اذهبي الى المحتوى
~*أم جويرية*~

• *★ஐعقائد الفرق الضــالة.. وعقيدة الفرقة الناجـــيةஐ★*•

المشاركات التي تم ترشيحها

L2m83768.gif

 

KIk97587.gif

 

 

ذم أهل الجهل

 

 

قال ابن القيم رحمه الله [1]:

 

أنه سبحانه ذم أهل الجهل في مواضع كثيرة من كتابه، فقال تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} [الأنعام: 111]

وقال: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأنعام: 37].

 

وقال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان: 44]

فلم يقتصر سبحانه على تشبيه الجهال بالأنعام حتى جعلهم أضل سبيلا منهم.

 

وقال: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22]

أخبر أن الجهال شر الدواب عنده على اختلاف أصنافها من الحمير والسباع والكلاب

والحشرات وسائر الدواب، فالجهال شر منهم،

وليس على دين الرسل أضر من الجهال، بل هم أعداؤهم على الحقيقة.

 

وقال تعالى لنبيه وقد أعاذه من الجهل: {فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [الأنعام: 35]

وقال لكليمه عليه السلام: {أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: 67].

 

وقال لأول رسله نوح عليه السلام: {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [هود: 46].

فهذه حال الجاهلين عنده، والأول حال أهل العلم عنده.

 

yHd97587.gif

 

أخبر سبحانه عن عقوبته لأعدائه أنه منعهم علم كتابه ومعرفته وفقهه:

 

 

فقال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45)

وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} [الإسراء: 45، 46].

وأمر سبحانه نبيه بالإعراض عنهم فقال: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199].

 

yHd97587.gif

 

العلم حياة والجهل موت وظلمة:

 

 

قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ

كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام: 122] كان ميتا بالجهل قلبه،

فأحياه بالعلم وجعل له نورا يمشي به في الناس [2].

 

ولهذا وغيره بوب البخاري في صحيحه [3] في كتاب العلم باب: العلم قبل القول والعمل؛

لقول الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] [4] فبدأ بالعلم،

وأن العلماء هم ورثة الأنبياء.

 

عن سفيان بن عيينة [5]:

 

أنه سئل عن فضل العلم فقال: ألم تسمع قوله حين بدأ به

فقال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد: 19] فأمر بالعلم قبل العمل،

وقال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} [الحديد: 20] إلى قوله: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [الحديد: 21]

 

وقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28] ثم قال تعالى: {فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن: 14].

وقال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [الأنفال: 41] ثم أمر بالعمل بعده. اهـ.

 

yHd97587.gif

 

[1] المصدر السابق: (1/ 230) وما بعدها.

[2] وقد ذكر سبحانه ذم الجهال في مواضع كثيرة في كتابه لم أذكرها هنا خشية الإطالة.

[3] الفتح (1/ 192).

[4] محمد: (19).

[5] "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (16/ 232).

 

nXy97587.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

L2m83768.gif

 

KIk97587.gif

 

 

العلم الشرعي قسمان، واجب ومستحب:

 

اعلم أن من العلم الشرعي ما هو واجب تعلمه والعمل به ولا يسع أي مسلم بالغ عاقل - أي: مكلف - الإعراض عن طلبه، فإن أعرض وأهمل ي طلبه يأثم وسنذكر أدلة ذلك.

ومن العلم الشرعي ما هو مستحب تعلمه، فإن سعى في تحصيله يثاب على ذلك وإن لم يسع فلا إثم عليه.

yHd97587.gif

أولاً: العلم الشرعي الواجب:

يسمى فرض عين أي: فرض واجب على كل مكلف أن يبذل الجهد ويستفرغ الوقت لتحصيله والعمل به، مثل علم الطهارة والصلاة، والصيام وغير ذلك من فروض الأعيان، ودليل ذلك: على سبيل المثال لا الحصر، أن الله تعالى أمرنا بالصلاة في أكثر من موضع في كتابه، فقال سبحانه: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} [البقرة: 43]

وأمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نصلي على الصفة التي كان يصلي بها

فقال صلى الله عليه وسلم "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي"[1]

أمر واجب وفرض عين على كل مسلم بنص الكتاب والسنة أن يصلي وأن تكون صفة الصلاة كما جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يتطلب معرفة الطهارة لأنها مفتاح الصلاة ولا تصح صلاة بغير طهور، كما جاء في الكتاب والسنة.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ} [المائدة: 6].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّ يَتَوَضَّأ"[2].

وبناءً على هذا أصبح علم الطهارة وعلم الصلاة واجب وفرض عين على كل مكلف تعلمه ولا يسعه غير ذلك، للقاعدة المعروفة عند جمهور الأصوليين، "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"[3].

وهكذا في كل فرض من فروض الأعيان.

yHd97587.gif

ثانياً: العلم الشرعي المستحب:

يسمى علم الكفاية[4]: إذا قام به البعض سقط عن الباقين،

مثال ذلك علم المواريث والديات والتفقه في الدين بصفة عامة كل ذلك من فروض الكفايات لأنه لم يأت نص يلزم كل مسلم بعينه بالتفقه في هذه العلوم.

قال تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ} [التوبة: 122].

 

 

قال العلامة السيوطي في الإكليل[5]:

في الآية أن الجهاد فرض كفاية، وأن التفقه في الدين ونشر العلم وتعليم الجاهلين كذلك.

 

yHd97587.gif

 

[1] أخرجه البخاري: (631) ومسلم (674).

[2] أخرجه البخاري (135) ومسلم (225).

[3] انظر القواعد الفقهية لابن القيم - القواعد والأصول الجامعة للسعدي - مذكرة أصول افقه على روضة الناظر للعلامة ابن قدامة - الأصول من علم الأصول للعثيمين.

[4] راجع مذكرة أصول الفقه للشنقيطي.

[5] انظر "محاسن التأويل" للعلامة القاسمي (4/227).

 

nXy97587.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،

 

 

ماشاء الله ... مجهود مبارك ..

 

 

جزاك الله خير ووفقك لنيل أعالي الجنان ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

yHd97587.gif

 

عقائد الفرق الضالة

 

الخوارج // الإباضية

الشيعة // المرجئة

الجهمية // المعتزلة

القدرية // الأشاعرة

الصوفية

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
L2m83768.gif

 

KIk97587.gif

 

 

الخوارج

 

 

تعريفها:

 

كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيًا،

سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين،

أو كان بعدهم على التابعين بإحسان، والأئمة في كل زمان [1].

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية [2]:

 

والخوارج هم أول من كفر المسلمين، يكفرون بالذنوب ويكفرون من خالفهم في بدعتهم،

ويستحلون دمه وماله، وهذا حال أهل البدع، يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم اهـــ.

 

والوعيدية: داخلة في الخوارج وهم القائلون بتكفير صاحب الكبيرة وتخليده في النار [3].

 

yHd97587.gif

 

نشأة الخوارج:

 

 

الخوارج أول فرقة ظهرت في الأمة الإسلامية وفارقت جماعة المسلمين،

وأول أفرادها وإمامهم ومقدمهم هو ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم

خرج على النبي صلى الله عليه وسلم بالقول كما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري

أنه قال: "بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا؛

أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ! فَقَالَ:

(وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ)

فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ،

فَقَالَ: (دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ،

وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ [4]،

يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ [5] كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ" [6].

 

yHd97587.gif

 

وفي رواية: "إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ[7] هَذَا أَوْ فِي عَقِبِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ

يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ

وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ" [8].

 

عن سويد بن غفلة قال: قال علي رضي الله عنه: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة،

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ [9]،

سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ [10]، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ[11]،

يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُم،ْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ،

فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [12].

 

yHd97587.gif

 

 

[1] الملل والنحل للشهرستاني (1/129).

[2] مجموع الفتاوى (3/279).

[3] الملل والنحل (1/129).

[4] تراقيهم: حناجرهم كما جاء في رواية مسلم (1063).

[5] قال القاضي: معناه يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ الصيد من الجهة الأخرى

ولم يتعلق به شيء منه.. والرمية هي الصيد المرمي شرح مسلم (4/176)

[6] أخرجه البخاري (3610).

[7] ضئضئ: هو أصل الشيء المصدر السابق.

[8] أخرجه مسلم (1064).

[9] حدثاء الأسنان: أي صغارها – الفتح (6/716).

[10] سفهاء الأحلام: أي ضعفاء العقول – المصدر السابق.

[11] يقولون من خير قول البرية: معناه في ظاهر الأمر كقولهم: لا حكم إلا لله ونظائره من دعائهم

إلى كتاب الله تعالى والله أعلم مسلم بشرح النووي (4/184).

[12] أخرجه البخاري (3611).

