اذهبي الى المحتوى
خُـزَامَى

دعوني أرحل [قصة واقعية مؤثرة]

المشاركات التي تم ترشيحها

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

أتعجب حقا من صبر هذه المرأة على هذا الزوج وأفكاره الباطلة

الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

 

أتابع معكِ بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

:: الجزء العشرون ::

((الدواء الفعّال))

 

 

 

 

طرق الباب .. تصنعت النوم فلم أجب .. تواصل الطرق ! .. لا أريد الصدام معه أو إغضابه أكثر من ذلك .. لا قوة لي في المزيد من الجدل والنقاش !! ..

أدار مقبض الباب ففتحه .. توقعته هو .. ولكني أخطأت في توقعي .. إنها والدته !!!

 

اعتدلتُ جالسة .. أضأت المصباح الخافت .. أجلستها .. ابتسمت لها .. إنها تحمل شيئاً ما في يدها !! .. ماذا أيضاً ؟!!

سألتني بتشكك :

ـ ألم تنامي بعد ؟ .. ما الذي يؤرقك ؟ .. يكاد الفجر أن ينسج خيوط ضوئه لينير أرجاء الكون !

 

استغربتُ اهتمامها بأرقي وقلة نومي ! .. ثم من حديثها العذب ! .. فقلت ببراءة :

ـ لا شي البتة يا خالتي ! .. هرب النوم عن أجفاني فقط لا غير ! .. ولكني سأحاول النوم علّي أفلح !!

 

قالت في محاولة جادة للتأثير علي :

ـ لديّ دواء لك ! .. ما رأيك بأن تجربيه ؟ .. إنه جد مؤثر وفعّال !

 

كانت تبدو وديعة مما جعل تعجبي منها يتلاشى بسرعة .. فقلت :

ـ حقاً ؟! .. وما دواؤك ؟!

 

رفعت يديها أمام عيني .. وقدّمت لي قماشاً ملفوفاً بحجم يصغر حجم البيضة قليلاً .. محشواً في داخله بشي يميل إلى الصلابة نوعاً ما ! ..

تسمّرت نظراتي في هذه القطعة .. تحوّلت أنفاسي إلى تنهيدة طولية ! .. ثم انتقلت عيناي بتلقائية إلى عينيها الغائرتين ثم إلى ذقنها الذي امتلأ بشتى رسوم الوشم !! .. فتحت فاهي لأسألها عن الدواء الذي وصفته لي ! .. فتداركت استغرابي وقالت تصطنع البساطة :

ـ هل تعلمين أن هذه التميمة بحوزتي منذ ما يربو على العشرين عاماً ؟

 

اتسعت حدقتاي وأنا أهتف :

ـ تميمة ؟!!!! .. هل هذا هو الدواء ؟!

 

أجابت بحماس :

ـ نعم .. نعم تستطيعين تعليقها على نحرك أو على عضدك أو وضعها بين ثيابك أو في فراشك .. وأعدكِ بأن أعمل لكِ واحدة تخصك وحدك وباسمـــك !

 

ـ لي أنا ؟ .. وباسمي ؟!

 

اعتدلت في جلستها ثم قالت :

ـ نعم نعم .. إنها تدفع الضر والحسد والعين والسحر وتجلب لك النفع وتشفي من الأمراض .. كما أنها تساعد على النجاح وترد كيد الأعداء ..

 

عدتُ إلى الواقع .. ما زلت تحت تأثير كلامها الغريب ! .. فسألتها :

ـ وهل تفعل التميمة كل هذا يا خالتي ؟!! .. أوه لا أصدق !! .. إذن فهي مفيدة جداً !!!

 

أجابت بسرعة :

ـ بالطبع بالطبع مفيدة جداً .. ألا ترين جميع أبنائي وبناتي يعلقونها على أعضادهم .. وعلى نحورهم !! .. إنها هي التي تحميهم وتذود عنهم .. نحن لا نتركها أبداً !!

 

ابتسمتُ باهتمام :

ـ أخبرني يا خالتي عن محتوى هذه التميمة حتى يكون لها كل هذا المفعول !!!

 

ضحكت بملء فمها وقالت وهي تضرب كفاً بكف :

ـ سؤالك أعجبني .. يا عزيزتي .. تُكتب فيه أدعية نبوية شريفة مع شي من القرآن الكريم ………...

قاطعتها باستغراب :

ـ أدعية نبوية وقرآن كريم ؟!! .. أليس ذلك امتهان لها ؟ .. فالمرء يحملها ـ على حد قولك ـ في كل مكان !! .. إذاً ستكون معه أيضاً حين قضاء حاجته واستنجائه ..و ..

 

بلعت ريقها بصعوبة وتابعت في تجاهل لسؤالي :

ـ أيضاً يكتب فيها توسّل بالأولياء والصالحين .. كما تحتوي أيضاً على أسماء النبي صلى الله عليه وسلم .. وترسم فيها بعض النجوم وبها كلام بغير لغة العرب ..

 

توقفت أنفاسي وجف حلقي .. بدا عقلي وكأنه سيتّقد .. رمقتها بنظرة فاحصة ثم قلت :

ـ هل ما تقولينه صحيح يا خالتي ؟! .. وهل تريدين مني بعد كل ما ذكرت أن آخذها ؟ .. أو حتى أعتقد في نفعها ؟!!!

 

تلاشت ابتسامتها وانعقد حاجباها ..

ـ ماذا تقصدين ؟! .. إنها آمن وسيلة لحياة سعيدة وأفضل علاج للقلق والهم .. ضعيها تحت وسادتك وسترين .. إنها .. دخل الزوج في هذه الأثناء بخطوات وئيدة وكأنه يستمع إلى حديثنا ! .. ووضع يده على كتف والدته يطمئنها .. ونظراته تعصف بي ..

