خوف ولا يعبد غيره.

الثانية: كمال محبة الله تعالى وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا.

الثالثة: تحقيق عبادته بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه.

الرابعة: السعادة في الدنيا والآخرة.

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اللقاء التالى إن شاء الله مع الإيمان بالملائكة ـ الإيمان بالكتب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 البقرة : 177

2 القمر : 49-50

4 رواه البخاري

5 الطور : 35

6 الأنبياء : 76

7 الأعراف : 54

8 البقرة : 163

9 الأعراف : 180

10 الشورى : 11

الإعداد: معهد الإمام البخاري للشريعة الإسلامية

المرجع : كتاب نبذة في العقيدة الإسلامية للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

تم تعديل بواسطة الحاجة أم حسن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

الإيمان بالملائكة

الإيمان بالملائكة :وهو الاعتقاد الجازم بأن لله ملائكة خلقهم من نور ، ووكلهم بأعمال يقومون بها ، ومنحهم الطاعة التامة لأمره والقوة على تنفيذه .

والملائكة عالم غيبي مخلوقون عابدون لله تعالى ، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء ، خلقهم الله تعالى من نور، ومنحهم الانقياد التام لأمره والقوة على تنفيذه قال الله تعالى:{وَلَهُ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَن ْعِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَن ْعِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبّحُونَ الْلّيْلَ وَالنّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ}11.

وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه في قصة المعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع له البيت المعمور في السماء يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم.

والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمـان بوجودهم.

الثاني : الإيمـان بمن علمنا اسمه منهم باسمه كجبريل، ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالا.

الثالث: الإيمان بما علمنا من صفاتهم كصفة جبريل ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق.

وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى هيئة رجل، كما حصل لجبريل حين أرسله تعالى إلى مريم فتمثل لها بشرا سويا،وحين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه جاءه بصفةرجل12.

وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم ولوط كانوا على صورة رجال.

الرابع : الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعـالى كتسبيحه والتعبد له ليلا ونهارا بدون ملل ولا فتور.

وقد يكون لبعضهم أعمال خاصة مثل "جبريل" الأمين على وحي الله تعالى يرسله الله به إلى الأنبياء والرسل .

ومثل " ميكائيل "الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات.

ومثل "إسرافيل "الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق .

ومثل " ملك الموت "الموكل بقبض الأرواح عند الموت .

ومثل " مالك " الموكل بالنار وهو خازن النـار .

ومثل الملائكة الموكلين بالأجنـة في الأرحام ، إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن أمه بعث الله إليه ملكا وأمره بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سـعيد.

ومثل الملائكة الموكلين بحفظ بني آدم.

ومثل الملائكة الموكلين بحفـظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص ، ملكان أحدهما عن اليمين والثاني عن الشمال .

ومثل الملائكة الموكلين بسؤال الميت إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه.

والإيمان بالملائكة يثمر ثمرات جليلة منها:

الأولى: العلم بعظمة الله تعالى وقوته وسلطانه ، فإن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق .

الثانية: شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم حيث وكل من هؤلاء الملائكة من يقو م بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك من مصالحهم .

الثالثة: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى .

وقد أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة أجساماً وقالوا إنهم عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين.

قال الله تعالى: {الْحَمْدُ للّه ِفَاطِرِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ جَاعِلِ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيَ أَجْنِحَةٍ مّثْنَىَ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ}13.

 

الإيمـان بالكتب

الإيمان بالكتب :هو التصديق الجازم بأن لله كتبا أنزلها على أنبيائه ورسله ، والإيمان بالقرآن على أنه ناسخ لما قبله وأن الله خصه بمزايا عما سبقه من الكتب وأن الله تكلم به حقيقة .

والكتب المراد بها هنا : الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله رحمة للخلق وهداية لهم ليصلوا بها إلى سعادتهم في الدنيا و الآخرة .

والإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور:

الأول : الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً .

الثاني: الإيمان بما علمنـا اسمه منها كالقرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، والتوراة التي أنزلت على موسى صلى الله عليه وسلم ،والإنجيل الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم ، والزبور الذي أوتيه داود صلى الله عليه وسلم ، وأما ما لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالا.

الثالث : تصديق ما صح من أخبارها كأخبار القران وأخبار مالم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة.