 

nXy97587.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بارك الله فيكِ أم جويرية،

لا حرم الله جميع المشاركين من أجر هذا المشروع

 

~.~... متابعة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

L2m83768.gif

 

KIk97587.gif

 

أول خروج للخوارج بالفعل:

 

كان المسلمون في خلافة أبي بكر وعمر وصدرا من خلافة عثمان في السنين الأولى من ولايته متفقين

لا تنازع بينهم ثم حدث في أواخر خلافة عثمان أمور أوجبت نوعًا من التفرق،

وقام قوم من أهل الفتنة والظلم فقتلوا عثمان فتفرق المسلمون بعد مقتل عثمان،

ولما اقتتل المسلمون بصفين، واتفقوا على تحكيم حكمين،

خرجت الخوارج على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفارقوه،

وفارقوا جماعة المسلمين إلى مكان يقال له حروراء [1] [2].

 

قال الإمام أبو العز الحنفي شارح العقيدة الطحاوية [3]:

 

إن نشأة الخوارج بدأت بالخروج على عثمان رضي الله عنه في تلك الفتنة

التي انتهت بقتله وتسمى الفتنة الأولى، فالخوارج والشيعة حدثوا في الفتنة الأولى.

 

قال الأشعري في المقالات الإسلامية [4]:

 

إن نشأتهم بدأت بانفصالهم عن جيش الإمام علي رضي الله عنه وخروجهم عليه،

وهذا الرأي هو الذي عليه الكثرة الغالبة من العلماء إذ يعرفون الخوارج

بأنهم هم الذين خرجوا على علي رضي الله عنه بعد التحكيم.

 

والسبب الذي سموا له خوارج خروجهم على علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

وقد أصبح إطلاق اسم الخوارج على الخارجين عن الإمام علي أمرًا مشتهرًا

بحيث لا يكاد ينصرف إلى غيرهم بمجرد ذكره.

 

yHd97587.gif

 

مسألة هامة: بيان الحق فيما وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما

وعن الصحابة الكرام أجمعين:

 

ابتداءً لابد أن تعلم أن الصحابة أفضل البشر بعد الأنبياء صلوات الله عليهم،

اختارهم الله عز وجل لصحبة خير البرية نبيه صلى الله عليه وسلم وفضائلهم

جاءت صريحة في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم [5].

 

فلا يطعن في عدالتهم إلا أهل الأهواء والبدع الذين لا يعرفون قدرهم ومنزلتهم الرفيعة في الإسلام،

وكل الصفات الذميمة التي يحاول أعداء الدين إلصاقها بالصحابة الغرض منها هدم الدين؛

لأنهم هم الذين نقلوا لنا القرآن والسنة، فالطعن فيهم طعن في صحة ما نقلوا لنا.

 

ومن الأهمية بمكان قبل أن أذكر ما وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما أن أنقل لك بعضاً من فضائلهم[6]

كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عليًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وفتح الله على يديه،

فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال:

"كان عليٌّ قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر، وكان به رمدٌ فقال:

أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فرج عليٌّ فلحق بالنبي

فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

‏لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ ‏أَوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ ‏غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ‏أَوْ قَالَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ‏يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ

فَإِذَا نَحْنُ ‏ ‏بِعَلِيٍّ ‏وَمَا نَرْجُوهُ فَقَالُوا هَذَا ‏‏عَلِيٌّ ‏فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ"[7].

 

ومن فضائل عليًّ رضي الله عنه أنه أول من أسلم، وأنه شهد بدرًا.

 

- عن زيد بن أرقم: أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب [8].

 

- وعن أبي إسحاق: "سأل رجل البراء -وأنا أسمع- قال أَشَهِدَ عليٌّ بدرًا؟ قال: بارز وظاهر" [9].

 

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من العشرة المبشرين بالجنة [10]، وغير ذلك من فضائله رضي الله عنه.

 

yHd97587.gif

 

 

* أما معاوية رضي الله عنه فهو صحابي جليل،

ومن كُتَّاب الوحي المنزل من ربِّ العالمين [11] على رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم.

 

وقد أثنى الله تبارك وتعالى على الصحابة، في كتابه وجاءت فضائلهم واضحة وصريحة

في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأمة مجمعة على عد معاوية من الصحابة،

وهو بلا شك داخل في عموم هذه النصوص.

 

 

قال شيخ الإسلام[12]:

 

واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة،

وهو أول الملوك، كان ملكه ملكًا ورحمة، كما جاء في الحديث:

"يَكُونُ المُلكُ نُبُوَّةً وَرَحْمَةً ثم يكون مُلْكًا وَرحمةً ثُمَّ مُلْكًا وجبريةً ثُمَّ مُلْكًا عَضُوضًا" [13]،

وكان في ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيرًا من ملك غيره.

 

وأما من قبله فكانوا خلفاء نبوة، فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

أنه قال: "خِلافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلاثُونَ سَنَةً ثُمَّ يُؤتِي اللهُ الملكَ، أو مُلكَه، مَنْ يَشَاءُ" [14].

 

قال الإمام ابن قدامة المقدسي [15]:

 

في ثنايا كلامه عن معاوية رضي الله عنه.. كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ومن جملة كُتَّاب الوحي،

تُوفي في رجب سنة 60 هـ عن (78) سنة وإنما ذكره المؤلف وأثنى عليه للرد على الروافض الذين يسبونه

ويقدحون فيه وسماه خال المؤمنين لأنه أخو أم حبيبة إحدى أمهات المؤمنين.

 

yHd97587.gif

 

[1] الحرورية فرقة من فرق الخوارج وهذا سبب تسميتهم بهذا الاسم.

 

[2] مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (13/32) نقلًا من رسائل ودراسات أ. د ناصر العقل (2/30).

 

[3] شرح الطحاوية (ص: 472) نقلاً من أصول وتاريخ الفرق الإسلامية (ص: 94).

 

[4] مقالات الأشعري (1/207) المصدر السابق.

 

[5] فضائل الصحابة: ستأتي في باب عقيدة أهل السنة والجماعة ومفارقتها لعقائد الإباضية،

وعقيدة أهل السنة ومفاقتها لعقائد الشيعة.

 

[6] انظر الصحيح السند من فضائل الصحابة – لشيخنا – حفظه الله-.

 

[7] أخرجه البخاري (3702)، ومسلم (2407)، وغيرهما.

 

[8] أخرجه أحمد في المسند (4/371)،

وصححه شيخنا -حفظه الله- في المسند من فضائل الصحابة (ص: 115).

 

[9] أخرجه البخاري (3970).

 

[10] سيأتي الحديث قريبًا.

 

[11] انظر صحيح مسلم حديث رقم (2501)

 

[12] مجموع الفتاوى لابن تيمية (4/477).

 

[13] أخرجه أحمد في المسند (18406)، بنحوه وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (5)،

قال لي شيخنا -حفظه الله-: في بعض رجال إسناده اختلاف.

 

[14] صحيح سنن أبي داود (4646)، وصحيح الترمذي (2226)، ومسند أحمد (5/220).

 

[15] لمعة الاعتقاد بشرح العثيمين (ص: 156)

 

 

nXy97587.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:)

متابعة معكـنّ بإذن الله ,,

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

L2m83768.gif

 

KIk97587.gif

 

وهذا سرد مختصر لما وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما حتى يتبين لك الحق.

 

 

إن عثمان بن عفان رضي الله عنه لما قُتل مظلومًا انعقدت الخلافة على أمير المؤمنين

علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولم ينقل أحدٌ أن معاوية نازع عليًا في الخلافة ولكنه خرج يطالب عليًّا

أن يقتل قتلة عثمان قصاصًا، ولكنهم قد انتشروا في عسكر المسلمين،

وكان عليٌّ كما قال الحافظ ابن حجر [1]، ينتظر من أولياء عثمان أن يتحاكموا إليه

فإذا ثبت على أحدٍ بعينه أنه ممن قتل عثمان اقتص منه، فاختلفوا بحسب ذلك،

وإن كان عليٌّ هو المحق كما جاءت الأحاديث الدالة على ذلك، فإن معاوية وإن كان مخطئًا فهو مجتهدٌ.

 

أما دليل أن عليًا هو ومن معه أولى بالحق من معاوية، وأصحابه،

ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري،

وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "...وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ"[2].

 

- عن أبي سعيد الخدري: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطائِّفَتَيْنِ بِالْحَقِّ" [3].

