اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

مُدارسة كتاب : •°o.O تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان O.o°•

المشاركات التي تم ترشيحها

ماشاء الله ..

 

بارك الله في هذا التجمع الطيب

لا حرمكنّ الله الأجر والنفع

وجزا الله خيرًا كل من أضافت إضافات قيّمة

 

 

أختي تائبة لله عز وجل

ما رأيكن لو كل واحدة منا تكتب في مفكرة او اجندة ما فهمته كمجرد تلخيص ليثبت في اذهاننا التفسير ونراجع منه بعد ذلك

لو الفكرة فيها اعتراض او خطأ قولوا عشان كلنا نستفيد

 

فكرة طيّبة ..

من يحبذها فليفعل يا غالية ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماشاء الله

كلام يثلج الصدر ما اعذب كلام الرحمن وتدبر معانيه

لاحرمكم الله من الاجر اخواتى

وجزاكم الله خيرا

واتابعكم باذن الله تعالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

[

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

جزاكن الله خيرا نبــــــــــــــــض الأمة و أنيــــــــــــــــــــــن الأمة على هذه الفكرة

وجعلها فى ميزان حسناتكن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

تبارك الرحمن

عمل يثلج الصدر ويعيننا على فهم كلام الله سبحانه وتعالى

كم نحن بحاجة لهذا الكتاب ومدارسته

متابعة بإذن الله

 

بالتوفيق ياغاليات وبوركت الجهود

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بناء على طلب عزيزتي تائبة ^^ هذا هو ملخصي مع رجوع للأقوال العلماء

 

 

سورة الفاتحة

 

أسماء سورة الفاتحة.

 

منها الفاتحَة ,وأمّ القرآن,والسبع المثانِي,الصلاة,

والحمد,أم الكتاب,الشفاء,الرُّقْيَة, الْكَافِيَة, وغيــرها (من تفسير ابن كثيــر)

 

 

احتوت هذه السورة العظيمة على أسمـــاء الله الحسنى فما هــي !!؟

 

1- الله: أنَّه الإله المعبود المتفرد باستحقاق العبادة فأسم الله متضمّن لصفات الألوهية وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة .

 

2- الربُّ: فهو ربُّ العالمين، ربُّ كلَّ شيء وخالقه فأسم الرب متضمّن لصفات الربوبية وهو افراد الله بالخلق والملك والتدبير..

 

3-الرَّحمن والرَّحيم : مأخوذان من الرَّحمة. الرَّحمن: رحمة عامَّة بجميع الخلق. والرَّحيم: رحمة خاصَّة بالمؤمنين.

 

4-المالك : أي يوم يدان النَّاس بعملهم، وفيه ثناء على الله، وتمجيد له، وفيه تذكيرٌ للمسلم بيوم الجزاء والحساب.

 

......

 

(الْحَمْدُ للهِ رَبّ الْعَالَمِينَ)

 

الحمد معناه ثناء على الله بصفات الكمــال وثناء عليه بما أنعم علينا وأعطانــا فله الحمد كله جل علاه

أما رب العالمين انفراده بالخلق والتدبير، والنعم، وكمال غناه، وتمام فقر العالمين إليه.

نجد هنا توحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى، التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه، وقد دل على ذلك لفظ { الْحَمْدُ }

 

(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)

 

في هذا اليوم" يوم القيامة" يدان الناس بأعمالهم لأن في ذلك اليوم، يظهر للخلق كمال ملكه وعدله وحكمته، وانقطاع أملاك الخلائق.

 

( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )

 

قوله إياك نعبــد : هنــا حق الله على العبد والاعتراف لله تعالى بالعبوديَّة، وأنَّه لا يُعْبَدُ إلا الله وهو أصلُ توحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبادة وما بعث به الرُّسل؛ لأنَّ قضيَّة الرُّبوبيَّة وهي الاعتراف بالله عزَّ وجلَّ أمر تفطر به النفوس. وقوله: إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فيه إثبات الاستعانة بالله، ونفيها عمَّن سواه يعني لا نطلب إلا عونك، فلا نستعين بغيرك، ولا نستغني عن فضلك؛ ولهذا قال تعالى في الحديث القدسي: { هذا بيني وبين عبدي } فقول: إِيَّاكَ نَعْبُدُ فهو حقُّ الله تعالى على العبد، فيقرُّ به وأمَّا قوله: إِيَّاكَ نَستْعِينُ فهو استعانة العبد بالله عزَّ وجلَّ على ذلك.ونستفيد من هذه الأيه العظيمة نخصك يالله بالتوحيد والعبادة ونطلب المعونة منك على العبادة وغيرها

فـ"العبادة" اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة. و "الاستعانة" هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع، ودفع المضار، مع الثقة به في تحصيل ذلك.

 

::

 

(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ )

دلنا وأرشدنا، ووفقنا للصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله، وإلى جنته، وهو معرفة الحق والعمل به،

فزيادة الإيمان هي زيادة ثبات على الصِّراط، لهذا نسأل الله دومــا أن يثبت قلوبنا على دينه

بصراحة هنـــا أحتاج شرح أكثــر لفهم هذه الآيه العظيمة !!؟ :rolleyes:

سأحاول الأستماع للأشرطة : )

::

 

( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ )

يعني الذي حازوا الهداية التَّامَّة ممن أنعم الله عليهم من النَّبيِّين والصدِّيقين، والشُّهداء، والصَّالحين.

 

(غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)

الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم.

 

(الضَّالِّينَ)

الذين تركوا الحق على جهل وضلال، كالنصارى ونحوهم.

 

::

 

خبروني إن كان هناك اخطاء حبيباتي بانتظاركم وبانتظار إضافاتكم ^^ :sad:

تم تعديل بواسطة محبة الأبرار

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مكرر

تم تعديل بواسطة محبة الأبرار

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بارك الله فيكن يا غاليات وهذا تلخيص لي ..

