اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

مُدارسة كتاب : •°o.O تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان O.o°•

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاكم الله خيرا حبيباتى ..

متابعه معكن ...

الحبيبة هدوء الفجر سعيدة بمتابعتك

أسعدك الله فى الدراين غاليتى بسملة النور..

سعداء بمتابعتك هدوء فجر بارك الله فيك

وفيكِ بارك الله أختى الحبيبة ...

جزاكم الله خيرا اخواتى على الدعاء ربنا تقبل منكن ومر الأمر بأفضل مما كنت أتوقع الحمد لله واللهم فرج عن كل مسلم ومسلمة .

اللهم لك الحمد والشكر يآآرب ...

اللهم آمين

 

 

بانتظاركن غالياتى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمان الرحيم

التلخيص باذن الله

تعالى عن الكافرين أنه يقطع طرفا من الذين كفروا، أي: جانبا منهم وركنا من أركانهم، إما بقتل، أو أسر، أو استيلاء على بلد، أو غنيمة مال، فيقوى بذلك المؤمنون ويذل الكافرون، وذلك لأن مقاومتهم ومحاربتهم للإسلام تتألف من أشخاصهم وسلاحهم وأموالهم وأرضهم فبهذه الأمور تحصل منهم المقاومة والمقاتلة فقطع شيء من ذلك ذهاب لبعض قوتهم

 

لما جرى يوم "أحد" ما جرى، وجرى على النبي صلى الله عليه وسلم مصائب، رفع الله بها درجته، فشج رأسه وكسرت رباعيته، قال "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم" وجعل يدعو على رؤساء من المشركين مثل أبي سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، أنزل الله تعالى على رسوله نهيا له عن الدعاء عليهم باللعنة والطرد عن رحمة الله فقال سبحانه إنما عليك البلاغ وإرشاد الخلق والحرص على مصالحهم، وإنما الأمر لله تعالى هو الذي يدبر الأمور، ويهدي من يشاء ويضل من يشاء، فلا تدع عليهم بل أمرهم راجع إلى ربهم، إن اقتضت حكمته ورحمته أن يتوب عليهم ويمن عليهم بالإسلام فعل، وإن اقتضت حكمته إبقاءهم على كفرهم وعدم هدايتهم، فإنهم هم الذين ظلموا أنفسهم وضروها وتسببوا بذلك، فعل، وقد تاب الله على هؤلاء المعينين وغيرهم، فهداهم للإسلام رضي الله عنهم، وفي هذه الآية مما يدل على أن اختيار الله غالب على اختيار العباد، وأن العبد وإن ارتفعت درجته وعلا قدره قد يختار شيئا وتكون الخيرة والمصلحة في غيره، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له من الأمر شيء فغيره من باب أولى ففيها أعظم