 

ـ ستأخذها يا أمي فلا تبالي .. وستضعها تحت وسادتها أو في أي مكان تريدين ! .. وإن لم تفعل فسأعرف أنا كيف أجعلها تفعل .. لا تقلقي يا أمي !!!

 

نهضت واقفة وقد عادت ملامح السعادة إلى وجهها :

ـ حسناً .. أتمنى لكِ نوماً هنيئاً برفقتها .. حافظي عليها جيداً .. إنها سبب حفظنا جميعاً .. تصبحـون على خـير ..

ثم .. وضعتها في يدي وضغطت بها باهتمام في كفي .. ثم .. خرجت !!!!

 

تقدم الزوج إلي بتحد ومد يده ليأخذها وأنا مشدوهة .. فناولته إياها ! .. مشى متعمداً بكل امتهان وزهو ووضعها تحت وسادتي .. ثم .. ثم رفع سبابته متوعداً :

ـ إياك ثم إياك أن تخرجيها من تحت الوسادة !! .. علّها تنفع في دفع الحسد والعين التي بيننا !!!

ثم ألقى بجسده على الفراش .. ونـــام .. فوقفت أتهادى من فرط الحسرة !! .. أي عين وأي حسد ؟ إنه واهم !! .. يعلّل الأمر بهما وما هو إلا خلاف عقائدي ديني قوي فحسب !!!

 

أطفأت الضوء .. دسست يدي تحت الوسادة .. أمسكت بها بعنف .. كم أخافها !! سأخرجها دون علمه .. وأضعها في أي مكان حتى الصباح .. وما كدت أفعل حتى ارتفع صوته يخترق الفضاء :

ـ أعيديها إلى مكانها .. وكفّي عناداً .. وإلا أرغمتك على تعليقها على نحرك !!!!

 

شهقتُ من الخـوف .. لم أتحدث .. وضعتها في مكانها .. فاضت عيناي بالدمع الغزير .. حتى اغرورقت وسادتي وأنا أكتم الأنين .. مضت ســاعة !! .. إنه لا يتحرك ! ..

 

لزمت الهدوء .. سمعت أنفاسه تنتظم .. إنه دليل قوي على نومه .. أخرجتُها برعب .. وضعتها في أحد الأدراج بجانبي .. ثم افترّت شفتاي عن ابتسامة ارتياح .. فغرقتُ في نوم عميق بعيداً عن الخزعبلات .. وقبل استيقاظه أعدتها تحت وسادتي .. و .. نهضــــت

 

 

 

يتـــــــبع ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا حول ولا قوة الا بالله

 

لماذا كل هذا الصبر من تلك المرأة

 

انا مستغربة صبرها جدا على كل هذا

 

واحدة تانية كانت هربت منهم ونفدت بدينها منهم

 

متابعين معكي زهورة حتى نعرف النهاية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا حول ولا قوى الا بالله

اعلم ان الصوفية فرق ولكن لم لكن اعلم ام فيهم قرقة كهذه :oops:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا تتاخري علينا يا اختي الغالية زهرة الخزامئ :mrgreen:

انا هنا متذ مدة طويلة اقرا القصةانتظر البفية بشوق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

:: الجزء الواحد والعشرون ::

((صراع الحق والباطل))

 

 

 

 

في أحد الأيام جاء أخوه الذي يدرس في المرحلة الإعدادية وعلامات الحيرة والشك تبدو على محيّــــــاه !! .. لفتني منظره وارتباكه ..

 

كانت الأم تجلس بجانب جهاز التسجيل تستمع إلى أحد أولياء الصوفية وقد خفضت الصوت .. بينما جلس الزوج وأخته يطلعان بعض الصحف والمجـلات .. أما أنا فأخذت أسّرح شعر الطفلة الصغرى وأداعبها ..

 

ألقى الصبي بحقيبته على الأرض بصورة أثارت دهشتنا جميعاً !!! .. فبادرت الأم بسؤاله :

ـ ما بك يا بني ؟ .. لم أنت مستاء ؟! .. هل حدث لك مكروه ؟

 

تأفف الصبي وألقى بجسده على الأريكة .. بينما ترك الزوج الصحيفة ونظر إلى أخيه باستغراب فسأله :

ـ ماذا حدث ؟! .. ما بك ؟!! .. هل تشاجرت مع أحد رفاقك ؟!

 

تركزت أنظارنا عليه .. فقال أخيراً بنفاذ صبر وحيرة :

ـ أشعر بأني أعيش في تناقض تام مع نفسي .. وفي صراع دائم معكم ومع مدرستي للمواد الدينية !!! .. هناك اختلاف كلّي بين كل منكما !! .. أنا في حيرة !! .. ماذا أفعل ؟! .. لم أعد أستطيع الاستيعاب !!!

 

نهض الزوج بسرعة وجلس بجانب أخيه واحتضنه بقوة ثم قال :

ـ وما الذي جعلك في حيرة من أمرك يا صغيري ؟ .. أخبرني ..

 

هز كتفيه .. ثم قال بشرود :

ـ هل والد الرسول صلى الله عليه وسلم مات كافراً ؟ وهل هو في النار ؟!

 

ثار الزوج وزمجرت الأم وصعقت الأخت !! .. ما هذه الأسئلة ؟!!!!!!

 

أجاب الزوج غاضباً :

ـ ماذا تقول ؟!! .. تباً لهؤلاء الكفرة الوهّابين !! .. هؤلاء الضالين ! .. قاموا بتكفير والد الرسول أيضاً ؟! .. عليهم اللعنـة !!!

 

أردفت الأم بسرعة :

ـ قاتلهم الله ! .. إنهم لا يحبون الرسول الكريم فيتقوّلون عليه الأقاويل ! .. كل هذا هراء وأباطيل يا بني فلا تصدقهم لا تصدقهم .. تباً لهم !!

