اذهبي الى المحتوى
أزفـــ الرحيل ـــ

يوميات طبيبة نسائية

المشاركات التي تم ترشيحها

وقف الطبيب يتطلع في كل تلك الأوراق.....ثم بدأ بالحديث إلى زوج ابنتي...

فتشجع زوجي واتجه إليهما لسماع ما يدور.....أما أنا فآثرت البقاء حيث أنا.....

أو.... لِأكن صادقة معك....لم أكن أحس بأنني أمتلك قدمين تستطيعان الحركة من جديد..باتجاه ذاك التجمع...get-2-2008-dbttwedi.gif

أقبل إلينا حاملا معه أوراقه..تاركا وراءه زوج ابنتي يقاوم دموعه..

أما زوجي فاخترق كل حاجز الألم الذي كان يحسه...ولحق بالطبيب مسرعا حتى يقف بجانبنا...

ويضع يده على رأس ابنتنا ليتلو عليه بعض آيي الله تعالى في سره...

دون النظر إلى ماسيقوله طبيبنا....

...فقد كان يعرفه مسبقا..

حاول الطبيب أن يكون لطيفا معنا في نقل ما ابتلينا به......

وسعى إلى تبسيط لغة المصطلحات إلى كلمات يستطيع عقلنا المتواضع فهمها....

..وفهمنا..

نعم فهمنا ....وتأكد ما كنا نخشاه...get-2-2008-dbttwedi.gif

ما تعانيه ابنتي هو نوع من الشلل الذي يُسببه التهاب فيروسي يمكن أن يتعرض له كل الناس عن طريق الاستنشاق....

فيروسا صغيرا لايرى بالعين المجردة يمكنه أن يسبب الشلل لهذه الأجساد الكبيرة،ويمنعها من الحركة بصورة كاملة...

ياسبحانك يارب....

أيها الطبيب .....أرجوك....قل كلاما يعقل...

واصل شرحه بهدوئه المعهود...

وأوضح أن الفيروس يهاجم النخاع الشوكي في أي مكان مسببا التهابه،وتلفه....

وتكون الأعراض وقوة الشلل حسب الجزء المصاب....

حيث تتدرج من شلل نصفي في الساقين فقط،

إلى شلل كامل يشمل اليدين أيضا..

وقد تكون الحالة أسوأ عندما يسبب شلل عضلات التنفس والذي يؤدي إلى الوفاة في هذه الحالة...

وابنتكما بعيدة من هذه المرحلة والحمدلله....

الحمدلله...الحمدلله...ليس أمامنا سوى ترديد هذه الكلمة....

فوحده سبحانه المحمود على أي ابتلاء....rose.gif

بالتأكيد لم تتحمل ابنتي ما قاله...فبدأت بالبكاء...

سعيت لتهدئتها...أما زوجي فبدأ بسؤال الطبيب عما يمكن عمله....

فلم يجد جوابا عنده....من سيجيب هو أخصائي الأمراض العصبية والذي لن يحضر إلا صباح الغد...

وستكون معه بالتأكيد أخصائية أمراض النساء والتوليد لحمل ابنتي........

معا سيحددا طريق العلاج الذي سنسلكه......وحتى الغد سنبقى في أحد عنابر المستشفى....

دون أي علاج سوى بعض المحاليل المغذية،والمتابعة......

هذه كانت آخر كلمات طبيبنا...get-2-2008-dbttwedi.gif

 

 

تم نقلنا إلى عنبر مُلئ بعدد كبير من الأسرة...

كانت نظرات النسوة فيه مركزة علينا....

وبالتحديد على ابنتي التي حُملت ووُضعت دون أن تبدو منها حركة......

وكما توقعت...لم تمضي ساعة على استقرارنا حتى بدأن النسوة بالحديث إلينا والاستفسار عن حالتنا....وبإلحاح.. :wub:

حاولت ابعادهن بلطف حتى لاتتضايق ابنتي من وجودهن.....

ولكنها رياح الفضول العاتية.....

فضول النساء....الذي لم يقدم سوى الضغط النفسي عليها ، وزيادة المعاناة لديها....sad_2[1].gif

كنت أعيد قصتنا أكثر من مرة في الساعة...

فكلهن يردن التوضيح ومن ثم التبرير...

دون مراعاة لما يحفره هذا الحديث داخل ابنتي....من ألم عميق...get-2-2008-7gwplast.gif

بدأ الضيق من أول يوم يتسلل إلينا...خاصة مع نظرات الشفقة التي كنا نحس بها تطوقنا...

فانتظرنا شمس الغد لتشرق علينا وتبدأ معنا يوما جديدا قد يحمل لنا ضوءا ينير علينا العتمة التي كنا فيها حتى ليلتنا هذه....ولكن..!!

تنهدت الأم قليلا...لتواصل :

ولكن..!!لم يكن ذاك الصباح كما تمنيناه...get-2-2008-dbttwedi.gif

حضر أحد الأطباء الصغار الذين شاهدناهم أول دخولنا.....

طلب منا اعادة ماذكرناه بالأمس،حتى يكتبه في الملف الطبي الخاص بنا....

ثم بدأ بالكشف على ابنتي مرة أخرى،ودوَن ملاحظاته،....

ومن ثم غادرنا بعد أن وعدنا بعودته مرة أخرى مع باقي الأطباء....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مرت دقائق...تلتها الساعات...وطبعا لم تستطع ابنتي أن تتذوق أي طعام،رغم كل المحاولات...

وبعد انتظار_قرأت خلاله سور من القرآن الكريم حتى أًشغل نفسي عن مريضات العنبر_..

حضر فريق الأطباء يتقدمهم رجل كبير في السن عرفت فيه الأخصائي المنتظر....

لحق زوجي وزوج ابنتي (اللذان كانا بالخارج) بالفريق....ووقفا بصمت...

بدأ الأخصائي بالاستماع إلى الملخص الذي قدمه النائب عن حالتنا....

(بلغتهم التي لايفهمها غيرهم).....واطلع على كل الفحوصات أمامه.....

ثم استأذننا بالكشف على ابنتي....

كان كشفا مطولا يختلف عن غيره....أكد لنا بعده التشخيص الذي وصلنا إليه بالأمس....

وكان صريحا معنا في أن العلاج سيأخذ وقتا طويلا جدا...والتحسن قد يكون بطيئا......

وأنه لن يحدد نوع العلاج أو جرعته إلا بعد أن يجلس مع أخصائية النساء والتوليد....

التي ستأتي لزيارتنا بعده بقليل...

وعدنا للإنتظار..get-2-2008-dbttwedi.gif...دون أي كلمة.....

سوى التسبيح والاستغفار اللذان أصبحا يخرجان من أفواهنا باستمرار..دون وعي منا.....

حتى جاراتنا بالعنبر جئن بفضول ليعرفن ما قال الاخصائي...

ولم يجدن عقلا شاغرا يمكنه التركيز معهن للاجابة....

فلم يكن أمامهن غير الصمت..والانتظار معنا....

 

ونواصل استماعنا إلى ما بدأته الأم من حديث :get-2-2008-dbttwedi.gif

غلب الصمت علينا...زوجي،صهري...وأنا..!

...لم يتحدث أيُنا بكلمة...ويكأن الكلمات قد تجمدت في حلوقنا ..فلم تجد ما يذيب جليدها...

أما نظراتنا فقد كانت ثابتة في......لا أدري.......

حقا لا أعرف أين كانت أعيننا تركز النظر.......

لكني أتذكر أن كلاً منا كان حريصا على تفادي نظرات الآخرين...

حتى لايلحظ أي دمعة يمكن أن تسبب اندفاع الدموع من عينيه هو أيضا.....نعم....

فقد كانت هناك غيمة من الدموع تريد أن تمطر قد تغشتنا......

ووجدت رياحا من الشجاعة تهب وبقوة لتفرقة تلك الغيوم....

ومنعها من النزول أمام نظرات ابنتي.....

ابنتي....الله يلطف بحالها....

لقد كانت تلك اللحظات من أقسى الصخور التي اعترضت طريق رحلتها،ووجدنا من الصعب تكسيرها...

تنهدت الأم قليلا مرددة : الحمدلله رب العالمين....

لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين...

وحضرت من كنَا بانتظارها.....أخصائية أمراض النساء والتوليد...

امرأة وقورة ذات بسمة تريح القلوب...get-2-2008-dbttwedi.gif

أقبلت علينا وسط نفس الفريق الذي استقبلنا أول حضورنا....ألقت بالسلام علينا...

وأظنها أحست بما تعانيه ابنتي من ألم...فأمسكت بيدها الميتة بين يديها

وبدأت بالمسح عليها بلطف وهدوء وكأنها تبعث رسائلا من الطمأنينة إلى داخل قلبها المبتلى....

ثم التفتت باتجاه النائب ليعيد على مسمعها ملخصا لحالتنا....

قام النائب بواجبه..وعرض عليها كل فحوصاتنا....

ورغم أنني لم أفهم ما يقولون إلا أنني أحسست بالدهشة ترتسم على وجهها

وهي ترفع فحص الموجات الصوتية التي يظهر فيها وبوضوح صورةً لحفيدي الصغيرين

وقد استقر كل منهما في مكان بعيدا عن ما يدور حولهما.......

ومن يدري...ربما كانا يحسان بما تعانيه أمهما....