نهى الله عباده المؤمنين عن تعاطي الربا مع التوبيخ بما كانوا عليه في الجاهلية من تضعيفه، قال ابن كثير: كانوا في الجاهلية إذا حلّ أجل الدين يقول الدائن: إمّا أن تَقْضي وإمّا أن تُرْبي! فإن قضاه وإلاَّ زاده في القدر وهكذا كلّ عام فربما تضاعف القليل حتى يصير كثيراً مضاعفاً ثم قال تعالى امرا عباده المؤمنون بأن يتقوا عذابه بترك ما نهى عنه ليكونوا من الفائزين و احذروا نار جهنم التي هيئت للكافرين و أطيعوا الله ورسوله لتكونوا من الأبرار الذين تنالهم رحمة الله. بادروا إِلى ما يوجب المغفرة بطاعة الله وامتثال أوامره وإِلى جنة واسعة عرضها كعرض السماء والأرض والغرض بيان سعتها فإِذا كان هذا عرضها فما ظنك بطولها؟ هيئت للمتقين لله الذين يبذلون أموالهم في اليسر والعسر، وفي الشدة والرخاء يمسكون غيظهم مع قدرتهم على الانتقام و يعفون عمن أساء إِليهم أو ظلمهم والله يحب المتصفين بتلك الأوصاف الجليلة والذين ارتكبوا ذنباً قبيحاً كالكبائر بإِتيان أي ذنب ثم تذكروا عظمة الله ووعيده لمن عصاه فأقلعوا عن الذنب وتابوا وأنابوا و لا يغفر الذنوب إِلا الله فإِن عفوه تعالى أجل ورحمته أوسعو لم يقيموا على قبيح فعلهم وهم عالمون بقبحه بل يقلعون ويتوبون فالموصوفون بتلك الصفات الحميدة جزاؤهم وثوابهم العفو عما سلف من الذنوب والجنات نعم الجنة جزاءً لمن أطاع الله. ثم ذكر تعالى تتمة تفصيل غزوة أُحد بعد تمهيد مبادئ الرشد والصلاح فقال قد مضت سنة الله في الأمم الماضية بالهلاك والاستئصال بسبب مخالفتهم الأنبياء فامشو في الارض و تعرفوا أخبار المكذبين وما نزل بهم لتتعظوا بما ترون من آثار هلاكهم و هذا القرآن فيه بيانٌ شاف للناس عامة وهداية لطريق الرشاد وموعظة وذكرى للمتقين خاصة، ، ثم أخذ يسليهم عمّا أصابهم من الهزيمة في وقعة أُحد فقال لا تضعفوا عن الجهاد ولا تحزنوا على ما أصابكم من قتلٍ أو هزيمة وأنتم الغالبون لهم المتفوقون عليهم فإِن كانوا قد أصابوكم يوم أُحد فقد أبليتم فيهم يوم بدر إِن كنتم حقاً مؤمنين فلا تهنوا ولا تحزنوا وإِن أصابكم قتلٌ أو جراح فقد أصاب المشركين مثل ما أصابكم وتلك الأيام دول، يوم لك ويوم عليك، ويوم تُساء ويوم تُسر ذلك ليمتحنكم فيرى من يصبر عند الشدائد ويميز بين المؤمنين والمنافقين وليكرم بعضكم بنعمة الشهادة في سبيل الله لا يحب المعتدين ومنهم المنافقون الذين انخذلوا عن نبيه يوم أُحد . ولينقي المؤمنين ويطهرهم من الذنوب ويميزهم عن المنافقين

ثم قال هل تظنون يا معشر المؤمنين أن تنالوا الجنة بدون ابتلاء وتمحيص؟ ولما تجاهدوا في سبيله فيعلم الله جهادكم وصبركم على الشدائد؟ قال الطبري المعنى: أظننتم يا معشر أصحاب محمد أن تنالوا كرامة ربكم ولمّا يتبين لعبادي المؤمنين المجاهدون منكم في سبيل الله والصابرون عند البأس على ما ينالهم في ذات الله من ألم ومكروه!! .

و كنتم تتمنون لقاء الأعداء لتحظوا بالشهادة من قبل أن تذوقوا شدته، وقد رأيتموه بأعينكم حين قُتل من إِخوانكم وشارفتم أن تقتلوا، ونزل لما أشاع الكافرون أن محمداً قد قتل وقال المنافقون: إِن كان قد قتل تعالوا نرجع إِلى ديننا الأول و ليس محمد إِلا رسول مضت قبله الرسل، والرسل منهم من مات ومنهم من قُتل أفإِن أماته الله أو قتله الكفار ارتددتم كفاراً بعد إِيمانكم؟ ومن يرتد عن دينه فلا يضر الله، وإِنما يضر نفسه بتعريضها للسخط والعذاب ويثيب الله المطيعين وهم الذين ثبتوا ولم ينقلبوا.

ثم أخبر تعالى أنه جعل لكل نفسٍ أجلاً لا يتقدم ولا يتأخر الا بإِرادته ومشيئته فقد كتب لكل نفسٍ أجلها كتاباً مؤقتاً بوقت معلوم لا يتقدم ولا يتأخر، والغرض تحريضهم على الجهاد وترغيبهم في لقاء العدو، فالجبنُ لا يزيد في الحياة، والشجاعة لا تنقص منها، والحذر لا يدفع القدر والإِنسان لا يموت قبل بلوغ أجله وإِن خاض المهالك واقتحم المعارك أومن أراد بعملهِ أجر الدنيا أعطيناه منها وليس له في الآخرة من نصيب، وهو تعريض بالذين رغبوا في الغنائم، فبيّن تعالى أن حصول الدنيا للإِنسان ليس بموضع غبطة لأنها مبذولة للبر والفاجر ومن أراد بعمله أجر الآخرة أعطيناه الأجر كاملاً.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بوركت غاليتي بسمله..