 

yHd97587.gif

 

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله [4]:

 

بعد أن ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بطرقه،

قال: فهذا الحديث من دلائل النبوة، لأنه قد وقع الأمر طبق ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم

وفيه الحكم بإسلام الطائفتين، أهل الشام، وأهل العراق، لا كما تزعمه فرقة الرافضة أهل الجهل

والجور من تكفيرهم أهل الشام وفيه أن أصحاب علي رضي الله عنه أدنى الطائفتين إلى الحق،

وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، أن عليًا هو المصيب وإن كان معاوية مجتهدًا في قتاله له،

وقد أخطأ، وهو مأجور إن شاء الله، ولكن عليًا هو الإمام المصيب إن شاء الله تعالى،

فله أجران كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عمرو بن العاص،

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "‏إِذَا اجْتَهَدَ الْحَاكِمُ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا اجْتَهَدَ فأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْران" [5].

 

 

قال النووي في شرحه للحديث [6]:

 

قوله صلى الله عليه وسلم: "يقتلهم أولى الطائفتين إلى الحق"،

وفي رواية: "أولى الطائفتين بالحق"،

وفي رواية: "تكون أمتي فرقتين فتخرج من بينهما مارقة تلي قتلهم أولاهما بالحق"،

هذه الروايات صريحة في أن عليًا رضي الله عنه كان المصيب المحق

والطائفة الأخرى أصحاب معاوية رضي الله عنه كانوا بغاة متأولين،

وفيه تصريح بأن الطائفتين مؤمنون لا يخرجون بالقتال عن الإيمان، ولا يفسقون،

وهذا مذهبنا ومذهب موافقينا.

 

yHd97587.gif

 

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله [7]:

 

واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك،

ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد

وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد بل ثبت أنه يؤجر أجرًا واحدًا وأن المصيب يؤجر أجرين.

 

yHd97587.gif

 

[1] الفتح (3/61).

 

[2] أخرجه البخاري (447).

 

[3] أخرجه مسلم (150/1065).

 

[4] البداية والنهاية (8/59، 60)، أشرف على تحقيقه شيخنا -حفظه الله-.

 

[5] أخرجه البخاري (7352).

 

[6] مسلم بشرح النووي (4/180).

 

[7] فتح الباري (13/42).

 

nXy97587.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

L2m83768.gif

 

KIk97587.gif

فرق الخوارج وألقابهم:

 

الخوارج عشرون فرقة وهذه أسماؤها: المحكمة الأولى والأزارقة والنجدات والصفرية ثم

العجاردة المفترقة فرقاً منها: الحازمية والشعيبية والمعلومية والمجهولية وأصحاب طاعة

لا يراد الله تعالى بها.

 

والصلنية والأخنسية والشبيبة والشيبانية والمعبدية والرشيدية والكرمية والحمزية والشمراخية والإبراهمية والواقفة والإباضية، والإباضية منهم افترقت فرقاً معظمها فريقان: حفصية وحارثية(1).

 

yHd97587.gif

 

ما يجمع الخوارج على اختلاف مذاهبها:

 

قال أبو الحسن:

الذي يجمعها إكفار علي وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين(2) ومن رضي بالتحكيم وصوب الحكمين أو أحدهما والخروج على السلطان الجائر(3)

 

 

yHd97587.gif

ملخص عقائد الخوارج

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(4):

 

وإذا عرف أصل البدع، فأصل الخوارج أنهم يكفرون بالذنب ويعتقدون ذنباً ما ليس بذنب ويرون أتباع الكتاب دون السنة التي تخالف ظاهر الكتاب وإن كانت متواترة، ويكفرون من خالفهم، ويستحلون منه لارتداده عندهم ما لا يستحلونه من الكافر الأصلي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم "يقتلون أهل الإسلام ويَدَعون أهل الأوثان"(5).

 

ولهذا كفروا عثمان وعلياً وشيعتهما، وكفروا أهل صفين الطائفتين في نحو ذلك من المقالات الخبيثة اهـــــ.

 

كما يشمل اسم الخوارج كل من أخذ بأصولهم وسلك سبيلهم كجماعات التكفير والهجرة في هذا العصر وتنظيم الجهاد وغيرهم.

 

yHd97587.gif

جملة من عقائد الخوارج ومنهجهم وسماتهم:

1- التكفير بالمعاصي واستحلال دماء وأموال المسلمين:

 

قال شيخ الإسلام(6):

 

هم أول من كفر أهل القبلة بالذنوب، بل بما يرونه هم من الذنوب واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك.

 

2- الخروج على الحكام بالسيف إذا خالفوهم

 

كما خرجوا على عثمان رضي الله عنه وقتلوه ثم خرجوا على علي وقتلوه أيضاً، فهم يستحلون دماء الحكام ودماء المسلمين.

 

3- تكفير حكام المسلمين:

 

تكفير كل من لم يحكم بما أنزل الله تعالى وحجتهم في ذلك قوله تعالى: [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ](7)

 

4- كثرة الطاعة وضعف العمل وقلة الفقه:

 

ظهور سيما الصالحين عليهم وكثرة العبادة من صلاة وذكر وتلاوة وقرآن وصدق وزهد وورع مع قلة البضاعة من العلم والفقه كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم"(8)، وقال صلى الله عليه وسلم: "يقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم.."(9)دليل على عدم الفهم وضعف العلم(10).

 

5- إنكار الشفاعة لأهل الكبائر:

 

الخوارج يقولون أن الشفاعة لا تنال أصحاب الكبائر، بل هم مخلدون في النار مع الكفار، وهذه المسألة تتفق فيها الخوارج مع المعتزلة.

 

قال شيخ الإسلام رحمه الله(11):

 

في ثنايا كلامه عن الخوارج......: وظهرت بدعتهم في العامة، فجاءت بعدهم المعتزلة – الذين اعتزلوا الجماعة بعد موت الحسن البصري ... فقالوا: أهل الكبائر مخلدون في النار كما قالت الخوارج.

 

6- مخالفتهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم

 

لا يأخذوا بالأحاديث التي تخالف ظاهر القرآن وإن كانت من الأحاديث المتواترة(12).

 

قال شيخ الإسلام(13):

 

يرون أتباع الكتاب دون السنة التي تخالف ظاهر الكتاب وإن كانت متواترة ويكفرون من خالفهم ويستحلون منه لارتداده عندهم ما لا يستحلونه من الكافر الأصلي.

[المائدة: 44].

 

yHd97587.gif

عقيدة أهل السنة والجماعة ومفارقتها لعقائد الخوارج

1- أهل السنة والجماعة لا يكفرون أصحاب الكبائر:

 

ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ما لم يستحل(14) الذنب، أما من ارتكب الكبائر مع إقراره أنها حرام ولكن جهل الحكم أو لضعف إيمانه فهو مسلم عاص وإن مات على ذلك فهو في المشيئة إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له أما من تاب من الذنوب قبل الموت فإن الله يتوب عليه ويغفر له.

 

دليل ذلك:

 

قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء] [النساء: 116].

 

قال العلامة السعدي رحمه الله(15):

 

الشرك لا يغفره الله تعالى(16) لتضمنه القدح في رب العالمين وفي وحدانيته وتسوية المخلوق الذي لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً لمن هو مالك النفع والضر.

 

أما ما دون الشرك من الذنوب والمعاصي فهو تحت المشيئة إن شاء الله غفر له برحمته وحكمته وإن شاء عذبه وعاقب بعدله وحكمته اهـــــــ.

 

قال شيخ الإسلام رحمه الله(17):

 

لا يجوز أن يحمل قوله: [وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء] [النساء: 116] على التائب فغن التائب من الشرك مغفور له، كما قال تعالى: [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا] [الزمر: 53] فهنا عمم وأطلق لأن المراد به التائب وهناك خص وعلق لأن المراد به من لم يتب.

 

قال السعدي في تفسيرها(18):

 

اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعاً من الشرك والقتل والزنى والربا والظلم وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار اهـــــ.

 

والأدلة من السنة على ذلك كثيرة ولكن لا يتسع المقام لسردها ولكن نذكر حديث ذكره شيخ الإسلام استدل به على أن مرتكب الكبيرة ومن تكلم بكلام فيه كفر أو فَعَلَ فِعْل كفر وهو جاهل بالحكم لا يخرج من دائرة الإسلام.

 

قال شيخ الإسلام(19):

 

كنت دائماً أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال: "إذا أَنَا مِتُّ فأحرقوني ثُم اسحقوني ثم ذروني في اليم، والله لئن قَدَرَ الله علي ليُعَذِّبَنِّي عذاباً ما عذَّبه أحداً من العالمين ففعلوا به ذلك، فقال الله له: ما حملك على ما فعلت؟ قال: خشيتك، فغُفِرَ له"(20).

 

فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذري بل اعتقد أنه لا يعاد وهذا كفر باتفاق المسلمين. لكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك وكان مؤمناً يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك.