 

قال الصبي ببراءة :

ـ ولكن المعلم حدثنا عن ذلك بقوله : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : أين أبي ؟ قال له ( في النار ) فلما ولّى الرجل قال له الرسول عليه الصلاة والسلام " يا هذا أقبل أبي وأبوك في النار " ..

فما مدى صحة هذا الحديث إذاً ؟!!

 

وقفت الأم بتثاقل تحمل جسدها الثقيل وهي تحتضن ولدها :

ـ كل هذا هراء يا بني فلا تصدق .. إنما مات مؤمناً ! .. ولكن هؤلاء الكفار الوهابين يشوهون دائماً صورة النبي عليه الصلاة والسلام في أعين الناس !! .. فعلينا الحذر منهم دائماً ومحاربتهم بل ومقاطعتهم !!

 

وفجـــــأة ! .. تذكروا وجودي بينهم فحدّقوا في بنظراتهم الحاقدة .. وكادوا يلتهمونني !! ..

 

فسألني الصبي رأي فيما قيل .. فوقفتُ أبتلع ريقي وشعرت بنظرات الزوج المتوعدة فاستحثني الصب على الإجابة .. لا بد إذاً أن أقول الحقيقة .. لن أكذب !! .. فقلت وأنا أسترجع أنفاسي :

ـ لا .. لا أعلم .. ولكن .. ولكن أعتقد أن هذا الحديث .. صحيح رواه مسلم !!!!! …… و …….

 

أمسك الزوج بتلابيبي حينها وألقى بي على الأريكة وهو يزمجر :

ـ صمتاً .. صمتاً .. لا تفسدي أفكار الصبي !! إنك تكذبين ! .. لا أريد سماع ذلك مرة أخرى ..إنك تتبعين ذلك الوهابي الكافـر .. سيرديكِ في جهنم أنت وزمرته !!

 

تدارك الصبي الموقف فسأل الزوج تغييراً للموضوع :

ـ لماذا يقول المعلم أن الرسول بشر خلق من طين ؟!! .. ألم يخلق من نور وجه الله ؟! .. لقد قلت لي يا أخي إنه خلق من نور الله وأن هذا الحديث صحيح !!! .. ولكن المعلم يؤكد أن هذا الحديث مكذوب على رسول الله ولا أصل له في كتب الحديث المعتبرة !!!

 

آه ما آسعدني !! .. لقد أشفى هذا الصبي غليلي ! .. انبسطت ملامح وجهي بعد العاصفة الهوجاء !! .. ولكن الزوج زجر أخاه بعنف :

ـ لا تستمع لكلامهم ! .. فأحاديثهم هي المكذوبة .. ومذهبهم هو الزائف ! .. وحياتهم حياة كفر وضلال وفسق !! .. وثق دائماً بصحة ما تتعلمه منا نحن .. لا تكن كسواك !!

 

فنظر إلي حاقداً غاضباً .. وأخذ الصبي معه إلى الحجرة التالية !! .. تبعته أمه وأخته بسرعة .. يريدون إغراق هذا البريء فيما هم فيه غارقون !! ..

 

وقفتُ .. ذهبت إلى الحديقة وعيناي تشّعان حبوراً وسروراً .. لا بد للحق يوماً أن ينجلي ولو على يد هذا الصبي الصغير !! ..

 

عدت إلى الصالة وقد عادوا إليها قبلي ! .. الكل قد لفّـه الصمت والوجوم .. وهم يفكّرون في الحقائق القوية القادمة إليهم من ………… الوهّـابيـن !!!!

 

 

 

يتـــــــبع ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

:: الجزء الثاني والعشرون ::

((قرار التحدّي))

 

 

 

 

 

وفي المســاء .. أغلقت حجرتي وهبطت إلى الأسفل بعد أن انتهى الزوج من ارتداء ثيابه استعداداً للذهاب إلى وليمة قريبه الخائـن ! .. وقد جزمت في قرارة نفسي أن أرفض طلب الدخول إلى الرجال الذي سيجتمعون اليوم وكل يوم مع النساء .. ولو كلّفني ذلك حياتي !! .. فليقتلني إن شاء !! .. فليصلبني إن أراد !! .. لا رجعة في قراري !!

 

قُدّم الطعام في ذلك المجلس الذي خلا من اللباقة والأدب والاحترام !! ..

 

وعللتُ عدم دخولي إليهم منذ البداية بأني منشغلة مع النسوة في إعداد هذا الطعام !! .. ثم اجتمعت النساء بالرجال فسمعت بعضاً من الأحاديث الجوفاء المتبادلة !! .. وترددت في مسامعي صدى الضحكات الخرقاء المتعالية !! .. وبعضاً من الطرائف والنوادر السخيفة !!

 

أما أنا !! .. فقد قبعت كطائر أسير في إحدى الغرف مصيري المجهول خلال الثواني الباقيات !!!

 

ابتهلت إلى الله أن يكون خير معين لي على قراري .. ووالله ما عشت قط موقفاً أقسى ولا أعنف من موقف تلك الليلة التي خفت فيها وروّعت منه .. و … منهم !!!

 

فجأة .. سمعت أصوات الجميع مع تباينها تسأل عني وتنادي ! ……. لفّني الصمت واكتنفتني الرهبة وأطبقا على قلبي !! .. فشعروا جميعاً بأنني أمتنع عنهم .. فتبادلوا النظرات الغضبى .. ثم .. ركّزوا تلك السهام الحانقة على الزوج ينتظرون منه تفسيراً لما يجري !!

 

سرعان ما جاءت أمه إلي تركض وتطلب مني الانضمام إليهم .. فاعتذرت لها بأنني متوعّكة .. ثم أنني لم أعد أستطيع المجيء إليهم .. وتمنيت لها ولهم طعاماً هنيئاً ! .. وأني سألحق بالنسوة بعد ذهاب الرجال !