فتقوقعا على نفسيهما وبدآ بالدعاء والابتهال إلى خالقهما وخالق أمهما...

....نافخ الروح بهما .....الله الواحد الأحد القدير على كل شئ سبحانه...

....ولم لا....

فالذي يجعل الطيور في السماء،والزواحف على الأرض....يسبحن بحمده

والذي يستمع إلى تسبيح النبات والأحجار...والجبال والأنهار...

...قادر على تمكين الأجنة من التسبيح والدعاء له داخل كل الأرحام...get-2-2008-dbttwedi.gif

انتبهت من أفكاري تلك على صوتها....كانت توجه سؤالا إلى ابنتي...

لم أسمعه تماما....ولكن ردت ابنتي بأن هذا حملها الثاني...

ولها بنت من الحمل الأول..

أعادت يد ابنتي بأمان بجانب جسدها......واستأذنتها بالكشف...

الذي اختلف عن الكشوفات الأخرى....فقد كان مركزا على بطنها...وسماع نبض الأجنة...

...واستمعت إليهما...وتأكدت من سلامة نبضهما...get-2-2008-dbttwedi.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انتهى ذلك الكشف.....

ووجهت حديثها إلى من يحيطون بها ويفهمون لغة الرموز الطبية عندها.....

ثم اتجهت إلينا....بملامح لا أستطيع تمييزها...

فقد رسمت ابتسامة باهتة على وجهها...

أحسست كأنها قناع من أقنعة الأطباء الكثيرة التي يرتدونها لإخفاء معاناتهم مع مرضاهم..وحزنهم على آلامهم..

بدأت حديثا صريحا تخللته بعض عبارات المواساة...

فهمنا منه أن العلاج المتبع في هذه الحالة به الكثير من المخاطر على حياة الأجنة....

وأنها ستقابل الآن أخصائي الأمراض العصبية في اجتماع مغلق لتحديد أفضل سبل المعالجة...

ولكن يجب أن نضع في بالنا أن هناك بالتأكيد ضحية....إما الأم أو الأجنة......get-2-2008-dbttwedi.gif

وتركتنا....على أن تعود بعد اجتماعهم...

راجيةً منا دعاء الله تعالى أن يلطف بابنتنا وأجنتها...وأن يحفظ لها ابنتها..

وما لنا ونيسا غير الدعاء....؟!!..

منذ ابتلائنا هذا وسلوى قلوبنا هو الدعاء....

يالطيف الطف بحالنا..وحال ابنتنا..وضعف أجنتها...

يا مثبت القلوب ثبت قلبنا على دينك...

يارحمن يا رحيم برحمتك نستغيث...

بقيت النسوة بالعنبر بعيدا....ينقلن النظر بيننا...

على أمل أن يجدن نظرة تشجيع تحفزهن للاقتراب وبدء الحديث بأسئلة ليس لديها الآن أي مجيب..!!

انتهى الاجتماع.....فقد أقبل علينا أخصائي الأمراض العصبية ومعه نائبه...

وأخطرنا بضرورة الانتقال من قسم الباطنية إلى هذا العنبر...الذي نحن فيه الآن...

عنبر الحوامل بقسم أمراض النساء والتوليد...

وسنكون تحت رعاية أخصائية ذلك القسم وفريقها الطبي...

أما هو فسيقوم بزيارتنا مرة واحدة في الأسبوع لمتابعة العلاج الذي سيحدده لنا...

والذي علينا الالتزام به للتخفيف من أعراض الشلل التي تعاني منها ابنتنا..

ثم اتجه بعيدا....وأشار النائب إلى زوجي وصهري أن يتبعاهما...

وهنا قررت اللحاق بهما أنا أيضا حتى تكتمل الصورة أمامي ....مهما كانت قساوتها..

 

كان الأخصائي صريحا معنا.....لم يجد وسيلة أخرى توضح لنا الحقائق سوى الصراحة..

الأمل ضعيف جدا لشفاء ابنتي...

فالجزء الذي تلف من النخاع الشوكي بعد الالتهاب الفيروسي لا أمل في عودته لحاله الأول...

وكل ما يمكن عمله هو محاولة تأهيل ابنتي ببعض تمارين العلاج الطبيعي...

وتخفيف الالتهاب الحالي والسيطرة على الفيروس من أن يصيب أماكن أخرى بتناول بعض المضادات الحيوية والكورتيزون...

وهذه هي العقبة الثانية...

ففي هذه الأدوية الكثير من الآثار الجانبية التي تضر بالأجنة...وتهدد حياتها..

لذلك أقول أن القرار بيدكم الآن....

أن نبدأ بالعلاج مهما كانت عواقبه على الأجنة...

أم نترك أمره...ونتحمل ما يجره هذا الإختيار من تدهور في حالة الأم....ولربما أجنتها معها..؟

القرار لكم...!!!!

بهاتان الكلمتان تركنا هذا الأخصائي....

 

تقول الأم مكملة :بهاتان الكلمتان تركنا الأخصائي......القرار لكم... كلمتان فقط .....كانتا كلقمة جافة يابسة وقفت بالحلوق...

لم تنزل لتريحنا،ولم نستطع لفظها... لنعاود الكلام من جديد... التقت نظراتنا أخيرا.....

ولا أعرف ان كانت دموعنا تنزل أم جفت هي الأخرى...

فقد كانت نظرات حاسمة لقرار صعب ....علينا نحن اتخاذه.....والآن.. لم ينتظر زوجي سماعنا......لحق ركضا بالطبيب ليخبره ما كان يجول بخاطري أنا أيضا... قرارنا هو ابنتنا.....

افعل ما تراه مناسباَ لإعادتها لنا....والله وكيل بها وبأجنتها...........وبِنا... عدنا إلى ابنتي التي تركناها مضطرين....

فرأيت جارتها بالعنبر تحاول الكلام معها بحثا عن اجابة لكل ما جال بداخلها من أسئلة حول الأخصائي وما قرره.......

أما قرة عيني فكانت تبحث بعينيها عني حتى أبعد عنها معاناة استرجاع أمرا يزيد الضغط على جرحها....

فأسرعتُ نحوها مُسعِفة...

وطلبت من تلك السيدة تركها تنام بسلام وغدا يوم جديد.....يمكننا فيه الكلام... وفي مساء نفس اليوم...

وبينما ابنتي في نومها بعد حبة منومة تناولتها من الممرضة.....

حضرت عدد من العاملات لنقلنا إلى القسم الجديد...

فرجوتهم عدم ايقاظها وحملها في هدوء.... فقد كان نومها راحة لها من واقع مؤلم مازلنا نعوم بين أمواجه....

ولاندري بأي شاطئ تقذف بنا...rose.gif قمت بتوديع جاراتنا موضحة مكاننا الجديد.....

وطلبت منهن العفو عن كل تقصير من أخت لهن لها قلب في سجن الحزن أسير..... أخذت منهن عهدا بالتواصل معنا....

وعدم التوقف عن الدعاء.....لأجل ابنتي....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

استيقظت ابنتي صباح يوم جديد....أحسَت بأشعة الشمس تدغدغ عينيها....

فحاولت رفع يدها لحجز الضوء عنها......

ولم تستطع.....

ويبدو أن شريط ما حدث باليومين السابقين في تلك اللحظة..قد رجع..وبسرعة أمامها...

فصرخت مستغيثة بربها...

يا لطيف الطف بي يارحمن يارحيم....برحمتك أستغيث.. كنت نائمة في هذا الكرسي الذي أجلس عليه الآن....حين استيقظت على صوتها...

وجدت نفسي بلاتفكير أتحرك نحوها وأضمها إلى صدري قبل أن أفهم....

ولكن ماذا أريد أن أفهم؟...

فما تعانيه وماستعانيه أصبح واضحا وضوح الشمس المطلة علينا بأشعتها من هذه النافذة التي تجاور سريرنا.... حاولت تهدئتها بتلاوة بعض آيات الله....

وعيناي تدوران في العنبر الذي نقلنا إليه بالأمس....

والذي لم يختلف عن سابقه....

إلا في مريضاته... فقد كان الحمل باديا عليهن....ونظرات القلق تبدو واضحة على وجوههن....

القلق على أجنة ينتظرنها منذ شهور..بأمل... وما حالهن أسوأ من حالي.....حال أم يهزها القلق على ابنتها....

وعلى حفيدين لا زالا بداخلها...... الحمد لك يا رب دائما و أبدا......اللهم اعنا على ابتلائك بالصبر والصلاة وحسن العبادة.... اللهم ان كان حملهن فيه خير لهُن فتممه لهؤلاء و لابنتي بذرية صالحة معافاة.... وان كان فيه أذىً فصرفه عنهن وعنا...

وارزقنا الصبر والثبات من عندك...واخلف لنا خيرا منه....أنت العليم الخبير وحدك لاشريك لك... تقدمت نحونا والدة احدى المريضات لمواساتنا....والاطمئنان على حالنا....

وترددت قبل أن تسأل عن معاناتنا..... لم أجد بدا من الاجابة....فأمرنا قد صار واقعا لابد لنا مواجهته.....

وبإيمان قوي ......وعدم الهروب منه بالصمت.....ومحاولة النسيان..... حتى ابنتي عليها مواجهة أمرا تعيشه ...وستعيشه...

كل صباح وكل مساء...

