اذهبي الى المحتوى
أم أمة الله

أتحبين ان يفضحكِ الله ولو فى جوف بيتكِ؟؟ ....لا تتَّبعى عورات المسلمين..

المشاركات التي تم ترشيحها

post-647667-0-18933400-1421719908.gif

 

قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) [النور: من الآية19]

الـشـرح

0 العورة هنا هي العورة المعنوية

_لأن العورة نوعان :

-عورة حسية ، وعورة معنوية .

0فالعورة الحسية : هي ما يحرم النظر إليه ؛ كالقبل والدبر وما أشبه ذلك مما هو معروف في الفقه .

0 والعورة المعنوية : وهي العيب والسوء الخلقي أو العملي .

--------------------------------------------------------------------

_ولا شك أن الإنسان كما وصفه الله عز وجل في قوله : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) [الأحزاب:72] .

 

_فالإنسان موصوف بهذين الوصفين : الظلم والجهل ؛

_فإما أن يرتكب الخطأ عن عمد ؛ فيكون ظالما ، وإما أن يرتكب الخطأ عن جهل ؛ فيكون جهولاً ، هذه حال الإنسان إلا من عصم الله عزَ وجلَ ووفقه للعلم والعدل ، فإنه يمشي بالحق ويهدي إلى الحق .

----------------------------------------------------------------------------

 

0 وإذا كان الإنسان من طبيعته التقصير والنقص والعيب ؛ فإن الواجب على المسلم نحو أخيه أن يستر عورته ولا يشيعها إلا من ضرورة . فإذا دعت الضرورة إلى ذلك فلابد منه ، لكن بدون ضرورة فالأولى والأفضل أن يستر عورة أخيه ؛ لأن الإنسان بشر ربما يخطئ عن شهوة ـ يعني عن إرادة سيئة ـ أو عن شبهة ، حيث يشتبه عليه الحق فيقول بالباطل أو يعمل به ، والمؤمن مأمور بأن يستر عورة أخيه .

----------------------------------------------------------------------------

0أمثلة:

_هب أنك رأيت رجلاً على كذب وغش في البيع والشراء ؛ فلا تفش ذلك بين الناس ؛ بل أنصحه واستر عليه ، فإن توقف واهتدى وترك ما هو عليه ؛ كان ذلك هو المراد ، وإلا وجب عليك أن تبين أمره للناس ؛ لئلا يغتروا به .

 

_وهب أنك وجدت إنساناً مبتلى بالنظر إلى النساء ، ولا يغض بصره ، فاستر عليه ، وانصحه وبين له أن هذا سهم من سهام إبليس ؛ لأن النظر - والعياذ بالله - سهم من سهام إبليس يصيب به قلب العبد ، فإن كان عنده مناعة ، اعتصم بالله من هذا السهم الذي ألقاه الشيطان في قلبه ، وإن لم يكن عنده مناعة ؛ أصابه السهم ، وتدرج به إلى أن يصل إلى الفحشاء والمنكر والعياذ بالله يكون أشد عذاباً .

---------------------------------------------------

 

0فما دام الستر ممكنا ، ولم يكن في الكشف عن عورة أخيك مصلحة راجحة أو ضرورة ملحة ، فاستر عليه ولا تفضحه .

 

------------------------------------------------------------

يقول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) [النور: من الآية19] .

ولمحبة شيوع الفاحشة في الذين آمنوا معنيان :

 

_المعنى الأول : أن يحب شيوع الفاحشة في المجتمع المسلم ، ومن ذلك من يبثون الأفلام الخليعة ، والصحف الخبيثة الداعرة ، فإن هؤلاء ـ لا شك ـ يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع المسلم ، ويريدون أن يفتتن المسلم في دينه بسبب ما يشاع من هذه المجلات ، والأفلام الخليعة الفاسدة ، أو ما أشبه ذلك .

 

_وكذلك تمكين هؤلاء مع القدرة على منعهم ، داخل في محبة ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا ) [النور: 19] ، فالذي يقدر على منع هذه المجلات وهذه الأفلام الخليعة ، ويمكن من شيوعها في المجتمع المسلم ، فهو ممن يحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ( لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) أي عذاب مؤلم في الدنيا والآخرة .

 

_ ونقول : إنه يحب على كل مسلم أن يحذر من هذه الصحف وأن يتجنبها ، وألا يدخلها في البيت ، لما فيها من الفساد : فساد الخلق ويتبعه فساد الدين ؛ لأن الأخلاق إذا فسدت ؛ فسدت الأديان ، نسأل الله العافية .