 

عبثاً حاولت تثنيني عن قراري ! .. فتغيرت تعبيرات وجهها عندما قالت :

ـ إن زوجك غاضب وأعصابه هائجة وكأنها بين أصابع الشيطان يعبث بها !! .. وأخشى أن يخطئ معك أمام الجميع !! .. استعيذي بالله من الشيطان وشاركينا المجلس والطعام ….

 

رفضت بأدب .. ورجوتها ألا ترغمني على ذلك فأنا ما خلقت لهذا أبداً !! .. ثم .. ذهبت تضرب كفاً بكف وتطلب الرقوة من أوليائها الأموات !! .. بينما دخلت أخته تقنعني بالدخول .. وأن التوتر يسود المكان !! .. والجميع بانتظاري .. فيجب ألا أفتعل مشكلة !!

 

أجابتها دمعاتي الحزينة وقلبي الذي كاد أن ينفطر خوفاً منهم ..

ـ لا أستطيع …. لا أستطيع الدخول على هؤلاء الرجال أبداً .. أنا أخاف من الله ! .. أخجل من الأمور التي تحدث بينكم فدعوني أرجوكم .. أتوسل إليكم لا تجبروني على الذنب والمعصية ! .. اتركوني سوف يطعمني الله ويسقيني برضاه ورحمته .. أنا لم أخلق لأخلع حيائي وخجلي بهذه الصورة البشعة .. !

 

يـا رب أين الزوج الملتزم ؟! .. الذي طالما حلمت به ! .. الذي طالما حلمت بأن يعايش واقعي ؟! ..

أين مؤدي الصلاة في المساجد ؟ .. أين الرجل الغيور الذي يغضب ويثور عندما يُعتدى على حد من حدود الله ؟ ..

أين الرجل الذي يرحمني ويقدّرني ؟ .. يرحم امرأة ضعيفة جُلّ طلبها منه أن يحفظها ويصونها عن أعين الرجال ؟ .. أين الرجل الذي يدفع حياته ثمناً للحفاظ على محارمه والخوف عليهم ؟! .. أين وأين ؟!

 

ربّــاه لقد ضاقت علي الأرض بما رحبت !! .. وعندما طال انتظارهم غير المتوقع لي .. غضبوا فقلبوا أواني الطعام رأساً على عقب ولم يتذوّقوا منه لقمة واحدة !

 

كل هذا وأنا أتهاوى كما ريشة ضعيفة رقيقة تعبث بها العواصف الهوجاء .. وكما طفل غريق تتقاذفه الأمواج في كل صوب واتجاه !! .. وحدي !! .. لحظات مرّت علي وأنا أسمع صراخهم وغيظهم وقد ملأ الأرض ! .. أيقنت خلالها أن كل فرد منهم قد حمل ساطوراً وسكيناً وهبّ لتشريحي وإذاقتي ألوان التنكيل والعذاب !!

 

بالطبــع .. فأنا أخالفهم ملة ومذهباً ! .. يا ويلتي ماذا هم بي فاعــلون ؟! .. رباه لا ملجأ لي منهم إلا إليك .. اللهم لا تكلني إلى نفسي أو إليهم طرفة عين ..

اللهم فكل هذا من أجل رضاك ومغفرتك .. اللهم قد ضاقت الدنيا بما اتسعت وشملت .. فاجعل لي من ضيقي فرجاً ومن همي وبلائي مخرجاً !!!!!!!

رباه رباه رباه .. الويل كل الويل لي ! سوف يتفنون في إيذائي .. فأنا وحدي وهم كثر !!

 

ثم ………. هاج المضيف الوغد بصوت عال بأقصى أنواع الغضب :

ـ دعـوها .. إنهم قوم يتطهرون !!! .. اتركوها تشبع من الطعام بمفردها !! .. نحن لا نرغب في الطعام .. نخشى أن تكون بنا نجاسة أو قذارة فنفسده .. فلا تستطيع هي أن تأكل الطعام!!

 

قام الرجال جميعاً من على المائدة وكأن غضب الدنيا يعبث بهم منّي !!! .. قرابة ثلاثة وعشر رجلاً وامرأة !! .. فخيّـم سكون معذّب قاتل على جميع أرجاء المنزل !!

 

خاطبت نفسي بما تبقّت لي من أنفاس :

ـ هل أخطأت ؟ .. هل أبادر بالاعتذار ؟! .. هل عملت منكراً عظيماً ؟! .. هل ارتكبت كبيرة لا تغتفر ؟!! .. من الذي يحق له العتبى والغضب ؟! .. بل والتحطيم والتدمير ؟!! ..

ما للموازين مضطربة ؟! .. أين الخطأ وأين الصواب ؟! ..

يا رب .. أنت تعلم أني أكابد من أجل إراحة ضميري ووازعي الديني .. أما هم فإنهم يكابدون من أجل نزواتهم ووازعهم الشيطاني !!

 

ربما أخطأت ! … لم أعد أعرف ! .. ماذا أفعل ؟ هل .. هل أهرب ؟! .. لقد فعلوا بي ما فعلوا ولم أرضخ ولكن الله يشهد أنه لم تتبقّ لي ذرة من مقاومة ! .. فهذه الأخيرة من نوعها .. فلا يمكن أن أصمد أكثر من ذلك ..

نعم .. أشعر بحناياي تضطرب .. وجوانحي تتأرجح .. و ..

 

سمعت صوت والدة الزوج .. وزوجة المضيف الوغد تنادياني بصوت وديع !! .. ولكنه مملوء بشتى صنوف الغيظ الممزوج بالرغبة القاتلة في السحق !! .. وبابتسامة كاذبة من كل منهما قالتا :

ـ تفضلي .. تناولي .. الطعام .. بالهناء .. والعافية ..