إلى أجل غير مسمى..!! فهذا ابتلاء ربنا لعباده المؤمنين...وما عندنا غير الحمد والصبر لوجهه سبحانه.. حكيت لها موجزا موضحا لأهم الجوانب....بصوت يمكن أن يصل لكل القريبين منا....

حتى تتبين الصورة أمام من يهمه معرفتها....فقد تطول رحلتنا بينهن..

وقد أجد العون منهن ولو بدعوة في ظهر الغيب لأجل ابنتي.... والحمد لله .....كانو جميعا أخوات لابنتي....

حاولن الاقتراب منها والتخفيف عنها...

حتى أنهن اتفقن على تناول غداءهن بجانبها...

وكل واحدة تسعى لتشجيعها على تناول لقمة من يدها..... مسحت الأم دمعة وجدت طريق الهروب من عينيها....

ونظرت الى تلك المريضات حولنا..وقالت : صدقيني يادكتورة....

أننا لم نحس بالأيام التي بقيناها في هذا العنبر إلا كيوم أو بعض يوم......

من لطف المعاملة والمحبة التي أُحِطنا بها....من بناتي اللاتي في العنبر..وأمهاتهن...

ومن الفريق الطبي المتابع لنا...خاصة الأخصائيان....

اللذان كان لكل منهما أسلوبه الراقي في التعامل مع ابنتي... كنت أحس بالبسمة قد عادت إليها...

وكنت أحيانا أسمع ضحكتها التي حرمت منها بعضا من الزمان... ضحكة لم يعكر صفوها ويمنع استمراريتها......إلا أمرا واحدا........ غياب ابنتها.........وزوجها..!! نعم زوجها.....الذي أحبته وأخلصت له......

اختفى من حياتها...ومعه ابنتها...! عندما وصلت الأم لهذه النقطة......بدأ الضيق يتسلل إلى مريضتنا.....

ومرت بنوبة من البكاء الذي حاولت السيطرة عليه.....

وطلبت من الأم التوقف عن الحديث...get-2-2008-dbttwedi.gif

 

بقيت بجانب المريضة حتى هدأت.....

واعتذرت لها إن كنت تسببت في إجترار أمر أدى إلى كل هذا الضيق...

هدأت..بعد التسبيح والاستغفار.....

وسمعت صوتها الذي كنت أنتظره منذ بدايتنا...

قالت :

أن ما تمر به أمرا يصعب عليها تحمله......وأنها لاتظن أن هناك من يقاسي مثلها....

فما روته أمها هو جزء من معاناتها....أما هي فستكمل لنا الباقي....

رغم مافيه من مرارة تُذهب حلاوة كل جميل تراه أو تسمعه....

طلبت منها تأجيل الكلام إلى بعد حين....ولكنها فضلت الحديث....

فالتأجيل لن يغير شيئا مما ترسب بداخلها..صحيح أنها تفضل الابتعاد كثيرا عما حولها....

ومناجاة ربها عبر هذه النافذة....

ولكنها تعود أحيانا لأجل أمها....

التي تعبت معها كل هذه الشهور....فلاتريد أن تزيد عليها ماتقاسيه من قلق....

ثم أنها تنحدر من والدين تعلمت منهما مواجهة الابتلاء بإيمان قوي مدعوما بذكر الله ..get-2-2008-dbttwedi.gif

وتواصل حديثها فتقول..:

كما قالت أمي....

وجدت بعض السلوى بين أخواتي هنا....

ولكنهن لم يستطعن شغلي عن سؤال كنت لا أمِلُ عن تكراره....

أين زوجي؟

ولماذا لم يحضر لي ابنتي لأراها...؟

اختلف الجواب بين أمي وأبي.......

كان كل منهما يصبرني بعذر جديد...

تقبلتُ الأمر في بادئه رغم عدم الاقتناع....ومن ثم زاد الشوق علي....

شوق لرؤية حبيبتي التي حرمت من حملها بين ذراعي.....

ولهفة لاحساسي بزوجي يقف بجانبي لدعمي وتشجيعي.....

فكلامه يحمل الكثير من الأثر علي بعد هذا الوضع الذي استجد بي.....

وعن طريقه يطمئن قلبي من تمسكه بي رغم كل الظروف...

ويبعث الأمل بداخلي للاستمرارية....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعندما استمر غيابه لأسبوعين لم يكن أمام والدي سوى التصريح لي بحقيقة جديدة.....

تقف موازية لكل الحقائق التي واجهتها في رحلتي هذه...

لقد قرر زوجي الابتعاد بابنتي....

فهو يرى أنه مامن داعِ لجعل ابنتنا تعاني من رؤية أمها بهذا الحال...

وتلاحظ عدم قدرتها على حملها أو اللعب معها كما تعودت.....

أما هو فلديه الكثير من العمل الذي عليه انجازه .....

ولافائدة من البقاء بجانبي بعد أن تأكد من أن حالتي ميؤوس من تقدمها....

وواصل بأنه مطمئن علي بين والدي....

وأنه سيواصل السؤال عني من حين إلى حين....

هكذا ختم حديثه لوالدي..

وهكذا كان ختام حياتي معه....هكذا بلا انذار أو تمهيد...

لقد كان وقع كلامه على نفسي..... أقوى مما تركه الفيروس في جسدي...get-2-2008-dbttwedi.gif

كانت صدمة قوية....لم أستطع تحملها....لماذا؟get-2-2008-dbttwedi.gif

لماذا ...؟

إلى متى سأتحمل كل هذه الضربات من أمواج البحر الهائجة التي تتقاذفني في كل اتجاه...

إلى متى أقاسي....داخل جسد فقد إحساسه الخارجي منذ زمان....

ولكن داخله مازال يحترق بمشاعر الألم...؟

أُصبت باليأس.....بل قيل أن ما أعانيه نوعا من الاكتئاب يجب علي الخروج منه...

فقد هجرت عيناي النوم..ونسيت معدتي الطعام....

حتى دوائي لا أذكر أنني كنت ملتزمة بتناوله.....

 

ولماذا أتناوله...

وابنتي التي أحارب المرض لأجلها قد سُلبت مني...

وحُرمت من حضنها وتقبيلها...؟

أما زوجي..الذي عشت معه سنين من عمري ورسمت طريقي بجانبه....

تركني في منتصف طريقنا...

وسط عتمة لم يضيؤها إلا نور والديَ حفظهما الله لي....

نورا اقتبس منه الآن الشجاعة حتى أقف على قدمي من جديد...rose.gif

 

 

بقيت على حالي هذا زمنا.....

حاول الأطباء اخراجي مما أنا فيه....

وسعو مشكورين للتحدث مع زوجي عله يعود إلى الوقوف بجانبي ولو بعد حين....

ولكن هيهات....

ويكأن ربي قد غضب من تخاذلي وضعف إيماني......

ويكأنه أراد تنبهي وتذكيري بامتحان جديد...

بأن ما ابتليت به لا يساوي ما عانى منه أنبياءه منذ قرون....

واللذين كانو يستقبلون الابتلاء وراء الابتلاء

بصبر واحتساب.....get-2-2008-dbttwedi.gif

ففي صباح يوم جديد......

وبينما زميلة لك تَسبِقُكِ تكشفُ على بطني كما تعودتُ كل صباح.....

إذ رأيت الانزعاج باديا على وجهها....

فخرجت وعادت بعد قليل مع النائب الذي أعاد الكشف علي...

ليؤكد ما سمعته الأولى....لقد توقف نبض أحد الأجنة.....

نعم فقدت أحد ابنائي...!!

أما الآخر فما زال ينبض بالحياة...حتى وقتنا هذا..get-2-2008-dbttwedi.gif.

الحمد لك يارب .....

لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين....

لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين...

لم أجد أمامي سوى ترديد هذا الدعاء....

الذي أخرج نبينا يونس من بطن الحوت ....بعد أربعين عاما.......

فمتى يكون الخروج لي؟؟؟....

الهي أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي.....

الهي إني أمَتُك ابنة أمَتُك.....أسألك اللهم عفوك ورضاك...

رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين....

كثيرة هي الأدعية التي مرت برأسي تلك اللحظة.....ويالها من لحظة..!!

كنت أحاول تكسير هذه الصخرة الجديدة التي ظهرت هي الأخرى لتسد طريق التفاؤل أمامي...

وتطفئ بريق الأمل من جديد..

كنت أحاول تفتيتها بآيات ودعاء لو أُنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله...

فما بالنا نحن البشر الضعفاء.....

فلن ينفعني النحيب على أمر كان مفعولا.....

وماذا فعل لي البكاء من قبل سوى جفاف الدمع ،وتقرح القلب؟.....

علي الدعاء والصبر ثم الصبر...فما لي غيرهما ونيس....

نظرتُ إليها باعجاب وتقدير....وجهتُ النظر إلى أمها التي تمسح على شعرها....

ومن حركة شفتيها يبدو لي أنها كانت تردد بعض آيات الكتاب الكريم...

صدقوني أخواتي......

أنني لم أرى خلال عملي مثل هذه المرأة وأمها إلا قليل....

في قوة الصبر والثبات أمام رياح الابتلاء.....

اللهم أدمها عليهما نعما واحفظها من الزوال... ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا ما أحييتنا...get-2-2008-dbttwedi.gif

 

 

بقيت على حالي هذا زمنا.....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وتواصل المريضة حديثها وتضيف :

get-2-2008-dbttwedi.gif

لم أشعر بحركة طفلي بأحشائي....لأكتشف وفاته....