الرابع : العمل بأحكام ما لم ينسخ منها والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها ، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقران العظيم ، قال الله تعالى {وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ ُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ}19 أي حاكماً عليـه.

وعلى هذا فلا يجوز العمل بـأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن.

والإيمان بالكتب يثمر ثمرات جليلة منها :

الأولى : العلم بعناية الله تعالى بعباده حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به .

الثانية : العلم بحكمة الله تعالى في شرعه حيث شرع لكل قوم مايناسب أحوالهم ، كما قال الله تعالى : {لِكُل ّجَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَة ًوَمِنْهَاجاً}20 .

الثالثة : شكر نعمة الله فيذلك .

 

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

11 الأنبياء : 19-20

12 رواه مسلم

13 فاطر : 1

14 الذاريات : 56-58

15 الجن : 14-15

16 الجن : 11

17 الرحمن : 46-47

18 الجن : 6

19 المائدة : 48

20 المائدة : 48

تم تعديل بواسطة الحاجة أم حسن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

الإيمـان بالرسـل

الإيمان بالرسل :هو التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولاً يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والكفر بما يعبد من دونه ، وأن جميعهم صادقون أتقياء أمناء وأنهم بلغوا البلاغ المبين وأقاموا حجة الله على العالمين .

و الرسل: جمع رسول بمعنى مرسل، أي مبعوث بإبلاغ شيء.

والمراد هنا : من أوحي إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه .

وأول الرسل : نوح وأخرهم محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى :{إِنّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىَ نُوحٍ وَالنّبِيّينَ مِن بَعْدِهِ}21

وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه في حديث الشفاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الناس يأتون إلى آدم ليشفع لهم فيعتذر إليهم ويقول: ائتوا نوحا أول رسول بعثه الله وذكر تمام الحديث وقال الله تعالى في محمد صلىالله عليه وسلم : {مّا كَانَ مُحَمّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ وَلَـَكِن رّسُولَ اللّهِ وَخَاتَمَ النّبِيّينَ}22

ولم تخل أمة من رسول يبعثه الله تعالى بشريعة مستقلة إلى قومه أو نبي يوحي إليه بشريعة من قبله ليجددها ، قال الله تعـالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمّةٍ رّسُولا ًأَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطّاغُوتَ }23.

والرسل : بشر مخلوقون ليس لهم من خصائـص الربوبية والألوهية شيء، قال الله تعـالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد الرسل وأعظمهم جاهاً عند الله {قُل لاّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا َضَرّاً إِلاّ مَا شَآءَ اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر ِوَمَا مَسّنِيَ السّوَءُ إِن ْأَنَاْ إِلاّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}24 .

وتلحقهم خصائـص البشرية من المرض والموت والحاجة إلى الطعام والشراب وغير ذالك ، قال الله تعـالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام في وصفه لربه تعالى: {وَالّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *وَالّذِي يُمِيتُنِي ثُمّ يُحْيِينِ}25 ،

وقال في النبي محمد صلى الله عليه وسلم :"إنمـا أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني".

وقد وصفهم الله تعـالى بالعبودية له في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم، فقال تعالى في نوح صلى الله عليه وسلم : {إِنّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً}26 ، وقال في النبي محمد صلى الله عليه وسلم : {تَبَارَكَ الّذِي نَزّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىَ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِين نَذِيراً}27 ، وكذا في بقية الأنبياء والرسل عليهم السلام.

والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمان بـأن رسالتهم حق من الله تعالى فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع ،كما قال الله تعالى: {كَذّبَتْ قَوْم ُنُوحٍ الْمُرْسَلِينَ}28 فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يكن رسول غيره حين كذبوه ، وعلى هذا فالنصارى الذين كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ولم يتبعوه هم مكذبون للمسيح بن مريم غير متبعين له أيضا ،لا سيما وأنه قد بشرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولا معنى لبشارتهم به إلا أنه رسول إليهم ينقذهم الله به من الضلالة ويهديهم إلى صراط مستقيم.

الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم مثل: " محمد وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح " عليهم الصلاة والسلام وهؤلاء الخمسة هم أولوا العزم من الرسل . قال تعالى : {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النّبِيّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}29

وأما من لم نعلم اسمه منهم فنؤمن به إجمالا قال الله تعالى : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ مِنْهُم مّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مّن لّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} 30

الثالث:تصديق ما صح عنهم من أخبارهم.