قرأت بعض الشئ من تلخيصك ..

صراحة مفيد جداا ورائع..

ولى عودة باذن الله لإكمال الباقي

 

جزاكن الله خير الجزاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

معكن يا أخوات

 

لكننى للأسف لم أستطيع التلخيص هذا الإسبوع

 

اعذرونى أخواتى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

* يخبر تعالى ان نصره عباده المؤمنين لأحد أمرين إما *أن يقطع جانبا من الذين كفروا وركنا من أركانهم فيقوى بذلك المؤمنين ويذل الكافرون.*الأمر الثانى أن يريد الكافرون بقةتهم وكثرتهم طمعا فى المؤمنين ويبذلوا قواهم وأموالهم طلبا فى ذلك فينصر الله المؤمنين عليهم ويردهم خائبين لم ينالوا مقصودهم.

*لما جرى لنبى الله ما جرى فشجت رأسه وكسرت رباعيته قال كيف يفلح قوما شجوا نبيهم وجعل يدعوا على رؤساء من المشركين فأنزل الله على رسوله نهيا عن الدعاء عليهم باللعنة أو الطرد (ليس لك من الأمر شىء) إنما عليك البلاغ وإرشاد الخلق والحرص على مصالحهم وأنما الأمر لله تعالى هو الذى يهدى من يشاء ويضل من يشاء وأسند التوبة إليه فانعمة محض فضل منه على عبده ولما ذكر العذاب ذكر ظلمهم الموجب لذلك.

* ولله مافى السموات وما فى الأرض من الملائكة والإنس والجن والحيوانات والأفلاك والجمادات كلها وجميع مافى السموات والأرض الكل ملك لله مدبرون متصرف فيهم تصرف المماليك وهم دائرون بين مغفرته وعذابه فيهدى من يشا للإسلام فيغفر شركه ويمن عليه بترك العصيان وويعذب من يشاء بأن يكله إلى نفسه الظالمة المقتضية لعمل الشر فيعمل الشر ويعذبه على ذلك والله غفور رحيم فيها أعظم بشارة أن رحمته غلبت غضبه.

*ينهى الله عباده المؤمنين عن الربا وعن أكله أضعافا مضاعفة تنبيها لشدة شناعته والحكمة من ان الله منعه لمافيه من الظلم وتركه من موجبات التقوى والفلاح متوقف على التقوى.ويأمرهم بترك ما يوجب دخول النار من الكفر والمعاصى على إختلاف درجاتها. وطاعة الله وطاعة الرسول من أسباب حصول الرحمة .

* ثم أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالمسارعة إلى مغفرته وإدراك جنته التى عرضها السموات والأرض فكيف بطولها التى أعدها الله للمتقين ووصفهم 1- ينفقون فى حال عسرهم ويسرهم

2-إذا حصل لهم من غيرهم أذية توجب غيظهم وهو امتلاء قلوبهم من الحنق الموجب للإنتقام بالقول أو الفعل فلا يعملون بالطباع البشرية بل يكظمون مافى القلوب من الغيظ.

3-يعفون عن الناس أى العفو عن كل من أساء إليهم بقول أو فعل والعفو أبلغ من الكظم لأنه تلرك المؤاخذة مع السماحة عن المسىء.

4-الإحسان وهونوعان الا حسان فى عبادة الخالق أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك والاحسان إلى المخلوق فهو إيصال النفع الدينى والدنيوى إليهم ودفع الشر الدينى والدينوى عنهم.

5- إذا صدر منهم أعمال سيئة كبيرة أو مادون ذلك بادروا إلى التوبة والإستغفار وذكروا ربهم وما توعدهم به العاصين ووعد به المتقين فاقلعوا عن الذنب وندموا عليه ولم يصروا على فعله.

