اذهبي الى المحتوى
حنين مسلمة

~ * ~ أما تذكُرني؟! ~ * ~

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأتُ هذه الرسالة

فحسبتُ أنها موجهة إليك!

 

أخي الحبيب..

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طال العهد مرَّت الأيام طُويت صفحاتٌ من أعمارنا

 

أما تذكرني؟!

 

عجيبٌ منك ألَّا تذكرني، وقد كنا في يوم صديقَيْن لا يفارق أحدُنا الآخرَ

إلا إذا فارق الظل صاحبه، ولكنه طول العهد لعله هو الذي أنساك.

 

أما تذكرني؟!

 

رفيق الصبا وزميل الشباب، تربَّينا ونشأنا معًا، ذُقنا صبوة الشباب سويًّا،

أما تذكر الرحلات والرفقة والأصحاب؟

أما تذكر مصاحبة الفتيات؟

أتذكر سهراتٍ وليالٍ طوالٍ قضيناها بين السمر والضحك والطرب؟

 

أما تذكرني؟!

 

أظنك تذكرتني الآن، نعم هو أنا بشحمي ولحمي!

أنا صاحبك الذي لم تكن تتخيل أن يفارقك يومًا من الأيام،

ولا أخفيك قولًا أنا أيضًا لم أكن أتخيل أن شيئًا سيفرق بيننا.

 

ولا عجب؛ فقد كنَّا وكأننا خلقنا من نفسٍ واحدة، رغبات واحدة،

طريقة تفكير واحدة، ثم فجأة نعم، هذا ما حدث.

 

لعلَّك تذكر اليوم الذي قرَّرتُ فيه أن ألتزم وأترك طريق الهوى والشهوات،

وكانت تلك النهاية.

بل قل: البداية، بداية طريق السعادة.

 

لا تعجب! أعلم أنك ستذكِّرني بنظراتنا لهؤلاء الملتزمين المعقَّدين

الذين لا يفعلون مثلنا لمجرد أنهم لا يقدرون..!

نعم، كانت هذه نظرتنا لهم وكم أسخر اليوم من نفسي، ومن تلك النظرة!

أذكر يوم كنا -أنا وأنت- واقفَين بالجامعة مع بعض الفتيات،

ثم وجدنا أحد هؤلاء الملتزمين متوجهًا إلينا..

القصة المتكررة: يا أخي اتق الله، أترضاه لأختك؟ فلمَ ترضاه لأخوات الناس؟

كلمات متكرِّرة لاقت قلوبًا كالحجارة أو أشد قسوة..

أتذكُر كيف كنا ننظر إليهم، وكيف كنا نرد عليهم؟

 

ألم تسأل نفسك يومًا: أليس هؤلاء شباب مثلنا لهم شهوات ورغبات؟

لماذا إذن لا يفعلون مثلنا؟ لماذا يشدِّدون على أنفسهم هكذا؟

ثم لماذا يُشغِلون أنفسهم بنا وبمعاصينا؟

ثم إذا رددناهم وجدنا ابتسامة هادئة وكأنَّ شيئًا لم يكن!

كنا نسأل أنفسنا تلك الأسئلة، ولا نجد لها جوابًا.

 

لم نكن نعلم حينئذ أن هؤلاء الشباب بالرغم من شهواتهم ورغباتهم

-التي في أصلها لا تختلف عن أي شاب- فقد سَمَت نفوسهم إلى ما هو أعلى من الدنيا.

كيف يستطيع شاب أن يمتنع عن لذة ومتعة من متع الدنيا إلا إذا كان في لذة ومتعة أعلى وأسمى؟

 

أخي.. كلامي ليس شِعرًا.

هذه حقيقة.. حقيقة ذقتُها لمَّا سلكت طريق الالتزام.

 

كم كنت أعيش في عذاب وألم.. نعم، كنا أمام الناس في أسعد حال..

نعيش دنيانا بطولِها وعرضِها كما يقولون..

ولكن أما توافقني أن تلك الحال كانت صورةً بلا حقيقة، ومظهرًا بلا جوهر؟

 

كم كنا نتألم.. نتقلب في فُرُشنا وكأننا نتقلب على الجمر.. نشعر بهمٍّ وضيق لا نعرف لهما سببًا.

كُنا أحيانًا نبحث عن حلٍّ في نزهة.. رحلة.. سيجارة.. فيلم.. أغنية..

ولكن الألم كان لا يزداد إلا مرارةً.

 

ما أشقى أهل المعاصي حينما يحسبهم أناسٌ أنهم في سعادة،

وهم إن أطلعوك على خبايا صدروهم عرفت أن من الشقاء والضنك ما لا يمكن وصفه بكلام البشر!

 

لم أكن أدري أن السبب في هذا الهم والشقاء هو البعد عن طريق الله..

 

أنت تعلم كيف كنتُ، وكيف كان حالي أيام الضلالة،

تعلم كم ذقتُ من ألوان المعاصي، فحينما أذكر لك سبب الهم والشقاء صدِّقني!

 

لقد قال ربك تبارك وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]،

فالعقوبة ليست في الآخرة فقط، وإنما في الدنيا قبل الآخرة،

فأهل المعاصي يُحشرون يوم القيامة عُميًا، ثم يُقذفون في النار -إلا من رحم ربي-

وهُم في الدنيا قبل ذلك في ضنك من العيش: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}.