 

فوائد سورة الفاتحة

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي أنزل الفرقان وصلاة وسلاما على من أرسل رحمة للأكوان .

 

1) الله هو المستحق لجميع المحامد .

 

2) إثبات الألوهية لله تعالى .

 

3) إثبات الربوبية لله تعالى .

 

4) سعة رحمة الله عزوجل للجميع فى الدنيا.

 

5) اقتصار رحمة الله جل وعلا على ا لمؤمنين فقط فى الآخرة .

 

6) إثبات الجزاء وأن الله تبارك وتعالى هو المتصرف فيه .

 

7) إثبات الصفات لله تعالى .

 

8) العبادة لايجوز أن توجه إلا إلى الله جل ذكره .

 

9) الاستعانة لاتطلب إلا من الله جل شأنه .

 

10)أهمية الإخلاص فى العبادة .

 

11) مشروعية الدعاء والحث عليه.

 

12) مشروعية تقديم الحمد على الدعاء.

 

13) الإسلام هو الطريق المستقيم .

 

14) انحراف اليهود والنصارى عن الصراط المستقيم .

 

15) الإتيان بجملة اسمية في بداية السورة لأن الاسمية لها معنى دوام واستقرار .

 

في قرآننا..

الاية اشتملت على معان وفوائد كثيرة وعديدة تظهر وتتجدد عند التأمل فإنه تضمنت التوحيد

والعمل والدعاء والجزاء ذوالقصص مما يدل على كمال القرآن الكريم .

 

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد صاحب البيان وعلى آله وصحبه مصابيح العرفان ومن تبعهم بإحسان.

 

كذلك لشيخنا محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فوائد قيمة احببت أن أضيفها:

الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين " قال الشيخ رحمه الله تعالى : هذه الآيات الثلاث تضمنت ثلاث مسائل :

 

(الآية الأولى) : فيها المحبة ، لأن الله منعم والمنعم يحب على قدر إنعامه . والمحبة تنقسم على أربعة أنواع : محبة شركية وهو الذين قال الله فيهم : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله " إلى قوله : " وما هم بخارجين من النار " . المحبة الثانية حب الباطل وأهله وبغض الحق وأهله ، وهذه صفة المنافقين . المحبة الثالثة طبيعية وهي محبة المال والولد ، إذا لم تشغل عن طاعة الله ولم تعن على محارم الله فهي مباحة . والمحبة الرابعة حب أهل التوحيد وبغض أهل الشرك وهي أوثق عرى الإيمان وأعظم ما يعبد به العبد ربه .

 

(الآية الثانية) : فيها الرجاء .

 

(الآية الثالثة) : فيها الخوف .

 

(إياك نعبد) أي أعبدك يا رب بما مضى بهذه الثلاث : بمحبتك ورجائك ، وخوفك . فهذه الثلاث أركان العبادة ، وصرفها لغير الله شرك . وفي هذه الثلاث الرد على من تعلق بواحدة منهن ، كمن تعلق بالمحبة وحدها أو تعلق بالرجاء وحده أو تعلق بالخوف وحده ، فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك .

 

وفيها من الفوائد الرد على الثلاث الطوائف التي كل طائفة تتعلق بواحدة منها ، كمن عبد الله تعالى بالمحبة وحدها ، وكذلك من عبد الله بالرجاء وحده كالمرجئة ،وكذلك من عبد الله بالخوف وحده كالخوارج .

 

(إياك نبعد وإياك نستعين) فيها توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ، "إياك نعبد" فيها توحيد الألوهية ، "وإياك نستعين" فيها توحيد الربوبية" "واهدنا الصراط المستقيم" فيها الرد على المبتدعين .

 

وأما الآيتان الأخيرتان ففيهما من الفوائد ذلك أحوال الناس ، قسمهم الله تعالى ثلاثة أصناف : منعم عليه ، ومغضوب عليه ، وضال .

فالمغضوب عليهم أهل علم ليس معهم عمل ، والضالون أهل عبادة ليس معها علم ، وإن كان سبب النزول في اليهود والنصارى فهي لكل من اتصف بذلك . الثالث من اتصف بالعلم والعمل وهم المنعم عليهم .

 

وفيها من الفوائد التبرؤ من الحول والقوة ، لأنه منعم عليه ، وكذلك فيها معرفة الله على التمام ونفي النقائص عنه تبارك وتعالى . وفيها معرفة الإنسان ربه ، ومعرفة نفسه ، فإنه إذا كان هنا رب فلا بد من مربوب ،وإذا كان هنا راحم فلا بد من مرحوم ، وإذا كان هنا مالك فلا بد من مملوك ، وإذا كان هنا عبد فلا بد من معبود ، وإذا كان هنا هاد فلا بد من مهدي ، وإذا كان هنا منعم فلا بد من منعم عليه ، وإذا كان هنا مغضوب عليه فلا بد من غاضب ،وإذا كان هنا ضال فلا بد من مضل .

 

فهذه السورة تضمنت الألوهية والربوبية ، ونفي النقائص عن الله عز وجل ، وتضمنت معرفة العبادة وأركانها . والله أعلم .

تم تعديل بواسطة غداً ألقى الأحبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وقفات مع سورة الفاتحة

دار القاسم

 

 

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلامُ على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمَّد وعلى آله، وصحبه أجمعين، وبعد:

 

فإنَّ سورةَ الفاتحة التي يقرؤها المسلم في صلاته بعدد ركعات الصَّلوات؛ لقوله فيما رواه البخاري من حديث عبادة: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب... ) يدلُّ هذا على عظيم شأن هذه السُّورة وجليل قدرها، وأنَّه ينبغي للمسلم أن يتأمَّل معانيها فلحكمةٍ بالغةٍ شرع الله تكرارها في الصَّلوات من بين سور القرآن وآيه.