أولئك المتصفون بتلك الصفات جزاؤهم مغفرة تزيل عنهم كل محذور وجنات فيها من النعيم المقيم لايحولون عنها ولايبغون عنها بدلا ونعم أجر العاملين عملوا لله قليلا فأجروا كثيرا.

 

سأكمل التلخيص لاحقا بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

*يعزى الله المؤمنين ويسليهم ويخبرهم أنه مضى قبلهم أجيال وأمم كثيرة امتحنوا وابتلى المؤمنين منهم بقتال الكافرين فلم يزالوا فى مداولة ومجاولة حتى جعل الله لهم العاقبة للمتقين والنصر لعباده المؤمنين وتكون عاقبة المكذبين العذاب الدنيوى قبل عذاب الآخرة .

*وحكمة الله التى يمتحن بها عباده ليتبين صادقهم من كاذبهم وماظهر للناس من عاقبة المكذبين دلالة لهم لتبين لهم الحق من الباطل وأهل السعادة من أهل الشقاوة وهدى وموعظة اللمتقين لأنهم هم المنتفعون بهذه الآيات فتهديهم إلى سبيل الرشاد وتعظهم وتزجرهم عن طريق الغى أما باقى الناس فهى بيان لهم لتقوم عليهم الحجة.

*يقول الله مشجعا لعباده المؤمنين ومقويا لعزائمهم لاتهنوا وتضعفوا فى أبدانكم ولا تحزنوا فى قلوبكم إذا أصابتكم المصيبة فإن الحزن فى القلوب والوهن على الأبدان زيادة مصيبة عليكم وعون لعدوكم عليكم ولا يليق بهم الوهن والحزن وهم الأعلون فى الإيمان ورجاء نصر الله وثوابه.

*ثم سلاهم بماحصل لهم من الهزيمة وبين الحكم المترتبة على ذلك 1 -فأنتم وإياهم قد تساويتم في القرح، ولكنكم ترجون من الله ما لا يرجون 2-أن هذه الدار يعطي الله منها المؤمن والكافر، والبر والفاجر، فيداول الله الأيام بين الناس، يوم لهذه الطائفة، ويوم للطائفة الأخرى؛ لأن هذه الدار الدنيا منقضية فانية، وهذا بخلاف الدار الآخرة، فإنها خالصة للذين آمنواو3-ليتبين المؤمن من المنافق؛ لأنه لو استمر النصر للمؤمنين في جميع الوقائع لدخل في الإسلام من لا يريده

4-اتخاذ الشهداء وهى منزلة عظيمة5- وليمحص الله الذين امنوا من ذنوبهم وعيوبهم ويمحق الكافرين واستئصالهم بالعقوبة.

*لاتظنوا أن تدخلوا الجنة دون مشقة واحتمال المكاره فى سبيل الله وابتغاء مرضاته فإن الجنة أعلى المراتب وكلما عظم المطلوب عظمت وسيلته والعمل الموصل إليه ثم وبخهم الله تعالى على عدم صبرهم بالرغم من تمنيهم الموت حين فاتتهم بدر فقد رأيتم ما تمنيتم بأعينكم فما لكم بترك الصبر؟

* محمد صلى الله عليه وسلم ماهو الا رسول من جنس الرسل الذين قبله لسوا بمخلدين وليس بقاؤهم شرطا فى امتثال أوامر الله

* أخبر تعالى أن النفوس جميعها متعلقة بآجالها بإذن الله وقدره وقضائه، فمن حتَّم عليه بالقدر أن يموت، مات ولو بغير سبب، ومن أراد بقاءه، فلو أتى من الأسباب كل سبب، لم يضره ذلك قبل بلوغ أجله.

 

اللهم اعفوا عن زللنا وخطانا والحمد لله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكنّ يا غاليات :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1- ضرورة محاربة الكافرين و إضعافهم

2- نهى الله تعالى عن أكل الرباو إلا سيكون الجزاء النار

3- ضرورة امتثال أوامر الله تعالى و أوامر النبي الكريم

4- المسارعة لطلب المغفرة من الله عز و جل

5- من أعمال المتقين: الإنفاق في السراء و الضراء ، كظم الغيظ ، العفو عن الناس ، الإحسان