 

قال الإمام البربهاري(21):

 

والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة، المرجوم والزاني والزانية والذي يقتل نفسه(22) وغيره من أهل القبلة، والسكران وغيرهم: الصلاة عليهم سنة(23) ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يرد آية من كتاب الله عز وجل أو يرد شيئاً من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله تعالى وإذا فعل شيئاً من ذلك فقد وجب عليك أن تخرجه من الإسلام(24) فإذا لم يفعل شيئاً من ذلك فهو مؤمن ومسلم بالاسم لا بالحقيقة.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

(1) الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي ص: 55

 

(2) الحكمين هما: عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما.

 

(3) المصدر السابق.

 

(4) مجموع الفتاوى (3/355).

 

(5) صحيح تقدم تخريجه.

 

(6) مجموع الفتاوى (7/480).

 

(7) ستأتي مسألة الحكم بغير ما أنزل الله قريباً بإذن الله.

 

(8) صحيح تقدم تخريجه.

 

(9) صحيح تقدم تخريجه.

 

(10) قال القاضي: فيه تأويلان.

 

أحدهما : لا تفقهه قلوبهم ولا ينتفعون بما تلوا منه ولا حظ لهم إلا تلاوة الفهم

 

والثاني: لا يصعد لهم عمل ولا تلاوة ولا يتقبل – شرح مسلم (4/176).

 

(11) مجموع الفتاوى (7/483) باختصار.

 

(12) الحديث المتواتر: مقطوع بصحته، أي مقبول قطعاً "شرح علل الحديث" لشيخنا حفظه الله (ص: 13)

 

(13) "مجموع الفتاوى" (3/355).

 

(14) والاستحلال: هو أن يرتكب المعصية وهو مستحلاً لها أي: يعتقد أنها حلال وهو يعلم أن الله تعالى حرمها.

 

(15) تيسير الكريم الرحمن (ص: 203).

 

(16) يعني إن مات العبد على الشرك الأكبر، أما إن تاب قبل الموت تاب الله عليه – وسيأتي دليل ذلك.

 

(17) انظر فتح المجيد (ص: 83)

 

(18) تيسير الكريم الرحمن (ص: 727).

 

(19) مجموع الفتاوى لابن تيمية (3/231).

 

(20) أخرجه البخاري (3478) ومسلم (2756) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

 

(21) شرح السنة (ص:35).

 

(22) تمسك الخوارج والمعتزلة بظاهر قوله تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} [النساء:93] .قال العلامة القاسمي في محاسن التأويل (2/429) فإن قتل عمداً مستحلاً بغير حق ولا تأويل فهو كافر مرتد يخلد في جهنم بالإجماع، وإن كان غير مستحل بل معتقداً تحريمه فهو فاسق عاص مرتكب كبيرة اهــــــ مرتكب الكبيرة إن مات ولم يتب فهو في المشيئة، إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه وقد سبقت المسألة.

 

(23) سيأتي أدلة ذلك آخر الكتاب – باب جملة من عقائد أهل السنة والجماعة.

 

(24) لا تكفر أحد من المسلمين حتى لو فعل هذه الأشياء إلا بتوافر شروط وانتفاء موانع ومن الموانع الجهل كما تقدم من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.

nXy97587.gif

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكم الله خيرًا على الموضوع الطيب الهام

 

وأتابع معكم بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيكِ يا أختى

وجعله فى ميزانك

وبارك فى معلمتا الغالية أم تميم

وكل علماء الأمة الربانيين ودعاتها

ولكن عندى اقتراح

وهو محاولة جعل هذا الكتاب إلكترونيا

وأن يكون مثل الكتب التى فى الأحاديث والأدب

وأن يكون مرجع هام فى المنتدى

وتزال منه المشاركات

وبارك الله فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكنّ السلام ورحمة الله وبركاته؛

 

بارك الله بكنّ يا غاليات على المتابعة، ونسأل الله لكنّ الإستفادة بإذن الله تعالى..

 

بالنسبة لاقتراحك حبيبتي ابنة الإسلام

فهذا سيتم طرحه على الأدارة بإذن الله تعالى، بعد الإنتهاء من الكتاب بأكمله

والله المستعان..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

L2m83768.gif

 

 

 

KIk97587.gif

 

2_ أهل السنّة والجماعة لا يخرجون على حكام المسلمين لا بقول ولا فعل:

يجب الإلتزام بطاعة الحاكم المسلم في المعروف ولو كان جائرا أو فاسقا، وعدم جواز الخروج عليه بقول أو سيف،

 

وأدلة ذلك: قال تعالى {أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء:59]

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ستكونُ أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع)) قالوا أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلّوا)) (1).

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي، كأن رأسه زَبيبة(2) )) (3).

 

عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلّم (( من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة الجاهلية)) (4).

 

عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ((السمع والطاعة على المرء المسلم فيما يحب ويكره، ما لم يؤمَر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)) (5).

 

وفي حديث عبادة بن الصامت أنه قال: (( دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثره (6) علينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال: إلا أن تروا كفرا بواحا (7) عندكم من الله فيه برهان)) (8).

 

قال النووي رحمه الله(9):

 

ومعنى الحديث: لا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم ولا تعترضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكرا محققا تعلمونه من قواعد الإسلام فإذا رأيتم ذلك فأنكروا عليهم وقولوا بالحق حيث ما كنتم، وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين.

وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته، وأجمع أهل السنّة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق، وأما الوجه المذكور في كتب الفقه لبعض أصحابنا أنه ينعزل وحكي عن المعتزلة أيضا فغلط من قائله مخالف للإجماع.

قال العلماء: وسبب عدم انعزاله وتحريم الخروج عليه ما يترتب على ذلك من الفتن وإراقة الدماء وفساد ذات البين، فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه.

 

وفي (ص:484) قال النووي في شرحه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فمن أراد أن يفرّق أمر هذه الأمّة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان)) (10) فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام، أو أراد تفريق كلمة المسلمين ونحو ذلك فإن لم ينته قوتل وإن لم يندفع شره إلا بقتله فقتل، كان دمّه هدرا.

yHd97587.gif

قال الحافظ ابن حجر(11):

 

قفد دعا المأمون والمعتصم والواثق إلى بدعة القول بخَلق القرآن(12) وعاقبوا العلماء من أجلها بالقتل والضرب والحبس وأنواع الإهانة ولم يقل أحد بوجوب الخروج عليهم بسبب ذلك، ودام الأمر بضع عشرة سنة حتى وُلي المتوكل الخلافة فأبطل المحنة وأمر بغظهار السنّة.

 

yHd97587.gif

قال ابن قدامة رحمه الله(13):

ولو خرج رجل على الإمام فقهره وغلب الناس بسيفه حتى أقروا له وأذعنوا بطاعته وتابعوه صار إماما يحرم قتله والخروج عليه، فإن عبد الملك بن مروان خرج على ابن الزبير فقتله واستولى على البلاد وأهلها حتى بايعوه طوعا وكرها، فصار إماما يحرم الخروج عليه، وذلك لما في الخروج عليه من شق عصا المسلمين وإراقة دمائهم وذهاب أموالهم، فمن خرج على من ثبتت إمامته بأحد هذه الوجوه وجب قتاله.

 

yHd97587.gif

 

تعقيب:

 

مما تقدّم يتبين لنا أهمية طاعة ولي الأمر المسلم ما لم يأمر بمعصية اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يمنع من تقديم النصيحة لولي الأمر إن كان على باطل أو كان في مصلحة للمسلمين، شرط أن لا تكون النصيحة على الملأ، ولا يرميه الناصح بالكفر، أو الفسق.

-عن تميم الداري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الدين النصيحة)) قلنا: لمن؟ قال: (( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) (14).

 

قال الإمام النووي رحمه الله(15):

 

وأما النصيحة لأئمة المسلمين: فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه، وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم، وتألف قلوب الناس لطاعتهم.