أسماء سورة الفاتحة:

 

فاتحة الكتاب: فقد سمَّاها النَّبي صلَّى الله عليه وسَّلم: « فاتحة الكتاب » ؛ وذلك لأنَّها أوَّل ما يقرأ من القرآن الكريم.

 

أم القرآن: وهكذا سمَّاها النَّبيُّ صلي الله عليه وسلم ، وسمَّيت أم القرآن والله أعلم؛ لأنَّ معاني القرآن الكريم ترجع إلى هذه السُّورة فهي تشمل المعاني الكلِّية والمباني الأساسَّية التي يتكلَّم عنها القرآن.

 

السبع المثاني: وذلك لأنَّها سبع آيات تقرأ مرَّة بعد مرَّة.

 

القرآن العظيم: وقد سمَّاها الرَّسول ذلك فقال صلى الله عليه وسلم : ( هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته ) .

 

سورة الحمد: لأنَّها بدأت بحمد الله عزَّ وجلَّ.

 

احتواؤها على أسماء الله الحسنى:

 

في هذه السُّورة ذكر الله عزَّ وجلَّ خمسةً من أسمائه الحسنى: الله - الربَّ - الرحمن - الرَّحيم - المالك.

 

أولاً: الله: وهو الاسم الأعظم لله عزَّ وجلَّ [على قول طائفة من أهل العلم ] الذي تلحق به الأسماء الأخرى، ولا يشاركه فيه غيره.

 

- من معاني اسم الله: أنَّ القلوب تألهه « تحنُّ إليه » وتشتاق إلى لقائه ورؤيته، وتأنس بذكره.

 

- من معاني اسم الجلالة: أنَّه الذي تحتار فيه العقول فلا تحيط به علماً، ولا تدرك له من الكنه والحقيقة إلا ما بيّن سبحانه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا كانت العقول تحتار في بعض مخلوقاته في السَّماوات والأرض، فكيف بذاته جلَّ وعلا.

 

ومن معاني الله: أنَّه الإله المعبود المتفرد باستحقاق العبادة، ولهذا جاء هذا الاسم في الشَّهادة، فإنَّ المؤمن يقول: « أشهد أن لا إله إلا الله » ولم يقل مثلاً: أشهد أن لا إله إلا الرحمن.

 

ثانياً: الربُّ: فهو ربُّ العالمين، ربُّ كلَّ شيء وخالقه، والقادر عليه، كلُّ من في السماوات والأرض عبدٌ له، وفي قبضته، وتحت قهره.

 

ثالثاً ورابعاً: الرَّحمن، الرَّحيم: واسم الرَّحمن كاسم الله لا يسمَّى به غير الله ولم يتَّسم به أحد. فالله والرحمن من الأسماء الخاصة به جلًّ وعلا لا يشاركه فيها غيره، أمَّا الأسماء الأخرى فقد يسمَّى بها غير الله كما قال سبحانه عن نبيَّه: ﴿ بِالْمُؤمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [التوبة:22].

والرَّحمن والرَّحيم مأخوذان من الرَّحمة.

 

الرَّحمن: رحمة عامَّة بجميع الخلق. والرَّحيم: رحمة خاصَّة بالمؤمنين.

وفي تكرار الإنسان بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في جميع شؤونه، ولم يقل أحد « بسم الله العزيز الحكيم » مع أنَّه حقٌّ ، إشارة إلى قول الله سبحانه في الحديث القدسي: ( إنَّ رحمتي سبقت غضبي ) وكثيراً ما كان الرَّسول يعلِّم أصحابه الرَّجاء فيما عند الله، وأن تكون ثقةُ الإنسان بالله وبرحمته أعظم من ثقته بعلمه، قال صلى الله عليه وسلم : ( لن يُدخلَ أحداً الجنَّة عَمَلُهُ، ولا أنا إلا أنْ يتغمَّدني اللهُ برحمتِهِ ) .

 

فهذه الأسماء الثَّلاثة: الله، الربُّ، الرحمن: هي أصول الأسماء الحُسْنى، فاسم الله: متضمِّنٌ لصفات الألوهيَّه. واسم الرَّبِّ: متضمِّنٌ لصفات الرُّبوبيَّة. واسم الرَّحمن: متضمِّنٌ لصفات الجود والبرِّ والإحسان.

 

فالرُّبوبية: من الله لعباده. والتَّأليه: منهم إليه. والرَّحمة: سببٌ واصلٌ بين الرَّبِّ وعباده.

 

خامساً: المالك: وذلك في قوله: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ أي يوم يدان النَّاس بعملهم، وفيه ثناء على الله، وتمجيد له، وفيه تذكيرٌ للمسلم بيوم الجزاء والحساب.

 

قوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ للهِ رَبّ الْعَالَمِينَ ﴾ :

الحمد: هو الثَّناء على المحمود بأفضاله وإنعامه. والمدح: هو الثَّناء على الممدوح بصفات الجلال والكمال.

 

فالحمد ثناءٌ على الله تعالى بما أنعم عليك وما أعطاك، فإذا قيل: إنَّ فلاناً حمد، فمعناه: أنّه شكره على إحسان قدَّمه إليه؛ لكن إذا قيل: مدحه، فلا يلزم أن يكون مدحه بشيء قدَّمه، بل بسبب، مثلاً بلاغته، وفصاحته، أو قوته إلى غير ذلك.

 

فالحمد فيه معنى الشُّكر ومعنى الاعتراف بالجميل، والسُّورة تبدأ بالاعتراف، والاعتراف فيه معنى عظيمٌ؛ لأنَّه إقرارٌ من العبد بتقصيره وفقره وحاجته واعترافٌ لله جلَّ وعلا بالكمال والفضل والإحسان وهو من أعظم ألوان العبادة.