6- الإحسان في عبادة الخالق بأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، والإحسان إلى المخلوق بإيصال النفع الديني و الدنيوي ، و دفع الشر بما في ذلك الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و غيرها

7- من يفعل سيئة ثم يسارع بالعودة إلى الله و طلَبَ منه المغفرة له يغفر له و يرزقه الجنة

8- يقوي الله تعالى من عزائم المؤمنين و يواسيهم بعد هزيمتهم في أحد و إنما هذا ابتلاء من عند الله ليتبين المؤمن من المنافق

9- ثم يوضح الله تعالى أن النبي صلى الله عليه و سلم وجوده ليس شرطا للعبادة و إنما عبادة الله واجبة في كل وقت

10- ثم يوضح الله تعالى أن لنفوس بيديه إذا جاء أجلها ماتت مهما حاولت الهروب من الموت و الله تعالى يجزي الشاكرين كل حسب عمله و شكره

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) ﴾

 

 

 

{ 146 - 148 } { وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } .

 

 

هذا تسلية للمؤمنين، وحث على الاقتداء بهم، والفعل كفعلهم، وأن هذا أمر قد كان متقدما، لم تزل سنة الله جارية بذلك، فقال: { وكأين من نبي } أي: وكم من نبي { قاتل معه ربيون كثير } أي: جماعات كثيرون من أتباعهم، الذين قد ربتهم الأنبياء بالإيمان والأعمال الصالحة، فأصابهم قتل وجراح وغير ذلك.

{ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا } أي: ما ضعفت قلوبهم، ولا وهنت أبدانهم، ولا استكانوا، أي: ذلوا لعدوهم، بل صبروا وثبتوا، وشجعوا أنفسهم، ولهذا قال: { والله يحب الصابرين } .

 

 

ثم ذكر قولهم واستنصارهم لربهم، فقال: { وما كان قولهم } أي: في تلك المواطن الصعبة { إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا } والإسراف: هو مجاوزة الحد إلى ما حرم، علموا أن الذنوب والإسراف من أعظم أسباب الخذلان، وأن التخلي منها من أسباب النصر، فسألوا ربهم مغفرتها.

 

 

ثم إنهم لم يتكلوا على ما بذلوا جهدهم به من الصبر، بل اعتمدوا على الله، وسألوه أن يثبت أقدامهم عند ملاقاة الأعداء الكافرين، وأن ينصرهم عليهم، فجمعوا بين الصبر وترك ضده، والتوبة والاستغفار، والاستنصار بربهم، لا جرم أن الله نصرهم، وجعل لهم العاقبة في الدنيا والآخرة، ولهذا قال: { فآتاهم الله ثواب الدنيا } من النصر والظفر والغنيمة، { وحُسن ثواب الآخرة } وهو الفوز برضا ربهم، والنعيم المقيم الذي قد سلم من جميع المنكدات، وما ذاك إلا أنهم أحسنوا له الأعمال، فجازاهم بأحسن الجزاء، فلهذا قال: { والله يحب المحسنين } في عبادة الخالق ومعاملة الخلق، ومن الإحسان أن يفعل عند جهاد الأعداء، كفعل هؤلاء الموصوفين (1) ثم قال تعالى:

__________

(1) في ب: "المؤمنين".

(1/151)

________________________________________

 

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) ﴾

 

 

{ 149 - 151 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ * سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ } .

 

 

 

وهذا نهي من الله للمؤمنين أن يطيعوا الكافرين من المنافقين والمشركين، فإنهم إن أطاعوهم لم يريدوا لهم إلا الشر، وهم [قصدهم] (1) ردهم إلى الكفر الذي عاقبته الخيبة والخسران.

 

ثم أخبر أنه مولاهم وناصرهم، ففيه إخبار لهم بذلك، وبشارة بأنه سيتولى أمورهم بلطفه، ويعصمهم من أنواع الشرور.

 

وفي ضمن ذلك الحث لهم على اتخاذه وحده وليا وناصرا من دون كل أحد، فمن ولايته ونصره لهم أنه وعدهم أنه سيلقي في قلوب أعدائهم من الكافرين الرعب، وهو الخوف العظيم الذي يمنعهم من كثير من مقاصدهم، وقد فعل تعالى.