 

نظرتُ إلى الطعام المقلوب رأساً على عقب !! .. سرى الشلل البطيء في قدمي .. جلست ونظراتي المرتعبة وقلبي الذي ران عليه الانفطار ينتظران حكماً أكيداً بالإعدام !! .. فتبادلت المرأتان النظرة ذاتها وعلّقت المضيفــــة :

 

ـ ما السبب في اعتقادك يا أم …. في غضب الرجال بهذه الصورة الوحشية ؟! .. آه .. كم أحقد على صاحب السبب !! .. كنا جميعاً ننعم بالسعادة والبهجة ولم تحدث بيننا مشاحنات أو خلافات إلا منذ فترة وجيزة !! .. فما السبب يا ترى ؟! .. أهي عين أصابتنا ؟ .. أم تراها فتن وقلاقل زُرعت بيننا !! ..

من هو الذي قلب حياتنا وعبث بها ؟ .. من صاحب هذا العقل المتحجر الذي لا يلين ؟!!

 

أجابت الأم بغيظ مكظوم :

ـ نعم نعم .. الحق كل الحق معك .. كنا في سعادة غامرة .. ولا أعرف من صاحب هذه الفتن والمشاكل .. وليس لنا إلا ندعو عليه ليل نهار حتى يدفع ثمن ما نحن عليه !! .. قاتله الله !!

 

إنهم يقصدونني بلا شك !! .. أنا المعنيّة بكل ما تقولان !! .. لزمت الصمت .. ربي .. ديني .. أهلي .. كرامتي وكبريائي المنزوفتان المُراقتان !! .. وقاري وحشمتي وعفافي !!

 

صرخ الزوج بي أمام الجميع بعدما اجتمعوا معه لتفكيك ثقتي بما أعتقد :

ـ هيا انهضي .. سنذهب إلى المنزل الآن ونتفاهم هناك .. الويل لكِ .. لقد تخطيتي كل الحواجز والقيود !!

 

نظرتُ إلى القوم بتمهل وكأني أودعهم !! .. فرأيتُ الشماتة والتشفّي تتراقص بفرح على تعبيرات وجوههم !!

 

أدركتُ بفـرح أنه لا مجال إطلاقاً للاتفاق بيننا .. وعزمت في قرارة نفسي على الرحيل الأبدي !!

لكل إنسان طاقة .. وقد كُلفتُ معهم ما لا طاقة لي به .. لم أعد أطيق صبراً ! ..

تعبت وأنا أناضل .. هذا ليس ما أدين به !!

 

وقف الجميع في وجهي .. وأنا كالطائر الجريح كسير الجناح .. أقاتل وحدي ضد جوارح قوية متعاضــدة !!

 

 

 

يتـــــــبع ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

القصه حزينه ومشوقه

تعلمت منها الكثيـــــــــــــــــر

أكملي ياغاليه أسعدك الباري

ماعُدت أطيق الإنتظار

 

متابعه بشووووق

:mrgreen: :wub: :mrgreen:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

:: الجزء الثالث والعشرون ::

((مراوغات الفرار !))

 

 

 

 

 

 

عدت معه إلى المنزل .. وقد انهال علي توبيخاً طوال الطريق .. وأنني أفسدت بينهم جميعاً بعدم إطاعتهم فيما يعملون .. عدا عن أنني لا أطيعه هو وهو زوجي الذي يجب أن أرضيه وأخضع لأوامره !

 

فتجرأتُ أخيـراً وقلت :

ـ والله لو كانت طاعتك فيما تأمرني به واجبة مقابل معصية الله تعالى لما توانيت !! .. ولكنك تأمرني بالمنكرات والأباطيل وأنا أرفض طاعتك في ذلك .. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ! .. وأنا لست على استعداد لإغضاب الله تعالى أكثر من ذلك .. أرجوك .. افهمني .. وفكّر في الأمر مليّاً .. الحياة بيننا مستحيلة للغاية .. وأريد أن أعود إلى عائلتي بالحسنى !! .. والآن !!

 

رفض بشدة .. إنها نقطة ضعفه .. لا يستطيع تركي أبداً .. يا لها من كارثة .. ولكنه أدرك أن لا جدوى من إقناعي بالمكوث معه .. في هذا الوقت العصيب على الأقل .. ثم فكّر مليـاً وبصمت مطبق .. ولان أخيراً بعد النصلّب والإعصار فقال :

ـ هذا الموضوع تحدثنا فيه كثيراً .. ومهما بلغت هفواتك وكثرت زلاّتك لا مجـــال إطلاقاً للتنازل عنك .. وكُلّي أمل في أن يهديك الله إلى طريقنا الصحيح !!! .. ثم …

 

قاطعته بشدة قائلة :

- كــفى بالله عليك .. أنا لن أرضخ أبداً ولن أهتدي لطريقكـــم !!! ولكن .. ربما .. إذا وافقت لي بزيارة أهلي وتركت لي فرصة أعمق للتفكير .. حسناً .. أرجوك .. أطلب منك أسبوعاً واحداً فقط وأكتفي به .. ثم .. سوف أعود إليك سريعاً .. لن أتأخر عليك .. امنحني هذا الطلب أرجوك .. ألا تثق بي ؟!!

 

بالطبع كان غرضي هو الفرار الأبدي الذي لا عودة بعده .. ولكنني خفت من رفضه إن علم !

 

فقال بتشكك وتخـوّف

ـ قلت : لن تذهبي .. أخشى .. أخشى ألا تعودي !!!!

 

أجبته بسرعة أطمئنه ونيران الدنيا تستعر في صدري وأنا أبتسم ..