 

ولهذا قد يعبد العبد ربَّه عبادة المعجب بعمله فلا يُقبل منه؛ لأنَّه داخله إعجابٌ لا يتَّفق مع الاعتراف والذُّل، فلا يدخل العبد على ربِّه من بابٍ أوسع، وأفضل من باب الذُّلِّ له والانكسار بين يديه، فمن أعظم معاني العبادة: الذُّلُّ له سبحانه. ولهذا كان النَّبيُّ كثير الاعتراف لله تعالى على نفسه بالنَّقص والظُّلم فكان صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهمَّ، إنِّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، وأنَّه لا يغفر الذُّنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنّك أنت الغفور الرَّحيم ) .

 

فبدء السُّورة بـ ﴿ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فيه معنى الاعتراف بالنِّعمة، ولا شكَّ أنَّ عكس الاعتراف هو الإنكار والجحود، وهو الذَّنب الأوَّل لإبليس الذي استكبر عن طاعة الله، فإذا قال العبد: ﴿ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ تبرَّأ من هذا كلَّه فيقول: « أعترف بأنِّي عبدٌ محتاجٌ فقيرٌ ذليلٌ مقصِّرٌ، وأنَّك الله ربِّي المنعمُ المتفضِّلُ ».

 

قوله تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ :

﴿ إِيَّاكَ ﴾ : تقديمٌ للضَّمير. إشارة للحصر والتخصيص، وفيه معنى الاعتراف لله تعالى بالعبوديَّة، وأنَّه لا يُعْبَدُ إلا الله وهو أصلُ توحيد الألوهية وما بعث به الرُّسل؛ لأنَّ قضيَّة الرُّبوبيَّة وهي الاعتراف بالله عزَّ وجلَّ أمر تفطر به النُّفوس، والانحراف فيه لا يقاس بما حصل في موضوع الشِّرك في توحيد الألوهية، ولذا ينبغي أن نعتني كثيراً بدعوة النَّاس إلى توحيد الألوهية وإفراد الله بالعبادة؛ لأنَّه أصل الدَّين.

 

وقوله: ﴿ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾

فيه إثبات الاستعانة بالله، ونفيها عمَّن سواه يعني لا نطلب إلا عونك، فلا نستعين بغيرك، ولا نستغني عن فضلك؛ ولهذا قال تعالى في الحديث القدسي: « هذا بيني وبين عبدي » فقوله: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ فهو حقُّ الله تعالى على العبد، فيقرُّ به وأمَّا قوله: ﴿ إِيَّاكَ نَستْعِينُ ﴾ فهو استعانة العبد بالله عزَّ وجلَّ على ذلك؛ إذ لا قوام له حتَّى على التَّوحيد فضلاً عن غيره من أمور الدُّنيا والآخرة إلا بعون الله. قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ ﴾ [الأعراف:34].

 

قوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ : سؤال هداية يتضمَّن معاني متنوعةً:

 

المعنى الأوَّل: ثبِّتْنا على الصِّراط المستقيم، حتَّى لا ننحرف، أو نزيغ عنه؛ لأنه من الممكن أنْ يكون الإنسان اليوم مهتدياً وغداً من الظَّالمين.

 

المعنى الثَّاني: قوِّ هدايتنا، فالهداية درجاتٌ، والمهتدون طبقاتٌ، منهم من يبلغ درجة الصِّديقيَّة، ومن هم دون ذلك، وبحسب هدايتهم يكون سيرهم على الصِّراط، فإنَّ لله تعالى صراطين: صراطاً في الدُّنيا وصراطاً في الآخرة، وسيرك على الصِّراط الأخروي - الذي هو الجسر المنصوب على متن جهنَّم يمشي فيه النَّاس على قدر أعمالهم - بقدر سيرك على الصِّراط الدُّنيوي

 

فالصِّراط الدُّنيوي: هو طريق الله بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ . صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ﴾ [الشُّورى:53،52].

 

فقوله: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ يعني: قوِّ هدايتنا، وزد إيماننا، وعلِّمنا، فالعلم من الإيمان، وكلَّما ازداد العبد التزاماً بالصِّراط المستقيم ازداد علمه قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [التَّوبة:124] فزيادة الإيمان هي زيادة ثبات على الصِّراط، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدى ﴾ [محمد:17].

 

فمن الممكن أنْ يكون الإنسان مهتدياً ثمَّ يزداد من الهداية بصيرةً وعلماً ومعرفةً وصبراً فهذا من معاني قوله: ﴿ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ .

 

المعنى الثَّالث: أنَّ الصِّراط المستقيم هو أن يفعل العبد في كلِّ وقت ما أُمِرَ به في ذلك الوقت من علمٍ وعملٍ، ولا يفعل ما نُهِىَ عنه بأن يجعلَ الله في قلبه من العلوم والإرادات الجازمة لفعل المأمور، والكراهات الجازمة لترك المحظور ما يهتدي به إلى الخير، ويترك الشَّرَّ، وهذا من معاني الهداية إلى الصَّراط المستقيم.

 

حقيقة الهداية:

 

قولك: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ أي يا ربِّ دُلَّني على ما تحبُّ وترضى في كلِّ ما يواجهني من أمور هذه الحياة، ثمَّ قوِّني وأعنِّي على العمل بهذا الَّذي دللتني عليه، وسرُّ الضَّلال يرجع إلى فقد أحد هذين الأمرين « العلم والعمل » والوقوع في ضدهما.

 

أولاً: الجهل: فإنَّ الإنسان قد توجد عنده الرَّغبة في عمل الخير لكنَّه يجهل الطريقة الشَّرعيَّة لتحصيله، فيسلك طرقاً مبتدعة، ويجهد نفسه فيها بلا طائلٍ، وهو يحسب أنَّه يحسن صنعاً؛ بسبب قلَّة العلم، فعندما يقول العبد: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ فهو يسأل ربَّه أنْ يعلمه، ويدُلَّه فلا يبقى في ضلال الجهل متخبطاً.