 

yHd97587.gif

قال الخطابي رحمه الله:

 

ومن نصيحة لهم الصلاة خلفهم والجهاد معهم، وأداء الصدقات إليهم، وترك الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حيف أو سوء العشرة، وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم، وأن يدعي لهم بالصلاح، وهذا كله على أن المراد بائمة المسلمين الخلفاء وغيرهم ممن يقوم بأمور المسلمين من أصحاب الولايات، وهذا هو المشهور.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(1) أخرجه مسلم (1854)

(2) إنما شبه رأس الحبشي بالزبيبة لتجمعها ولكون شعره أسود، وهو تمثيل في الحقارة وبشاعة الصورة وعدم الاعتداد بها. الفتح(131/13)

(3) أخرجه البخاري (7142)

(4) أخرجه البخاري (7143) ومسلم (1849)

(5) أخرجه البخاري (7144) ومسلم (1839)

(6) أثره: أي الاستئثار والاختصاص بأمور الدنيا عليكم، أي اسمعوا وأطيعوا وإن اخص الأمراء بالدنيا ولم يوصلوكم حقكم مما عندهم. مسلم بشرح النووي (469/6)

(7) بوحا: أي ظاهرا المصدر السابق

(8) أخرجه مسلم (42-1709))

(9) مسلم بشرح النووي (470/6)

(10) أخرجه مسلم (1852)

(11) فتح الباري (124/13)

(12) عقيدة أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله وليس بمخلوق، وسيأتي تفصيل المسألة بإذن الله في معرض الكلام عن الجهمية والمعتزلة

(13) المغني (75/8)

(14) أخرجه مسلم (55) وغيره

(15) شرح مسلم (315/1)

[/size]

nXy97587.gif

تم تعديل بواسطة ~*أم جويرية*~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة اله وبركاته،،،

 

بارك الله فيكم أخواتي الحبيبات

جزء مفيد ومهم ويجب معرفته في مثل هذا الوقت

ثبتنا الله وإياكم..،،،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله تبارك الله

جعل الله مجهوداتكن فى موازين حسناتكن

وجزاكِ ربى خيراً ام جويرية الحبيبة

 

الحمد لله انا عندى الكتاب لاننى كنت ادرس فى المعهد عند ام تميم

ولكن تابعته معكِ لزيادة الافادة

جزاكِ الله خيراص ونفع الله بكِ حبيبتى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

L2m83768.gif

 

 

KIk97587.gif

3- من سمات أهل السنة والجماعة أنهم يعبدون الله كما أمر الله وعلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلّم:

 

فنجد فيهم العباد والزهاد والعلماء والفقهاء، وفيهم من اجتمعت فيه هذه الخصال مع شدة حرصهم على ابتاع النبي صلى الله عليه وسلم في الظاهر والباطن، في الأقوال والأفعال والعبادات والمعاملات عكس الخوارج يكثرون الطاعات بغير علم ولا فقه ولا اتباع فلا يجاوز القرآن حناجرهم ثم يمرقون من الدين كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

 

yHd97587.gif

4- الكتاب والسنّة هما الدليل عندهم على عكس الخوارج:

الحكم الشرعي عند أهل السنّة يؤخذ بمجموع الأدلة من الكتاب والسنّة، لا يردون النص مقابل العقل أو بالقياس، يقولون بحجية أحاديث الأحاد(1) الصحيحة في الأحكام والعقائد وكذلك الأحاديث المتواترة ممتثلين أمر الله تعالى بطاعن النبي صلى الله عليه وسلّم.

 

قال تعالى {أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [ النساء:59]

وقال سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر:7]

والأدلة في كتاب الله وسنّة روسله على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلّم كثيرة جدا ولكن المقام لا يتسع لسردها.

 

yHd97587.gif

5- أهل السنّة والجماعة لا يستحلّون دماء المسلمين ولا أموالهم:

 

الخوارج: يستحلون دماء وأموال المسلمين وحجّتهم أن مرتكب الكبيرة كافر، وهذا إن دل على شيء دل على فساد عقيدتهم وتركهم اتباع النبي صلى الله عليه وسلّم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيّب (2) الزاني والنفس بالنفس(3) والتارك لدينه(4) المفارق للجماعة)) (5).

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ((فإن دماءكم وأموالكم قال محمد: وأحسبه قال: وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم فلا ترجعنّ بعدي كفّارا (أو ضلّالا) يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه)) ثم قال:(( ألا هل بلّغت)) (6).

 

قال الإمام النووي(7):

 

المراد بهذا كله بيان توكيد غلظ تحريم الأموال والدماء والأعراض والتحذير من ذلك قوله صلى الله عليه وسلّم ((فلا ترجعُنّ بعدي ضُلَالا يضرب بعضكم رقاب بعض)) أنه لا حجة فيه لمن يقول بالتكفير بالمعاصي بل المراد به كفران النعم، أو هو محمول على من استحل قتال المسلمين بلا شبه.

 

yHd97587.gif

6- الشفاعة لنبيّنا صلى الله عليه وسلّم متفق عليها بين أهل السنّة والجماعة:

 

وأحاديث الشفاعة من الأحاديث المتواترة، وقد خفي ذلك على الخوارج والمعتزلة فخالفوا في ذلك أهل السنّة وإجماع الأمّة جهلا منهم بصحة الأحاديث وعنادا ممن علم بذلك واستمر على بدعته.

 

فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ((أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون مم ذلك ؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد ، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس ، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون ، فيقول الناس : ألا ترون ما قد بلغكم ، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : عليكم بآدم ، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له : أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ، ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فيقول آدم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح ...))

إلى أن قال: ((فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون : يا محمد أنت رسول الله ، وخاتم الأنبياء ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش ، فأقع ساجدا لربي عز وجل ، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ، ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : أمتي يا رب ، أمتي يا رب ، فيقال : يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير ، أو : كما بين مكة وبصرى))(8).

 

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ((أنا أول شفيع في الجنّة)) (9) الحديث.

 

وقال صلى الله عليه وسلّم: (( شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي))(10)

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)حديث الأحاد: منه الصحيح المقبول ومنه الضعيف ((شرع علل الحديث)) لشيخنا حفظه الله (ص:13).

(2) الثيّب والمحصن شيء واحد ولا يكون إلا بالوطء لا مجرد العقد تفسير سورة النور لشيخنا مصطفى العدوي (ص:24) قال ابن حجر: الثيّب الزاني يحل قتله بالرجم- الفتح (210/12).

(3) النفس بالنفس: أي من قتل عمدا بغير حق قُتل بشرطه، المصدر السابق.

(4) التارك لدينه هو عام كل مرتد عن الإسلام بأي ردّة كانت، فيجب قتله إن لم يرجع إلى الإسلام شرح مسلم (180/6).

(5) أخرجه البخاري (6878) ومسلم (1676).

(6) أخرجه البخاري (7447) ومسلم (1679).

(7) مسلم بشرح النووي (186/6).

(8) أخرجه البخاري (4712) ومسلم (194).

(9) أخرجه مسلم (196).

رواه الإمام أحمد في المسند (213/3).

nXy97587.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكنّ السلام ورحمة الله وبركاته؛

 

بوركتنّ يا غاليات على المتابعة

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا..

 

سدرة المنتهى.. ثبتنا الله وإياكِ يا حبيبة،

أم معاذ.. تسعدنا متابعتك يا حبيبة، وأسأل الله أن يحفظ معلمتنا ويشفيها ويبارك في عمرها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

L2m83768.gif

 

KIk97587.gif

 

الشفاعة مثبتة للملائكة والأنبياء والمؤمنين

 

أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري وفيه ((.. فيقول الله عزّ وجلّ شفعت الملائكة وشفع النبيّون وشفع المؤمنون ولم يبقَ إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيُخرج منها قومًا لم يعملوا خيرًا قط قد عادوا حُممًا فيُلقهم في نهر في أفواه الجنّة يقال له نهر الحياة))(1).

 

أما قوله تعالى:{فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴿٤٨}[المدثر:48]. هؤلاء هم الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلا تنفعهم الشفاعة في الخروج من النار كما تنفع عصاة الموحّدين الذين يخرجون منها ويدخلون الجنّة كما بيّنّا في الحديث الذي ذكرناه آنفًا.

yHd97587.gif

 

مسألة: حُكم من حكم بغير ما أنزل الله؟

 

قال تعالى:{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة:44].

مسألة الحكم بغير ما أنزل الله من المسائل الشائكة التي زلّ بسببها فئة كبيرة من المسلمين، ويرجع ذلك والله أعلم إلى ترك العمل بقول الله تعالى {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[ النحل:43] وأهل الذكر هم أهل العلم بما أنزل على الأنبياء كما قال العلّامة ابن القيّم الجوزية(2).

 

واعلم أن لفظ الكفر في لغة الكتاب والسنّة لا تعني دائمة الكفر المخرج من ملّة الإسلام، ودليل ذلك:

 

أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال:(( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر))(3) ومع ذلك فإن قتاله لا يخرج المسلم من الملّة، والدليل أن الله سبحانه وتعالى قال:{ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ } إلى أن قال سبحانه {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[ الحجرات:9-10] فقد بيّن الله تعالى أنهم أخوة وسمّاهم مؤمنين مع اقتتالهم وبغي بعضهم على بعض وأمَر بافصلاح بينهم بالعدل ولم يخرجهم الله تعالى من الإسلام.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم((اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب والنياحة على الميّت))(4) ولم ينقل عن أحد من أهل العلم من السلف أو الخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم أن النياحة أو الطعن في النسب كفر يخرج صاحبه من الملّة، وهذا هو منهج علماء السلف أن الإستدلال على الحكم الشرعي يكون بالجمع بين الأدلة من الكتاب والسنّة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا مع مراعاة معرفة معنى الكلمة في اللغة وفي الشرع فيكون الحكم على المسائل بشكل منضبط من غير إفراطٍ ولا تفريط.