كان الخبر مفاجئا لي....وعدت لنفس السؤال....

لماذا ؟

وما هو مصير الآخر...؟

يالهذا المرض العجيب....حرمني من الاحساس بما يحيط بي والتواصل معه....!

حرمني من ضم ابنتي إلى صدري،..!حرمني من الامساك برأس أمي لتقبيله،

ومن الانحِناء علي يد أبي للسلام عليها..!

حرمني حتى من الشعور بحركة ولديَ بداخلي مثل كل الأمهات....!

شيئا واحدا لم يحرمني منه.....

احساس الجرح الذي تركه زوجي بداخلي....

لم يستطع ايقافه..أو حتى تخفيفه...وكأنه لم يمر بأعصاب ذاك المكان....get-2-2008-dbttwedi.gif

....

غريب أنت أيها الفيروس....تقضي على الاحساس الجسدي..

ولكنك تبقى عاجزا عن الألم النفسي..

أخطرني الطبيب بأن عدة أسباب قد أدت لهذا الأمر....

قد تكون من العلاج الذي أتناوله؟

أو من عدم انتظامي بتناول الدواء..؟

وربما يكون سببه الحزن الشديد الذي كنت قد تدحرجت في واديه..

ولم أرجع بعده واقفة..كله ممكن..

في هذه اللحظة كانت الصورة قد توضحت لي معظم أجزائها....

فطلبت منها التوقف عن الحديث......

وتوجهت بالشكر لها ومن قبلها أمها الصبور...

ودعوت الله تعالى أن أكون فترة عملي بينهن أختا وابنة...

تسعى لتخفيف مصاعب رحلتها ،ورفع جزء من الحمل الثقيل بصدرها عنها....

أخذت الإذن منها للكشف عليها......فاستجابت...

كانت العلامات الحيوية عندها مستقرة..(النبض،الضغط..والتنفس)..

أما عند الكشف على الجهاز العصبي فقد كان واضحا معالم الشلل

(ضعف العضلات) في يديها ورجليها كاملة....

وعند استخدام الدبوس لتحديد الاحساس كانت فاقدة له في كامل الجسد ماعدا الرأس والرقبة....

وبالطبع لم تكن تستطيع التحكم في عضلات التبول أو التبرز...

ياله من أمر صعب....اللهم قوها..واحفظ لها والديها...يا حفيظ..

بالنسبة لكشف الحمل....فقد كان ارتفاع مستوى الرحم يدل على وصولنا للشهر السابع...

ومن السهل أن يتبين الطبيب احتوائه على جنينين...أحدهما واضح المعالم...

تستطيع تحديد مكان الرأس(والذي كان ما زال بالأعلى)..والظهر والقاعدة....

وسماع نبضه لم يكن صعبا...get-2-2008-dbttwedi.gif

أما الآخر فقد كان ككتلة متكورة على نفسها..لاتستطيع تمييزها...

ولم يكن هناك من داع لايجاد النبض..

استأذنتها لأتوجه إلى نائبنا الذي ينتظرني وزملائي بالمكتب....

فطلبت مني تقديم العذر لها لأنها لم تستقبلني أول قدومي....

فقد أصبحت تمِلُ من الحديث في قصتها...

ويزداد الملل أكثر مع أولئك الطلبة الذين يدرسون الطب ويحضرون اليها للكشف عليها مرارا وتكرارا....

وكأن الناس هنا لم ترى مثل حالتها...

ابتسمت لها قائلة :أصدقك القول أختي أنه لم يمر علينا مثل وضعك....

فما يميز مرضك أنه مصحوب بحمل....وهذا ما لانراه عادة في دراساتنا..

ولكن لاتحزني أنا أعرف أن طلبة الطب وحتى أطباء التدريب مثلنا قد يكونو مصدر ازعاج لكم أيها المرضى...

وأنكم تفضلون متابعة الأخصائي فقط لكم.....

ولكن تأكدوا أن الأخصائي لم يصل لهذه المرحلة إلا بعد تعلمه من مرضى قبلكم...

تدرب في السابقين(تحت اشراف اخصائي) وأصبح جاهزا للحاضرين...

كأخصائي يُشرف على أطباء جدد..

فاصبري أختي ولك الثواب فيما نتعلمه.....

وسنسعى جميعا إلى الابتعاد عن كل مايضايقك....فنحن أخوتك قبل أن نكون أطباء...

ودَعتها على أن يكون لقاءنا قريبا....بإذن الله تعالى..

دخلت على النائب.....سلمت عليه وجلست.....

شجعني بابتسامة لأذكر له مالدي من أسئلة....

اعتذرت أولا بأنني لم ارى سوى حالة واحدة....

ولكني بالتأكيد سأمر على الباقين ولن أتأخر عن واجبي...

كانت برأسي أسئلة كثيرة....

يتقدمها السؤال عن فائدة العلاج الذي تأخذه هذه السيدة مادام لايوجد تحسن في حالتها...؟

فلماذا نغامر بالجنين الباقي ؟

أما السؤال الثاني عن أثر بقاء الجنين الميت في بطنها كل هذه المدة..؟

وسؤالي الثالث...متى نتوقع لها الولادة.....

خاصة أنها لن تحس بآلام المخاض.....وانقباضات الرحم....أبدا...؟get-2-2008-dbttwedi.gif

 

 

get-2-2008-dbttwedi.gifأسئلة كثيرة تواجهنا نحن الاطباء خلال تدريبنا.....

بل أكاد أجزم أن الأخصائيين أنفسهم تقابلهم بعض الحالات التي يقفون عاجزين عن توضيح جميع معالمها

قبل التشاور مع بعضهم البعض في اجتماعات مطولة....

قد ترسو على قرار معين...أو يبقى الغموض يغطي صفحتها... تفهم النائب حيرتي....وبين لي أن معظم اجابات هذه الأسئلة مازال متبادلا بين الأخصائيين المشرفين على هذه الحالة... الأخصائيون...؟ نعم الأخصائيون....فهذه الحالة يشرف عليها عدد من أخصائيو الامراض العصبية والنساء والتوليد...يتشاورون في حالتها ويغيرون في خطة العلاج حسب نتائج فحوصاتها....

ويعطي القرار النهائي كبيرهم بعد الاجتماع.... وما علينا إلا تنفيذ أوامره.. ولخص لي فحوصاتها وخطة علاجها القائمة حتى اليوم... و حتى يسهل الامر علي....رسم لي مخططا لمتابعتها.. أُجيزه اليكن كما يلي :

1:متابعة العلامات الحيوية عندها يوميا(النبض،الضغط،والتنفس)....خاصة أن عضلات التنفس قد تصاب بالشلل اذا عاود الفيروس هجومه على الجسم... والحمد لله لم تكن هناك علامات لالتهاب جديد....فتم تقليل جرعة الكورتزون الذي تتناوله..

2get-2-2008-dbttwedi.gif:متابعة أي تحسن في الاحساس..أو أي تقدم في عودة الحركة لأطرافها...

والمواصلة في حقن الفيتامين المقوي للاعصاب الحسية والحركية...

3get-2-2008-dbttwedi.gif: انتظار الجنين المتمسك بالحياة حتى وصول الحمل الى الشهر التاسع...

مع متابعته بصورة قريبة....خوفا من أي تهديد لحياته يحتم علينا اجراء عملية قيصرية لانقاذه فورا...

4get-2-2008-dbttwedi.gif:بالنسبة للتوأم المتوفي فقد تمسك به الرحم ولم يلفظه لحكمة يعلمها الله سبحانه....

ومن لطف الله بالأم وبالجنين الحي أن جعل هذا الميت داخل كيس اميوني خاص به ومشيمة منفصلة عن توأمه...

وهذا ما جعله بعيدا تماما عما حوله.....ولن يسبب أي ضرر لتوأمه...

ولكن من المتوقع أن المواد الموجودة في دم الأم والمسئولة عن عملية التجلط الطبيعية سوف تنتقل من دم الأم الى الجنين الميت لتترسب حوله

(فقد أصبح جسما غريبا) وتكون تجلطات على سطحه مما يؤدي ألى تشوهه....

وبالتدريج سيقل تركيز هذه المواد في دم الأم....

مما سيؤدي بعد زمن الى قلة عملية التجلط عند الام فتصبح معرضة للنزيف الخارجي أو الداخلي واللذي قد يكون قاتلا.. لذلك علينا متابعة فحص الدم الذي يوضح تركيز المواد المهمة للتجلط....بصورة دورية...

5:الاستعداد لأي طارئ مثل نزيف حاد من أي مكان في جسم الام

(الأنف،اللثة...أو نزيف داخلي بالمعدة يظهر باستفراغ دم، أو من الامعاء يكون بنزيف من المستقيم...وقد يكون النزيف من الرحم..)...

وفي هذه الحالة يتم نقل دم من نفس الفصيلة....وتجهيز بلازما لتعويض المواد المهمة للتجلط....

وبالتأكيد اجراء عملية قيصرية لاخراج الجنين الحي...وتوأمه الميت..

6:التأكد من اهتمام الممرضات والأهل بتقليب المريضة ووضع البودرة على ظهرها

لحمايتها من أي تقرحات يمكن أن تكون هي الأخرى سببا لالتهاب.....أو نزيف.....قد يصعب توقيفه..

7:وأخيرا الاهتمام بالناحية النفسية للمريضة.....