 

ثانياً: الهوى: فقد يكون الإنسان عالماً لكن ليس لديه العزيمة التي تجعله ينبعث للعمل لهذا العلم، ويغلبه الهوى فيترك الواجب، أو يرتكب المحرَّم عامداً مع علمه بالحكم، لضعف إيمانه ولغلبة الشَّهوة وتعجل المتعة الدُّنيويَّة.

 

قوله تعالى: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولا الضَّالِّينَ ﴾ :

هذا تأكيدٌ للمعنىالسابق وتفصيلٌ له، فقوله: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ، يعني الذين حازوا الهداية التَّامَّة ممن أنعم الله عليهم من النَّبيِّين والصدِّيقين، والشُّهداء، والصَّالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

 

ثمَّ قال: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾ هم الذين عرفوا الحقَّ وتركوه وهم اليهود ونحوهم، قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ أُنَبِئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلكَ مَثُوبَةً عِندَ اللهِ مَن لَّعَنَةُ اللهُ وغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة:60].

 

فالمغضوب عليهم من اليهود أو غيرهم: لم يهتدوا إلى الصَّراط المستقيم، وسبب هدايتهم هو الهوى، فاليهود معهم علمٌ لكن لم يعملوا به.

 

وقدَّم الله تعالى المغضوب عليهم على الضَّالِّين

وقدَّم الله تعالى المغضوب عليهم على الضَّالِّين؛ لأنَّ أمرهم أخطر وذنبهم أكبر؛ فإنَّ الإنسان إذا كان ضلاله بسبب الجهل فإنَّه يرتفع بالعلم، وأمَّا إذا كان هذا الضَّلال بسبب الهوى فإنَّه لا يكاد ينزع عن ضلاله. ولهذا جاء الوعيد الشَّديد في شأن من لا يعمل بعمله.

 

وقوله تعالى: ﴿ الضَّالِّينَ ﴾ هم الذين تركوا الحقَّ بجهلٍ وضلال كالنَّصارى، ولا يمنع أنْ يكون طرأ عليهم بعد ذلك العناد والإصرار.

 

إنَّنا الآن أمام ثلاثة طرق:

 

الأوَّل: الصِّراط المستقيم: وطريقتهم مشتملةٌ على العلم بالحقِّ والعمل به يقول تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ﴾ [التوبة:33] يعني العلم النَّافع والعمل الصَّالح.

 

الثَّاني: طريق المغضوب عليهم: من اليهود ونحوهم وهؤلاء يعرفون الحقَّ ولا يعملون به.

 

الثَّالث: طريق الضَّالَّين: هؤلاء يعملون لكن على جهلٍ ولهذا قال بعض السَّلف: « من ضلَّ من عباد هذه الأمَّة ففيه شبه من النَّصارى » كبعض الفرق الصُّوفَّية التي تعبد الله على جهلٍ وضلالة.

 

وفي الختام أسأل الله تعالى أنْ يجعلنا ممن هدوا إلى الصِّراط المستقيم، ورزقوا العلم النَّافع والعمل الصَّالح وجُنِّبوا طريق المغضوب عليهم والضَّالِّين آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

أخواتي الحبيبات

 

" أنين أمّة "

 

" نبض الأمّة "

 

" محبة الأبرار "

 

" غدو "

 

" الهام "

 

" anoosh "

 

جزاكنّ الله خير الجزاء على هذه الجهود الطيّبة

 

جعلها الله في موازين حسناتكنّ

 

أحبكنّ في الله :wub:

تم تعديل بواسطة " المشتاقة إلى الجنة "

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مـاشاء الله

 

بارك الله فيكنّ يا حبيبات

لا حرمكنّ الله الأجر ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

 

لى استفسار مشرفتنا فى تفسير (رب العالمين) رب هنا يعنى إله ولا بمعنى تربيه كنت اعتقد ان قوله عز وجل رب العالمين اى هو اله العالمين

 

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جاء في تفسير الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله, ما يلي :

 

" الرّب " : هو المربي جميع عباده بالتّدبير وأصناف النّعم .

 

وأخصّ من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم .

 

ولهذا كثُر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل , لأنّهم يطلبون منه هذه التّربية الخَاصّة.

 

" الله " هو المألوه المعبود ذو الألوهيّة والعبوديّة على خلقه أجمعين,

 

لما اتّصف بهِ صفاتٍ الألوهيّة الّتي هي من صفات الكمال.

تم تعديل بواسطة " المشتاقة إلى الجنة "

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أخواتي الحبيبات

 

هل يمكن توضيح أكثر لهذه العبارة ؟!

 

وتضمنت إثبات القدر، وأن العبد فاعل حقيقة، خلافا للقدرية والجبرية

 

باركَ اللهُ بكنّ وجزاكنّ خير الجزاء :unsure:

تم تعديل بواسطة " المشتاقة إلى الجنة "

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاكم الله خيراً مشرفاتي وأخواتي الغاليات

أنا تأخرت قليل ... ولكن أجد كتابات كثيره

تفسير (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) وهو ماكتبته المشرفة أنين أمة أليس كذلك ؟؟؟؟

لان ماشاء الله الذي كتب من زيادات كثير ....

لا أدري ربما راي خطاء ولكن أتمنى لوفي زيادة على الكتاب

المتدارس أن تكون زيادة وفائدة بسيطة ... مارايكم ؟

تم تعديل بواسطة مرام راجح

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

وتضمنت إثبات القدر، وأن العبد فاعل حقيقة، خلافا للقدرية والجبرية

 

الايمان بالقدر يتضمن أربعة أمور:

 

الأول: الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيلاً ، أزلاً وأبداً ، سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو بأفعال عباده.

 

الثاني: الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ ، وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى :

 

)أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج:70)

 

. وفي صحيح مسلم- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول

 

الله صلى الله عليه وسلم " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة"(52).