الرابع: العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المرسل إلى جميع الناس قال الله تعـالى: {فَلا َوَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتّىَ يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمّ لاَ يَجِدُواْ فِي َأَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مّمّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيماً}31.

وللإيمان بالرسل ثمرات جليلة منها:

الأولى : العلم برحمة الله تعالى وعنايته بعباده حيث أرسل إليهم الرسل ليهدوهم إلى صراط الله تعالى ويبينوا لهم كيف يعبدون الله، لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ذلك.

الثانية: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى .

الثالثة: محبة الرسل عليهم الصلاة والسلام وتعظيمهم والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى ، ولأنهم قاموا بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده.

وقد كذب المعاندون رسلهم زاعمين أن رسل الله تعالى لا يكونون من البشر، وقد ذكر الله تعالى هذا الزعم وأبطله بقوله:

{وَمَا مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤْمِنُوَاْ إِذْ جَآءَهُمُ الْهُدَىَ إِلاّ أَن قَالُوَاْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رّسُولاً *قُل لَوْ كَانَ فِي الأرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنّينَ لَنَزّلْنَا عَلَيْهِم مّنَ السّمَآءِ مَلَكاً رّسُولاً}32.

 

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

21 النساء : 163

22 الأحزاب : 40

23 النحل : 36

24 الأعراف : 188

25 الشعراء :79-81

26 الإسراء : 3

27 الفرقان : 1

28 الشعراء : 105

29 الأحزاب : 7

30 غافر : 78

31 النساء : 65

32 الإسراء : 95

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكِ يا غالية على ما تقدمين

 

نتابع معكِ إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

لا حرمني الله منكِ الحبيبة

أم سهيلة

وجزاكِ عني كل خير

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تم تعديل بواسطة الحاجة أم حسن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيكِ الحبيبة

راجية مغفرة من الله

نفعنا الله وإياك وتقبل دعاءكِ

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

الإيمـان باليوم الآخر

الإيمان باليوم الآخر : هو التصديق الجازم بكل ما أخبر به الله تعالى في كتابه ،وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته مما يكون بعد الموت من فتنة القبر ، وعذابه ونعيمه والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار وما أعد الله تعالى لأهلها جميعاً وما يكون بين يدي الساعة من علامات صغرى وكبرى .

واليوم الآخر: يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده، حيث يستقر أهل الجنة في منازلهم وأهل النار في منازلهم.

والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور :

الأول: الإيمان بالبعث وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية، فيقوم الناس لرب العالمين حفاة غير منتعلين، عراة غير مستترين، غرا غير مختتنين ، قال الله تعالى : {كَمَا بَدَأْنَآ أَوّلَ خَلْقٍ نّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنّا كُنّا فَاعِلِينَ}33. والبعث حق ثابت دل عليه الكتاب والسنة وإجمـاع المسلمين، قال تعالى: {ثُمّ إِنّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيّتُونَ* ثُمّ إِنّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}34،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم (يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرا)35. وأجمع المسلمون على ثبوته ، وهو مقتضى الحكمة حيث تقتضي أن يجعل الله تعالى لهذه الخليقة معاداً يجازيهم فيه على ما كلفهم به على ألسنة رسله ، قال الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ}36 ، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم{إِنّ الّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَآدّكَ إِلَىَ مَعَادٍ}37.

الثاني: الإيمان بالحساب والجزاء ، يحاسب العبد على عمله ويجازى عليه، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة وإجمـاع المسلمين، قال الله تعالى:{إِنّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمّ إِنّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}38.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه (39) ويستره ، فيقول : أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا؟ فيقول نعم أي رب ، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى أنه قد هلك، قال: قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ، فيعطى كتاب حسناته ،وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق {هَـَؤُلآءِ الّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىَ رَبّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمِينَ}"40 . متفق عليه.

وقد أجمع المسلمون على إثبات الحساب والجزاء على الأعمال وهو مقتضى الحكمة.