فهي فريسة سهلة للدخول في الاكتئاب الذي سينعكس بالكثير من السلبيات عليها.....وعلى جنينها.. وقد أكد لي نائبنا أنه إذا مر الحمل حتى دخوله الشهر التاسع بسلام دون أي عقبات..

فليس هناك مايمنع أن تتم الولادة بصورة طبيعية...سوى أن هذا الأمر يتطلب متابعة متقاربة جدا لانقباضات عضلة الرحم

(التي يمكن أن نحس بها بيدنا إذا بدأت)..ولعنقه.. ولكن رفقا بحالتها،ومنعا لأي مضاعفات يرى الاخصائيون اجراء عملية قيصرية لولادتها....

وان كان هذا الرأي مازال مبدئيا قابل للتغيير حسب ماستحمله لنا الأيام خلال هذان الشهران... شكرته كثيرا على دعمه المتواصل.....ودعوت الله أن أكون كما يتمنى مع مريضاتي...

مجتهدة ،محبة وملتزمة بتقوى الله تعالى فيهن.. توكلت على الله ....ورسمت ملاحظاتي عن الحالة في ذاك اليوم....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قبل يومين اتصلت بي صديقة لي _وهي طبيبة أيضا_بالمملكة العربية السعودية

تخطرني بمرض ابنة عم لها متزوجة منذ عام وهي الآن حامل في شهرها الرابع....

وتريد أن أنظر لها عن امكانية العلاج هنا في ألمانيا لمثل حالتها التي احتار معها الأطباء هناك......

وبالتأكيد كان سؤالي الأول عن ماهية ذاك المرض الذي يُلزم البحث عن علاج له في الخارج....

فكانت اجابتها مصدر دهشة لي من الصدف التي تقابلنا فجأة دون انذار.....

فابنة العم تعاني من شلل كامل لليدين والرجلين متلازما مع حملها...!!!! ياسبحان الله .....

ماكنا نتحدث عنه بالأمس سيتكرر أمامي مرة أخرى...

ما عشته في بلادنا العربية سأمر به ثانية مع سيدة من بنات جنسي ولكن في بلاد الغرب...

هنا في ألمانيا.....

فماذا ياترى ستكون كلمة العلم هاهُنا أمام هذا المرض الذي بدأ بالارتفاع في نسبة المصابين به... كلي شوق لبدأ هذه الرحلة....

عساني أستفيد منها...وبالتأكيد ستكون مقاعدكن محجوزة معي في رحلتي هذه...

بالتأكيد لن تكون البداية قريبة.....

فاجراءات طويلة تنتظرنا من ارسال فحوصاتها من هناك حتى وصولها...

ومن ثم عرضها على الأخصائي الذي سيقرر احضارها ،

أو يمتنع عن الدخول في مغامرة مع هذا المرض خاصة في وجود الحمل....

الذي أعاق على الأطباء في بلدها التمكن من اعطائها العلاج المناسب خوفا من الاضرار بجنينها التي تتمسك به....وبقوة...

ومما استطعت فهمه أن المسبب للحالة هذه المرة ليس فيروسا....كما رأينا في قصتنا.....

بل تكوُن أجسام مضادة ذاتية كونها جسمها ضد الأعصاب الحسية والحركية...

وهذه من الامراض المتوارثة عائليا....

وتكوين الجسم لأجسام مضادة ضد أنسجته يسبب أمراضا كثيرة منها مثلا :

1)تكون أجسام مضادة ضد أنسجة القلب يسبب حمى روماتيزم القلب وضيق الصمام الميترالي(يختلف عن مرض ضيق شرايين القلب)..

2)تكون أجسام مضادة ضد خلايا الميلانين في الجلد (التي تعطي الجلد لونه)يسبب مرض البرص..

 

3)تكون أجسام ضد المفاصل يسبب التهاب الروماتيزم بالمفاصل..

4)تكون أجسام ضد الغدة الدرقية يكون سببا من أسباب انخفاض هرمونها...وتسمى الحالة مرض هاشموتو..

5)أجسام مضادة ضد الأمعاء ويسبب مرض كرونز الذي تتكون به تقرحات بالامعاء الدقيقة.. وغيرها من الأمراض التي يصعب العلاج فيها لأنه مربوط بتقليل انتاج الاجسام المضادة في الجسم

وبالتالي انقاص مناعة الجسم باستخدام الكورتزون مما يؤدي إلى مضاعفات اكثر...

ومن ذاك اليوم وأنا استرجع قصة مريضتنا التي مضى الآن أكثر من أربع سنوات منذ وَدَاعِي لها....

بعد أن أمضيت معها شهران متتابعان....

كنت أختا ،صديقة...وطبيبة... كنت في كل صباح أبدأ بها مروري على مريضاتي أتحدث معها وأحاول اضحاكها،

رغم فشلي أحيانا،بسبب عدم رؤية ابنتها،

والتي ظل الزوج متمسكا بعدم احضارها معه في زياراته القليلة لزوجته... كانت كل محاولات طاقمنا الطبي تتركز في الجانب النفسي لها.....

فالاكتئاب أقوى عدو لصحتها...وصحة جنينها... كانت تتلهف لزيارة أخصائي الأمراض العصبية فمعه يتجدد الأمل في التحسن من جديد.....ولو ببطء شديد... وبالفعل بدأ بعض الأمل يعود إلينا حين استطاعت تحريك أصابع يدها اليسرى....

لن أنسى تلك اللحظة أبدا....فقد اشتعلت شرارة أمل صغيرة معلنة الاحتمال باكتمال الاضاءة من جديد... يا سبحان الله...سبحان الخالق القادر على تسوية البَنَان... ....

كم مرة نحرك فيها أصابع يدينا الاثنتين يوميا دون أن نحس بعظمة هذه النعمة...؟ اللهم أعنا على شكرك دائما وأبدا على نعمك الكثيرة التي لاتعد ولاتحصى... بدأ فريق من أطباء العلاج الطبيعي لزيارة مريضتنا...ومحاولة تدليك يديها ورجليها...وتمرينهما.. وأصدقكن القول أنه مامن تحسن جديد قد لاح أمامنا...

ولكن ابتسامة بسيطة بدأت تظهر على وجهها كانت فيها كل روح التفاؤل والثقة بالله... وعدها أخصائي الأعصاب نقلها معه في قسمه بعد ولادتها وبذل كل ما يمكن لها....

 

 

أما الآن فيجب ان نهيء أنفسنا لولادة الطفل المنتظر.....ومعه توأمه الميت... كنت ألاحظ كثيرا أثناء الكشف عليها وجود بعض التقلصات اللاارادية لعضلات الرحم وأحس بها تحت يدي....

كما كنت أرى وأستشعر حركة الجنين والتي كنت أشجع الأم للنظر إلى بطنها ومعاينتها....

فبذلك تتمكن مثل كل الأمهات من متابعة حبيبها.....ولو للحظات..!! وجاء اليوم الموعود...بعد دخولنا الأسبوع 32....

قرر كبير الاخصائيين ولادة الطفلين....الحي والميت بعملية قيصرية....

وبالطبع لن نحتاج إلى التخدير...وما دخولنا لغرفة العمليات إلا لتوفير المكان المعقم.... كانت فحوصاتها كلها مطمئنة والحمدلله....فقد حماها خالقنا من أي مضاعفات يمكن أن يتسبب بها الجنين الميت....

خاصة فقدان الدم قدرته على التجلط....والحمدلله... تمت الولادة كما تمنينا.....بكل أمان....

وعلا صراخ الصغير داويا...وبقوةِ....

خطت دموع الفرح على خدي أمه.......وعلى قلوبنا... حملناه لجدَيه بالخارج اللذان انتظراه طويلا......فرحا به وبكفاحه مع أمه حتى خروجه الى هذه الحياة بقدرة خالقه......

وكان لنا نجمة أخرى في سماء المعجزات.... وبعد أيام....جاءت لحظة الفراق....تلك اللحظة التي لانحبها نحن الأطباء لمن تعودنا عليهم،وأحببناهم....

ولكن يبقى عزاؤنا وبلسم أحزاننا..البسمة التي نراها مرسومة على شفاه مرضانا..

والدعاء الذي نسمعه عند وداعهم.... ودعنا والِدَين صامدين مع ابنة بارة......وحفيدا.. فارقونا في محطة...

لركوب قطار رحلة جديدة تعود بهم الى قسم الأمراض العصبية...

لايعرفون كم ستستمر بهم الرحلة....ولكنهم جميعا متأكدون أن الإيمان والثقة بالذي أخرج ابنهم سليما معافى رغم كل ماقاسوه سيكونان خير ونيس......وخير رفيق بتلك الرحلة...

 

 

انتظرونى مع القصة القادمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

أبكتني القصص والله المستعان

نعم في نعمة لا نشعر بها ، اسأل الله أن يوزعنا على شكرها.

 

بارك الله فيك يا حبيبة ، ونتابع معك بإذن الله .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الـسلام عليكم ورحمـة اللـَّـه وبركـاته,,

 

سبحان اللـَّـه..

العليُّ القدير الحكيم ..

قصة أليمة وحزينة و استغرقت كثير من الوقت لقرآءتها

باركـ اللـَّـه فيكـِ

كم مرة نحرك فيها أصابع يدينا الاثنتين يوميا دون أن نحس بعظمة هذه النعمة...؟

اللهم أعنا على شكرك دائما وأبدا على نعمك الكثيرة التي لاتعد ولاتحصى...