 

وذلك أن المشركين -بعدما انصرفوا من وقعة "أحد" - تشاوروا بينهم، وقالوا: كيف ننصرف، بعد أن قتلنا منهم من قتلنا، وهزمناهم ولما نستأصلهم؟ فهموا بذلك، فألقى الله الرعب في قلوبهم، فانصرفوا خائبين، ولا شك أن هذا من أعظم النصر، لأنه قد تقدم أن نصر الله لعباده المؤمنين لا يخرج عن أحد أمرين: إما أن يقطع [ ص 152 ] طرفا من الذين كفروا، أو يكبتهم فينقلبوا خائبين، وهذا من الثاني.

 

 

ثم ذكر السبب الموجب لإلقاء الرعب في قلوب الكافرين، فقال: { بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا } أي: ذلك بسبب ما اتخذوا من دونه من الأنداد والأصنام، التي اتخذوها على حسب أهوائهم وإرادتهم الفاسدة، من غير حجة ولا برهان، وانقطعوا من ولاية الواحد الرحمن، فمن ثم كان المشرك مرعوبا من المؤمنين، لا يعتمد على ركن وثيق، وليس له ملجأ عند كل شدة وضيق، هذا حاله في الدنيا، وأما في الآخرة فأشد وأعظم، ولهذا قال: { ومأواهم النار } أي: مستقرهم الذي يأوون إليه وليس لهم عنها خروج، { وبئس مثوى الظالمين } بسبب ظلمهم وعدوانهم صارت النار مثواهم.

__________

(1) زيادة من هامش ب.

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ( 146 ) )

 

قوله تعالى : ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير ) قرأ ابن كثير " وكائن " بالمد والهمزة على وزن فاعل وتليين الهمزة أبو جعفر ، وقرأ الآخرون " وكأين " بالهمز والتشديد على وزن كعين ، ومعناه : وكم ، وهي كاف التشبيه ضمت إلى أي الاستفهامية ، ولم يقع للتنوين صورة في الخط إلا في هذا الحرف خاصة ويقف بعض القراء على " وكأي " بلا نون والأكثرون على الوقوف بالنون قوله ( قاتل ) قرأ ابن كثير ونافع وأهل البصرة بضم القاف وقرأ الآخرون ( قاتل ) فمن قرأ ( قاتل ) فلقوله : ( فما وهنوا ) ويستحيل وصفهم بأنهم لم يهنوا بعدما قتلوا لقول سعيد بن جبير : ما سمعنا أن نبيا قتل في القتال ولأن ( قاتل ) أعم .

 

قال أبو عبيد : إن الله تعالى إذا حمد من قاتل كان من قتل داخلا فيه ، وإذا حمد من قتل لم يدخل فيه غيرهم ، فكان ( قاتل ) أعم .

 

ومن قرأ " قتل " ) فله ثلاثة أوجه : أحدها :

 

أن يكون القتل راجعا إلى النبي وحده ، فيكون تمام الكلام عند قوله " قتل " ويكون في الآية إضمار معناه : ومعه ربيون كثير ، كما يقال : قتل فلان معه جيش كثير أي : ومعه .

 

والوجه الثاني : أن يكون القتل نال النبي ومن معه من الربيين ويكون المراد : بعض من معه ، تقول العرب قتلنا بني فلان وإنما قتلوا بعضهم ويكون قوله ( فما وهنوا ) راجعا إلى الباقين . [ ص: 117 ]

 

والوجه الثالث : أن يكون القتل للربيين لا غير .

 

وقوله ( ربيون كثير ) قال ابن عباس ومجاهد وقتادة : جموع كثيرة ، وقال ابن مسعود : الربيون الألوف ، وقال الكلبي الربية الواحدة : عشرة آلاف ، وقال الضحاك : الربية الواحدة : ألف ، وقال الحسن : فقهاء علماء وقيل : هم الأتباع والربانيون الولاة ، والربيون الرعية ، وقيل : منسوب إلى الرب وهم الذين يعبدون الرب ، ( فما وهنوا ) أي : فما جبنوا ، ( لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا ) عن الجهاد بما نالهم من ألم الجراح وقتل الأصحاب . ( وما استكانوا ) قال مقاتل : وما استسلموا وما خضعوا لعدوهم وقال السدي : وما ذلوا قال عطاء وما تضرعوا وقال أبو العالية : وما جبنوا ولكنهم صبروا على أمر ربهم وطاعة نبيهم وجهاد عدوهم ، ( والله يحب الصابرين ) .