الثالث: الإيمان بالجنة والنار وأنهما المآل الأبدي للخلق.فالجنة دار النعيم الـتي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين الذين آمنوا بما أوجب الله عليهم الإيمان به، وقاموا بطاعة الله ورسوله مخلصين لله متبعين لرسوله، فيها من أنواع النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، قال الله تعالى: {إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ أُوْلَـَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ * جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ جَنّاتُ عَدْن ٍتَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رّضِىَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبّهُ}41 ، وقال تعالى:{فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مّآ أُخْفِيَ لَهُممّن قُرّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}42.

وأما النار فهي دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين الذين كفروا به وعصوا رسله ، فيها من أنواع العذاب و النكال مالا يخطر على البال، قال الله تعالى: {وَاتّقُواْ النّارَ الّتِيَ أُعِدّتْ لِلْكَافِرِينَ}43 ، وقال: {إِنّا أَعْتَدْنَا لِلظّالِمِينَ نَاراً َحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوجُوهَ بِئْسَ الشّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً}44.

وللإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة منها :

الأول : الرغبة في فعل الطاعة والحرص عليها رجاءً لثواب ذلك اليوم.

الثانية : الرهبة من فعل المعصية ومن الرضى بها خوفاً من عقاب ذلك اليوم.

الثالثة : تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.

وقد أنكر الكافرون البعث بعد الموت زاعمين أن ذلك غير ممكن

وهذا الزعم باطل دل على بطلانه الشرع والحس والعقـل.

أما الشرع فقد قال الله تعالى : {زَعَمَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ أَن لّن يُبْعَثُواْ قُلْ بَلَىَ وَرَبّي َتُبْعَثُنّ ثُمّ لَتُنَبّؤُنّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ}45 ، وقد اتفقت جميع الكتب السماوية عليه.

وأما الحس فقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الدنيا، وفي سورة البقرة خمسة أمثلة على ذلك ومنها:

المثال الأول : قوم موسى حين قالوا له لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأماتهم الله تعالى ثم أحياهم ،وفي ذلك يقول الله تعالى مخاطباً بني إسرائيل: {وَإِذْ قُلْتُم ْيَامُوسَىَ لَن نّؤْمِنَ لَكَ حَتّىَ نَرَى اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ * ثُم ّبَعَثْنَاكُم مّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ}46.

المثال الثاني : في قصة القتيل الذي اختصم فيه بنو إسرائيل.البقرة : 73

المثال الثالث: في قصة الذين خرجوا من ديارهم فراراً من الموت وهم ألوف فأماتهم الله تعالى ثم أحياهم. البقرة : 243

المثال الرابع : في قصة الذي مر على قرية ميتة فاستبعد أن يحييها الله تعالى فأماته الله تعالى مئة سنة ثم أحياه. البقرة:259

المثال الخامس: في قصة إبراهيم الخليل حين سأل الله تعالى أن يريه كيف يحيي الموتى. البقرة :260

فهذه أمثلة حسية واقعة تدل على إمكان إحياء الموتى. وقد سبقت الإشارة إلى ما جعله الله تعالى من آيات عيسى بن مريم في إحياء الموتى وإخراجهم من قبورهم بإذن الله تعالى.

وأما دلالة العقل على إمكان البعث فمن وجهين:

الأول : أن الله تعالى فاطر السماوات والأرض وما فيهما خالقهما ابتداء والقادر على ابتداء الخلق لا يعجز عن إعادته ، قال الله تعالى : {وَهُو َالّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُم ّيُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}47.

الثاني : أن الأرض تكون ميتة هامدة ليس فيها شجرة خضراء فينزل عليها المطر فتهتز خضراء حية فيها من كل زوج بهيج والقادر على إحيائها بعد موتها قادر على إحياء الأموات، قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنّكَ تَرَى الأرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزّتْ وَرَبَتْ إِنّ الّذِيَ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ الْمَوْتَىَ إِنّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}48.