الحمد للـَّـه ..اللـَّـهمّ آمين

لي تعليق آخر وسامحيني :)

الحمد للـَّـه الذي لا يحمد على مكروه سواه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قصص رائعة الحمدلله الذى نجانا من ما ابتلاهم به

 

جزاك الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

أبكتني القصص والله المستعان

نعم في نعمة لا نشعر بها ، اسأل الله أن يوزعنا على شكرها.

 

بارك الله فيك يا حبيبة ، ونتابع معك بإذن الله .

 

 

نعم مؤثرة بالفعل

اللهم آمين

وبارك الله فيك امل الامة الحبيبة

تسعدنى متابعتك غاليتى

 

 

الـسلام عليكم ورحمـة اللـَّـه وبركـاته,,

 

سبحان اللـَّـه..

العليُّ القدير الحكيم ..

قصة أليمة وحزينة و استغرقت كثير من الوقت لقرآءتها

باركـ اللـَّـه فيكـِ

 

كم مرة نحرك فيها أصابع يدينا الاثنتين يوميا دون أن نحس بعظمة هذه النعمة...؟

اللهم أعنا على شكرك دائما وأبدا على نعمك الكثيرة التي لاتعد ولاتحصى...

الحمد للـَّـه ..اللـَّـهمّ آمين

لي تعليق آخر وسامحيني :)

الحمد للـَّـه الذي لا يحمد على مكروه سواه

 

 

نعم كانت احداث القصة طويلة

وبارك الله فيك اختى الحبيبة

 

مرحبا بك وبتعليقاتك التى استفيد منها واسال الله ان تفيد الجميع

 

واى تعليقات اخرى لاتترددى فى طرحها

 

 

 

 

قصص رائعة الحمدلله الذى نجانا من ما ابتلاهم به

 

جزاك الله خيرا

 

 

جزانا الله واياكِ دانة الاسلام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

همسةاحداث القصتين السابقتين خير دليل على قدرة وعظمة الله في خلقه

بل هي رسائل تتجلى في قيمة الرضا والاحتساب بأقدار الله

نتعلم منها الصبر والثبات والاستعانة برب الارباب مع بذل الاسباب

والله اذا احب قوما ابتلاهم

اسأل الله ان يرزقنا الصحة والعافية وان يرزقنا ذرية صالحة سليمة معافاة

اترككم مع القصة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

4

قصة قصيرة...

اقتربت الساعة من الثامنة مساء.........

دقائق قليلة وتظهر زميلتي لتأخذ مكاني بالحوادث وتتركني احمل حقيبتي ركضا نحو بيتنا....

آآآآآآآه...ياله من يوم متعب...

ولكن الحمدلله....

هاهي دقائق قليلة ستمر،وأعود بعدها لأمي ـ حفظها الله ـ

لأجدها بانتظاري ....

ماذا طبخت لنا اليوم؟.....

لاداعي للتفكير فكل ماأجده سيكون لذيذا لمعدة لم تعرف الطعام منذ الصباح.....

 

ومن أين لنا الوقت للأكل في قسم الطوارئ...؟

 

نحن في هذا القسم لانعرف حتى شكل الماء الذي لالون له أو رائحة...أو حتى طعم؟..

كل مانعرفه هو استقبال مرضى لانقاذ حياتهم

وتوديع آخرين كتب لهم الله سبحانه وتعالى الشفاء....

ومواساة أهل مريض فارقتنا روحه الى المولى الأعلى.....

بعد محاولات عدة لانقاذه...

ولما كانت بعض الحكومات العربية غير قادرة على تعيين عدد كبير من الأطباء المتخرجين.....

فاننا نجد أنفسنا طبيبان أو ثلاث على الأكثر في قسم طوارئ....

قد يستقبل أكثر من 100 حالة في اليوم....

وبالتالي نعيش في وسط تحيط بنا الضغوط فيه من كل جانب خاصة أن الخطأ عندنا أو الاهمال قد يكون ثمنه حياة مريض......

فكيف سيكون موقفنا أمامه في يوم الحساب....

ويزيد الحال سوءا لو وجد الطبيب نفسه أمام أكثر من حالة طارئة عليه متابعتها بدقة في نفس الوقت...

والا كان المصير فقدان حياة انسان وثق به...

وسلمه أغلى ما يملك ....

صحته....وحياته...

وكثير من المرضى وأهاليهم ـ

اذا طلب منهم الانتظار قليلا لحين حضور الطبيب ـ

يعتقد أن هؤلاء الأطباء فريق مرفه.....

يتنقل بين الكافتريات وغرف الاستراحة للنوم......

ولا يعلمون أن هذا الطبيب الواقف أمامهم لم يمدد ظهره أو يذق شيئا منذ الصباح......

خاصة في قسم الطوارئ..

هل أخبركم أمرا عجيبا بعض الشئ.......

أن الحلوى التي يوزعها علينا أهل المرضى حين خروجهم بالسلامة

ـ ونضعها في جيوبنا وقتها ـ

قد تكون لنا سندا حين نحس بالجوع والفتور ولا نجد وقتا للتوجه الى الكافتريا الموجودة بعيدا من قسم الطوارئ......

فنضع تلك الحلويات بفمنا عساها تمدنا ببعض الطاقة حتى ينتهي يومنا بسلام.....

ولكن أصدقكن القول أخواتي أن شعور الجوع لا يعرف أساسا طريقه الى معدتنا أثناء ساعات العمل....

فكل تركيزنا موجه نحو المرضى...

المرضى فقط ....

دون أي شاغل آخر لتفكيرنا..

تنهدت قليلا....وأنا أرى الساعة قد تعدت الثامنة بربع ساعة....

يارب .....

أين أنت صديقتي.....

أرجوك أن تسرعي في خطاك.....

فالتعب بدأ يتملكني....

بعد عمل متواصل تخطى الاثنى عشر ساعة منذ الصباح.....

الحمد لله.....

هاهي ذي هنا تتقدم نحوي معتذرة عن تأخرها لزحمة قابلتها في الطريق.......

لم أركز في كل كلامها..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

....فقد كنت بحق تعبة جدا....

أريد فقط تسليمها ملفات المرضى بسرعة للحاق بأخي الذي ينتظرني بسيارته منذ ثلث ساعة..أو تزيد..

أكملت مراجعة كل الحالات الموجودة بعنبر الطوارئ معها......

وتمنيت لها ساعات هادئة من العمل خلال تلك الليلة.....

خرجت مسرعة نحو الخارج....

فقد تأخرت كثيرا عن أخي....ولكنه طبيب أيضا...

يتفهم بعض التأخير في مصلحة المرضى...

توجهت نحو بوابة الحوادث....

وبدأت نزول سلالمها.........وهناك رأيتها......

رأيتها هناك.....أمام بوابة الحوادث...

سيدة في بداية العشرينات.........

...تنزل من سيارة صغيرة بمعاونة زوجها...

كانت تصرخ من الألم.....

مرددة احساسها بولادتها في تلك اللحظة......

وبالفعل كانت علامات الحمل في شهره الأخير واضحة عليها.....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بجانبها الآخر وقفت سيدة أخرى حاملة حقيبة متوسطة الحجم...

يبدو من شكلها أنها لوازم الأم وطفلها...

كانت تطمئنها بقرب وصولهم لقسم الطوارئ....

وتشجعها على رفع قدمها لبدء صعود عتبات سُلَمِهِ القليلة..

وحين بدأت بالصعود وقع بصرها علي.....

وكنت مازلت ارتدي زي الأطباء......

فنادتني وكل علامات الألم ظاهرة بصوتها......

ولا زلت أتذكر كلماتها كلها.......

قالت بعد أن جلست على سلالم الحوادث :

أيتها الطبيبة....هل أنت طبيبة؟

نعم يبدو لي هذا.....أرجوك ساعديني....

أحس بأن ولادتي قد حانت....ورأس الجنين خارج الآن......

لم أصدق ما قالت......كنت أظنها متوترة من ألم الولادة.....

أو كانت تحاول أن تظفر باهتمام زوجها واحساسها بمحبته وخوفه عليها.....

كما تعودنا من معظم الحوامل البكرية...

وقد خمنت في تلك اللحظة أن هذه ولادتها الأولى لصغر سنها...

اتجهت اليها كما يحتم علي الواجب ـ حتى لو انتهت ساعات عملي ـ وبدأت بتهدئتها....وتشجيعها للوقوف......

فكلها كم خطوة وتصل الى مكان الولادة.......

ولكنها أكدت لي بأنها لاتستطيع الحركة أبدا.....

طلبت من زوجها أن يطلب من حرس الاستقبال بالمستشفى كرسيا لنقلها للداخل........ولكن....

ولكن....قبل أن يتحرك من مكانه.....

صرخت سيدتنا صرخة عالية.....

ووجهت ظهرها الى الوراء لتتخذ ـ بفطرتها ـ وضعية الولادة....

أسندت ظهرها الى عتبة السلم التي خلفها.....

وضغطت بقدميها تحتها........

وهنا تبينت لي الحقيقة واضحة ......

هذه السيدة ستلد الآن في هذا المكان......

ولا خيار أمامي سوى الكشف عليها....

والتأكد من احساسي....