 

الثالث: الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل المخلوقين

 

، قال الله تعالى فيما يتعلق بفعله : )وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)(القصص:الآية68) ، وقال :

 

) وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)(ابراهيم:الآية27) وقال: )هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ)

 

(آل عمران:الآية6) وقال تعالى فيما يتعلق بفعل المخلوقين:

 

) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ )(النساء:الآية90) وقال:

 

) وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)(الأنعام:الآية112) .

 

الرابع: الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها ، وصفاتها ، وحركاتها ، قال الله تعالى:

 

)اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الزمر:62) وقال: )كِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)

 

(الفرقان:الآية2) وقال عن نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم أنه قال لقومه:

 

)وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) (الصافات:96)

 

والإيمان بالقدر على ما وصفنا لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الإختيارية وقدرة عليها

 

، لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له.

 

أما الشرع : فقد قال الله تعالى في المشيئة: ) فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً)(النبأ:الآية39) وقال :

 

) فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة:الآية223) وقال في القدرة: )فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا )

 

(التغابن:الآية16) وقال: )لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ )(البقرة:الآية286)

 

وأما الواقع: فإن كل إنسان يعلم أن له مشيئة وقدرة بهما يفعل وبهما يترك، ويفرق بين ما يقع:

 

بإرادته كالمشي وما يقع بغير إرادته كالارتعاش، لكن مشيئة العبد وقدرته واقعتان بمشيئة

 

الله تعالى وقدرته لقول الله تعالى: )لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)

 

(التكوير:28 - 29) ولأن الكون كله ملك لله تعالى فلا يكون في ملكه شيء بدون علمه ومشيئته.

 

والإيمان بالقدر على ما وصفنا لا يمنح العبد حجة على ما ترك من

 

آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) (البقرة:177)

 

الواجبات أو فعل من المعاصي ، وعلى هذا فاحتجاجه به باطل من وجوه :

 

الأول: قوله تعالى: )سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا

 

مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا

 

إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) (الأنعام:148) ولو كان لهم حجة بالقدر ما أذاقهم الله بأسه.

 

الثاني: قوله تعالى: )رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)

 

(النساء:165) ولو كان القدر حجة للمخالفين لم تنتف بإرسال الرسل ، لأن المخالفة بعد إرسالهم واقعة بقدر الله تعالى.

 

الثالث: ما رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

 

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار أولى الجنة. فقال رجل من القوم :

 

ألا نتكل يارسول الله ؟ قال لا اعملوا فكل ميسر ، ثم قرأ )فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى)

 

(الليل:5)(53) الآية. وفي لفظ لمسلم : "فكل ميسر لما خلق له" (54)

 

فأمرم النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل ونهى عن الاتكال على القدر.

 

الرابع: أن الله تعالى أمر العبد ونهاه ، ولم يكلفه إلا ما يستطيع، قال الله تعالى:

 

)فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)(التغابن:الآية16)وقال: )

 

ولو كان العبد مجبراً على الفعل لكان مكلفاً بما لا يستطيع الخلاص منه،

 

وهذا باطل ولذلك إذا وقعت منه المعصية بجهل، أو نسيان ، أو إكراه ، فلا إثم عليه لأنه معذور.

 

الخامس: ان قدر الله تعالى سر مكتوم لا يعلم به إلا بعد وقوع المقدور، وإرادة العبد لما يفعله سابقة

 

على فعله فتكون إرادته الفعل غير مبنية على علم منه بقدر الله ، وحينئذ تنفي حجته بالقدر إذ لا حجة للمرء فيما لا يعلمه.

 

السادس: أننا نرى الإنسان يحرص على ما يلائمه من أمور دنياه حتى يدركه ولا يعدل عنه إلى ما لا يلائمه ثم يحتج على

 

عدوله بالقدر ، فلماذا يعدل عما ينفعه في أمور دينه إلى ما يضره ثم يحتج بالقدر؟‍‍‍‍‍‍‍ أفليس شأن الأمرين واحداً؟

 

وإليك مثالاً يوضح ذلك:

 

لو كان بين يدي الإنسان طريقان أحدهما ينتهى به إلى بلد كلها فوضى وقتل ونهب وانتهاك للأعراض وخوف

 

وجوع والثاني ينتهي به إلى بلد كلها نظام، وأمن مستتب، وعيش رغيد، واحترام للنفوس والأعراض والأموال

 

، فأي الطريقين يسلك؟ إنه سيسلك الطريق الثاني الذي ينتهي به إلى بلد النظام والأمن، ولا يمكن لأي عاقل أبداً

 

أن يسلك طريق بلد الفوضى، والخوف، ويحتج بالقدر ، فلماذا يسلك في أمر الآخرة طريق النار دون الجنة ويحتج بالقدر؟

 

مثال آخر: نرى المريض يؤمر بالدواء فيشربه ونفسه لا تشتهيه، وينهى عن الطعام الذي يضره فيتركه ونفسه تشتهيه

 

، كل ذلك طلباً للشفاوالسلامة، ولا يمكن أن يمتنع عن شرب الدواء أو يأكل الطعام الذي يضره ويحتج بالقدر فلماذ

 

ا يترك الإنسان ما أمر الله ورسوله، أو يفعل ما نهى الله ورسوله ثم يحتج بالقدر؟ ‍

 

السابع : أن المحتج بالقدر على ما تركه من الواجبات أو فعله من المعاصي ، لو اعتدى عليه شخص فأخذ ماله

 

أو انتهك حرمته ثم احتج بالقدر، وقال: لا تلمني فإن اعتدائي كان بقدر الله، لم يقبل حجته. فكيف

 

لا يقبل الاحتجاج بالقدر في اعتداء غيره عليه، ويحتج به لنفسه في اعتدائه على حق الله تعالى؟ ‍

 

ويذكر أن– أمير المؤمنين – عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفع إليه سارق استحق القطع،

 

فأمر بقطع يده فقال: مهلاً يا أمير المؤمنين ، فإنما سرقت بقدر الله. فقال: ونحن إنما نقطع بقدر الله.