التفسير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جزاكن الله خيرا كل خير

 

معكن بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) ﴾

 

 

 

{ 152 } { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } .

 

 

أي: { ولقد صدقكم الله وعده } بالنصر، فنصركم عليهم، حتى ولوكم أكتافهم، وطفقتم فيهم قتلا حتى صرتم سببا لأنفسكم، وعونا لأعدائكم عليكم، فلما حصل منكم الفشل وهو الضعف والخور { وتنازعتم في الأمر } الذي فيه ترك أمر الله بالائتلاف وعدم الاختلاف، فاختلفتم، فمن قائل نقيم في مركزنا الذي جعلنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قائل: ما مقامنا فيه وقد انهزم العدو، ولم يبق محذور، فعصيتم الرسول، وتركتم أمره من بعد ما أراكم الله ما تحبون وهو انخذال أعدائكم؛ لأن الواجب على من أنعم الله عليه بما أحب، أعظم من غيره.

فالواجب في هذه الحال خصوصًا، وفي غيرها عموما، امتثال أمر الله ورسوله.

 

{ منكم من يريد الدنيا } وهم الذين أوجب لهم ذلك ما أوجب، { ومنكم من يريد الآخرة } وهم الذين لزموا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبتوا حيث أمروا.

 

{ ثم صرفكم عنهم } أي: بعدما وجدت هذه الأمور منكم، صرف الله وجوهكم عنهم، فصار الوجه لعدوكم، ابتلاء من الله لكم وامتحانا، ليتبين المؤمن من الكافر، والطائع من العاصي، وليكفر الله عنكم بهذه المصيبة ما صدر منكم، فلهذا قال: { ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين } أي: ذو فضل عظيم عليهم، حيث منَّ عليهم بالإسلام، وهداهم لشرائعه، وعفا عنهم سيئاتهم، وأثابهم على مصيباتهم.

ومن فضله على المؤمنين أنه لا يقدّر عليهم خيرا ولا مصيبة، إلا كان خيرا لهم. إن أصابتهم سراء فشكروا جازاهم جزاء الشاكرين، وإن أصابتهم ضراء فصبروا، جازاهم جزاء الصابرين.

(1/152)

________________________________________

 

 

 

﴿ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) ﴾

 

 

 

{ 153 - 154 } { إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } .

 

 

 

يذكرهم تعالى حالهم في وقت انهزامهم عن القتال، ويعاتبهم على ذلك، فقال: { إذ تصعدون } أي: تجدون في الهرب { ولا تلوون على أحد } أي: لا يلوي أحد منكم على أحد، ولا ينظر إليه، بل ليس لكم هم إلا الفرار والنجاء عن القتال.

 

والحال أنه ليس عليكم خطر كبير، إذ لستم آخر الناس مما يلي الأعداء، ويباشر الهيجاء، بل { الرسول يدعوكم في أخراكم } أي: مما يلي القوم يقول: "إليَّ عباد الله" فلم تلتفتوا إليه، ولا عرجتم عليه، فالفرار نفسه موجب للوم، ودعوة الرسول الموجبة لتقديمه على النفس، أعظم لَوْمًا بتخلفكم عنها، { فأثابكم } أي: جازاكم على فعلكم { غما بغم } أي: غما يتبع غما، غم بفوات النصر وفوات الغنيمة، وغم بانهزامكم، وغم أنساكم كل غم، وهو سماعكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد قتل.

 

 

ولكن الله -بلطفه وحسن نظره لعباده- جعل اجتماع هذه الأمور لعباده المؤمنين خيرا لهم، فقال: { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } من النصر والظفر، { ولا ما أصابكم } من الهزيمة والقتل والجراح، إذا تحققتم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل هانت عليكم تلك المصيبات، واغتبطتم بوجوده المسلي عن كل مصيبة ومحنة، فلله ما في ضمن البلايا والمحن من الأسرار والحكم، وكل هذا صادر عن علمه وكمال خبرته بأعمالكم، وظواهركم وبواطنكم، ولهذا قال: { والله خبير بما تعملون } .