ـ قلت لك .. أسبوع واحد فقط .. اشتقت لأهلي كثيراً .. بالإضافة إلى أني أشعر بحاجة إلى الراحة والخلود حتى يتجدد ما بيننا .. سوف أعود إليك سريعاً صدقني .. وحتى تثق بكلامي فلن آخذ معي أي شي من متاعي .. فالمدة قصيرة جداً ولا تحتاج أبداً للمتاع !!

 

قال وهو يحاول تصديقي .. وقد بدت لهجة الاطمئنان في حديثه :

ـ لا أعرف ! .. أشعر بأني غير مطمئن .. ولكن .. حسناً .. هل تكفيك خمسة أيام فقط ؟!

 

أجبته متظاهرة بالقناعة والرضا …..

ـ وإن أردتها ثلاثة أيام فقط فلا بأس !!! .. هيا الآن أرجوك .. احجز مقعداً إلى بلادي بأسرع وقت .. حتى أعود إليك بأسرع وقت !!!

 

 

 

يتـــــــبع ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

:: الجزء الرابع والعشرون ::

((الرحيل الأبدي))

 

 

 

 

 

 

حجــز لي مقعداً منفرداً .. الإقلاع في العاشرة ليلاً .. والساعة الآن الثامنة .. لا وقت .. قبل أن يغيّر رأيه !!

 

قمت بإعداد نفسي بسرعة .. دخل ليستحم .. انتهزت الفرصة .. كتبت له أن الحياة بيننا مستحيلة .. منذ أن وقعت قدماي على هذه الأرض .. وأنني حاولت الإصلاح ففشلت !! .. وأنني لم أطق البقاء معه يوماً بعد أن علمت بخديعته لي ولأهلي في .. دينه !! ..

 

لا اتفاق بيننا من حيث الدين ولا الأخلاق ولا الحياة والعقيدة والعادات .. لذا يجب علينا الافتراق إلى الأبد دون عودة ! ..

وهذا الأمر كان يُفترض بنا أن نفعله ليس من الآن فقط .. بل .. من يوم عقد فيه قراننا !!! .. أنا لست منكم .. ولستم منا !! .. وداعاً وداعاً إلى الأبد !!

 

سمعته يفتح مقبض باب الحمام .. طويتها بسرعة .. وضعتها في حقيبتي .. عاملته جيداً .. حتى لا يظهر تغيّر علي .. نظرت إليه وهو يستعد للخروج .. إنها النظرات الأخيرة .. سامحوني جميعاً ..

طـأطـأ رأسـه .. ما به ؟!! حاول إخفاء وجهه عني .. تظاهرت بأني لم أره .. ورأيته .. لقد اكتسى وجهه حمرة من شدة البكاء !! .. لا بـأس .. هذه هي النهاية الحتمية ولكني سأجعله هو من يفهم ذلك بنفسه ..

 

ركبنا في السيارة .. كأنه يشعر أنني لن أعود .. لم ينظر إلي .. تركته .. فضلت الصمت والسكوت .. لمحت في عينيه بريقاً .. دققت النظر إليه .. فإذا هي الدموع تترقرق في عينيه .. مع أني لم أخبره بقراري بعد .. لا مجال للعيش بيننا إطلاقاً .. قدر الله وما شاء فعل .. أخذ يحذرني من عاقبة تأخري عليه عند أهلي .. وأجهش بالبكــاء .. فلم أهدئه .. لا أريد أن أكذب عليه ..

 

نظر إلي بعينين حزينتين وقال :

ـ هل ستعودين ؟!! .. لا أعرف لم أنا حزين ! .. عندما تعدين فإنك تفين بوعدك دائماً ! .. فهل ستفعلين ؟!!

 

نظرت إلى النافذة واصطنعت البراءة هذه المرة وأنا أقول :

ـ نعم .. لا داعي لحزنك .. يجب أن تصدقني .. هل بدر مني أسلوب الكذب معك ؟!!

(اللهم سامحني (

 

هز رأسه نافياً وصمت .. إلى أن دخلنا إلى المطار .. وقلبي يخفق بشدة .. وداعاً للجميع وليسامحني الجميع على كل ما بدر مني .. شعرت بالأمان في المطار .. لن يستطيع إرغامي على العودة .. الموت أهون عندي !

 

وقبل النــداء على ركّـاب الطائرة .. فتحت حقيبتي وأخرجت منها رسالتي .. وناولته إياها .. وحلّفته ثلاثاً ألا يقرأها إلا عندما يعود إلى المنزل .. إلى حجرته .. فوافق على مضض .. دخلت إلى صالة المسافرين بسرعة .. أدهشه ذلك .. لوّح لي والحزن يبدو متفجراً من قسماته والدمع يفيض كما يفيض النهر .. بعد ماذا ؟!!!!

 

نظرت إليه .. كنت سعيدة .. خائفة .. لم أطل البقاء لأنظر إليه .. ولكنني لمحته يغطي وجهه بثيابه وكأنه يحمي نفسه من البرد .. وما زال النحيب والبكاء يسيطران عليه بينما انتبه إليه الكثير من الناس في حالته تلك .. فرحموه !! ولم يعلموا من هو !!!

 

شعرت بنوع من الحرية التي طالما افتقدتها بينهم .. شعرت باستقلاليتي من معتقداتهم التي فعلت بي الأعاجيب !!

هل حقاً أنا بعيدة عنه ؟ .. عنهم ؟! .. تركتهم إلى الأبد ؟!! .. صحيح ؟!! .. لا ..لا .. هذا حلم جميل وسرعان ما سينقضي .. ركبت الطائرة .. نظرت بخوف فيمن حولي وأنا أحتضن حقيبتي الصغيرة ! .. هل كلهم صوفيون ؟! هل اتفقوا معه ؟!

 

لماذا ينظر الركاب إلي بهذه الطريقة ؟! .. هل علموا بشخصيتي ؟!