 

وقد ضل في القدر طائفتان:

 

إحداهما : الجبرية الذين قالوا إن العبد مجبر على عمله وليس له فيه إرادة ولا قدرة .

 

الثانية: القدرية الذين قالوا إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة، وليس لمشيئة الله تعالى وقدرته فيه أثر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكنّ يا حبيبات

نفعنا الله وإياكنّ ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سورة البقرة

pix119.gifpix119.gifpix119.gifpix119.gifpix119.gif

 

﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) ﴾

 

 

تقدم الكلام على البسملة. وأما الحروف المقطعة في أوائل السور، فالأسلم فيها، السكوت عن التعرض لمعناها [من غير مستند شرعي]، مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثا بل لحكمة لا نعلمها.

 

وقوله﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ ﴾ أي هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب على الحقيقة، المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم،

والحق المبين. فـ ﴿ لا رَيْبَ فِيهِ ﴾ولا شك بوجه من الوجوه، ونفي الريب عنه، يستلزم ضده، إذ ضد الريب والشك اليقين، فهذا الكتاب مشتمل على علم اليقين المزيل للشك والريب، وهذه قاعدة مفيدة، أن النفي المقصود به المدح، لا بد أن يكون متضمنا لضده، وهو الكمال، لأن النفي عدم، والعدم المحض، لا مدح فيه.

فلما اشتمل على اليقين وكانت الهداية لا تحصل إلا باليقين قال: ﴿ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ والهدى: ما تحصل به الهداية من الضلالة والشبه، وما به الهداية إلى سلوك الطرق النافعة، وقال ﴿ هُدًى ﴾وحذف المعمول، فلم يقل هدى للمصلحة الفلانية، ولا للشيء الفلاني، لإرادة العموم، وأنه هدى لجميع مصالح الدارين، فهو مرشد للعباد في المسائل الأصولية والفروعية، ومبين للحق من الباطل، والصحيح من الضعيف، ومبين لهم كيف يسلكون الطرق النافعة لهم، في دنياهم وأخراهم.

 

وقال في موضع آخر: ﴿ هُدًى لِلنَّاسِ ﴾ فعمم، وفي هذا الموضع وغيره ﴿ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ لأنه في نفسه هدى لجميع الخلق. فالأشقياء لم يرفعوا به رأسا، ولم يقبلوا هدى الله، فقامت عليهم به الحجة، ولم ينتفعوا به لشقائهم، وأما المتقون الذين أتوا بالسبب الأكبر، لحصول الهداية، وهو التقوى التي حقيقتها: اتخاذ ما يقي سخط الله وعذابه، بامتثال أوامره، واجتناب النواهي، فاهتدوا به، وانتفعوا غاية الانتفاع. قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية، والآيات الكونية.

 

ولأن الهداية نوعان: هداية البيان، وهداية التوفيق. فالمتقون حصلت لهم الهدايتان، وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق. وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها، ليست هداية حقيقية [تامة].

 

ثم وصف المتقين بالعقائد والأعمال الباطنة، والأعمال الظاهرة، لتضمن التقوى لذلك فقال: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾ حقيقة الإيمان: هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل، المتضمن لانقياد الجوارح، وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس، فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر. إنما الشأن في الإيمان بالغيب، الذي لم نره ولم نشاهده، وإنما نؤمن به، لخبر الله وخبر رسوله. فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من الكافر، لأنه تصديق مجرد لله ورسله. فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به، أو أخبر به رسوله، سواء شاهده، أو لم يشاهده وسواء فهمه وعقله، أو لم يهتد إليه عقله وفهمه. بخلاف الزنادقة والمكذبين بالأمور الغيبية، لأن عقولهم القاصرة المقصرة لم تهتد إليها فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ففسدت عقولهم، ومرجت أحلامهم. وزكت عقول المؤمنين المصدقين المهتدين بهدى الله.

 

ويدخل في الإيمان بالغيب، [الإيمان بـ] بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة، وأحوال الآخرة، وحقائق أوصاف الله وكيفيتها، [وما أخبرت به الرسل من [ ص 41 ] ذلك] فيؤمنون بصفات الله ووجودها، ويتيقنونها، وإن لم يفهموا كيفيتها.

 

ثم قال:﴿ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ ﴾ لم يقل: يفعلون الصلاة، أو يأتون بالصلاة، لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة. فإقامة الصلاة، إقامتها ظاهرا، بإتمام أركانها، وواجباتها، وشروطها. وإقامتها باطنا بإقامة روحها، وهو حضور القلب فيها، وتدبر ما يقوله ويفعله منها، فهذه الصلاة هي التي قال الله فيها: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ وهي التي يترتب عليها الثواب. فلا ثواب للإنسان من صلاته، إلا ما عقل منها، ويدخل في الصلاة فرائضها ونوافلها.

 

ثم قال: ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ يدخل فيه النفقات الواجبة كالزكاة، والنفقة على الزوجات والأقارب، والمماليك ونحو ذلك. والنفقات المستحبة بجميع طرق الخير. ولم يذكر المنفق عليهم، لكثرة أسبابه وتنوع أهله، ولأن النفقة من حيث هي، قربة إلى الله، وأتى بـ "من "الدالة على التبعيض، لينبههم أنه لم يرد منهم إلا جزءا يسيرا من أموالهم، غير ضار لهم ولا مثقل، بل ينتفعون هم بإنفاقه، وينتفع به إخوانهم.

 

 

وفي قوله: ﴿ رَزَقْنَاهُمْ ﴾ إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم، ليست حاصلة بقوتكم وملككم، وإنما هي رزق الله الذي خولكم، وأنعم به عليكم، فكما أنعم عليكم وفضلكم على كثير من عباده، فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم، وواسوا إخوانكم المعدمين.