 

 

ويحتمل أن معنى قوله: { لكيلا [ ص 153 ] تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم } يعني: أنه قدَّر ذلك الغم والمصيبة عليكم، لكي تتوطن نفوسكم، وتمرنوا على الصبر على المصيبات، ويخف عليكم تحمل المشقات:

(1/152)

________________________________________

 

 

 

﴿ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) ﴾

 

 

 

{ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } .

 

 

 

{ ثم أنزل عليكم من بعد الغم } الذي أصابكم { أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم } .

 

 

ولا شك أن هذا رحمة بهم، وإحسان وتثبيت لقلوبهم، وزيادة طمأنينة؛ لأن الخائف لا يأتيه النعاس لما في قلبه من الخوف، فإذا زال الخوف عن القلب أمكن أن يأتيه النعاس.

 

وهذه الطائفة التي أنعم الله عليها بالنعاس هم المؤمنون الذين ليس لهم هم إلا إقامة دين الله، ورضا الله ورسوله، ومصلحة إخوانهم المسلمين.

وأما الطائفة الأخرى الذين { قد أهمتهم أنفسهم } فليس لهم هم في غيرها، لنفاقهم أو ضعف إيمانهم، فلهذا لم يصبهم من النعاس ما أصاب غيرهم، { يقولون هل لنا من الأمر من شيء } وهذا استفهام إنكاري، أي: ما لنا من الأمر -أي: النصر والظهور- شيء، فأساءوا الظن بربهم وبدينه ونبيه، وظنوا أن الله لا يتم أمر رسوله، وأن هذه الهزيمة هي الفيصلة والقاضية على دين الله، قال الله في جوابهم: { قل إن الأمر كله لله } الأمر يشمل الأمر القدري، والأمر الشرعي، فجميع الأشياء بقضاء الله وقدره، وعاقبة (1) النصر والظفر لأوليائه وأهل طاعته، وإن جرى عليهم ما جرى.

 

 

{ يخفون } يعني المنافقين { في أنفسهم ما لا يبدون لك } ثم بين الأمر الذي يخفونه، فقال: { يقولون لو كان لنا من الأمر شيء } أي: لو كان لنا في هذه الواقعة رأي ومشورة { ما قتلنا هاهنا } وهذا إنكار منهم وتكذيب بقدر الله، وتسفيه منهم لرأي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأي أصحابه، وتزكية منهم لأنفسهم، فرد الله عليهم بقوله: { قل لو كنتم في بيوتكم } التي هي أبعد شيء عن مظان القتل { لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم } فالأسباب -وإن عظمت- إنما تنفع إذا لم يعارضها القدر والقضاء، فإذا عارضها القدر لم تنفع شيئا، بل لا بد أن يمضي الله ما كتب في اللوح المحفوظ من الموت والحياة، { وليبتلي الله ما في صدوركم } أي: يختبر ما فيها من نفاق وإيمان وضعف إيمان، { وليمحص ما في قلوبكم } من وساوس الشيطان، وما تأثر عنها من الصفات غير الحميدة.

 

 

{ والله عليم بذات الصدور } أي: بما فيها وما أكنته، فاقتضى علمه وحكمته أن قدر من الأسباب، ما به تظهر مخبآت الصدور وسرائر الأمور.

 

 

__________

 

 

(1) في ب: وعاقبته

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لى عودة للقرآءة بإذن الله

تم تعديل بواسطة هدوء الفجر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

متابعة معك جزاك الله خيرا حبيبتى أنين امة

سلامى الى حبيبتى بسملة النور

لى عودة للقرآءة بإذن الله

إن شاء الله تعودى حبيبتى هدوء فجر بارك الله فيك ويسر لك المتابعة دوما أحبك فى الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاكم الله خيرا...

متابعه معكن بإذن الله...

 

الحبيبة (راجية الصحبة):

أشكرك جزيل الشكر غاليتي ..

والحمدلله قرأت ومتابعه معكن..

وفقكِ الله لما يحب ويرضى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×