ويلتحق بالإيمان باليوم الآخر :الإيمان بكل ما يكون بعد الموت مثل:

(أ)فتنة القـبر

(ب) عذاب القبر ونعيمه

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

وللإيمان باليوم الآخر

 

بقية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

33 الأنبياء : 104

34 المؤمنون : 15-16

35 متفق عليه

36 المؤمنون : 115

37 القصص : 85

38 الغاشية : 25-26

39 كنفه : ستره

40 هود : 18

41 البينة : 7-8

42 السجدة : 17

43 آل عمران : 131

44 الكهف : 29

45 التغابن : 7

46 البقرة : 56

47 الروم : 27

48 فصلت : 39

تم تعديل بواسطة الحاجة أم حسن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

 

موضوع طيب

 

لا حرمت الاجر

 

أمي الحبيبة على الافادة

 

وجعله في ميزان حسناتك ِ

 

وجزاك ِ الله عنا كل خير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

لا حرمني الله منكِ ابنتي الحبيبة

o- سندس واستبرق -o

وجزاكِ عني كل خير

 

كتبنا الله من الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

تابع

الإيمان باليوم الآخر

ويلتحق بالإيمان باليوم الآخر :الإيمان بكل ما يكون بعد الموت مثل:

(أ)فتنة القـبر:

وهي سؤال الميت بعد دفنه ، عن ربه ودينه ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ويضل الله الـظالم ينفي قول الكافر هاه هاه لا أدري . ويقول المنافق أو المرتاب (49) لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.

(ب) عذاب القبر ونعيمه:

فأما عذاب القبر فيكون للظالمين من المنافقين والكافرين ، قال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىَ إِذِا لظّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُوَاْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوَاْ أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}50 ،

وقال تعالى في آلفرعون: {النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّا ًوَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوَاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدّ الْعَذَابِ}51 .

وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعوذوا بالله من عذاب القبر .

وأما ، نعيم القبر فللمؤمنين الصادقين

قال الله تعالى: {إِن ّالّذِينَ قَالُواْ رَبّنَا اللّهُ ثُمّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلا ّتَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُوا ْوَأَبْشِرُواْ بِالْجَنّةِ الّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}52.

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المؤمن إذا أجاب الملكين في قبره: "ينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة ، قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له فيقبره مد بصره "

رواه أحمد وأبو داود في حديث طويل.

وقد ضل قوم من أهل الزيغ أنكروا عذاب القبر ونعيمه زاعمين أن ذلك غير ممكن لمخالفته الواقع ، قالوا فإنه لو كشف عن الميت في قبره لوجد كما كان عليه والقبر لميت غير بسعة ولا ضيق .

وهذا الزعم باطل بالشرع والحس والعقل:

أما الشرع فقد سبقت النصوص الدالة على ثبوت عذاب القبر ونعيمه. وفي صحيح البخاري . من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بعض حيطان ، المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما وذكر الحديث وفيه : أن أحدهما كان لا يستتر من البول وأن الآخر كان يمشي بالنميمة.

وأما الحس فإن النائم يرى في منامه أنه كان في مكان فسيح بهيج يتنعم فيه، أو أنه كان في مكان ضيق موحش يتـألم منه،وربما يستيقـظ أحيانا مما رأى و مع ذلك فهـو على فراشه في حجرته على ما هو عليه، والنوم أخو الموت، ولهذا سماه الله تعالى وفاة، قال الله تعالى:

{اللّهُ يَتَوَفّى الأنفُسَ حِينَ مِوْتِـهَا وَالّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا فَيُمْسِكُ الّتِي قَضَىَ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الاُخْرَىَ إِلَىَ أَجَلٍ مّسَمّى}53.

وأما العقل فإن النائم في منامه يرى الرؤيا الحق المطابقة للواقع وربما رأى النبي صلى الله عليه وسلم على صفته ومن رآه على صفته فقد رآه حقا، ومع ذلك فالنائم في حجرته على فراشه بعيدا عما رأى فإذا كان هذا ممكنا في أحوال الدنيا أفلا يكون ممكنا في أحوال الآخرة ؟؟!