ولكن كيف ؟!!!!!!!!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماذا تظنونني فاعلة...؟

لقد انتهت ساعات عملي...

وهاهو شقيقي ينتظرني منذ أكثر من نصف ساعة.....

والأهم من ذلك ....أننا نقف في مكان عام ..

لايغطينا سوى سماء امتلأت بالنجوم....

يتوسطها هلالنا المضيء بابتسامة ترحيب للمولود الجديد.....

المولود الجديد.!!!!.......

مسكين هذا الرضيع القادم.....

لم يرى أمه تتكيء على سلم تطؤه كل الأقدام ....أي أنه بعيد كل البعد عن النظافة....

ولا يعلم أن الطبيبة الواقفة أمامها لا تحمل معها حتى قفازات معقمة....

أو مناشف مطهرة....

وفوق هذا كله لايوجد معها مقص أو مشرط..خارجان من جهاز التعقيم.؟....

يالهي ......

يا له من موقف...

..وماهذا الآن.....؟..

ماء الجنين بدا بالتدفق من تحتها......

ليعلن ازدياد الوضع هيبة....

واشتداد الأزمة التي كنا بها....

يا الهي....لطفك يارحمن....

أخواتي .....ماذا تظنونني فعلت في مثل هذا الموقف....؟

وماذا كنت أنت فاعلة لو كنت مكاني..؟

 

وإليكن تتمة ما حدث....get-2-2008-dbttwedi.gifget-2-2008-dbttwedi.gif

لم يكن بيدي سوى الجلوس أمامها...على عتبة السلم أسفل منها...

وبدء الكشف على عنق الرحم.......بيدي من دون قفاز......

بعد مسحهما بعطر أحمله دائما في حقيبتي.....

وكانت المفاجأة جلية أمامي.....

العنق مفتوحا بصورة كاملة.....

ورأس الجنين كان قريبا جدا.......

ولِأَكن دقيقة أكثر.....

لقد كان الرأس متجها نحوي.....get-2-2008-dbttwedi.gif

طلبت من زوجها الاسراع فورا الى داخل القسم ومناداة طبيبا للمساعدة.....

على أن يكون معه مقصا من غرفة التعقيم....

أما قريبتها فسألتها مناولتي بعض القطع والملاءات النظيفة من حقيبتها......

ومساعدتي في استقبال الجنين القادم......

فلا أظن أن الزمن سيسعفنا حتى وصول المعونة......

كان أخي يحاول الاتصال بي في ذاك الوقت لاستعجالي في الخروج.....

ولكن دون مجيب....فلم يجد أمامه سوى التوجه نحو الحوادث باحثا عني.....

وهناك وجدني....عند بوابتها...

في موقف لا أحسد عليه...

كنت أحمل الرضيع الباكي في ذاك الوقت بيدي العاريتين وألفه بقطعة كبيرة وسلمته لأمه.......

ولما كان شقيقي طبيبا أيضا.. تحرك فورا لنجدتي....

 

كانت الأحداث تتسارع بقوة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

......في غضون دقائق معدودة.....

لاتسمح بوصول الفريق المساعد من داخل المستشفى...

وجهت أخي لفتح حقيبتي....

فهناك مقص صغير موجود بداخلها لاستخدامي الشخصي....

طلبت منه تعقيمه بالعطر الموجود بجيب الحقيبة......

 

وأخذت من قريبتها قطعة نظيفة.......

قصصنا منها جزءا رفيعا لربط الحبل السري في مكانين لحين قصه بالمقص المعقم ..

بعد وصول المعونة من زملائنا....

توجه أخي للداخل بحثا عن أقرب مقص خارج من فرن التعقيم....

وجلست أنا لتهدئة الأم والاستعداد لاستقبال المشيمة...

وبهدوء....تمت ولادتها بسلام....

كانت لحظات عصيبة.....

أحسست بالرعب فيها.....

وتملكني التعب أكثر مما كنت عليه أصلا....

ولكن

الحمد لله.......تم كل شيء بأمان......

في هذا الأثناء حضر زميل لي مع أخي حاملا المقص المعقم........

قطع الحبل السري......

معلنا اكتمال الولادة بنجاح....get-2-2008-iky1wvl8.gif

بعد ذلك تم حمل الأم وجنينها الى الداخل......

لمتابعتهما لمدة ساعتين....

وبقيت أنا مكاني أحاول تغطية ما خلفته الولادة بقطع أخرى لحين وصول عاملات النظافة......

اعتذرت لقريبة المريضة لأنها ستضطر عن الاستغناء عن كل هذه الملاءات واحضار أخرى جديدة.....

فكانت لطيفة في كلماتها المعبرة عن سعادتها بسلامة شقيقتها كما قالت.....وهذا هو الأهم..

حضر شقيقي ـ الله يحفظه لي ـ لمعاونتي بحمل حقيبتي والتوجه لأقرب مكان مناسب لغسل يدي وتعقيمهما.....

كانت تجربة صعبة علي.......

أن أستخدم يدي مباشرة في مثل هذه الامور دون قفازات.....

ولكن لم يكن أمامي خيار آخر....

فحياة الجنين وأمه كانت الأهم.....

والحمدلله ...لم أضطر لخوض مثل هذا الأمر المزعج مرة أخرى ......

طوال فترة عملي بأقسام المستشفى المختلفة...

 

وانتظرنى مع القصة القادمة...rose.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الله المستعان

كم هي تجارب غريبة ورائعة في نفس الوقت

ليتني كنت طبيبة :dry:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هذه الأخيرة تجربة غريبة!

أعجبني سرعة بديهة الطبيبة وتوظيفها الأشياء الموجودة بين يديها

متابعة بإذنه تعالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

موضوع قيم

جزاك الله خيرا حبيبتي

أحزنتني القصتين الاولتين حمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الله المستعان

كم هي تجارب غريبة ورائعة في نفس الوقت

ليتني كنت طبيبة :blush:

 

بارك الله فيكِ أختى'محبة النبي عليه الصلاة والسلام'

ربنا يحقق لك ماتتمنيه

 

 

 

قصص مؤلمة

واصلي بارك الله فيك

 

فعلا الحمد لله على نعمه التى لا تعد ولا تحصى

ان شاء الله يا غالية

 

هذه الأخيرة تجربة غريبة!

أعجبني سرعة بديهة الطبيبة وتوظيفها الأشياء الموجودة بين يديها

متابعة بإذنه تعالى

 

هذه الاخيرة كثيرا ما تحدث

 

وايضا توفيق ربنا اولا واخيرا

 

تسعدنى متابعتك دوما حبيبتى ملاذ الفرح

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

موضوع قيم

جزاك الله خيرا حبيبتي

أحزنتني القصتين الاولتين حمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى

 

جزانا الله واياكِ اختى 'نقابي نعمة من ربي'

 

فعلا الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

5-قصة قصيرة

لي صديقة من شمال ألمانيا...جارة كانت...وبالتدريج صارت صديقة.....

عرفتها منذ قدومي الى بلادها....تميزت بنعمة الإسلام....

هذه النعمة التي أحسست بها جلية عند هذه المرأة....

نعمة كثير منا لم يعطها ماتستحقه من قيمة.....

ربما لأننا ولدنا وقد كتب على شهادات ميلادنا إسلام والدينا في الديانة...

أو ربما أننا تسلمنا جوازاتنا وقد طبع عليها كلمة مسلم بصورة رسمية...

كانت زوجة لرجل من بلاد الشام مسلم مثلنا.......

تزوجته من 10 سنوات مضت،

بعد أن أعلنت إسلامها قبل ذلك بشهور.... بمساعدة هذا الرجل نفسه...

فاستحق أن تعرض نفسها عليه ليتزوجها ويكون حِصنا لها بعد تخلي والديها وأهلها عنها لإسلامها....

 

كانت سعيدة بهذا الزوج الذي علمها أكثر وأكثر عن الإسلام....

وساعدها على حفظ سورقصيرة ـ ولو قليلةـ من القرآن ..

وازدادت سعادتها حين سمعت بأن أختا مسلمة لها من بلاد الحرمين الشريفين قد سكنت حديثا بجوارها.....

فأتت لزيارتي وكل علامات الترحيب والبهجة بادية على وجهها...

حاملة معها غداءها كنوع من الكرم الذي قل مانجده في بلاد الغرب...

استغربت أمرها في البداية....فالترحيب الذي وجدته عندها لم أجد مثله من بعض العرب المسلمين هنا..(ليس كلهم إنما بعضهم)....

فسعدت بها كثيرا....وأحسست بالاطمئنان لشخصها.....وبعد أيام تشجعت لزيارتها...

 

 

دخلت بيتها يوما....ووجدت مكتبتها قد ملئت بكتب اسلامية مصفوفة باللغة الألمانية...

منها تفسير القرآن الكريم،وصحيح البخاري ومسلم،وفقه الإسلام وشرائعه....كل هذا قد تُرجِم باللغة الألمانية.....

على يد قلوب مؤمنة ترغب بالأجر من الله سبحانه وتعالى في توصيل كلمته لكل عباده في هذه الأرض ولو اختلفت لغاتهم ولهجاتهم...

كان باديا عليها التزامها بالقراءة وحرصها على التعلم...

رغم مضي كل هذه السنوات العشر...لم تكل أو تمل من التعلم....كما نفعل نحن بابتعادنا عن التعلم في ديننا...

