اذهبي الى المحتوى
الأمة الفقيرة

كثرة الأكل ((من أسبابِ قسوة القلب))

المشاركات التي تم ترشيحها

0d33464d62f5.png

 

حيّ اللهُ الفاضلات : )

لا أريدُ أن أقدِّمَ من جديد .. فقد قدَّمتُ

هنا وهُنا

 

وما أريدُ أن أطلُبَهُ هُنا فقط .. أن يبقى الموضوعُ في السَّاحة إن أمكَنَ كتذكِرَةٍ في وسطِ الطِّيبات : )

 

0d33464d62f4.png

 

..كثرةُ الأكل ..

 

روى أسد بن موسى من حديث عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال :

أكلت ثريدا بلحم سمين فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أتجشأ ، فقال : « كفَّ عنا جشاءك ، فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة » ، فما أكل أبو جحيفة بملء بطنه حتى فارق الدنيا ، وكان إذا تغدى لا يتعشى وإذا تعشى لا يتغدى.

لكن ما العلاقة بين التجشؤ والجوع يوم القيامة والتي قد تبدو بعيدة من أول وهلة؟

قال المناوي موضِّحا خطورة الإسراف في الطعام الذي استهان به الكثيرون ، يحسبونه هينا وهو عند أطباء القلوب عظيم :

" والنهي عن الجشاء نهي عن سببه وهو الشبع ، وهو مذموم طبا وشرعا ، كيف وهو يقرب الشيطان ويهيِّج النفس إلى الطغيان ، والجوع يضيق مجاري الشيطان ، ويكسر سطوة النفس ، فيندفع شرهما ، ومن الشبع تنشأ شدة الشبق إلى المنكوحات ، ثم يتبعها شدة الرغبة إلى الجاه والمال اللذان هما الوسيلة إلى التوسع في المطعومات والمنكوحات ، ثم يتبع ذلك استكثار المال والجاه وأنواع الرعونات وضروب المنافسات والمحاسدات ، ثم يتولد من ذلك آفة الرياء وغائلة التفاخر والتكاثر والكبرياء ، ثم يتداعى ذلك إلى الحسد والحقد والعداوة والبغضاء ، ثم يُفضي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء والبطر والأشر ، وذلك مُفضٍ إلى الجوع في القيامة وعدم السلامة إلا من رحم ربك " .

 

يُتبَعُ بإذن الله

كتَبَهُ د.خالد أبو شادي

في كتاب : بأيِّ قلبٍ نلقاه.

 

0d33464d62f4.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا غاليتي

متابعة معك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

سبحان الله .. نسأل الله العفو والعافية

جزاكِ الله خيرًا أمومـة الحبيبة

أتابع معكِ بإذنِ الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ولذا كانت سنّة وطريقة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما التي سار عليها طوال حياته أن يقلل من طعامه عن طريق وسيلة تفيض ثوابا وتقذف أجرا ، فقد كان لا يأكل حتى يؤتى بمسكين فيأكل معه ، فأُدخِل عليه يوما رجل فأكل أكلا كثيرا ، فقال ابن عمر لغلامه : يا نافع لا تُدخل علي هذا ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « المؤمن يأكل في معيِّ واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء » .

0d33464d62f4.png

وهنا يبادرنا سؤال : كم من كافر أقل أكلا من مؤمن ، وكم من كافر أسلم فلم يتغير مقدار أكله!!

قال ابن حجر :

" قيل : المراد حض المؤمن على قلة الأكل إذا علم أن كثرة الأكل صفة الكافر ، فإن نفس المؤمن تنفر من الاتصاف بصفة الكافر ، ويدل على أن كثرة الأكل من صفة الكفار قوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ ﴾ [ محمد : 12 ].

0d33464d62f4.png

وقال الطيبي : ومحصل القول أن من شأن المؤمن الحرص على الزهادة والاقتناع بالبلغة بخلاف الكافر ، فإذا وجد مؤمن أو كافر على غير هذا الوصف لا يقدح في الحديث ، ومن هذا قوله تعالى ﴿ الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ﴾ [ النور : 3 ] ، وقد يوجد من الزاني نكاح الحرة ومن الزانية نكاح الحر.

0d33464d62f4.png

وقيل أن المراد بالمؤمن في هذا الحديث التام الإيمان ؛ لأن من حسن إسلامه وكمل ايمانه اشتغل فكره فيما يصير إليه من الموت وما بعده ، فيمنعه شدة الخوف وكثرة الفكر والإشفاق على نفسه من استيفاء شهوته " .