--------------

المعنى الثاني : أن يحب أن تشيع الفاحشة في شخص معين ، وليس في المجتمع الإسلامي كله ، فهذا أيضا له عذاب أليم في الدنيا والآخرة ، مثل أن يحب أن تشيع الفاحشة في زيد من الناس لسبب ما ، فهذا أيضا له عذاب أليم في الدنيا الآخرة ، لاسيما فيمن نزلت الآية في سياق الدفع عنه ، وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ؛ لأن هذه الآية في سياق آيات الإفك ، والإفك هو الكذب الذي افتراه من يكرهون النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، ومن يحبون أن يتدنس فراشه ، ومن يحبون أن يعير بأهله من المنافقين وأمثالهم .

 

post-647667-0-88190100-1421720106.gif

0وقضية الإفك مشهورة (أخرجها لبخاري)

_ وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سفرا ؛ أقرع بين نسائه ، وذلك من عدله عليه الصلاة السلام ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها ، فأقرع بين نسائه ذات سفرة ؛ فخرج السهم لعائشة فخرج بها .

 

_وفي أثناء رجوعهم عرّسوا في أرض ، يعني ناموا في آخر الليل ، فلما ناموا احتاجت عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن تبرز لتقضي حاجتها ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل في آخر الليل ، فجاء القوم فحملوا هودجها ولم يشعروا أنها ليست فيه ؛ لأنها كانت صغيرة لم يأخذها اللحم ، فقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ولها ست سنين ، ودخل عليها ولها تسع سنين ، ومات عنها ولها ثماني عشرة سنة ، فحملوا الهودج وظنوا أنها فيه ثم ساروا .

 

_ولما رجعت ؛ لم تجد القوم في مكانهم ، ولكن من عقلها وذكائها لم تذهب يميناً وشمالاً تطلبهم ؛ بل بقيت في مكانها وقالت : سيفقدونني ويرجعون إلى مكاني .

 

_ولما طلعت الشمس إذا برجل يقال له صفوان بن المعطل ، وكان من قوم إذا ناموا لم يستيقظوا ، كما هو حال بعض الناس الذين إذا ناموا لا يستيقظون ، حتى ولو علت الأصوات من حوله . فكان صفوان من جملة هؤلاء القوم ، فكان إذا نام ؛ تعمق في النوم فلا يمكن أن يستيقظ إلا إذا أيقظه الله عز وجل كأنه ميت .

 

_فلما استيقظ وجاء وإذا أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ وحدها في مكان في البر ـ وكان يعرفها قبل أن ينزل الحجاب ـ فما كان منه إلا أن أناخ بعيره ولم يكلمها بكلمة ، لم يقل لها : ما الذي أقعدك ؟ أو لماذا ؟

 

_والسبب في أنه لم يتكلم هو احترامه لفراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يريد أن يتكلم مع أهله بغيبته رضي الله عنه ، فأناخ البعير ووضع يده على ركبة البعير ولم يقل اركبي ولا تكلم بشيء ، فركبت ثم ذهب بالبعير يقودها ، ولم يكن يسوقها حتى لا ينظر إليها ـ رضي الله عنه ـ .

 

post-647667-0-88190100-1421720106.gif

 

_ولما أقبل على القوم ضحى وقد ارتفع النهار ؛ فرح المنافقون أعظم فرح أن يجدوا مدخلاً للطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاتهموا الرجل بالعفاف الرزان الطاهرة النقية فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اتهموه بها وصاروا يشيعون الفاحشة بأن هذا الرجل فعل ما فعل ، وسقط في ذلك أيضا ثلاثة من الصحابة الخلَص وقعوا فيما وقع فيه المنافقون ، وهم : مسطح بن أثاثة بن خالة أبي بكر ، وحسان بن ثابت رضي الله عنهما ، وحمنة بنت جحش .

 

_فصارت ضجة ، وصار الناس يتكلمون : ما هذا ؟ وكيف يكون ؟ من مشتبه عليه الأمر ، ومن منكر غاية الإنكار . وقالوا : لا يمكن أن يتدنس فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أطهر الفراش على وجه الأرض .