هل جميعهم ضدي ؟! .. ربما .. اتجهت بنظري إلى الخلف !!! .. يا إلهي !! .. هناك راكب يشبهه !! .. لالالالالالالالا ! .. هل لحق بي ؟ لماذا تبعني ؟ .. لماذا أتى ؟! .. سأصرخ .. سأفقد صوابي !! .. ولكن .. تحرك الرجل هو وزوجته إلى مقعد آخر !! .. الحمد لله .. إنه ليس هو ! ليس هو .. ليس هو !!!

 

يا إلهي ما العمل ؟ .. لجهاد بالسيف والرمح أهون علي من جهادي ضد نفسي !

 

ســاءت حالي .. تحّول مزاجي .. تمكنت العزلة من اختطافي عن أنظار الجميع ! ..

حتى الطعام كنت آكله قسراً حتى أتعايش مع اللحظات الباقيات لي !!

 

بعد ستة أيام .. كنت ملقاة على فراشي في بيت عائلتي .. أصارع الحياة والموت .. أشعر ببقايا من أنفاسي المعدودة .. لا أحب الطعام .. ولا الماء .. ولا النوم .. ولا اليقظة .. أتململ في مكاني .. وأنا أنتظر أمر الله في أي لحظة أن يناديني .. بينما فاضت عيوني بالدمع المنهمــر دون توقــــف

 

 

 

يتـــــــبع ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

منتظرين باقي القصة زهورة

 

القصة اصبحت مشوقة اكتر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

حياكن الله جميعا :)

 

بكرة ان شاء الله اخر جزء :)

واريد منكم ان تعلقن على النهاية وكيف ترونها ^^

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لماذا حزنت المفروض ان تسعد ان الله خلصها من تحت ايدى هؤلاء ؟ واكتئبت ولم تأكل الطعام

 

ياترى ماذا ستكون النهاية عقلى يحدثنى انها لن تكون نهاية عادية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

:: الجزء الأخير ::

((.. لن أعود .. لن أعود ..))

 

 

 

 

 

وفي عتمة المكان دخل نور خافت يتفـقـدني ..استدرت إليه .. فإذا هو والــــدي .. يطمئن علي .. ويسأل عن حالي .. وعيناه تفيض بالحزن والكمد !! ..

 

حتى الابتسامة ترفّعت عن شفاهي !! .. تردد أبي كثيراً قبل أن يقول :

ـ يا ابنتي .. هل ما زلتِ مستيقظة ؟ أريد .. أريد أن أخبرك بــ .. بــ .. بأن زوجـك قد جاء .. وهو .. وهو في انتظارك .. ويريد أن .. أن يتفاهم معك .. و ..........

 

استجمعت شجاعتي .. اتأكت على يدي حتى وقفت أترنّـح من شدة الإرهاق والتعب والحزن .. هتفت بصوت بالكاد سُمع :

ـ ماذا ؟ .. ماذا ؟! .. لماذا أدخلتموه إلى المنزل ؟ .. ألا يكفيه ما آلت إليه حالي ؟! .. ألا يكفيه ما فعله بي ؟ .. أبــــــي !! .. كيف تستطيع النظر إليه أو مخاطبته ؟! .. إنه إنه بلا قلب .. ألا ترحمونني ؟!!

 

وأجهشت بالبكاء الذي رجا الدنيا أن ينفيه من أمامي.. ولكن .. أبي أمسك بي برفق وقال بهدوء :

ـ يا ابنتي أخبرته بكل ما تريدين .. فبكى بمـرارة .. وقال أنه لا يصدّق ذلك ـ وأنه يريد أن يراكِ ويسمع ذلك منك ..

 

ـ لالالا .. لا أريد رؤيته حرام عليكم .. أنا أكرهه .. هل تعرف معنى ذلك يا أبي .. أرجوك .. أرجوك ..

 

رجاني أبي بقلب وجيـــع :

ـ أرجوكِ يا ابنتي .. يجب أن تخبريه بما تريدين .. وأنك تريدين الفراق عنه .. فلن يصدّق أحداً سواكِ !! هيا يا ابنتي أرجوك .. سأقف معك فلا تقلقي ولا تخشي شيئاً .. هيا يا ابنتي هداك الله !

 

مشيتُ معه بخطىً متماوتة .. متثاقلة ! .. حاولت الدخول فلم أستطع !! .. فشجعني أبي بأن دخل قبلي .. وبقيت خلف الباب .. أمسك بالحائط عّله يساعدني في الثبات .. دخلت ببطء .. وجدته يجلس في وسط المكان وعلى الأرض .. لم أعرفه !!! .. من هذا الرجل ؟!! ..

 

استدرتُ للخروج بسرعة .. فناداني أبي .. ظننت أني قد دخلت على رجل آخر !! .. هل يُعقل أن يكون هذا ؟!! .. ما أبشع منظره !! .. يا إلهي ما هذا الاختلاف الكلي الذي طرأ عليه !!! .. أين القوة والضخامة ؟! .. أين الصحة والخشونة ؟ .. لالا .. لا يُعقل أن يكون هو !!!

 

وقف بسرعة كلمح البصر ! .. لم أتعرف على ملامحه ! .. كرهت النظر إليه .. أو سماع صوته !! ..

جلست متهاوية على الأريكة .. شقّـت ابتسامته نهر الدموع في عينيه .. اعتقد أني وافقت على العودة معه ..

 

نظر إلي بفـرح .. وتغيّرت ملامـح وجهه فجأة وهو يقول :

ـ ما بك لا تنظرين إلي ؟!!! .. لقد نحلتِ كثيراً !! .. هل أصابك مكروه ؟! .. حتى أنا تغيّر حالي .. منذ أن ذهبتِ ونحن نعيش في فراغ كبير .. في جفاء ووحشة أنا وأهلي جميعاً !!