 

يُتبعُ بإذن الله .. ولي عودة للرد عليكن .. لكن من لديها سؤال حولَ شيءٍ ممَّا قرأت لم يتَّضح لها معناهُ فلتتفضَّل به .. ولها جزيلُ الأجرِ إن شاء الله :)

 

0d33464d62f4.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكُنَّ اللهُ خيرًا جميعًا وأحسنَ إليكُنَّ وغفر لي ولكُنّ .

نتابع بإذن الله ..

وإن كثرة الطعام ما هي إلا علامة على قسوة القلب وطريق مُمَهَّد موصل إلى موته ، لذا غفل قساة القلوب عن سبب رئيسي لإفراطهم في الطعام وبالتالي جهلوا سبب القساوة ، وهو ما أشار إليه ابن القيِّم في الفوائد :

" لو تغذَّى القلب بالمحبة لذهبت عنه بطنة الشهوات.

ولو كنت عذري الصبابة لم تكن ... بطينا وأنساك الهوى كثرةَ الأكل " .

0d33464d62f4.png

وإن كثرة الطعام كذلك تُدخل القلب في متاهة الآفات الستة التي أشار إليها أبو سليمان الدارانى بقوله : " من شبع دخل عليه ست آفات : فقد حلاوة المناجاة ، وحرمان الشفقة على الخلق ؛ لأنه إذا شبع ظن أن الخلق كلهم شباع ، وثقل العبادة ، وزيادة الشهوات ، وإن سائر المؤمنين يدورون حول المساجد ، والشباع يدورون حول المزابل " .

0d33464d62f4.png

بل أوصى الحسن البصري كل من ضاع خشوعه والتمس دموع الخشية فلم يجدها ؛ أوصاه بهذه الوصية العملية المُجرَّبة واقعيا فقال : " من أراد أن يخشع قلبه ويغزر دمعه فليأكل في نصف بطنه " .

فضلا عن أن كثرة الطعام تضيِّع على المرء فرص الثواب الجزيل لأنها تصرف الطعام في غير وجهه الصحيح ، ولو صرِفت صدقة وبذلا بدلا من أكلها لكان خيرا لصاحبها في الدنيا والآخرة ، وقد رُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلا عظيم البطن فأشار إلى بطنه بأصبعه فقال : « لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك » .

0d33464d62f4.png

لكن .. هل مقصود كلامي أن يجوِّع الإنسان نفسه ويُحرِّم على نفسه ما أحل الله له؟! حاشا وكلا ؛ بل كل ما أريد قوله جاء موجزا على لسان الحليمي رحمه الله الذي بيَّن مغزى الكلام :

" وكل طعام حلال فلا ينبغي لأحد أن يأكل منه ما يثقل بدنه ، فيحوجه إلى النوم ، ويمنعه من العبادة ، وليأكل بقدر ما يسكن جوعه ، وليكن غرضه من الأكل أن يشتغل بالعبادة ويقوي عليها " .

فالمطلوب منك على الفور إذن ثلاثة أمور :

أولا : نية صالحة لكل لقمة تؤكل ، حتى يتحوَّل الطعام إلى عبادة ، ويُغذِّي روحك مع جسدك.

الثاني : قلة الأكل ، وهي ما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ، وعلامة ذلك أن تفارق المائدة وأنت لا تزال جائعا ، وهو معنى قوله : « وإذا أكلنا لا نشبع ».

ثالثا : الصيام الدائم انتصارا لروحك على شهوة الأكل.

 

تمَّ بفضل الله

نفعنا الله وإيَّاكم بما علَّمنا .

0d33464d62fb.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله كل خير يا حبيبة الفؤآد

موضوع حقًا بالغ الأهمية

والله أسأل ان يجعل هذا الموضوع في ميزان حسنآتك

أحبكِ في الله ^___^

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة الأمة الفقيرة

نفع الله بكِ وبما قدمتِ من تذكرة قيمة

جعلها الله في ميزان حسناتِكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

برحمَتِكَ أستغيث .. ياسمين الحبيبتين

جزاكُما اللهُ كُلَّ خير وكُلّ من تابعت : )

وعذرًا لأنَّني لم أرَ هذهِ الرُّدود قبلَ اليوم ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×