 

اللهم ارزقنا نعيم القبر وجنبنا عذابه

اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النار

 

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

اللقاء التالى

إن شاء الله

مع الإيمان بالقدر

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

33 الأنبياء : 104

34 المؤمنون : 15-16

35 متفق عليه

36 المؤمنون : 115

37 القصص : 85

38 الغاشية : 25-26

39 كنفه : ستره

40 هود : 18

41 البينة : 7-8

42 السجدة : 17

43 آل عمران : 131

44 الكهف : 29

45 التغابن : 7

46 البقرة : 56

47 الروم : 27

48 فصلت : 39

49 أو للشك من الراوي كما في الصحيحين

50 الأنعام : 93

51 غافر : 46

52 فصلت : 30

53 الزمر : 42

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

اللهم ارزقنا الإيمان والعمل الصالح

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزاكي الله الجنه :wub:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

الركن السادس من أركان الإيمان

الإيمـان بالقدر

الإيمان بالقدَر: هو الاعتقاد الجازم بأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه ، وأنه تعالى قدر المقادير خيرها وشرها ، حلوها ومرها، وهو الذي خلق الضلالة والهداية ،والشقاوة والسعادة وأن الآجال والأرزاق بيده سبحانه وتعالى .

والقدر بفتح الدال: تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته.

والإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور:

الأول : الإيمان بأن الله تعالى عالم بكل شيء جملة و تفصيلا،أزلاً وأبداً سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو بأفعال عباده.

الثاني :الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ ، وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى:{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السّمَآءِ وَالأرْضِ إِنّ ذَلِكَ فِي كِتَاب ٍإِنّ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ}54 .

الثالث: الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى ، سواء كانت مما يتعلق بفعله،أم مما يتعلق بفعل المخلوقين، قال الله تعالى فيما يتعلق بفعله: {وَرَبّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ}55.

وقال تعالى فيما يتعلق بفعل المخلوقين : {وَلَوْ شَآءَ اللّهُ لَسَلّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ}56.

الرابع : الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها وصفاتها وحركاتها ، قال تعالى : {اللّهُ خَالِقُ كُـلّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}57،وقال{وَخَلَقَ كُلّ شَيْءٍ فَقَدّرَهُ تَقْدِيراً}58،وقال عن نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه قاللقومه:{وَاللّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}59 .

والإيمان بالقدر على ما وصفنا لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الاختيارية وقدره عليها ، لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له.

أما الشرع: فقد قال الله تعالى في المشيئة: {فَمَن شَآءَ اتّخَذَ إِلَىَ رَبّهِ مَآباً}60 ، وقال : {فَأْتُواْحَرْثَكُمْ أَنّىَ شِئْتُمْ}61 ، وقال في القدرة: {فَاتّقُواْ اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ}62 ، وقال : {لاَ يُكَلّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ }63 .

وأما الواقع: فإن كل إنسان يعلم أن له مشيئة وقدرة بهما يفعل وبهما يترك ، ويفرق بين ما يقع بإرادته كالمشي ، وما يقع بغير إرادته كالارتعاش ، لكن مشيئة العبد وقدرته واقعتان بمشيئة الله تعالى وقدرته ، لقوله تعالى : {لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ *وَمَا تَشَآءُونَ إِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ رَبّ الْعَالَمِينَ}64 ، ولأن الكون كله ملك لله تعالى فلا يكون في ملكه شيء بدون علمه ومشيئته .

والإيمان بالقدر على ما وصفنا لا يمنح العبد حجة على ترك الواجبات ، أو فعل من المعاصي ، وعلى هذا فاحتجاجه باطل من وجوه :

الأول : قوله تعالى : {سَيَقُولُ الّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ اللّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتّىَ ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مّنْ عِلْم ٍفَتُخْرِجُوهُ لَنَآ إِن تَتّبِعُونَ إِلاّ الظّنّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاّ تَخْرُصُونَ}65 ، ولو كان لهم حجة بالقدر ما أذاقهم الله بأسه.

الثاني : قوله تعالى : {رّسُلاً مّبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَى اللّهِ حُجّةٌ بَعْدَ الرّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}66 ،

ولو كان القدرة حجة للمخالفين لم تنتف بإرسال الرسل لأن المخالفة بعد إرسالهم واقعة بقدرة الله تعالى .

وللإيمان بالقدر ثمرات جليلة منها:

الأولى : الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب بحيث لا يعتمد على السبب نفسه لأن كل شيء بقدر الله تعالى.

الثانية : أن لا يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده ،لان حصوله نعمة من الله تعالى بما قدره من أسباب الخير والنجاح وإعجابه بنفسه ينسيه شكر هذه النعمة.