 

وهكذا في قوله تعالى:{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة:44] جمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم أن من لم يحكم بما أنزل الله جحودًا واستحلالًا أي أنه يعتقد أنه حلال جائز فقد كفر وهو ما يطلق عليه العلماء كفر اعتقاد، أما من لم يحكم بما أنزل الله لضعف إيمانه أو لهوى نفسه ونحوه ولم يستحل الحكم بغير ما أنزل الله أي لا يعتقد أنه حلال فهو مرتكب لكبيرة كافر كفر عملي لا يخرجه من الملّة(5).

yHd97587.gif

 

ونذكر ههنا أقوال أهل العلم في المسألة:

أخرج الطبري رحمه الله(6):

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن. قال: ثنا سفيان عن ابن جريح عن عطاء قوله: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة:44]، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[ المائدة:45]، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }[المائدة:47] قال: كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم.

 

وأخرج الطبراني(7):

عن طاووس عن ابن عباس {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة:44] قال: هي به كفر، وليس كفرًا بالله وملائكته وكتبه ورسله.

yHd97587.gif

 

قال العلّامة القاسمي رحمه الله(8):

كفر الحاكم بغير ما أنزل بقيد الإستهانة به والجحود له، وهو الذي نحاه كثيرون وأثروه عن عكرمة وابن عباس ثم ساق أثر ابن عباس الذي أخرجه الطبري وقد سبق بيانه.

yHd97587.gif

 

قال السعدي رحمه الله(9):

{{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ} من الحق المبين، وحَكَم بالباطل الذي يعلمه لغرض من أغراضه الفاسدة { فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة:44] فالحكم بغير ما أنزل الله من أعمال الكفر، وقد يكون كفرًا ينقل عن الملّة وذلك إذا اعتقد حلذه وجوازه.

وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب ومن أعمال الكفر قد استحق من فعله العذاب الشديد.

yHd97587.gif

 

قال البن الجوزي رحمه الله(10):

 

والمراد بالكفر المذكور في الاية الكريمة قولان:

أحدهما: أنه الكفر بالله تعالى.

والثاني: أنه الكفر بذلك الحكم، وليس بكفر ينقل عن الملّة قال: وفصل الخطاب: أن من لم يحكم بما أنزل الله جاحدًا له وهو يعلم أن الله أنزله، كما فعلت اليهود فهو كافر، ومن لم يحكم به ميلًا إلى الهوى من غير جحود فهو ظالم وفاسق، وقد روى عن علي بن ابي طلحة عن ابن عباس أنه قال: ((من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقرّ به ولم يحكم به فهو فاسق وظالم)) (11).

 

nXy97587.gif

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــ

 

(1) أخرجه مسلم (183) والحديث فيه رد على الخوارج والمعتزلة الذين يقولون: إن مرتكب الكبيرة خالد في النار.

(2)مفتاح دار السعادة (222/1).

(3) أخرجه البخاري (7076) ومسلم (64).

(4) أخرجه مسلم (67).

(5) سيأتي أدلة ذلك من أقوال أهل العلم.

(6) تفسير الطبري اثر (9416)

(7) الطبري (9418)

(8)محاسن التأويل (129/3).

(9)تيسير الكريم الرحمن (ص:233).

(10) زاد المسير لابن الجوزي نقلا من تفسير سورة المائدة لشيخنا حفظه الله (ص:300).

(11) قال شيخنا حفظه الله: في السند كلام.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,,,

 

جزاك الله خيرًا أختي الكريمة

مسألة مهمة جدًا

بارك الله فيك وجعله بميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ِ

KIk97587.gif

قال الإمام ابن القيّم رحمه الله(1):

 

في فصل: كفر الإعتقاد وكفر العمل:

وهاهنا أصل آخر وهو أن الكفر نوعان: كفر عمل وكفر جحود وعناد.

فكفر الجحود: أن يكفر بما عَلم أن رسول الله جاء به من عند الله جحودًا وعنادًا، من أسماء الله وصفاته وأفعاله وأحكامه، وهذا يضاد الإيمان من كل وجه.

أما كفر العمل: فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده، فالسجود للصنم والإستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبّه يضاد الإيمان.

أما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعًا ولا يمكن أن يُنفى عنه اسم الكفر بعد أن أطلقه الله ورسوله عليه، فالحاكم بغير ما أنزل الله كافر وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد.

 

وقد نفى الرسول صلى الله عليه وسلم الإيمان عن الزاني ولاسارق وشارب الخمر(2) وعمن لا يأمن جاره بوائقه(3)، وإذا نفى عنه اسم الإيمان فهو من جهة العمل وإن انتفى عنه كفر الجحود والإعتقاد، وكذلك قوله: ((لا تَرجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض)) (4) فهذا كفر عمل.

 

وقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلّم بما قلناه في قوله في الحديث الصحيح ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) (5) ففرق بين سبابه وقتاله وجعل أحدهما فسوقًا لا يكفر به والآخر كفرًا، ومعلوم أنه إنما أراد الكفر العملي لا الإعتقادي وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الإسلامية والملّة بالكليّة، كما لا يخرج الزاني والسارق والشارب من الملّة وإن زال عنه اسم الإيمان.

 

وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم أعلم الأمّة بكتاب الله وبالإسلام والكفر ولوازمهما، فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم، فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين، فريقًا أخرجوا من الملّة بالكبائر وقضوا على أصحابها بالخلود في النار، وفريقًا جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان،

فهؤلاء غلوا، وهؤلاء جفوا، وهدى الله أهل السنّة للطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهب كالإسلام في الملّة.

 

فههنا كفر دون كفر ونفاق دون نفاق وشرك دون شرك وفسوق دون فسوق وظلم دون ظلم، قال سفيان بن عيينة عن هشام بن جبير عن طاووس عن ابن عباس في قوله تعالى: { وَمَنْ لَم يَحْكُمْ بِمَا أنْزَل اللهُ فَأولَائِك هُمُ الكَافِرُونَ} [المائدة:44] قال: ((هو بهم كفر وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله)) وقال في رواية أخرى عنه ((كفر لا ينقل عن الملّة)) وقال طاووس: ((ليس بكفر ينقل عن الملّة)) وقال وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء ((كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق)).

 

وهذا الذي قاله عطاء بيّن في القرآن لمن فهمه، فإن الله سبحانه سمّى الحاكم بغير ما أنزله كافرًا وسمّى الجاحد ما أنزله الله على رسوله كافرًا وليس كافران على أحد سواء، وسمّى الكافر ظالمًا كما في قوله تعالى {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَالِمُون} [البقرة:254] وسمّى متعدي حدوده في النكاح والطلاق والرجعة والخلع ظالمًا فقال { وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [الطلاق:1] وقال نبيه يونس {لَا إلَهَ إلّا أنْتَ سُبْحَانَكَ إنّي كُنْتُ مِنَ الظَالِمِين} [الأنبياء:87] وقال صفيه آدم {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا} [الأعراف:23] وقال كليمه موسى {رَبِّ إنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص:16] وليس هذا الظلم مثل ذلك الظلم.

 

ويسمّى الكافر فاسقًا كما في قوله تعالى { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلّا الفَاسِقِين (25) الذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ} [البقرة:26-27] وقوله {وَلَقَدْ أنْزَلْنَا إلَيْكَ آيَاتٍ بَيّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إلّا الفَاسِقُونَ} [البقرة:99] وهذا كثير في القرآن ويسمّى المؤمن العاصي فاسقًا كما في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6] نزلت في الحكم بن أبي العاص وليس الفاسق كالفاسق.

 

وقال عن إبليس {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} [الكهف:50] وقال: {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة:197] وليس الفسوق كالفسوق.

 

فالكفر كفران والظلم ظلمان والفسق فسقان، وكذا الجهل جهلان: جهل كفر، كما في قوله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } [الأعراف:199] وجهل غير الكفر كقوله تعالى {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ } [النساء:17]، كذلك الشرك شركان: شرك ينقل عن الملّة وهو الشرك الأكبر، وشرك لا ينقل عن الملّة وهو الشرك الأصغر وهو شرك العمل كالرياء، قال تعالى في الشرك الأكبر {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [المائدة:72] وفي شرك الرياء {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:110]، ومن هذا الشرك الأصغر قوله صلى الله عليه وسلّم ((من حلف بغير الله فقد أشرك)) رواه أبو داوود وغيره، ومعلوم أن حلفه بغير الله لا يخرجه عن الملّة ولا يُوجب له حكم الكفّار.