 

post-647667-0-88190100-1421720106.gif

_وأراد الله بعزته وقدرته وحكمته لما وصل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أن تمرض عائشة ـ رضي الله عنهاـ وبقيت حبيسة البيت لا تخرج ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم من عادته إذا عادها في مرضها سأل وتكلم وتحفَّى . أما في ذلك الوقت فكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم ، يأتي ويدخل ويقول : (( كيف تيكم ؟ )) أي كيف هذه ، ثم ينصرف ، وقد استنكرت ذلك منه رضي الله عنها ، ولكنها ما كان يخطر ببالها أن أحدا يتكلم في عرضها بما فيه دنس فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

_فقد أشاع المنافقون هذه الفرية على الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كراهة لذاتها ؛ ولكن كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبغضاً له ، ومحبة في إيذائه وأن يدنس فراشه قاتلهم الله أنى يؤفكون .

 

post-647667-0-88190100-1421720106.gif

 

_ولكن الله تعالى أنزل في هذه القصة عشر آيات من القرآن ابتدأها بقوله :

( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[النور:11]

 

_ والذي تولى كبره هو رأس المنافقين عبد الله بن أبيّ المنافق ، فإنه هو الذي كان يشيع الخبر .

 

_لكنه خبيث لا يشيعه بلفظ صريح فيقول مثلاً إن فلاناً زنى بفلانة ، لكنه يشيع ذلك بالتعريض والتلميح ؛ كأن يقول : يذكر ، يقال ، يقولون : وما أشبه ذلك لأن المنافقين جبناء يتسترون ولا يصرحون بما في نفوسهم

 

 

_فيقول عز وجل : ( وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) [النور: 11 ـ12] .

 

_وفي هذا توبيخ من الله عز وجل للذين تكلموا في هذا الأمر ، يقول : لولا إذا سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً ، وذلك أن أم المؤمنين أمهم فكيف يظنون ما لا يليق بها رضي الله عنها، وكان الواجب عليهم لما سمعوا هذا الخبر ؛ أن ظنوا بأنفسهم خيراً وتبرؤوا منه وممن قاله .

 

_( لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) [النور:13] ،

يعني هلا جاءوا عليه بأربعة شهداء يشهدون على هذا الأمر .

 

_( فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) ولو صدقوا

_ ولهذا لو أن شخصا شاهد إنسانا يزني ، وجاء إلى القاضي وقال أنا أشهد أن فلانا يزني ، قلنا : هات أربعة شهداء ، فإذا لم يأت بأربعة شهداء ؛ جلدناه ثمانين جلدة ، فإن جاء برجل ثان معه ؛ جلدناهم كل واحد ثمانين جلدة ، وثالث أيضا نجلد كل واحد ثمانين جلدة .اى الثلاثة يُجلدوا.

 

_ ولهذا قال الله تعالى : ( لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النور:13 ـ 14] .

 

_لولا الفضل والرحمة من الله ؛ لأصابكم فيما أفضتم فيه العقاب المذكور ،

_ وفي قوله : ( أَفَضْتُمْ فِيهِ) دليل على أن الحديث انتشر وفاض واستفاض واشتهر ؛ لأنه أمر جلل عظيم خطير ، وقد جرت العادة بأن الأمور الكبيرة تنتشر بسرعة وتملأ البيوت ، وتملأ الأفواه والآذان

 

_ قوله وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) [النور:14 ، 15] .

 

_( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ) من غير روِيهّ ، ومن غير بينة ، ومن غير يقين، ( وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) لأنه قذف لأطهر امرأة على وجه الأرض ، هي وصاحباتها زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالأمر صعب وعظيم .

 

_وفي ذلك أيضا تدنيس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الله تعالى يقول الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) [النور: 26] .

 

_فإذا كانت عائشة أم المؤمنين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم يحصل منها هذا الأمر ـ وحاشاها منه ـ فإن ذلك يدل على خبث زوجها والعياذ بالله ؛ لأن الخبيثات للخبيثين ، ولكنها رضي الله عنها طيبة وزوجها طيب ، فزوجها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها .

 

_ولهذا يقول تعالى : ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ ) [النور: 15]

 

_ثم قال تعالى : ( وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ) يعني : هلا إذ سمعتموه ( قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) [النور: 16] ، وهذا هو الواجب عليك ؛ أن تنزه الله أن يقع مثل هذا من زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، ولهذا قال : ( سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) .

 

_وتأمل كيف جاءت هذه الكلمة التي تتضمن تنزيه الله عز وجل ، إذ أنه لا يليق بحكمة الله ورحمته وفضله وإحسانه أن يقع مثل هذا من زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

_ ثم قال تعالى : ( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [النور:17] ،

يعني لا تعودا لمثل هذا أبداً إن كنتم مؤمنين .

 

ثم قال تعالى : ( وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [النور:18] .