الثالثة :الطمأنينة والراحة النفسية بما يجري عليه من أقدار الله تعالى، فلا يقلق بفوات محبوب أو حصول مكروه، لأن ذلك بقدر الله الذي له ملك السماوات والأرض وهو كائن لا محالة، وفي ذلك يقول الله تعالى: {مَآ أَصَابَ مِن مّصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلاَ فِيَ أَنفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتَابٍ مّن قَبْلِ أَن نّبْرَأَهَآ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ * لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىَ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبّ كُلّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}67.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم بالقدر: " عجبـا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ". رواه مسلم.

وقد ضل في القدر طائفتان:

الأولى : الجبرية الذين قالوا إن العبد مجبر على عمله وليس له فيه إرادة ولا قدرة.

الثانية :القدرية الذين قالوا إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة وليس لمشيئة الله تعالى وقدرته فيه أثر.

والرد على الطائفة الأولى (الجبرية) بالشرع والواقع:

أما الشرع فإن الله تعالى أثبت للعبد إرادة ومشيئة وأضاف العمل إليه قال الله تعالى : {مِنكُم مّن يُرِيدُ الدّنْيَا وَمِنكُم مّن يُرِيدُ الاَخِرَةَ}68 .

وأما الواقع فإن كل إنسان يعلم الفرق بين أفعاله الاختيارية التي يفعلها بإرادته كالأكل والشرب والبيع والشراء ، وبينما يقع عليه بغير إرادته كالارتعاش من الحمى والسقوط من السطح ، فهو في الأول فاعل مختار بإرادته من غير جبر، وفي الثاني غير مختار ولا مريد لما وقع عليه.

والرد على الطائفة الثانية (القدرية) بالشرع والعقل:

أما الشرع فإن الله تعالى خالق كل شيء وكل شيء كائن بمشيئته، وقد بين الله تعالى في كتابه أن أفعال العباد تقع بمشيئته فقال تعالى : {وَلَوْ شَآءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الّذِينَ مِن بَعْدِهِم مّن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيّنَاتُ وَلَـَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُمْ مّنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مّن كَفَرَ وَلَوْ شَآءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـَكِنّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}69 ، وقال تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لاَتَيْنَا كُلّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَـَكِنْ حَقّ الْقَوْلُ مِنّي لأمْلأنّ جَهَنّمَ مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ}70 .

وأما العقل فإن الكون كله مملوك لله تعالى والإنسان من هذا الكون فهو مملوك لله، ولا يمكن للمملوك أن يتصرف في - ملك المالك إلا بإذنه ومشيئته.

 

شــــــــــهادة

 

اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وجميع خلقك

أني

آمنت بك وبملائكتك وكتبك ورسلك واليوم الآخر والقدر خيره وشره

وآخر دعوانا

أن الحمد لله رب العالمين

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

54 الحج : 70

55 القصص : 68

56 النساء : 90

57 الزمر : 62

58 الفرقان : 2

59 الصافات : 96

60 النبأ : 39

61 البقرة : 223

62 التغابن : 16

63 البقرة : 286

64 التكوير : 28-29

65 الأنعام : 148

66 النساء : 165

67 الحديد : 22-23

تم تعديل بواسطة الحاجة أم حسن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

شــــــــــهادة

 

اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك

أني

آمنت بك إلهاً واحداً وبملائكتك وكتبك ورسلك واليوم الآخر والقدر خيره وشره

وآخر دعوانا

أن الحمد لله رب العالمين

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خيراً

أختي الحبيبة

بدراوية

وتقبل دعواتك الطيبة

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيكِ

أختي الحبيبة

ريحان الجنة

وتقبل دعاءك الطيب

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيكِ

ابنتي الحبيبة

طالبه رضاء الله

رضي الله عنا وعنكِ وتقبل دعاءك الطيب

 

وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماشاء الله تبارك الله

 

 

 

الغالية علينا الحاجة أم حسن

 

 

موضوع قيم بصراحة

 

جعله الله في موازين حسناتك

 

وجمعنا بك في جنات النعيم ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

< إنّ من أجمل ما تُهدى إليه القلوب في زمن الفتن أن تُذكَّر بالله، وأن تُعادَ إلى أصلها الطاهر الذي خُلِقت لأجله. فالروح لا تستقيم بالغفلة، ولا تسعد بالبعد، ولا تُشفى إلا بالقرب من الله؛ قريبٌ يُجيب، ويعلم، ويرى، ويرحم

×