 

فانظر كيف انقسم الشرك والكفر والفسوق والظلم والجهل إلى ما هو كفر ينقل عن الملّة وإلى ما لا ينقل عنها.

yHd97587.gif

 

كلام الإمام أحمد بن حنبل يدل على هذا:

 

فإن إسماعيل بن سعد الشالنجي قال: سألت أحمد بن حنبل عن المصرّ على الكبائر يطلبها بجهده إلّا إنه لم يترك الصلاة والصوم، وهل يكون مصرًّا من كانت هذه حالته؟ قال: هو مصرّ مثل قوله: (( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن))(6) يخرج من الإيمان ويقع في الإسلام، ونحو قوله: ((ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق..)) ونحو قول ابن عباس في قوله تعالى {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بشمَا أنْزَلَ اللهُ فأولائِكَ هُمُ الكَافِرُونَ} [المائدة:44]، قال اسماعيل: فقلت له ما هذا الكفر؟ قال: كفر لا ينقل عن الملّة مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر حتى يجيء من ذلك الأمر لا يختلف فيه اهـ.

 

yHd97587.gif

 

وسُئِل العلّامة عبد العزيز بن باز رحمه الله(7):

 

هل يعتبر الحكّام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله كفّار؟

وإذا قلنا: إنهم مسلمون فماذا نقول عن قوله تعالى {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أنْزَلَ اللهُ فأولائِكَ هُمُ الكَافِرُونَ} [المائدة:44]؟

 

الجواب: الحكّام بغير ما أنزل الله قسام، تختلف أحكامهم بحسب اعتقادهم وأعمالهم، فمن حكم بغير ما أنزل الله يرى أن ذلك أحسن من شرع الله، فهو كافر عند جميع المسلمين. وهكذا من يحكّم القوانين الوضعية بدلًا من شرع الله يرى أن ذلك جائز ولو قال: إن تحكيم الشريعة أفضل فهو كافر لكونه استحل ما حرّم الله.

أمّا من حكم بغير ما أنزل الله اتباعًا للهوى أو لرشوة أو لعداوة بينه وبين المحكوم عليه أو لسباب أخرى وهو يعلم أنه عاصٍ لله بذلك وأن الواجب عليه تحكيم شرع الله فهذا يعتبر من أهل المعاصي والكبائر، ويعتبر قد أتى كفرًا أصغر وظلمًا أصغر وفسقًا أصغر كما جاء هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن طاووس وجماعة السلف الصالح وهو المعروف عند أهل العلم. والله ولي التوفيق.

وإلى هذا القول ذهب العلّامة المحدّث الشيخ الأباني والعلّامة ابن العثيمين رحمه الله(8).

 

nXy97587.gif

 

___________________________

 

(1)كتاب الصلاة وحكم تاركها نقلًا من تفسير سورة المائدة لشيخنا مصطفى بن العدوي حفظه الله (ص:293-297) باختصار.(2)انظر البخاري (2475) ومسلم (57)

(3)انظر البخاري (6061)

(4) أخرجه البخاري(121) ومسلم(65)

(5)متفق عليه تقدم تخريجه

(6)صحيح تقدّم تخريجه

(7)مجموع الفتاوى ابن باز (3/990-991) نقلًا من الكواشف الجليه لمحمد رمزان الخاجري (ص:323).

(8) الشريط السبعون بعد المائة السادسة من سلسلة الهدي والنور بتاريخ 12/5/1413 هـ ونشرتها جريدة المسلمون عدد (556) بتاريخ 5/5/1416 هـ انظر الكواشف الجلية (ص:314-323).

تم تعديل بواسطة ~*أم جويرية*~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته؛

 

بارك الله فيكِ سدرة الحبيبة وجزاكِ خير الجزاء على المرور الطيّب،

ونفعكِ وإيانا بما علمنا..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,,

 

بارك الله فيكن أخواتي

 

فانظر كيف انقسم لاشرك والكفر والفسوق والظلم والجهل إلى ما هو كفر ينقل عن الملّة وإلى ما لا ينقل عنها.

 

نعم نعم سبحان الله العظيم!

ربنا اغفر لنا وارحمنا

 

في المتابعة بإذن الله تعالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
KIk97587.gif

 

الإباضية

 

تعريفها:

 

الإباضية فرقة من فرق الخوارج الكبرى، وهم اتباع عبد الله بن إباض.

 

قال شيخ الإسلام(1):

 

وهؤلاء الخوارج لهم أسماء، يقال لهم: الحرورية لأنهم خرجوا بما كان يقال له: حروراء، ويقال لهم: أهل النهروان، لأن عليا قاتلهم هناك.

 

ومن أصنافهم: الإباضية(2) اتباع عبد الله أباض والأزاوفة أتباع نافع بن الأزرق، والنجدات أصحاب نجدة الحروري.

 

yHd97587.gif

نشأة الإباضية:

 

أول ما نشأت الإباضية بصفتها فرقة متميزة في عمان وما حولها، وذلك في النصف الثاني من القرن الأول الهجري وذلك سنة(64) هجريًا، حين خالف بن إباض نافع بن الأزرق في موقفه من المسلمين، حين قال نافع: بأنهم مشركون وتجري عليهم أحكام المشركين، وقال ابن إباض بأنهم كفار نعمة يقاتلون ولا تجري عليهم أحكام الكفار .

 

ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم وعمان تُعد من معاقل الإباضية يحكمها حكام أو سلاطين أو ولاة إباضيون، إلا فترات يسيرة من التاريخ كانت فيها تحت سلطات إسلامية غير إباضية أو استعمارية لكنها بقيت إباضية من حيث المعتقد والسكان غالبًا ولا يزال لهم وجود في حضر موت واليمن(3).

 

ولإباضية عمان امتداد في الساحل الشرقي للخليج جهة إيران حاليًا، والساحل الشرقي لأفريقيا في زنجبار(4) أو تنزانيا كما تسمى حالياً.

 

yHd97587.gif

الإباضية وموافقتها لعقائد الخوارج:

 

الإباضية لا تخالف سائر الخوارج في غالب أصولهم وأشهر مسألة اختلفوا فيها مع غيرهم من فرق الخوارج بعد أن فارقوا ابن الزبير حيث لم يتبرأ من عثمان -رضى الله عنهما- هي:

 

مسألة الموقف مع المخالفين: أي حكمهم على بقية المسلمين، فأغلب الخوارج يرون ما عداهم من المسلمين كفارًا مشركين، يجب قتالهم ولا يجوز مناكحتهم ولا إرثهم ولا أكل ذبائحهم ودارهم دار حرب .

 

أما الإباضية فإنها وإن رأت جواز قتال المسلمين أحيانًا، إلا أنها تقول: بأنهم كفار نعمة ويجرون عليهم أحكام الموحدين من حيث النكاح والإرث والسبي والغنائم، وجواز معايشتهم والإقامة بينهم وهذه المسألة من المسائل التي أجمع كتاب الفرق على أن الإباضية خالفت فيها سائر الخوارج، وأنها تعد من الفوارق الرئيسية بل هي الميزة التي أضفت على الإباضية سمة الاعتدال تجاه المخالفين والتي جعلت الأباضية تعايش بقية المسلمين وتسالمهم حتى اليوم .

 

ويحاول بعض الأباضية المتأخرين عبثًا وتكلفًا لهذا السبب وغيره، أن يخرج الإباضية من الخوارج، وهذه مغالطة لا يقرهم عليها أحد من أهل العلم، بل إن الإباضية أنفسهم يعتدون ويقولون ويؤرخون لدعوتهم بما يعطينا الأدلة القاطمة بأنهم من الخوارج(5).

 

yHd97587.gif

جملة من عقائد الإباضية ومنهجهم وسماتهم:

 

يتفق العلماء والباحثون قديمًا وحديثًا على أن الإباضية في أصوالها العقدية فرع من الخوارج وتلتقي معهم في أغلب الأصول التي خرجت بها الخوارج على الأمة(6).

 

وهاهي أصوال الإباضية ومنهجهم وسماتهم:

 

1-تعطيل صفات الله:

 

2-قول بعضهم بخلق القرآن.

 

3-نفي رؤية الله تعالى في الآخرة.

 

4-تجويزهم الخروج على الحكام الظلمة.