_والحمد لله على بيانه .

 

0 ولهذا أجمع العلماء على أن من رمى أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ بما جاء في حديث الإفك ؛ فإنه كافر مرتد ، كافر كالذي يسجد للصنم ، فإن تاب وأكذب نفسه ؛ وإلا قتل كافراً ؛ لأنه كذب القرآن مع أن الصحيح أن من رمى زوجه من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل هذا فإنه كافر ؛ لأنه منتقص لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، كل من رمى زوجة من زوجات الرسول بما برّأ الله منه عائشة ؛ فإنه يكون كافر مرتداً ، يجب أن يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل بالسيف ، وألقيت جيفته في حفرة من الأرض ، بدون تغسيل ، ولا تكفين ، ولا صلاة ؛ لأن الأمر خطير .

 

-------------------------------------------------

0 ثم قال عز وجل : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [النور:19 ، 20] .

 

_وسبق أن أشرنا إلى أن ثلاثة من الصحابة الخُلّص تورطوا في هذه القضية ، وهم: حسان بن ثابت رضي الله عنه ، ومسطح بن أثاثة ، وهو ابن خالة أبي بكر ، وحمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش ، وزينب بنت جحش زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وضرة عائشة ، ومع ذلك حماها الله ، لكن أختها تورطت ،

 

0 ولما أنزل الله براءتها ؛ أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحدّ الثلاثة حد القذف ، فجلد كل واحد ثمانين جلدة .

____________________

 

أما المنافقون فلم يقم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الحد ، واختلف العلماء في ذلك :

 

فقيل :لأن المنافق لا يصرحون وإنما يقولون : يُقال ، أو يذكر أو سمعنا ، أو ما أشبه ذلك .

 

وقيل : لأن المنافق ليس أهلاً للتطهير ، فالحد طهرة للمحدود ، وهؤلاء المنافقون ليسوا بأهل للتطهير ، ولهذا لم يجلدهم الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ لأن لو جلدهم ؛ لطهرهم من موبق هذا الشي ، لكنهم ليسوا أهلاً للتطهير، فهم في الدرك الأسفل من النار ، فتركهم وذنوبهم ، فليس فيهم خير ، وقيل غير ذلك .

 

وعلى كل حال فإن هذه القصة قصة عظيمة ، فيها عِبر كثيرة ، والله الموفق .

 

post-647667-0-94925200-1421720289.gif

ومن أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة )) رواه مسلم .

الـشـرح

0 الستر يعني الإخفاء ، وقد سبق لنا أن الستر ليس محموداً على كل حال ، وليس مذموماً على كل حال ،

فهو نوعان :

============

_النوع الأول : ستر الإنسان الستير ، الذي لم تجر منه فاحشة ، ولا ينبغي منه عدوان إلا نادراً ، فهذا ينبغي أن ُيستر ويُنصح ويُبين له أنه على خطأ ، وهذا الستر محمود .

 

_والنوع الثاني : ستر شخص مستهتر متهاون في الأمور معتدٍ على عباد الله شرير ، فهذا لا يستر ؛ بل المشروع أن يبين أمره لولاة الأمر حتى يردعوه عما هو عليه ، وحتى يكون نكالاً لغيره .

 

فالستر يتبع المصالح ؛ فإذا كانت المصلحة في الستر ؛ فهو أولى ، وإن كانت المصلحة في الكشف فهو أولى ، وإن تردد الإنسان بين هذا وهذا ؛ فالستر أولى .

 

0امَّا لو جاءك سائل مثلاً يسألك عن فلان لامر زواج أو سيتعامل معه فى الأمور المادية كبيع أو دين فيجب عليكَ أن تنصحه ولا تقول استر عليه والا حملت ذنب من يتعامل معه ويضره فالدين النصيحة

post-647667-0-94925200-1421720289.gif

عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا كذا ، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه )) متفق عليه .

الـشـرح

 

_ يعني بـ (( كل الأمة ))

 

أمة الإجابة الذين استجابوا للرسول صلى الله عليه وسلم .

 

_معافى : يعني قد عافاهم الله عز وجل .

 

إلا المجاهرين : والمجاهرون هم الذين يجاهرون بمعصية الله عز وجل ،

 

المجاهرون ينقسمون إلى قسمين :

 

0الأول : أن يعمل المعصية وهو مجاهر بها ، فيعملها أمام الناس ، وهم ينظرون إليه ، هذا لا شك أنه ليس بعافية ؛ لأنه جر على نفسه الويل ، وجره على غيره أيضا .