 

لزمت الصمت ! .. لا أريده !! .. الآن !! .. بعد ما جعلتموني أعاني من الذل والهوان ؟!!

 

كرر حديثه ثانية :

ـ ما بك ؟!!! .. ألا تعرفين من أنا ؟ .. أنا زوجك ! .. لقد وعدتيني بالعودة ولم تفعلي ! .. جئت لآخذك معي .. هيا .. هيا استعدي فالطائرة ستقلع بعد ساعتين ونصف من الآن ..

 

أيضاً لزمت الصمت !!

 

نظر إلى أبي في تساؤل وحيرة :

ـ ما بها يا عمّــــاه ؟! .. ما بزوجتي لا تطيق حتى النظر إلى وجهي ؟!! .. اجعلها تكلمني أرجوك !! .. ما بها ؟

 

ثم حوّل نظره إلي وقال :

ـ ألا تريديني ؟!! .. لماذا ؟ .. تكلمي !! .. ماذا تريدين ؟!

 

نطقت أخيراً من بين دموعي الوجعى وما زلت أشيح بنظري عنه :

ـ لا أريدك .. لا أريدك .. أرجوك .. أطلق سراحي .. فأنا لا أطيق النظر في وجهك .. ولن أعود معك !! .. مهما حييت ! ألا ترى ما فعلته بي ؟! .. أبي أرجوك .. أخرجه من هنا !! .. أنا لا أريده لا أريده لا أريده .. أكرهه ..

 

أمسك أبي بي بسرعة وأوقفني بتمهل وهو يبتعد بي عنه إلى الغرفة المجاورة ..

ـ على رسلك يا ابنتي ! .. ارحمي نفسك وما وصلت إليه حالتك .. أرجوك .. لا تنفعلي كثيراً .. أرجوك ..

 

صرخ الزوج بأعلى صوته وهو ينتحب وجميع أهلي يسمعونه :

ـ أعيدوا إلي زوجتي .. لن أتركها لكم !! .. حرام عليكم .. أنا لا أستطيع العيش بدونها !! .. أعيدوا زوجتي .. أريد زوجتي.. أريدها أن تعود معي لمنزلي .. لن أدعها تذهب مني !! .. أعيدوها إلي .. أعيدوها .. سأوافق على كل ما تريد .. صدقوني .. ماذا تريد هي ؟!! .. أين زوجتي ؟!

 

عدت إليه بسرعة وأنا أستند على الجدران وسألته بصوت باكٍ ومغتاظ :

- حسناً .. هل ستترك ما أنت فيه من ضلال ؟ .. هل ستهتدي إلى الطريقة المثلى ؟!! .. هل سيعتدل سلوكك الديني وأفكارك العقيمة ؟!!!! .. بالطبع لا .. أليس كذلك ؟!!

 

صمت .. ثم قال باكياً :

ـ اطلبي كل ما تريدين .. إلا هذا !! .. لا أستطيع !! .. لا أستطيع العيش بدون ذلك !! .. إنها عقيدتي ومذهبي وهو الصحيح !! .. ولكني أعدك ألا أجعلك ترغمين على الذهاب إلى مكان لا تريدينه .. فعودي أرجوكِ ..

 

قلت له بأسف :

ـ لا جدوى من عودتي ! .. سيعود الحال إلى ما كان عليه !! .. نحن لا نستطيع العيش معاً .. لا نستطيع معيشتنا ستكون عيشة ضنكا !! .. مؤلمة متعبة .. الخلاف الديني سيقف حائلاً دائماً بيننا .. عدا أني قد زهدت فيك وقطعت الأمل في تفهمك لما أعني .. أرجوك .. لا يمكننا البقاء معاً أبداً .. أبداً ..

 

وخرجتُ .. أبكي .. فاحتضتني أمي .. وهدّأت من روعتي أختي .. أما أبي .. فهو يمسح دمعات فيّاضة تطفو قسراً من عينيه وهو يعاين لحظات الوداع الأخيرة .. لا جدوى منه أو مني !! .. لا جدوى !! ..

 

رحل .. سمعته يناديني .. فلم أجب .. ما الفائدة !! .. أغلقتُ الدار علي بالمفتاح .. لا مجال للعودة أو التراجع .. هذا أمر الله .. ولا يمكن أن يجتمع الضـدّان أبداً !!!!

 

مرّت أيام عصيبة على حياتي .. وفي هذه الأثناء التي كنت أحتضر فيها جاء القريب والبعيد يرجونني بالعودة إليه !! .. إنه بقايا إنسان !! ..

يتصل مراراً وتكراراً حتى أعود إليه !! .. إنهم قوم لا يعلمون !!

 

وما فائدة عودتي إلا زيادة في العذابات والمفارقات !! .. بالطبع رفضت .. مجرد محاولة واحدة فقط منهم في استمالتي إلى ما يدينون وسوف تؤدي بحياتي إن عدت وأنا بهذه الحال المترنحة !!! .. حتى وإن كان يعاني

فقدي ونقل مراراً إلى المستشفى فلن أعــود !! .. لن أ أعــود د .. لن أعــــود ؟!

 

 

أنتهت : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحمد لله انها رجعت لأهلها وربنا حفظها

ربنا يهديه واهله الصراط المستقيم

هى كاتبه القصه من سنة كام؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

يا إالهــي .. الحمدالله الذي عافانا مما ابتلي به كثيرًا من الناس ...

 

:

:

مهما يكن فإن الطلاق صعبٌ جدًا على المرأة ويجعلها تفكر فيه ألف مـرة

 

بوركتِ زهورة قصة معبــرة وأحببت متابعتها معك ِ :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

احسن شىء عملته انها استطعت ان تتخلص منه

 

شكرا على القصة الرائعة

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×