 

أخي:

 

تخيَّل أن كل ما في الكون من سماء وأرض وشمس وقمر ونجوم وجبال وحجر وشجر وطير وحيوان،

الكل يُسَبِّح الله عز وجل ويعبده: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44]،

ثم آتي أنا أو أنت فنحاول أن نَسْبَح ضد التيار،

نحاول أن نخالف منظومة الكون المتناسقة؛ كيف يكون حالنا؟

كيف يكون حالك وأنت تعصي الله عز وجل، والجدران التي حولك تسبح الله،

والأرض التي تحتك تسبح الله، والسقف الذي فوقك يسبح الله؟

بل أعضاؤك أيضًا تسبح الله، بل تشهد عليك يوم القيامة،

 

قال تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس: 65]،

ما ظنك بحالك إذا خالفت العالَم من حولك؟ كيف تظن أنك ستستطيع الحياة بهذه الحال؟

 

أخي الحبيب:

 

لقد ذقتُ، نعم والله.. منذ أن التزمتُ بشرع الله وأنا والله في نعيم ولذة،

كم آنس بالقرب من الله، كم أنعم بسجدة في جوف الليل،

عرفتُ قيمة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة»،

فكما أن نظر أهل الجنة لوجه الله الكريم هو أعظم لذة في الآخرة،

فكذلك في الدنيا أعظم لذة هي الشوق إلى لقاء الله والتنعم بالقرب منه.

 

كم ينفطر قلبي شفقةً على أصحابي الذين كنتُ رفيقًا لهم أيام المعاصي،

ثم أنا الآن في نعيم، وأراهم ما زالوا يتقلبون على جمر الهمِّ.

 

أخي:

 

لعل العجب قد زال، لعل عجبك من التزامي بشرع الله -الذي لم أكن أتوقعه في يوم من الأيام فضلًا عنك- قد تغيَّر لمَّا عرفت السبب.

ولْتعلم أن الفضل لله عز وجل وحده، فالله عز وجل لا يُطاع إلا بفضله،

ووالله ما أنسبُ لنفسي فضلًا في هدايتي، ولكنها منة من الله عز وجل.

الهداية من عند الله عز وجل، ولكن الهداية رزقٌ ونعمةٌ،

ولا يصح أن نجلس وننتظرها دون أن نأخذ بالأسباب.

 

ألم نكن –أخي- نعيب على من يجلسون منتظرين الرزق دون أخذٍ بالأسباب،

كذلك حال الهداية اسعَ وخذ بالأسباب يُعِنْك الله.

قال عز وجل في الحديث القدسي: «يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم»،

أي: اطلبوا مني الهداية أرزقكم إياها.

وقال تعالى أيضًا في الحديث القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة»،

اذكر الله يذكرك، تقرب إليه يتقرب إليك، واطلب الهداية منه يهدِك عز وجل.

 

أخي:

 

كتبت رسالتي إليك، ولمَّا لم أقف لك على عنوان فقد نشرتها بين الخلق جميعًا لعلها تقع في يديك،

ولعلك تمد إليَّ يدك فالفرصة أمامك، وباب التوبة مفتوح،

وربُّك يناديك وينادي كل من أسرف على نفسه بالذنوب: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} [النساء: 27].

و«الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل»، و«الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر».

 

أخي الحبيب: أنتظرك!

 

منقول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا يا غالية على هذا النقل الموفق

جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

مشرفتي وحبيبتي الغالية " أم سهيلة "

جزاكِ الله خيراً على مروركِ العطر

بوركتِ يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خيرا أختاه وجعله الله في ميزان حسناتك

رزقنا الله و إياك الصحبة الصالحة التي تعيننا على الثبات

أحبك في الله :lol:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

جزاكِ الله خيرًا يا غالية على هذا النقل الموفق

جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

أختي الحبيبة اللهم اغفر لنا ما لا يعلمون

جزاكِ الله خيراً على مرورك الجميل

رزقنا الله و إياك الصحبة الصالحة التي تعيننا على الثبات

اللهم آمين وكل الأخوات والمسلمين

أحبك في الله

أحبكِ الذي أحببتني فيه وأنا أيضاً أحبكِ في الله

 

أختي الحبيبة رمـــاس

بوركتِ يا حبيبة

عطرتي الصفحة بمرورك الجميل

 

أختي الحبيبة حبيبة 87

جزاكِ الله خيرا يا غالية

نورتي الصفحة يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
لقد قال ربك تبارك وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]،

 

جزيت خيرا حنين الغالية

 

كلمات مؤثرة نسأل الله أن يهدينا لطريق الخير ويرزقنا الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هدانا الله لكل ما يحب ويرضى

وطهــــر قلوبنا من كل مالا يرضيه

وأدام علينا الهداية نعمــــــة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

أخواتي

 

محبة الأبرار

 

اللهم لك الحمد

جزاكم الله خيراً على مروركم العطر

نسأل الله أن يهدينا لطريق الخير ويرزقنا الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة

هدانا الله لكل ما يحب ويرضى

وطهــــر قلوبنا من كل مالا يرضيه

وأدام علينا الهداية نعمــــــة

 

اللهم آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رحمنا الله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و الله موضوعك رائع حقا

 

بارك الله فيكي

 

اللهم أهدي جميع المسلمين والمسلمات

و اغفر لنا ذنوبنا

آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

جزاكِ الله خيرًا يا غالية على هذا النقل الموفق

جعله الله في ميزان حسناتك

[وسط][/وسط]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع طيّب حنين الحبيبة

 

باركَ الله فيكِ وجزاكِ خير الجزاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا يا غالية على هذا النقل الموفق

جعله الله في ميزان حسناتك .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكى حبيبتى

وجعله الله فى ميزان حسناتك ان شاء الله

ونفعنا الله واياكى بهذه التذكرة باذن الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خيرا حبيبتي

جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

أكرمكِ الله حبيبتي حنين وجزاكِ خيرًا على هذا النقل القيّم .

أسأل الله أن لا يحرمكِ الأجر .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×