 

أما جره على نفسه : فلأنه ظلم نفسه حيث عصى الله ورسوله ، وكل إنسان يعصي الله ورسوله ؛

 

فإنه ظالم لنفسه ، قال الله تعالى : ( وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [البقرة: 57] ،

_ والنفس أمانة عندك يجب عليك أن ترعاها حق رعايتها .

 

_وكما أنه لو كان لك ماشية فإنك تتخير لها المراعي الطيبة ، وتبعدها عن المراعي الخبيثة الضارة ، فكذلك نفسك ، يجب عليك أن تتحرى لها المراتع الطيبة ، وهي الأعمال الصالحة ، وأن تبعدها عن المراتع الخبيثة ، وهي الأعمال السيئة .

 

_وأما جره على غيره : فلأن الناس إذا رأوه قد عمل المعصية ؛ هانت في نفوسهم ، وفعلوا مثله ، وصار ـ والعياذ بالله ـ من الأئمة الذين يدعون إلى النار ، كما قال الله تعالى عن آل فرعون :

( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ) [القصص:41] .

 

وقال النبي عليه الصلاة والسلام : (( من سن في الإسلام سنة سيئة ؛ فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )) ( رواه مسلم ) .

 

_فهذا نوع من المجاهرة ، ولم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه واضح

 

الثانى:

======

أن يعمل الإنسان العمل السيئ في الليل فيستره الله عليه ، وكذلك في بيته فيستره الله عليه ولا يُطلع عليه أحداً ، ولو تاب فيما بينه وبين ربه؛ لكان خيراً له ، ولكنه إذا قام في الصباح واختلط بالناس قال : عملت البارحة كذا ، وعملت كذا ، وعملت كذا ، فهذا ليس معافى ، هذا والعياذ بالله قد ستر الله عليه فأصبح يفضح نفسه .

 

0وهذا الذي يفعله بعض الناس أيضاً يكون له سببان :

السبب الأول :

أن يكون الإنسان غافلاً سليماً لا يهتم بشيء ، فتجده يعمل السيئة ثم يتحدث بها عن طهارة قلب .

والسبب الثاني :

 

أن يتحدث بالمعاصي تبجحاً واستهتاراً بعظمة الخالق ، ـ والعياذ بالله ـ فيصبحون يتحدثون بالمعاصي متبجحين بها كأنما نالوا غنيمة ، فهؤلاء والعياذ بالله شر الأقسام .

--------------------------------------------------------

 

0ويوجد من الناس من يفعل هذا مع أصحابه ، يعني أنه يتحدث به مع أصحابه فيحدثهم بأمر خفي لا ينبغي أن يذكر لأحد ،

(أقول ام امة )

مثل من يسهر على قنوات الاباحة فيقوم ويحكى عنها بل ويسجل لقطات لأحبابه!!!!!؟؟ أو هذا الذى أغلق بابه عليه فشرب المسكرات ثمَّ يقوم فيحكى بل وقد يقنع من يسمعه بحل هذا بل ويعرض عليه ان يفعل مثله؟!! وما انتشرت المخدرات الا بهذا.

وهذا الذى يسرق او ينصُب أو يُرابى ويقوم يحدث الناس كيف هو ذو عقل مدبر واستطاع ان يضحك على فلان ام علان فسرق او اغتصب او او ؟!!

وهذه التى اغلقت علها الباب وتكلمت مع رجل بما يحرم الله ثم ذهبت تحكى لصحابتها على هذا وكيف انها تقابله ووو وما انتشر الزنا الا بمثل هؤلاء .

هذا الذى يجلس امام التلفاز فيرى من الأفلام والمسلسلات ولم يره الا الله فيقوم ويحكى للنَّاس ليشركهم معه فى رؤية هذا المجون فيتحمل وزرهم ولا ينقص من وزرهم شيئا..!! والامثال كثيرة لا يتسع المقام لها وكلٌ ينزل القاعدة على نفسه.انتهى كلامى

 

0فهؤلاء ليسوا من المعافين ؛ لأنهم من المجاهرين .

 

والحاصل أنه ينبغي للإنسان أن يتستر بستر الله عز وجل ، وأن يحمد الله على العافية ، وأن يتوب فيما بينه وبين ربه من المعاصي التي قام بها، وإذا تاب إلى الله وأناب إلى الله ؛ ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله الموفق .