 

5-تكفير مرتكب الكبيرة كفر نعمة أو كفر نفاق.

 

6-إنكار الشفاعة لأهل الكبائر.

 

7-طعنهم في الصحابة كعثمان وعلي وعمرو بن العاص وطلحة والزبير -رضى الله عنهم- وأصحاب الجمل (7).

 

yHd97587.gif

عقيدة أهل السنة والجماعة ومفارقتها لعقائد الإباضية:

 

1- عقيدة السلف في الصفات

 

أن صفات الله -عزوجل- من الأمور الغيبية والواجب على الإنسان نحو الأمور الغيبية: أن يؤمن بها على ما جاءت، دون أن يرجع إلى شيء سوى النصوص، قال الإمام أحمد -رحمه الله- لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، ولا يتجاوز القرآن والحديث(8).

 

قال شيخ الإسلام(9):

 

في معرض كلامه عن صفات الله: من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل(10) انتهى.

 

2-عقيدة أهل السنة والجماعة في أن القرآن كلام الله.

 

جمهور أهل العلم من السلف والخلف على أن القرآن كلام الله غير مخلوق.

 

قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ}[التوبة:6].

 

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-(11):

 

مذهب سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وغيرهم مادل عليه الكتاب والسنة وهو الذي يوافق الأدلة العقلية الصريحة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، فهو المتكلم بالقرآن والتوراة والإنجيل وغير ذلك من كلامه، ليس ذلك مخلوقًا منفصلاً عنه، هو سبحانه يتكلم بمشيئته وقدرته، فكلامه قائم بذاته، ليس مخلوقًا بائنًا عنه.

 

ثم قال-رحمه الله-(12):

 

ومن جعل كلامه مخلوقًا لزمه أن يقول المخلوق هو القائل لموسى {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }[طه:14] وهذا ممتنع لا يجوز أن يكون كلامًا إلا لرب العالمين، وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن والتوراة وغير ذلك من الكتب بمعانيها وألفاظها المنتظمة من حروف لم يكن شيء من ذلك مخلوقًا، بل كان ذلك كلامًا لرب العالمين.

 

3-أجمع أهل السنة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم على رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة:

قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }[القيامة: 22،23] عن عبد الله البجلي قال كنا جلوس مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال: "إنكم سترون ربكم عيانًا كما ترون هذا لا تُضامون(13) في رؤيته"(14).

 

قال الإمام أبو العز في شرحه للطحاوية(15):

 

قال تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس: 26] فالحسنى: الجنة والزيادة هي النظر إلى وجهه الكريم كما فسرها بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة من بعده كما روى مسلم في صحيحه عن صهيبة، قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس: 26] قال: " إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئًا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عزوجل-وهي الزيادة-"(16) ورواه بأسانيد متعددة وألفاظ أخرى، معناها أن الزيادة: النظر إلى وجه عزوجل.

 

وكذلك فسرها الصحابة -رضى الله عنهم- روى ابن جرير عن جماعة منهم: أبو بكر الصديق وحذيفة وأبو موسى الأشعري وابن عباس -رضى الله عنهم- وفي (ص:157) قال: أما الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضى الله عنهم- الدالة على الرؤية فمتواترة، رواها أصحاب الصحاح والمساند والسنن.

 

4-جمهور السلف والخلف لا يكفرون مرتكب الكبيرة:

 

بل هو عاص ويثبتون الشفاعة لأهل الكبائر وسائر الشفاعات التي وردت في الكتاب والسنة: وقد سبقت المسألة(17).

 

5-حب الصحابة أمر واجب

 

وأن بغضهم نفاق والترضي عنهم جميعًا والكف عما شجر بينهم، واعتقاد عدالتهم لأنهم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ونقلة دين الله وقد أثنى الله تعالى عليهم ورضى عنهم ووصفهم بالصدق بنص القرآن والآيات القرآنية والأحاديث في مدحهم وعظيم قدرهم كثيرة نذكر منها:

 

قول الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}[الفتح: 18] إلى قوله: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}[الفتح:29].

 

وقال سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}[التوبة:100].

 

قال تعالى: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }...إلى قوله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }[الحشر:8-10].

 

قال القرطبي رحمه الله(18):

 

هذه الآية دليل على وجوب محبة الصحابة لأن جعل لمن بعدهم حظًا في الفيء ما أقاموا على محبتهم وموالتهم والاستغفار لهم.

 

وفي(ص:34) قال: أمروا أن يستغفروا للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.

 

قال ابن عباس رضى الله عنهما: أمر الله تعالى بالاستغفار لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهو يعلم أنهم سيفتنون .

 

وقالت عائشة-رضى الله عنها-:أمرتم بالاستغفار لأصحاب محمد فسببتموهم انتهى.

 

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يأتي على الناس زمانٌ فيغزو فئامٌ(19) من الناس فيقولون فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم فيفتحُ لهم"(20).

 

عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاتزالون بخير مادام فيكم من رآني وصاحبني والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني"(21).

 

 

 

________________

 

1-مجموع الفتاوى(7/480).

 

2-الأباضية والإباضية شيء واحد-فذكرت هذه الفرقة في كتب المؤرخين بالفتح والكسر-انظر الملل والنحل(1/146)والفرق بين الفرق(ص:74)وغيرهما.

 

3-راجع: الإباضية دراسة مركزة(معمر)33،34 والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة(ص: 19) نقلاً من رسائل ودراسات(2/80).

 

4-مختصر تاريخ الإباضية للباروني(ص:26،27،61)المصدر السابق.

 

5-الإهواء والافتراق والبدع-لناصر العقل(2/69-70).

 

6-انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري(1/183)الفرق بين الفرق للبغدادي(ص:103)المللوالنحل للشهرستاني(1/133) المعارف لابن قتيبة(ص:622) المصدر السابق.

 

7-أصحاب الجمل: محصلها أن عثمان لما قتل وبويع علي بالخلافة خرج طلحة والزبير إلى مكة فوجدا عائشة وكانت قد حجت، فاجتمع رأيهم على التوجه إلى البصرة يستنفرون الناس للطلب بدم عثمان، فبلغ ذلك عليًا فخرج إليهم، فكانت وقعة الجمل، ونسبت إلى الجمل الذي كانت عائشة قد ركبته وهي في هودجها تدعو الناس إلى الإصلاح فتح الباري(7/734) قال الحافظ بن حجر: أن أحدًا لم ينقل أن عائشة ومن معها نازعوا عليًا في الخلافة، ولا دعوا إلى أحد منهم ليولوه الخلافة، وإنما أنكرت هي ومن معها على علي منعه من قت قتلة عثمان وترك القصاص منه، وكان علي ينظر أولياء عثمان أن يتحاكموا إليه، فإذا ثبت على أحد بعينه أنه قتل عثمان اقتص منه، فاختلفوا بسبب ذلك الفتح(13/60-61)انتهى.

 

لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب، فقالت: ما أظنني إلاراجعة، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لنا: أيتكن تنبح عليها الكلاب الحوأب؟ فقال لها الزبير: ترجعين عسى الله عزوجل أن يصلح بك بين الناس؟ أخرجه الإمام أحمد(6/97) نقلاً من الفتن والملاحم لشيخنا(ص:130).

 

8-العقيدة الواسطية لابن تيمية بشرح العثيمين(1/64).

 

9-المصدر السابق(1/75).

 

10-وهذه المسألة وغيرها من مسائل الصفات مبسوطة في كتب العقيدة لأن المقام الأول لا يتسع للكلام عن صفات الله عزوجل.

 

11-مجموع الفتاوى(12/37).

 

12-مجموع الفتاوى(12/42).

 

13-لاتضامون في رؤيته: لا تجتمعون لرؤيته في جهة ولا يضم بعضكم إلى بعض بالفتح(13/436).

 

14-أخرجه البخاري(7436)ومسلم(633).

 

15-شرح العقيدة الطحاوية(ص:153،154).

 

16-أخرجه مسلم(181).

 

17-باب عقيدة أهل السنة والجماعة ومفارقتها لمنهج الخوارج.

 

18-الجامع لأحكام القرآن(18/33).

 

19-فئام: أي الجماعة-الفتح(7/7).

 

20-أخرجه البخاري(3649)ومسلم(2532).

 

21-أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/178) نقلاً من فضائل الصحابة لشيخنا-حفظه الله-.

 

nXy97587.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

ما شاء الله موضوع مهم جداً

 

لم أنتبه إليه إلا الآن و لكنه يجعل المسلم منا واعياً عارفاً بالمنهج الصحيح و المنهج الخاط

 

بارك الله فيكن يا أزهاز المنتدي ز جعل ما تقدمن في ميزان حسناتكن :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×