 

وكثيرا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن، لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود، والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده، فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق، كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه، فلا إخلاص ولا إحسان.

 

ثم قال:﴿ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ ﴾وهو القرآن والسنة، قال تعالى: ﴿ وَأَنزلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به الرسول، ولا يفرقون بين بعض ما أنزل إليه، فيؤمنون ببعضه، ولا يؤمنون ببعضه، إما بجحده أو تأويله، على غير مراد الله ورسوله، كما يفعل ذلك من يفعله من المبتدعة، الذين يؤولون النصوص الدالة على خلاف قولهم، بما حاصله عدم التصديق بمعناها، وإن صدقوا بلفظها، فلم يؤمنوا بها إيمانا حقيقيا.

 

 

وقوله: ﴿ وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ يشمل الإيمان بالكتب السابقة، ويتضمن الإيمان بالكتب الإيمان بالرسل وبما اشتملت عليه، خصوصا التوراة والإنجيل والزبور، وهذه خاصية المؤمنين يؤمنون بجميع الكتب السماوية وبجميع الرسل فلا يفرقون بين أحد منهم.

 

ثم قال: ﴿ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾و "الآخرة "اسم لما يكون بعد الموت، وخصه [بالذكر] بعد العموم، لأن الإيمان باليوم الآخر، أحد أركان الإيمان؛ ولأنه أعظم باعث على الرغبة والرهبة والعمل، و "اليقين "هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك، الموجب للعمل.

 

﴿ أُولَئِكَ ﴾ أي: الموصوفون بتلك الصفات الحميدة ﴿ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ﴾أي: على هدى عظيم، لأن التنكير للتعظيم، وأي هداية أعظم من تلك الصفات المذكورة المتضمنة للعقيدة الصحيحة والأعمال المستقيمة، وهل الهداية [الحقيقية] إلا هدايتهم، وما سواها [مما خالفها]، فهو ضلالة.

 

وأتى بـ "على "في هذا الموضع، الدالة على الاستعلاء، وفي الضلالة يأتي بـ "في "كما في قوله: ﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾لأن صاحب الهدى مستعل بالهدى، مرتفع به، وصاحب الضلال منغمس فيه محتَقر.

 

ثم قال: ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ والفلاح [هو] الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب، حصر الفلاح فيهم؛ لأنه لا سبيل إلى الفلاح إلا بسلوك سبيلهم، وما عدا تلك السبيل، فهي سبل الشقاء والهلاك والخسار التي تفضي بسالكها إلى الهلاك.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحلوة/ مشتاقة

::

الجبرية والقدرية فرقتان من فرق الضالة

القدرية تقول: إن الله كتب مقادير الخلق قبل أن يخلقنا

الجبرية تقول: إن الله عز وجل يجبر العبد على المعاصي، فقالوا: أجبر الله آدم أن يأكل من الشجرة، وأجبره على أن يعصيه

ومما يجب على المسلم أن يعتقده في القضاء والقدر: أن يؤمن بالقضاء والقدر، ويفعل الأسباب

فإن القضاء والقدر لا ينافي فعل الأسباب، فمن نفى القضاء والقدر فقد نفى أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، وقد ابتدع في دين الله، ومن عطل الأسباب فقد تخاذل وأصابه الوهن والكسل والعياذ بالله

::

وهنــا نجد في هذه الايــات إثبات للقضاء والقدر .. خلاف ما قالت تلك الفرق

انصحك غاليتي بقراءة هذا الوضوع وموقف اهل السنة والجماعة منهم

لأني كنت لا أعرف عن هذة الفرق إلا حينما قرأت عنهم وعن أفكارهم الضالة

فلقد استفدت منه كثيرا

تفضلي غاليتي

http://audio.islamweb.net/audio/index.php?...p;audioid=19417

اسأل الله ان ينير بصيرتنا

::

 

جزاك الله خير حبيتي إلهام ^^

تم تعديل بواسطة محبة الأبرار

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

ما شاء الله ولا قوة الا بالله

 

نفع الله بكن أخواتي

 

متابعة معكن باذن الله تعالى

 

و جزاكن الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمان الرحيم

أخواتي متابعة باذن الله معكن

اضافة لتفسير الفاتحة

الرحمان الرحيم _الرحمان اذا سأل أعطى_ والرحيم اذا لم يسأل يغضب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمان الرحيم

ما فهمته من الايات الاولى في سورة البقرة

الم _علمها عند الله

ذلك الكتاب لا ريب فيه_القران لا شك فيه

هدى للمتقين قوم اتقو الشرك واخلصو لله العبادة

يؤمنون بالغيب بالله_بالملائكة والبعث والكتب والرسل والقدر خيره وشره

ومما رزقناهم ينفقون _الزكاة والنفقات

والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون _ماأنزل على محمدصلى الله عليه وسلم والرسل من قبله والايقان بالاخرة

وأنهم على نور من ربهم وهم المفلحون

لخصت ما فهمت من هذه الايات التفسير لابن كثير

تم تعديل بواسطة بسملة النور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته

 

^ _ ^

 

الغالية الــهـــا م

 

و الحلوة محبة

 

جزاكنّ الله خير الجزاء على التّوضيح

 

 

حبيباتي

 

القدرية الذين قالوا إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة، وليس لمشيئة الله تعالى وقدرته فيه أثر

 

القدرية تقول: إن الله كتب مقادير الخلق قبل أن يخلقنا

 

أرى هناكَ تناقضًا :oops: فما رأيكنّ ؟!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكن الله خيرا على هذه الفكرة الطيبة والتي نحتاجها بشدة واتمنى ان تعلم مع العلم العمل لنسير على نهج الصحابة فحبذا لو نضيف بعد تفسير الاية ومدارستها سؤال مهم كيـــــــــــــــف نعمل بهذه الايات؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×