وانشغالنا بأمور دنيانا الزائلة....وتضيع منا الساعات والأيام دون أن نحفظ آيات من القرآن الكريم...

أو نقرأ في أحاديث صحيح البخاري ومسلم...

أو نضيف معلوماتنا الفقهية والتشريعية...وهذا سبب ضعف الايمان عندنا وجزعنا من أول مشكلة نقابلها...

 

أحضرت لي ما نشربه معا...وبدأت بسؤالي بلغة عربية ضعيفة،لكنها جميلة....

عكست لي قوة هذه المرأة ورغبتها في تفهم لغة كتاب الله مهما واجهت من صعاب...

بدأت حديثها بالحديث عن بلادها ومجتمعها وعاداتهم وقواعد حياتهم التي يرتكزون عليها...

ومن ثم بدأت بأسئلتها لي عن مكة المكرمة والمدينة المنورة...وكيفية الحياة هناك...

خاصة أنها تحلم بالحياة باحداهما مع زوجها باذن الله تعالى...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أحسست بأنها قد رسمت عنا نحن المسلمون في بلادنا العربية صورة المؤمنون حقا ،الملتزمون بتعالم ديننا كاملة...

نحرص على صلاة أزواجنا وأبنائنا جميعها في المسجد....ونقف نحن الأمهات في امامة بناتنا في الصلاة بالمنزل..

نحب بعضنا....ولايعرف السب والتنابز بالألقاب طريقه بيننا.....

ونحرص على صلة رحمنا..ولانغتاب أو نتجسس.....أو نقع في النميمة أو الظن السئ...

ينام أبناءنا مبكرا بعد صلاة العشاء ليصحو معنا في صلاة جماعية لقيام الثلث الأخير من الليل حتى دخول وقت الفجر..

ولايعرفون السهر في التلفاز أو الانترنت..

في أحاديث لاتزيدنا الا ذنبا وبعدا عن طريق الله سبحانه....

ووجدت أنها ترانا نحن المسلمون وقد ارتسمت الابتسامة على وجوهنا لكل من نقابله في طريقنا دون تمييز بين عرق ولون...

وإن غضب أحد علينا وبدأ بالاساءة لنا...

رددناه بالحلم والصبر كما كان عليه رسولنا عليه الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله عليهم من بعده...

تحس بنا نحن المؤمنون الحق وقد تقوينا بسلاح الايمان أمام أي ابتلاء.....

لانجزع أو نخاف......فقد توكلنا في كل أمرنا على من خلقنا...

 

هذه هي صورتنا أمام منظار تلك المرأة....فهل ياترى هكذا هي حالنا...؟...

هل ياترى مازلنا بهذه اللوحة الجميلة...وبتلك الألوان الزاهية؟

ألم يتمكن الوسواس الخناس من تشويهها ببعض الألوان القاتمة التي أطفأت نور الايمان الحق فيها.....

وأضلت خطوطها المرسومةـ منذ الأزل ـ بعناية عن مسارها...؟

أرجو أن تكون الاجابة عندنا......وان لم تكن معنا الآن....

فلنبحث عنها....فبالتأكيد ستكون قريبة منا......

 

 

عدت بأفكاري الى صديقتي الجديدة.....كانت قد وصلت في حديثها عن علاقتها بأهلها...والتي قد توقفت من بعد اسلامها.....

بطرد أمها لها من المنزل وحرمانها من الميراث ان ظلت على طريق الاسلام.....لم تحزن على الخسران المادي بقدر حزنها على والديها وخاصة أمها.....

فحرصت على الدعاء لهما ولأختها بالهداية....

وكانت تردد لي دائما قولها بأن الدعاء هو مفتاح الفرج....

 

فمع الدعاء....تمكن زوجها من التوقف عن عادة التدخين...

وبالدعاء تنازل والدها وأختها....فأتو لزيارتها أكثر من مرة...وان كان ذلك يحدث دون علم الأم....

وبالدعاء تمكنت من الوقوف بجانب والدتها أثناء مرضها وحتى وفاتها رغم غضب الأم ورفضها لوجودها...

ولكن الدعاء أكسبها القوة للصمود أمام كل ما سمعته من كلام جارح...حتى وفاة الأم...

وقد أحزنها كثيرا وفاة أمها دون تذوق حلاوة الاسلام.....

ولكنها ارادة الله...يهدي من يشاء بغير حساب..

 

نظرت حولي ....كان البيت هادئا خاليا من أي أثرلصور أولعب أطفال....

لم أحب سؤالها عن انجابها على الأقل في ذلك الوقت المبكر من تعارفنا...

ولكني عرفت الاجابة منها بعد أيام...

فقد حكت في احدى زياراتها لي بأنها قد حملت بعد زواجها بطفل توفي في بطنها في الشهر الثامن دون سبب واضح طبيا.....

وحمدت الله تعالى على هذا الابتلاء ولم تجد سوى الدعاء ونيساً لها....

وحتى الأن وبعد مضي كل هذه السنوات لم يرد الله تعالى لها الحمل أبدا.....

سألتها ان كانت قد توجهت الى الأطباء لاستشارتهم.....فهزت رأسها بالايجاب قائلة أن الأطباء وجدوا أنها لاتعاني من أي أمر غير طبيعي سوى انسداد في أحد الأنابيب....

وهذا بالطبع ليس مانعا لها للانجاب.....فبقيت كل هذه السنوات لم تفكر حتى في متابعة التبويض وأيامه....

كانت موكلة أمرها في هذا الموضوع لله سبحانه وتعالى.....

وملأت وقتها بتعلم الدين الاسلامي واللغة العربية......وقد كان زوجها نِعم المعين والمشجع على ذلك....

سألتها عن عمرها فقالت أنها الآن ـ في ذلك الوقت ـ كانت في ال 38.....

فنصحتها بالذهاب لطبيبة فقط لمتابعة التبويض حتى تأخذ بالأسباب للحمل...

ولكنها لم تذهب.....وقررت متابعة طريقها الذي بدأته......

وبالتأكيد هذا الطريق لن تكون نهايته الا بخير....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مضي عام وأشهر..كنا نتقابل كثيرا...

كانت تسألنني عن ديننا الحنيف،وكنت أتعلم من أسئلتها...

ومن قوة ايمانها وحبها لله ورسوله وكتابه.....

معها أحسست بحلاوة هذه النعمة الحقيقية.....

وبالتدريج بدأت أتعلم معها اللغة الألمانية،وأساعدها في تقوية لغتها العربية....

وتقوية علاقتنا القائمة على حب الله لقلبين من مجتمعين غريبين ...

جمعتهما كلمة الله....وحب الله تعالى...

حتى أنني أذكر في خلال علاجي بالمستشفى بعد مضاعفات التنشيط التي تعرضت لها....

كانت مداومة على زيارتي...وأحضرت طعاما لي ولزوجي حاولت ـ كما قالت ـ أن تجعله قريبا من طعامنا نحن العرب....

جزاها الله تعالى ألف خير .....لم تقصر معي أبدا ....كانت نعم الأخت في الله.....

وكانت تردد دائما قولها بأنها تحب الله....وتحب أن تقدم كل ما يحبه الله تعالى...

و قبل شهرين.....أخبرتني بأنها الآن قد شارفت على سن الأربعين.....

لذلك ترى أنه من الأفضل البدء بالمتابعة مع الأطباء.....

خاصة أن العلاج في ألمانيا بالنسبة لمن تريد الحمل مدعوم لمن عمرها بين 25 ـ 40...

فقط خاصة اذا احتاجت الى أطفال الأنابيب....

وطلبت مني أن أكون معها في زيارتها الأولى ان سمح لي زمني......

وبالتأكيد لم أجد مانعا لذلك.....

 

 

 

توكلنا على الله.....وكانت طوال طريقنا تردد سبحانك اللهم وبحمدك،سبحان ربي العظيم

لاحول ولاقوة الا بالله ،ولامعبود بحق الا الله...

وغيرها من التسابيح التي أصبحت أرددها أنا أيضا مثلها...

كانت تُسَبِح في خشوع...غير آبهة بأولئك الناس من بني جنسها الذين يرسلون نظرات مختلسة تجاهها....

وتجاه حجابها...

الذي فاق التزامه حجاب كثير من أخواتنا المسلمات هنا في بلاد الغرب....

اللاتي ابتعدن كثيرا عما تعلمناه عن الحجاب....وكم كنت أصاب بالاحراج حين كانت تسألني أحيانا عن كيفية الحجاب الصحيح....

وسبب عدم التزام هؤلاء المسلمات به.....هل هناك ترخيص او استثناء ...أو ماذا؟.....

وباحراج أجد نفسي لا أجيب الا بأن عدم الالتزام بتعاليم الدين موجود في كل الأديان السماوية والدنيوية....

فلاغريب ان كان بعضنا ابتعد عن التمسك بدينه كمن يمسك على جمرة.....

وكنت أتمنى بقلبي لو تذكر كل مسلم ومسلمة ـ على الأقل في بلاد الغربة ـ أنهم سفراء لدين الله ،يمثلون آخر أديانه...

فيحرصون أكثر على الالتزام لتوصيل رسالة للغرب عن قوة قناعتنا بديننا ورسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وقرآننا الكريم.....

بدل الظهور بهذه الصورة المحرجة التي تزيد سخرية أعداء الاسلام منا...

نبهتني صديقتي لوصولنا الى العيادة المقصودة.....

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×