 

post-647667-0-94925200-1421720289.gif

ـ وعنه قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب خمراً قال : (( اضربوه )) قال أبو هريرة فمنا الضارب بيده ، والضارب بنعله ، والضارب بثوبه ، فلما انصرف قال بعض القوم : أخزاك الله قال : (( لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه الشيطان )) رواه البخاري (6)

 

.الـشـرح

والخمر : كل ما أسكر ، ومعنى الإسكار أن يغيب العقل

ولذلك فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشارب للخمر قال : (( اضربوه )) .

 

فقال أبو هريرة : فمنا الضارب بيده ، ومنا الضارب بسوطه ، ومنا الضارب بنعله ، ولم يحدد لهم النبي صلى الله عليه وسلم عددا معيناً

 

فلما انصرف بعضهم قال له رجل : أخزاك الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تعينوا عليه الشيطان )) ؛ لأن الخزي معناه العار والذل ، فأنت إذا قلت لرجل : أخزاك الله ؛ فإنك قد دعوت الله عليه بما يذله ويفضحه ، فتعين عليه الشيطان .

 

وفي هذا الحديث دليل على أن عقوبة الخمر ليس لها حد معين ، ولهذا لم يحد لهم النبي صلى الله عليه وسلم حداً ، ولم يعدها عداً ، كل يضرب بما تيسر ، من يضرب بيده ، ومن يضرب بطرف ثوبه ، ومن يضرب بعصاه ، ومن يضرب بنعله ، لم يحد فيها حداً ، وبقي الأمر كذلك .

--------------------------------------------------

وفي عهد أبي بكر صارت تقدر بنحو أربعين ، وفي عهد عمر كثر الناس الذين دخلوا في الإسلام ، ومنهم من دخل عن غير رغبة ،

 

-------------------------------------------------

_فكثر شرب الخمر في عهد عمر رضي الله عنه ، فلما رأى الناس قد أكثروا منها استشار الصحابة فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : أخف الحدود ثمانون وهو حد القذف ، فرفع عمر رضي الله عنه عقوبة شارب الخمر إلى ثمانين جلدة

0ففي هذا دليل على أن الإنسان إذا فعل ذنباً وعوقب عليه في الدنيا ؛ فإنه لا ينبغي لنا أن ندعو عليه بالخزي والعار ؛ بل نسأل الله له الهداية ، ونسأل الله له المغفرة ، والله الموفق .

 

post-647667-0-94925200-1421720289.gif

 

وأخيراً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتِهم ، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه ، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه.)الراوي:أبو برزة الأسلمي المحدث:الألباني المصدر:صحيح أبي داود الجزء أو الصفحة:4880 حكم المحدث:حسن صحيح

 

نسأل الله العافية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

رياض الصالحين للامام النووى بشرح:

الإمام النووى

الشيخ ابن العثيمين

بتصرف منى للتوضيح

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ حبيبتى ونفع بكِ

 

اللهم ارزقنا الإخلاص فى النية والقول والعمل

 

واسترنا ولا تفضحنا واستعملنا لنصرة ديننا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع طيّب ، ونقل مميّز

فمن أشنع العادات التي يتطبع فيها الانسان هو تتبع العورات وفضحها

فهو لم يقترف ذنبا بل ذنبان ذنت التتبع وذنب الفضح !

نسأل الله أن يعافينا منهم ويكفينا شرهم .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ حبيبتى ونفع بكِ

 

اللهم ارزقنا الإخلاص فى النية والقول والعمل

 

واسترنا ولا تفضحنا واستعملنا لنصرة ديننا

 

اللهم آ مين .. وبارك فيكِ وعافا نا الله وايَّاكِ من كل كبيرة وصغيرة ..دمتِ طيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع طيّب ، ونقل مميّز

فمن أشنع العادات التي يتطبع فيها الانسان هو تتبع العورات وفضحها

فهو لم يقترف ذنبا بل ذنبان ذنت التتبع وذنب الفضح !

نسأل الله أن يعافينا منهم ويكفينا شرهم .

 

اللهم آ مين .. وبارك فيكِ وعافا نا الله وايَّاكِ من كل كبيرة وصغيرة ..دمتِ طيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا على الموعظة اللهم اجعلنا من المتقين واسترنا واهلنا في الدنيا والاخرة

 

جزانا وايَّاكِ .. وبارك فيكِ وعافا نا الله وايَّاكِ من كل كبيرة وصغيرة ..دمتِ طيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة على هذا الطرح المميز

و رحم الله شيخنا ابن عثيمين و جازاه عنا كل خير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×